قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس عشر

علي الفور امكنني ملاحظة ان الأمور ليست على ما يرام بين بيتر وسيتو انهم لا يتكلمون على الإطلاق ويعامل احدهم الأخر كأحد اثاث المنزل هل تشاجرا خلال غيابي؟ لا مجال لسؤلهما خصوصا سيتو اذن فالوحيد المتوفر الأن هو ديرك هكذا توجهت الى غرفته واقتحمتها في عنف كعادتي كان بيتر جالسا على حاسوبه المحمول وحين رأني نظر لي في رعب وقال:.

- اذن فقد رأيت فلاشتك المكسورة اسمعي انا لم اقصد ان ادهسها لقد كانت على الأرض انها غلطتك انت
تسمرت في مكاني للحظة ثم انفجرت قائلة بعد ان استوعبت ما قاله لي للتو:
- انت كسرت فلاشتي!، انت لا تستحق سوى الموت
ثم انقضت عليه وانا اقول:
- ستشتري لي واحدة اخرى
قال بعد ان ابعدني عنه اخير:
- كف عن جذب ملابسي. لماذا انت هنا اذن؟
قلت وقد تذكرت الهدف الرئيسي لوجودي هنا:
- اه لقد اتيت لأسأل هل تشاجر بيتر وسيتو؟

تنهد بعبوس:
- اظن ان الأمر واضح اكثر من الازم
- ماذا حدث؟
روى لي الأمر كله فقلت حين انتهى:
- اذن انا السبب
قال بعتاب:
- اجل انت دائما السبب
عقدت حاجباي وقلت في ضيق:
- انت لا تصلح كأخ اكبر
فرد بإستهزاء:
- وانت لا تصلحين كأخت صغرى او كبرى لأي بشري
- لن اضيع المزيد من وقتي على تفاهتك.

ثم تركته ورحلت وانا افكر ان تصرف سيتو في الواقع كان الأفضل لأن الخاطفين كانو سيقتلونني لكن رأي بيتر كان الأكثر حكمة على كل حال انا شاكرة ان سيتو قد اتخذ هذه المجازفة والا ما كنت لأكون حية الى الأن من بعيد سمعت صوت دريك هاتفا:
- انا لم اقصد مضايقتك وسأشتري لك فلاشة جديدة.

اه فعلا وكأن هذا سيحدث كما انني اعلم انه يستمتع بمضايقتي كما استمتع انا بمضايقته عدت الى غرفتي وانا افكر لابد وان افعل شيئا لكن ما هو وانا اخاف من سيتو ولا يمكنني التفاهم معه لكن ربما احاول مع بيتر لكن ليس الأن فأنا منهكة هكذا استلقيت على الفراش واستسلمت للنوم فقط لتطاردني الكوابيس بشأن هؤلاء المختطفين فما قالوه لي يعني ان هناك من يريد قتلي لماذا؟ لاب من سبب وجيه فما الذي قد يحصل عليه احدهم من قتلي؟، ليس لدي ادنى فكرة لكن لنراجع ما حدث منذ بداية السنة الدراسية لقد قتل خالي براين ومن ثم نواه ثم وجدت وثيقة التبني وبعدها يتم اختطافي لأكتف ان هناك من يريد قتلي، هل هناك صلة ما؟ اعني لا يمكن ان تكون كل هذه الأحداث محض صدفة اليس كذلك؟ ان لدينا عائلة يقتل افرادها ولسبب غير معلوم والشرطة تعاني محاولة فهم الموقف وتقوم بتحرياتها بسرية غريبة فكل حالات القتل تم التكتم عنها وانها حالات موت عادية حتى لا تصل الأمور للصحافة مما يعني ان الأمر مهم ويظل السؤال قائم من قتلهم؟ ولماذا قتلوا؟، نعم لماذا؟ انا لا ارى سببا واضح لقتل الأب والإبن في وضعنا الحالي اعني ا ناول ما سنفكر فيه هو المال لكن هذا لا يبرر قتلي اليس كذلك؟ ولا يوجد ما استجد علينا ويدعوا الى قتلنا، ربما ليس بسبب شيء في الحاضر يا جوزفين، ربما السبب هو الماضي لكن كيف لي ان ابحث عن شيء في ماضي هذه العائلة؟

- ستمضين اليوم عند الخالة كريستل لذلك كوني مستعدة بعد المدرسة
قالها لي سيتو ونحن على مائدة الإفطار فتعجبت واكمل دريك:
- ستعودين عند العاشرة مساء
وقال بيتر:
- لابد ان تخرجي من البيت قليلا للترفيه عن نفسك.

يبدو انهم قرروا ان ذهابي الى خالتي سيجعلني افضل بعد حادثة الإختطاف وهو في رأيي تفكير بدائي جدا في الوقع ليتركوني اغيب اليوم من المدرسة لكن لا بأس هذا افضل من لا شيء رغم اني لا احب ابنة خالتي هيلين لكني احب خالتي جدا وسيسعدني زيارتها فقلت:
- هل سيأخذني هنري؟
رد سيتو:
- اجل والمرة القادمة لا تخرجي من المدرسة حتى يظهر امام البوابة.

ثم غادر المائدة ليرتدي سترته وخرج انه لا يبدو في مزاج جيد، انتهيت من افطاري وذهبت الى المدرسة حيث علمت ان هناك اجتكاع لهيئة اتحاد الطلاب كم اكره هذا انا حتى لا ادري ما الذي يفعله اتحاد الطلاب اصلا بينما قالت كاثرين:
- انت محظوظة ستفوتين بعض الحصص
تنهدت وقلت:
- ربما الحصص افضل
- اه تذكرت هل رأيت كم السيارات السوداء التي كانت تجوب الشوارع امس.

اومأت برأسي انك اثرين تسكن في الشارع المجاور لنا لذلك لابد وانها لاحظت فقد انتشرت كل هذه السيارات بحثا عني لابد ان سيتو كان قلقا اغمضت عيني وانا اتخيل منظره باستمتاع فضحكت وفتحتهما لأجد امامي يوجين ولابد ان اعترف لقد انتفض جسدي من المفاجأه ثم قلت:
- لم اكن ادري اني ارى الشياطين هذه الأيام
ابتسم بسخرية ثم قال بثقة غير عادية:
- كيف حالك اليوم يا جوزفين؟

تجاوزت ثقته العمياء التي لا ادري موقعها من الإعراب في الواقع وقلت:
- بخير
كاد يقول شيء ما لولا ان رن الجرس وجاء المدرس فقلت:
- حمدا لله
لكنه قال:
- قابليني بعد المدرسة خلف الصالة الرياضية
- لماذا؟
- ستعرفين حين تأتين
- هل تتوقع ان آتي لمقابلتك انت من بين كل الناس دون معرفة السبب انت تحلم.

ابتسم ولم يقل شيئا ثم دخل المدرس، ظللت انا افكر فيما قال وكدت اموت من الفضول فقط لم انا فضوية الى هذا الحد؟ بعد عدد من الحصص رن جرس الإستراحة لكن للأسف على حضور الإجتماع وبالفعل ذهبت الى غرفة الإجتماعات لأجد انه لا احد هناك سوى، جين، قلت محاولة التظاهر بالبرود فقد اصبح ذلك صعبا امامه فأمامه يصيبني التوتر والإرتباك لأسباب غير مفهومة:
- اين افراد الهيئة؟
- ان الإجتماع بعد الإستراحة وانت اتيت مبكرا.

- اذن انا ذاهبة
لا اود ان انفرد به ابدا لكنه قال:
- ليس بهذه البساطة
تقدم نحوي حتى صار امامي مباشرة فقلت:
- ماذا؟
امسك معصمي وقلبه بين يديه ثم قال:
- اذن هذا هو ما خلفه هؤلاء الأوغاد بك
اني اشعر بالدم يتصاعد الى وجهي ودقات قلبي تتسارع لكني لم اقاوم لم احاول حتى لماذا؟ لو كان هذا يوجين لكنت قد ركلته الأن، ربت على شعري ثم قال:
- هل انت بخير؟
قلت وانا اشعر اني تجمدت في مكاني:
- كيف. كيف عرفت ما حدث البارحة؟

اشحت بوجهي عنه لشدة شعوري بلإحراج
ضحك ثم قال وهو يدير وجهي نحوه:
- انا اعرف كل ما يتعلق بك
كل ما يتعلق بي؟ شعرت بوجهي يلتهب ان هذا لا يعجبني ظللت صامتة فقال وهو يعبث ببعض خصلات شعري:
- من كان يتصور ان العزيزة جوزيفين يمكن ان تظهر مثل هذا الوجة
لا. انه يعبث بي وانا، وانا ماذا؟ حمقاء عاجزة ثم انحنى على اذني وهمس:
- لقد رن الجرس.

اتسعت عيناي هل انتهت الإستراحة بهذه السرعة وتناهى الى مسامعي اصوات الطلاب وهم يقتربون من الغرفة فابتعدت عنه على الفور وانا اشعر بخجل لا حد له يا الهي اكاد انفجر من الإحراج كيف حدث هذا؟ كيف سمحت بهذا؟ هناك خطب بي بالتأكيد نعم فأنا متعبة جدا هذا هو السبب، بدأ الإجتماع وانتهى وانا غير قادرة على النظر مباشرة الى جين كنت على وشك الخروج من الحجرة حين سمعت جين يقول:
- عليكي ان تستريحي فأنت تبدين منهكة.

ومر بجواري بتلك الإبتسامة الساخرة الواثقة ذلك ال، لماذا يفعل بي هذا؟ انا اكرهه نعم اكرهه على التركيز على هذه الفكرة، انتهى اليوم الدراسي اخير فأسرعت على السلالم وكدت اصطدم بأحدهم وقبل ان اعتذر وجدت انه ريتشارد فقلت وقد اشرق وجهي:
- ريتشارد! كيف حالك؟
رد مبتسما:
- بخير، كيف حالك انت؟
- بخير اعتقد
- حقا انا اظن ان لديك حمى او انك مصابة بالبرد ربما
- لماذا؟
- ان وجهك محمر تماما.

كله بسبب ذلك الجين قال ريتشارد وهو يصعد السلالم:
- حسنا يا انستي الصغيرة على الرحيل الأن
وربت على رأسي وقال:
- الى اللقاء
هبط السلالم وانا اقول:
- لقد عبثت بتصفيفة شعري
سمعته يضحك ثم اختفى صوته فأسرعت انا نحو ما خلف الصالة الرياضية ففضولي قضى على اي منطق يمنعني من الذهاب كان موجودا هناك في انتظاري فقلت:
- اذن ما الذي جلبتني هنا لأجله؟
بمكر قال:
- دائما بطريقتك الجافة هذه.

- هل يمكنك ان توجز فهنري سيكون عند البوابة في اية لحظة
قال وقد اتسعت ابتسامته:
- اريدك ان تخرجي معي
قلت بدهشة:
- ماذا؟
كان هذا اخر ما في حسباني ماذا يقول هذا الأحمق؟ بعد ان جاوزت دهشتي قلت بسخرية:
- اتظن اني سأوافق على الخروج معك؟ انت تمزح صحيح؟ لكن والحق يقال انا لم اتوقع ان تسأل
ثم اضفت بحزم وانا استدير راحلة:
- انسى ولا تهدر وقتي بهذه التفاهات
قال بلهجة هي ابعد ما يكون عن التأثر:.

- كما هو متوقع منك لكني سأنال مرادي
نظرت اليه قائلة:
- ماذا تعني؟
فقال:
- قد لا اكون قادرا على امتلاك شيء ضدك لكني قادر على من يهمك امرهم. مثل كاثرين
نظرت له بغضب ولم ادرك وقتها ماذا كان على وشك ان يقول.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة