قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والأربعون

سرعت اختبأ تحت المكتب فحالتي لا تسمح بالدفاع عن نفسي، سمعت صوت الباب يفتح ثم صوت خطوات تتحرك في المكان وتقترب. تقترب ثم تهدأ تماما وتبدأ في الإبتعاد حتى خرجت من المكتب فتنهدت وتراجعت للخلف فاصطدمت يدي بشيء فأجفلت ثم نظرت لأجد انها ورقة مطوية بشدة، فأمسكتها وفتحتها مدفوعة بالفضول فإذا بها ورقة التبني التي معي اعتقد ان هذه احدى النسخ اذن لكن هذه المرة لم يكن اسم الأب ووالعائلة مشطوبا بل واضحكا وكان ما جذب انتباهي هو الجزء الخاص ببيانات العائلة المتبنيه هي الدن طبعا الغريب هو عند الجزء الخاص بمعلوماتي قبل التبني اسم العائلة هو الدن ايضا مما يعني اني تمت تبني من الدن الى الدن! اوه يا الهي ايعني ذلك اني، انه، اوه يا الهي. كان هذا كافيا لأفهم كل شيئ لأعلم من انا لأقطع الشك باليقين. هنا لم اعد ادري أأضحك ام ابكي وقد اختلط كلاهما ببعض انا لم مشوشة بل لم اعد قادرة على التفكير ولا حتى الهرب على ان اكف عن البكاء على ان اتمال نفس، لكن يداي ترتجفان بقوة ماذا بي؟ ليس وكأنني حزينة للمعرفة من انا ليس وكأنني مصدومة لكن مجرد التفكير ان هناك من قتلوا لإخفاء كل هذا وطلائه بالأكاذيب التي لا افهم ما الجدوى منها والأهم من يقف ورائها؟ صوت خطوات يقترب وانا اسمع من يقول: - انا اسمع اصواتا قادمة من غرفة المكتب.

علي ان اتحرك، اخذت نفسا عميقا ومسحت دموعي ثم عاد وجهي لملامحه البارده وانا اقول: - لا وقت لهذا.

وبأقصى سرعة اتجهت نحو النافذه، اعلم اني في الطابق الثاني وان المسافة ليست بالقصيرة لكن على القفز فما سمعته من اقدام يؤكد ان عدد الرجال كبير هكذا قفزت وبمجرد ان لامست قدمي الأرض انطلقت اعدوا بكل سرعتي غم ان قدمي قد تأذت من القفزة واني اتألم لكن يجب ان اعدو وإلا. وإلا. نظرت خلفي لأرى اربعة من الرجال يعدون خلفي وكلهم مسلحون وبدأ سيل من الطلقات ينهال علي، سأموت لا محالة لكن ولله الحمد يوجد ما يشبه الغابة حول منزل نواه، يجب ان اصل الى الميناء وإلا فأنا هالكه فهناك يوجد العديد من الناس وحينها سيكون من المستحيل قتلي. هيا يا جوزيفين تستطيعين فعلها هنا صرخت الما حين سعرت بخيط من النار يحتك بيدي ثم بأخر عند قدمي فقلت: - رباه لن اصل ابدا هكذا.

ان قدمي تؤلمني بشدة لم اعد اجد القدرة لمواصلة العدو عليها فقلت سرعتي وهم يقتربون ربما هذه هي النهاية فعلا. لا، استطيع ان اعدو اكثر قلت لنفسي في نفس الوقت الذي لاحظت فيه ان احدهم اصبح جواري ويصوب نحوي مسدسه. ما الذي افعله لا وقت للتردد يا جوزيفين، سأموت وانا ادافع عن نفسي لن اتلقى الرصاصات ساكنة فاتجهت نحو الرجل واعتقد انه دهش مما امهلني ثانية لأركل مسدسه ومن ثم لاركله هو بقدمي الأخرى ثم ركلته في معدته وانطلقت اعدو وانا اقول: - انا لن اموت هنا.

وبكل ما تبقى في من غريزة للبقاء اسرعت في عدوي اكثر حتى اصبحت ارى الميناء واخيرا، خرجت من الغابة اليه مباشرة حيث يوجد الناس ووقفت استنشق الهواء بصعوبة ونظرت خلفي فلم اجد من يتبعني سرت وانا اترنح بصعوبة بعض الناس نظروا متعجبين لكن الأغلب لم يلحظ ما بي ثم حين لم اعد استطيع السير وقفت بجوار المياه لأستريح فرأيت انعكاسي يبدو بحالة مزرية، فجأه شعرت بمن يدفعني لأرتطم بالماء ولأجد نفسي اغوص في الماء انا. انا لا اجيد السباحة، نظرت الى رصيف الميناء لأرى وجه هارولد يحدق بي مبتسما بعدها اظن اني فقدت الوعي حينها فقط ايقنت انها النهاية فتذكرت ما رأيت على شاشة الحاسوب: زواج براين فلادمير الدن من مادلين ريد لوسيفر كما اننا لو استندنا الى ما قاله كارل فهذا يعني انها كانت حامل منه ايضا المشكلة الوحيدة هنا ان كل هذا مسجل بعام 1996 وليس 1997 ولذلك لم اجد اي نتيجة حين بحثت اول مرة وبالطبع ما يمنع هذا ان مادلين كانت بالفعل متزوجة من جيمس ادم في ذلك الوقت وما يحل هذا الغموض هو التقرير الطبي عن الحادثة والتي مات فيها جميس وابنه من مادلين وما اكد ظني هو قول هنري ان جيمس ادم لم يمت في الحادي عشر من مارس عام 1997 بل في الحادي عشر من مارس عام 1996 اي قبلها بعام وهذا العبث البسيط في التواريخ جعل من المستحيل كشف الحقيقة فبعد موته مباشرة تقابل مادلين براين في نفس الشهر وتقع في حبه ومن ثم يتزوجان بعدها بثلاثة اشهر في الواحد من يونيو عام 1996 وبعدها بثلاثة اشهر اخرى اي في شهر سبتمبر في نهايته بالتحديد مادلين حامل بطفل براين ومن ثم يولد الطفل في السابع والعشرين من مايو عام 1997 بعدها بشهرين اي في 2772017 تموت مادلين مقتولة تاركة خلفها زوجها وطفلها وبالطبع بعد رؤية ورقة التبني لا يحتاج المرء الى الكثير من الذكاء ليعرف من كان هذ الطفل لكن براين لم يحتفظ بالطفل بل سرعان ما بناه لأجنس شقيقته التي تموت بدورها مقتولة بعد خمس سنوات ليعود الطفل الى براي فيمضي معه عشرة اعوام قبل ان يلقى ذلك الأخير حتفه...

سعلت بقوة محاولة الحصول على الهواء واخذت اشهق ثم فتحت عيناي على اقصى اتساعها غير مصدقة اني حية واتنفس، رفعت يدي امام عيناي لأتأكد اني لازلت بلحمي وعظمي ثم حاولت القيام لكن الما عنيفا سيطر على كل اطرافي ومفاصلي فتأوهت بشدة ولم استطع القيام فقلت: - هذا يؤلم بحق
نظرت حولي لكن لم اجد نفسي في الميناء او حتى بالقرب منه بل مكان محاط بالأشجار فتسائلت: - اين انا؟

هنا لاحظت شيئا لم الحظه من قبل ولا ادري كيف لكننا في المساء اجل ان السماء مظلمة، قمت منتصبة رغم الألم الذي اشعر به وهتفت: - يا الهي لابد وان اخوتي قد جنوا
وضعت يدي على جيبي لأخرج هاتفي لكنه(وهذا هو المتوقع) لم يكن يعمل لقد تلقى كمية من الماء تكفي لإغراق برج ايفيل: - اذن اسرع بالعودة
نظرت حولي ثم اكملت بحيرة:.

- لكن من اي طريق اعود وانا محاطه بهذه الأشجار؟ وثيابي مبتله وقدمي تؤلمني بشدة وعيناي لا تكاد تريان والأسوء اني اتحدث الى نفسي.

لكن ان لم اسرع فإخوتي سيموتون قلقا. اخوتي ها؟ تحركت بلا هدف وانا اسرع من سيري مع اني في الحقيقة ادري انني لا اريد العودة ليس الى المنزل بل الى اي مكان فقط اريد ان اكون وحدي فأنا حتى الأن لم اجتز الصدمة التي اشعر بها، اريد البكاء. اريد البكاء بكل قوة. لكني اعلم اني لن افعل. لا اريد هذا، اريد العودة الى كوني جاهلة، لكوني مجرد الأخت الصغرى لدريك وبيتر وسيتو اريد ان اعود جوزيفين جون الدن لماذا لا يود من يصغي لي؟ ماذا فعلت انا لأستحق كل هذا؟ ماذا اقترفت كي تتم مطاردتي؟ لماذا يقتل كل من اهتممت لأمرهم؟ ما ذنبي؟ ما ذنبي؟ لقد ادخلت في صراع لا قبل لي به، لا لن ابكي ليس هنا ليس الأن. تحاملت كما افعل دائما...

توقفت عن الحركة حين وجدت ذلك المبنى امامي يسد طريقي نظرت اليه بتمعن ثم صحت في ذهول:
- هذه فيلا نواه! رباه انا في لغابة المحيطة بها.

الأن اعرف اين انا وكيف سأعود. الجميل هنا ان ضوء المكتب مضاء ايعني ذلك ان احدهم هناك؟ اذن على الخروج من هنا بأقصى سرعة فعدوت متوقعة اني سأجد مجمعة من الرجال خلفي لتقتلني ظللت اعدو كأن الشيطان خلفي حتى وجدت نفسي في احد الطرق الحيوية الممتلئة بالناس كان كل من في الطريق ينظر لي فالحال الذي كنت به جدير بالمشاهدة حمد لله انهم لا يعرفون من انا، اوقفت احد المارة لأسألأه عن الساعة فأخبرني انها التاسعة مساء. فكان تلك الإشارة لأنطلق ركضا الى البيت وبعدها بساعة الا ربع كنت امام باب المنزل ولدهشتي كان مفتوحا فدخلت لأجد سيتو امامي واقفا ينظر لي في دهشة بينما كان شعوري لا يوصف لقد كنت منهارة وعلى وشك البكاء ولم ينقصني سوى نظرة القلق التي رمقني بها لأندفع نحوه احتضنه وقد انهرت باكية، ذهل سيتو من فعلي ومظهري وهمهم:.

- أ. أين كن. بل ماذا بك؟
لكني استمريت بالبكاء ثم بالأنين دون توقف فتجمع حوله دريك وبيتر الذي قال:
- ماذا قلت لها يا سيتو حين جاءت؟
لائما سيتو الذ هتف مدافعا عن نفسه:
- انا لم افعل شيئا!
قاطعهما دريك قائلا:
- هناك دماء جافة على ملابسها
عند هذه اللحظة جذبته وبيتر وتبثت بهما ايضا وانا اجهش بالبكاء بينما هم في حيرة من امرهم لكن سرعان ما ضمني الثلاثة اليهم وقال سيتو مهدئأ:.

- اهدئي يا جوزيفين كل شيء سيكون على ما يرام
فخفت شهقاتي ومعها بكائي ثم هدأت تماما واستسلمت للنوم هذا طبيعي فجسدي قد قاسى الكثير اليوم.
استيقظت لأجد الثلاثة حولي والساعة الأن هي الواحدة صباحا فقال دريك:
- واخيرا استيقظتي
كنت اشعر براحة شديدة وقد هدأت تماما لكن المشكلة ليست بدنية بل نفسية بعد كل شيء نظرت اليهم عالمة انهم بحاجة الى تفسير لكل ما جرى، قال بيتر:
- هل تعلمين كم اقلقتنا حمد لله انك بخير.

وقال سيتو وهو ينظر لي نظرة ثاقبة:
- الا تنوين اخبارنا ما يحدث بالضبط دون كذب وانا لا اتكلم عن هذه المرة فقط بل عن كل مرة خرجت فيها وحيدة حتى وقت متأخر
صمت غير عالمة بما اجيب، فقال:
- انت لا تتوقعين ان ابقى صامتا وقد عدت اليوم بثيابك مبللة وممزقة عليها دماء وبجروح في قدمك ويدك.

لا استطيع الرد فلا يمكنني خبارهم بالحقيقة وحتى لو اردت فسأعرض حياته للخطر وانا لا يمكنني ان اتحمل ان يحدث لأحدهم مكروه، وبالطبع لم ارد فانفجر سيتو قائلا:
- استصمتين للأبد ام تنتظرين حتى نسمع خبر العثور على جثتك المرة القادمة؟ اخبريني اين ذهبتي؟ وماذا تفعلين؟
ظللت على صمتي لأني اعلم انه لا يمكنني الكذب هذه المرة فهمب سيتو من مقعده متجها نحوي فتصورت انه قد يصفحني لكنه امسك بمعصمي بقوه وقال:.

- ولماذا كنت تبكين حين عدت اليوم؟ لماذا؟
قلت بصوت راجف:
- اعلم انكم قلقون على لكن...
ونظرت اليهم برجاء قائلة:
- ارجوكم كفرا عن الأسئلة فأنا لا استطيع الإجابة عنها الأن
فقال بيتر بعصيبة:
- جوزيفين اتدر.
لكن سيتو اوقفه:
- توقف يا بيتر
ونظر لي وقال:
- لا بأس يا جوزيفين، سأنتظر حتى تخبرينا بنفسك لكني لن انتظر طويلا.

ثم خرجوا بعد ان تأكدوا اني بخير هكذا اصبحت وحدي حاولت العودة الى النوم مرة اخرى دون جدوى فكل ما كان يشغل تفكيري هو ما اكتشفته اليوم فمجرد التفكير ان براين ليس خالي وانه ابي وقد قتل لأجل ذلك وكذلك كون نواه اخي وقد قتل هو ايضا اتألم لموتهما اكثر فلطالما كان براين طيبا معي ولقد شعرت اني ابنته بالفعل طيلة السنين التي قضيتها معه، ربما لو لم الد لكان هو حيا الأن بما لو لم يلتق بمادلين اعني امي لكان شيئا لم يكن من كل هذا، غلبني البكاء من جديد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة