قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص ثاني

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص ثاني

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص ثاني

في الساعة 7: 00 صباحا في مدينة ميلانو نجد يونس الهلالي يركض هو و أولاده الذي لا يتعدون ال 6 سنوات ليدخلوا بعد وقت لا يستهان به من البوابة الداخلية للفيلا لينحنو صغيريه بسرعة نحو الأمام وهم يسندون أيديهم على ركبتيهم ليسحبوا أنفاسهم بصعوبة من فرط الجهد الذين قامو به مع والدهم الذي كان ينظر لهم بحب كبير، ليقول جاد لأخيه بخفوت
- ربنا ع الظالم والمفتري
ليأتيه الرد من جواد الذي كان لايقل عنه تعبا.

- حلال اللي بتعمله امك فيه
- بتقولوا حاجة سمعوني!، ما إن قالها يونس وهو يرفع حاجبه بتحدي من أن يعترضوا على ممارسة الرياضة الصباحية حتى حرك جواد رأسه بنفي وقال
- أبدا يا بابي بس بقول ريحة الأكل تحفة مش كده يا جاد
جاد بتأكيد
- طبعا ده هيبقى تحفة مش بنت الصعيدي هي اللي عملته، وما إن ختم كلامه حتى تأوه عندما ضربه يونس على رأسه وهو يقول
- إسمها ماما يالااااا.

- دي أحلى ماما في الدنيا أما أروح أبوسها، قالها جواد بمراوغة وهو يهم أن يذهب نحو المطبخ إلا إنه فتح عينيه بفزع ما إن وجد قدميه ترتفع عن الأرض ليلتفت برأسه نحو والده الذي حمله من تلابيب ثيابه من الخلف لينظر له بنصف عين ويقول بتهديد
- قولتلي تبوس مين يا حلو إنت
جواد ببراءة
- مامي!
يونس بإنفعال مضحك.

- باسك قطر، بص يالا إنت و هو تمسكو إيدين بعض منك له وتطلعوا فوق تغيروا هدومكم وتنزلوا زي الشاطرين واللي هسمع صوته همرجحوا
جاد بتذمر
- إنت مش بتقدر غير علينا بس
يونس بحدة
- إنت بتبرطم بتقول إيه
- بقول حاضر يالا جواد نعمل اللي قاله بابي، قالها وهو يمسك يد أخيه ليصعدو معا وهم يغمغمو بتذمر طفولي.

ليضرب يونس كفيه ببعضهم وهو يضحك على شكلهم اللذيذ هذا ولكن سرعان ما ذهب نظره نحو المطبخ ليقف عند الباب وهو يعقد ساعديه القوية أمام صدره الإبتسامة العاشقة عرفت طريقها نحو ثغره ما إن وجد محبوبته تتنقل من هنا وهناك كالفراشة لتعد لهم الفطور وإلى جانبها خادمتها، لتبتسم ريهام بحب مع نفسها عندما لاحظت وقوفه خلفها لتقول برقة وهي تلتفت له
- صباح الخير
- تؤ، صباحي مارشميلوا،.

قالها وهو يتقدم نحوها وما إن حاوط خصرها بذراعيه حتى سحبها نحوه ليداعب أنفها بخاصته ثم أخذ يقبل وجنتيها بقوة وما جعله يزيد من أفعاله الوقحة هذه هي خروج الخادمة من المطبخ ولكن قبل أن يصل إلى مبتغاه ويقبل ثغرها...
حتى إبتعد بسرعة ما إن وجد ذلك التوأم المشاكس يقتحمون المطبخ بلمح البصر ليركضوا نحو والدتهم التي إستقبلتهم بقبلاتها المحبة يالله كم تهواهم
لتنتفض ما إن صرخ بها زوجها بغيرة.

- ما كفاية بوس بقا هو مال سايب ولا إيه. وبعدين إنت وهو إيه اللي نزلكوا بسرعة كده وإنتم لسة ماغيرتوش اصلا
نظر جاد إلى والده وقال بتصريح خطير
- عايزين مامي تساعدنا.
أومئ جواد بسرعة وهو يقول بتأكيد
- أيوة مامي
- نعم! ولاااااا بلاش تخلوني أوريكم الوش التاني، ما إن صرخ بهم بإنفعال مضحك حتى إختبئوا بسرعة خلف والدتهم بخوف كالقطط الصغيرة لتفتح ريهام عينيها بذهول منه وهي تقول بتأنيب حاد.

- يونس،! إنت بتزعقلهم كده ليه
- بهزر معاهم ياقلبي. وهما متعودين على هزاري ده مش كده، ما إن قالها بإبتسامة صفراء واسعة حتى حركوا رأسهم بنفي ليقول بغيظ منهم، آااااااه يا ولاد الكلب
عقدة يديها وقال بتحذير: يونس!
- حبيبة قلب يونس من جوة ياناس، قالها وهو يمسك وجهها بين يده ليقبل وجنتها بجوع عاشق ولهان ثم نظر إلى اطفاله لينحني نحوهم ويحملهم معا كشوال البطاطة كل واحد منهم على كتف
لتشهق ريهام بفزع.

- إنت بتعمل إيه، براحة عليهم يا يونس مش كده
ليقول يونس بتوعد خفي: دول في عنيا.
- مامي! صرخوا بها بخوف لينظر لهم يونس بضيق ثم قال بإبتسامة كاذبة وهو يقلد كلام زوجته وطريقتها
- في إيه ياحبايب قلب بابي من جوة مش عايزين حد يساعدكم عشان تغيروا أنا بقى هساعدكم
جواد برفض قاطع
- لاااء مش عايزين نتعبك
يونس بإصرار
- بس أنا حلفت اني لازم اساعدكم
جاد بذهول
- إمتى ده إحنا ماسمعناش.

- في صدري يارخم منك ليه، قالها وهو يصعد بهم على الدرج متوجها إلى الأعلى لتضحك عليهم ريهام من كل قلبها لتعود إلى المطبخ لتستأنف ما كانت تعمل
في الأعلى وما إن دخل بهم غرفتهم ووضعهم على السرير حتى وجدهم يحتضنوه بيديهم الصغيرة ثم أخذو يقبلوه من وجنتيه معا وهم يقولون
- إحنا بنحبك أوي يا بابي
وما كان منه سوى أن يحاوطهم بذراعيه بحماية ويضمهم نحو صدره وهو يقول.

- والله أنا اللي بحبكم أوي يا أغلى ماعندي وسندي اللي في الدنيا دي
جواد بتساؤل
- يعني بتحبنا قد إيه!
ليقول يونس بإبتسامة صغيرة وعينيه شاردة في ما مضى قد العذاب اللي شفته في بعد أمكم عني وقد ندمي على كل وجع سببتهولها في يوم، ودلوقتي يلا بقا قدامي عشان نخلص وننزل ماما مستنيانا
نزلو من السرير و ركضوا نحو الحمام وهم يقولون
- حاااضر.

- تتحسدو ع الطاعة الغريبة دي مع إني عارف إن وراها مصيبة. قالها بتهكم مضحك وهو يذهب خلفهم
بعد مرور نصف ساعة نزلوا معا وهم في كامل أناقتهم ليتوجه نحو السفرة التي تحتوي على ما لذ وطاب لتستقبلهم ريهام بإبتسامة واسعة وعينيها تلمع بعشق ما إن وقع نظرها على إبن الهلالي الذي كلما مرت عليه سنة زادت وسامته وجاذبيته لتغرق في عشقه
حتى النخاع.

خرجت من تأملها به لتذهب و تجلس إلى جانبه وأمامهم التوأم ليتناولوا فطورهم بصمت ولكن هذا الصمت لم يدوم طويلا ما إن فجر يونس الهلالي قنبلته
- أنا بكرة بالليل مسافر لندن عشر تيام عشان عندى مؤتمر طبي، قالها وهو يفكر أن ينهض ويخرج بسرعة قبل أن تسأله عن التفاصيل ولكن هيهات أن يهرب آدم من حصار حواء عندما قالت
- مع مين؟
- نعم
نظرت له ريهام قليلا ثم قالت بإستفسار مترقب
- هتسافر مع مين يا يونس يا هلالي
يونس بتهرب.

- مع دكاترة أكيد يعني هيكون مع مين
سندت مرفقيها على سطح الطاولة وقالت
- ايوه أساميهم إيه بقى
يونس بضجر
- هو تحقيق ولا إيه؟
- أيوة تحقيق و رد عليا، قالتها مين بين اسنانها بخفوت وهي تسحبه نحوها لكي لا يسمعوها الصغار
تنهد الآخر وقال
- بصراحة ياحبيبتي المؤتمر ده هيرحو إتنين أنا و دكتورة مادلين
- اللبنانية اللي جت من شهرين عندكم مش كده. ما إن قالتها حتى أومئ لها بنعم وهو يقول
- أيوة هي
ريهام بتهكم.

- وإنت عايزني أسيبك تروح معاها
- تعالي معايا ياحبيبتي، قالها وهو يسحبها معه نحو الخارج متجها نحو الحديقة وما إن وصل حتى قال بضيق
- في إيه يا ريهام ما تحاسبي على كلامك إيه أسيبك تروح دي عيل قدامك أنا عشان تكلميه كده
ريهام بضيق أكبر من الأخر: عايزني أقول إيه ولا أعمل إيه وأنا بسمع إنك هتكون معاها عشر تيام بحالهم في لندن، أرقصلك مثلا
ليغمز لها يونس بسفالة وهو يقول برحابة صدر
- والله ياريت
ريهام بإنفعال.

- إنت هتهزر
- ماهو يا أهزر يا إما حضرتك هتقلبيها نكد، أنا مابلغتكيش من بدري عشان عارف الدوشة اللي هتعمليها
- دوشة! ونكد! طيب خلي نفسك مكاني ترضى إني أسافر مع غيرك
- لا طبعا احنا هنستعبط ولا إيه، ما إن قالها بعصبية طفيفة حتى رفعت حاجبيها معا وقال
- شفت أنا كمان زيك بالضبط
- لاء في فرق أنا راجل
ريهام بهدوء لا يمد صلة بتلك النيران التي إندلعت بداخلها.

- مافيش فرق بين الست والراجل فالحاجات دي زي ما قلبك بيوجعك لما تشوفني مع غيرك، أنا كمان قلبي بيوجعني لما تكون مع غيري، ولازم تراعي شعوري أكتر من كده ياهلالي زي ما أنا براعي شعورك
يونس بإستغراب
- نفسي أفهم و أعرف مشكلتك إيه مع الدكتورة دي ماهي زيها زي غيرها إيه الفرق يعني
- لاء في فرق، لما تكون الهانم دي حاطة عينها عليك
. ما إن قالتها حتى جائها الرفض منه لهذه الفكرة وهو يقول بإنزعاج...

- إيه الكلام ده بلاش تخلي غيرتك تعميكي
- الحكاية مش غيرة بس لأني أنا وإنت عارفين إنها عينها منك وبلاش تنكر ده والله أعلم كم مرة حاولت تقرب منك
- نفرض إن كلامك ده صح، وإيه يعني المهم أنا بحب مين وعايز مين وبموت في مين
ريهام بإنفعال
- ماينفعش أحط البنزين جمب النار وأقول جيب العواقب سليمة يارب...
لينظر لها الآخر بتأنيب ثم قال.

- طول ما إنت مش بتثقي فيا هتتعبي كده، وبعدين إنت أعلى من إنك تنزلي لمستواها وتفكري فيها لأني مستحيل أقرب من غيرك
حركة رأسها بنفي وهي تقول بعناد
- وأنا مش هشتري سمك في ماية
يونس بترقب
- يعني إيه؟
- يعني كلامك ده مجرد كلام، حبر على ورق، أنا عايزة فعل
- والفعل ده هو إني مسافرش مش كده
- بالضبط، ما إن قالتها بإصرار ممزوج بعناد وهي تعقد يديها أمام صدرها وتهز رجلها بتوتر حتى قال بنفس عنادها.

- وأنا هسافر مع مادلين وإنت لازم يكون عندك ثقة في نفسك وفيا أكتر من كده
إمتلئت الدموع بمقلتيها وخنقتها غصة كبيرة ما إن تركها بغضب وذهب نحو سيارته لينطلق بها بسرعة متوجها إلى المستشفى
- بحبك يا يونس والله بحبك وبغير عليك إفهم بقى عايزني أعمل ايه يعني لما أشوفها بتقرب منك قدامي بطريقة وسخه غير إني أمنعك منها، قالتها بحرقة قلب وهي تنظر إلى أثر غباره الذي تركه خلفه.

أما عند التوأم المشاكس كانوا ينظرون لهم من بعيد بإستغراب لا يعرفون ماذا هناك ولكن النتيجة كانت بأن والدهم خرج وترك والدتهم تبكي بقهر ليمسكوا أيادي بعض وأخذو يقتربون منها لتبتسم لهم ريهام وهي تمسح دموعها بسرعة ما إن رأتهم يقفون أمامها ويقولون
- مامي إحنا بنحبك متعيطيش
- حبايب قلبي، قالتها وهي تجلس أمامهم على ركبتيها ثم أخذت تقرص وجنتيهم بقوة بعدما نجحت برسم إبتسامة مزيفة على وجهها.

ليمر باقي اليوم عليهم بروتينهم المعتاد وهي أن تقضي أغلب وقتها مع صغارها وما إن حل المساء حتى تركتهم مع المربية وذهبت إلى غرفتها لتأخذ دش بارد ينعشها ويجعلها مستعدة لنشاطها المعتاد لتقديم حلقتها لهذا الأسبوع من برنامجها كش ملك
في المستشفى كان يونس الهلالي يجلس خلف مكتبه وهو يراجع بعض الأوراق ولكن عقله مشغول بالتفكير بالمارشميلوا الخاص به وكيف جعلها حزينة، أووووف
تأفف وهو يغلق الملف بضجر.

لينظر له يوسف الهلالي بترقب ثم قال
- مالك يادكتور مش طايق حد النهارة ليه وبعدين بتراجع الأوراق ليه ياعم أنا جبتهم عشان تمضيهم مش عشان تدرسهم من تاني
- مش وقته ماليش مزاج دلوقتي، قالها يونس وهو يدفع الملف نحو الآخر الذي رفع حاجبه وقال بتذمر
مضحك
- ياحلاوة هو إحنا هنمشي المستشفى دي على مزاجنا ولا إيه
- ده اللي عندي، ليك شوق في حاجة.

- إنت متاكد من شهادة الدكتوراة اللي عندي والله انا خايف أدور وراك وألاقيك أخرك صنايعي
- برااا
- في إيه بس يا إبن عمي
- في إن ريهام إتجننت لما عرفت بالمؤتمر اللي هروحله بكرة
- ما أنا قولتلك سبني أنا أطلع مكانك لأن ريهام مش هترضى بده
- عايزني أسيبك تطلع مع مادلين عشان ترجعلنا بعيل
- إخص عليك أنا وش كده
- ده إنت أبو كده، مستحيل أسيبك تستغل منصبك ف الحاجات الوسخة دي.

- خلاص براحتك بس إستحمل زعل حبيبة القلب وبعدها عنك
- ربنا مايجيب بعد مابينا
- يارب، بس خلي بالك إنت لو أصريت تطلع يبقى قطعت رزقي. وإنت عارف قطع أعناق ولا قطع أرزاق، هتروح من ربنا فين
- ايه ده هو إنت بتعرف ربنا ياصايع، هات هات الورق أمضيلك عليه وبعدها غور من وشي
- إتفضل، قالها وهو يعيد له الملف وما إن إنتهى الآخر حتى نهض يوسف ليخرج وهو يقول، إبقى بوسلي جاد وجواد ولاد الكلب دول.

- والله مافي كلب غيرك غور يالاااااا
خرج الآخر يضحك عليه ليتنهد يونس بضجر ثم نهض وأخذ يحمل متعلقاته ليعود إلى منزله لينعم بدفئ العائلة التي أصبح ينعم بها ما إن دخلت ريهامه إلى حياته السوداء حتى أخذت تتلون أيامه معها ليذوق
معنى الحب الحقيقي على يدها.

دخلت بخطواتها الواثقة إلى الإستوديو لتصعد ثلاث درجات لتصل إلى الإستيدج المصصم كالشطرنج حرفيا لتضع شعرها كله على كتفا واحد ونظرة تربص أنثى الأسد التي تتربص فريستها ما إن قال المخرج أكشن لتقف بالمنتصف بشموخها المعتاد وإبتسامة نصر تزين ثغرها فهي بالتأكيد ستهزم خصمها مثل كل أسبوع
في برنامجها الذي يتناول قضاي المجتمع والفساد السياسي و رجال الأعمال.

أما على الطرف الأخر دخل يونس إلى الفيلا ليجد صغيريه يجلسون أمام التلفاز وهم ينظرون إلى أداء والدتهم بإندهاش هذا هو حالهم كل أسبوع ولكن ما إن وجدوها تقول جملتها الشهيرة عندما تقدم لخصمها الضربة القاضية
ليقول جاد بإعجاب
- مزه من الآخر والله مايجيبها إلا ستاتها زي مابيقولوا واثق الخطوة يمشي ملكا
نظر جواد لأخيه وهو يقول برفض
- لاء مزة إيه بس عليا النعمة دي فرسة شفت عملت فيه إيه دي خلته يقول إن الله حق.

جاد بتأكد
- تصدق معاك حق ده إذا كانت خلت أبوك حبيب قلبها يقول حقي برقبتي شوف إنت بقى هتعمل إيه في أعدائها بصراحة يتخاف منها
- مش سهلة بنت الصعيدي معلمة على قفا الكل
جاد بضحك
- و أول قفا كان لباباك. شوفت خرج مولع إزاي
ليرد عليه جواد
- وإيه الجديد ده حاله كل مرة يزعلها بيفضل يتعصب ويزعق ويقلب البيت وينزل على مافيش من أول بصة من الست الوالدة ويرفع الراية البيضة
جاد بثقة
- مامي مسيطرة من يومها.

ليقول جواد بدفاع عن والده: بابي كمان مسيطر أوي في الشغل بس أول مايدخل الفيلا ويشوف ماما ينسى كل ده ويقولها شبيكى لبيكى يونس الهلالي بين إديكى
- إنتم بتقولوا إيه، قالها بصدمة وهو لايصدق ماسمعه الأن منهم، ليلتفتوا له بسرعة وهم يضعوا إيديهم على فمهم بخوف ليقول جواد بتهرب
- بنمدح فيك يعني هنقول ايه.

جاد بتأكيد لما قاله الآخر: طبعا أومال. ده أنا حتى تعجبني فيك شخصيتك القوية قدام مامي بذات لا بتهزك بنظرة ولا بدلع
ليقول جواد بتأكيد هو الآخر: وأنا أشهد على كده
- في إيه ياعيل منك ليه، قالها يونس بغيظ وهو يسحبهم من ثيابهم
نظر له جاد بخوف من فعلته هذه وقال
- في إيه يا بابي
ليقول جواد برعب
- آه في إيه!
- في عيال عايزة تتربى، ما إن قالها بغيظ شديد حتى قال له جواد بدموع تلمع بمقلتيه الجميلة.

- ونهون عليك تضربنا
شهق جاد وهو يقول بذهول مضحك
- يضرب! لا إله إلا الله أنا قلبي كان حاسس إنه هيطلع زعله من مامي فينا ماهو إحنا الحيطة المايلة في البيت ده
نظر له جواد وهو يقول
- لاء إذا كان كده إحنا ناخد هدمتينا ونروح نقعد عند ندوش أحسن من البهدلة دي
جاد بإطراء لهذه الفكرة
- تصدق إنت صح أنا وحشني أكلها
ليقول يونس بصدمة لا توصف
- أقسم بالله إنتم مش عيال لاء عفاريت
جاد وهو يغمز له بشقاوة وهو يقول.

- الحق علينا يعني عايزين نخليلك الجو
يونس بترقب
- جو ايه!
جواد بتساؤل
- هي مش ماما زعلانة عشان إتعصبت عليها
- أيوة مع الأسف
جاد بإقتراح
- أهو عشان كده بقى هنسيبلك الفيلا ونروح الليلة عند تيتة عشان تقدر تصالحها من غير دوشتنا
يونس بإستهزاء
- لا بتخرو حنية إنت وهو يالا، وطلعتوا بتخافوا على مصلحتنا أوي وأنا معرفش
ليقول جواد
- عشان تعرف إنك ظالمنا يادكتور
نظر له جاد وأخذ يربت على كتفه وهو يقول بمواساة.

- متزعلش يا خويا. أجرنا على الله، وزي مابيقولوا إعمل الخير و إرميه البحر
- ده أنا اللي هرميكم في البحر ياتربية وسخة، ما إن قالها يونس بعصبية حتى شهقوا معا ليقول جواد
- ايه ده!
ليقول جاد بتكملة عن الآخر: آه بجد ايه ده، إنت بتغلط في تربية مامي دي لوسمعتك هيزيد زعلها وحلني بقى لحد ماتصفالك
مط جواد شفتيه وقال
- ومش بعيد ينام معانا بحجة إنه خايف علينا.

أومئ جاد لأخيه وهو يقول: طبعا ماهو هيتكسف يقول إنها طردته
التفت له جواد وقال بإستغراب
- طردته،! هي أمك ممكن تعملها يا جاد
جاد بتأكيد
- بنت الصعيدي كل حاجة يطلع منها
بس ياترى أبوك وقتها هيبقى شكله ايه لو حصل كده
- هيبقا شكله يكسف
ليقول جاد وهو يكرمش وجهه بقرف مصطنع: إخيييييي انا تخيلت الموقف حاجة صعبة بجد
جواد بتنهيدة
- وهو في إيدنا ايه غير إننا نقول الله يرحمك يارجولة.

- آااااااااه ياولاد الكلب، عامليني كورة مابينكم، أعمل فيكوا إيه ياعملي الأسود اللي ساب الدنيا كلها و طلعلي في ولادي
- سبني يابابي هو إحنا قدك عشان تمسكنا كده، قالها جواد بشفاه مذمومة تهدد بالبكاء ليخفف يونس قبضته عليهم وهو يقول بضجر
- ما إنتم اللي بتعصبوني
- لا عاش اللي يدايقك يابابي، قالها جاد وهو يقبله من وجنته ليفعل الآخر نفس الشئ وهو يقول
- أيوة صح لا عاش ولا كان كمان.

- إحنا بس عايزين نساعدك تصالح مزتك، ما إن قالها جاد حتى ضربه يونس على رأسه من الخلف وهو يقول بغيظ
- ايه مزتك دي عيب ياجاد أنا هفضل أعلمكم لحد إمتى
دي مامتك ومايصحش إنك تتكلم عليها بالشكل ده
جاد بإصرار
- بس هي فعلا مزة مش كده يا جواد
جواد بإعتراض
- لاء أنا شايفها فرسة
جز يونس على أسنانه بقوة وأخذ يقول من بينهم
- ايه ياكلب منك ليه إنتو بتجيبوا الكلام ده منين.

- من عمو يوسف، ما إن قالها جواد بعفوية حتى صعق يونس من ما سمع وهو يكرر إسم الآخر
- يوسف!
أومئ له جاد بفخر وقال
- ده كل يوم بيقعد ويعلمنا كلمة جديد لحد مابقينا أساتذة
ليقول جواد بفخر هو أيضأ: ورفعنا راسه
يونس بتوعد أسود
- ده انا اللي هكسر راسه بس لما أشوفه، وانتم لو سمعتكم بتتكلموا كده مرة تانية لاهكون معلقكم من رجليكم عند بوابة الفيلا وأخلي بنت إياد اللي بتحبوها تضحك عليكم
جواد بخوف.

- لاء توبة مش كده يا جاد
أومئ الآخر وهو يقول بتأكيد
- أكيد توبة يعني مافيش فصال
- طب يلا منك ليه إطلعوا إغسلوا سنانكم وناموا
- حاضر، قالوها معا ثم نهضوا ولكن سرعان ما ركضوا نحو والدتهم التي وجدوها تدخل من الباب الداخلي
لتنحنى لهم وهي تفتح ذراعيها لتستقبلهم بحب يسع العالم وما فيه ولما لا فهم فلذات أكبادها وثمرة حبها من ذلك العنيد وهم جزء لا يتجزء منه
أخذت تقبل وجنتيهم الشهية وهي تقول
- حبايب قلبي وعمري.

قفز جاد بمكانه بسعادة وهو يقول
- وحشتيني أوي يا مامي
ريهام بضحك وهي تنكش سعره وتقول
- يابكاش دول كلهم تلات ساعات اللي غبت فيهم
جواد
- و هما دول شوية
جاد بتدخل
- حقها يا جواد. سيبها أصلها متعرفش غلاوتها عندنا وإن الدقيقة بتمر سنة في بعدها
زاد ضحكها عليهم وهي تقول: والله إنتو مش سهلين ياولاد الهلالي طالعين لأبوكم بتعرفوا تاكلوا عيش كويس.

- إحنا، ما إن قالوها ببراءة لاتمد لهم بصلة حتى ضحكت عليهم مرة أخرى وهي تقبل يديها الصغيرة وما إن إعتدلت بوقفتها حتى نظرت بعتاب لذلك الذي ينظر لها بعشق خالص وحصري لها ليقول بمراوغة وهو يقترب منهم
- وأنا ماليش نصيب فالبوس ده
- لاء، قالتها برفض ممزوج بغرور وهي تتخطاه وتذهب وتجلس على الأريكة لتنحني بجذعها العلوي و تنزع حذائها ذو الكعب العالي وهي تتأوه بألم.

- ماما إحنا بنحبك أوي، قالوها بمكر طفولي لذيذ وهم يصعدون إلى جانبيها وأخذو يحتضنوها معا لتدفن أنفها فيهم وأخذت تتنفس عبيرهم الرائع لتنهض بعد مده وهي تقول
- يلا ياحبايبي عشان ننام الوقت إتأخر
- بس إحنا مش عايزين ننام عايزين نقعد معاكى شوية
- هو انتو مش بتحبوني
- أكيد بنحبك
- لو بتحبوني فعلا ماتتعبونيش وإسمعوا الكلام ويلا قدامي على فوق لأني راجعة تعبانة وعايزة أرتاح.

- حاضر هنسمع الكلام، تصبحي على خير يا مارشميلوا
قالوها بشقاوة وهم يغمزون لها ثم ركضو إلى الأعلى بسرعة قبل أن يأنبهم والدهم لتنظر ريهام إلى اثرهم بصدمة ثم إلتفتت إلى زوجها بغضب وقالت
- شفت العيال متعلمين منك إيه، كم مرة قولتلك خد بالك من كلامك قدامهم
يونس بحب
- الله! وأنا مالي ما إنت اللي مارشميلوا فعلا.

ضربت شعرها للخلف بدلال ثم تركته وصعدت دون أن ترد عليه ومن وقتها أعلنت عليه الخصام ليمر الوقت عليهم بسرعة وما إن أتى مساء اليوم التالي حتى وجدته يدخل إلى غرفتهم وأخذ يفتح حقيبة سفره واخذ يرتب ثيابه بها
لتقف أمامه بصمت وهي تنظر لما يفعل بزعل ثم قالت بشفاة مقلوبه بحزن
- هتسافر
- أيوة
- وأنا. ما إن قالتها بقهر ممزوج بترجي بأن لا يتركها ويذهب مع تلك الأفعى التي تريد أن تسرقه منها.

ترك ما كان يفعل ليستقيم بطوله أمامها وهو يضع يديه بجيب بنطاله ثم قال
- إنت بقى لازم تتعلمي إنك مش كل حاجة عايزها ممكن أعملها ليكي، بحبك آه وبدلعك آه بس مش كده لكل شئ حد
- بس أنا حبي ليك مالوش حدود
ليقول يونس بإصرار على موقفه
- حتى لو، ده شغل وماينفعش أبوظه عشان بس مراتي بتغير ده مش مبرر زي ماشغلك خط أحمر انا كمان شغلي خط أحمر.

- خلاص إعمل اللي إنت عاوزه، قالتها وتركته وذهبت لتجلس على الأريكة وإستدارت بجسدها نحو النافذة لتخفي عنه دموعها التي أخذت تغرق وجهها بالتدريج ولكن
عندما إنتهى من حزم أمتعته حتى إقترب منها ليقبل أعلى رأسها ثم إبتعد ليحمل حقيبته وما إن خرج من الغرفة حتى دفنت وجهها بين ركبيتيها ثم إنفجرت ببكاء شديد لا آخر له وكأن الأنهار أخذ تصب من عينيها
عندما سمعت صوت سيارته يختفي بالتدريج.

أما عند يونس ما ان وصل الى المطار بقلب موجوع على زوجته حتى قابلته مادلين بإبتسامة واسعة وإحتضنته بطريقة جعلت خلايا جسده جميعها تنتفض برفض من قربها هذا ولكن ما جعله يبتعد عنها بضيق ما إن باغتته بقبلة على أسفل فكه
حركاتها هذه الذي إدعت بها البراءة جعلت يونس يتذكر كلام زوجته ما ان5 قالت بإنها ستستغل سفرهم هذا لتقترب منه اكثر، عند هذه النقطة نهض وإستأذن منها متجاهلا نظراتها المتسائلة.

ليرفع هاتفه وأخذ يتصل ب يوسف وهو يتوجه إلى خارج المطار ليقول ما إن فتح الآخر الخط
- لسه عايز تسافر مكاني
يوسف بحماس
- طبعا عايز
يونس بعملية
- فاضل ساعة ع الطيارة لو قدرت تلحقها قبل ماتطير يبقى حلال عليك السفرية دي
ليقول يوسف بسرعة
- أقل من نص ساعة وهكون هناك
تنهد وقال
- طيب هسيبلك تذكرتي والأوراق اللي هتحتاجها هنا مع السواق، إتفقنا
- إتفقنا.

- سلام، قالها يونس ثم أنهى المكالمة وهو يستأنف طريقه نحو بوابة الخروج ليستقل سيارته ليعود أدراجه إلى منزله إلى حبيبته إلى ريهامه إلى الماشميلوا الخاص به
وما إن وصل إلى البوابة الحديدية للفيلا حتى توقف بسيارته لينزل منها بسرعة متوجها إلى الداخل ليصعد على الفور ليرى معشوقته قد غفت على الأريكة...

جلس أمامها وأخذ يبعد شعرها الناعم عن ملامحها الجميلة ليرى وجهها الباكي أمامه بجفونها المنتفخة وأنفها الأحمر مع شفاهها المنفوخة
عند هذه لم يستطيع أن يتحمل أكثر فهي كانت كتلة من الإغراء لينحنى ويقبل ثغرهم بهدوء وتريث وكأنه يريد أن يعتذر لها عن فعلته بحقها فهي زوجته ومن حقها أن تغار عليه كما تشاء وهو عليه أن يقدر هذا وأن يراعيها أكثر فهي قارورته التي اهداها الله له بفضله.

إبتعدت عنه بإنزعاج لتفتح عينها بإستغراب ما إن رأته أمامها
كادت أن تتكلم إلا أنه قال
- مقدرتش أسافر واسيبك، مقدرتش أدوس على قلبي وأقسى عليكي
ريهام بزعل طفولي
- ليه مقدرتش؟
- لإنك كنت صح وإني فعلا ماينفعش أسافر مع واحدة غيرك حتى لو كان شغل يولع الشغل وصاحب الشغل قدام دمعة من دموعك
- بتحبني، ما إن قالتها بطفولية حتى حملها بين ذراعيه متوجها بها نحو سريرهم وهو يقول
- أيوة بحبك وبموت فيكي وفطعمك.

- لحد إمتى هتفضل تحبني
- لأخر نفس فيا، قالها وهو يضعها على الفراش ليعتليها وهو يدفن وجهه بتجويف عنقها ليستنشقها
لتقول هي بدلال
- مش هتزهق من دلالي عليك أبدا
رفع رأسه ونظر الى عينيها وقال
- عمري ما هزهق منك، وهفضل مدلعك كده لحد ما أموت.

- بعد الشر، قالها وهي تضع كفها على فمه بلهفة ليمسك يدها وأخذ يقبل أناملها واحدة تلوا الأخرى وما إن إنتهى حتى قبل أعلى رأسها ليمشي بشفتيه إلى مابين عينيها ليطبع قبلة أخرى ولكنها أطول من سابقتها ليمرر أنفه على جسر أنفها ببطئ وما إن وصل إلى ثغرها حتى غاص معها في بحر عميق لا قاع له.

كانت كل حركة منه نابعة من ثنايه روحه فهو تعدى الحب والعشق معها لتصبح له كالشغف الذي يغلف قلبه لتستقبل هي كل هذا برحابة صدر ودلع مغري أطاحت به عقله، وفي نهاية المطاف إتحدت أرواح الثنائي العنيد بليلة جميلة لا تقل عن لياليهم السابقه معا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة