قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأول

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأول

رواية ما وراء الأكاذيب الجزء الأول للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأول

لا لاااااااااااااااااااااااااااااااا
صرخت بأعلى صوتها وهي تنهار ارضا وتكاد تمزق ثيابها من الالم، التفت انظار المتواجدين اليها في صمت بينما ازاحت هي الملاءة البيضاء عن الجثة بيد مرتجفة مترددة فقط لتتسع عيناها وتنقض على الجثة وهي تصرخ:
- لا هذا غير حقيقي لا يمكن ان تموت، لماذا؟ لماذااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا؟

هنا اقترب منها احد الواقفين محاولا ابعادها عن الفقيد قائلا وهو يضع كلتا يديه على كتفيها:
- هذا يكفي يا جوزفين لقد فارق الحياة بالفعل
لكنها دفعته بعيدا عنها في عنف وقالت وهي تتشبث بالجثة اكثر:
- ارجوك رد علي، انظر إلى لقد وعدتني انك ستبقى من اجلي. ارجوك
واخذت تشهق بالبكاء ثم تحول البكاء الى صراخ متواصل فقالت احدى الواقفات:
- بيتر افعل شيئا انهم يطلبون الجثة.

اقترب بيتر من الفتاة وبدأ يجذبها بالقوة بعيدا عن الجثة وساعده رجلين اخرين وقبل ان يتم تغطية الجثة من جديد تعالت فجأة صرخات اخرى لكن ليست من الفتاة هذه المرة بل من شخص قد وصل للتوا، صرخ وهو يركض نحو الجثة في عدم تصديق:
- ابي؟! لااااااااااااااااااااا.

وقفت امام المرآه ارمق نفسي مرتدية الاسود فاليوم ستقام الجنازة اخيرا بعد ما يقرب من اسبوع من موته براين فلادمير الدن، خالي وابي وعائلتي وكل ما املك هذا الرجل لم يكن مجرد خال لي او لإخوتي بل كان كل شيء بالمعنى الحرفي للكلمة فقد توفي ابواي في سن مبكرة تاركين خلفهم اربعة ابناء انا اصغرهم ومنذ ذلك الوقت وخالي يعتني بنا وكأننا ابنائه بل واكثر حتى السنتين السابقتين حيث اصبح اكبر اخوتي قادرا على ادارة فرع الشركة الخاص بنا وعدنا نحن الاربعة للعيش في بيت والدينا، ثم ها انا اقف استعدادا لجنازة من ضحى بالكثير لأجلنا، تساقطت الدموع من عيني لا يا جوزفين يكفي بكاء هكذا اخذت نفسا عميقا وانا اخرج من غرفتي غير عالمة انه منذ هذه اللحظة وطل شيء كان على وشك ان يتغير الى الابد...

خرجت من غرفتى وهبطت على السلالم لأجد ديريك و بيتر ينتظرانى كان الوجوم يخيم عليهما، ركبنا السياره في صمت حتى وصلنا إلى مقابر العائلة كان هناك الكثير من أقارب خالى والكثير من أصدقائه وزملائه فرغم مرور اسبوع على الموت الا ان الشرطة لم تسلم الجثة الا البارحة ولذلك تقام الجنازة اليوم، تعالى فجأة صوت نحيب فالتفت الى مصدره لأجد ان المصدر لم يكن الا نواه ابنه الوحيد. كان يبكى. نعم يبكى. إن نواه شخص لطيف المعشر لم يتحمل صدمه كهذه فقد إنهار عندما رأى جثة أبيه. إنه الآن الوريث الوحيد ورئيس العائله وكذلك ممثلها...

ذهبت ووقفت جواره ووضعت يدى حول معصمه أواسيه ثم قلت:
- لا تبكى. فالبكاء لن يغير شيء.
وجذبته من معصمه بعيدا عن االحشود كان هناك متجر قريب إشتريت مشروبا دافئا واعطيته إياه وقلت:
- أنت حقا تبكى كثيرا لشخص بالغ
نظر لى وهو يقول:
- إن كنت تحاولين مواساتى فقد فشلتى. أنت لا تستطيعين مواساة أحد. فمك لا يخرج هذه الكلمات
- ماذا تعنى أنا شخصية حساسه جدا وبشكل لا يصدق
ابتسم وقال:
- أجل وأنا شرير للغاية.

طريقة كلامه لا توحي بالحزن بل انها اميل الى، الغضب
- لسبب ما أعتقد إنك غاضب أكثر منك حزينا
لم يجب:
- هاااى أنت
قلتها وأنا ألكزه في كتفه فنظر إلى وأجاب:
- بالفعل أنا غاضب وبشده
قلت بظفر:
- كنت محقه. لكن لماذا؟!
- أسمعت تلك الإشاعات التي تقول إن أبى ربما لم يمت بل قتل
أجبت بسخريه:
- لا يمكن أن تكون صدقت ما يقال
- كنت مثلك سابقا ولكن الشرطه إنتهت من التحقيق وهي تقول إنهم وجدوا بقايا سم في معدته
إتسعت عيناى:.

- لا يمكن. هل تعنى؟
- نعم لقد قتل مسموما غالبا
- يا إلهى. لكن من قد يفعل شئ كهذا؟!
- لست أدرى لكنى سأعلم من هو وسأنتقم له
شعرت أننى لم أواسيه بل ذكرته بكل ما يغضبه لم أعلم ما أقول وقتها حاولت تغير الموضوع ولكن كل ما خرج من فمى كان:
- حاول ألا ترهق نفسك فقد عهدتك هكذا. وكن بخير لأجلى ولأجل والدتك
نظرت إلى ساعتى:
- يا إلهى لقد إنتهت الجنازه. على العوده يا نواه، على أن أرحل
قمت وأحتضنته ثم إبتعدت عنه قائلة:.

- وداعا
أسرعت عائده إلى حيث أخوى وأنا أفكر في شئ واحد هو أن خالى براين و نواه يشتركان في شئ وهو فضلهما على. أنا أدين لهما بالكثير وإننى لأحبهما بحق. وقفت أمام بيتر الذي قال بهدوء:
- أين كنت بالضبط؟!
بينما دريك يصيح:
- لقد بحثنا عنك كثيرا. أين كنت؟!
- كنت مع نواه
صمت فجأه:
- هل هو بخير؟!
-...
قال بيتر:
- على كل لقد أتى السائق علينا العودة إلى المنزل
وعلى هذا إتجهنا نحو السيارة.

كنت أقرأ رواية حين سمعت دريك يصيح:
- جوزفين. أهبطى حالا
لم أجب. فتابع:
- حالا
لماذا على المجئ أنا أقوم بعمل مهم جدا، هبطت على السلالم، فسمعته يقول وهو يقف عند آخر السلم:
- لقد وصلتنا رساله للتو
- وما الجديد هناك طن من الرسائل يصل إلينا كل يوم
- لكنها رساله منه. من سيتو
- مااااذا؟!
- وهى تقول أنه سيصل غدا من رحلته
- لا. لا يمكن لايزال أمامه أسبوعين حتى يأتى من كندا
قال بيتر بنفاذ الصبر:
- والآن ماذا ستفعلين؟!

- ماذا تعنى؟!
- أنت تعلمين ماذا أعنى هذا الأمر لن يمر على خير معه وكذلك ما فعلته أنت و كاثرين
أبيض وجهى وانا اقول:
- هل يعلم؟!
أجاب دريك في لهجة المذنب:
- إحم. أنا. أنا أخبرته بالخطأ
- بالخطأ؟!
- كانت زلة لسان
- أيها الأحمق ما الذي فعلته سأقتلك لهذا سأجعلك تندم على اليوم الذي ولدت فيه.

بعد أن إنتهيت من التشاجر مع دريك عدت إلى غرفتى. غدا سيكون يوما سيئا بحق إن سيتو لن يغفر لى ما فعلت أنا و كاثرين أبدا. يا إلهى مجرد التفكير في الأمر يرعبنى لقد كانت إجازه طويله بما يكفى لم أتمنى في حياتى العودة إلى الدراسة لكن يبدو أنها ستنجينى من كل ما يحدث. كنت مستلقيه على فراشى أكمل قراءة الرواية. لم أكن أقرأها الحقيقه فقط أتصفحها بعينى وأنا أفكر ماذا سأفعل غدا.

يبدو أننى نمت أثناء تفكيرى بالأمر. استيقظت في الصباح التالى على صوت دريك وهي يصيح: - إلى متى ستظلين نائمه. إستيقظى هيا
نهضت ونظرت إليه وقلت:
- ماذا!
- إنها الظهيره إلى متى تنوين النوم. إلى أن يأتى سيتو؟!

عندما نطق أسمه طار النوم من عينى. هبطت وتناولت إفطارى. كنت متوتره بحق. متى سيأتى سيتو من الجيد أننى سأبدأ في الذهاب إلى المدرسه من الغد لن أمكث في هذا المنزل كثيرا. لقد بدأت الدراسه منذ إسبوع لكنني بسبب وفاة خالى أخذته إجازه. قمت بممارسة أنشطتى المعتاده. جاءت الساعه الثامنه مساء رن جرس الباب ذهبت إحدى الخادمات لفتح الباب. كنت في غرفتى حين سمعت صوت هروله ففتحت الباب لأجد عدد من الخادمات يسرعون في جميع الإتجاهات فأوقفت احداهن وسألتها:.

- ماذا يحدث؟!
- لقد حضر السيد سيتو ونحن لم ننتهى من تحضير العشاء بعد.

تركتنى وذهبت. إذن فقط جاء سيتو على أن أكون قويه لقد فعلت ما أردته وعلى التشبث به. لن أدعه يدمر ما فعلته سأكون على طبيعتى لا داعى للخوف. في الواقع أنا خائفه حتى الخادمات يخفن منه. كيف لا أخاف أنا. نظرت من أعلى السلم لقد إشتقت إليه. فبعد كل شئ هو أخى. كان بيتر و دريك يتحدثان إليه ويضحكان ويبدو عليهما السعاده وهو كذلك. كم تمنيت أن تكون علاقتى يوما معه هكذا.
- إن العشاء جاهز يا انسة.

كانت تلك من إحدى الخادمات.
- حسنا سأهبط
وعلى المائده. الصمت يعم المكان بالكامل. لا أحب هذا الجو. لكن ماذا أفعل؟!
قال بيتر محاولا كسر الصمت:
- كيف كانت كندا؟!
- بارده جدا لن تتصور كمية الثلج الذي كنت أجده أمام المسكن كل يوم
أنه يتكلم بطبيعته. ربما ليس غاضبا على ما فعلته. عندما انتهينا من العشاء قمت متجهه إلى غرفتى لكن سيتو قال لى:
- جوزفين أريدك في غرفة المعيشه بعد انتهائك من غسل يديك.

إهدئى جوزفين لا طالما تكرر هذا الأمر سيكون كل شئ على ما يرام. غسلت يدى لربما لا يجب أن أنتهى من غسلها. اتجهت بعدها إلى غرفة المعيشه لأجده في انتظارى. إن غرفة المعيشه واسعه بحوالى 40 مترا. تحتوى على أريكه عملاقه وأمامها طاوله صغيره أنيقه وفي مقابل الأريكه أريكه أخرى بنفس الشكل وكذلك يوجد جاهز تلفاز ومكيف للهواء وبعض قطع الأثاث الأخرى.
جلست على الأريكه المقابله للتى يجلس عليها فقال على الفور:.

- لندخل في الموضوع مباشره ولنبدأ أولا بدرجاتك هذه السنه. من الواضح أنك في غيابى لم تعود تستذكرى كما في السابق لقد أخذت المركز الخامس هذا العام ولديك 15 درجه مفقودين في جميع المواد والأسوء من ذلك كله أنك كنت تلهين في الصيف بعد أن علمتى أنك في المرتبه الأخيره.
أجبت ببرود:
- لقد قلت قبل سفرك أن أكون من الأوائل ها أنا ذا منهم فما المشكله إذا! على أن أخطئ في بعض الأحيان فأنا بشر كما تعلم
- هل تردين على؟!

لم أقصد ذلك. ماذا أقول الآن؟! ألتزمت الصمت. فقال:
- على العموم إن تكررت هذه الدرجات مجددا خصوصا في مادة الأدب. فقد فقدتى بها 5 درجات كامله. لن يمر الأمر على خير المره القادمه
- لكننى ضعيفه في هذه الماده ولا أفهمها. كما أننى في قسم علمى فمن الطبيعى أن تكون هذه الماده ضعيفه لدى أنا أحتاج إلى درس بها
- لا أنت لا تحتاجين إلى درس بها. أنت تحتاجين إلى التركيز في شرح المعلم وأن تستذكرى أكثر فيها.

نظرت إليه وصمت. كنت غاضبه جدا وأدرت رأسى عنه. قال:
- والآن لنعد للموضوع الأهم. كيف تجرؤين على النقل من مدرسه إلى أخرى دون علمى. هل جننتى؟! مامن شخص يفعل شئ كهذا. لماذا فعلتى هذا؟!
- لأننى أردت أن أكون مع كاثرين في نفس المدرسه
- نعم سبب تافهه كهذا يدفعك لتغير مدرستك
قلت بخفوت:
- إنه ليس تافها.

طبعا هو سبب تافه لكن ما لم اذكره هو انني انانية الى حد ما وإذا اردت فعل شيء سأفعله رغما عن انف اي احد سواء كان صحيحا ام خاطئ هكذا كنت وهكذا سأظل فأجاب سيتو:
- عموما أنا لن أرجعك مرة أخرى لأنك...
ابتسم وأكمل:
-. قد فعلتى شيئا يخدمني انا ولن يعجبك. أنت ساعدتينى في ذلك. غدا مساء سيأتينا ضيوف وستقابلين أبنهم و...
إتسعت عيناى. :
- أنت لا تقصد. لا يمكن خطوبه مدبره Mach Making
- بالظبط.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة