قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

هبط مسرعة الى الطابق السفلي وجلست على طاولة الإفطار لقد استيقظت متأخرة نتيجة لعدم نومي امس وبالطبع لم لدي اي شهية للطعام فقط نظرت الى الطعام بإشمئزاز في صمت وعندما رأيت اخوتي يحدقون في قمت واتجهت نحو الباب وقبل ان اخرج سمعت بيتر يقول:
- البارحة لم تتناولي العشاء والان الفطور ثم انك لا تبدين طبيعية منذ ان عدتي من المدرسة امس، ماذا هناك بالضبط؟

قلت محاولة ان ابدو طبيعية لكي لا اثير شكوكهم فبعد اكتشاف البارحة لم اعد ادري كيف اتعامل معهم:
- لا. لا شيء لا تقلق
لم يرد فقط حدق في بصمت فقلت:
- اذن انا ذاهبة
وهكذا ذهبت الى المدرسة وحدي فكاثرين في رحلة سفر مع والديها، جلست في الفصل لا اعي اي شيء وفي عالمي الخاص حتى اني لم الحظ ان الحصص قد مرت وان جرس الأستراحة قد رن.

((ظل يوجين يراقب جوزفين منذ ان دخلت الفصل وقد لاحظ شرود ذهنها الدائم حتى انها لم تلحظ ان وقت الإستراحة قد بدأ وبالطبع طبيعته اللعوب لم تكن لتترك هذه الفرصة لتمر هكذا فاتجه نحوها ووقف امامها قائلا:
- ماذا بك يا جوزفين؟ لماذا تجلسين هنا في صمت؟
لكنها لم ترد فكرر ندائه:
- جوزفين. جوزفين؟
لكن صوته لم يصل الى اذنها مطلقا ففكر ان لم يكن صوته سيصل اذن ربما يده فمد احدى يديه نحوها)).

فجأة احسست بتلك اليد الدافئة على وجهي فاتسعت عيناي بعد ان عدت الى دنيا الواقع بأغرب الصور الممكنه رفعت بصري نحو مصدر اليد لأرى امامي يوجين يبتسم وهو يقول:
- الان خرجت من شرودك
اخذ الأمر مني وقتا لأستوعب ماذا يفعل فاندفعت للخلف بحرجة حادة وانا اقول:
- لا تلمسني
اصطدمت بمقعدي فانزلقت قدمي واختل توازني وكدت اسقط لولا، امساك يوجين لي نظرت له في غضب لماذا امسكني فأبعدت يده بعنف قائلة:.

- ابتعد عني الم اقل من قبل لا تلمسني
- حقا، اولم انقذك للتو؟
- لا تكن سخيفا مما انقذتني؟ من السقوط؟
قلتها بسخرية، اعلم ان ردي كان وقحا لكن يتصادف ان ماجي اليوم سيء كما ان طباعي بالطبيعة سيئة ويوجين استفذني اذذن هو يستحق ان يعامل هكذا كان يوجين الان غاضبا لكني لا ابالي فليغضب كما اريد وحين هممت بالخروج امسك يدي فجأة وجذبني بقوة للخلف فاختل توازني وهويت بجسدي على طاولة مقعدي ثم قال:.

- تذكري هذا فأنا لن اقبل اهاناتك طوال الوقت
حاولت المقاومة وتحرير يدي من قبضته لكن بلا جدوى فقلت:
- ما الذي نتوي فعله؟ اتركني حالا
لكنه تجاهلني وقال:
- لقد سعيت خلفك اولا لأسباب مادية اما الأن فقد بدأت تثيرين اهتمامي بالفعل
ما الذي يتكلم عنه هذا المغفل؟ على كل يجب ان اتخلص منه فقد بدأ يصبح الأمر خطرا، اقترب بوجهه مني ثم قال:
- اتظنين اني سأتركك بهذه البساطة.

ما الذي يريده هذا المخبول؟ ايعتقد انه يمكنه لمسي بهذه البساطة حسنا ان وقت اللعب قد انتهى يا فتى فرفعت قدمي لأركله لكنه تحرك مبتعدا على الفور متفاديا الركلة فاعتدلت وقلت وانا اجز على اسناني بقوة:
- حاول ان تلمسني مرة اخرى وقد اتسبب بطردك من المدرسة
رد قائلا:
- اشك في هذا
- لا تشك كثيرا لكي لا احول هذا الشك الى يقين.

قلتها وخرجت من الفصل هذا الأحمق ارعبني لقد اقسمت على عدم الإقتراب منه لكنه مصر لابد ان ابذل مجهودا اكبر في تجنبه.
((كان هناك طرف ثالث يراقب ما يحدث في ترقب واهتمام لكنه لم ينوي التدخل فقط اراد رؤية ما سينتهي به هذا المشهد ورغم معالم وجهه الباردة الا انه في داخله كان يستشيط غضبا فهو فعلا يكره الفتى ذلك الفتى )).

مرت على بقية الحصص كأني لم احضرها فتفكيري كله منحصر في ورقة التبني مع رغبة عارمة في البكاء والصراخ مما اشعر به لكن يجب ان اتحمل حتى اصل الى غرفتي على الأقل هبطت السلالم على عجل اريد الخروج من هنا سريعا لذلك اخذت السلم الخلفي لأن الأمامي مزدحم الان ورغم ان هذا اسرع لكنه سيجعلني الف حول المبنى وبسبب سرعتي اصطدمت باحدهم فسقط ارضا وقبل ان افكر في الإعتذار وجدت ان من صدمتها هي احدى الفتيات التي يشاجرن معي كلما سمحت لهم الفرصة يبدو انهم كانو يتحدثون حين قاطعتهم انا بأفضل طريقة ممكنة قامت الفتاة وهي تسب وتلعن وكذلك صديقاتها فقلت:.

- اسمعي انا لم اقصد ايقاعك حتى لو كنت اود ثم انا لست متفرغة للعب مكن اليوم لنوفر هذه المرة للمرة القادمة
انا فعلا لا اريد الاشتباك معهن الان فانا لا اكاد اقف على قدمي وحالتي النفسية لا تسمح فأي ضغط الان واعتقد اني سأنفجر على الفور لكن من قال ان هذا سيوقفهن؟ دفعتني احداهن وهي تهتف:
- ايتها ال(، ) من تظنين نفسك؟

وقبل ان اجيب انهالت على الشتائم من كافة الأنواع وكذلك شاركها ركلاتهم ولكمهم لكني لم اتحرك لم اقاوم فقط الامي تتزايد واعتقد اني على وشك البكاء لم يجب ان يحدث هذا لي؟ لم يجب ان امر بكل هذا في البيت في المدرسة في كل مكان مشاكل مشاكل والمزيد من المشاكل كنت الان على الأرض وقد قررت ان اتركهن حتى ينتهين فأنا لم تعد لدي الطاقة لأقاوم على اية حال.
((خرج ريتشارد من عيادة المدرسة وهو يتنهد:
- اخير انتهيت.

ثم خرج من المبنى، كان اغلب الطلاب قد رحلوا فسار قليلا نحو بوابة المدرسة حين سمع صوت ارتطام فنظر خلفه في فضول ليرى مشهدا معتادا في المدارس مجموعة من الفتيات يلتففن حول فتاة والواضح انهم يعتدون عليها بالضرب هنا سمع صوت ارتطام اخر كان ذلك عندما ركلتها احدى الفتيات لتصطدم بالأرض وقبل ان يتحرك نحوهم استطاع تمييز ذلك الشعر الأسود الطويل فقط ليتذكر اتعنين انك تتعرضين للمضايقة؟ فكان الرد –من يدري لم يدرك ما الذي يفعله حتى وجد نفسه يعدوا نحوهن)).

هتفت احداهن:
- لنتركها بسرعة هناك من يقترب
ثم تفرقوا من حولي في لمح البصر جبناء كم وددت ان اقولها لكن الأن بعد ذهابهم لم استطع حبس دموعي اكثر من هذا وتعالت شهقاتي لم يكن سبب بكائي هو تنمرهن على بل الضغط الهائل الذي لم تعد اعصابي تتحمله
جوزفين؟
رفعت عيناي الدامعتين لأرى طبيب المدرسة ريتشارد يقول:
- هل انت بخير؟
وحين نظر عن كثب قال:
- انت تبكين؟

للأسف لم ابدا من هؤلاء الذين يستطيعون التوقف عن البكاء حين يبدءون فعقد حاجبيه في غضب وقال:
- هؤلاء الفتيات س.
لكني قاطعته فأنا لا اريده ان يراني هكذا كما اني لم ابك بسببهن:
- انا بخير
قال بغضب:
- كفي عن هذا انا طبيب يمكنني بمنتهى الوضوح ان ارى علامات الإعياء الشديدة عليك وتلك الكدمات التي سببتها الفتيات هل تعتقدين انني اعمى؟
- لكن انا...
- لا لكن.

وجذبني من زراعي وبخطوات متعجلة سار حتى وصلنا الى العيادة فتحها واجلسني ثم انشغل بتضميد الخدوش والجروح التي خلفتها الفتيات في صمت غاضب حتى انه كان يضغط على يدي بقوة وهو يضمدها فتأوهت وقلت:
- هذا يؤلم
قال بصوت هادئ رغم غضبه:
- تحملي قليلا
فصمت حتى انتهى ثم قال:
- هل هدأتي؟
اومأت رأسي وانا اقول بإخراج:
- اجل
لا اصدق انه رآني ابكي قاطع افكاري قوله بصوت جاد:
- هذا جيد
ثم اكمل:.

- الم اخرك ان تطلبي المساعدة حين تحتاجينها؟
- لكن انا لم احت.
صاح بغضب:
- حقا ومتى ستحتاجينها اذن؟ عندما تكسر احداهن قدمك او يدك؟ كفي عن هذا لتصرف قد يحدث ما هو اسؤ بكثير اتظنين انه لا يوجد من يقلق عليك؟
تمتمت قائلة:
- ربما بالفعل لا يوجد
نظر الى بدهشة ثم نظر الى عيني مباشرة وقال:
- انا اقلق والان...

لم اسمع الباقي فقد كنت اشعر بدهشة لم يخبرني هذا وهو لا يعرف حتى من انا؟ ربما بسبب عمله؟ ايا كان فحديثه اعاد لي الرغبة في البكاء مجددا على كل انا الفعل شاكرة لأنه انقذني للتو، نظرت الى الأرض وقلت بوجه احمر كالطمامط وبصوت لا يكاد يسمع:
- أ. أسفة
صمت فجأة ونظر لي في ذهول ثم ابتسم وقال:
- ليس هذا ما توقعته لكن هذا جيد بما انك قد فهمتي.

ثم ربت على رأسي وكأنه يعرفني منذ زمن طبعا في ظروف مختلفة لكنت ثرت الان لكن مع ما حدث وحالة الانهيار العصبي التي امر بها والإحراج الشديد صمت والحمد لله قام بتغير الموضوع لكي يرفع عني الحرج قائلا:
- والأن هل كنت تأكلين جيدا؟
قلت بتساؤل:
- ماذا تعني؟
- اعني انه يبدو عليك الإعياء والشحوب
- لا لم أأكل مؤخرا
- لماذا؟

- بعض الظروف المنزلية لكن اعتقد ان حالتي قد تحسنت وعلى كل شكر لك يا د. ريتشارد والأن اسمح لي بالرحيل
- يمكنك مناداتي بريتشارد فقط
- حقا؟
- اجل. على. على الرحيل
تركت المكان ورحلت بعد هذا الإنفجار العاطفي يا جوفين اشعر بالراحة وكأني شحنت من جديد وكأني نسيت امر ورقة التبني لقد ارتفعت معناوياتي واعتقد اني استطيع التكيف مع الوضع الجديد.
((راقب ريتشارد جوزفين وهي تخرج من بوابة المدرسة ثم ابتسم وقال:.

- لم يكن هذا ما توقعته وهذا يغير الكثير اليس كذلك )).

مر اسبوع منذ تلك الحادثة وقد عادت المياه لمجاريها فقط مضايقات يوجين التي لا تنتهي فقد اصبح كظلي هذه الأيام لكن لو تجاهلنا هذا فالأيام الرتيبة قد عادت من جديد، رفعت بصري نحو السبورة لأرى المدرس يشرح المعادلة للمرة الألف لا يمكنني التحمل اكثر من هذا على اختلاق عذر ما والخروج من هنا وبالفعل ادعيت ان معدتي تؤلمني واني سأذهب للعيادة وقد حدث، دخلت العيادة دون ان اطرق الباب لأجد ريتشارد يراجع بعض الأوراق وحين رأني قال:.

- ثانيتا
ابتسمت وقلت وانا اجلس على احد الأسرة:
- لكن الأستاذ يشرح المعادلة للمرة المليون وقد مللت
- ليس كل مرة تملين فيها ستأتين هنا
- لكن هنا انت تسمح لي بالقراءة والأكل و...
- ان تدنت درجاتك فلن اسمح لك بأي شيء
- لا تقلق
تنهد في استسلام وابتسم قائلا:
- على الأقل ادعي المرض في حالة دخول احدهم
- حسنا.

هكذا اصبحت علاقتي بريتشارد اعتقد اني احببت اسلوبه وطريقته واعتدت عليه، عندما انتهت الحصة غادرت العيادة وعدت الى الفصل لأجد المدرس يتكلم عن تعديل هيئة اتحاد الطلاب اي كلام ممل بالنسبة لي لكنه قال:
- لم لا نرشح جوزفين لتكون مساعدة رئيس مجلس الطلاب؟
نظرت اليه ببلاهة وقلت:
- انا؟
- اجل
فكرت قليلا مساعدة رئيس مجلس الطلاب والرئيس هو جين اي مساعدة جين هنا هتفت:.

- مستحيل هذا لن يحدث ابدا انا لن اكونا بدا عضوة هناك افهمت
- أ. أجل
- جيد
وبعد انتهاء اليوم كنت الملم اشيائي حين قفز يوجين امامي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة