قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث والثلاثون

خلال استراحة الغداء قررت الذهاب الى عيادة المدرسة لأتفقد ريتشارد لكني لم اجده هناك وانا لم اقابله منذ فترة مما اقلقني خصوصا بعد تلك المكالمة الغريبة، ليس امامي سوى ان اسأل المدير لأعرف اذا ما كان غائبا ام ان امرا قد وقع. فتحت المكتب ودخلت مما جعل المدير ينتفض وهو ينظر لي ثم هتف:
- هناك باب لتطرقيه قبل ان تدخلي
اه صحيح نسيت ان اطرق فليس من عادتي تجهالت كل هذا ووجهت سؤالي:.

- اود ان اعلم اين ريتش، اعني الأستاذ ريتشارد؟
نظر لي وكأنه يريد ان يقتلني لكن بعد فترة استسلم واجابني:
- الا تعلمين؟
- اعلم ماذا؟
- انه متغيب منذ يوم الرحلة حاولنا الإتصال به لكن بلا عائد إذا شئنا الدقة لقلنا انه اختفى
اتسعت عيناي وانا استعيد ما مكالمته وهمست:
- لا. لا يمكن.

ودون كلمة اخرى تركت المكتب مسرعة وانا اشعر بإختناق شديد. احتاج الى الهواء احتاج الى الهدوء. اشرعت قدماي على السلالم وانا اتخبط في الصاعدين والهابطين حنى وصلت الى باب السقف وفتحته لكن شعوري بالإختناق لم يتوقف. توجهت نحو سور واسندت كتفاي عليه وانا استعيد المكالمة...
((- الو؟ من معي؟
- جوزيفين؟
كان الصوت مألوف يتحدث بإنهاك وبسرعة فقلت:
- ريتشارد؟ كيف؟

- لا يهم. المهم الأن ان تسمعي جيدا كل حرف اقوله فأنا لا املك الوقت
كان صوته يرتجف قليلا فأسرعت قائلة:
- حسنا
- اسمعي جيدا ودوني ما اقول، إن واقول إن حدث واختفيت فعليك وعلى الفور ان تتصلي بهذا الرقم (، ) افهمتي؟
- ماذا تعني ان اختفيت؟ هل حدث شيء؟
- ليس الأن
- ماذا حدث؟ اخبرني!
تنهد وقال:
- فقط جدي القاتل وانتقمي لنا
- ماذا، ريتشار؟ ريتشااارد؟! )).

كورت قبضتي وضربت بها السور في غضب ويأس واخذت نفسا عميقا كي امنع نفسي من البكاء وبصوت مرتجف قلت:
- اذن. اذن انت ايضا
لكن هذا لم يمنع الإختناق الذي اشعر به ان يزداد. المزيد من القتلى. لماذا؟ لماذا يحدث كل هذا؟ لماذا على ان امر بكل هذا؟ ما ذنبي في كل هذا؟ بصوت مختنق قلت:
- لما لا اقتل انا؟ اريد ان استريح. لقد وصلت الى اقصى حدودي.

لم اعد احتمل كل هذه الدماء، لم اعد احتمل كل هذا الألم. لم اعد احتمل المزيد، نظرت الى السماء وهتفت:
- لم اعد احتمل
فجأه شعرت بمن يضع يده على كتفي ويقول:
- جوزيفين؟!
استدرت بحركة حادة وانا اصفع اليد عني بعنف لأجد كاثرين تقف امامي حائرة ثم قالت:
- لم اقد ان افاجئك
ثم قالت بارتباك:
- جوزيفين. انت تعلمين اني لا احب ان نتشاجر و. اتعلمين انا لا اريد اعرف شيئا عن ذلك الأمر و.
اقتربت اليها وانا وقاطعتها:.

- اسفة لم اعني ما قلته في ذلك اليوم
ابتسمت وقالت:
- اعلم
ابتسمت بقلة حيلة بينما تابعت هي:
- انا اعرفك منذ سنين ثم من الواضح انك تمرين بظروف صعبة
قلت بامتنان وانا اسند رأسي على كتفها:
- شكرا لك.

عندما عدت الى المنزل هدأت قليلا وادركت انه على ان انفذ ما طلبه مني ريتشارد اذا اختفى او بالأصح اذا. قتل، تنهدت وامسكت هاتفي لقد سجلت الرقم حينها، لم اضيع الوقت وضغط على الشاشة لأتصل بصاحب الرقم، رد على صوت رجل يقول:
- الو. من معي؟
- م. مرحبا انا اتصل من طرف ريتشارد...
هنا تذكرت اني لا اعرف اسم ريتشارد بالكامل لكن الرجل لم يعطيني الفرصة للتفكير:
- ريتشارد؟ اجل انه صديقي.

- لقد طلب مني ان اتصل بك اذا حدث له شيء او اختفى و...
- أأنت جوزيفين؟
قلت بسرعة:
- اجل هي انا. هل.
قاطعني صوت ارتطام عالي في الجانب الأخر وكدت اسأل لكن الرجل قال وهو ينهد:
- اذن هو لم يعد هنا. ذلك الأحمق.
ثم تابع:.

- اسمعي لقد ترك هنا لفافة لا ادري على ماذا تحتوي ولقد اصر على الا افتحها. انا لا ادري شيئا عما يحدث لكنه اصر ان حدث له اي شيء ان تصلك هذه اللفافة لكني لا استطيع مقابلتك اليوم او غدا لذا اريدك ان تأتي الى هذا العنوان (، ) بعد غد في الخامسة مساء
- حسنا
تنهد مرة اخرى ثم قال:
- اعذريني اذن
واغلق الخط بينما تسائلت ان ما الذي تركه لي ريتشارد؟

((- لقد مللت هذا، كان يجب ان انهي الأمر من البداية انها تقترب يوما بعد يوم اشعر انها ستعلم الحقيقة قريبا على التخلص منها بطريقة مباشرة
- انت تمزح اليس كذلك؟ الا يكفي كل هذا القتل هل لازلت تريد المزيد؟
ببرود جاء الرد:
- هل تجادلني؟ انسيت من انا؟ ام نسيت انني اتحكم بحياتك؟
ثم ابتسم ابتسامة صفراء واكمل:
- لا تنسى اني اتركك حيا لأني اريد ولأنك درح قانوني لي فلا تجعلني اتخلص منك مبكرا.

قال الصوت الأخر بإنكماش:
- لم. لم اقصد
نظر اليه صاحب الصوت القاسي بلا مبالاة ثم تحدث الى رجلين اخرين بالحجرة قائلا:
- خذ هذا الكلب من هنا
ثم ابتسم بقسوة:
- اريده ان يتعلم درسا. وتخلص من الهدف نهائيا لم نعد بحاجة الى طرق غير مباشرة )).

ارتديت ملابسي استعدادا للخروج فقد قررت ان اتمشى قليلا واستنشق بعض الهواء. خرجت من المنزل. قد يتسائل البعض كيف كان الخروج سهلا سلسا هكذا الواقع ان سيت لم يكن في المنزل ليرفض.

تمشيت قليلا في الشوارع الرئيسية وبعض التفرعات الجانبية حول المنطقة اراقب الناس حولي وكلما سرت كلما ازداد يقيني هذه ليست مجرد مصادفة، اخرجت مرآتي من جيبي وتظاهرت بتعديل مظهري بينما انا في الحقيقة انظر خلفي لأره يقف خلف العمود كأحد المارة يستريح هذه ليست هلوسة رجل ملثم ضخم الجثة وله ما يقرب من النصف ساعة يسير خلفي في كل مكان حتى اذا كان عشوائيا ولأتأكد اكملت طرقي الى شارعين اخرين فإذا به خلفي تماما بننا مسافة معقولة.

بدأ الخوف يتصاعد في نفسي وبدأ الفأر يلعب في عبي. هناك من يريد قتلي وبما اني لست حمقاء فلا داعي لشك فيما قد يريد من يتتبعني ان يفعل بي. من الواضح اني اشكل خطرا ما وإن شئنا الدقة كل من قتل كان يعلم شيئا بينما انا اعبث هنا وهناك واظن ان القاتل يعتقد اني اعلم الكثير عن ماذا؟ لا ادري في الواقع، اسرعت في خطواتي فأسرع هو قليلا ثم تحول الإسراع في الخطى الى عدو، انا اعدو بكل قوتي وانظر خلفي كل برهة لأراه خلفي يعدو هل هناك بينة اكثر من ذلك؟

انه يقترب! اسرعي يا جوزيفين اسرعي. كان الظلام حالكا وانا ادخل في شوارع جانبية واحاول ان اسرع، شارع ثم اخر. لقد تعبت لم اعد استطيع المتابعة حين احسست بشيء يمر جانبي وبدوي بسيط فاتسعت عيناي ونظرت خلفي لأره يصوب مسدس مزود بكاتم صوت طبعا نحوي. اذن هم يريدونها هادئة ورغم كل الرعب والخوف الذي يعتريني قلت:
- ابدا. لن تكون ميتتي هادئة
زادتني رؤية المسدس سرعة وانا اقول:
- استطيع فعلها. انا استطيع.

ثم عند منعطف احد الشوارع توقفت منتظرة من يلاحقني ولقد اتى بالفعل مسرعا وكانت فرصتي لأجعله يتعثر في قدمي وقد حدث لكنه ظل ممسكا بمسدسه فأسرعت نحو يده وركلت المسدس منها بكل قوتي فتخلى عنه وحين حاولت الوصول الى المسدس شعرت بيده تلتف على ساقي وتقبض عليها في قوة ويجذبني بكل قوته لأسقط ارضا في عنف نظرت خلفي لأرى الرجل يمسك قدمي بقوة ثم انه بيده الأخرى قبل حتى ان احاول المقاومة ضغط على ظهري بقوة فالتصق جسدي بالأرض اكثر بينما قال هو:.

- لطفلة مثلك ان تكون متعبة هكذا
- ابتعد عني
لكنه حرك يده يحاول امساك المسدس الذي ركلته، يا الهي ان امسكه وانا في هذه الوضعية ستكون نهايتي على ان اتصرف لكن كيف وانا مشلولة هكذا ووجهي ملتصق بالأرض تقريبا، نظرت الى مكان المسدس انه ليس ببعيد ربما ان امسكه يمكنني ان ابعده تماما هذه المرة وبالفعل حين امسكه حفت قبضته على ظهري وبسرعة لكمت يده التي امسكت المسدس فطار بعيدا فقال الرجل بغضب:.

- تبا لك انت من اردتي هذا
قلبني وقال وهو ينظر لي في غل:
- لقد اردت لك موتا سريعا لكن مادمت مصرة فسأفعل ذلك بنفسي
ثم لف يديه الإثنتين حول عنقي بقوة فعجزت عن التنفس وجحظت عيناي، لا. لا يمكن ان تكون هذه نهايتي قلت بصوت متحشرج:
- ارفض ان. ا. اموت هنا.

وبكل ما تبقى في من طاقة رفعت قدمي وركلته بين قدميه في اكثر الأماكن ايلاما رغم اني لست متأكدة فهو ضخم جدا المهم انه تأوة بشدة وافلتني فتملصت منه بصرعة حتى وقفت اخيرا وقبل ان اطلق ساقي للريح درت نصف دورة حول نفسي قبل ان اوجه ركلة الى وجه كافية لكسر انفه ثم انطلقت اعدو كالبرق لا حاجة لي لأن ارى النتيجة وبعد فترة من الجري توقفت لأني ادركت اني لا ادري اين انا؟ انا لا اذكر اني رأيت هذه المتاجر او هذا الشارع من قبل. تبا لك يا سيتو انت السبب في هذا الجهل:.

- اه
تأوهت بقوة كان هذا حيت اصطدمت بحائط في نهاية الشارع. رائع نهاية مسدودة وما ان استدرت رأيت ذلك الرجل يدخل الزقاق الذ انا فيه وهو يمسك انفه بيده ويصوب المسدس نحوي بيده الأخرى.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة