قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص ثالث

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص ثالث

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص ثالث

حلقة خاصة من لن أكتفي منك
(((((إياد &نور ))))))
عند مدخل فيلا الهواري أمسك يدها بتشجيع وكأنه يريد أن يخبرها بإنه معاها وأن لا تحزن لأي شئ طالما هي معه.
هذا ما وصل لها من نظراته المسلطة عليها بمحبة صادقة
سحبت نفس عميق ودخلت معه إلى داخل الفيلا بإبتسامة مطمئنة لأن حبيبها يساندها بكل خطواتها ولكن تلاشت إبتسامتها بالتدريج ما إن وجدت نادية تقترب منهم بسرعة وهي تقول بتساؤل ولهفة.

- هااا الدكتورة قالت ايه؟
إياد ببرود
- ماقلتش حاجة
نادية بإحباط
- يعني ايه الشهر ده كمان مش حامل
ردت نور بسرعة وهي تبرء نفسها
- والله الدكتورة قالت إني ماعنديش أي مشاكل بس ااااا
نادية بهجوم
- بس إيه، قصدك إيه، إن المشكلة عند إبني!
نور بتوتر
- انا ماقلتش كده
إياد بتدخل
- أمي، مشكلة إيه بس اللي بتتكلمي عليها أومال حبيبة جت إزاي وبعدين مين قال أني عايز عيال أنا مكتفي باللي ربنا رزقهولي
نادية بمسايرة وتمني.

- ونعم بالله ياحبيبي بس أنا نفسي أشوفلك ولد يشيل إسمك
- ربنا يسهل، قالها وهو يجلس على الأريكة ليسحب معه نوره لتقابلهم نادية بجلستها وهي تقول بإستفسار
- يعني الدكتورة دي مادتكيش أى حاجة
نور بتوضيح
- إدتني مقويات وقالت إن شاء الله حيصل حمل
نادية بأمل وفرحة
- طب كويس جدا، إنتظمي بقا ع المقويات دى وشدي حيلك شوية وإن شاء الله خير.

- إن شاء الله، عن إذنكم، قالتها وهي تنهض لتصعد إلى الأعلى وهي مكسورة الخاطر فهي منذ ولادة إبنتها
حتى الآن لم تحمل مرة أخرى ولا تعرف ما هو السبب
نظر إياد إلى أثرها بحزن يضاهي حزنها ثم نظر إلى والدته وقال
- أومال فين حبيبة أبوها!

- حبيبتك فوق بترسم طالعة موهوبة لباباها بس مع الأسف خدت شكل أمها، قالت الأخيرة بصوت خفيض ليقطب إياد حاجبيه بضيق فهو قد سمعها لينحني بجذعه إلى الأمام ليسند مرفقيه على ساقيه ليقول بعدها بهدوء غاضب
- نور حلوة، سامعة يا أمي، وأنا عمري ماشفت أحلى منها، ويمكن أحلى حاجة في حبيبه إنها طلعت شبها وخصوصا شعرها، أنا لو بقى عندي عشر أطفال عايزهم ياخدو كل حاجة منها ومايخدوش مني غير إسمي.

نظرت له نادية من طرف عينيها بضيق وهي تقول
- والله لو أهل زمان كان سمعوا كلامك ده كانوا قالوا سحرالك
- ليه ماتقوليش إنها إدتني اللي محدش إداهولي، إنها حبتني وإحتوتني، نور خلتني أكون إنسان بجد إدتني قلبها وحياتها وإدتني عيلة، عارفة يعني إيه إياد يبقى عنده عيلة زي، زي غيره بعد ما كنت منبوذ من الكل، بقا عندي بنوتة قمر تقولي يا بابا بعد ما كان بيقولولي يا مجنون.

- كل المحاضرة دي عشان قولنا شكلها مش قد كده. ما إن قالتها بضجر حتى رد عليها بتنهيدة
- المشكلة مش في شكلها لأن هي فعلا مافيش احلى منها، بس المشكلة الحقيقية هي إنك مش بتحبيها
قاطعته بسرعة
- والله بحبها بس هي بتبالغ بإهتمامها بيك وكأنها بتتعمد تغيظني، زي اللي بتقول إنت مالكيش لازمة مابينا
- بتحبيني؟
- إنت إبني الوحيد وأغلى من روحي
- طالما كده ليه مش بتتمنيلي السعادة
نادية بإندهاش: أنا، أنا مش بتمنالك أنا!

نهض وإقترب منها ليجلس أمامها على ركبتيه وما إن أمسك يدها حتى قبلها بقوة ثم نظر لها وهو يقول
- أبوس إيدك يا أمي خفي على نور لإن حزنها بيدبحني
- والله يبني أنا مش بدايقها في حاجة بس ساعات بتغاظ مع نفسي كده يعني وبغير عليك منها ومع كده مش بكلمها بحرف
- وحكاية الولد اللي ليل نهار قاعدة تزني فيها عليها
- وفيها إيه لما أقولها عايزة أشوف ولد لإياد يشيل إسمه
إيه غلطت في دي كمان.

- لاء مغلطتيش بس بردو إنت شايفة كل شهرين تلاتة نروح لدكتور شكل والكل بيقول نفس الكلام الحمدلله إنه مافيش مشاكل تمنع الحمل، وبعدين دي حبيبة لسه صغيرة دي يادوب عندها خمس سنين بس
فعشان كده أرجوكي عشان خاطري بلاش تفتحي معاها الموضوع ده
قالت نادية برضوخ
- لو ده هيريحك حاضر ياحبيبي هو أنا هعوز إيه يعني غير راحتك، أهم حاجة عندي إني ألاقيك مبسوط وسعيد بحياتك حتى لو كانت مع نور.

نظر إلى الأرض وضحك بخفة فهو يعلم إنه لا فائدة معها، رفع رأسه لها ليقبل رأسها ويدها وهو يقول: ربنا مايحرمني منك ياست الكل
- ولا منك ياحبيبي
إستقام بطوله بتعب وما إن إستأذن منها حتى صعد إلى غرفة صغيرته ليجدها منكبة على الأرض ترسم بتركيز شديد، ليذهب نحوها وما إن جلس إلى جانبها حتى رفع يده وأخذ يملس على شعرها المجعد وهو يقول
- حبيبة أبوها بترسم إيه
- برسم كيراز بنت خالتو سارة شوف حلوة إزاي.

نظر إلى رسمتها الطفولية ليرفع حاجبيه بإستغراب من موهبتها والتي لا تتناسب مع عمرها
- ما شاء الله حلوة أوي
- بجد حلوة! يعني هيجي يوم وأبقى زيك شاطرة
- أكيد هتبقي أشطر
- بابي أنا بحبك أوي. قالتها وهي تحتضنه ليعتصرها بين أحضانه بقوة وهو يتنفس عبيرها الطفولي بعمق
- أنا اللي بحبك أوي ياحتة من روحي
- هو إنت ليه سمتني حبيبة
إبتسم على سؤالها اليومي هذا حتى يقول لها مثل كل مرة: عشان إنت حبيبتي، إنت حبيبة أبوها.

ما إن قالها حتى ضحكت بطريقة جميلة جدا وشقية جدا ليضحك على ضحكها هذا ثم نهض وهو يحملها متوجها بها إلى الحمام وهو يقول
- يلا نغسل سنانا عشان ننام الوقت إتاخر جدا
حبيبة بتساؤل
- هو لازم كل يوم نغسل سنانا
إياد بتأكيد
- أكيد
تأففت وهي تقول بكسل
- بس أنا بزهق وساعات بكسل
- ما أنا عارف فعشان كده جبت فرشتي هنا عشان نغسل سنانا سوا، ختم كلامه وهو يضع القليل من المعجون على فرشتها الصغيرة ثم قال، يلا.

بدأو بغسل أسنانهم أمام المرآة وهم ينظرون لبعض ويضحكون وما إن إنتهى حتى أخذ يغسل يديها و وجهها الجميل ليحملها على ذراعيه ليغسل قدميها الصغيرة أيضا ثم خرج بها متوجها نحو سريرها الصغير ذات اللون الزهري
ما إن وضعها عليه حتى إستلقى إلى جانبها ليسحب عليهم الغطاء ليقول بحب أبوي
- أميرتي الحلوة عايزاني أقرالها إيه الليلة
- عايزة حكاية حورية البحر.

- ماشي ياستي، قالها وهو يفتح الدرج بجانبهم ليخرج من بين كراسات عديدة الحكاية التي تريدها إبنته الغاليه أو كما يطلق عليها حبيبة أبوها ليبدء يسرد لها أحداث القصة بأسوء طريقة ولكن كانت عندها أجمل ما يكون، لتتوسد صدره بتعب ما إن وصل إلى النهاية لتتمسك بقميصه عندما ثقلت جفونها وكأنها تريد أن تضمن بقائه معا حتى لو نامت.

أبعد يديها عنه ليقبلهم ثم إنسحب من جانبها ليدثرها بفراشها جيدا ثم خرج متوجها إلى غرفته بتعب ليتفاجئ بها تحتضنه من الخلف ما إن دخل
قبلت ظهره وهي تقول
- كنت فين
ليقول إياد بمشاكسة
- كنت عند حبيبتي
- طب وأنا
- إنت أم حبيبتي
- بس كده،! قالتها بزعل مصطنع وهي تبتعد عنه بدلال ليلتفت لها وهو يأسرها بذراعيه القوية ما إن حاوطها من خصرها وهو يقول
- لاء مش بس كده لأن إنتي عندي اااء.

قطع كلامه ما ان وقع بصره على ما ترتدي أو بالأحرى على ما لا ترتديه ليطلق صفير إعجاب وهو يقول...
ايه الجمال ده!
- عجبك؟
إياد بذهول
- سؤالك ده ماينفعش يترد عليه شفهي وأنا بصراحة هموت و أوريكي عملي
ضحكت من غير صوت ثم قالت بسعادة
- بحبك
- والله أنا مش عارف وصلت لفين بحبك ولا إزاي أوصف شعوري معاكي، مافيش حروف تعبر ع اللي جوايا ليكى، غير إني أقولك إنك كل حياتي بمعانيها، حلوة بضحكتك، ومرها بزعلك.

إحتضنته بقوة لتقترب من صدرة بشفتيها لتقبل قلبه النابض بعشقها وما إن رفعت رأسها له حتى قالت
- إياد عشق نور
- ونور هوس إياد، قالها وهو يحتضنها بعدما سند مقدمة جبهته على خاصتها وأنفه على أنفها ليبتسموا معا بحب وكل واحد منه لديه أمنية خاصة يدعوا بها ربه أن يحققها لهم
بعد مرور أسبوعين.

في فيلا الهواري بالتحديد بغرفة المكتب كان منكب على ملفات الصفقة الجديدة يدرس بنودها وشروطها بتركيز عالي فهم مقبلين على أكبر وأضخم مشروع بتاريخ الشركة منذ تأسيسها.
أخيرا أغلق أخر ملف لينزع نظارته الطبية ويرفع رأسه إلى الأعلى وهو يدلك عنقه المتشنج بتعب فهو على هذه الحالة من ليلة أمس وها هو الأن قد حان وقت شروق الشمس.

نهض عن كرسيه وأخذ يحرك نفسه يمينا ويسارا ثم خرج متوجها إلى الأعلى بخطوات ثقيلة وما إن فتح باب غرفتهم حتى أخذ ينزع قميصه ليرمي نفسه بكسل على فراشه ولكن قبل أن يغفى إبتسم بإتساع عندما وجد نوره. نور حياته. تقترب منه وتسحبه إلى أحضانها
بحنان ليمرمغ وجهه فيها بتعب وهو يقول
- دماغي هتنفجر
- سلامتك ياحبيبي. ما إن قالتها حتى بدأت أناملها.

تداعب خصلاته الحريرية وهي تقبل جبهته لتجده بدأ يغفي على حركتها هذه الذي يعشقها منها، فهو لا ينام أبدا إلا على هذا الوضع. سنين مرت على زواجهم ولكنه
لم يكف عن دلاله عليها كالطفل الرضيع الذي يتذمر على كل شئ وعليها أن تراضيه وتحتويه كما كانت تفعل دائما بحبها وحنانها الذي تصبه عليه دون أن تبخل أو تمل.

إبتسمت نور على ملامحه الحادة وحاجبيه المعقودتين وهو نائم لتقترب منه بفمها وأخذت تقبل جبينه بعمق ثم أخذت تضمه أكثر نحوها لتسند ذقنها على أعلى رأسه لتغلق جفونها بنعاس وماهي سوى ثوان حتى غطت بنوم عميق و راحة بين أحضان عشقها الأبدي
ذلك المجنون الذي جعلها تعلن جنونها به.

في الصباح أخذت تداعب أشعة الشمس منظرهم الجميل هذا الذي كان يدل على كمية تعلقهم ببعض ولكن زاد منظرهم جمالا ما إن دخلت عليهم تلك الشقية بشعرها الغجري المنكوش لتصعد على فراشهم
ثم أخذت تفرق بينهم بيدها الصغيرة بضيق طفولي لتفتح نور عينيها وهي تقول بصوت مبحوح
- في إيه يا حبيبة
لتقول بنعاس وهي تفرك عينيها
- عايزة أنام وسطكم.

- تعالي، قالها إياد بترحاب وهو يبتعد عن نور ويفتح ذراعيه ليستقبل صغيرته وحبيبة قلبه، حركته هذه جعلتها تبتسم بسعادة مطلقة وهي ترمي نفسها عليه ليحاوطها بتملك ثم أخذ يرفع الغطاء عليهم وما إن كاد أن ينام حتى سمعها تقول
- أنا جعانة
نظر لها بنصف عين
- هوإانت مش قولتي عايزة أنام وسطكم
أومأت له بشفاة ملوية وهي تقول بصوتها المدلل
- أيوة قولت كده بس عشان أبعد مامي عنك
نظرت لها نور بغيظ مصطنع.

- بقى كده ياحبيبة، طب أنا بطلت أحبك
- لاء ماتبطليش تحبي حبيبة، حبيبة بتحبك بس بتحب بابي أكتر وعايزة يكون ليا لوحدي وبس، قالت الاخيرة وهي تشدد من إحتضانها لوالدها بتملك ورثته منه ليبادلها إياد بتملك أكبر وهو يقول
- أنا مابحبش غيرك أصلا.

- ده طلع بجد بقى،! طب إشبعوا ببعض، قالتها نور وهي تنهض من سريرها بزعل منهم ولكن ماهي سوى ثواني فقط وكان إياد قد سحبها نحوه ليبدء بزغزغتها هو وحبيبة معا لتنفجر نور بالضحك حتى أدمعت عينيها وهي تتوسل لهم أن يكفوا عن هذا...
بعد مدة إبتعدو عنها وهم ينهجون لينظر إلى صغيرته وهو يقول
- روحي يابيبة صحي تيته نادية وإحنا شوية وهنيجي.

- ماشي ياقلب بيبة إنت، قالتها وهي تقبل والدها ثم إلتفتت نحو والدتها وقبلتها هي أيضا ثم خرجت وما إن أغلقت الباب حتى إلتفت إياد نحو معشوقته وبلمح البصر كان يعتليها وهو يقول بهمس أذابها وخدر أطرافها
- مالها نوري متدايقة ليه؟
نور بتذمر ممزوج بدلع
- نورك بتحبك أوي بس المشكلة لما يوصل الموضوع لحبيبة أبوها بتنساني
إبتعد عنها قليلا لينظر إلى عينيها وهو يقول بذهول: معقولة بتغيري من بنتنا، دي بيبة يانور.

نور بكذب وتوتر من نظراته: لاء مش بغير طبعا
رفع حاجبه بترقب
- أومال إيه!
تنهدت نور بإستسلام
- بص بصراحة أنا بس عايزاك تحبني زيها، ايه مش من حقي
ليقول إياد بتأكيد وهو يقبل ذقنها الناعم
- طبعا من حقك، بس طلبك ده صعب لأن حبك يختلف يانور العين
عضت على طرف شفتها وهي تقول بمياعة جديدة عليها: يختلف إزاي إشرحلي عايزة أفهم.

- بس كده، ومالهدو أشرحلك، قالها ثم أخذ يعض وجنتيها وكتفها لتضحك بصوت عالي على أفعاله التي تهيم بها ولكن سرعان ما إنتفضوا ما إن إرتفع صوت الباب بقوة ليليه صوت نادية وهي تقول
- يلا أنزلوا الفطار جاهز
نظر إياد نحو الباب وما إن شعر بها إبتعدت حتى حمل نور بين ذراعيه وذهب بها نحو الحمام ليرتفع صوت ضحكها مرة أخرى على جنونه هذا عندما قال بسفالة
- تعالي بقى ناخذ حمام صباحي سوا عشان نختصر الوقت.

بعد مرور ساعتين من الزمن كانت تقف أمامه عند السيارة لتودعه مثل كل يوم، إقترب منها ليقبل وجنتيها الممتلئة بهوس وهو يقول
- هتوحشيني
- وإنت كمان، بس حبيبي أنا عايزة أستأذنك إن النهاردة أعزم الكل ع العشا أصل وحشتني لمتنا سوا
- إعملي اللي يعجبك أنا والبيت وكل ماعندي ملكك مش محتاجة تاخدي رأيى في حاجة تخصك.

- ربنا مايحرمني منك، قالتها وهي تقبل باطن يده ليحتضن رأسها بيد الاخر ليقبل جبهتها ثم قال قبل أن يصعد إلى سيارته
- لو أمي سمعتك حاجة كده ولا كده عشان خاطري إستحمليها و إعتبريها زي والدتك
- حاضر، ماتشيلش هم
- يلا، سلام.

- مع السلامة، قالتها واخذ تنظر له حتى تحرك بسيارته متوجها إلى بوابة الفيلا العملاقة وما إن أختفى من أمامها حتى إلتفتت لتدخل لترتد إلى الخلف بخفة عندما رأت نادية ورائها تماما وهي تعقد ساعديها أمام صدرها لتقول بضيق
- والله إنت مش سهلة أبدا، واكله عقل ابني بحركاتك المايعة دي
قطبت نور جبينها بإستغراب من كلامها هذا
- ليه! أنا عملت إيه
نادية بغيرة أم.

- قولي معملتيش إيه. يعني ملهاش لازمة كل يوم توصليه لعربيته وتفطريه بإيدك وكل ساعة تتصلي بيه ولما يرجع تجري عليه، بلاش الحركات دي
نور بعدم فهمه لضيقها هذا: وليه بلاش، وبعدين فين الغلط باللي بعمله بحب جوزي وبدلعه
- بتدلعيه ولا بتخليه مش قادر يتنفس من غيرك وزي مابيقولوا ابنك على ماتربيه وجوزك على ماتعوديه وأهو إنت عودتي إياد عليكي
- حتى لو كلامك صح، فين الغلط في اللي بعمله!

علي فكرة يا طنط اياد بيحبك كمان
شوفتي إزاي لما نزل باس إيدك وراسك وبيعملش حاجة غير لما يستشيرك ولا بيطلع لأي مكان إلا لمل يبلغك الأول ومش بيمد إيده ع الأكل إلا وإنت قاعده ع السفرة معانا
نادية بهجومها المعتاد
- إنت هتحسبيهم عليا دول ولا إيه، ولا تكوني متدايقة عشان بيعمل كده، مش هستغرب لو خلتيه يبطل يعمل كده
- إياد مش لعبة في إيدي عشان يعمل كل اللي أنا عايزاه.

زي ماحضرتك مفكرة، في فرق بين لما الراجل بيحب مراته ويحترمها وبين لما بيبقى خاتم بإيد مراته ومابيمشيش إلا بكلامها...
وإبن حضرتك من النوع الأول، عن إذنك
ما إن قالت الأخيرة حتى تخطتها ودخلت إلى الفيلا ليتلاشى ضيقها تماما وأخذت تبتسم بحب عندما وجدت حبيبة قلبها تنزل الدرج بسرعة وهي تنادي عليها لتفتح يديها لها وما إن حملتها على ذراعها.

- قلبي والله، تعالي بقا يا بيبة أحميكي عشان أنا عازمة عيلة أونكل يونس ع العشا، ختمت كلامها وهي تصعد إلى الأعلى لتسألها بلهفة
- هيجي جاد وجواد
- أيوة
أخذت حبيبة تصفق بسعادة وحماس وهي تقول لوالدتها
- طب يلا بسرعة حميني وسرحي شعري عشان أبقى حلوة
- بس شعرك حلو كده،!
حبيبة بتمني حزين
- بس يا مامي أنا عايزة شعري يبقا ناعم كده وستريت زي كيراز
- لاء، ما إن قالتها نور برفض حتى تفاجأت الأخرى من رفضها لتقول
- ليه!

- أنا كام مرة قولتلك بلاش تقولي عايزة أبقى زي دي ودي
إنتى حبيبة إياد الهواري وشعرك ده هو اللي ميزك بشكلك، كل حاجة فيكي مميزة مينفعش تغيريها عشان تبقي زي حد
- بس كل الناس بتعمل كده.
- ده لأنهم عجبهم يغيروا من شكلهم والستايل بتاعهم بس إنت عايزة تغيري شعرك لأنك مش حاباه وكده هتتعبي لازم تحبي نفسك زي ماهي. إتفقنا
- يعني أبقى زيك كده.

- بالضبط، حبي نفسك يابيبة لان أنا وبابا بنحبك أكتر من روحنا وبنشوفك أحلى بنوتة في الدنيا
- وأنا كمان بشوفكم أحلى حاجة في الدنيا الكبيرة دى، قالتها وهي تحاوط عنق والدتها بذراعيها الصغيرة لتبادلها نور هذه الحضن الذي لايقدر بثمن
مر اليوم عليهم بروتينه المعتاد لتنشغل الأخرى بإعداد أنواع الطعام وأفخر الحلويات وما إن حل المساء حتى ذهبت لتزيل عنها تعب اليوم و رائحة الطعام العالقة بها.

وما إن خرجت من الحمام حتى إرتدت فستان بسيط أبيض اللون، لون إياد المفضل، كانت منشغلة بالبحث عن سترتها الجينز لترتديها عليه لتشهق بخفوت عندما وجدت يدين قويتين تحاوط خصرها الدقيق بقوة من الخلف وكأنه ألقى القبض عليها وخائف أن تهرب منه
- إياد!
- ياقلب اياد ونبضه، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها برغبة محبة لتبعده عنها وهي تقول برفض
- لاء مش وقت الكلام ده خالص...
- ليه بس.

- أنا عازمة الكل الليلة إنت نسيت ولا إيه، ما إن قالتها حتى كرمش وجهه بإنزعاج وهو يقول
- اوووووف تصدقي أني نسيت فعلا. بس مش مشكلة لو أخدت حاجة تحت الحساب، قال الأخيرة وهو يوزع قبلاته على جيدها، لتدفعه من منكبيه وهي تقول
- إياااد يلا بقا روح غير هدومك بسرعة عشان مافضلش وقت كتير
إبتعد عنها بالفعل وهو يرفع سبابته أمام وجهها بتوعد
- بس إعملي حسابك أنا هاخد حقي منك بعد ما يمشوا الضيوف
نور بقبول.

- مش مشكلة. وقتها أصلا هكون تحت أمرك
رفع إياد حاجبه ثم قال بترقب
- في سر غريب بالعزومة دي
نظرت له وقالت
- ليه بتقول كده هي أول مرة يعني
ليقول إياد بنفي ويتمعن بملامحها
- تؤ مش أول مرة.
بس إنتى كلك على بعضك بقالك أسبوعين كده مش زي نور اللي أعرفها
- ليه نور اللي قدامك عاملة إزاي، قالتها وهي تمط شفتيها بدلع أمامه ليبتلع ريقه بصعوبة وهو يقول.

- عاملة زي قنبلة أنوثة وإغراء عليهم رشة جراءة غريبة ماشفتهاش عليكى قبل كده
نور بمكر خبيث
- جراءة إيه بس هو أنا عملت إيه
- أنا ممكن أفكرك عملتي إيه معايا الصبح لو ناسية، ختم كلامه وهو يغمزلها بمغزى لتحمر وجنتيها لتقول بتهرب وهي تبتعد عنه لتخرج من الغرفة
- أنا هروح أشوف الأكل لايتحرق وإنت إلحقني لما تخلص...

ضحك عليها من كل قلبه فهي بتحديثها الجديد هذا أصبحت تروق له أكثر من ذي قبل، فهي الآن جريئة ممزوجة بخجل لذيذ تغريه حتى الموت فيها
في الأسفل كانت ترتب الطاولة وإلى جانبها حبيبة تراقب كل ماتفعل بتركيز لتقترب منهم نادية وهي تقول بإطراء
- والله يانور إنتى مافيش أشطر منك فالطبخ تسلم إيدك دي الريحة بس روشتنا.

- ايه ده! ندوش بتمدح بنور مش معقول هي الدنيا دي حصل فيها إيه، قالها يونس وهو يدخل مع عائلته إلى بهو الفيلا لتذهب نادية نحوهم لتحتضن ريهام بحب أم وما إن إلتفتت له حتى رفعت حاجبها وقالت لإبنة أخيها
- إيه يا ريهام مش بتتصلي ليه ولا يكونشي بقيتي قليلة الأصل زي اللي جنبك
يونس بإندهاش
- أنا قليل الأصل ياندوش
نظرت له نادية ببرود وقالت: والله ده اللي أنا شايفاه.

- ربنا يعينك ياللي في بالي عليها، قالها وهو ينظر إلى نور التي كانت تضحك عليهم لتحرك رأسها بقلة حيلة فهم دائما ما إن يلتقوا حتى تبدأ الحروب فيما بينهم
- سارة، قالتها نور وهي تذهب نحو أختها الروحية التي دخلت بهدوء عليهم لتفاجأها لتحتضنها نور بقوة وما إن ابتعدت عنها حتى قالت بعتاب
- إخص عليك، سافرتي وقلتي عدولي وأهو بقالك شهر ماشفتكيش.

- والله الشهر ده عدى عليا طياري كده ماحستش بيه، شهر عسل وإنت عارفة بقا، ومن حبي لتركيا سميت بنتي كيراز
نور بحب
- ربنا يخليهالك وكل سنة وإنتم مع بعض
لتقول سارة بسعادة لا توصف: اللهم آمين، أنا مبسوطة أوي يانور ومبسوطة أكتر لأنى طلعت حامل...
فتحت نور عينيها بفرحة لها ولكن سرعان ماتحولت فرحتها لنكسار ما إن سمعت نادية تقول بصوت عالي نسبيا سمعه الجميع.

- والله وفيكي الخير مش زي صحبتك حتى في دي مش شاطرة وحارمة إبني م الخلفة
عم الصمت بالمكان ما إن نطقت نادية بكلماتها هذه وفي هذه الأثناء نزل إياد ليقترب منهم بإبتسامته الواسعة ليسلم عليهم بترحاب ولكن ما جعله يقطب جبينه بإستغراب عندما رأى الأجواء مشحونة ليقول بإستفسار
- مالكم في إيه؟
إبتسمت نور بصعوبة وهي تقول
- مافيش ياحبيبي.

تعالي ياسارة ساعديني نكمل تجهيز السفرة، وما إن أومأت لها صديقتها لتقول ريهام وهي تنهض معهم
- خدوني معاكم
دخلوا إلى المطبخ لتتوجه نور نحو الفرن لتخرج الصواني منها لتقف ريهام إلى جانبها وتقول بطيب خاطر
- متزعليش يانور هي عمتو كده، مش شايفة بتعمل إيه مع يونس
أومأت لها برأسها وهي تحاول أن تبتلع غصتها لترد عليها ولكنها لم تنجح لذلك إلتزمت الصمت...

أخذو اأطباق الرئيسية وخرجوا ليرتبوها على الطاولة بشكل جميل وما إن إنتهوا حتى نادتهم نور ع العشاء
ليقول أيمن وهو ينهض
- يابختك ياعم إياد كل يوم تاكل من أكل نور اللي مافيش زيه
يونس بتأكيد
- فعلا مافيش أجمل من أكلها بس إوعى تقول لمراتتنا لاحسن ننام في الشارع النهارة
كلامهم هذا جعل إياد يضع يديه بجيب بنطاله و يرفع رأسه بشموخ ويقول بغرور: نوري أنا مافيش زيها.

جلسوا حول طاولة الطعام بحب وكأنهم عائلة واحدة وهم كذلك بالفعل متحابين بروحهم ليرفع إياد نظره وينظر حوله بسعادة فهو أخيرا أصبح يعيش الأجواء العائلية بعدما كان محروم منها، إلتفت الى زوجته ليشكرها على كل شئ تقدمه له ولكن تغيرت ملامحه للقلق عندما وجدها في عالم آخر حزين
لينحنى برأسه نحوها وهو يقول بهمس
- نور!
نظرت له بقهر وهي تقول: نعم!
إياد بإستفسار
- مالك
- ماليش
- لاء في طبعا.

- ماقولنا ماليش، قالتها بإنفعال وصوت عالي لفت إنتباه الجميع لهم لتستأذن منهم وما إن نهضت لتغسل وجهها حتى إختل توازنها
وقبل أن تصل الأرض كان يحتويها إياد بيده ويضمها إلى أحضانه لينادي عليها بخوف شديد
- نور!
كان ياخذ الممر أمام غرفتهم ذهابا وإيابا ينتظر خرج الدكتورة لتبلغهم مابها إستدار بلهفه نحو الباب الذي خرجت منه ليباغتها بسؤالها بسرغة
- مراتي مالها يادكتورة.

- مافيش حاجة ياجماعة يستاهل كل القلق ده بس شكله البيبي حب يعلن عن نفسه بطريقة تخض شوية
إياد بصدمة
- بيبي!
- أيوة مدام نور حامل في شهرها الأول، ما إن نطقت بجملتها هذه حتى أطلقت نادية زغروطة طويلة وقوية هزت بها جدران الفيلا ثم أخذت تحتضن إبنها بسعادة وهي تبارك له ليتركها ويدخل إلى مجنونته بسرعة.

أما البقية كانوا سعداء لهذا الخبر الميمون ليستأذنوا واحد تلوا الأخر للذهاب إلى منزلهم ليتركوا لهم مساحتهم الخاصة
لتنظر نادية لهم وهي تقول: خليكم شوية إنتم لسة ماباركتوش لإياد
- هو إنت مفكرة إياد هيخرج الليلة،! قالها يونس وهو يغمز لها ثم إقترب منها وأكمل بجدية، خفي ع البنت شوية بلاش كلامك اللي يسم البدن ده
نادية بفرحة
- لاء خلاص هحطها في عينيا دي طلعت حامل وبعدين أنا والله بحبها
يونس بستهزاء.

- لاء ماهو حبك واضح وباين أوي بتصرفاتك معاها
نادية بتوضيح
- أنا ماعنديش مشكلة معاها غير إني عايزة أشوف ولاد إبني وطالما ده هيتحقق عن قريب يبقا هعوز إيه تاني
نظر لها يونس بشك
- نفسي أصدقك ياندوش
نادية بعصبية
- عنك ماصدقت ياجزمة خد مراتك وعيالك وإتكل يلا
ضحك عليها ثم إحتضن ريهام وخرج مع أولاده الذي قبلوا جدتهم نادية قبل أن يذهبوا مع والدهم.

عند إياد ما إن دخل إلى زوجته حتى وجدها شبه مستلقية على سريرها الإبتسامة مرسومة على وجهها الجميل، نظرت له وقالت بدموع نزلت رغما عنها من شدة فرحها
- شفت. أخيرا ربنا رزقنا
- الحمدلله، قالها وهو يجلس أمامها ويمسك يديها ويقبلهم لترد عليه
- الحمدلله ليك يا رب
إياد بعدم تصديق
- هيبقا عندنا بيبي تاني يا نوري
- نفسك في ولد مش كده!
- مش هتفرق صدقيني كله رزق من ربنا بس أنا متاكد إنه ولد المرادي
نظرت له نور بإندهاش.

- إزاي بقا؟
- لو ركزتي فالجنان اللي عايشتني فيه طول الأسبوعين اللي فاتوا هتعرفي إن حملك ده باين من أوله إنه صعب ومش شبه حملك بحبيبة
- تصدق صح يمكن عشان كده ماحستش بنفسي
- مبروك يا أحلى عوض من ربنا ليا. قالها وهو يقبل جبينها ثم رفع ذقنها بيده ليقبل ثغرها بعمق وما إن إبتعد حتى وضع رأسه على صدرها وهو يستلقي عليها بجسده ويقول
- بحبك يانور حياتي
أخذت تغوص بأناملها داخل عتمة خصلاته الناعمة
وهي تقول.

- أنا اللي بحبك وهفضل أحبك طول عمري
نظر لها ليرفع نفسه ليصبح وجهه مقابل وجهها ليقبل شفتيها بقبلة صغيرة ثم قال وهو لا يصدق مايعيشه معها: نور هوس إياد
- وإياد جنون نور، قالتها وهي تضم رأسه نحو صدرها
لينتفضوا بسرعة ما إن سمعوا حبيبتهم تقول
- فين أخويا
نظر لها إياد بإستغراب
- إنت جيتي أمتى
- لسه داخلها، فين أخويا بقى أنا عايزة أشوفه، ما إن قالتها بلهفة حتى ردت عليها والدتها
- لسة فاضل تسع شهور ويجي.

حبيبة بإحباط
- يااااا ده كتير أوي، بس هو هيجي من فين يعني
- من بطن مامي، قالها إياد وهو يضع كفه على بطنها المسطحة لتفتح حبيبة فمها بذهول لتصعد على السرير وتضع يدها هي أيضا على بطن والدتها لتتحسسها بإستغراب لتقول بتفكير
- هو بيعمل إيه جوة
ردت عليها نور بإبتسامة وهي تداعب وجنتها الناعمة
- بيكبر
حركت حبيبة رأسها بإستغراب وقالت
- أنا كمان كنت زيه في بطنك
- أيوة
حبيبة بتساؤل
- هو نايم دلوقتي مش كده
نور بحب.

- أيوة نايم لأنه صغنن أوي دلوقتي
- حبيبي إنت. حبيبي، قالتها حبيبة وهي تقبل أسفل بطن والدتها ثم إحتضنتها بحب ليفعل إياد مثل صغيرته بالضبط لتصبح نور محاوطة من الطرفين لتبتسم بعشق لهم وهي تضع كفيها على شعرهم وأخذت تملس عليهم بحنان وهي تدعوا ربها أن لا يحرمها منهم، ثم غطوا معا بهذه الوضعية بنوم عميق فهم ياخذوا طاقتهم من بعض.

تمت
نهاية الرواية
أرجوا أن تكون نالت إعجابكم
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة