قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والثلاثون

فابتسم بلزوجة وقال:
- هدئي من روعك فأنا هنا لأواسيك بعد كل شيء
قلت بسخرية:
- تواسيني على ماذا؟
رد بثقة:
- على رؤية من تحبين مع اخرى
تابعت بلهجتي الساخرة:
- انا؟! احب؟ يبدو انك جننت فعلا. احب من؟
ثم اكملت ببرود:
- هذا النوع من المشاعر لا اعرفه فلا تحاول حتى التفكير في الأمر، ابتعد من هنا انا اساسا لا افهم من اين اتيت بالجرأة لمواجهتي بعد ما فعلت عموما ابتعد عني انا لا اريد رؤيتك.

فجأة امسك معصمي وجذبني بقوة اليه وهو يقول:
- وإن لم افعل؟
قلت بغضب:
- الم تتعلم درسك؟
وحاولت جذب معصمي من قبضته حين قاطعنا صوتا جافا باردا يقول:
- اتمنى الا اكون مقاطعا لشيء ما
ميزت صاحب الصوت على الفور واستدرت في دهشة لتصطدم عيني بعين جين الذي وقف عند باب السطح وينظر لما يحدث في برود تام في هذه اللحظة ترك يوجين يدي قائلا بإبتسامة صفراء:
- لا. لم تقاطع شيء
ثم نظر لي وقال:
- فلنكمل فيما بعد.

واتجه نحو باب السطح مغادرا ليتبقى جين وانا وقفنا في صمت تام، سحقا لا ادري ما اقول وكلما نظرت اليه اتذكر ما شهدت منذ دقائق اخيرا قال:
- يبدو انك حصلت لنفسك على رفقة ممتازة
قلت بسرعة مدافعة عن نفسي:
- هذا لم يكن شيئا انا لم اخالف ايا من شروط اللعبة لقد كان هو من تعدى علي
قال بسخرية:
- اجل اجل هو من اعتدى عليك كما يحدث في كل مرة لكن هذا ليس اختصاصي اليس كذلك؟

ايشير الى ما قلته حين تشاجرنا انه لا يملك اي نوع من السلطة علي. جميل هذا ما كان ينقصني ليس فقط اني لا اريد النظر الى وجهه الأن بل وايضا هذا الكلام المستفز الذي يتفوه به خصوصا بعد ما رأيت مما دفعني لأرد برد سيجعل الأمور اسوء:
- اجل لم يعد من اختص.
توقفت عن الكلام لملاحظتي تلك الضماضة على معصمه وكتفه كيف لم الحظها من لبداية؟ اقتربت منه وقلت وانا اعقد حاجباي:
- ماذا حدث لذراعك؟

الضماضة تبدو حديثة جدا في ذراعة اليسرى. البارحة. الرصاصة. وذلك الرجل الذي انقذني. ان اصابته مطابقة تماما لتلك التي تلقاها من حماني امس قلت في شك وانا امسك معصمه:
- تلك الإصابة هل يمكن.؟
نزع يده بعنف من يدي وقال:
- لا تلمسيني يا جوزيفين.

ثم استدار راحلا في غضب. للأسف انا لم املك الوقت لأهتم لغضبه الأن فرأسي تدرور اشعر اني تائهه لماذا؟ اني املك بالفعل الكثير من المعلومات لكنها ليست مرتبه بل كل معلومة في اتجاه مختلف عن الأخرى احتاج لحلقة وصل لكل هذا ثم ما الذي يعنيه تدخل جين في كل هذا؟ ان هذا يجعل الأمور اسوء لكن امر هذه الإصابة يدعو للشك. هل يكون هو فعلا من انقذني ام اني قد بدأت اخرف؟، نظرت الى بوابة المدرسة من السور لأرى سيارة سوداء متوقفة امام البوابه فقلت:.

- اه يا الهي تأخرت
واسرعت بالنزول لألحق السائق.
دخلت المنزل فلم اجد فيه احد لا يزال الثلاثة مختفين لقد اصبح الأمر مريبا فعلا سمعت صوتا ات من غرفة المكتب الخاصة بسيتو فدخلته وانا اقول:
- سيت هل انت هنا؟
لكني لم اجد احدا في المكتب فتنهدت في خيبة امل ثم استدرت لأخرج لتقع عيني على ما جعلني اشهق في ذهول وذعر:
- انت!، كيف؟

فأمامي يقف هارولد زوج خالتي كريستل لقد كان تأثير المفاجأة شديدا على اني اشعر وكأن قلبي سيقفز من صدري من شدة الضربات، انا اهاب الرجل وخصوصا بعد تلك المكالمة المشبوهة التي سمعتها لكن السؤال هو ما الذي يفعله هنا؟:
- إن دهشتك تكاد تصل للرعب لرؤيتي
ابتلعت لعابي بصعوبة وقلت:
- ما الذي تفعله هنا؟
تقدم نحوي فتراجعت وهو يجيب:
- انا هنا لأتحدث مع سيستو فلدينا اليوم موضوع مثير.

قلت وانا اتراجع حتى التصقت بمكتب سيتو:
- مبكرا جئت اذن
وقف امامي مباشرة وقال:
- ماذا بك يا جوزيفين؟ اتشعرين انك لست بخير؟
لماذا اشعر بكل هذا الرعب؟ وما بال هذه الطريقة الغريبة التي يتحدث بها الي؟ انا لم اعد أأمن له منذ المكالمة، قلت بتردد:
- لا انا. انا بخير.

رفع يده اليسرى وتخلل شعره الأشقر بأصابعة كانت حركة سريعه لكنها كانت كافيه لجعلي ارى بوضوح تلك الصابه الممتدة من معصمه وحتى ساعده نفس الإصابة التي كانت على يد جين والتي تماثل تلك التي اصيب بها من وقف لحمايتي من الطلق الناري مما جعلني انظر اليه بعينين متسعتين وفتحت فمي لأسأله:
ماذا يحدث هنا
اوقفني صوت سيتو وقد عاد من عمله فقال هارولد بكل هدوء:.

- لا شيء، فقط اطمئن عليها فهي لا تبدو بحالة جيدة، على كل حال اعتقد اننا بحاجة الى التكلم فيما انا هنا لأجله
نظر لي سيتو واشار الى الباب قائلا:
- يمكنك العودة الى غرفتك يا جوزيفين.

ففعلت كما قال ليس وكأنني اريد ان اسمع ما سيقولان. اليس كذلك؟ لاتزال صدمة وجود تلك الإصابة في يده اليسرى هل يمكن؟، لا هذا مستحيل وغير منطقي بالمرة. بصراحة لم يعد هناك امرا منطقي بخصوص هذه العائلة او المدرسة او جين او ريتشارد او اي شيء في حياتي عموما. تنهدت ترى ما الذي يتكلمان فيه؟ شيء يتعلق بالشركة غالبا. جوزيفين انت مرهقة وبحاجة الى الراحة هكذا استلفيت على فراشي ولم تمض دقائق حتى كنت في سبات عميق...

شعرت بمن يهزني بقوة ففتحت عيني وقلت:
- ماذا؟
سمعت صوت دريك يقول:
- جوزيفين استيقظي هيا
- ماذا تريد يا دريك؟
رفضت ان افتح عيني فقال:
- فقط قومي
وعندما لاحظ اني لن افعل جذبني من فوق الفراش وقام بجري على الأرض فاعتدلت وانا افرك عيني واقول بغضب:
- ماذا تريد؟ الا استطيع النوم في هذا البيت؟

لكنه لم يجبني بل جذبني معه الى الطابق السفلي واجلسني على اريكة في غرفة المعيشة وحين استطعت الرؤية بوضوح ادركت ان سيتو وبيتر موجودين ايضا ثم جلس دريك. اذن هذا اجتماع؟ ماذا يريدون الأن؟ اخذت افرك في عيني وسيتو يقول:
- نحن هنا لنناقش ما سنفعله بعد ما حدث
ثم نظر لي وقال:
- عتقد انه حان الوقت لتعرفي ما نحن فيه.

كان لايزال النعاس يسيطر على وانا لا افهم هل الأمر بهذه الأهمية ليتم ايقاظي من نومي ليس وكأن رأيي مهم في امر يخصنا كعائلة وانا لا اهتم فانتظرت في ملل ما سيقوله سيتو الذي اخذ نفسا عميقا:
- لقد افلسنا.
طار النوم من عيني في لحظة واتسعت عيناي وهو يكمل:
- لقد افلس فرع الشركو الذي اديره تماما وبالتالي نحن ايضا افلسنا
كنت عاجزة على الكلام بينما هو يتابع:.

- لقد فقدت وظيفتي ايضا لذا حتى اجد وظيفة اخرى سواء كانت تدر علينا ما كانت تدره وظيفتي السابقة ام لا سيتغير نظام حياتنا تماما فقد اقلت كل الخدم لأنه لم يعد لدينا ما يكفي لندفع اجورهم بإختصار نحن لم نعد نملك سوى هذا المنزل والثلاث سيارات الاتي سنضطر الى بيعهم للإحتفاظ بالمنزل لذلك على كل منا ان يقلل طلباته تماما
ثم نظر لي وقال:.

- اسف يا جوزيفين لكن بطاقة اتمانك لم تعد فعاله وكذلك حسابك في البنك ككل منا لذلك ما ستحتاجينه من مال سيكون نقدا وبالكاد سيكفي المواصلات حتى اجد وظيفة ما
اومأت برأسي وانا لم افق بعد من تأثير الخبر فما قاله اتى مفاجئ جدا:
- كيف حدث هذا؟
رد سيتو:.

- تعنين افلاس الشركة؟ هذا كان متعمدا هناك من تعمد افلاسها وقد كان يملك المال الكافي لينجح، لقد فعلت كل ما يمكنني حتى اني اصبحت ادفع من مالنا الخاص لنسد العجز في الموازنة بلا فائدة لقد حاولت ما بوسعي وفشلت ولكن ايا كان من قام بهذا فسأعرف من هو وسأعلم سبب فعلته
كاد يقول شيئا اخر لكنه توقف ثم اكمل مرة اخرى:
- هذا ليس ما نحن هنا لنقاشه
نظر لي وقال:.

- هذا كل ما انت بحاجة الى معرفته اما الأن فهناك الكثير لأناقشه انا وبيتر ودريك لذا يمكنك العودة الى غرفتك
- لكن.
قاطعني بصرامة:
- الى غرفتك يا جوزيفين.

هكذا وجدت نفسي جالسة على فراشي في حيرة وانا افكر فيما سمعته. لماذا اشعر ان كل شيء في حياتي يتهدم وكان شخص ما يعمد على تدمير حياتي فصلا بعد فصل؟ لماذا انا؟ ما الذي فعلته انا واخوتي كي نعاني او اقاربي ربما يجب ان اكف عن الخوض في هذه الأمور؟ ربما على فقط ان التزم بحياتي وعدم البحث في الماضي. لقد تعبت كل ما يحدث كثير على لماذا يحدث هذا الأن؟ هل من تعمد افلاس الشركة كان يريد ان يجعلنا نحن بالذات مفلسين؟ هل ممن فعل ذلك له علاقة بأحداث القتل خصوصا وان التوقيت ملائم بشكل غير طبيعي ام اني فقط اصبحت متشككة وتلك الأحداث اصابتي بالبارانويا؟ واصبحت نظرية المؤامرة هي الأقرب الى فكري؟ وما يحدث انها مجرد شركة منافسة هي السبب تنهدت وقلت وانا اتقلب على الفراش:.

- كيف لي ان اعود الى النوم؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة