قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

رد على مبتسما قائلا:
- ماذا يا عزيزتي؟
- انا اراك تمسك هذا الكتاب طوال الوقت هل تحبه؟
صمت قليلا ثم ابتسم بمرارة واجاب:
- بل امقته بشدة امقته لدرجة لا تصدق.
مرت الذكرى بذهني ورغم ما قاله لي الا انه كان يحمل الكتاب معه معظم الوقت لقد افتقدتك يا خالي بشدة، حاولت تناسي الامر بفتح الكتاب وتصفحه فسقطت منه ورقة فانحنيت عليها وانا اغمغم:
- هل تمزق؟
امسكت الورقة لأجد انها لا تنتمي للكتاب فقلت:.

- يبدو ان لدينا شيء مثير هنا
لقد كانت ورقة مهترئة قديمة لكن بشيء من الجهد يمكن فهم محتواها كنت على وشك القراءة حين سمعت من يقول:
- انستي
فشهقت ثم تنحنحت حين ادركت انه هنري محاولة دفع الخجل الذي اشعر به وانا اقول:
- الم اخبرك ان تنتظر في الخارج؟ ماذا تريد؟
اجاب متجاهلا تذمري:
- لقد اتصل السيد سيتو وهو يريد ان اعيدك الى المنزل الان
نهضت وانا اطوي الورقة واضعها في جيبي قائلة:
- حسنا.

خرجت معه وقبل ان اركب السيارة نظرت الى المنزل نظرة اخيرة وقلت:
- سأعود مرة اخرى
ونظرت الى الكتاب الذي في يدي والى عنوانه الذي كتب عليه بحروف قرمزية الورثة...
وفي غرفتي داخل المنزل فتحت الورقة بدأت اقرأ ما استطعت لأن بعض الكلمات لم تكن واضحة مع جمال خط الكاتب:.

كنت اعلم ان هذا اليوم سيأتي ان عاجلا او اجلا وقد كان صعبا كما تصورته بل واسوء لقد رفضوا استقبالي ولم يعترفوا بي كما هو متوقع، لكن ما باليد حيلة لقد استأمنته على حياتي وانا اعلم انه سيفعل ما في مقدوره ليحافظ علي،
كان هذا ما فهمته من الوجه الأول وهو غريب جدا لكن الغرابة لم تقف هنا ففي الصفحة الخلفية كتب:.

يوما سيفهم سيفهم وسيعلم الحقيقة لذلك عدت الى هذا المكان انتقاما منهم جميعا حيث سيندمون على ما فعلوه بي ولن ينفعهم الندم لقد تركت خلفي ما سيرجعلي حقي ولو بأقسى طريقة ممكنه ولؤلئك الذين يعلمون الحقيقة وتم التضحية بهم من اجلها فلهم كل عزائي، لسوف اعود ولسوف انتقم لي ولهم فالماضي لابد ان يلقي بظلاله على المستقبل
- ما. ما هذا الكلام؟

من كتبه لقد شعرت بقشعريرة للحظة وانا اقرأه الهذه الدرجة اثر على الكلام:
- من كاتب هذه الكلمات؟ بل وما الذي تعنيه؟ ممن سيتقم ولماذا سينتقم؟، او بالأحرى لم توجد ورقة كهذه في الكتاب عند خالي وهو ليس كاتبها؟

فكرت قليلا ان محتوى الوجة الأول من الورقة لا علاقة له بالثاني مع ان الخط واحد نظرت لها بإمعان فوجت انهما ورقتان التصقتا ببعضهما وهندما حاولت فصلهما لكنها بدأت تنقطع فتوقفت، على ان افهم ما يحدث هنا هل كاتب هذه الرسالة هو منينتقم الأن؟ سؤال لا اجابة عليه طبعا افقت من شرودي على دخول بيتر المفاجئ لغرفتي وهو يقول:
- جوزيفين ارتدي ملامسك بسرعة لقد وقع حادث للخالة كريستل
- ماذا!

لكنه كان قد تركني فأسرعت ارتدي ملابسي وانا احاول تهدئة نفسي وعدوت خلف بيتر لأجد الثلاثة في انتظاري امام الباب كدت انهار باكية فكم مررت بهذا الموقف هذه السنة قلبي لم يعد يتحمل لكن لا وقت لهذا وهكذا خرجنا كنا جميعا متوترين فيما عدا سيتو كان يبدو باردا!، لا اصدق حتى في وقت كهذا؟ وخلال طريقنا الى المشفى قلت:
- ما. ما الذي حدث بالضبط؟
فأجاب بيتر:
- نحن لا ندري كل ما اعلمه ان حادث قد وقع.

اخيرا قد وصلنا وعلى الفور اتجهنا الى قسم العناية المركزة لنجد الغرفة التي توجد فيها خالتي وحين كدت افتح الباب اوقفتني احدى الممرضات قائلة:
- ممنوع الزيارات الان
- ماذا؟ انها خالتي ابتعدي عن الباب
قالت وهي تحاول تهدئتي:
- اعلم لكن الحالة حرجة ولا تتحم...
لم ادعها تكمل من هي لتوقفني على اية حال فصحت:
- قلت ابتعدي اريد رؤية خالتي الان
حينها قال سيتو:
- كفي عن هذا يا جوزيفين وايضا تماسكي قليلا.

طبعا تراجعت فلا يمكنني ان احول هذا الحوار الى مهزلة نظرت حولي لأرى مستر هارولد جالسا ويبدو عليه التوتر والارتباك البالغ كما انه يتعرق بشدة وهيلين بجواره تبكي على كتفه وبالطبع لم يكن هاري هنا فهو اصغر من ان يأتو به فاتجهت نحوهم وقلت له غير مبالية بالظروف كعادتي:
- ماذا حدث بالضبط؟
رد على وهو يرمقني في حقد لا ادري سببا واضحا له ربما لسؤالي في وقت كهذا؟:.

- لقد كانت في السيارة هي والسائق وهي في طريقها عائدة الى المنزل حين اتت سيارة مخالفة وبكل قوتها اصطدمت بالجانب الأيسر من السيارة فانقلبت تلك الأخيرة فمات السائق على الفور بينما اصيبت كريستل...
- هل. هل الحالة خطيرة؟
- هناك اصابة في الرأس وهي في غيبوبة ولديها بعض الضلوع المكسورة لكنهم يقولون انها ستنجو
- هل ابلغتم الشرطة؟
- بالتأكيد وهم يحققون في الامر حاليا.

في ذلك الوقت كان سيتو يتحدث الى الأطباء ثم التفت لنا ليعلن اننا راحلون فقلت محتجة:
- لا، لا اريد الرحيل، اريد ان اظل هنا حتى تستيقظ
قال بحزم:
- لا لن نبقى فالأطباء يؤكدون ان هذا سيستغرق الكثير من الوقت لذا سنأتي مرة اخرى
قلت بخفوت:
- لكن...
عقد حاجبيه قائلا:
- جوزيفين
فصمت تماما بينما قال سيتو:
- حسنا استاذ هارولد نحن مضطرون للرحيل سزف نتصل للإطمئنان عليها.

أومأ هارولد برأسه فتركناهم وهبطنا وانا اتميز من الغيظ كان بيتر وسيتو يتحدثان لكني لم اركز معهما كنت مغتاظة ومستريحة في نفس الوقت ان خالتي ستكون بخير حين قال بيتر:
- اذن سأذهب انا
- حسنا لكن خذ الحذر هناك تصفية تحدثونحن مطاردون من الإعلام
- بالطبع
قاطعهما دريك:
- انا عائد الى المنزل
- بل ستأتي معي.

قالها بيتر وهو يجذب ديريك من يديه واسرعا بالرحيل في حين اخذ سيتو يقوم ببعض الإجراءات وانا في ذيله داخل المستشفى وحين انتهى خرجنا لنجد انها تمطر فقلت:
- رائع لا يمكن ان يحدث ما هو اسوء اليوم
لم يعقب سيتو على ما قلت بل نزع معطفه واعطاه لي وهو يقول:
- ارتديه فملابسك خفيفة.

اردت ان اشكره لكني لم اجرؤ على ذلك لكن لن انكر اني سعيدة بما فعل ثم اتجهنا نحو السيارة ودخلنها كان هنري في انتظارنا وقد قام بتشغيل التكييف وانطلقت السيارة متجهة نحو المنزل لكن لابد ان هذا كان مطلبا كبيرا فبعد فترة قال هنري:
- سيد سيتو يبدو ان اغلب الطرق مغلقة بسبب العاصفة ولن نستطيع الوصول الى المنزل
لم اتمالك ان اقول:
- وها هو الأسوء قد حدث
تجاهلني سيتو وقال:
- ابحث عن اقرب فندق في المنطقة.

بعد فترة فصيرة توقفت السيارة امام بناية بينما قال هنري:
- اسف لكنه الوحيد في المنطقة
نظرة امامي لأجد مبنى اقدم من الاثار التي في المتحف فقلت:
- لابد انك تمزح! لا يمكن لكومة الاسمنت هذه ان تكون فندق
فكرر هنري:
- اسف
- لا يمكن ان امكث ليلة في هذا الشيء
لكن سيتو لديه رأي اخر اذ قال:
- حسنا يا هنري انزلنا هنا وحاول ان تجد يؤدي الى المنزل ونحن سنبيت الليلة هنا
- ماذا؟
خرج سيتو وهو يقول:
- هيا لا خيار امامنا.

خرجت وانا اتأفف في ضيق واضح هذا الشيء الرخيص لا يمكن ان يصمد في العاصفة بالتأكيد سيسقط على رأسنا
دخلنا الفندق فأيقنت ان ما كان في الخارج هو لوحة فنية بالنسبة لم في الداخل وقف سيتو عند مكتب اللإستقبال واخبره انه يريد المبيت ليلة واحدة فرد الموظف:
- كم غرفة تريد؟
- واحدة
- بمائتين
فأخرج سيتو بطاقة ائتمانه فقال الموظف:
- لا بطاقات نحن نتعامل مع النقود وحسب.

فقال سيتو وه يخرج مالا من جيبه ومن الجيد انه كان يملك ما يكفي فهو لا يتعامل بالنقود مطلقا:
- حسنا
واعطاه الموظف رقم الغرفة والمفتاح، عندما وصلنا الى الغرفة اخيرا فتحها سيتو ودخل فدخلت خلفه وقلت وانا انظر حولي:
- لم ارى في حياتي غرفة بهذا الضيق ربما اخطأنا الغرفة بالمخزن
- هلا كففت عن السخرية وصمت قليلا.

جلست على الفراش اتأمل الغرفة في صمت كانت متصلة بحمام رغم ضيقها ولها سرير واحد يبدو ان هناك من سينام على الأرض قال سيتو وهو يتجه نحو الحمام:
- سأغير ملابسي فقد ابتلت تماما اذا اردتي ان تنامي ففعلي سيكون ذلك افضل لك
ثم دخل الحمام واغلق بابه فتنهدت ثم خلعت معطف سيتو وانا اغمغم:
- لقد كانت السيارة ادفئ.

اتجهت نحو النافذه لأتأكد انها مغلقة جيدا حين اضاءت السماء والغرفة في نفس الوقت الذي انتسعت فيه عيناي بعنف وشهقت:
- برق.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة