قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والأربعون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني والأربعون

في الصباح التالي كنت قد عزمت انني ذاهبة الى المدرسة حتى وانا بهذه الحالة ورغم ان بيتر قد رفض الأمر في البداية لعدم وجود سيتو للحكم في الأمر ثم عندما شهد اصراري جعلني اذهب، بالطبع ذهبت الى المدرسة مشيا على الأقدام، اجل جسدي يؤلمني واسير بصعوبة لكن ما باليد حيلة فكيف ابرر لسيتو تغيبي البارحة اذا حدث واكتشف الأمر لذلك على حضور اليوم حتى لا يبدو الأمر مريبا للإدارة، وصلت الى المدرسة اخيرا، اخذت نفسا عميقا ودخلت عالمة ان على ان اتحمل كل ما سيقال لي ايا كان وانا في طريقي الى الفصل لاحظت ان الغيوم بدأت تحتشد في السماء وان الجو بدأ يصبح ضبابيا فقلت لنفسي:.

- رائع يبدو انها ستمطر.

دخلت الفصل وبدأت الحصة الأولى لكني لم اركز في شيء بل كل تركيزي كان في السماء ومحاولت كبح مخاوفي ان امطرت وارعدت وفي نهاية الحصة الأولى امطرت السماء بالفعل فخفق قلبي بقوة. حسنا انا لم ارتعب من المطر من قبل، هذه جديدة لكن لسبب ما اشعر بكم هائل من الخوف، الحصة التالية كانت الأدب ومدرسها لا استطيع التعامل معه خصوصا وانه يعرف ان مستواي فيها ضعيف الى حد ما، كنت اعبث بقلمي في توتر حين سمعت صوت خافتا جدا، بيعيد جدا لكني استطعت تحديد ماهيته. رعد! وعلى انتفضت واقفة فنظر لي المدرس بدهشة وقال:.

- جوزيفين لماذا هببت واقفة هكذا هل تريدين شيئا ما؟
قلت بصوت مرتجف قليلا:
- أ. أجل، اريد الذهاب الى دورة المياه
نظر لي بجفاء وقال:
- لا تذهبي لن يتكرر غيابكي في حصور حصصي مجددا
صحت:
- فقط دعني اذهب. ارجوك
- كفي عن هذا يا جوزيفين فلن ادعك تذهبين.

هكذا وقفت عاجزة عن اتخاذ قرار في نفس اللحظة التي لمع فيها البرق في السماء، ثم لا داعي للشرح عندما تبعه صوت الرعد ماذا حدث لي، انطلقت صرختي مدوية تهز الفصل وبدأ جسدي يرتجف بشدة وعيناي تتسعان، نظر لي الطلاب والمدرس في دهشة في عدم استيعاب لم يحدث بينما انا وضعت يدي على اذني لكي لا اسمع في حين التف الطلاب حولي ليعرفوا ما الخطب لكني نفسي لم ادر ما بي هذه المرة تبدو اسوء من كل مرة وعندما سمعت الرعد مرة اخرى تهاويت ارضا وانا اصرخ قائلة:.

- لا. لا لا سيتو. سيتو
لكن ليس هنا يا جوزيفين. وكالمرة السابقة بدأت ارى صورا امامي. صورا وذكريات كلها تتمحور حول الموتى. القاتل. القاتل. القاتل. سأجن لو لم يتوقف ذلك الهاجس:
- لماذا.

لماذا يحدث كل هذا لي؟ صرخت فالرؤى بدأت تصبح اسوء فأسوء. ورقة التبني. الخاتمين. اجنس. براين. مادلين. شارلوت. نواه. هنري. هارولد. كريستل. سيتو. ريتشارد. كارل. جيمس ادم. القتلى. القاتل. ذلك النسب. ما حدث لي البارحة. كل شيء. كل كلمة. كل حدث. انا اتذكر بوضوح. اتذكر كل شيء. الأكاذيب. الأن افهم، الأن افهم ما وراء الأكاذيب. فتحت عيني بعنف غير مصدقة ما توصلت اليه الأن:.

- رباه كيف لم الحظ؟ بل كيف لم يلحظ رجال الشرطة هذا. لا يوجد سوى شخص واحد فقط يستفيد من كل هذا
لكن كيف؟ كيف استطاع ذلك الشخص فعل كل ذلك ولم هو. ولم هو. دوى صوت الرعد يهز اركان المدرسة كلها ومعه تعالى بكائى بكل مرارة وحسرة وصرخت:
- متى ينتهي هذا الكابوس؟
ثم نهضت وانا اقول بحزم:
- ان لم ينهه احد فسأنهيه انا بنفسي.

وانطلقت بكل سرعتي خارجة من الفصل وسط كل تلك الأعين المتسعة الحائرة لكن الحقيقة هي انني انا من تكاد الحيرة تمزقها ويكاد الألم يعتصر قلبها نعم ان قلبي يرتجف لكني عزمت امري غير عالمة ان ما انا على وشك فعله ما هو إلا غباء مطلق فكل ما كان يسيطر على عقلي وقلبي وروحي هو ان ذلك الشخص لا يمكن ان يكون القاتل لا يمكن. اريد ان اثبت اني مخطئة وواهمه. وفي طريق خروجي اصطدمت عيني بعين جين الذي وقف مع الجمع فنظرت له وانا غير عالمة بالتعبير الذي يحمله وجهي لكني استدرت وعدوت خارجة من المدرسة، لكن من قال ان الرعد توقف؟ حالتي سيئة بالفعل ولم اكن لأتحمل المزيد من هذا لكن ليس كل ما يتمناه المرء يدركه فبمجرد ما سمعت الرعد مرة اخرى وجدت نفسي اجثو على ركبتي وشرعت ابكي وانا اقول:.

- يكفي. يكفي هذا. سيتو اين انت؟
اغلقت عيني لتلاحقني صور للجثث. جثث في كل مكان متى ينتهي هذا الكابوس، فهمست مستنجدة:
- سيتو. سيتو.

قمت من مكاني بصعوبة فهذا الكابوس لن ينتهي دون ان انهيه انا. القاتل. الشخص الذي سمح بموت كل هؤلاء. لا اريد ان يموت شخص اخر، يكفي ما حدث وكل هذا لأجل سبب تافه. وبسبب ذلك الدافع اصبح القاتل واضحا تماما حتى اني لأتعجب كيف لم تكشف الشرطة الخدعة التي اخفت القاتل والدافع معا. توقفت عن التفكير تماما عندما ومض البرق في السماء:
- لم اعد اتحمل اكثر
وسقطت ارضا.

((انتفض جسد سيتو في عنف حين سمع الرعد يدوي مرة اخرى قائلا:
- متى تنتهي هذه العاصفة
كان جالسا في قسم الإستقبال داخل احدى الشركات بعد ان تم رفض مقابلته للعمل دون سبب مقنع ولم يستطع الخروج بسبب المطر لكنه كان قلقا على جوزيفين فغمغم:
- اعتقد اني سأتصل لأطمئن
اسرع يتصل ببيتر فرد ذلك الأخير على الفور قائلا:
- سيتو من الجيد انك اتصلت فلديا مشكلة هنا
هب سيتو من مقعده وقال في قلق:
- هل انهارت جوزيفين مجددا؟

تنحنح بيتر وقال:
- ان الأمر اسوء من ذلك بقليل
- ماذا حدث؟ هلم اخبرني!
- لقد اصرت على الذهاب الى المدرسة فتركتها تفعل
- ماذا؟!
- اجل اعلم انك غاضب لكن لنترك هذا لم بعد فلقد تلقيت اتصال من مدير المدرسة للتو يقول فيه ان جوزيفين تصرفت بغرابة بعد الحصة الأولى وعلى حسب رواية الطلاب فقد كانت تصرخ وتبكي ثم قال انها جرت خارجة من المدرسة ولم يجدوها بعد ذلك
- اخبرني انك تمزح
- اسف يا سيتو.

- بيتر صدقني عندما ينتهي كل هذا سأقتلك، اعدك بهذا، الأن اذهب انت ودريك وابحث عنها وسألحق بكما
- هل. هل ستكون بخير؟ أ. أعني انها ترعد.
- لا تقلق انا بخير، وفر ذلك لجوزيفين
- حسنا
قالها واغلق الخط بينما قال سيتو وهو يرتدي معطفه استعدادا للخروج:
- الم يحن الوقت لتخبريني ماذا يحدث يا جوزيفين؟ )).

((عندما التقت عينا جوزيفين بعين جوزيفين علم على الفور ان الفتاة على وشك القيام بكارثة حقيقية، تلك النظرة الزائغة في عينيها وذلك التعبير التائه على وجهها كانا كافيين. هو متأكد لكنها لم تترك له فرصة بل اسرعت تعدو مبتعدة فأمسك جين بهاتفه قائلا:
- هذه الفتاة تعرف اكثر مما يبدو عليها. هذه مشكلة يبدو انها على وشك القيام بفعل غبي. وستضطرني الى القيام بأغبى.

يبدو ان كل شيء على وشك ان ينتهي هو يشعر بذلك بل هو متأكد من ذلك)).

لا ادري كيف لكن قدمي ساقتني الى وجهتي رغم حالتي المزرية، كانت الرؤية صعبة من كثرة البكاء بسبب الرعد لكن لا تراجع بعد الأن، وجدت البوابة مفتوحه فدخلت وانا استند الى الحائط، الغريب ان احدا لم يلقني حتى دخلت المنزل. نظرت حولي الى اي معالم تشي عن وجود احد لكن بلا فائدة، انا منهكه ولا افكر جيدا ربما. قاطعني صوت خطوات هابطة السلم لأجد امامي من يقول بدهشة مصطنعة:
- جوزيفين ماذا تفعلين هنا؟

نظرت الى ذلك الشخص ببرود لا ادري من اين اتيت به وقلت:
- اعتقد انك من بين كل الناس تعرف لم انا هنا، اه كدت انسى، شكرا على ذلك الفريق الذي ارسلته لقتلي اعني لقد جربت كل الوسائل الممكنة لقتلي لكن المرة الأخيرة جعلتني ادرك من يقف خلف كل هذا
لكنه استمر بدور السذاجة والبراءة قائلا:
- عن ماذا تتحدثين يا جوزيفين؟

ر. ربما اكون مخطئة. اضاء البرق البهو بأكمله فتصلبت اطرافي منتظرة صوت الرعد وعندما وقع ارتجف جسدي كله بفكرة واحده وهي انه لا يمكن ان اكون مخطئة. انه الشخص الوحيد المستفيد من كل هذا كما انه الوحيد الذي لم يمت بعد فقلت وانا ابتسم بصعوبة:
- لكني لم اعلم انك شفيت من تلك الحادثة بهذه السرعة اليس كذلك يا خالتي ام هل اقول يا عمتي كريستل؟

عند انتهائي من الجملة امتلئت المكان بضحكات كريستل. فمن كان يقف امامي في هذه المحادثة والذي اعتقد انه من يقف خلف مسلسل القتل ومن اقرب اقربائي. عمتي كريستل حين توقفت عن الضحك قالت بطريقة تختلف عما سمعته منها وبصوت يملئه القسوة:.

- اعتقد اني سأتوقف عن التظاهر للأن، بصراحة يا جوزيفين لم اتصور انك ستصلين الى هذا الحد حتى الشرطة لم تستطع الوصول الى بل اني انبهرت بكونك عرفتي نسبك الحقيقي، من المؤسف ان اضطر لقتل شخص بذكائك
نظرت لها في جذع وانا اشعر اني اقف امام انسانة لا اعرفها ثم وجدت نفسي اهتف دون وعي مني:
- لا يمكن ان تكوني بالفعل خلف كل هذا. لقد جئت هنا املة ان اكون مخطفئة وان يتضح اني مجرد حمقاء
نظرت لي وقالت بإبتسامة ساخرة:.

- الى هذه الدرجة كنت تحبين الخالة كريستل؟
اجبت بغضب:
- وكل هذا لأجل سبب تافه، كل ما كنت تريدنه هو الإرث فحسب، كيف. كيف لك ان تفعلي كل هذا لأجل المال
ابتسمت بوحشية وقالت:
- اجل انا بالفعل اريد المال اريده بشدة لذلك على ان اقتل اخر وريث شرعي للعزيز براين الا تظنين هذا يا جوزيفين؟
انا حقا لا ادري كيف اشعر اهو غضب ام حزن ام خوف بل هو المزيج من كل ما سبق، نظرت لها وقلت:.

- لقد قتلت ابي وامي ونواه وشارلوت وريتشارد فقط لأجل المال
اتسعت ابتسامتها:
- انت كأمك تماما بالضبط تشبهينها في كل شيء ولكم كنت امقت تلك المرأه لكن ما تعلمينه هو نصف الحقيقة ومادمت ستلحقين بأمك عما قريب فلم لا اخبرك بالحقيقة كلها؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة