قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل العاشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل العاشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل العاشر

نزلت من السيارة كالمسحورة بعد ما توقفت أمام البوابة الداخلية لفيلا الهواري وهي تنظر حولها باندهاش من روعة المنظر فالمكان هنا اكثر من رائع حقا، إلتفتت إلى مجنونها ما إن همس لها بهدوء
- عجبك
- عجبني بس؟ ده أقل حاجة يتقال عليه إنه تحفة!
هو ده بيتك بجد! قالتها بتساؤل وهي تنظر مرة اخرى لهذا البناء الكلاسيكي الراقي بإنبهار ليومئ لها وهو يقول بشرود حزين.

- أيوة دي الفيلا بتاعتي بس ميغركيش المنظر دي مجرد شكليات مش أكتر بس لو عشتي فيها لوحدك هتتخنقي
وتكرهي نفسك ماهو زي مابيقولو الجنة من غير ناس ماتنداس
كسا الحزن ملامحها ما إن شعرت بنبرته المتألمة الذي يحاول أن يداريها عنها ولكنها تقسم بأن ألمه هذا يؤلمها مثلما يؤلمه وأكثر، سحبت نفس عميق وإقتربت منه و وضعت يدها على عضده المتشنج وهي تقول بمشاعر صادقة
- ليه بتقول كده، إنتا مش لوحدك أنا معاك.

- مافيش حد بيفضل مع حد، الكل بيمشي بلاش نضحك على نفسنا كادت أن تتكلم وتنفي هذه الفكرة ولكنه قاطعها بقوة
- على العموم سيبك من اللي بقوله ده مش وقته تعالي معايا أفرجك ع المكان قالها وهو يمسك يدها ليذهب بها نحو الحديقة متوجها إلى داخل هذا الصرح الكبير
أما عند أيمن كان ما يزال يجلس خلف عجلة القيادة وهو ينظر إلى تلك الشقية عبر المرآة الأمامية ليقول بضجر بعدما إلتفت لها وسند ساعده على ظهر مقعده.

- إيه هتفضلي قاعدة كده مش هتنزلي ولا البرنسس مستنياني انزل أفتحلها الباب بنفسي
- تعرف إنك تقيل ع المعدة، قالتها وهي تنظر له بطرف عينيها بضيق ليرفع الآخر حاجبيه وهو يعتدل بجلسته ويقول بإختناق: معلش هما كام ساعة إستحمليني فيهم ولما ترجعي إبقى إشربي فوار
فتحت الباب وهي تكز على أسنانها بغيظ من ردوده المستفزة وتقول
- ياااا سم...

- أااي خدمة، قالها بإبتسامة صفراء ثم نزل هو أيضا ولكن سرعان ما ذهب و وقف أمامها ما إن وجدها تريد الدخول خلف صاحبتها لترفع نظرها له وهي تقول بإستغراب
- مالك واقف قدامي كده ليه
مال بجذعه الأعلى نحوها وهو ينظر لها بترقب ويقول: هتروحي فين،؟
عقدة ساعديها أمام صدرها وهي تقول بإنزعاج
- يعني إيه هروح فين؟ هروح عند نور طبعا
إعتدل بقامته وهو يمط شفتية بتفكير.

- إمممم قولتيلي عند نور، شكلك كده رخمة وهتتعبيني معاكي، هو إنتى ليه محسساني إنك طالعة رحلة وشابطة في صاحبتك وخايفة تتوهي
- رخمة في عينك، وبعدين زي ما قلت هي صاحبتي أشبط ما أشبطشي مالكش فيه ياهندسة وسع كده، قالتها وهي تدفعه عن طريقها وتتخطاه ولكنها فتحت فمها بذهول ما إن شعرت به يحاوط خصرها من خلف ويسحبها نحوه ليرتطم ظهرها بصدره العريض كادت أن تقاومه إلا ا إنها إستكانت ما إن سمعته يقول لها بغضب.

- ماتتهدي بقا
- إنهدت عليك حيطة يابعيد قول آمين، قالتها بضيق وهي تلتفت له برأسها ليعض طرف أذنها بأسنانه بخفة وهو يقول بخبث
- مقبوله منك يا أم لسان عايز قطعه.
وضعت يديها على ذراعه وأبعدته عنها وهي تقول بتأفف
- ابعد عني، إنتا لازق فيا كده ليه، كل ده عشان تبعدني عن نور...
تنهد وحررها من أسره ورجع خطوة إلى الخلف وهو يقول بهدوء
- مش حكاية تبعدي بس إنتى مش فاهمة الموضوع.

أعادت شعرها إلى الخلف وهي تقول بسخرية صريحة
- أيوة انا مش فاهمة، فهمني إنتا يا أبو العريف صاحبك ناوي على إيه، وإيه اللي في دماغه
- إفهميني بس أنا عمري ما شفت إياد مرتاح أوي كده إلا لما نور دخلت حياته، دي قدرت تغيره 180°درجة
نظرت له سارة بضيق وقالت: وياريته مقدر ده عادمها العافية وماسح بكرامتها الأرض والهبلة التانية المهزئة لازقة فيه
أيمن بتوضيح.

- سارة، نور مش مهزئة ولا معدومة كرامة زي ما الكل بيشوفها بالعكس دي قوية جدا وصبورة وحنونة عرفت تحتويه وتعالج جروحه، أنا حاسس إن ربنا بعتها ليه مخصوص عشان تطبطب عليه...
إياد إتظلم أوي وظلم كمان بس ظلمه كان رد فعل مش أكتر وإنتى شفتي قبل سنتين لما وصل المستشفى كان عامل إزاي.

شخص مصاب برصاص ومدمن حبوب وخسر الشئ الوحيد اللي كان متمسك بالحياة عشانها وهي ليله، يعني بإختصار كان مدمر نفسيا وجسديا لأبعد الحدود، والله لما بشوفه دلوقتي بحس إن صاحبتك عملت معجزة. فعشان كده بقولك سبيهم ياخذو فرصتهم
نظرت له وهي تذم شفتيها بتفكير ثم زفرت بقوة وهي تقول بخضوع
- ماشي هسيبهم. بس أنا خايفة عليها أصل نور طيبة أوي.

- متخافيش مش هياكلها ودلوقتي تعالي معايا أفرجك ع الجنينة عشان أخلص من زنك، قالها وهو يدفعها بخفة أمامه لتستدير له وهي ترفع سبابتها أمامه و تقول
- براحة ياطور
- طب إمشي قدامي لا اوريكي الطور ده هيعمل فيكي إيه
كادت أن تتكلم إلا أنه دفعها من وجهها وهو يقول بإبتسامة حب نجح بأن يداريها عنها، يلاااااا.

أما في الداخل كانت نور تتنقل مع إياد بالطابق الأول حتى وصلت إلى المطبخ لتتفاجئ به يضع يديه على خصرها المنحوت ويسند ذقنه على كتفها من خلف وهو يستنشق عطرها بعمق ثم أخذ يمرمغ انفه بتجويف عنقها لتحبس تلك المسكينة انفاسها وتغمض عينيها من لمساته وأفعاله الجريئة معها ولكن ماجعلها تذوب حقا هو عندما إلتفت لها وأصبح أمامها وجها لوجه وهو يقول ببراءة لا تمد صلة لأفعاله
- مالك مغمضة ليه
نور بخجل
- إاايااااد.

- نعم، قالها وهو يمرر أنامله على وجنتيها التي إكتسبت حمرة طبيعية من حرارة الموقف
- ماينفعش اللي بتعمله ده، قالتها وهي تبعده عنها ما إن أصبحت لمساته أكثر جرأة ولكن لاحياة لمن تنادي فهو يرفض فك قيودها منه
- هو أنا عملت إيه؟ قالها وهو يسحب مريول المطبخ ويضعه حول عنقها ثم اخذ يمرر يده على جيدها ثم الى الأسفل لترتجف بين يديه وهي تقول بتوتر
- إااااياااااد.

ولكنه تجاهل كلامها وأكمل طريقه نحو خصرها ليحتضنها بقوة لتشعر به يداعب ظهرها مما جعلها تذوب بين ذراعيه اكثر...
ولكن فتحت عينيها بذهول ما إن ربط المريول من الخلف وإبتعد عنها وهو يقول بعملية وكأنه لم يكون سيسبب لها سكتة قلبية من أفعاله الغير مدروسة من وجهة نظرها
- يلا أنا جعان
- همممم، همهمت بها وهي تشعر بدوران لذيذ يحاوطها من ما عاشته بحرب الأعصاب
نظر لها بضجر طفولي وهو يقول.

- همممم إيه أنا بقولك إني جعان وأوي كمان ووحشني أكلك
إبتسمت نور بسعادة لما سمعت ونست كل شئ وهي تقول بعدم تصديق
- بجد وحشك أكلي طب قولي عايزني أعملك إيه وأنا تحت أمرك ياباشا ومن عنيا دي قبل دي
- سمك، قالها وهو يقرص طرف أنفها بخفة
لتقطب جبينها بإستغراب من طلبه وهي تقول
- سمك،؟
أومئ لها بتأكيد.

- أيوة، وأنا مجهز كل حاجة شوفي، قال الاخيرة بلهفة وهو يمسك يدها ويذهب بها نحو الطاولة التي كانت تحتوي على كل شئ تحتاجه...
وقف خلفها وأخذ يرفع شعرها بيديه إلى الأعلى لكي لا يعيقها بعملها وما إن إنتهى حتى تعلق نظره بعنقها الطويل وبداية ظهرها الذي يظهر من خلال فستانها الصيفي...

لتشهق نور بصدمة ما إن وجدته يتحسس بشرتها وكأنه يود أن يستكشفها كادت أن تفر منه فزعا ولكنه قيدها بإحكام بمخالبه المتملكة وأخذ يريح رأسه على نهاية عنقها من خلف
- أنا مش هعرف أشتغل كده، قالتها بتوتر فظيع وهي تستشعر أنفاسه الحارة تحرق بشرتها ولكن ما زاد الأمر سوء عندما أخذ يحرك ذقنه عليها وهو يقول.

- بس أنا مرتاح كده ونصيحة مني إشتغلي من سكات عشان رد فعلي على كلامك الجاي مش مضمون أنا لسه منسيتش حكاية طارق إمبارح في عيد ميلادك وإنه كان ناوي يحضنك ويبوس خدك كده عادي
إبتلعت لعابها بصعوبة وكادت أن تتكلم إلا أنه وضع سبابته على شفتيها يمنعها من الكلام وهو يقول بتخدير
من عطرها المنعش الذي ملئ رئيته
- هششششش شوفي شغلك أحسلك.

تنهدت بضعف وقلة حيلة ثم بدأت بتحضير صلصة التتبيل بهدوء وهي تترقب حركته القادمة ولكن لم يمر سوى ثواني معدودة حتى إندمجت بعملها لتجده يضع رأسه على كتفها ويراقب ماذا تفعل كالطفل الذي يراقب والدته ولكنه في بعض الأحيان يشاكسها ويسرق من بين أناملها الطعام ليأكله مما يجعلها تنفخ وجنتيها من شدة إنفعالها...

مرة فترة زمنية على وضعهم هذا الذي كان أقرب للشد والجذب ولكنه قطب جبينه بإنزعاج حقيقي ما إن أبعدته عنها بجدية غير قابلة للنقاش لتتوجه نحو الفرن لإخراج إحدى الصواني التيفال...
لتضع السمك المتبل بداخلها وما إن قامت بتزينه بقطع الخضار حتى وضعتها بداخل الفرن وحددت الوقت
لتبدأ بعدها بتنضيف المطبخ وتحضير المقبلات وهو أخذ دور الصامت يراقبها فقط لا يعرف لما لايستطيع إبعاد نظره عنها.

فاق من هيامه بها ما إن نزعت المريول وقامت بغسل يديها وهي تقول بإبتسامة صغيرة: أنا خلصت كده...
- طب كويس تعالي إعمليلي مساج بقا، قالها وهو يسحبها إلى الصالة الداخلية ليجعلها تجلس على الأريكة ليستلقي هو عليها ويضع رأسه بأحضانها بصمت
لتبتسم له بحب و وضعت أناملها داخل خصلاته السوداء الحريرية وأخذت تداعبهم بإعجاب ثم قالت بخفوت بعد صمت دام لدقايق
- إياد انتا خفيت بجد مش كده،؟

استدار برأسه نحو خصرها وهو يحتضنها بتملك ويقول
- إنتى شايفة إيه يانور
خفق قلبها من فعلته هذا لتقول بصوت منخفض أقرب للهمس وبتساؤل صريح
- مش مهم اللي أنا شايفاه، المهم إنتا بتحس بإيه وإنتا معايا عشان ساعات كتير كلامك بيبقى عكس تصرفاتك زي دلوقتي...
أبعد رأسه عن بطنها قليلا ليفتح إحدى عينيه وهو يقول بصدق بعدما عاد إلى وضعه السابق.

- أنا معرفش بحس بأيه وأنا معاكي أو مش عارف أترجمه بس الحاجة الوحيدة إللي عارفها هو إني عايز أبقا جنبك بحس براحة غريبة وأنا معاكي وأول مابتغيبي عن عيني بفضل أدور عليكي وبحس نفسي تايه من غيرك، تعرفي إنك إنتى الوحيدة اللي بقيت بثق فيها بعد أيمن
بس أوعي تخوني الثقة دي يانور، قالها وهو يمسك يدها وقربها من شفتيه وأخذ يقبل باطنها بعمق ليجدها تقول بكل عشق
- عمري ما هخونها...

- أعتبر إن ده وعد يانوري مش هتخونيني ومش هتسبيني أبدا زي ليله، قالها وهو يتمعن بالنظر بها بشدة وكأنه يود أن يستكشف صدق كلماتها
وضعت يدها على ذقنه وهي تقول بتأكيد
- مش هسيبك أبدا وده وعد ياقلب نورك
نظر لها بشك وكأنه غير مقتنع بما تقول
- طب لو قولت لك تقطعي علاقتك ب طارق بشكل نهائي هتقولي إيه
نور بلهفة
- اعتبره مش موجود أصلا، مين طارق ده أنا معرفوش أصلا
إياد بإنفعال وغيرة قاتلة.

- ما تنطقيش إسمه، أوعي تنطقي إسمه أو إسم أي راجل تاني، أنا بس فاااااهمة
أومأت له وهي تقول بطاعة عمياء مليئة بالحب والخلاص
- أنا فاهمة بس ياترى انتا فاهم إن نور عمرها ماشافت ولا هتشوف غير إياد وبس
نظر لها بترجي وهو يقول
- معلش فكري تاني قبل ماتوعديني أنا مش ناقص جرح فوق جروحي. ياترى هتستحملي مزاجي وتقلباتي وعصبيتي وااا
قاطعته وهي تقول: هستحملك وهتلاقيني دايما جمبك أوعى تشك في ده.

- طب لو في يوم أذيتك غصب عني هتسبيني مش كده، قال الأخيرة بغصة خوف أن تتركه في يوم من الأيام لتبتسم له الأخرى وهي تداعب شعيرات ذقنه المهذبة وهي تقول بدلع
- تؤ مش هسيبك وقاعدة على قلبك، ومهما تعمل هسامحك وهديك بدل العذر ألف
نظر لها بإستغراب ليقول بإنفعال بعدما أبعد يدها عنه
- ليه كل ده، هاااا ليه تتعبي نفسك معايا ليه تربطي نفسك بمجنون زيى، وقلبه مع غيرك.

- المجنون اللي بتتكلم عنه ده قعدت سنين مستنية نظرة منه وحكاية قلبه دي سبهالي أنا هعرف إزاي أسكنه وهخليه ملكي مع إني ساعات بحس إن قلبك ده ليا فيه أكتر ما ليك...
قالت الأخيرة بهوش وهي تضع أنفها على أنفه لتغمض عينها وتعض شفتيها ما إن شعرت أن أعصابه تهدأ بين يديها وأخذ يسحب شهيق عميق من أنفاسها التي بدأت تضرب وجهه ثم شعرت به يرفع يده ويسحب دبوس شعرها لتنزل خصلاتها المموجة الكثيفة على وجهه.

رفعت رأسها بهدف ان ترتب شعرها وتبعده عنه خوفا من أن يزعجه ولكنه منعها وهو يحاوط وجنتيها وعينيه معلقة بشفتيها المنفرجتين وكأنها تدعوه بخجل لتقبيلها...
رفع فكه وسحبها نحوه أكثر ليرتشف من شهدها ولكن سرعان ما إبتعدت عنه ودفعته من أحضانها بخفة وركضت نحو المطبخ بتهرب ما إن ارتفع جرس الفرن يعلن عن إنتهاء مدة الطهي.

ليعتدل هو بجلسته على الأريكة وأخذ يمشط شعره بيده وهو يحاول أن يسيطر على ذلك البركان الذي إنفجر بداخله دون سابق إنذار، ألم يكن مجرد عشاء بمثابة شكر لا أكثر كيف تحول حوارهم إلى مواثيق وعهود لما لايستطيع أن يسيطر على أفعاله معها منذ متى وهو بهذا الضعف أمامها، لا لا نور لاتستطيع أن تأخذ مكان ليله أبدا وهي فقط الممرضة الخاصة به لا أكثر، أومئ برأسه وهو يفكر أجل هي كذلك.

(اجل هي كذلك؟ حد يديني شبشب ماجدة ياجماعة عشان الواد ده بجح وجاب أخره معايا وتعبني وتعب البنت الغلبانة معاه )
في الخارج بالتحديد عند حمام السباحة الخلفي كانت تجلس على طرفه وتضع ساقيها بالماء وهي تدندن مع نفسها و تراقب السماء التي بدأت يكتسحها الظلام بالتدريج فوقت الغروب قد فات، خرجت من تأملها للطبيعة ما إن جلس إلى جانبها و وضع قدميه أيضا بالماء لتنظر له بأعجاب فهو حقا وسيم.

- بتبصيلي كده ليه، قالها وهو ينظر لها لتقترب منه وهي تقول بتمعن
- بصراحة يعني إنتا حلو أوي
إبتسم من طرف شفتيه بغرور وهو يقول
- يعني أعتبرك معجبة
- كنت، قالتها بهدوء وهي ترفع منكبيها ثم أكملت بفظاظة. بس لما قربت منك إكتشفت إن طباعك زفت
- زفت على دماغك إتكلمي عدل، قالها وهو يضربها على مؤخرة رأسها، لتغتاظ منه وأخذت تدلك رأسها وهي تقول بإنزعاج.

- أكدب يعني، بعدين أنا لسة منستش كلامك السم اللي قولته ليا في المستشفى لو انتا نسيت قولي عشان أفكرك
سحبها من مقدمة ثيابها نحوه وهو يقول بفحيح من بين أسنانه
- لا منستش ولسة هدفعك ثمن القلم اللي إدتيهولي غالي أوي
- القلم ده كان ردي على كلامك مش أكتر، قالتها وهي تسحبه من قميصه وكأنها ترد له حركته ليرفع حاجبيه بصدمة من جرأتها ليقول بعدما مرر نظره على ملامحها الناعمة بإعجاب صريح.

- تعرفي إن طريقتك دي بتجذبني ليكي وعندى فضول إني أعرفك أكتر، ياترى إيه حكايتك يابنت الناس من يوم ماشفتك وانتى محيراني بتصرفاتك حتى طريقة لبسك اللي ساعات ببقى عايز أكسرلك دماغك بسببها
إبتسمت بتساع وهي تترك قميصه وأخذت تلعب بالأزرار بطريقة عفوية وهي تقول بخفوت
- عايز تعرف إيه
بادلها الإبتسامة وقال بنفس طبقة صوتها وكأنه يقلدها.

- عايز أعرف عنك كل حاجة كلميني عن نفسك ياصرصورة، قال الأخيرة وهو ينكش شعرها بحب لا يدركه هو حتى الآن لتبعد سارة رأسها عن مرمى يديه المزعجة ثم قالت بجدية بعدما تنهدت
- إسمع ياسيدي. انا سارة محمود الدمنهوري 23 سنة ممرضة من أب مصري وأم بريطانية، بابا وماما منفصلين بقالهم اكتر من 13 سنة، بابا حاول ياخدني معاه وينزل مصر بس ماما رفضت وزي ما انتا عارف القانون معاها...

بابا كان بيجي يزورني كل سنة مرتين حسب ما المحكمة أدت قرارها، وكل مرة كان بيشوفني فيها بيفضل يقولي إنتى مسلمة ياسارة وأصلك مصري لازم تحافظي على نفسك أوعي تنسي النقطة دي، وفضل يكرر كلامه ده في كل مرة يزورني فيها وأنا كنت بقوله حاضر مع إني مش فاهمة بس لما كبرت فهمت قصده إيه
- طب باباكي فين دلوقتي، قالها أيمن وهو يمسك يدها وأخذ يغلل أنامله بداخل أناملها لتنظر له بوجع وهي تقول بسخرية مبطنة.

- هيكون فين يعني أتجوز وخلف وبقى عنده عيلة وإنشغل بيها عني وزي ما بيقولو البعيد عن العين بعيد عن القلب، وبدل ما يكون زيارتين كل سنة بقت واحدة، و سنة بعد سنة بقى بدل الزيارة مكالمة تليفون ماتتعداش العشر دقايق ولما عرفت إن بقى عندي أخت فضلت أزن على ماما عشان تسمحلي يجي بابا ياخذني عشان أشوفها وبعد ما أخدت الموافقة جريت.

علي التليفون أبلغه وأنا هطير من الفرحة إنى هشوف بابا وأختي أخيرا بس لما بلغته انه يجي ياخذني بقى يتهرب مني ويتلكك وفضل يديني وعود كدابة وخيب ظني فيه أكتر من مرة.

لغاية ما يأست منه بس اللي ماكنش في الحسبان إن ماما تقرر تتجوز وتجيبلي جوز أم، وقتها بدأت المعاناة اللي على حق كان عندي 13 سنة، كنت مستغربة وقتها الوضع جدا بس حاولت أتقبله ماهو مافيش حل تاني، بس جوز أمي كان مدايق من وجودي معاهم وكنت بسمع ماما تقوله إستحمل هي كلها 3 سنين وهتمشي بس هو رفض وقال إنه مش واخذ راحته معاها بسببي عشان كده قالها إديها لباباها.

وفعلاإاتصلت ب بابا وقالتله إنه يجي ياخذني وإن الحمل بقى تقيل عليها بس بابا رفض إنه يجي وقال إنه أخيرا كون عيلة ومش مستعد انه يهدم كل ده وإن هي اللي إتمسكت بيا في الأول فتتحمل ده
ومن وقتها جوز أمي أعلن عليا الحرب، كان بيحاربني نفسيا، لدرجة بقى بيقرب من ماما ويعمل حاجات زبالة كتير أوي قدامي قال إيه بدافع الحب
تصور واحدة مراهقة بتشوف الحاجات دي نفسيتها هتكون إزاي...

كان الحل الوحيد إني بقيت بهرب منهم ودايما بقعد لوحدي أو بخرج مع صحابي وده غير أصواتهم طول الليل اللي بترن بوداني وفضل الحال على كده لغاية ما بقى عندي 16 سنة ويوم ميلادي كانت هديتهم ليا انهم ادوني شنطة هدومي وقالولي إنتى كبرتي خلاص ولازم تعتمدي على نفسك...

بس ااااايه ماما مارضيتش تمشيني كده حاف كتر خيرها فتحتلي حساب في البنك وحطتلي فيهم مبلغ محترم عليه القيمة كده وقالت لي ان كل شهر هتحطلي نفس المبلغ ده ماهو أصلي أنا نسيت أقولك إنها غنية أوي...
واااه إدتني شقة وكتبتها بأسمي بمناسبة إني كبرت وبقت كبيرة خلاص وإن كل اللي بتعمله ده لمصلحتي عشان أعيش حياتي زي ما أنا عايزة وأستقل فيها.

ومن يومها تقريبا علاقتي بقت معدومة بيهم بابا إنقطعت مكالماته معايا من وقتها وخصوصا لما عرف اني بقيت أعيش لوحدي...

سكتت لثوني ولمعة الدموع بعينيها ولكن سرعان اخذت تضحك بقهر وهي تقول: هههههههههههه اه والله زي مابقولك كده قطع علاقته بيه مستغرب ليه، ماهو فكر طالما إني عشت لوحدي يبقى اكيد فرطت في نفسي فعشان كده قرر إنه يعتبرني ميتة أحسن من اني أجيبله العار، يعني ظن السوء فيا من لا شئ وحكم عليا ونفذ الحكم من غير حتى مايكلف نفسه ويسألني.

- وبعدين، قالها وهو يقطب جبينه بوجع على وجعها الواضح أمامه لتقول بلامبالاة مصطنعة.

- ولا حاجة عايشة في شقتي الجديدة وكملت دراستي والفلوس بتوصلني كل شهر، عايشة حياة ألف بنت تتمناها غيري هعوز إيه تاني، و لغاية ما كملت دراستي وقررت إني اسافر إيطاليا ك زيارة ولما زرتها حبيتها وقولت اني لازم أبدأ حياتي من جديد وخصوصا لما لقيت شغل هنا في المستشفى اللي إياد باشا فيها و أهو بقالي أكتر من سنتين وأنا هنا و عايشة حياتي بالطول والعرض زي ما انا حابة وإتعرفت على نور اللى بقت أكتر من أخت ليا.

- يعني عمرك ما صاحبتي أو حبيتي، قالها بفضول لم يستطيع أن يكبحه بداخله ولكن سرعان ما تنفس الصعداء ما إن حركت رأسها بنفي وهي تقول
- لا...
مسك ذقنها بهدوء وجعلها تنظر له وهو يقول بستفسار
- ليه،؟
- مش عارفة، بس دايما كان نفسي أحب واتحب بجد وكل ماحد يحاول إنه يتعرف عليا كنت بحس في حاجز مابينا وانه مش ده الشخص اللي أنا عايزاه ومستنياه.
فعشان كده كنت بقطع عليه الخط قبل حتى مايحاول، إااالا واحد.

- و الواحد ده انا، صح،؟
حركة رأسها بنعم وهي تقول بأحباط
- مع الأسف أيوة انتا، أول ما شفتك عجبتني بطريقة غبية لدرجة كنت ممكن أعمل أي حاجة عشان أتعرف عليك ودي أول مرة بيحصلي كده، بس
- بس انا بكل غباء جرحتك مش كده، قالها بندم لما بدر منه وجعلها تتألم بسببه
رفعت نظرها الى السماء التي بدأت تزينها النجوم وهي تأكد كلامه.

- اه جرحتني بس كنت صريح معايا وده اللي مخليني أقعد وأتكلم معاك دلوقتي وبعدين ده كان مجرد إعجاب وراح لحاله
نظر لها وهو يقول بشك
- متأكدة إنه راح لحاله
إلتفتت له وهي تقول بضيق
- انت عايزة ايه بالظبط
- تصدقيني لو قلتلك اني مش عارف، قالها بتنهيدة وحيرة وهو يحاوط وجنتيها
- انتا شكلك تاية اكتر مني، ما إن قالتها بشرود حتى سند مقدمة رأسه على خاصتها وهو يقول بضياع.

- فوق ماتتخيلي، بس اااء. ايه رأيك نبدء من جديد ونشوف الدنيا هترسينا على إيه
نظرت إلى بؤبؤ عينه بسخرية وهي تقول: بصراحة كده انا مش مطمنة وإحتمال كبير ألاقيك بكرة جايني وااا
قاطعها بجدية وهو يشدد من إحتضان وجهها بين يديه
- إنسي بقا وأنا أسف على رخامتي معاكي وإحنا ولاد النهاردة ده لو وافقتي طبعا إنك تديني فرصة تانية
سارة بذهول من طريقة كلامة الهادئة معها
- إيه الادب ده كله. تصدق معرفتكش.

إبتعد عنها ونهض وهو يقول بغيظ
- الحق عليا إن عبرتك اصلا
- هو انتا تطول قال عبرتك قال و اااء، انت بتعمل ايه.! قالت الاخيرة وهي تنظر له بإستغراب ما إن وجدته يفتح أزرار قميصه واحد تلوى الأخر ثم نظر لها وهو ينزعه تماما لتظهر عضلاته صدره المنتفخة أمامها ثم اخذ ينزع بنطاله ليبقى بثياب الداخلية فقط ليقول بخبث وهو يرها تنظر له كالبلهاء
- لو مكسوفه غمضي عنيكي ياقطة...

رفعت حاجبها بأعجاب وهي تتفحصه بوقاحة وتقول
- اذا كنت انت مش مكسوف، انا أتكسف ليه
نظر لها أيمن بصدمة وهو لايصدق ماسمعه ف دائما ردودها غير متوقعة. ليكز على أسنانه بغيظ ثم رمى نفسه بحوض السباحة بعدما قال
- بجحة هستنى منك إيه يعني.

ضحكت عليه من كل قلبها ولكن بدأت تهدء ضحكتها وهي تراقبه بحب، نعم ياسادة حب فهي قد وقعت ضحية في حب ذلك البارد الغامض المغرور الذي وقف أمامها وقال بأنه لايصلح لها، والآن يريدها، ياترى هل القلب سيخضع ولو لمرة واحد لقوانين الحياة بالطبع لا دائما وأبدا ما يتمرد وبالأخص لو كان صاحب هذا القلب متمرد كصاحبته.

التي نهضت ونزعت البدي الفضفاض الخاص بها لتبقى بتوب صغير باللون الأزرق الغامق الذي بالكاد يصل الى بداية خصرها النحيل مع هوت شورت من الجينز الأسود الذي يظهر ساقيها بسخاء مما جعل ذلك المتعجرف يقف بنصف حمام السباحة كالتمثال من هيئتها المغرية تلك، أخذ يعض على شفتيه عندما إنحنت ونزعت حذائها الرياضي وما إن انتهت حتى رمت نفسها برشاقة داخل الماء لينحنى هو ايضا تحت الماء بسرعة تزامنا معها. ليخرج بعد ثواني وهي داخل أحضانه وهما ينهجان بعنف معا لدرجة إندمجت أنفاسهم بتناغم...

وما ان هدأت نوعا ما حتى أخذت تبعد بيدها شعرها المبلل عن وجهها لتجده يقترب منها اكثر أو بل الأصح اصبح ملتصقا بها وأخذ هو بإبعاد خصلاتها إلى الخلف و يقول
- اعتبر إن دي موافقة لبداية جديدة
إبتسم بسعادة شديدة ما إن أومئت له بنعم لينحنى قليلا ويحملها بين ذراعيه بشكل مفاجئ مما جعلها تتعلق بعنقه وهي تضحك بخفوت مدلل ما إن باغتها بقبلة على إحدى وجنيتها، وهو يقول
- مش هتندمي.

- أما نشوف اخرتها ايه معاك، قالتها ثم حبست أنفاسها بسرعة ما إن مال عليها وغاص بها تحت الماء بتخدير من ملمس جسدها على جسده وما إن خرج حتى مسك يدها و أعطاها ظهره العريض الأسمر الجذاب...
وسحبها نحوه وجعل ذراعيها تحاوط عنقه من خلف وأخذ يسبح على طول حوض السباحة ذهبا وأيابا وهي تستلقى بكل راحة فوقه.

ولكنها إبتعدت عنه وأختفت تحت الماء ليلتفت بسرعة ويبحث عنها لم يجدها ادخل رأسه واخذ يبحث عنها ولم يكل ولا يمل حتى خرج وهو يحملها من خصرها المنحوت ناصع البياض وهيا تضحك لينحني بفكه نحوها وعض انحناء ذلك الخصر المدلل بقوة بعض الشئ لتجفل من حركته وهي تقول برفض وضحك
- لالالا اعقل مش كده
رفع رأسه ونظر لها وهو يقول بتوعد
- هتلعبي معايا تاني
حاولت سارة أن تسيطر على ضحكتها وهي تقول
- لا توبة سماح المرادي.

- متأكدة، قالها وهو يعضها من الجهة الأخرى من خصرها مما جعلها تصرخ بألم هذه المرة وهي تقول
- والله ما هلعب، توووووبة
- ماشي هصدقك، قالها وهو ينزلها بهدوء ليجدها تقول بهمس مغري وهي تقترب من ثغره
- سيبني
ابتلع لعابه بتمني وهو يقول
- قولتي ايه.

- قولت سيبني عشان خاطري، ما ان قالتها بترجي حتى حررها لتعود هي إلى الخلف بسرعة واخذت تسبح على ظهرها وهي تبتسم بحالمية وما إن خرجت حتى جلست طرف الحوض وأخذت تضع شعرها على كتف واحد وبدأت تعتصره بين يديها ثم أرجعته الى الخلف ليتناثر بشكل تلقائي
لتجد ايمن يقف الى جانبها وينحني نحوها ليجعلها تنهض معه وتقف أمامه وهو يقول: يلا عشان نغير
سارة برفض.

- على ما أعتقد انه مالوش لزمة الدنيا حر وشوية والهدوم هتنشف من نفسها، تعالا نتعشى
أيمن بغيرة
- نتعشا ايه انت هتقعدي قدام إياد بالشكل ده
لتقول سارة بلامبالاة
- وفيها ايه،!
- انا مش هرد عليكي عشان مش عايز ارتكب فيكي جريمة، قدامي، قال الأخيرة وهو يدفعها نحو منزله
الخلفي الذي ما ان دخلتها حتى وجدته مكون من صالة كبيرة وراقية مع مطبخ بديكور أمريكي...

أما أيمن استغل شرودها وسحبها معه الى الأعلى وما إن وصل إلى غرفته حتى سحب منشفة صغيرة واخذ يجفف شعرها ثم اخرج لها تشيرت خاص به من خزانته
وجعلها ترتديه بنفسه ثم تسللت يديه الى التوب الخاص بها واااء
- كفاااااية انا هكمل الباقي، قالتها وهي تبعده عنها بخجل ليبتسم بسخرية عليها وهو يقول
- تصدقي معرفتكيش
ضربته على صدره وهي تقول
- وقح...

- عايزاني أوريكي الوقاحة اللي على حق، قالها وهو يضع يده على مقدمة الشورت الخاص بها ليفتحه لها
لتبتعد بسرعة عنه وهي لاتصدق ما فعله ليضحك بشماتة
وهو يرتدي قميصه و يقول: ايوة كده جيبي ورا
رفعت سبابتها أمامه وهي تقول بغضب مضحك
- إنتا قليل الأدب
- طب يلا بينا يامؤدبة ننزل نتعشا، قالها وهو يحاوطها من كتفها بحنان إستشعرته هي ليرتسم ابتسامة واسعة على شفتيها من جمال هذه اللحظة.

في الحديقة عند نور كانت تضع مفرش الطعام على طاولة أرضية صغيرة نوعا ما تكفي لأربع اشخاص ثم بدأت بتوزيع الأطباق بإنتظام وترتيب عليها بعدما زينتها بباقة ورد بيضاء بالمنتصف ثم وضعت وسادة مربعة الشكل كبيرة حولها وما إن إنتهت حتى نظرت الى النتيجة برضا (مشابة لهذه الصورة ولكنها في الحقيقة أجمل).

كادت أن تدخل لتنادي إياد ولكن ما ان التفتت حتى وجدته يقف عند باب المطبخ وهو يراقبها بهدوء لتبتسم له بحب وهي تقول
- إيه رأيك،؟
نظر لتحضيراتها ثم قال
- عادي
لتقول الاخرى بإحباط
- عادي بس، احممم لو مش عجبك ممكن أنقل الاكل ع السفرة...
إياد بنفي
- لا سبيها مش هتفرق، أومال أيمن وسارة فين
نور وهي تمط شفتيها بجهل وتقول
- معرفش
- إحنا هنا، قالها ايمن وهو يتقدم منهم ويحتضن سارة.

تحت ذراعه لتنظر لهم نور بإستغراب شديد و الذي ما ان استشعرته سارة حتى إبتعدت عنه وهي تتهرب من نظرات صاحبتها المتفحصة
- تعالي ياصرصورة ساعديني، قالتها نور وهي تدخل إلى المطبخ لتلحق بها الأخرى بهدوء...
ليقول إياد ما إن وجد ايمن يجلس إلى جانبه
- شكلك مابتضيعش وقت ياصاحبي
أيمن بمراوغة
- الحق عليا اني حبيت أشغلها عنكم ده لولا مجهوداتي كان زمانها قاعدة في وسطكم وإبقا قابلني لو عرفت تاخذ منها حق ولا باطل.

- تشكر على مجهوداتك يابطل، قالها ببرود وهو يرتشف الماء ليغتاظ الاخر من بروده المقصود ليقول وهو ينظر له بنصف عين
- هو انت ليه محسسني اني سبتك وإنتا بتصلي ماهو الحال من بعضه
رفع إياد حاجبه بعدم اقتناع لما قال الاخر ليقول بنفي
- لا مش زي بعض ياخفيف إحنا كنا بنطبخ
- واحنا كنا بنعوم بس من غير هدوم، ما ان قالها ايمن بهزار حتى انفجروا بالضحك معا بصوت عالي مما جعل الفتيات ينظرون لهم من بعيد وهم في قمة ذهولهم.

- البارد بيضحك، قالتها سارة وهي تراقبه بذهول لتتنهد نور براحة وهي ترى محبوبها بهذا الشكل ولكن سرعان ما التفتت الى صاحبتها وسحبتها من شعرها ما ان وقع نظرها على ثيابها التي كانت عبارة عن تشيرت رجالي كبير جدا عليها يصل إلى ركبتيها لتقول بغيظ
- ممكن أفهم كنتي فين وإيه اللي بهدلك بشكل ده. فين هدومك وشعرك عامل كده ليه، هو انتم كنتم بتعملو ايه بالظبط
سارة بنفي سريع- لااااا أوعي تفهميني غلط...

- غلط إيه، ده إنتى الغلط نفسه، قالتها نور وهي تسحبها من شعرها أقوى لتصرخ الأخرى وهي تقول
- ااااه يانور براحة شعري هيتقطع في إيدك...
نور بتهديد
- إتكلمي وأنا هسيبك
- طب سبيني عشان أعرف أتكلم، ما إن قالتها بمساومة حتى تركتها نور وهي تقول
- أهو سبتك إتنيلي إتكلمي
سارة بكذب
- أيمن طلب مني إني أديه فرصة تانية وأنا رفضت طبعااا اومال ايه هو إنتى فكرتي اني ممكن اوافق بالسهولة دي اكيد لاء يعني، ف، اااء ف...

نور بترقب
- هاااااا ف ايه، ماتكملي
سارة ببراءة مصطنع
- ف تصوري ياحبيبتي أنا جيت أقوم عشان أوقفه عند حده فوقعت في البسين غصب عني ف اااء ف
- ماتخلصي، صرخت بها نور بفضول لمعرفة ماذا حدث بعدها لتكمل سارة بكل طاعة وهي تقول
- ف هو أنقذني، وأنا حبيت إني أشكره و ف ااااا وافقت إني أديلو فرصة لبداية جديدة كعربون محبة يعني.

وااااالله كرم منه إداني التيشيرت بتاعه عشان ماخدش برد. اللهي يستره دنيا وآخرة. وبس هي دي الحكاية
نور بشك
- بس كده، إنتى متأكدة إن ده هو اللي حصل
- أيوة متأكدة هو انا عمري كدبت عليكي، لا أنا كده هزعل إنتى بتشكي بصدق كلامي، قالتها وهي تعقد ساعدها أمام صدرها بزعل.

- أشك بصدق كلامك، ده أنا متأكده إنك بتكدبي ولااا عملالي فيها مقموصة يابجحة، على العموم مش وقته دلوقتي يلا تعالي نطلع السمك من الفرن قبل ما يبرد
تنهدت بضجر وهي تقول
- ماشي، بس بصراحة مش عارفة إيه العزومة دي وإحنا من ساعة ماجينا وانتى واقفة في المطبخ
نور وعينيها على شكل قلوب حب
- معلش بقا ده إياد طلع بيحب آكلي والشئ ده مفرحني أوي وبعدين ياستي تعبي ليه راحة لقلبي
شهقت سارة بعدم رضا وهي تقول بسخرية.

- يااااامحني...
كرمشت نور وجهها بضيق من سخرية الأخرى ولكنها سرعان ما تجاهلتها وهي تقول
- يلا يلا، بلاش رغي زمانهم مستنين. و جعانين.
قالت الأخيرة وهي تحمل الأطباق الرئيسية وتخرج وتضعها على الطاولة وتجلس إلى جانب معذبها الذي أخذ يراقبها وهي تعزل عظام السمك وتضعه بطبق وما ان إنتهت من فصلها حتى أخذت تعصر عليه ليمون فهي تعلم بأنه يحب الحامض ثم أخذت قطعة من الخبز لتأكل بها ولكن سرعان ما إبتسمت بحب.

ما ان سحب إياد طبقها له و وضع طبقه هو أمامها وبدء يأكل من طعامها بصمت وعلى وجهه علامات الرضا.
مر الوقت عليهم بسهرتهم هذه بين همسات العشاق ونظراتهم المختلسه لبعضهم البعض، ولكن السؤال هل سيبقى الوضع بهذا الهدوء أم للقدر رأي أخر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة