قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني عشر

في الصباح الباكر فتحت عينيها وأخذت تمط ذراعيها بنشاط غريب وكأنها لم تنام منذ ساعتين فقط.
فهي قضت الليل كله تستعيد ذكرياتها معه.

دخلت إلى الحمام ووقفت أمام المرآة وأخذت تبتسم ببلاهة تقسم بأنها ترى إنعكاس صورته بحدقتيها تنهدت بهيام وهي تتذكر كيف قبل يدها ما إن إنتهى من طعامه، نظرت إلى كف يدها الصغيرة وأخذت تصرخ وهي تقفز بحماس من شدة فرحتها، لا تصدق حتى الآن بأن ذلك المجنون سيصبح لها ولكن الحكاية تحتاج إلى بعض الوقت ليس اكثر.

أخذت تنزع ثيابها وترميها على الأرض وكأنها منومة مغناطيسية لتذهب وتقف تحت الدوش وهي تقول مع نفسها ياله من أحمق يطلب منها العهود والمواثيق بأن لاتتركه ولا يعلم بأنه يملك كيانها، حتى وإن أردات الإبتعاد فذلك الذي يخفق بحبه سيمنعها حتما، سندت مقدمة رأسها على الحائط وأخذت تعض طرف شفتيها وهي تستشعر لمساته ليلة أمس التي آسرتها حرفيا.

أوووووف زفرت بحرارة وهي تعتدل بوقفتها وأخذت تبعد عنها رغوة الصابون وما إن إنتهت حتى أغلقت صنبور الماء لتخرج من الكابينة وتسحب منشفة كبيرة تحاوط جسدها النحيل به لتميل إلى الأمام وتضع منشفة صغيرة حول رأسها
خرجت وأخذت تتمايل على أطراف أصابعها وكأنها ترقص معه وهي تصدر أصوات من فمها كموسيقة أنا قلبي دليلي، كانت البهجة تسيطر على صباحها.

بدأت تدور حول نفسها وهي تسحب منشفتها الصغيرة ورمتها لترقص خصلاتها المبللة معها لتسقط على فراشها بتعب، أخذت تضحك بخفة على جنونها
لتغمض عينها بدوار
ولكن سرعان ما حبست أنفاسها ما إن شعرت بأنفاسه الحارة تضرب عنقها لتشق بخفة عندما طبع قبلة خفيفة
علي وجنتها. إستلقت على بطنها بسرعة كرد فعل وكأنها تهرب منه، ليباغتها بقبلة خلف أذنها وهو يهمس لها
- مهما تحاولي تهربي مني مش هتعرفي
نور بشغف حقيقي.

- أنا ممكن أهرب من الدنيا كلها إلا منك
- همممممم، همهم بها وهو يمرر سبابته على طول عنقها
ثم يليه ذراعها العاري ليغلل أنامله بأناملها ثم رفع يدها نحوه ليقبل باطنها بعمق ليلتفت لها ويقبل كتفها
لتستلقي بتخدير على ظهرها بعدما دفعها بخفة وهو يعتليها ليقترب منها بشكل خطير وهو ينظر إلى شفتيها.

التي ما إن لمسها بخاصته حتى فزعت من أحلام اليقظة على صوت المنبة المزعج جدااااا لتنهض بغيظ وأطفئته وهي تزم شفتيها بقهر
لترمي الساعة على الحائط وهي تقول بقهر مضحك: عشان تبقى ترخمي عليا مرة تانية، عااااااااااا ليه كده بس ياربي ليه،! يعني لا حقيقة ولا حلم ولا حتى ينفع نتخيل ده ظلم، امممم بس إيه يخربيته ده طلع لوز أوي هييييييح
ياسلاااااااام يابنت يانور، لو، الخيال ده بقى حقيقة.

عند هذه النقطة قشعر جسدها و خفق قلبها بشكل جعلها تضع يدها عليه بإستغراب من رد فعله، نظرت إلى صدرها الذي يصعد وينزل وقلبها الذي يكاد أن ينفجر وهي تقول بعدم تصديق
- اه يا إبن العبيطة ده أنا قلت لووووو، شردت قليلا بحالتها هذه ثم أكملت، سبحان من زرع الحب ده كله جوايا ليك يا إبن الهواري، حركت رأسها بنفي وهي تبتسم بخفة وتقول، لا حب إيه دي حاجة أكبر من الحب لدرجة انا نفسي بستغرب من نفسي وانا قدامه.

صمتت أغمضت عينيها وهي تحاول أن تسيطر على خفقان تلك المضخة الجبارة المزروعة بين ضلوعها
لتتأكد بكل يقين بأنها أصبحت بالمعنى الحرفي أسيرة ذلك المجنون
بعد مايقارب النصف ساعة خرجت من العمارة السكنية التي تقطن بها وهي تمشي بسرعة لا بل هي تهرول بسعادة طاغية التي ظهرت على هيئتها زادت من سرعتها وكأنها تريد أن تسابق الريح لتصل له...

أوقفتها إمرأة كبيرة(عجوز) ذو وجه بشوش تعمل ببيع الزهور لتمد يدها لها وهي تعرض عليها زهرة حمراء وتقول
- إزرعي في قلب محبوبك زهرة لا يمكن لأحد أن يقطفها
قطبت جبينها بتفكير بكلامها لتبتسم بطيبة قلب وقد إستحسنت الفكرة وهي تومئ لها لتأخذ منها الزهرة وما إن دفعت ثمنها حتى تخطتها بلهفة ولكن توقفت ما ان سمعتها تكمل بغموض وكأنها تنبئها على شئ ما أو هذا ماإستشعرته.

لتجد تلك العجوز تقول بحكمة اكتسبتها من سنين عمرها التي مضت
- ولكن عليكي أن تحذري فإن لكل زهرة حب شوك لاتعرفين متى وكيف ستجرحكي بها.
وإياكي أن تستهيني بها فنتوئها سامة صغيرتي
شحب وجه نور وهي تنظر إلى أثر تلك البائعة وحاولت أن تستوعب كلامها ولكنها لم تفهم، حاولت أن تتجاهل كلامها وأخذت تكمل طريقها بلهفة وشوق كبير صعب وصفه ما إن تذكرت بانها ذاهبة لتراه...

دخلت من بواية المستشفى وأخذت تستنشق زهرتها وهي تفكر ياترى ماهو رد فعله ما أن تهديها له...
عند هنا زاد حماسها وأخذت تهرول بخفة لتصعد له ولكن دائما ما تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن عندما سمعت بأحد يناديها قبل أن تدخل من باب الإستعلامات
- نور،!

إلتفتت بتساؤل نحو المنادي لتفتح عينيها بذهول وفمها كاد أن يصل إلى الأرض ما إن وجدت آخر شخص توقعت أن تراه الآن وبهذا المكان، تسمر جسدها ما إن وجدته يقترب منها وهو يقول بإبتسامة هادئة
- صباح الخير
نور بتوتر
- ط ااء طارق، إنتا بتعمل إيه هنا
- طب ردي الصباح على الأقل، على العموم جيت أشوفك، قالها ببساطة لتقول الأخرى بصدمة مضحكة
- نعم، تشوفني، انااااا، ليه،!

- مالك في إيه، وبعدين مش هينفع نتكلم هنا ممكن تجي معايا اااء
قاطعته بسرعة وفزع
- لالالالا طبعا أجي فين، اااء قصدي عندي شغل
طارق بإقتراح
- طب ممكن نقعد نتكلم هنا في الجنينة
لتقول نور وهي على وشك البكاء
- إنتا بتقول إااايه هنا مكان شغلي وأكيد إنتا عارف إنه ااااا
- نورررر في إيه مالك هما عشر دقايق بس، ما ا5ن قالها طارق بعتاب حتى قالت بإستسلام وصدق.

- بصراحة كده ياطارق، إياد محرم عليا إني اك5لمك أصلا مش بس إني أقعد معاك
طارق بتفكير
- إياد! مش ده اللي كان معاكي في عيد ميلادك وعمل معايا أحلى واجب في الأخر
نظرت له نور وهي تبتسم بإحراج
- أيوة هو.

- يمنعك ليه، إحنا صحاب بس وأنا بجد محتاج مساعدتك وياستي بعد ما نخلص كلامنا أنا ممكن أقعد مع إياد وأفهمه على كل الحكاية هو هنا معاكي مش كده أكيد دكتور شكله بيدي على كده، عكس تصرفاته تماما التي كانت بيئة ومتهورة واااء
- إحمممم، قاطعته نور بها بضيق ليقول الاخر بمسايرة
- ماتزعليش أوي كده، ماشي ياستي ده كان جنتل مان في نفسه ها حلو كده، يلا بقى هما عشر دقايق كان زمانهم خلصو لولا رغيك الكتير ده.

نظرت إلى هاتفها لتجد بأن الوقت مازال مبكرا وأن إياد لايزال نائما. نظرت حولها كان المكان خالي تقريبا بقلة حيلة وهي تقول بخوف داخلي من رد فعل ذلك المجنون لو علم: ماشي، إتفضل
في الأعلى عند إياد كان يغلق حقيبته بعدما إرتدى قميصه وأخذ يرفع أكمامه حتى المرفق وهو يتأفف لما تأخرت كل هذا،؟

ألم يخبرها بأن تأتي مبكرا، نظر حوله وأخذ يتفحص غرفته الكبيرة بحب، نعم حب فهو أصبح يحب العيش هنا لأجلها فقط هذا المكان يربطه بها، تلك الثرثارة لم يكن يتوقع بأنه سيتعلق بها إلى هذا الحد...
صاحبة شعر المقشة، إبتسم بخفة على هذا اللقب الذي كان ينعتها به. أحيانا كانت تدمع عينيها عندما يتنمر على شعرها الذي لايعرف كيف ومتى أصبح يفتنه بتمرد خصلاته فقد أصبح يعشق عنفوانه وتطايره مع إنفعالاتها...

إبتسم وهو يضع عطره ما إن إنتهى من أرتداء ثيابه ثم توجه نحو الشرفة ليستنشق هواء منعش نقي سند يديه على السور الحجري ونظره معلق بالبوابة الرئيسية ينتظر قدومها ولكن لايعرف كيف أخذته عينيه نحو الحديقة الجانبية ليقع بصره عليها لتتجمد ملامحه تماما...
نعم الحديقة الجانبية بعيدة نوعا ما ولكنه رأها مع ذلك.

الحثالة الذي حذرها منه، أخذ يتنفس من أنفه كالثور الغاضب وأظلمت عينه بطريقة لاتبشر بالخير وهو يراها تبتسم بخفة للآخر أو هذا ماخيل له عند هنا تحرك إلى داخل غرفته ليخرج منها وأخذ يأكل الأرض بخطواته المتوعدة ثم أكمل طريقه نحو المصعد الذي ما إن فتح بابه يعلن بها عن وصوله إلى الطابق الارضي حتى خرج منها وهو لايرى أمامه حقاااا فالغيرة أعمته.

عند نور كانت تنظر إلى طارق بأسف داخلي فهي تعرف مشاعر صديقتها لتقول بهدوء
- إنتا متأكد من الخطوة دي
طارق بمشاعر حقيقة وهو يقول بتأكيد
- طبعا، ده أنا بحب سارة أوي وعايزك تساعديني أنا هحجز القهوة وإنتى هاتيها وتعالي من غير ما أنا أكلمك عشان مش عايزها تحس بحاجة و وقتها هتتفاجئ وانا بطلب إيديها قدام الكل أكيد مش هتقدر ترفض وهتوافق
نور بعدم إقتناع لهذه الفكرة.

- يعني عايز تحطها قدام الأمر الواقع، أنا من رأيى إنك تفكر تاني وااء
ليقول طارق وهو على قناعة تامة بما يريد
- أفكر إيه بقولك بحبها والحركة دي رومانسية أوي وبتجيب مع البنات إلا إذا كان في حد تاني في حياتها وقتها
نور بترقب- وقتها هتنسحب من حياتها أكيد
- لا هحارب عشانها، بس إنتى ساعديني عشان خاطري
ولا بلاش عشان خاطري لا سي إياد يزعل ولا حاجة هاااا قولتي ايه يانونو أنا هعتمد عليكي، إتفقنا...

قال الأخيرة وهو يضع يده على يدها التي تمسك الزهرة بها بترجي لترفع نظرها له بسرعة وهي مصدومة من حركته هذه ليدب الرعب بأوصالها وتفتح عينيها على وسعهما ما إن وجدت إياد يتقدم نحوها بملامح خطيرة
- إاااا إياد، قالتها ما ان سحبها من عضدها بعنف ليجعلها تنهض أمامه وقبل ان5 يتكلم وجد ذلك المتطفل يضع يده على ذراعه يحاول ان يمنعه من أخذها.

ليباغته إياد بلكمة عنيفة على أنفه جعلته طريحا على الأرض ليتركها وينحني على احد ركبتيه نحو الآخر ومسكه من ياقة قميصه وهو يقول من بين أسنانه
- موتك على يدي أكيد لو لمحتك بتبص على خيالها
حتى مش تمسك إيدها، ساااامع، ختم كلامه وهو يضرب مقدمة رأسه على أنف طارق ليقع الآخر شبه فاقد الوعي
ليستقيم بطوله بعدما رمى الآخر من يده بضيق ليلتفت.

إلى تلك التي قد شحب وجهها من شدة خوفها. تقدم منها ومسكها من عضدها وسحبها خلفه إلى الأعلى غير آبه بنظرات الممرضين والممرضات نحوهم، أو حتى إلتفت إلى نور التي كانت تتوسل له بأن يسمعها
فتح باب غرفته وما إن دخل بها حتى دفعها أمامه بقوة وهو يقول بغضب وغيرة مجنون لاتدركها هي حتى الآن
- من اللحظة دي مافيش خروج من أوضتي مرة تانية ساااامعة، مافيش، قالها ثم نزل على الأرض يقوم بتمرين الضغط لينفس عن غليانه.

نظرت بخوف وهي تقول بصوت مهزوز
- إياد والله الموضوع مش، مش زي ماااا. ما إنتا فاهم، طارق ك كااا قاطعها بإنفعال شرس وهو يرفع سبابته أمام عينيها ما إن نهض و وقف أمامها وهو يقول
- مااااااااتنطقيش إاااسمه ماتخلنيش أتغابه عليكي، ده إمبارح بس إديتيني وعد إنك مش هتكلميه ولاتشوفيه تاني، هوووووو ده وعدك ليا...

- أنا والله ما كنت، نطقتها نور وهي تحاول أن تبرر موقفها ولكنه قاطعها وهو يسحبها نحوه وهو يقول بتهكم غاضب
- إنتى ماكنتيش متوقعة اني أشوفك وأكشفك بالسرعة دي مش كده، بس غبائك وقعك قدامي، إنتى من اللحظة دي عيوني مش هتفارقك حتى النفس هيكون محسوب عليكى...
وياويلك مني لو شفتك بتكلمي جنس دكر، رد فعلي وقتها مش هيكون في صالحك، أوعي تستغبيني مرة تانية عشان بجد هأذيكي، إتقي شري أحسلك.

يا نور، والوعود اللي قولتيها غصب عنك هتلتزمي بيها مش بمزاجك...
نظرت له نور بحزن على حالته هذه لتقول بمحاولة منها أن تهدئه- بس أنا
ولكنها صمتت ما إن سحبها نحوه وأخذ يضغط على عضدها بقوة وهو يقول بهسيس غاضب متوعد وهو يتنقل بنظره بين عينيها
- بس إاايه هاااا إيه، عندك إعتراض،؟ هممممم.

يلاااا قولي أيوة عندي اعتراض عشان وقتها أكسر دماغك دي اللي مفهماكى إنك ممكن تضحكي عليا بكلمتين بعدين تسبيني، وتروحي لغيري زي ما ليله عملت، صدقيني أنا أدفنك بإيدي ولا أسيبك تعمليها.

لمعت عينها بسعادة غامرة من ما قال هل هو يفعل كل هذا خوفا من أن تتركه عند هنا رفعت يدها و وضعتها على صدغه وأخذت تقترب منه وكادت أن تنفي ما يقول ولكنها تأوهت بألم عندما قبض على فكها بقوة جبارة وأخذ يقول بتملك مريض ودموعه بدأت تلمع بعينيه وصوت موجوع خائف من أن يعود وحيدا مرة أخرى
- أاااوعي تفكري إني ممكن في يوم أسمحلك تبعدي عني، إنتى ملكي أنااااا، إنتى نصيبي الحلو من الدنيا دي، انااااء.

- أنا بحبك، قالتها وهي تحاوط وجهه لتشعر بقلبها يرجف بشدة من هول هذا الموقف لتجد الاخر يقول بعدم إستيعاب لما قالت
- بتحبيني، ماشي، بس بردو مش هسيبك تبعدي واا
قاطعته مرة أخرى وهي تسحب وجهه نحوها لينظر إلى عينيها لتقول بفرحة
- تسيب مين ده أنا اللي مش هسيبك، أنا، بحبك
- وطارق، قالها وهو ينظر لها بغيظ طفولي
فهمت من طريقته بأنه لايريد أن يرد عليها بما يكنه لها أو قد يجوز أنه خائف من هذه الخطوة...

إبتسمت له وقالت- هو مش أكتر من صاحب ومعرفة
إياد برفض شديد وعدم اقتناع لما تقول- لااا في صحاب ولااا في معرفة
- اللي انت عايزه هيكون، قالتها بطاعة عمياء محبه لتجده هدء نوعا ما ثم قال بضيق مصطنع
- واللي حصل تحت
نور بتأكيد- مش هيتكرر
إياد بشك: يعني،!
- يعني نور ل إياد، قالتها بعشق واضح
ليقول الاخر بنفس شكه الذي لايعرف كيف ومتى نبت بداخله وبل تجذر بأعماقه روحه: وعد،!

نور بهيام: من غير وعود إنتا شايف وحاسس بأيه
- شايف إنك أقرب حد ليا وحاسس إنك مني وشبهي
قالها بهمس وهو يعود بها على الحائط لتدعس قدمه دون وعي منه على شئ ليبتعد عنه وما إن نظر إلى الأرض حتى شهقت نور بقهر وجلست على الأرض و مسكت زهرتها بحزن
جلس أمامها وهو يقول بغيرة ممزوجة بحده
- زعلانة ع الوردة بتاعته أوي كده ليه. هاااا.

- دي مش بتاعته، ده انا إشتريتها ليك وإنتا دوست عليها، قالت الأخيرة بصوت مخنوق لتبدء دموعها تنزل على وجنتيها واحدة تلوى الأخرى
نظر لها إياد بحزن على تلك الآلئ التي تنزل من مقلتيها
ثم قال بندم- اااأنا أسف يانور والله ماشفتها، خلاص ياستي أنا هجيبلك بوكية لا بوكية إيه أنا هجيبلك محل ورد بحاله بس ماتعيطيش...

حركة رأسها وهي تقول- لا دي مميزة جدا عندي وبعدين ده فال وحش أوي إذا كان وردة عملت فيها كده هتعمل فيا أنا إيه
فتح عينيه بذهول مضحك وهو يمسك دموعها بأناملة ببطئ ويقول: يابنتي أنا بقالي ساعة مبهدلك مافتحتيش بوئك جت عند الوردة ومرمطتي اللي جابوني عشانها
نور وهي تدفع يده عنها بزعل: أيوة لازم أعمل كده عشان دي كانت رمز حبي ليك وإنتا دمرته
إياد بندهاش وفرحة داخليه وهو يكرر ما سمع منها
- رمز حبك ليا ورد؟

نور بندفاع شرس فقد ظنت بأنه يستهزء بها- عندك إعتراض ياعديم الرومانسية
رفع حاجبيه بتفاجئ من شراستها التي أعجبته نوعا ما
ليبتسم بخبث وإقترب منها بسرعة وهو ينحنى عليها لتشهق بصدمة من رد فعله الغير متوقع لتجده يقول
- عجبني وعاجبني أوي كمان يانوري
نظرت إلى عينيه بعشق ولكن سرعان مادفعته دعنها ما إن انفتح الباب عليهم لتحمر خجلا وأخذت تنهض ما إن وجدت دكتور يونس يدخل عليهم.

- غريبة زيارتك دي يادكتور، قالها إياد وهو ينظر إلى يونس بعدما أعتدل بقامته ليقول الآخر وهو يقف أمامه
- لا مش غريبة وخصوصا لما أسمع إنك ضربت حد ااء
تدخلت نور بالحوار وهي تقف أمام إياد وتقول خوفا من أن يتم عقابه
- ده كان حد من معارفي بس حصل بينا سوء تفاهم ف إياد لما شافه فكر إنه بيدايقني ولا حاجة وضربه بوكس واحد بس. يعني رد فعل شهم منه مش أكتر.

نظر يونس إلى نور بضيق لأنه يعلم بأنها تكذب لكي تحميه فقط، نقل نظره إلى إياد الذي سحب تلك الثرثارة من أمامه و وضعها خلفه ليستغرب من هذه العلاقة الغريبة بينهم، فهي رمز الحنان والعطاء والآخر رمز القسوة والإندفاع بأفعاله...
يونس بتفكير: إنتا مش كنت هتمشي النهاردة
ليقول الاخر بتأيد: أيوة شوية كده وماشي انا مستني إمضتك على خروجي
- إعتبره حصل. قالها وكاد أن يخرج إلا إنه توقف ما إن قالت نور بتهنئة.

- اه صحيح مبروك يادكتور ع الخطوبة ومبروك كمان ع الفرح مقدما
- الله يبارك فيكي عقبالك، بس مقدما ليه؟ إنتى وإياد معزومين ع الفرح وهستنى مباركتكم وقتها...
نور ببتسامة بسيطة- ان شاء الله هنيجي
- ان شاء الله. قالها وهو يومئ لها بتفهم ثم أكمل بعملية، نور بعد ما إياد يمشي روحي على غرفة ااء
قاطعه وهو يقول معدما مسك يدها بتملك
- معلش نور أجازة النهاردة
نظر يونس إلى يديهم وهو يقول
- أجازة،؟

- بإعتبار ماسيكون يعني، قالها وهو يحتضن كتفها ويضمها إلى صدره ليقول الآخر بعدما تفحص هيئتهم
- ماشي، همشيها بمزاجي يا إياد باشا، سلام
ما إن خرج حتى نظرت له نور بترقب وهي تقول
- إنتا هتسيب المستشفى
- أيوة
- وأنا، اااء قصدي يعني اااء حمدلله على سلامتك
- الله يسلمك يانوري، يلا بقى تعالي وضبي معايا الشنط لغاية ما يجي أيمن ياخذنا ع الفيلا
نور بحزن لذهابه تحاول ان تخفيه
- وأنا هاجي معاك ليه.

- عشان ترتبيلي حياتي هناك زي ماعملتي هنا. قالها وهو يضرب رأسها برأسه لتبتسم بحزن
وبالفعل تم إكمال إجرآت خروج إياد من المستشفى بشكل رسمي بعد ما مر على مكوثه هنا مايقارب السنتين ولكن خروجه هذا الأن على عكس ماكان عليه
ما إن وضع أيمن الحقائب حتى نظر إياد على المبنى ثم نظر إلى نور الى يمسك يدها التي بدأت تشدد على يده كرسالة واضحة بانها معه وستدعمه دايما.

إنطلقت بهم السيارة تخرج من سور هذا المكان متوجهة نحو فيلا الهواري ليتم فتح صفحة جديد في حياة أبطالنا ولكن ماذا يخبئ لهم المستور
في مجموعة شركات الهواري
خرج من غرفة الإجتماعات بإرهاق شديد، رمى نفسه على الأريكة الجلدية ووضع ساعده على عينيه ما إن دخل إلى مكتبه وخلفه مساعدته الخاصة ميليسا التي كانت تقرأ له جدول أعماله بجدية لليوم التالى مما جعله يقول بإنزعاج.

- أصمتي حبا في الله، أشعر بأن رأسي سينفجر فلا تزيدي عليا الأمر سواء...
إلتزمت بالصمت ولكن لم تستطع السيطرة على عينها من ان تتفحصه بتمني شديد يالله كم هي معجبة به، إبتلعت لعابها وهي تفكر ماذا سيحدث لوووو؟ نزعت حذائها العالي وجلست على الارض أمامه بهدوء.

- ما رأيك أن أزيل تعبك هذا كله عنك، قالتها بفحيح ماكر عند رأسه لتتحرك يديها بلهفة على عضلات صدره و بحرية شديدة ثم إنتقلت إلى منكبيه ليبعد ساعده عن عينيه وأخذ ينظر لها بطريقة جعلتها ترتبك فعلى مايبدو قد فهم ماتريد ولكن أليس هذا ماتريده حقا شجعت نفسها لتميل عليه بجسدها بإغراء لتصبح ملتصقة به بجذعها العلوي تماما أخذت تمرر شفتيها على وجهه بعدم تصديق بأنها أخيرا اااء صمت عقلها ما إن وصلت إلى خاصته حتى أخذت تقبله برغبة شديدة ولما لا فهو حقا وسيم ويملك جسد رياضي تحلم به كل فتاة.

تأوهت بألم ما إن سحبها من شعرها وأبعدها عنه بعنف ليجدها تقول بلهاث وهي تحاول أن تسيطر على انفاسها المتسارعة
- ما رأيك أن نأخذ قسطا من الراحة معا صدقني لن تندم. قالتها وهي تنظر إلى باب الغرفة الصغيرة الموجودة في مكتبه التي تحتوي على سرير واحد ودولاب صغير.

- لا أريد، قالها ببرود وهو يدفعها عنه تماما و ينهض قبل أن يضعف أمامها. فهو بشر وهي قنبلة متفجرة بالأنوثة شبيهة بالعروسة الباربي بعينيها الزرقاء الواسعة وشعرها الأشقر الطويل وليس هذا فقط بل هي الأن تقدم نفسها له على طبق من ذهب...
ولكن ما ان استقام بطوله ليبتعد عنها حتى وجدها تتعلق بمقدمة قميصه وهي تقول بترجي ممزوج برغبة صريحة بعدما قبلت فكه بقبلة طووويلة
- لا تفعل هذا بي، أااارجوك...

- للمتعة فقط لا تحلمي بأكثر من هذا في المستقبل
هل اتفقنا، قالها وهو يسحبها نحوه لتومئ له بسرعة وهي تتعلق بعنقه وأخذت تقبله بطريقة حميمية جعلت نيرانه تتأجج أكثر وأكثر بها. ليذهب بها نحو غرفة الإستراحة
بعد وقت طويل خرج إلى مكتبه وهو يغلق قميصه ليقطب جبينه بإنزعاج ما إن وجدها تحتضنه من الخلف
ليبعد يديها عنه ببرود وهو يقول بعدما توجه على كرسيه الخاص
- ألم ننتهي، هيا إذهبي.

- كما تريد، قالتها وهي تمشي ببطئ نحو الأريكة وما ان جلست حتى تأوهة بصمت لتنظر له وهي تبعد شعرها الحريرى إلى الخلف وتقول بعتاب
- لم أكن أعرف إنك بكل هذا العنفوان
رفع نظره لها ثم عاد تركيزه نحو الملف الخاص بالإجتماع يراجعه وهو يتجاهلها تماما بكل غرور
إنحنت وأخذت ترتدي حذائها وهي تقول بمغزى وغيرة أنثى: من تكون سارة...
- ليس لكي شأن بهذا، قالها وهو على وضعيته الهادئة.

ميليسا بضيق ممزوج بفضول: كيف، وأنت ناديتني بأسمها اكثر من مرة ونحن معا أتعلم ما معنى هذا، هااا، هذا يعني بأنها تهمك جدا واااء
قاطعها بغموض وهو يأشر لها بسبابته بأن تأتي له بعدما اغلق الملف الذي امامه وهو يقول
- تعالي...
إرتعدت أوصالها من نظراته التي أظلمت بشدة ولكن ما باليد حيلة ذهبت نحوه بخطوات متمايلة ليجدها تجلس على ساقيه وتقبل وجنته بمياعة.

ليرفع الآخر حاجبه بسخرية على فعلتها هذه وأخذ يمرر يده على شعرها بهدوء وفجأة سحبها منه بقوة إلى الأسفل ليرتفع وجهها نحوه وهو يقول بتحذير خطير
- ماذا قلتي، أريد سماعه مرة أخرى...
وضعت يدها على يده بألم وهي تقول بتهرب
- لم أقل شئ...
بعد ثوانى ترك شعرها وأخذ يربت عليه وهو يقول بإطراء باطنه تحذير فهمته هي: جيد، والأن هيا اغربي عن وجهي...

زفر بضيق شديد لايعرف سببه ما إن فرت منه إلى الخارج بسرعة، أرجع رأسه إلى الخلف وهو يغمض عينه ولكن سرعان ما تحولت ملامحه الى الإنزعاج ما إن إرتفع رنين هاتفه...
مال إلى الأمام ليسند جسده على سطح المكتب وهو يسحب هاتفه ليجد المتصل تلك التي هي السبب الرئيسي لصداعه، اخذ ينظر إلى إسمها الذي ينير الشاشة وهو يتكلم بشرود وعتاب نفسي.

- بتتصلي بيا ليه، اخرتي معاكى إيه، دخلتي حياتي ليه، لا أنا قادر أنضف عشانك ولا قادر أوسخك معايا...
إنقطع الإتصال ليعم السكون على المكان وماهي سوا ثواني حتى هم بالاتصال بها بلهفة وما إن إنفتح الخط حتى قال
- اسمعيني كويس، أنا لأول مرة في حياتي بحس إني أناني بجد بس صدقيني، مش بإيدي...
سارة بعدم فهم لما يقول- مش فاهمة يا أيمن قصدك إيه.

أيمن بجدية: قصدي إني مش هسيبك لو مهما حصل خلاص دخلتي عريني من ساعة ما وقعتي نفسك في حضني في المستشفى فاكرة...
إديتك بعدها فرصة تهربي مني بس لما طلبتك وافقتي ترجعيلي يبقى أنا عملت اللي عليا ومافيش ولا فرصة ليكي عشان تتراجعي خلاص الوقت فات.

سارة بعدما سمعته أخذت تصطنع البكاء والصراخ وهي تقول: شكلي كده والله اعلم اني إتورطت فيك، يخربيت حظك الهباب ياااا سارة يابنت أم سارة ماكنش يومك، ده أنا فضلت سنين أتريق على نور إنها مع واحد مجنون، أقوم أنا أقع مع صاحبه اللي باين عليه ان هو أنقح منه. تصدق بالله أنا حجزالك أوضته ماهي فضيت
رفع أحد حاجبيه بشدة وهو يقول بجمود
- إيه، مش عجبك كلامي
سارة بتفكير: مممم هو لو مش عجبني هيبقى في إختيارات.

ايمن بجدية تامة: لا
أخذت تبكي مرة أخرى بتصنع وهي تقول
- فينك يانور تعالي خديني جنبك ياحبيبتي، اااه ياني ياما...
إبتسم رغما عنه على طريقتها ثم قال بإشتياق
- ماعلينا ياقلبي، جهزي نفسك ساعة كده وهاجي أخدك ونتعشى سوا
سارة بتوضيح- ماشي، بس أنا مش في البيت
- أومال فين!، قالها بإستفسار وهو ينهض عن كرسيه
ليجدها تقول ببساطة: فى قهوة المصريين.

- فين،! مسافة السكة وهكون عندك، قالها وهو يقفل الخط وهو يكاد أن ينفجر من الغضب فهي الآن بالمقهى وبالتأكيد ذلك الساذج يحوم حولها
أما سارة أخذت تنظر إلى هاتفها بإستغراب ولكن إبتسامة نبتت بالتدريج على ثغرها وهي تتذكر كيف أصر عليها ومحى أي إحتمال بأن يحررها منه...
أخذت تضرب هاتفها بخفة على باطن يدها وهي تقول بتنهيدة عشق- يلا بسرعة تعالى ده إنتا واحشني أووووي...

أخذت تراقب باب المقهى بين الحينة والأخرى وهي تساعد العمال بالطلبات من باب المساعدة ولكنها توقفت ما إن وجدته ينزل من سيارته لتخرج له بسرعة ودون أي تردد رمت نفسها بأحضانه من شدة شوقها له، ليحاوطها وهو يدفن رأسه في شعرها واخذ يستنشقها براحة وهو يقول بهمس- وحشتيني
- وإنتا كمان، قالتها بشوق حقيقي ولكنها قطبت جبينها ورفعت وجهها له ما إن إستنشقت عطر نسائي بقميصه. لتقول بتساؤل غاضب وهي تبتعد عنه.

- هو إنتا حضنت ست غيري النهاردة ولا إيه، ده إحنا مابقلناش مع بعض 24 ساعة، هو انت لحقت تبص لوحدة تانية
- حضنت؟ قالها بإستغراب غامض وتوتر خفي من كلامها وهو يمسكها من رسغها يمنعها من الإبتعاد أكثر
لتنظر له سارة وأدمعت عينيها وهي تقول بغيرة
- أيوةحضنت غيري ياسي أيمن وأوعى تنكر ماهو ده التفسير الوحيد إن يبقى في بيرفيوم حريمى على هدومك.

نطق أيمن بتريث وهدوء: ياصرصورة النهاردة مضينا عقد جديد فالشركة وسلمت على العميلة عادي يعني
- وبتقولها في وشي، ولاطبعا مش عادي أبدا، قالتها وهي تعقد ساعديها بزعل لطيف ليحتضنها على وضعها هذا وهو يقول: عايزاني اكدب يعني ياصرصورتي
وبعدين ماهو ده اللي حصل فعلا
زمت شفتيها بتفكير ثم قالت بنفي ممزوج بحزن
- لاء متكدبش، بس ماتحضنش حد غيري، ممكن.

- ممكن، قالها بحب وهو يقبل جسر أنفها لتبتسم بإتساع له ثم قالت بهزار: طيب تعالى ندخل بقى قبل ما الحب يولع في الدرة ومانلاقيش مطافي هنا
سحبها نحوه أكثر وهو يقول: لا إنتى اللي هتيجي معايا، بس قوليلي قبلها إنتى هنا من إمتى
سارة بعفوية: يوووه من الصبح، والزفتة نور لما بتشوف إياد بتنساني
أيمن بإستفسار وغيرة- وأكيد طارق كان لازق فيكي طول اليوم.

نفت سارة كلامه بإستغراب: ولا شفته أصلا، وبعدين إنتا حطه في دماغك ليه
- مين ده اللي أحطه في دماغي، يلا يا سارة إركبي أحسلك، قال حطه في دماغي قال، قالها الاخيرة بستنكار مغرور وهو يفتح لها الباب لتصعد ليجدها تنظر له بإستفهام وهي تقول
- طيب، هتاخذني على فين
إقترب منها بشدة وهو يقول بخفوت
- هيفرق معاكي المكان
حركت رأسها بنفى وهي تقول بدلال
- تؤتؤ، إنتا بس اللي بتفرق معايا.

- أيوة كده هو ده الكلام، قالها وهو يدفعها إلى داخل السيارة ثم إنطلق بها، مر عليهم الوقت بين مشاكسة سارة التي لاتنتهي والتي أسرت قلب أيمن بها
نظرت له بحب وهي تقول بعدما أصر أن يوصلها إلى باب شقتها بنفسه: تصبح على خير
إلتفتت لتدخل ولكنه منعها ما ان سحبها نحوه مرة أخرى نحوه وهو يقول بعشق
- على فين. أنا لسه ماشبعتش منك.

ضحكت سارة بصوت عالي على مشاكسته التي تدغدغ ثنايا قلبها لتهمس له برقة: خلاص بقى. لازم تمشي ده الوقت إتأخر أوي...
إقترب منها أيمن بعبث وهو يقول
- وأهون عليكى
أبعدته عنها وهي تفتح عينها له بتحذير
- أه تهون و ماتهونش ليه، يلااا تصبح على خير وبلاش شقاوة عيب كده
وضع أنفه على مقدمة رأسها وإستنشق عطرها بقوة وما إن إبتعد عنها حتى قال: وإنتى من أهل الخير
دخلت إلى شقتها بعدما وجدته يبعث لها قبلة بالهواء.

حقا لاتصدق ماعاشته، اليوم رأت جانب آخر ل أيمن لم تراه من قبل دائما ماتراه بارد غامض مغرور ولكن اليوم كان معها محب عاشق حنون مشاكس شقي...
- هييييييح بحبك يا أيمن بحبك
(بحبك! البنت ياجماعة إتسهوكت من حنيته عليها وتغيره معاها، طب ياحبيبتي ربنا يجيرك ويجيرنا من المستخبي قولوا، ااااامين ).

- إيه يابنتي حرام عليكى إيدك هتدوب منك من كتر ماغسلتيها، قالتها نادية وهي تقف على باب الحمام وهي تنظر بإستنكار إلى ريهام التي كانت تغرق يدها بسائل الصابون بمحاولة يائسة منها أن تخرج ذلك الخاتم اللعين من وجهة نظرها...
شطفت يدها بالماء بغيظ وهي تقول
- ده إنتا خاتم رذل زي صاحبك.

- بس ذوقه حلو وأكيد الفستان اللي اختاره ليكي بنفسه هيكون تحفة زي الخاتم، ما إن قالتها نادية بإستفزاز حتى إلتفتت لها ريهام بإختناق ولكن قبل أن تتكلم حتى إلتفت نادية وأعطتها ظهرها وخرجت لتلحق بها الأخرى ما إن أكملت، تعالي شوفيه
ريهام بتساؤل- أشوف إيه،؟
نادية وهي تجلس- شوفي يونس بعتلك إيه، شكله كده جواها فستان الفرح.

- فرح إيه بس، قالتها وهي تنظر إلى العلبة الضخمة لتقترب منها وتفتحها بفضول لتتفاجئ بفستان زفاف فخم وكبير منفوش...
جلست على الأريكة ووضعت رأسها بين يديها بهم يكاد أن يقتلها بعدما رمت الفستان على الأرض
لتدمع عين نادية وهي ترى حالتها هذه أخذت تقترب منها وإحضنتها بحنان يكفي العالم وأخذت تملس على شعرها وتقول- لو عايزة تعيطي ياحبيبتي عيطي ياقلبي
ريهام بقوة- لاء ياعمتو وقت العياط فات.

نادية بمناهدة وتعب- يابنتي كفاية تعاندي نفسك سيبي قلبك يتنفس بقى وإفرحي، إفرحي ياريهام إفرحي.
دي أحلى أيام عمرك وإنسي اللي فات، أنا مكنتش أعرف إنك قاسية كده وقلبك ممكن يشيل على حد للدرجاتي وخصوصا على حب حياتك...
ريهام بقهر- قاسية؟ ليكي حق تقولي كده ما إنتى متعرفيش عمل فيا إيه، ولا أنا عشت ولا شفت إيه بسببه
لتقول نادية بمحاولة أن تجعلها تلين.

- لا عارفة إنه إتراهن عليكي مع صاحبه وادإنك شفتيه مصاحب غيرك. بس هو ندم أوي وإعتذرلك كتير ده حتى جالك وإعترفلك بأنه كان متراهن عليكي عارفة ده معناه إيه...
ده معناه إنه حس بقيمتك وجه إعترفلك بذنبه عشان يوصلك قد إيه هو بيحبك مش عشان تبعدي وتسبيه، وبعدين زي مابيقولو الليى إعترف بذنبه لا ذنب له ولااا إيه
ريهام بوجع كبير.

- ولا ايه!، ااااخ ياندوش ااااخ بالله عليك أسكتي ده أنا إنكسرت منه كسرة مهما حكيت ولا شرحت مش هعرف أوصلك إحساسي وقتها...
- بس يابنتي دي مرت سنين ع الكلام ده، ما إن قالتها نادية حتى وجدتها تقول بغصة
- بس لسه بتوجعني
نادية بتفكير
- طب سبيه هو اللي يعالجك زي ماجرحك
ريهام بتوضيح لما تعيشه مع الآخر
- ماهو يونس مش بيعالج ده بيزيد الجرح جرح وبيرش عليه ملح كمان...
نادية بتوضيح.

- بصي ياريهام أنا اللي فهمته دلوقتي إن اللي حصل أكبر بكتير من اللي أعرفه عنكم، وأديكي شايفة ابن الهلالي بتاعك منشف دماغه عليكى إزاي وبرغم كل عيوبه إلا إن أنا وإنتى متأكدين إنك شئ كبير عنده...
فعشان كده سيبي نفسك ليه، صدقيني مش هيضيعك من إيده المرادي هو شكله إتعلم الدرس غالي أوي وإنتى كمان بتحبيه ليه العناد بقى.

كادت أن تتكلم ولكنها أكملت بقوة، أوعى تكدبي عليا ده إنتى بتموتي فيه وأكبر دليل إنك لسه بتتهربي منه
وبتتوتر عنيكي غصب عنك لما تشوفيه قدامك
أنا قولتهالك وهقولهالك تاني وتالت. إنتى كبرتي ياريري ومبقتيش صغيرة. فوقي لنفسك وعيشي حياتك مع اللي قلبك اختاره دي السنين بقت بتجري وسنة بتجر سنة. بدل مايروحو كده عيشيهم في بيتك في حضن جوزك إيه مش نفسك تخلفي و تبقى أم.

- ربنا يسهل، عن إذنك، قالتها بشرود وهي تنهض وتذهب إلى غرفتها وما إن اغلقت الباب حتى سحبت نادية هاتفها الذي كان الخط مفتوح مع يونس لتقول
- ها يادكتور أظن إني عملت اللي عليا وزيادة كمان
يونس بإمتنان- مش عارف أشكرك إزاي ياندوش والله
نادية بطيبة قلب.

- عايزاك تحطها في عنيك بس مش أكتر، بس انت مخبي عليا حاجات كتير، لأن اللي فهمته من كلام ريهام إن الموضوع مش حكاية رهان ولا إنك مصاحب غيرها، إنتا مهبب إيه مع بنتي ياصاااايع
- الله الله إنتى هتقلبي عليا ولا إيه، قالها يونس بصدمة من تغيرها معه ليجدها تقول بقوة لا تقل عن إبنة أخيها.

- لاااا ياحبيبي أنا طول عمري مع ريهام بس بقف معاك وبساعدك عشان ماتزودش بعنادها معاك، بس شكلك كده مهبب حاجة تقيلة أوي ما تتغفرش، انطق احسلك واعترف
- اااء الو اااء الو، إيه ده الشبكة وقعت ولا إيه الووو
صرخ بالأخيرة وقطع الخط، لتنظر نادية إلى هاتفها بغيظ وهي تقول: إهرب إهرب يا إبن الموكوسة يااااارب تتكعبل وإنتا بتجري وتتكسر رجلك عشان تعرف تخبي عليا تاني.

(هههههههه عسل والله ياندوش الست دي انا بحبها أوي )
عند ريهام كانت تستلقي على فراشها و تحتضن قطها الأليف تيتو وهي ماتزال شاردة بكلام نادية الذي بدء يؤثر عليها، تأففت ما إن رتفع رنين هاتفها والذي لم يكن سوا يونس
- نعم، قالتها بصوت يملئ الغضب ليبادرها بكل هدوء
- حبيبتي عاملة إيه
ريهام بقرف مصطنع
- مالكش فيه عاملة إيه، إنتا متصل عايز إيه
يونس بإستفزاز- في واحدة تكلم جوزها بالطريقة دي...

- جوز شباشب، قالتها ببرود ليصرخ بها بغضب أسود
- ريهااااام
ريهام بنفس برودها ولا مبالاتها
- يا نعم، كلمتني ليه
أخذ يمرر يده على وجهه بإختناق من طريقتها وأسلوبها معه ليقول بهدوء مصطنع: كلمتك عايز أعرف وصلك الفستان. شفتيه. عجبك ااء
ريهام بكذب- بيئة زي صاحبه.

يونس بقصف جبهة- صاحبه البيئة اللي بتتكلمي عنه ده هو اللي اختارك، صمت قليلا ثم تنهد بصوت مسموع وهو يكمل، على العموم شوفي الفستان لو حبيتي تعدلي عليه حاجة...
كادت أن تنفجر بوجهه وترفض أي شئ منه ولكن سرعان ما إبتسمت بعبث وهي تقول
- اه عندي تعديل. بس ع الفستان كله أصل ذوقك معجبنيش وبعدين إيه اللون الأبيض ده، ييييع
يونس بإستغراب مضحك
- إيه يع دي! فستان فرح عايزاه يكون لونه إيه ياريهام غير ابيض، أسود مثلا.

إبتسمت بإنتصار فهذ ما كانت تريده حقا لتقول بأعجاب: أسود، اااالله، تصدق فكرة حلوة دي كانت تايهة مني بصراحة
يونس وهو يكرر كلامها بهدوء وإستفهام
- إيه هو اللي تايه منك اااء، فتح عينيه بذهول ما ان فهم ماتريد فعله، أووووعي اللي خطر في بالي تعمليه
ريهام بدلع يرفع الضغط: ليه لاء يابيبي ما إنتا عارف إني بحب التميز قد إيه ودي فرصتي وجتني وأنا مش هفرط فيها
يونس بتهكم.

- دلوقتي بقيت بيبي، وبعدين تميز إيه وزفت إيه اللي عايزة تبينيه بإنك تلبسي فستان فرح إسود...
إاااسووود ياريهام هي حصلت
ليجدها تقول بدلع مقصود- ومالو الإسود ده سيد الألوان وأنا بحب، يلا سلام بقى أما أروح أشوف الموديلات إيه، أنا تحمست للفكرة دي أوي، باااي
- ألووووو ريهاااام، صرخ بها ثم رمى هاتفه على السرير بغضب وهو على يقين بأنها لاتمزح وستفعلها حقا وسترتدي فستان زفاف أسود...

اااه يابنت اللذينا عايزة تحرق دمي بحركتها دي، بس على مين، والله لو عملتها ما انا عاتقها، عشان تبقى واحدة بواحدة، وتعرف إن الله حق.
ويا انا ياانتى يابنت الصعيدي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة