قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

((- اظن انها كفت عن البكاء اخيرا
قالها بيتر بعد ان ترك حجرة جوزفين فقال ديرك:
- لقد ظلت تبكي لما يقارب الساعة
فرد سيتو:
- على الأقل لمدة ساعة، عندما توفي الخال براين بكت لأيام
قال بيتر:
- اذن هل ستذهب وحدك ام نأتي معك؟
- سأذهب وحدي
فقال دريك بإحتجاج:
- المفروض ان نذهب كلنا
- لكن لابد ان يبقى احدنا ليعتني بجوزفين و...
اريد الذهاب ))
نظروا إلى بدهشة وقال بيتر:
- جوزفين!
بينما قال دريك في فزع:.

- الم تكوني في غرفتك الان؟
فقلت مرة اخرى:
- اريد الذهاب
قال سيتو بهدوء:
- افهم من هذا انك تريدين الذهاب الى الفيلا معنا؟
أومأت برأسي في صمت اتى الرد من دريك وبيتر في نفس الوقت:
- مستحيل
لكن سيتو قال:
- حسنا سأخذك الى معنا
ثم نظر الى بيتر ودريك وقال:
- هيا سنذهب كلنا.

تجهزت للذهاب، لا احد يدري كم الحزن الذي اشعر به او حجم الصدمة التي اعر بها ان ميتتان في وقت واحد لكثير كثير حتى على اشعر اني سأنهار على اي خبر سيئ اتلاقاه لكن كان لابد ان ارى جثة نواه كي اقتنع انه مات بالفعل فلازلت اشعر ان هذا كله ما هو الا كابوس مزعج، اخير اصبحنا امام فيلا التي يعيش فيها او كان يعيش فيها نواه من بعد موت خالي كان امام الفيلا العديد من سيارات الشرطة والإسعاف دخلنا الفيلا فوجدت الكثير من اقربائنا وكذلك خالتي كريستل وابتها هيلين بالبطبع لم يصحبوا هاري فهو صغير جدا وكذلك مجددا العديد من رجال الشرطة في حين تركني اخوتي يتحدثون هنا وهناك فاتجهت نحو هيلين وسألتها:.

- لم يوجد العديد من رجال الشرطة؟
فكانت اجابتها:
- الا تعلمين؟ ان نواه لم يمت بل قتل
شهقت في زهول ووضعت يدي على فمي وانا اهتف:
- ماذا؟
- الم يخبرك احد اخوتك؟
كيف لم يخبروني يا الهي الم يكن الامر سيئ بما فيه الكفاية؟ اريد البكاء من جديد لكن يستحيل ان افعل امام هيلين التي قالت:
- يبدو انهم وجدوه مقتولا في مكتبه.

كفى ان اعصابي لا تتحمل المزيد وبداخلي لم يعد الامر مجرد حزن بل بدأ يمتزج بغضب وحقد شديدين لم يجب ان اخسر خالي الذي رباني و ابنه لماذا انا؟ فسألتها:
- كيف قتل؟
- بالرصاص لقدوجدوا رصاصتين في موضع القلب تماما
- يا الهي
قالت مبتسمة:
- اذن فقد كنت تحبينه؟ كما قالت امي
- ماذا تعنين؟
ضحكت وقالت:
- لا شيء، لا شيء.

ثم تركتني وذهبت حسنا كلنا نعلم انه يلين لم تحب نواه قط وكذلك هو لم يكن يطيقها لكن لا يمكن ان تكون متبلدة المشاعر الى هذه الدرجة؟ كان رجال الشرطة قد اخذوا الجثة قبل ان اتمكن من رؤيتها ربما كان هذا افضل وبالطبع لم يحددوا موعد الجنازة حتى تنتهي الشرطة من فحص الجثة وتشريحها.

بمجرد وصولي الى المنزل اسرعت الى غرفتي واغلقت بابها على فأنا بحاجة الى بعض الوقت بمفردي كانت حالتي النفسية سيئة جدا، لا لم احاول التغيب عن المدرسة بل تجهزت للذهاب اليها وبعا كان الوجوم و الصمت يعمان المنزل كنت قد هدأت نوعا ما وخلال الحصص بدأت افكر بعقلانية وانا احاول القاء الضوء على الأحداث الجارية لكن سؤال واحد لم يكف عن الظهور في ذهني الا وهو لماذا قتل نواه؟ لا يهم من قتله الأن لكن لماذا قتل؟ شردت في افكاري ولم افق الا على صوت يقول:.

- جوزيفين اكملي القراءة
كان هذا مدرس الفصل لكني لم اعره اهتماما لكنه كان مصرا فهتف:
- لم لا تردين؟، جوزفين؟!
ثم اشار بيده الى خارج الفصل قائلا:
- اخرجي انت معاقبة
نظرت له ببرود وقمت نحو الباب لأخرج لعله يستريح ويرحمني من صراخه لكنه لم يرد الصمت كما يبدوا اذ انه قال بدهشة:
- هكذا فقط؟ ستخرجين بمنتهى الهدوء؟ الن تعترضي وتلقي على محاضرة حتى تنتهي الحصة وتفلتين كما تفعلين في كل مرة؟

هذا الثرثار سأقتله، قلت بصوت عال:
- الا يمكنك ان تخرس قليلا؟
- ح. حاضر.

قالها بخوف فقلت بسري ابله عندها انتهت الحصة ورن الجرس وكأنه رن في رأسي انا حيث اني تذكرت فجأه ما قاله لي نواه خلال جنازة خالي براين لقد قال لي انه لم يمت ميتة طبيعية بل انه قتل مسموما اذن ربما، ربما هناك من يتتبع هذه العائلة؟ هنا خطر ببالي تلك المقولة سأعلم من هو وسأنتقم له اذن نواه قد علم شيئا اجل لقد علم شيئا بالتأكيد فقد كان مشغولا جدا في الأونة الأخيرة ولميكن ذلك خاص بالشركة وان صح ما اظن فهو قتل لم يعلم وعلى ما قالته هيلين انه قتل في مكتبه اذن ففي الأمر شيئ مريب، كنت قد عزمت امري ان كان قد اكتشف شيئا فلابد من وجود اثر له ولو صغير اثر لم يلحظه احد ولا حتى رجال الشرطة لأنه لا احد يعلم غيري سبب قتله ان كنت محقة على اذن الذهاب الى فيلا نواه رغم ان الشرطة تحيط بالمكان لكن على الذهاب فلا يجب ان اضيع فرصة كهذه فأنا لن اغفر لمن قتل نواه او خالي براين ابدا ايا كان السبب، السبب ترى ما الذي علمه نواه وتسبب بقتله وبلا وعي مني قلت:.

- ما الذي علمه؟ وهل هو بهذه الأهمية؟
قلتها وانا اخرج من بوابة المدرسة حين فوجئت بأنها تمر فقلت:
- لم احضر مظلتي لقد تبللت ملابس بالكامل رائع ومع وجود الثلج سأتجمد
وقفت لحظة وقد خطر ببالي ماذا ان كان ما علمه نواه متعلق بموت خالي اعني تحديدا بالقاتل الن يكون هذا خطرا على حياتي حين سمعت من يقول:
- ارى انك تفكرين بعمق
ذلك الصوت الساخر التفت وانا اقول بغيظ:
- جين.

لتقابلني ابتسامته الساخرة فزمجرت غاضبة فهذا اخر وقت اتمنى رؤيته فيه:
- ماذا تريد يا جين؟
رد بلا مبالاة:
- لا شيء لقد مررت بك فحسب وسمعتك تتمتمين مع نفسك فقررت ان اتأكد من حالتك العقلية
سأقتله نعم سأقتله في يوم ما بالتأكيد لكني مع هذا تظاهرت بالهدوء وقلت:
- شكرا على اهتمامك اما وقد تأكدت فإرحل
- هذه بوابة المدرسة كما تعلمين
- اذن سأرحل انا
قلتها بغضب وانا اندفع خارج البوابة.
((نظر اليها وهي تبتعد ثم قال:.

- ان هذا ممتع لكن المتى؟
ثم تذكر لقد سمعها تقول ما الذي علمه؟ وهل هو بهذه الأهمية؟ فماذا كانت تقصد؟ لقد علم بوفاة ابن خالها وهو على علم ايضا بتعلقها به لذلك اراد الاطمئنان على حالتها بالفعل لكن هناك شيء لا يريحه و، قاطعه صوت رنين هاتفه فأمسكه واجاب:
-، اذن فقد تكلم، لا لن نحتاجه بعد الان اليس كذلك؟، انها تسير على ما يرام الى الأن على الأقل، حسنا وداعا.

واغلق هاتفه فقط ليرن مرة اخرى فنظر الى هاتفه في تعجب وهو يقول:
- مرتين في اقل من دقيقة؟ ))
بمجرد ان استدرت وتركت جين امسكت هاتفي واتصلت بالسائق لكي لا يأتي وليخبر اخوتي اني سأتأخر قليلا فأنا انوي الذهاب الى الفيلا فلا داعي لتضيع الوقت كما انها بجوار المدرسة فالمدرسة توجد على تل وبقربها غابة صغيرة من الأشجار وهي اقصر طريق الى الفيلا وهكذا شققت طريقي اليها.

((تنهد سيتو وهو يفرك عينيه امام الحاسوب وفي مكتبه الذي يتواحد في اعلى طابق بناحة السحاب التي تمثل مبنى الشركة جلس على كرسه في ملل فالتفت نحو النوافذ الزجاجية التي تصل الى الأرض وتمثل احدى حوائط المكتب فاتجه نحواها ووقف عندها واضعا يده على الزجاج ثم قال:
- انها تمطر بغزارة
ظل يحدق في السماء الرمادية لفترة وحين قرر العودة الى عمله لمح ذلك الضوء الذي لمع في السماء فاتسعت عينه وقال:
- برق!

فأسرع الى مكتبه وامسك هاتفه واتصل ببيتر الذي رد عليه فقال بسرعة:
- بيتر اين انت؟
- في المنزل
- هل تستطيع الذهاب لأخذ جوزفين من المدرسة الان؟
- لماذا الا يفعل السائق هذا؟
- لا ليس اليوم لقد قالت انها تريد الذهاب الى مكان ما بدون السائق
- على كل لقد لويت كاحلي اليوم ومن المستحيل على اخذها. الأن فهمتك حاول الاتصال بدريك انه خارج المنزل
قالها بيتر في هلع فأقفل سيتو الخط واتصل بدريك الذي رد عليه قائلا:.

- لا استطيع فأنا بعيد جدا ولن الحقها هل اتصلت ببيتر؟
قال سيتو بغيظ:
- الم تجد سوى اليوم للذهاب في موعد؟
- لكني لم اكن اعلم ان هذا سيحدث، سيتو؟ سيتو؟
لكن الأخير قد اغلق الخط وهو يفكر بمن يتصل اذا خرج هو فلن يلحقها فجأه تذكر احدهم الشخص الوحيد المتبقي فأشرع بالإتصال به))
((اجاب جين على المكالمة الثانية ليجد من يقول:
- جين هذا انا سيتو
- سيتو؟ لكن...
- ليس الأن هل لازلت في المدرسة؟

- اجل انا امام بوابتها لماذا؟
- اذن هل خرجت جوزفين؟ هل رأيتها
لاحظ جين التوتر في صوت سيتو فقال:
- اجل لقد كانت امامي منذ خمس دقائق
- واين هي الأن؟
- لست ادري لقد اخذت طريق الغابة و...
- ماذا؟ طريق الغابة هذا يجعل الأمر اشد تعقيدا
- ما الذي يحدث بالضبط؟
- عليك ان تتبعها بسرعة سأرح لك الامر لكن اسرع خلفها
كان جين قد بدأ بالتحرك بالفعل ليلحق جوزفين وهو يقول:
- اذن لماذا تريدني ان اتبعها؟
- هذا لأنها، )).

سرت بين الأشجار وقد تبللت ملابسي تماما من المطر سيكون من الجيد لو لم اصب بالإنفلوانزا ان طريق الغابة معتم الى حد ما لكنه الطريق الأقصر على اية حال نظرت الى السماء لأرى الكثير من الغيوم فقلت:
- لا اظن ان المطر سيتوقف قريبا
فقط لأرى ذلك البريق الذي ظهر في السماء اتسعت عيناي في عنف وبدأ جسدي بلإرتجاف قلت بحروف مرتجفة:
- ب. برق
يا الهي ان جسدي يرتعد انا لا اخاف البرق بل ما يتبه واعني بذلك الرعد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة