قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص أول

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص أول

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال فصل خاص أول

في الصباح 14 فبراير، عيد الحب، كانت الأجواء غائمة جزئيا ولكن نسمة الهواء فيه قارسة نجد عدسة كاميرتنا تتحرك بنا و تتجه نحو الفيلا الهواري بالتحديد عند الجهة الخلفية منه لنرى بإن بطلتنا مازالت تغط بنوم عمق في وسط سريرها الدائري الشكل و ضوء النهار بدء يداعب جفنيها المغلقة بمشاكسة لتقطب جبينها بنزعاح.

وهي تستدير بجسدها على الجهة الاخرى لتبدء بالبحث عن دفئ احضانه. فتحت احدى عينيها بستغراب ما ان تحسست مكانه و وجدته بارد و على وسادته ورده حمراء لتدفن أنفها فيها وسحبت عطرها بقوة والأبتسامة الواسعة أنرسمت بالتدريج على ثغرها.

أعتدلت بجلستها و مطت ذراعيها بنعاس ممزوجة بكسل ثم اخذت تبعد الغطاء عنها بإهمال لتنحنى بجذعها وسحبت مأزرها الحرير الذي يصل الى نصف فخذها و توجهة نحو الحمام بخطواتها المتمايلة وهي تضع شعرها كله على كتفا واحد و ما ان اغلقت الباب خلفها حتى عقدت جبينها بستغراب مما ترى.

- والله مجنون و ووووقح كمان، قالتها وهي تضحك مع نفسها وتعض طرف شفتيها السفلية ما ان وجدته قد كتب على المرآة (غمضي عنيكي واحلمي أني معاكي )
حركة رأسها بقلة حيلة وفرحة لا تنتهي لتذهب وتقف تحت الدوش لتبدء يومها الحافل.

بعد عشر دقايق خرجت من الحمام وهي تجفف شعرها الطويل بالمنشفة صغيرة لترميها بسرعة وذهبت نحو هاتفها ما ان ارتفع رنينه والذي لم يكون سوا معذبها لترد بسرعة وهي تستمع له بشوق كبير وكأنها لم تكون تنعم بإحضانه طوال الليل
- حبيتي صباح الخير
أبتسمت سارة واغمضمت عينيها وهي تستشعر نبرته صوته التي أسرتها من اول يوم رأته فيه، لتقول بلهفة
عاشقة سرقة بها انفاسه
- يا صباح الحب، ليه خرجت بدري كده.

أعتدل أيمن بجلسته وهو يقول بتوضيح
- شغل ياقلب حبيبك إنت. بس كلمتك عشان اقولك جهزي نفسك النهاردة ل ساعة ستة لان في عشا عمل وعايزك تجي معايا
- حاضر. ما ان قالتها بطاعة حتى ابعد الهاتف عن أذنه ونظر لها بستغراب ثم اعاده وهو يقول بدهشه
- مين اللي معايا
لتقول ببتسامة مرحة
- أنا سارة،! صرصورتك يا حبيبي
- انا صرصورتي مجنونة مالهاش بدور العقل ده، ما ان قالها حتى اتاه الرد الغاضب وهي تقول.

- بقا كده، طب اجنان بجنان بقا روح يلا انا مخصماك
أيمن بتراجع: لا لاء كله ولا زعلك يقلبي خلاص اسحب كلامي ده إنتي ست العاقلين...
لتقول بغرور: أيوه كده أحبك
- وانا بموت فيكي بس ده بردو مش هيمنع اني اقولك مش عايز لبسك الليلة يبقا فيه حاجة ملفته
شهقت سارة ببراءة مصطنعة
- ملفته؟ اخص عليك هو انا بتاعت الكلام ده
ليقول بندهاش مضحك وهو يرفع حاجبه: ياااابت! حطي عينك في عيني، ظالمك انا مش كده
- هههههههههههههههه.

سحب نفس عميق ما ان سمع ضحكتها الشقية ثم قال بهمس: ااااالعب يا أهلي، بت يا صرصورة أهدي وهدي العب كده ربنا لا يسيئك وبلاش تلعبي بالنار احسلك
اما على الطرف الاخر. سندت نفسها على الوسادته وهي تقول بشتياق حقيقي بعدما خرجت من بين شفتيها تنهيدة طويلة
- طب ينفع اقولك وحشتني
أيمن بحنية: وإنت كمان وحشاني اوي
لتقول سارة بنعومة وصوت خافت
- وطالما وحشاك كده. ايه اللي حايشك عني. ماتيجي.

صرخ أيمن بها بعدما طفح الكيل منها ولم يبقا لديه صبر على دلعها هذا: ساااارة بطلي حركاتك دي، انا في الشركة و ورايا أجتماع مهم جدا هدخل دلوقتي اهبب إيه معاهم وانا مولع كده. بس الحق عليا إيه اللي خلاني اكلمك اصلا
- ههههههييي، ضحكت بها بمنتها الدلع بطريقة متعمدة لتستفزه ولكن زادت ضحكها اكثر ما ان وجدته يغلق الخط بوجهها من نرفزته منها.

وضعت هاتفها جانبا و نهضت تغير ثيابها بسرعة لتعود أدراجها نحو فراشها الوثير لتغط بنوم عميق مرة أخرى وكأنها لم تنام منذ سنه. حقا لا تعرف ماذا يحصل لها ففي الفترة الاخيرة أصبحت تعشق النوم كثيرة واغلب يومها تقضيه في سريرها وكأنها في سبات شتوي.

في المساء كانت تقف امام مرآتها وهي تحاول ان تغلق سحب فستانها من خلف، وبعد عناء تمت المهمة بنجاح واخذ تضع عطرها على أماكن النبض ثم نظرت الى هيئتها برضا ممزوجة بثقة بعدما فتحت شعرها لينزل بتموجاته الامعة ثم توجهة نحو باب الغرفة عندما سمعت صوت سيارته آتى من الخارج.

في الأسفل فتح الباب ودخل ليتسمر بمكانه وتحفزت حواسه نحو الدرج ما ان سمع خطوات كعبها العالي لتظهر بعدها امامه أعلى السلم بهيئتها الأنثوية المستفزة لرجولته، لتنزل بهدوء شديد ليبتلع لعابه بصعوبه و فتح أول زر من قميصه الأسود.

- إيه رأيك،! قالتها وهي تقف أمامه بشموخ ممزوج مغرور ليرفع الاخر حاجبه بإعجاب واضح وهو يمرر عينيه على كل أنج بها بشعرها المموج ولكن حمرة شفاهها القاني جعلته يصك على اسنانه بضيق لينتقل الى قوامها الرفيع يتفحصه برضا
فقد كانت ترتدي فستان باكمام طويلة ذو لون أسود لامع يلتصغ بجسدها وكأنه جلد ثاني اخذ يحرك رأسه برضا لقد كان فستانها محتشم جدا
مالت برأسها نحوه وقالت بثقة
- إيه لدرجاتي عجبتك!

- جدااا، بسسسسس، قالها بغموض وهو يحاوط خصرها النحيل وسحبها نحو صدره بسرعة ثم اخذ يمرر إبهامة على شفتها السفلية ثم اكمل. بس الون ده هيجنني
مطت شفتيها الى الأمام وهي تقول
- ما أنت عارفني بحب احط روز
- وأنا بحب أمسحة على طريقة. قالها بخبث وهو ينحنى نحوهم لتبعد وجهها عنه بسرعة وهي تقول بتحذير
- أوعى. مش هيتمسح، لا انت ولا انا، وبطل غيرتك أنا قربت أختنق منها، ولو مش عجبك الوضع تقدر تروح العشا لوحدك.

قالت الأخيرة وهي تبعده عنها بضيق وتلتفت نحو الدرج لتصعد ولكنه منعها ما أن سحبها من عضدها نحو صدره وهو يحاوط خصرها بيديه ليدفن وجهه بقوة داخل عنقها وكأنه يريد ان يضيع فها وتضيع فيه
- أعذري غيرتي فيك، همس بها وشفتيه تتحرك على بشرتها ليقشعر جلدها وكأن تيار كهربائي مر بجسدها
ما ان وجدته يختم كلامه وهو طبع قبلة خفيفة على شريانها النابض ولكنه فعل بها الأفاعيل.

أبتعد عنها وخلل انامله بخاصته وخرج معها متوجها الى وجهته بعدما أرتدت معطفها
- ايمن، أحنا رايحين فين، قالتها وهي تنظر له بتسائل ما ان وجدته توجة نحو خط السريع الذي يؤدي الخارج المدينة
- هتعرفي لما نوصل، ما ان قالها حتى سئلته بستغراب
طب وعشاء العمل اللي ريحينه.

- اتلغه، ماان قالها ببرود حتى نظرت له هي بغيض داخلي ولكنها التزمت الصمت والهدوء الظاهري أما الفضول كان ياكل داخلها ولكنها تعرفه مهما سألت لن يرد على أسئلتها...

مرت ساعة ونصف تقريبا وهي تنظر من النافذة ولكن إعتدلت بجلستها وأخذت تتمعن بإنبهار وهي ترى المكان التي فيه الآن. توقفت السيارة على أطراف بحيرة كومو او كما يطلق عليها سكانها البحيرة الجليدية لشدة برودتها ولأنها محاطة بجبال الألب مما جعلها تعد من المناطق السياحية الأولى
وما زادها سحرا على سحرها هو الإضاءة الخافتة المنتشرة بالأرجاء.

قطع شرودها بالمكان ما إن فتح الباب لها ومسك يدها لكي تنزل معه ليحتضنها بسرعه تحت ذراعه بحماية ما إن وجدها تحاوط نفسها من برودة الأجواء هنا. أخذ يمشي معها وهو يعتصرها بداخله
- بس قولي ياحبيبي واخدني فين! ما أن قالتها حتى صمتت بتفاجئ عندما وجدته يقف أمام جسر خشبي يتراوح طوله مابين 5 7 أمتار يمتد من وإلى
أطراف البحيرة.
صعدت معه على هذا الجسر دون أن تعلق بحرف واحد.

وما إن وصلت نهايته حتى حاوطها بقوة من خلف ليزفر أنفاسه بترقب وهو يقول
- بصي هناك و ركزي كويس
نظرت إلى المكان الذي أشار لها عليه وهو قمة الجبل الذي يقع أمامها من الطرف الأخر من البحيرة. وما إن مرت عشر ثواني بترقب لما سيحدث حتى إنطلقت الألعاب النارية بالسماء بطريقة مبهرة مما لفت إنتباه الناس المارة لهم.

جعلها تشهق بصدمة ووضعت يدها على فمها ثم أخذت تصفق وتقفز بمكانها ثم إلتفتت إلى زوجها ورمت بنفسها داخل أحضانه وتقبل وجنته بقوة ما إن إشتعلت النار الملتهبة بجملة مكتوبة بالأنجليزية معناها
(سارة عشق أيمن الأبدي ) كانت مزخرفة بمنتصف الجبل بطريقة جعلت جميع الفتيات ينظرون لها بحسد وغيرة.

أخذت تنظر تارة له بإمتنان لما تعيشه الآن من فرحة وتارة أخرى تعود بنظرها نحو تلك الجملة التي إنحفرت داخل روحها قبل جدران قلبها
نزلت دموعها و إستدارت له وهي بقمة عجزها عن وصف ما تشعر به الآن. لتجده يرفع يده وأخذ يمسح دموعها وهو يقول بمشاعر صادقة باللغة الإنجليزية
- ياااا أميرة قلبي، وملكة حياتي، و يا عشق فؤادي
ها أنا ذا أمامكي وحيد، قالها وهو يفتح ذراعيه على وسعهما ليعود ويحتضن وجهها بين يديه ويكمل.

أتيتك لاجئ، شريد. أبحث عن الأمان فيك.
. أرجوك لا تتركيني.
قال الأخيرة وهو يدفن وجهه بصدرها وكأنه يبحث عن حنانها، ليهمس لها بضعف، لا تتركيني أنا أضيع من دونك...
نظر إلى عينيها ما إن رفع رأسه وهو يقول...
فالحياة قاسية بما يكفي لا تجعليها تختبر صبري فيك، إياك ثم إياك أن تتركيني، فأنا تذوقت لوعة فراقك أرجوك لا تجعليني أن أتذوقه مرة اخرى. ف انا أحبك فوق الحب حبا.

قالها وهو ينحنى أمامها ويمسك يدها ويقبلهم وهو يكمل. وياليت عمري يذهب فداء لنظرة حب من عينك
و ليأخذ ربي روحي ولينزف قلبي إن لمست أو حتى نظرت لأنثى غيرك، ولكن لحظة عن اي أنثى نتحدث فهل يوجد في عيني بهذا العالم أنثى غيرك.

ما إن قال الأخيرة وهو ينهض وينظر لها حتى وجدها إقتربت منه ودون أي مقدمات وضعت شفتيها على شفته وأخذت تقبله بشغف تريد أن تعبر له عن مدى حبها له، ليستقبل الأخر قبلاتها وهو مغمض العنين وقد ترك لها القيادة تفعل به ما تريد ولكن ما ان بدأت تبتعد عنه حتى أنقض عليها هو كالأسد الجائع ليجعلها تعيش بدوامة عشقه وجعلها تعيشه وكأنها المرة الأولى.

سند جبهته على خاصتها وأخذ يبتسم بخفة من بين أنفاسهم المتفاوته ليقول بلهاث
- كل سنة وإنت حبيبتي، كل الناس بتحتفل بعيد الحب إلا أنا بحتفل بعيدين، لأن السنو اللي فاتت زي النهاردة سامحتيني ورضيتي إنك تديني فرصة تانية وااا
قاطعته بقبلة سطحية على شفتيه وهي تقول
- أنا إديت لنفسي فرصة تانية أعيش لأن إكتشفت في بعدك إن مافيش حياة أصلا من غيرك. أنا بحبك يا أيمن، بحبك اأوي، أوي أووووي.

قالت الأخيرة ورمت نفسها عليه لتحاوط عنقه بقوة ليبادلها الحضن ثم حملها وأخذ يدور بها ليرتفع صوت ضحكاتها ما إن توقف وأخذ يعض خديها وعنقها بمزاح
ثم أخذها ليتمشى معها على ضفاف البحيرة وأخذوا يتناولون المحار والكثير من الأكلات البحرية المتوفرة على العربات والمحلات، وأما الموسيقى فكانت تصدح بالأرجاء بشكل ساحر ولكن ما إن بدأت السماء ترعد تعلن عن نزوك المطر حتى كاد أن يعود بها أدراجه وهو يقول.

- تعالي معايا.
- على فين.!
- انا حجزت لينا فيلا هنا كم يوم، كشهر عسل جديد وإعملي حسابك كل سنة من ده، يلا بقا قبل ما الدنيا تمطر علينا أكتر من كده
- لاء، قالتها وهي تترك يده وأخذت تتراجع بخطواتها إلى الخلف وهي تنظر له لترفع رأسها نحو السماء ما إن نزلت قطرات المطر وهي تضحك
إقترب منها ليسحبها قبل أن يزيد الجو سوء فلم يبقى أحدا بالمكان سواهم ولكن تفاجى بها تمسكه من مقدمة معطفه وقالت بتسائل.

- عايزة أعمل حاجة مجنونة، إيه رأيك؟
نظر لها ايمن بقلة حيلة وقال
- من يومك عمايلك مجنونة إيه الجديد يعني
- عايزة أرقص تحت المطر زي الأفلام، صمتت وهي تنحني بجذعها العلوي قليلا و تمد يدها له وتقول
ممكن تكون شريكي بالرقصة دي.

- شريكك للموت، قالها وهو يمسك يدها التي مدتها له وسحبها نحوه ليحاوط خصرها بيد وباليد الأخرى إحتضن كفها الآخر وأخذ يتحرك بها بخطوات سريعة وإيقاع موسيقى محفوظ وهو ينظر إلى عينيها بعشق لتبادله هي بحماس شديد لهذه التجربة
رفع يده إلى الأعلى وجعلها تدور حول نفسها وهو يضحك على جنونها الرسمي هذا ثم إحتضنها مرة أخرى
لا بلإالتصق بها لدرجة أن أنفه أصبح يلامس أنفها وهو يتمايل معها كجسد و روح واحد.

هدأت الموسيقى بالتدريج حتى إنقطع الصوت تماما، لتتوقف حركاتهم و ضاقت أنفاسهم ما إن زادت الأجواء سوء وزادت غزارت الأمطار عليهم
قبل جبهتها ثم أخذ يمرر أنفه على جسر أنفها ببطئ قاتل لكليهما لينتقل إلى وجنتها اليمنى نزولااااا إلى عنقها ليقول بصوت ثقيل
- مجنونة وجننتيني بيكى.

رفع رأسه وأخذ ينظر إلى عينيها ثم إلى شفتيها المنفرجة وما إن كاد أن يقتنصهم برحلة طويلة حتى دفعته عنها وركضت وهي تضحك نحو طريق العودة لسيارته، ليركض خلفها تحت المطر وهو يتوعد لها بأشد العقاب
وما إن وصلت السيارة حتى صرخت بخوف عندما قبض عليها من خلف لتقول بضحك
- إعقل يا أيمن ده أنا سرسورتك.

- هوريكي العقل على أصوله بس لما نوصل الفيلا، قالها وهو يفتح الباب ويدفعها بداخل السيارة ليذهب هو ويصعد بمكانه ليجدها تفرك يدها ببعضهم وتنفخ بهم لتحصل على بعض الدفئ ليقوم بتشغيل التدفئة بسرعة ثم إنطلق بها نحو مكانهم
بعد مدة وصلوا إلى الفيلا الصغيرة الخاصة بهم وما إن أدخل السيارة إلى الجراج الداخلي فيها حتى أخذ يبحث عن المفاتيح.

أما عند سارة أخذت تنظر إلى النافذه وقد غطاها الضباب بشكل كلي فلم تستطيع رؤية الخارج منها والمطر لم يقل بل زاد
إلتفتت إلى زوجها الذي قال
- يلا ننزل.

نظرت له بتمعن لتنحنى نحوه وضغطت على زر معين ليقوم بغلق السيارة من الداخل بشكل إلكتروني وما إن إعتدلت حتى أبعدت عنه معطفه و سحبته من مقدمة قميصه نحوها وهي تنظر بدخل عينيه لتقترب من شفتيه وبدأت تقبله بقبلات متقطعة حارة جعلت نيرانه تتفجر و يجن جنونه بها، فهو يعشق وقاحتها معه، ليميل أكثر عليها وهو يرجع كرسيها إلى الخلف فإن كانت هي تحب المغامرة والتجارب الجريئة فهو يعشق هذا النمط.

حقا يستحقون لقب الثنائي الجرئ ها هو الأن مع حبيبة قلبه في جراج ومكان غريب عليهم، داخل سيارة ذات نوافذ ضبابية من شدة البرودة مع صوت المطر الغزير الذي ضاف لأجوائهم سحر...
هكذا مرت عليها ليلتهم الأولى هنا...
بعد مرور أسبوع في فيلا الهواري...
بالمساء كانت تجلس على الأريكة وهي تضم ساقيها نحو صدرها ونظرها معلق بذلك الجهاز الصغير على الطاولة التي يظهر بمنتصفه خطين باللون الزهري.

نعم! خطين، هذا، يعني، بإنها حامل، عند هذه الحقيقة خفق قلبها للمرة الألف لهذا اليوم فهي منذ أكثر من ثلاث ساعات قد أجرت ذلك التحليل وحتى الأن لا تصدق بإنها تحمل داخل أحشانها ثمرة جنونهما معا
كانت في عالم أخر حرفيا حتى إنها لم تشعر بذلك الذي دخل وأخذ يقترب منها وهو يقطب جبينه بإستغراب من شرودها هذا. جلس إلى جانبها وحاوطها من منكبيها وقبل وجنتها بقوة لتشهق بتفاجئ وهي تلتفت له وتقول
- بسم الله، جيت إمتى.

- جيت من بدري، مين إلى واخد عقل حبيبتي مني ومخليها سرحانة كده، قالها وهو يقرصها من انفها بإبتسامة
- إبنك أخد عقلي، قالتها بهدوء وهي تنظر له ليبهت وجه الآخر وأخذت تنمحي إبتسامته بالتدريج وحلت بمكانها الدهشة ليقول بتساؤل ورفع حاجبيه بعدم تصديق لما أشارت له
- مين!

- إبنك، خد شوف، قالتها وهي تسحب الجهاز من الطاولة وتضعه بيده ثم أكملت، أنا بقالي ساعة بفكر هقولك الخبر ده إزاي وبأي طريقة عشان أفاجئك بيه بس والله أنا مالقتش طريقة أقولك بيها غير دي
وهي إن أقف قدامك كده، بعدما تجي من شغلك تعبان
قالتها وهي تنهض وتقف أمامه لتمسك يده وتضعها على بطنها المسطحة بهدوء ثم قالت بفرحة ودموعها نزلت بشكل لا إرادي وكأنها الآن إستوعبت الأمر.

أنا حامل فإبنك، شوف يا أيمن هنا في إبننا اللي هيشرفنا بعد 8 شهور
- يعني ااا مش اااا والله مش مصدق، إستني بس يعني أاااخيرا هيبقى عندي سند من دمي ولحمي...
ههههههه. ضحك بها ما ان أومأت له بنعم ليقول بلهفة طفل لا يصدق ما سمع حتى الأن، قولي والله، إحلفي ياسارة إنك مش بتهزري وإنك مش بتلعبي بأعصابي
مالت نحوه وهو جالس و إحتضنت وجهه وقالت
- والله أنا حامل بأبنك
نهض بشكل مفاجئ وقال بإندفاع مضحك.

- شوفي بقا أنا عايز ولاد كتير وبنات أكتر، عايز يبقى عندى عيلة كبيرة وسند قوي لما أكبر وأحفاد وكلنا نعيش فبيت واحد
- إن شاء الله يا حبيبي، هيجي البيبي بخير ونجيب غيره بإذن الله ونحقق كل ده بس إنت قول يارب
أيمن بتمني وفرحة: ياااااارب، تعرفي لما قولتك إنك حياتي مغلتطش، من اليوم اللي شوفتك فيه وإنتى إديتي لحياتي طعم بعد ما كنت محسوب على الميتين...

خليتي لأيمن المسخ حياة لما حبيتيه، و لما بقيتي مراتي إدتيني عمر جديد بهوية جديدة، ودلوقتي إديتني الحق إني أعيش زي الناس اللي طول عمري كان نفسي ابقى منهم...
حلمي من صغري إني يبقى عندي بيت وعيلة وولاد بس دايما كنت أقول إصحى من أحلامك دي وعيش اللي مكتوبلك، بس انتي جنيتي اللي دخلت عالمي الأسود وقعدت تلون أيامي بإبتسامتها وحققت كل أحلامي بتعويذتها، ألف حمد وشكر ليك يارب على وجود النعمة دي في حياتي.

تعلقت بمقدمة قميص وقالت بعينين تلمع كالنجوم في ليلة صافية
- بحبك يا أيمن والله العظيم تلاتة بحبككككككككككك وعمري ما حبيت حد زيك ولا هحب قدك
- وأنا بحبك ياعشقي، قالها وهو يقرث وجنتها بخفة لتنظر له بعدم رضا وهي تقول
- طب إيه
ليقطب جبينه بإستفهام: إيه!
- هنقضيها كلام ناشف كده مافيش بوسه مشبك أو حتى طياري، قالتها بضيق وهي تضرب كتفه بيدها بخفة.

لينفجر بالضحك عليها من كل قلبه على جرائتها المعهودة ثم إنحنى و حملها بين ذراعيه بخفة وهو يقول بتساؤل
- عايزة بوسة واحدة بس!، طب تعالي معايا فوق عشان أديكي أنواع البوس كلها مع حاجات تانية أنا متأكد هتعجبك...
ههههههههههه، ضحكت بها بدلال ثم قالت بإعتراض
- يووووووه هو أنا هستنى لحد مانوصل فوق هات بقى هنا وحياتي عندك ولا أقولك نزلني في كنبة هنا تفي بالغرض
فتح عينه على وسعهما وهو يقول بصدمة.

- كنبه،! ياااابت هو إنت عندك حساسية من السرير
- ههههههه معلش بحب التغير
(هههههههههه يخربيتك، ومن مكاني هذا اعلن وبشكل رسمي إن البنت دي عندها بجاحة ما وردتش على حد )
أما أيمن عض شفته بحرارة على أفكارها الجهنمية التي تروق له وبشدة ليتقدم بها بسرعة نحو الأريكة الجلدية
ليعتليها وهو يرمي ثقل جسده كلها عليها من شدة ولعه بها ليجعلها تغوص معه في بحر لا نهاية له من السعادة...

لقد صدق أيمن بوعده معها هذه المره وبدلا من أن تعشقه جعلها تهيم به لدرجة أصبحت مجنونه به رسميا حتى في أوقات عمله تجلس بتذمر كالأطفال وتعد الساعات واحدى تلوى الأخرى لعودته للمنزل لتركض نحوه وتزرع نفسها داخل صدره لترد روحها قبل أنفاسها وتهدء لوعتها وترتسم الإبتسامة السعيدة على ثغرها ما إن يبادلها الأحتضان بلهفة لا تقل عنها...

هذه هي حياتهم الأن وهكذا تمر أيامهم مع بعض. نعم لا تخلوا من المشاكل ولكن هذه المشاكل هي ملح الحياة وتعطي لها نكهة خاصة بحبهم وبحبهم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة