قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والأربعون

ابعدت يد جين عن فمي وقلت ببرود: - وانت الن تخبرني بقصتك؟
ابتسم وقال: - ارى انك قد عدت الى صوابك
رددت بغضب: - اسمع يا هذا انا لن اذهب معك صحيح اني قررت عدم الذهاب الى منزلي لكن هذا لا يعني بالضرورة الذهاب معك انا لا اثق يا جين.

شعرت بقلبي ينقبض لكلماتي وبصدري يضيق انا، اجاب جين: - اعتقد انه لا مفر من اخبارك، للأن انا شرطي بالفعل اعمل في قسم جرائم القتل (homicide)، وقد بدأ الأمر كله بمقتل براين الدن مما ادهشنا بعض الشيء فجرائم القتل في تلك العائلة قد توقفت لعقد كامل فلم تعود الأن؟ ومع بعض التحريات استطعنا التوصل الى ان الفاعل واحد ومع عجزنا التام عن كشف هويته تبقى التحريات مجرد تحريات لكن موت براين احدث ضجة لا بأس بها كما ان الأمر اصبح اكبر من ان تتجاهله السلطات لذا قررنا ان ندس احدنا داخل العائلة ليكون قريبا من الأحداث وللعلم فقد حاولنا كثيرا لكن سيتو وكريستل كانا حذرين للغاية وبطريقة مريبة وكذلك كان نواه وعندما كنا على وشك فقدان الأمل في تلك الفكرة جاء المشروع الضخم الذي اراد شقيقك الحصول عليه وكذلك بحثه عن شخص مناسب لك فانتهزنا الفرصة وتمكنت انا من الدخول، عملي كان ينحصر على مراقبة الجميع وحين قتل نواه وحادثة كريستل اصبح عملي هو كراقبة شقيقك سيتو فقد انحصرت شكوكنا فيه وانه يريد الثروة لنفسه خصوصا وان الفراع الذي يديره كان على وشك الإنهيار وعندما علمنا ان الأمر مدبر كنا في حيرة من سيتو اهو الفاعل ام لا وفي ذلك الوقت بالضبط بدأت انت بالتصرف بغرابة اصبحت تخرجين وحدك ليلا وتعودين في اوقات متأخرة جدا دون علم احد ثم لاحظنا ان هناك من يراقبك غيري ويحاول قتلك بشتى الطرق فأصبح عملي هو مرقبتك والتقرب منك وكسب ثقتك.

ثم تنهد واكمل: - وهل تعلمين كم كان هذا صعبا لقد كنت اسوء من سيتو حتى انك لم تخبريني بشيء مطلقا ولم تخبريني عن اي شيء وجدته او حتى وثقت بي بالقدر الكافي لإخباري انك في خطر ثم اقدمت على هذه الفعلة الحمقاء التي قادتنا الى ما نحن فيه الأن.

اني اسمع تلك الكلمات وانا اتمزق من الداخل. ايعني هذا ان كل ما حدث في هذه السنة كان مسرحية هزلية لجمع المعلومات؟ ايعني هذا ان تلك اللعبة كانت مجرد هراء؟، تماسكي يا جوزيفين انه ليس الوقت المناسب، قلت بصوت حاولت ان ان يبدو متماسكا لكنه خرج مبحوحا: - هذا يفسر كيف كنت تنقذني دائما في الوقت المناسب لقد كنت تراقبني من البداية
اومأ برأسه فتابعت: - ولهذا انت هنا الأن.

لم يرد لكنها كانت اجابة كافية بالنسبة لي، اهدأي يا جوزيفين. اهدأي، لكن هيهات انا اشعر بأن داخلي بركان يغلي بل نيران تتلوى من الغيظ اشعر بالغضب الشديد قاطع افكار صوت جين يقول بجدية: - اعلم ان هذا لا يريحك بل يزعجك لكن هذه وظيفتي ان احرص على سلامتك وامنك حتى ينتهي كل هذا
قلت وانا انظر له محاولة منع نفسي من لكمه في فمه: - والأن ماذا؟

- في الواقع لست ادري فقد صدقت كريستل فيما قالته فأنا لا يمكنني اتهامها بشيء وانت لم تشهدي جريمة رأي العين وكل ما تملكينه استنتاجات ليست بالكافية نحتاج الى ما يؤكد اقوالك
- لكنك شهدت معي وهذا يكفي اليس كذلك؟
صمت للحظة ثم قال: - في الحلات الطبيعية اجل لكن في حالتي هذه لا، ولا تسألي لماذا
رفعت احد حاجباي وكدت اسأل لولا ان تذكرت شيئا فقلت: - ماذا عن الجثتين؟
نظر لي متسائلا وقال: - ماذا عنهما؟

- اعني ان وجدناهم الا يعتد بهم كأدلة؟
فكر قليلا ثم قال: - لكن كيف لنا بمعرفة مكانهما؟
لقد خبئهما براين، ابي. وقبل حتى ان اتطرق الى اي شيء قال جين: - اولا علينا الخروج من هنا
وامسك يدي وقال بلهجة لا تقبل النقاش: - هيا بنا.

قادني جين بحذر وصمت، ان شخصيته تختلف قليلا عن العادة. اكثر جدية واقل سخرية. ورغم هذا، حقا يا جوزيفين اهذا ما تفكرين فيه الأن؟ اجننت؟ كل ما قام به جين حتى الأن ما هو إلا وظيفته. كذب لا حقيقة فيه.

((الساعة الأن هي الواحدة مساء ورغم ذلك السماء مكفهرة ممتلئة بالغيوم والأمطار الكثيفة في حين جلس الثلاثة في حيرة منهكين بعد ان بحثوا في كل مكان ممكن، فماذا يفعلون الأن؟ القلق يعتصر قلوبهم اخيرا قال بيتر قاطعا الصمت: - سيتو استرح انت قليلا وسأكمل انا ودريك البحث.

كان سيتو شاردا فأومأ برأسه موافقا، بعد خروجهما ظل سيتو في مكانه صامتا لعشر دقائق كاملة قبل ان يهب من مقعده صاعدا السلالم قاصدا غرفة جوزيفين عله يجد شيئا يساعدهم على نعرفة مكانها، عبث قليلا في مكتبها ثم قي الكومود ثم اتجه نحو خزانة الثياب العملاقة ففتحها وبمجرد ان فعل تساقطت بعض الأورق ارضا فانحنى يلتقطها لتمح عينيه نختي ورقة التبني حينها فقط ادرك ما يدري واي كارثة تورطت فيها جوزيفين. )).

نظرت حولي في دهشة وقلت: - اهذه الشقة لك؟
سألت الى جين الذي جلبني لهذا المكان: - شيء مثل هذا
هكذا اجابني وانا لازلت اتفقد المكان ببصري فقلت: - ذكرني مجددا لم نحن هنا؟
نظر لي في غل وهو يخلع معطفه ويعلقة:
- هل يجب ان اعيد كل شيء مرتين كي تفهمي، نحن هنا لأن هذا هو المكان الوحيد الأمن الذي اعرفه فالعالم كله يبحث عنك الأن وكريستل لن تهدأ حتى تسمع خبر موتك لذلك عليك المكوث هنا حتى تهدأ الإجواء.

حدقت فيه محاولة عدم فقد اعصابي الأن، هذه مشكلة انا بحاجة لإخبار اخوتي على الأقل فلابد وان القلق يقتلهم وهم لابد الأن في الطرقات يبحثون عني، اخرجت هاتفي وانا اقول:
- سأتصل بإخوتي اذن
وقبل ان ادرك ما حدث وجدت هاتفي ملقى ارضا بعد ان تحطم وجين يهتف:
- هل جننت؟
انا؟! بل هو الذي جن، كيف يجرؤ؟ قلت بحدة وغضب:
- ماذا فعلت ايها الأخرق؟
نظر لي في حدة وقال بصرامة:.

- بل ماذا تظنين انك تفعلين بمكالمة واحدة يمكن لكريستل ان تجدنا
قلت بسخرية عصبية فأنا بالكاد اتماسك واقف عند اخر خيط يفصل بيني وبين الإنهيار التام:
- فعلا من هاتف محمول؟
رد بحنق:
- قد يبدو الأمر سخيفا الأن لكن عندما ستقفين امام فوهة المسدس لن يكون سخيفا الى هذا الحد
هنا انقطع الخيط لقد كان الضغط على لا يحتمل فصحت وانا امنع دموعي:.

- انا اسفة! فكل شيء غلطتي على اية حال. لكن ما ذنب سيتو وبيتر ودريك انهم يبحثون عني الأن قلقين على بينما انا هنا امنه
اجاب جين بهدوء لكن بحزم:.

- لا بأس حين تهدأ الأمور سنتصل بهم ثم ان سيتو ذا شخصية قوية وسيدرك الأن ان شيئا ليس على ما يرام فلا تقلقي لكن ستضطري الى المكوث هنا لفترة فحتى أقسام الشرطة ليست امنه الأن وحتى تهدأ الأمور لا اتصالات بأي مخلوق يا جوزيفين ولا اريد ان افاجأ بإختفائك من الشقة فأنت تجيدين هذه الفعلة، كل ما تحتاجينه من مأكل ومشرب هنا
قلت بتعجب:
- انت لا تنوي تركي وحدي هنا اليس كذلك؟
قال ببساطة:.

- هناك بعض الأمور التي يجب ان اتحقق منها
- مثل ماذا؟ وانت الذي قلت انه لا يوجد مكان امن.
قاطعني وقال:.

- لا يوجد مكان امن لك انت، اريد ان اجري بعض التحريات السريعة كما اني بحاجة لأن اعلم ان كان هارولد حيا فقد يفيدني ففرصتنا الوحيدة لنجاتك ان يشهد عليها هارولد او ان نجد شيئا في ماض كريستل يكفي لإثبات التهمة عليها فلا يمكن ان اعتمد على مكان الجثتين فقط فقد تكونا في اي بقاع الأرض وعلى اي حال ظلال الماضي لابد وان تؤثر يوما على المستقبل
تصلبت في مكاني حين سمعت تلك العبارة، هتفت فجأة:.

- يا الهي، بالطبع انه المكان الوحيد الممكن
قال جين:
- جوزيفين هل انت بخي.
لكني صحت بإنتصار:
- جين اظنني اعرف مكان الجثتين
نظر إلى متلهفا وقال:
- حقا! اين؟
ابتسمت وقلت:
- في المتاهه. نعم انا اعني ما فهمت داخل اطبر متاهة في المدينة، المدرسة
نظر لي غير مصدق للحظات ثم قال:
- ما الذي يجعلك متأكدة هكذا؟
- ان ما قلته للتو ذكرني بالمكتوب داخل الورقة التي وجدتها في كتاب الورثة
- وما دخل هذا ب...
قاطعته قائلة:.

- فكر معي هذا الكتاب كان يخص خالي براين والذي الفته مادلين ونشرته في نهاية حياتها ثم تلك الورقة التي تقول فيها انها رتبت مكانا لتنتقم فيه من قاتليها وبما ان مادلين كما علمت شقيقة ريتشارد وهو المالك الشرعي لممتلكات عائلتها اذن هي لا تعني سوى المدرسة
- ريتشارد يملك المدرسة؟!
رفعت حاجباي ثم ابتسمت وقلت:.

- كان مالكها لقد احسن اخفاء الحقيقة حتى عن الشرطة المفيد هو ان المدرسة يوما ما كانت ملك لمادلين فلابد انها تعني هذا المكان بالتحديد في الورقة وبالفعل هناك شيء غريب بالمدرسة لقد اخبرتني كاثرين ان هناك اشاعتا تقول ان المدرسة تجوبها الأشباح ليلا وخصوصا شبح امرأه انا لا اقول اني اصدق هذه الترهات لكن اي حكايات تعتمد على اصل اليس كذلك؟ ثم انا ايضا رأيت خريطة في مكتب نواه واكاد اقسم انها تكمل الموجودة على حائط المدرسة مع الكثير من التفاصيل.

عقد حاجبيه وسأل بدهشة:
- انت اقتحمت مكتب نواه؟
- لا تسمه اقتحاما فقد اعطاني مفاتحه من قبل
- لكن في بداية السنة كانت الشرطة تحظر الدخول
تنحنحت وتابعت متجاهلة ما قال:
- على كل حال انا متأكدة مما اقول
- رغم اني منبهر بكم المعلومات الذي جمعتيه وحدك مع تماسك الإستنتاج إلا انه لا يعدو مجرد استنتاج
قلت بلهجة قاطعة:
- انا متأكدة مما اقول وإن لم تأت معي فلا مشكلة سأذهب وحدي
رد بهدوء:.

- حسنا سنذهب الليلة لكن كما قلت الليلة وليس اي وقت قبلها فنحن ايضا نحتاج ستار الظلام سنذهب اولا الى بيت نواه ثم الى المدرسة
اومأت برأسي كأني طفلة صغيرة تتلقى التعليمات من والدها:
- والأن يا جوزيفين انا ذاهب حتى لو تأخرت لا تتصلي بي
قلت بغيظ:
- وكيف افعل بعد ان حطمت هاتفي
ضحك بسخرية وقال:
- صحيح كدت انسى
ثم حاد الى الجدية وهو يقول:
- عليك اخذ قسط من الراحة في غيابي.

ثم وضع يده اليسرى على وجهي وحرك اباهمه اسفل عيني مباشرة وهو يكمل:
- خصوصا وان عينيك حمراوتان والهالات لاسوداء تظهر من تحتهما
تصاعد الدم الى وجهي حتى احمر كله مما فعل وقد فعله بتلقائية شديدة كنه ولله الحمد لم يلحظ شيئا وازاح يده بلطف وقال:
- الى اللقاء
ثم استدار ورحل فوضعت يدي على نفس موضع يده على وجهي ثم ادركت ما افعله فسحبت يدي بسرعة عن وجهي وانا استلقي على الفراش واغمغم متنهدة:
- ما الذي افعله؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة