قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع

مرت الايام عادية فيما عدا بعض المضايقات من الفتيات وتجنبي التام ليوجين واستمر ذلك حتى لم يتبقى سوى يومين على المهرجان الثقافي ففي ذلك اليوم وقفت امام فصلي وبجواري كاثرين وخلفنا ممثل الصف يرتجف رعبا بينما وقف امامنا مجموعة من الفتيان وكأنهم ينتمون الى عصابة ما، قلت في حزم: - لن نغير موضوع فصلنا ان المهرجان سيبدأ بعد غدا ولن نجد الوقت الكافي لتغييره.

اجابني احدهم بطريقة سوقية جدا: - تصرفوا ليست مشكلتنا لكن يجب ان تغيروا الموضوع فلا يمكن ان يبدأ المهرجان وبه فصلان لهما نفس الموضوع
- ليس ذنبي انكم سرقتم موضوعنا
- ماذا تقولين ايتها ال...
هنا تكلم ممثل الفصل الخاص بنا بصوت خفيض مرتجف: - لا. لا بأس يا جوزفين لنغير موضوعنا
قلت بثبات: - على جثتي
ثم نظرت لهم وقلت: - لن نغير الموضوع ايا كانت الظروف.

رد احد الفتيان: - لكن على احدنا تغير موضوعه ولن يكون نحن خاصتا بعد ما فعلته بالطالب الذي اتى ليخبر ممثل الصف بهذا
حين خرج من بينهم طالب يوجد على وجهه عدة كدمات وقد تورمت احدى عينيه وقال وهو يشير لي بإصبع الاتهام: - اجل انها هي من فعلت بي هذا
فرد عليه ممثل الصف الخاص بهم: - أمتأكد؟ انها فتاة واحدة ولا تبدو بهذه القوة.

استفزني هذا لكن كاثرين ضغطت على كتفي وقالت: - لا تفقدي اعصابك فلا نريد المزيد من المشاكل
فقال ممثل صفهم وقد سمعها: - جبانة مثلك تحتمي بصديقتها هي اقل من ان تقف بيننا
احمر وجه كاثرين بشدة وكادت تقول شيئا لولا ان منعتها بيدي وحين فتحت فمي لأتكلم وجدت من يقول: - الجبان هو من يتقوى على فتاة
نظرت خلفي لأجد ادجر براون والذي اكمل بصوت يجمد الدم في العروق: - اياك يا نيجل ان تفكر في اهانة كاثرين مرة اخرى.

نظر له المدعو نيجل في غضب لكنه لم يجرؤ على قول شيء نعم وله كل الحق فمن لا يخاف من ادجر براون ببنيته المهيبه وقوامه القوي لقد كان نيجل مرعبا بالمعنى الحرفي للكلمة لكن ادجر لم يقف عند هذا بل امسك يد كاثرين وقال لها: - وانت لا تتدخلي في امور لا يمكنك مجارتها
ثم نظر لي وصاح بغضب: - اما انت فلا تحشري كاثرين معك ولا تورطيها في مشاكلك.

نظرت له في دهشة عاجزة عن الرد في حين اكمل هو طريقه جاذبا كاثرين معه وسط انظارنا بعدها قال نيجل: - يبدو وان الضخم قد رحل
ثم وجه حديثه نحونا قائلا: - سنجعلك تدفعين ثمن ما فعلتيه بزميلنا ولن نغير موضوعنا
قلت بسخرية: - انتم؟ وماذا تستطيعون فعله لي؟ اتحداكم ان تستطيعوا لمسي
فقال نيجل في ظفر: - ونحن نقبل التحدي.

ماذا؟! انا لم اعني ما قلت الا يعني ما يقوله هو ان نتشاجر حتى يفوز احدنا انا لم اقصد هذا لكن لا يمكن ان ابدو جبانة امامهم: - لا بأس وان فزت تغيرون موضوعكم
- موافق خلف المدرسة اذن بعد انتهاء اليوم الدراسي
بينما قلت لنفسي المزيد من المشاكل رائع.

((عندما جذبها ادجر خفق قلبها بقوة والان هي تجلس بجواره في احد مقاعد الحديقة الخلفية وتشعر ان قلبها على وشك الانفجار اخذت تتأمل وجهه وهي لا تدري لم هو غاضب بالضبط؟ ايقظها من افكارها صوته قائلا: - لماذا دخلتي في جدال كهذا؟
برتباك قالت: - م. ماذا تعني انا مساعدة ممثل الفصل ومن الطبيعي ان...
قال بغضب: - انت تفهمين ما اعنيه
فتنهدت وقالت بمرارة: - ان جوزفين لا تعلم ما حدث بيني وبين نيجل.

- انت تعرفين اساليب نيجل وايضا اظن ان عليك الابتعاد عن هذه الفتاة
- اتعني جوزفين؟
- اذن فهي تلك الفتاة التي تنتشر عنها الشائعات وانها مسببة للمشاكل
هنا قاطعته كاثرين في غضب على غير عادتها: - لا تقل هذا عن جوزفين انها صديقتي ولا اسمح لأحد بأن يذكرها بسوء امامي.

ثم هدأت وقالت: - انا وجوزفين صديقتين منذ سبع سنوات وهي تهتم بي كما اهتم بها صحيح انها طفوليه وعنيدة وربما عنيفة لكنها تظل صديقتي لذلك لا تذكرها بسوء يا ادجر
وعلى هذا تركته ورحلت))
انتهى اليوم الدراسي فتوجهت الى خزانتي لم يكن هناك احد فقد عاد الجميع الى بيوتهم اما انا، تنهدت وفتحت خزانتي لأضع فيها بعض الكتب ولأخرج منها سترتي ثم اغلقتها لأجد امامي، : - جين!

ولقد فاجأني وجوده فتراجعت، لم يبدو سعيدا وقبل ان اسأل قال: - هل حقا تنوين الذهاب لمواجهتهم؟
قلت بدهشة:
- م. ماذا؟
كيف علم بهذا لكني قلت بجدية:
- اجل سأذهب بالطبع
نظر لي نظرة غريبة ثم قال:
- أأنت جادة؟
اومأت برأسي فجأة وجدت نفسي ملتصقة بصف الخزانات لقد دفعني بقوة فتأوهت وامسك يداي الاثنتين وثبتهما الى الخزانة التي خلفي قلت وانا احاول المقاومة:
- ما الذي تظن انك تفعله؟ اتركني.

انحنى على وقال وقد بدا عليه الغضب:
- هل حقا تظنين ان بإمكانك هزيمتهم؟
- ب. بالطبع
من الصعب التفكير في هذه الوضعية تابع جين:
- هل انت حقا بهذا الغباء؟
قلت بحنق:
- ماذا تعني؟
- تظنين ان باستطاعتك هزيمتهم؟ انهم مجموعة من الرجال وليسوا فتيات يمكنك التعامل معهم
لسبب ما بدأت اشعر بالخوف ومع ذلك فقط اجبت:
- انا استطيع.

لم اكد انتهي فإذا به يمسك يداي الإثنتين بيد واحدة ويد ويدفعني للخلف حتى شعرت بأني سأتهشم من شدة الضغط قائلا بسخرية:
- اذن اريني، اريني ماذا ستفعلين في موقف كهذا وانا رجل واحد
اعتقد ان هذا يكفي يا جوفين فرفعت قدمي لأركله بين قدميه لكنه كان اسرع فحرك قدمه لتضغط على قدمي فاصطدمت بالخزانة فتأوهت مجددا قال ببرود وابتسامة ساخرة ترتسم على محياه:
- هذا هو كل ما عندك؟

انا اشعر بالخوف الان ماذا به؟ لم يعاملني هكذا قلت وانا اضغط على اسناني كي لا ارتجف:
- اتركني
لكنه انحنى اكثر على وجهي وهمس:
- جوزفين انت ضعيفة، انت خائفة بل ترتجفين خوفا في يدي
ارتجف؟ نظرت الى يدي فوجدتها ترتجف فعلا هنا تركني فسقطت ارضا ثم تركني ورحل فأمسكت يدي اتحسسها وانا اقول بشيء من الغضب:
- ماذا كان هذا؟

لكني برغم كل شيء لم اغير رأي انا لا اتراجع عن ارائي بهذه البساطة تمالكت نفسي وقمت متوجهة الى حيث سأقابل الفتيان ولقد وجدتهم هناك بالفعل ومن الواضح انهم انتظرو لفترة كانوا اربعة منهم المدعو نيجل الذي قال حين رأني:
- الى متى كنت تنوين جعلنا ننتظر
قلت ببرود:
- ليس الى الأبد والان للننتهي من هذا سريعا
واتخذت وضعا قتاليا فقال نيجل:
- لنعلمها درسا.

هجم على احدهم فتجنبته وركلته في معدته ثم انقض على الثاني فلكمته في فكه حين فوجئت بأن الثالث قد تسلل خلفي واحاطني بذراعه وقال نيجل:
- امسك تلك ال(، )
قلت بسخرية:
- اتظن اني لا استطيع الافلات؟ شاهدني.

كانو يقاتلون بعشوائية غبية فكل ما يعرفونة هو قتال الشوارع بينما انا مدربة جيدا لأواجه اصعب المواقف رفعت رأسي بقوة لتصطدم بذقن الفتى فأفلتني وهو يصرخ الما نظرت الى نيجل لأراه يبتسم لكن لماذا؟ كان ينظر خلفي ففعلت المثل واستدرت لأرى احد افتيان قادم بإتجاهي وهو يحمل لوحا خشبيا اذن فقد كانو خمسة؟ لكن هذا ليس مهما هل حقا ينوي ضربي بهذا الشيء اي جنون هذا وضعتى يداي على رأسي لأحميها واغمضت عيني فلابد ان هذا سيكون مؤلما وحدث الإرتطام وكان الصوت الصادر عنيفا لكني لم اشعر بأي الم ففتحت عيني لأرى امامي جين وقد وضع يده في مقابلة اللوح لقد انقذ رأسي للتو نظرت الى جين فقال:.

- اظن انك ستميلين الى اغلاق عينك مرة اخرى
- ماذا؟
ثم لكم الفتى الممسك باللوح لكمة حطمت انفه انا متأكدة من ذلك هنا بدأ الفتيان بالتراجع بينما قال نيجل:
- جين؟ اسمع يا جين لم نكن نعلم ا نلك علاقة بها ولو كنا نعلم لما لمسناها
انه خائف هل جين بهذه القوة؟ لكن جين لم يعره اهتماما وتابع التقدم نحوهم فقال نيجل بسرعة:
- للن نقترب منها ثانية بل وسنغير موضوع الفصل فقط اتركنا
توقف جين ثم قال بإبتسامة متعجرفة:.

- يبدو هذا عادلا سأتركك هذه المرة لكن ان تكرر الأمر...
قاطعه نيجل على الفور:
- لن يتكرر لن يتكرر اعدك بهذا
ثم انطلقوا يعدون فالتفت إلى جين وقال:
- الم احذرك؟
حذرتني؟ تقصد ارعبتني لكني بالطبع لن اقول هذا فقلت:
- انا سليمة ولا يوجد بي خدش واحد
- وهل لو ارتطم بك ذلك الشيء كنت ستظلين سليمة؟ ماذا كنت ستفعلين ان لم أأت؟
قلت بتذمر:
- لكني سليمة الأن فلما الغضب انت تتصرف كما لو كنت والدي
انفجر ضاحكا وهو يقول:.

- غضب؟ اتظنين اني غاضب انت مخطئة لو كنت غاضبا لما انتهت الأمور هكذا ولم اكن لأضمن من سيؤذيكي هم ام انا
انا لا افهم شيئا مما يقول، اكمل وهو ينظر لي:
- انت حمقاء يا جوزفين تذكري هذا ان حدث موقف كهذا قد لا اكون موجودا.

ثم تركني ورحل ذلك الوغد، اني اكرهه بشدة هل يحاول جعلي اكرهه؟ كنت غاضبة جدا فركلت العمود بقدمي فقط لأصرخ الما عدت الى منزلي ذلك اليوم غضبى ولا اطيق حتى الهواء من حولي ان غضبي وضيقي من جين يكاد يجعلني اجن ان امسكت به الان فسأرتكب جريمة تتعدى الحقوق الإنسانية وسأمثل بجثته لأجعله عبرة لكل من يتجرأ على اغضاب جوزفين.

بعد انتهيت من طعام العشاء فكرت في الإنشغال بالحاسوب قليلا لكن جرس الهاتف اخذ يرن ولم يرد احد حتى سكت ثم بدأ يرن مرة اخرى فقررت النزول لأرد فوجدت اخوتي عند الهاتف ويبدو ان الكل قد حدث معه ما حدث معي، امسك سيتو سماعة الهاتف فكان ما سمعناه:
-، ماذا؟ هل ما تقوله صحيح؟ هل انت متأكد؟، لكن لماذا؟ لماذا؟، سنكون هناك حالا. نعم سنأتي حالا. سأتركها في المنزل فلا ادري ان كانت ستتحمل الأمر ام لا، حسنا وداعا.

واعاد السماعة مرة اخرى نظرنا له في قلق ماذا هناك يبدو على وجهه الحزن الشديد فقال بيتر:
- ماذا هناك يا سيتو؟
قال بمرارة:
- لقد. لقد توفي نواه
عندما خرجت تلك الكلمات من شفتيه عم الصمت المكان لقد اخذت وقتا استوعب ما يقول بينما قال دريك بضيق وحزن شديدين:
- هل ما تقوله صحيح؟
- وهل يوجد مجال للمزاح في مثل هذه الأمور؟
وقال بيتر:
- يا الهي
هنا لاحظو صمتي فنظر لي الجميع فنظر لي بيتر بقلق وقال:
- هل انت بخير؟

لم ارد كنت مصدومة بشدة تقدم نحوي سيتو فتراجعت بحركة حادة وقلت:
- لا. لا. لااااااااااااااا
صرخت بها وظللت اصرخ لا يمكن ان يكون نواه قد مات هذا مستحيل ثم نظرت الى سيتو وقلت:
- انت كاذب. اجل كاذب نواه. نواه لم يمت لا يمكن ان يموت
فقال بيتر:
- اهدئي يا جوزفين
- لا انتم جميعا كاذبون.

ثم تركتهم وعدوت الى غرفتي وحين اارتميت على فراشي كنت قد بدأت استوعب ما قيل لي وبدأت دموعي تنهال على وجهي لقد. لقد مات نواه يا جوزفين كنت ابكي بشدة وظللت ابكي لوقت طويل حتى فقت الإحساس بما هو حولي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة