قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والأربعون

((وضع جين يده على وجهها بتلقائية شديدة لكنه عندما رأى ذلك الإحمرار يتسرب الى وجنتيها وهي لم تقاومه كما اعتاد منها ادرك انه يريد المزيد مسرعا ثم تظاهر ان شيئا لم يكن ثم ودعها ورحل وبمجرد ان خرج قال: - ما الذي افعله. انه مجرد عمل. اجل مجرد عمل اخر))
القيت بجسدي على الفراش وانا اقول: - هذا فراش ضخم لشخص واحد
كنت بالفعل بحاجة ماسة الى الراحة والنوم ولم يمض عشر دقائق إلا وكنت في نوم عميق.

((عاد جين بينما جوزيفين لا تزال نائمة وعندما لم يجدها في البداية ظن انها خرجت لكنه عندما دخل حجرة النوم وجدها نائمة فابتسم واقترب منها وهو يتفحص وجهها النائم ببصره ثم وضع يده على وجهها واخذ يداعب الشعيرات التي انسدلت بنعومة على وجهها ثم قال: - ربما لو اختلفت الظروف. )).

فتحت عيناي فجأه واعتدلت على الفراش بحركة حادة بعد ان سمعت ذلك الصوت واحسست بتلك الحركة الخفيفة بجواري لأرى جين يتحرك نحو الباب اظنه كان في طريقه للخروج فتنهدت بارتياح وانهار جسدي على الفراش فقال جين: - وانا الذي ظننت نفسي خفيف الحركة
انه التوتر في الواقع لكن على اية حال سألت وانا اتثائب: - كم الساعة الأن؟
- انها الثامنة مساء
قلت بدهشة: - هل غفوت كل هذا
ابتسم وقال: - جيد فأنت كنت بحاجة الى الراحة.

قلت بخفوت بشرود وانا احدق فيه: - لماذا انت مختلف هكذا؟
نظر لي متسائلا: - هل قلت شيئا؟
- امم. لا، اذن متى نذهب؟
- نذهب؟ يبدو انك اخطأت الفهم لا يوجد محل للنون هنا سأذهب وحدي
اخذني الذهول للحظة قبل ان اقول بغضب: - ماذا؟! ماذا تعني انا بالتأكيد اتيه
قال بحزم: - انسي الأمر يا جوزيفين فأنت لن تخرجي من هذه الشقة طلما الأوضاع على هذه الحال مهمتي الأولى هي ان تبقي سالمة.

قلت بحدة: - ماذا بك يا جين؟ هل نسيت من انا؟ هل نسيت انني اتقن كل فنون الدفاع عن النفس تقريبا؟ هل نسيت اني نجوت مئات المرات من الموت دون مساعدتك او مساعدة احد؟ ام هل نسيت انني انا من جمع كل هذا بنفسي؟، وسأذهب رغما عنك ففي النهاية انا لا احتاج الى اذنك
- اوه حقا تظنين انك قادرة على الدفاع عن نفسك؟
- بالطبع لقد نجوت من الكثير من الأخطار التي تعرضت لها هذه السنة.

رد بسخرية: - ولهذا انقذت حياتك اكثر من مرة
قلت بعصبية وانفعال: - حتى لو لم تفعل كنت سأجد طريقة كما افعل دائما وفعلت وسأظل افعل فلا تحاول اخباري ما الذي ينبغي على فعله لمجرد انك انذتني عدة مرات
عقد حاجبيه في غضب فلوحت بيدي واستدرت مغادرة الغرفة لكنه امسك يدي وجذبني بقوة جعلتني استدير واقول: - ما الذي تفعله؟ اترك يدي وإلا.!

لم استطع ان اكمل اذ دفعني بقوة نحو الفراش ووقعت فوقه فوثب فوقي وامسك كلتا يديه بيد واحدة وثبتهما فوق رأسي وقال بصوت يملئه البرود: - وإلا ماذا؟ ما الذي تستطيعين فعله يا جوزيفين
اتسعت عيناي فقد فعل كل هذا بسرعة لم تمكني حتى من المقاومة، شعرت بوجهي يلتهب. لا ادري امن الحرج ام الغضب فقلت: - اليك عني يا جين لن نعيد هذه المسرحية السخيفة مرة اخرى
قال بسخرية: - مسرحية سخيفة ها؟

- نعم انا قادرة على الدفاع عن نفسي وانت تعلم هذا
- لم لا اراكي تفعلي اذن؟ انظري الى نفسك انت لا تستطيعين فعل شيء الأن فماذا عن الظروف الخاصة؟
قلت بعدم فهم: - ماذا تعمي بالظروف الخاصة؟
ابتسم وتابع: - يبدو انك لم تلحظي بعد، إن المطر لم يتوقف يا جوزيفين
اتسعت عيناي وقد فهمت ما يعني على الفور فأكمل: - اجل توجد عاصفة رعدية الليلة
- م. ماذا؟

ثم نظرت اليه بغضب وقلت رغم الخوف الذي اعتراني: - لا اصدق انك تستخدم هذا ضدي لكن حتى مع هذا سأذهب
ببرود قال: - وعندما تصرخين وتبكين من سينقذك؟ سيتو لن يكون موجودا كما تعلمين.

نظرت اليه بحنق وانا حقا لا اصدق انه يستخدم خوفي من الرعد ضدي فتنهدت وقلت: - اسمعني جيدا يا جين، انا لم افعل كل ما فعلت لكي اجلس هنا وانتظر النهاية انا سأنهي ما بداته، سأنتقم لأمي ولأبي ولنواه ولكل من قتل على يدها ولا يوجد من يستطيع اقافي اتفهم لا احد!

نظر لي للحظة قبل ان تلين ملامحه وهو يقول: - حتى لو قيدتك في هذه الشقة ستجدين طريق للخروج اليس كذلك؟ انا افهم ما تشعرين به لكن في حالتك هذه لن تستطيعي انقاذ احد وستكونين عبئا علي
اشحت وجهي عنه وانا اغمغم: - فليكن
سأذهب بأي طريقة ولن يمنع، قاطعت نفسي حين شعرت بيده الحرة على وجهي قبل ان تهبط لذقني لتمسكه وتحرك وجهي نحوه وهو يقول: - انتظر لي يا جوزيفين.

ثم انحدرت تلك اليد الى عنقي فارتجف جسدي كله قبل ان تنغمس في شعري لتلتقط بعضه وتعبث به ثم تقربه الى وجهه فهتفت:
- ما الذي تظن انك تفعله؟ اترك شعري
لكنه ابتسم وقال وهو ينحني نحوي حتى شعرت بأنفاسه على وجهي:
- لذلك سأصحبك معي لكن بشروطي
عقدت حاجبي محاولة ان اتجاهل مدى قربه مني وقلت:
- اكل شيء عنك بشروط؟
اتسعت ابتسامته وقال:
- لا توجد طريقة اخرى تجدي معك
انحنى اكثر فقلت:
- اب. تعد.

- وماذا إن لم افعل؟ لقد حصلت على ما تريدين اليس كذلك؟
رمقته باستغراب فما الذي يعنيه ب لقد حصلت على ما تريدين؟ ايعني ان اذهب معه ام، قلت:
- ماذا؟
تنهد وترك يدي ثم اعتدل من فوقي وهو يقول وقت اختفت ابتسامته:
- لا فائدة ترجى منك، جهزي نفسك سنرحل في اقل من ثلث ساعة.

ثن تركني وخرج، هل هنلك شيء لم افهمه؟ لماذا هو غاضب الأن هل كان شيئا قلته؟ انا فعليا لم افهم ما حدث للتو. المهم ان اغير ملابسي فهي مبتلة وقد نمت بها هكذا:
- رائع، سأصاب بالتهاب رئوي لا شك
لقد اشار جين قبل خروجة الى حقيبة بلاستيكية فاتجهت نحوها واخرجت ما بداخلها. كانت بها بعض الملابس لي لكي اغير فقلت:
- اخيرا.

ما هذا؟ هل هذه ملابس حتى؟ لماذا هي ضيقة هكذا؟ ولم هي سوداء، كما انها قطعتين فقط، بنطال وقميص بلا تطريز من اي نوع نظرت الى نفسي بالمرآه وشعرت بالسخافة هذه فعلا ليست بثياب، قمت برفع شعري على هيئة ذيل حصان ثم خرجت من الغرفة وانا اقول:
- ليس شكا مني في نظرك لكن هل انت متأكد ان هذه ملابس نسائية يا جين؟
رد على مسرعا وهو يتجه نحو باب الشقة:
- بالطبع لا
- ماذا؟
- انا لن ادخل متجر يبيع ملابس للسيدات لأجلك.

ثم قال وعلى شفتيه تلوح ابتسامة ساخرة:
- هذه ملابس رجالية، وهذا هو اصغر مقاس
نظرت له في غيظ وقبل ان اتمكن من الرد خرج من الشقة فأسرعت الحقه.

((رن هاتف دريك المحمول فنظر بقلق حوله وهو يحاول ان يجد شيئا يمسح فيه يديه المبتلتان من المطر فقد كان في احد الشوارع يجوب الطرقات بحثا عن جوزيفين، نظر الى شاشة هاتفه ليجد ان المتصل هو بيتر فحاول بصعوبة الضغط على شاشة الهاتف دون ان يلوثها بالماء لكن محاولته باءت بالفشل على اية حال رد على الهاتف ليسمع صوت بيتر المتلهف يقول:
- دريك هل سيتو معك؟
تعجب دريك للسؤال وقال:
- بالطبع لا، ماذا تعني بهذا؟

- جميل يبدو ان مشكلتنا اصبحت مشكلتين لقد فقدت الإتصال بسيتو ولم اجده في اي مكان
قال دريك:
- ما معنى هذا؟
- لست ادري لكن هذه الليلة لن تمر على خير
- هل تظن انه علم مكان جوزيفين؟
- هذا ما ظننته في البداية لكن ان كان قد فعل فلم لم يتصل بنا على الفور؟ على الأقل لكي نتوقف عن البحث
همهم دريك بكلمات غير مفهومة ثم قال:
- على كل حال سأظل ابحث وانت افعل المثل حتى نجد احدهما او كلاهما.

واغلق الخط وهو لا يكاد يصدق ما يحدث:
- يالهي ما بال الكل هذه الليلة. )).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة