قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي عشر

في إحدى مقاهي ميلانو كانت تجلس على طاولة بعيدة عن الأنظار وهي شاردة تماما تحاول على قدر المستطاع أن تفكر بهدوء بما حصل معها اليوم ولكن هناك ذكريات كثيرة جدا بدأت تداهمها واحدة تلوى الأخرى
لتذهب بها أمواج الماضي إلى أسوء وأجمل أيامها معه.

نعم كانت من أسعد الناس في وقتها لا تعرف كيف ومتى تحول كل شئ إلى كابوس مخيف لا يرحم قلبها الذي أعلن إستسلامه للحب للشخص الخاطئ الذي طلب منها القدوم له إذا كانت تكن له المشاعر. ياليتها لم تذهب ولم تعشقه في يوم من الأيام
#flash back:.

كانت تنظر عبر النافذة إلى الشوارع المزدحمة والمزينة لإقتراب ليلة رأس السنة ف اليوم يصادف 27 ديسمبر هذا الشهر الذي يشتهر بشدة برودته والتي أقل ما يقال عنها بأنها توصف بالزمهرير نزلت من سيارة الأجرة بعدما توقفت في ساحة كاتدرائية الدومو...

شددت من إحتضان نفسها ف هذا الجو شديد البرودة هنا أخذت تنظر حولها تبحث بعينها عنه لتجده يقف بعيدا أي على الجهة الأخرى وهو ينظر إلى ساعة يده بانتظارها ولكن ما إن رفع وجهه حتى وقع بصره عليها ليبتسم براحة عندما وجدها تتقدم منه بخطوات بطيئة متريثة، خجولة، مترددة،!

ليذهب نحوها بلهفة وهو يمرر نظره عليها بشوق فهي كانت جميلة وبسيطة بأناقتها ترتدي كنزة حمراء مع بنطال من الجينز الغامق وحذاء شتوي أسود ذو عنق طويل يصل إلى بداية ركبتيها مع معطف جلدي طويل اما شعرها الكثيف كان يتراقص معها مع كل حركة وخطوة تبدر منها
تنفس بعمق ما إن اقترب منها وسحبها الى أحضانه بقوة وكأنه يود أن يزرعها داخل اضلاعه وما زاد سعادته هو ما إن شعر بها تبادله بدفئ وحب حقيقي.

أخيرا لقد هرم لأجل هذه اللحظة. إبتعد عنها ونظر الى لمعة عينيها المغرية ليهمس لها: أحبكى يافتاتي
- وأنا ايضا، قالتها بخجل وهي تدفن وجهها بمقدمة صدره ليبعدها عنه مرة اخرى وكأنه يريد أن يتأكد من ما سمع. ليقول بخبث
- قولتي إيه، قوليها بالعربي المرادي
حمحم بتوتر وهي تقول بخفوت
- وأنا كمان
يونس برفض لما قالته
- لالالا قوليها صريحها، الكلام ده مايكلش معايا
إبتسمت بإحراج على مشاكسته لها وهي تقول
- أنا بحبك.

- ياااااادين النبي، قالها وهو يسند جسدها عليه ثم رفعها إلى الأعلى لتتعلق بعنقه وهي تضحك وما زاد ضحكها هو ما إن أخذ بدور بها أمام الناس وهو يقول
- أنا أااااحبك جداا جدااا جداااا وأاااااريدكي أكثر من أية شئ آخر في هذه الحياة.

- يخربيتك فضحتنا، قالتها بخجل وهي تنظر الى الناس حولها ما إن أنزلها ليحتضنها مره أخرى وهو يضحك ويقول: حبيبتي وأدلعها براحتى محدش ليه حاجة عندي، ولا إنتى ليكي رأي تاني هممممم، همهم بها وهو يسند أنفه على أنفها ويميل عليها
- هههههه لا براحتك يادكتور، أنا معاك باللي تشوفه، ما إن قالتها حتى إبتعد عنها وإحتضنها بأحدى ذراعيه وهو يقبلها من صدغها و يقول برضا
- شاطرة ياروحي...

أراحت رأسها على كتفه ما إن حاوطها بعشق واخذ يمشي معها بين الطرقات والمحلات وهو لايكف عن التغزل بها ولكن كان الصمت من ناحيتها هي...
فهي لأول مرة تختبر هذا الشعور وتجهل ماعليها فعله فالتزمت بالهدوء معه وتركت له القيادة ولكن عينيها كانت كفيلة لإفصاح مابداخلها فهي بين الدقيقة والأخرى ترفع رأسها وتنظر له وكأنها لاتصدق ماحدث وأن كل هذه السعادة أصبحت من نصيبها.

جفلت ما إن دخل بها احد الشوارع الهادئة ودفعها نحو الحائط وهو يقول بخفوت
- إنتى حلوة كده ليه يابت ماتجيبي بوسة وإنتى عسل كده
حركت رأسها بنفي وهي تقول بتهرب
- لاء ميرسيى
لتجده يقول بكل صياعة مضحكة وهو يلتصق بها
- ميرسيى ايه ياقلبي. هاتي بوسة بدل ما اغزك مايغركيش شهادة الدكتورة اللي عندي...

- إعقل يايونس عيب كده، قالتها وهي تضع يدها على منكبيه وتدفعه عنها ليعود إلى الوراء بالفعل ولكنه سحبها إلى أحضانه مرة أخرى وهو يقول بثقل من قربها
- عيب إاايه، أنا الليلة ياقاتل يامقتول هدوق المارشميلو يعني هدوقه
إنفجرت بالضحك عليه رغما عنها من طريقته وهي تقول
- تصدق بالله وحشتني مارشميلو دي منك أوي وااء صمتت ما إن وجدته ينظر لها بتمعن شديد لتكمل بتوتر طفيف ممزوج بخجل من قربه الخطير هذا.

- في ايه بس بتبصلي كده ليه!
يونس بإعجاب حقيقي: تعرفي إن ضحكتك حلوة اوي تحسيها خارجة من قلبك
- أكيد هتكون طالعة من قلبي عشان معاك، قالتها بدلال وهي تتحسس معطفه بأطراف أناملها ليرفع الآخر رأسه الى الأعلى وهو يقول
- ألف شكر ليك يارب، ااااخيراااا قالت حاجة تبل ريقي
ذمت شفتيها بعتاب وهي تقول
- ماهو كل الناس تاخدها واحدة واحدة إلا إنتا...
إقترب منها أكثر برغبة جامحة وهو يقول بتنهيدة حاااارة.

- أعمل إيه مش بإيدي يامارشميلو، نفسي أدوقك أوي
فتحت عينيها من كلامه الصريح هذا لتقرص ذراعه وهي تقول بتحذير
- بلاش يايونس لسانك يفلت منك ليوحشك
- لو هيوحشني على يدك إنتى ماعنديش مانع إتفضلي أهو قدامك هو وصاحبه، قالها وهو ينحنى بفكه نحو ثغرها لتبعد رأسها بسرعة إلى الخلف وهي بقمة ذهولها. تقسم بأن دمائها قد جفت من هذا الموقف لتبعده عنها وهي تقول بتوتر وخجل شديد لأول مرة يسيطر عليها بهذا الشكل.

- والله إنتا مش متربي
أخذ يضحك بصوت عالي على رد فعلها وهو ينظر لها تذهب ليلحق بها وهو يحتضنها حاولت أن تفر منهه ولكنه كبلها جيدا وهو يقول
- خلاص ياقلبي أنا أسف
هاتي شفايفك الحلوة دي اعتذر منها ااااااه...

تأوه بها ما إن ضربته بقوة من شدة غيظها من وقاحته وما إن حررت نفسها منه حتى فرت إلى أحد سيارات الأجرة وصعدت بها وما ان اشارت له بيدها حتى كاد أن يذهب نحوها ولكن انطلقت السيارة بعيد ليخرج هاتفه ويتصل بها عدت مرات ولكنها لم ترد أنزل الهاتف وهو يقول بتوعد غاضب ونظره على الطريق التي إختفت منه
- بقا بتهربي مني ياصعيدي وعملالي فيها تقيله. ماشي هتروحي مني فين هجيبك يعني هجيبك...

أما ريهام كانت تضع يدها على ذلك النابض باستغراب منذ متى وهي بهذا الضعف، أغمضت عينيها ما إن تذكرت قربه منها ووقاحته اللذيذة معها
مر ثلاث أيام عليهم من أحلى ما يكون فقد أغرقها يونس ببحر الهوا وجعلها تتذوق شهد الحب وعلمها أبجدية المشاعر على يديه حتى أتى اليوم الموعود
لليلة رأس السنة أخر يوم برهانه السخيف.

في إحدى قاعات الفنادق ذات السهرات الخاصة كان يقف وهو يحتسي الخمر الفاخر و ينظر لتلك الحورية التي كانت ترتدي فستان من اللون الأحمر الحريرى ذو حمالات رفيعة كالخيط و قصير نوعا ما يصل إلى ركبتيها ولكن حوريته كانت منزعجة منه وعلى ما يبدو بأنها تنتظر منه أن يراضيها
عند هذه النقطة تجرع كأسه دفعة واحدة ثم ذهب نحوها وقبل وجنتها وأخذ يتحسس ذراعها ببطئ وهو يقول
- العسل مدايق ليه
دفعت يده عنها وهي تقول.

- مكنتش أعرف إنك بتشرب
أخذ يبعد خصلاتها إلى الخلف ليدفن وجهه بعنقها وهو يقول: وأديكي عرفتي خلاص بقى فكيها وبعدين انا بشرب في المناسبات بس، ختم كلامه بلصق شفتيه على بشرتها لتمسك وجهه بين يدها وتبعده عنها قليلا وهي تقول بترجي
- ياريت تبطل ياحبيبي
نظر لها بحب وهو يقول
- عشان خاطر حبيبي اللي قولتيها دي، حاضر هبطل، ده إنتى تأمري يامارشميلو وأنا أنفذ
ريهام بإستغراب من موافقته السريعة
- بجد!

- بجد. قالها تأكيد وهو يقبل كفها ثم سحبها نحوه وحاوط خصرها ليجعلها تتمايل معه بحب على الأنغام هادئة والإبتسامة كانت لاتفارق وجهها فهي في قمة سعادتها ولما لا فهي مع مالك قلبها الوحيد
- أنا أكتر راجل محظوظ في الدنيا عشان انتى بقيتي اخيرا بين إيديا، قالها بمغزى خفي وهو يقبل طرف شفتيها بخفة لتقطب هي جبينها بإنزعاج من كلامه هذا لتقول بضيق.

- بين إيديا،! على فكرة يايونس في فرق كبير لما بكون برقص معاك وبين ما أكون بين إيدك
- طب وقوفك كده معناه إيه، قالها وهو يحرك يديه على منحنياتها بجرأة مما جعلها تشهق بخوف وأخذت تحاول أن تبعده عنها إلا إنه زاد من إحكام ذراعيه حول خصرها.

ليدفعها نحوه أكثر ليلتقط شفتيها بنعومة بين خاصته ليبدء بتقبيلها بحرارة شديدة أذابت قلبها ولكن ما إن شعر بها بدأت تقاومه حتى دفعها على الطاولة وقبض على معصميها وجلعها حول عنقه وهو يقول بأمر
- متهربيش مني بادليني.

رفضت في أول الأمر إلا ان خبرته جعلتها تبادله رغما عنها بعد دقايق طويلة إبتعد عنها وهو يبتسم بإنتصار ما ان وجدها تنظر له بضعف ممزوج بخجل ولكن كست ملامح التعجب على وجهها عندما وجدته يخرج بها ويتوجه نحو المصعد الذي ما إن إنغلق عليهم حتى وجدته ينقض على شفتيها مرة أخرى دون إنذار سابق.

أما ريهام كانت حالتها مشوشة لدرجة لاتوصف لأول مرة تشعر بأنها غبية ولاتفهم ماذا يجري حولها، هناك اسئلة كثير تدور برأسها. خرجت من دوامة افكارها ما إن وجدته يدخل بها إلى أحد غرف الطابق التي كانت جاهزة بأجواء رومانسية وقفت بالمنتصف تنظر بصدمة لكل هذا تريد أن تكذب إحساسها وأن الأمر ليس كما تظن
ولكن شعرت به يحتضنها من الخلف واخذ يقبل عنقها بقبلات متفرقة خفيفة وهو يقول.

- من يوم ما شفتك وأنا مستني اليوم اللي تبقى فيه ليا وفي حضني
- هو في إيه بالضبط، أوعى كده انتا شكلك كده تقلت في الشرب، قالتها وهي تبعده عنها وتلتفت له
- لاء ده مش تأثير المشروب ده تأثيرك إنتى يامزة وبعدين مالك ياريري أعصابك مشدودة كده ليه إهدي ياحبيتي. ريلاكس، قالها وهو يقبل مابين عينها لتنظر له بترجي أن ينفي ما تشعر به
- يونس هو إيه اللي بيحصل أنا مش فاهمة حاجة.

- مافيش حاجة غير إني بحبك أوي أوي لدرجة ممكن أموت لو مابقتيش ملكي النهاردة قالها برغبة صريحة لتشهق بصدمة وهي تقول برفض
- إاايه، لاطبعا إنتا بتقول إيه
- بقول إني عايزك يامارشميلو قالها وهو يعتصرها بين يديه برغبة جامحة لتجفل هي برعب و تقول
- لااااا لاااا
- لاء ليه هممممم ليه انت بتحبيني وانا بموت فيكي والليلة ليلة راس السنة وكل سنة وإنتى طيبة يامزتي
فكيها بقى على حبيبك وتعالي.

- حبيب إيه، انا مش بتاعة القرف ده، قالتها بإشمئزاز من هذا الموقف وهي تبتعد عنه لتجده يقول
- لا إنتى كده بأمارة إنك واقفة قدامي دلوقتي وأنا بقولهالك بصريح العبارة عايزك بس برضاكي...
نظرت له ريهام بنفس إشمئزازها وهي تقول
- وانا بقولك أنا قرفانة منك ومن تفكيرك ومش عايزاك وااااااااه
صرخت بها بألم ما ان وجدته يقبض على عضدها بعنف شديد وهو يقول بغضب أسود.

- مش عيزاني وقرفانة مني، طيب هسيبك براحتك، يلا برا، قال الأخيرة وهو يدفعها نحو الباب ولكنها لم تخرج بل أخذت تنظر له وكأنه تريد ان تستوعب مايحدث لينظر لها بغضب من وقوفها هكذا وذهب نحوها مرة أخرى وقبض على رسغها بقوة وهو يقول
- بتبصيلي كده ليه أنا مش قولت برااا، يعني براااااا.

قال الأخيرة وهو يفتح الباب الغرفة ويرميها خارجا لتسقط على الأرض تزامنا مع مرور إحدى الفتيات الحسناوات من الممر ليلتفت له وهو ينظر لها بتمعن ثم ذهب نحوها وقال
- ما رأيك ان تقضي الليلة معي
فتحت ريهام فمها وعينيها مصعوقة مما سمعت لتذهب نحوه وتدفعه بقوة وهي تقول: لا يايونس لا إنتا إتجننت اوعى تعمل فيا كده. أنا مستهلش ده منك
- إيه مالك وجعتك أوي كده، مش كنت مقرف من شوية ومش عيزاني.

إيه بقيت حلو في عنيكي لما شفتيني هروح لغيرك، بس تعرفي أنا اللي مابقتش عايزك حتى لو وقفتي عريانة قدامي، و أه على فكرة أنا مراهن عليكي نيكولا إنك خلال شهر هتبقي فحضني فعشان كده أوعي تدي لنفسك قيمة كبيرة عندي ومتنسيش إني بدلت مكانك ببنت ليل يعني زيك زيها، كلكم عندي رغبة مش أكتر
قال الأخيرة وهو يسحب تلك الفتاة خلفه ولكن ما جعل.

عينيها تدمع ورجعت الى الخلف بوجع ما إن وجد تلك الساقطة تحتضن يونس وتقبله بعمق ليبادلها هو بوحشية جعلتها تأن بمتعة ليحملها ويجعل ساقيها حول خصرا وأخذت هي تفتح أزرار قميصه ليدخل بها غرفته وأغلق الباب بوجهها بقوة.

جلست على الأرض وهي تبكي وترجف معا لاتصدق ماحدث أمامها الآن لا لاتصدق فقد كان يقبلها بحب قبل دقايق والان يقبل غيرها و اااء واااء اممممممممم امممم، وضعت يدها على فمها وهي تحاول أن تكتم أنينها الذي يقتلها بحرقة
نهضت بصعوبة وأخذت تنزل عبر الدرج وهي تتخيل ماذا يفعل مع تلك الفتاة الأن، هل يتغزل بها كما يفعل معها، هل توسدت صدره الذي كان يحتويها منذ قليل. هل تلك الحثالة أصبحت تبادله الحب الآن.

كما يريد هو. ااااااه
جلست بمنتصف الدرج وأخذت تبكي بصوت عالي كالأطفال ثم أخذت تعض على سبابتها وهي تشهق بعنف من شدة قهرها، نهضت وأخذت تكمل طريقها وهي تتمسك بسلم النزول كادت ان6 تقع أكثر من مرة بسبب كعبها العالي مماجعلها.

تنحني وتنزع حذائها وهي منهارة وما إن وصلت إلى الطابق الأرضي حتى أصبحت محط أنظار العمال وبعض رجال الأعمال الفاسدين فعلى مايبدو بأن هذا المكان مخصص لهذه القذارة، عند هذه النقطة زاد بكائها فهذا ما جنته بإسم الحب
وصلت إلى باب الفندق الرئيسي لتجد أحد الرجال يمسكها من ساعدها وهو يقول بعرض
- تعالي معي وسأدفع لكي ضعف ماتأخذين بالليلة الواحدة.

- أتركني، ااااتركني، قالتها وهي تضربه بحذائها على وجهه ما إن بدأ بسحبها رغما عنها إلى الداخل لتركض مسرعة من هذه المكان ما إن تحررت منه وما زاد جنونها عندما سمعته يأمر رجاله بأن يذهبو خلفها و يأتو بها بسرعة.

رمت حذائها برعب وأخذت تركض بالشوارع بسرعة بين الناس وهي تدعو الله ان ينجيها منهم ومن حسن حظها إستطاعت أن تفر منهم بين حشد من الناس لتختبئ بسرعة خلف إحدى عربات القمامة الكبيرة بأحد الشوارع الضيقة المضلمة وهي تحاول أن تحبس أنفاسها خوفا من أن يشعر بها احدا...

إحتضنت نفسها من البرد والخوف ما إن ارتفع العد التنازلي لبداية عام جديد لترفع رأسها الى السماء عندما بدأت الألعاب النارية بتزينها لأعلان صريح للدخول بسنة جديدة...
ولكن لايعلمون بأن مع صراخهم وهتفاتهم هناك من كان يصرخ من وجع القلب الذي إنكسر و يصرخ من وجع الخيانة والذل الذي تعرضت لهما، فهي الان تكاد تموت من شدة البكاء، مظهرها كان كارثي فقد كانت حافية القدمين وعارية الأكتاف لاتملك لانقود ولا هاتف.

إنتظرت على وضعها هذا حتى بداية الفجر وما إن عم الهدوء على المدينة وأصبحت شوارعها فارغة تماما.
حتى نهضت وأخذت تجري وتجري وهي لاترى أمامها من غزارة الدموع التي تتساقط من مقلتيها
وأخيرا وقفت أمام باب شقتها وهي لاتعرف كيف ومتى
حدث هذا فهى مضت ساعات عديدة بالمشي ومع أول الصباح وصلت هدفها، أخذت تطرق الباب بخمول.

لتنزل دمعة حارة منها تعلن بها عن إنهيارها التام وما إن وجدت عمتها تفتح لها لتسقط أمامها بلا حول ولا قوة
وآخر ماسمعته هو صراخ الأخرى
مر أكثر من شهر على هذه الليلة المشئومة وهي مازالت طريحة الفراش يكسوها المرض الشديد كانت نادية تلازمها طول الوقت وهي تحاول أن تتكلم معها أو تفهم منها ماحدث ولكن ريهام إتخذت من سكوتها قوقعة إستكانت بها عن العالم الخارجي.

أما يونس بعد تلك الليلة إستيقظ وهو ينظر إلى تلك التي بجواره بصدمة، دخل الحمام وهو يحاول أن يتذكر ماحدث لتبدء الأحداث تمر أمام عينيه واحدة تلوى الأخرى ليضرب يده على الحائط بضيق من نفسه ولكن غروره جعله يقول
- لا انا معملتش حاجة غلط
هي اللي قالت مش عايزاك، تزعل ليه بقى لما آخد غيرها، يلاااا أهى راحت لحال سبيلها.

أخذ يكابر على نفسه يوم بعد يوم وعاد إلى حياته الطبيعية وأصبح يمارس مهنته بشكل منتظم وفي الليل يخرج مع الفتيات أحيانا وأحيانا أخرى يسهر مع صاحبه نيكولايس الذي لاحظ تغيره الملحوظ بشكل كبير وهو سرحانه المستمر وأنه اصبح يتظاهر بأنه سعيد ولكن الحقيقة عكس ذلك تماما...

أما عن حالة يونس فهو يكاد أن يجن كل ليلة يخرج مع فتاة أقل مايقال عنها بأنها فاتنة ولكنه لايستطيع التقرب منها لقد فقد الرغبة بكل جنس حواء كلما ينظر الى أحدهم يرها هي
يتقرب منهم وهو يتخيلها ريهام قلبه ولكن سرعان ما يبتعد ما إ تغزو رائحتهم أنفه وكأن عقله الباطن يخبره بانهم ليسو هيا، عند هذه النقطة ينفر منهم يريدها هي، يريد تلك العنيدة لااا غيرها.

في أحد الأيام كان في منزل نيكولايس وهو ينظر بهيام إلى شاشة هاتفه التي تحتوي على صورتها
- طالما تحبها بهذا الشكل لما لا تذهب وتخبرها بكل مايجوب بقلبك نحوها، ما إن قالها صاحبه حتى تنهد الأخر بوجع ليقول بحزن مبطن
- بعدما حدث بيننا لا أعتقد بأنها سترضا أن تنظر بوجهي حتى
- ماذاااا فعلت لصديقتي لتتدهور صحتها بهذا الشكل، قالتها إستيلا بغضب وهي تدخل عليهم ليلتفت لها يونس وهو يقول بتساؤل: ماذا،!

- لا تتصرف وكأنك لاتعرف شئ، ما إن قالتها إستيلا بغضب حتى إستقام بطوله وهو يقول
- أنا حقا لا أعلم مابها ريهام، اخبريني ما بها
إستيلا بحزن على صديقتها
- أكثر من شهر وهيا طريحة الفراش
- أريد رؤيتها، قالها بلهفة عاشق يقتله الشوق لمعشوقته، لتحرك رأسها ب لا وهي تقول
- لا اعتقد بأنها ستوافق بأن تراك هي ترفض أن يلفظ أسمك أمامها حتى
- ارجوكي إستيلا ساعديني بأن أراها، إن لم يكن لأجلي، أفعلي هذا لأجلها هي...

قال الاخيرة بترجي حقيقي حتى أومئت له بقلة حيلة وبالفعل في اليوم الثاني أصرت عليها بأن تخرج بها الى أحد الحدائق العامة بحجة أن تغير وضعيتها وأن تتنفس هواء نقي
كان يقف يراقبها وهو لايصدق مايرى أمامه فهي ترفع شعرها إلى الأعلى بأهمال ولكن مالفت إنتباهه هو شحوبها الواضح بشكل كبير وعينيها الجميلتين إنطفئ بريقها وأصبح يكسوها الظلام المخيف والشرود.

حتى شفتيها المارشميلوا الخاصة به اصبحت مشققة و بيضاء، يالهي ذلك الوجه الجميل قد تحول الى وردة مجففه دون روح
إقترب منها بوجع وإنحنى أمامها بجذعه ليمسك وجنيها ويقبل جبهتها بعمق وكأنه يود أن يعتذر لها بكل ما بدر منه مستغل هدوئها هذا ولكن تفاجئ بها تنهض وتدفعه بقوة بعيدا عنها
لدرجة كاد أن يقع ليرفع رأسه بذهول من كمية الشراسة التي تلمع في مقلتيها ونبرة صوتها ما إن قالت.

- اوعى تقرب مني وتمسكني بإيديك الوسخين دول تاني
- ريهام حبيبتي، قالها وهو يقترب منها خطوة ليجدها تعود إلى الخلف وهي تقول بغضب
- أااانا مش حبيبتك...
أاحمرت عينه وقال بصوت خافت
- لا حبيبتي ده أنا اكتشفت في بعدك إني بحبك أكتر من روحي
ليجدها تقول بصوت مجروح: وانا إكتشفت إني مهما شفت ومهما هشوف في حياتي مش هلاقي في ندالتك، وعمري ماهنسى اللي عملته فيا.

- سامحيني، قالها بندم شديد وتمني لتبتسم بتهكم ثم قالت بقسوة
- عشم إبليس في الجنة
يونس بتوضيح
- صدقيني ياحبيبتي أنا وقتها ماكنتش في وعيي أنا ممكن أحلفلك على كده.

صرخت ريهام بحرقة قلب مخذول من أقرب الناس له: كداااااااب، كنت وااااعي، ولو حلفت لي ع الميا تجمد بردو مش هصدق. اللي سبتني ورحتلها هي دي اللي كانت مستواك، انت رخصت الغالي لما بقى ف إيدك، حاولت بعملتك دي تقلل مني بس فالحقيقة انت قللت من نفسك وأثبت إنك حيوان غريزتك هي اللي بتمشيك...

وماتفكرش إني بعد اللي حصل ده كله هقعدأاعيط على غيابك ولاعمرك هتوحشني ولا هحن ليك ابداااا في يوم عشان انتا واحد مايتبكيش عليه، روح شوف حياتك بعيد عني وسيبني أعيش حياتي أنا كمان
يونس برفض وعدم تقبل لما تقول
- مش هبعد ولا هسيبك، عشان مافيش حياة هتكون من غيرك، إنتى متعرفيش بقيتي إيه بالنسبة ليا، طيفك بقى زي ضلي.

صوتك بيرن بوداني، صورتك بكل ست بقيت بشوفها، حتى ريحتك بقيت بدور عليها عندهم، عارفة يعني ايه لما بشوف ست قدامي بقعد أقارنها بيكي بقول لو كانت ريهام هنا كانت هتعمل كده ورد فعلها هيكون كده، انت بقيتي هنااااا، قالها وهو يأشر على رأسه، وروحي دي، وجسمي ده، مابقوش ملكي بقو ملكك إنتى.

حرقة القلب اللي كنتى بتتكلمي فيها دي بتوجعني أكتر منك، مش بعد مابقيتى تجري في دمي عيزاني أبعد مش بعد ماخلتيني ألمس السما وأنا معاكي تسيبيني أقع لوحدي على سابع أرض...
أنا عارف إني غلطت وإني مستاهلش الغفران بس بنفس الوقت مش هقدر أبعد وهفضل وراكي لغاية ماتسامحيني لأن الموت أهون من إني أكمل عمري من غيرك.

- أسفة، أنا مش ملاك و مش هسامحك حتى لوشفتك بتموت قدامي مش هيرفلي جفن عشان أنا ضعفت وجربت مرة معاك بس ضعفي خلاك تقوى وتستقوى عليا وأنا معنديش إستعداد إني أعيد التجربة دي معاك من تاني...
حراااام عليك ده أنا كنت بين إيدك وحبيتك أكتر من ما تتخيل بس انتا مقدرتش ده ودست عليا جامد أوي ومرحمتش ضعفي فعشان كده قلبي إتعلم منك القسوة خلاص فمتجيش دلوقتي تقدملي إخلاصك ليا عشان مافيش طريقة تخليني أسامحك أبدا...

صمتت قليلا ثم قالت بهدوء لااااا في طريقة واحدة بس هي اللي ممكن تخليني أنسى كل اللي فات وأسامحك
- ايه هي، قالها بلهفة ليجدها تقول بغصة وصوت مخنوق وكأنها تجاهد نفسها ألا تبكي أمامه
- هي إنك تمسح صورتك انتا والبنت لما كنتم مع بعض من عيني و عقلي عشان بجد دي اكتر حاجة تعبتني
و وجعتني بجد. لوووو قدرت تمسحهااااا، نظرت إلى عينه والدموع بدأت تلمع بحدقتيها وهي تكمل بوجع، وقتها أوعدك إني هسامحك...

- هيجي يوم وهيحصل ده، قالها بقهر وهو ينظر إليها وهي تتركه وتذهب عنه بعيدا ليضيق صدره عليه
ومنذ ذلك اليوم بدء يراقبها ليل نهار وأصبحت هوسه بالمعنى الحرفي وجدها تعود إلى حياتها بقوة وصلابة أكثر من قبل لترمي كل تركيزها واهتمامها على مهنتها التي أصبحت من الأوائل بها ليصبح إسمها من أهم وأشهر الإعلامين وألمعهم، لتتصدر حلقاتها أعلى نسب المشاهدات على مواقع التواصل الإجتماعي...

ليصبح برنامجها الخاص الذي بعنوان (كش ملك) بصمة لايستهان بها بعالم الأخبار وحصلت على جائزة افضل مذيعة مرتين على التوالى مع حصولها على لقب الجريئة
لخطورة تناولها للمواضيع العامة والسياسية بشكل خاص
أما يونس إزدهر هو ايضا بعمله ولكن لوعة قلبه إزدادت.

ف ريهام أصبحت محط أنظار الجميع وخاصتا الرجال لتبدء نيران الغيرة بالإزدياد بشكل مرضي لدرجة أصبحت مراقبة من قبل رجاله، ودخل اكثر من مرة بشجار كبير أمام الجميع ما إن حاول أحدهم الأإقتراب منها. ولم يكف عنها حتى أصبح الجميع يعلم بأنها خط احمر بالنسبة له وانها خاصة به فقط ومن يتقرب منها يلقى حتفه على يد يونس الهلالي وهذا هو حالهم حتى يومنا هذا
#back:.

إبتسمت بسخرية وهي تمسح دمعتها التي كانت معلقة بأهدابها وهي تقول
- وأخرتها معاكي ياريهام هتفضلي عبيطة لغاية إمتى لسه بتعيطي؟ بس ياترى بتعيطي عليه ولا على قلبك اللى مش شايف غيره بعد كل اللي حصله بسببه...
علي الجهة الأخرى بالتحديد بشقة نادية الصعيدي.

قاربت الساعة على 1: 00 بعد منتصف الليل ولم تعود حتى الأن مما جعلها تأخذ الصاله ذهبا وإيابا من شدة توترها و خوفها على إبنة قلبها لتنفجر بذلك الذي يجلس أمامها وهي تقول بغيظ
- البنت فين يابن الهلالي مش من عوايدها تتأخر كل ده من غير ماتبلغني
- هي بخير ماتخافيش ما أنا قولتلك انها قاعدة بكافية.

جزت على أسنانها من طريقة كلامه الهادئة هذه لتقول: بلاش برودك ده يظهر دلوقتي أحسلك أنا على أخري منك وبعدين كافي إيه اللي بقالها ساعات قاعدة فيه لوحدها
ليقول يونس بإختناق: عايزاني أعمل إيه يعني ما أهو أنا قاعد قدامك من الساعة تمانية ومستني الهانم ترجع زيى زيك، وقولت أسيبها براحتها تفكر مع نفسها يمكن تهدا عليا شوية
نظرت له نادية بقلة حيلة وهي تقول
- طب كلم رجالتك مرة تانية.

- حاضر، ما إن قالها حتى إلتفتو نحو باب الشقة عندما دخلت عليهم منه لترمي المفاتيح وحقيبتها على الطاولة بإهمال وهي تقول بتعب
- مساء الخير
- ريري حبيبتي إتأخرتي كده ليه، ما إن قالتها نادية بخوف حتى أخذت تدلك عنقها بأرهاق شديد وهي تقول
- معلش ياعمتو كنت محتاجة أقعد لوحدي شوية
عصر قبضته بقوة عندما لاحظ تجاهلها له ليقول بإنزعاج
- يعني مايعجبكيش تعتكفي على نفسك إلا اليوم اللي اخدت فيه معاد عشان أخطبك.

إلتفتت له وعقدت ساعديها امام صدرها وهي تقول
- يعني انتا فضلت لحد دلوقتي عشان الموضوع ده
- أيوة، قالها وهو يترقب ردها ليجدها ترفع منكبيها بكل برود وتقول
- طيب وانا مش موافقة. أظن كده إختصرت عليك الطريق مع إنك كان لازم تفهمها وهي طايرة طالما مرجعتش يعني ردي كان باين من الأول بس يلا أهو قعدت مع عمتو أحسن ما تفضل لوحدها لحد دلوقتي
- وأنا مخدتش رأيك، قالها وهو ينهض ويقف أمامها.

لترفع حاجبها وهي تنظر له بتحدي وتقول
- وانا ماجيش بالعافية يا إبن الهلالي
- لاء هتيجي وتشوفي، وده الدليل. قال الاخيرة وهو يمسك يدها اليمنى ويضع به خاتم ألماس من الزمرد الأخضر كان بالحق رائع جدا
ولكنه صغير جدا عليها مما جعلها تتأوة بصوت عالي ما إن دفعه بقوة بعض الشئ بخنصرها وما إن إنتهى حتى سحبت يدها منه بألم ثم دفعته من أمامها وهي تقول بتألم.

- آااااااه جاتك ضربة أعمى القلب والبصيرة وبعدين أنا هستنى إيه من واحد بربري زيك...
- أيوة بربري فعشان كده متحاوليش
عمرك ماهتخلصي منه ولاااا مني، قال الأخيرة وهو يبتسم لها بشماتة ما إن وجدها تحاول أن تنزع الخاتم ولا تستطيع إخراجه لتصرخ بوجهه بقهر
- أااااانا بكرهك.

- وأنا بعد الليلة دي مش هطلب حبك، إكرهيني زي ما إنتى عايزة بس بعد أربع تيام سواء وافقتي أو لاء هيقترن إسمك بإسمى، واااا، إقترب منها وهمس عند أذنها. وجسمك مع جسمي، صمت قليلا ثم اكمل بجدية.

اسمعي مني ياريهام عشان بجد انا جبت أخري معاكي بلااااش عناد الحاجة الوحيدة اللي ممكن تخلصك من شري هي حضني، تعالي في حضني هوريكي الجنة ونعيمها، تبعدي وتركبي دماغك هوريكي جهنم اللي على حق و وقتها هديكي سبب مقنع عشان تكرهيني فيه.

إبتعد عنها و جعلها تضع خاتم فضة بيده رغما عنها ليسحبها إلى أحضانه بقوة وهو يقبل شعرها بهوس تحت مقاومتها ثم إلتفت إلى نادية التي كانت تنظر لهم بسعادة وهو يقول: ماتسمعيني زغروطة ياحماتي
نادية بترحاب
- من عنيا هو أنا عندي أغلى من ريري أزغرطلها.
. لووووووووووووووووووولىعقبال الفرح يااااارب
نظرت ريهام إلى عمتها وهي تفتح فمها بعدم تصديق لتجد الآخر يطبع قبلة قوية على وجنتها وهو يقول بتنهيدة راحة.

- يارب، مبروك عليا انتى، يامارشميلو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة