قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السادس عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السادس عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السادس عشر

في وقت متأخر جدا يتعدى الواحدة بعد منتصف الليل في مكان عالي مظلم يطل على جزء كبير من المدينة، أوقف سيارته وهو يجز على أسنانه بغيظ من أفعالها المجنونة ليرتفع صوت ضحكاتها العالي مرة أخرى وهيا ترى غيظه هذا والذي إزداد عن ما كان عليه مما جعله يفتح الباب وينزل ويغلق خلفه بعنف.

لتصمت بسرعة وهي تضع يدها على فمها كالأطفال المشاغبة، ضغطت على زر معين ليبدء سقف السيارة بالتحرك إلى الخلف لتتحول من سيارة مغلقة إلى ذات سقف مكشوف لتنهض وتقف بطولها على المقعد وسندت ساعديها على الإطار الأمامي وأخذت تمط شفتيها بتفكير ثم قالت بغيرة
- كل ده عشان إيه،؟
التفت لها أيمن وهو على نفس غيظه
- إسألي نفسك السؤال ده، كل ده عشان إيه؟ هاا؟ إيه؟
نظرت له ببراءة وقالت بتلقائية
- عشان بغير على حبيبي.

وأظن ده من حقي
ذهب نحوها وفتح الباب ومسكها من يدها وأنزلها وهو يقول بإنزعاج
- تقومي تحطيلها رجلك وتوقعيها...
سحبت سارة يدها بعنف منه وأخذت تقول بغيرة: تستاااهل، وبعدين بتدافع عنها ليه ولا كان عاجبك إنها بتتمايع على حضرتك، قول قول ماتتكسفش ده إذا كنت تعرف طريق الكسوف منين أصلا
أيمن بضجر
- يوووه ياسارة أموت واعرف بتغيري من إيه، ما أنا معاكى أهو عايزة إيه تاني ولا هو دلع وخلاص.

عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بجدية
- وإفرض إني زي مابتقول بدلع عليك، ده يدايقك في إيه، مممم بص يا أيمن هقولهالك على بلاطة اااأنا عايزة أحس إنك ليا، زي ما أنا ليك، عايزة أاااحس بالأمان معاك
قاطعها بصوت عالي موجوع
- وأنا مش هقدر أوفر ليكى
اللي إنتى عايزاه
- ليه،؟ قالتها بصوت يوازي صوته لينظر إلى عينها ونطق لسانه بضياع
- سارة إفهميني، فاقد الشئ لا يعطيه، أنا عمري ماحسيت بالأمان عشان أعرف أديهولك.

سارة برفض وإصرار
- لا، غلط. فاقد الشئ بيعطيه...
عشان هو أكتر واحد عارف يعني إيه لما تعيش من غيره، وبصراحة كويس أوي إن الموضوع ده إتفتح...
نظر لها بنظرة طويلة ثم قال بترقب
- إنتى عايزة توصلي لإيه
سارة بصدق.

- ليك، عايزة أوصلك، هوا إنتا بعيد كده ليه، ليه حاسة إن وصولي ليك شبه مستحيل، هو آه صحيح إنك معايا أغلب الوقت بس بعيد، بعيد أوي أوي، أنا عايزة ده، قالتها وهي تضع يدها على قلبه الذي إنتفض من لمستها ثم أكملت بتأكيد، عايزة قلبك كله مش هرضى إنك تديني حتة صغيرة منه، مش هرضى.

سامعني، مش هرضى، مستعدة إني أعيشلك أيامي كلها، تبقى إنتا فرحتي حتى لو كان فيها مر المهم أكون جزء منك، جزء من حقيقتي، أيوة إنتا حقيقتي أنا متستغربش، حقيقتي اللي ماصدقت لقيتها و اللي نفسي أوي أعيشها بتفاصيلها. بس ماعنديش إستعداد حد يشاركني فيها ولو بنظرة ده اللي مش هقبله أبدا.

صمتت لثواني ما إن رأت في عينيه الوجع والغموض وظلام ليس له آخر حاولت أن تقرأه ولكنها لم تفهم، لهذا سحبت نفس عميق ثم إقتربت منه ومسكت يده وهي تقول
- كنت مجرد إعجاب مش عارفة ازاي وإمتا حبيتك بجد، لا أنا خلاص دوبت في حبك لدرجة بقيت أحس بالعجز على تصرفاتي وأنا معاك، بقيت أفقد سيطرتي على نفسي وضعفت وبضعف وعارفة إني هضعف قدامك بس أكيد مش هقبل إنك تكسرني
أيمن بنفي متملك.

- لا عاش ولا كان اللي يكسر حاجة ملكي، نظرت سارة بقلق لاتعرف مصدره من تملكه لها لتداريه بثقة وهي تقول
- لا حد قدر يعملها ولاحد يقدر يعملها بس أنا حاسة إنها حتكون على إيدك ولو إحساسي طلع صح يبقى كتبت نهاية حكايتنا بإيدك و وقتها ماتلومش إلا نفسك
نظر لها بغموض مخيف ثم قال ببرود مصطنع.

- إبعدي عني سارة انا لابتاع حب ولا جواز، فااااكرة لما قولتلك كده في المستشفى، كنت وقتها خايف عليكى وخايف من نفسي، والحتة الصغيرة اللي إنتى إحتلتيها من قلبي متعرفيش أنا حاربت نفسي قد إيه عشان أفتحهالك، الحتة الصغيرة دي اللي مش عجباكي قلبتي كياني بيها...
أنا أسوء مما تتخيلي.
حياتي تنطبق عليها جملة وما خفى كان أعظم، وهبقى أسوء بكتير لو فكرتي تبعدي.

حتى لو كانت كسرتك على إيدي زي ما بتقولي ده مش هيديكي الحق إنك تمشي، مش هسمحلك بده، أنا إديتك فرصة إنك تبعدي بس مابعدتيش ولما قولتلك أرجعيلي رجعتي يبقا خلاص فرصة خلاصك مني بقت صفر، وآه غيرتك دي قلليها عشان هتتعبي بيها معايا
أخذت تدفعه من صدره بين كلمة وأخرى وهي تقول بغصب أسود
- لابجد، عايزني، أستحمل أشوفك مع غيري وأسكت
- أيوااااااااا، قالها وهو يقبض على معصميها بعنف.

لتصرخ بوجهه بعنف أكبر: تبقى بتحلم لو فكرت بكده
نظر إلى نظراتها المتحدية له بقوة ليتشنج فكه وهو
يصك على أسنانه لدرجة برزت عروق عنقه بغضب لتتقبل هي كل هذا ببرود مستفز له
ليقول بإنفعال وصوت صارم وهو يرفعها نحوه
- أيوة تسكتي لما تشوفيني مع واحدة وأما نبقى لوحدنا تيجي تكلميني وتفهمي الموضوع كله مني مش تسيبي غيرتك تتحكم فيكي، وبعدين اللي يسمعك منفعلة كده يقول إنك قفشتيني مع واحدة ع السرير عشان تعملي كل ده.

أخذت تضحك من كل قلبها عليه وما إن تهدء حتى تعود للضحك مرة أخرى بشكل أقوى مما جعله يمسكها من عضدها وأخذ يقول بضيق من إستفزازها هذا الذي زعزع بروده
- ممكن أعرف بتضحكي على إيه،؟
هدأت ضحكاتها بل إختفت تماما ليحل محلها الجدية التامة لتقول بهدوء
- بضحك على كلامك
أيمن بصدمة من وقاحتها
- نعممم...

- ماهو ده رد فعل طبيعي على كلامك قال قفشتيني قال وهو حضرتك ده لوووو حصل يعني وقفشتك مع واحدة هسيبك كده، واقف قدامي بطولك كده...
- هتعملي إيه يعني، قالها أيمن بترقب شديد لرد فعلها مما جعلها تبتسم بتصنع وأخذت تمرر يدها على قميصه وماهي سوى ثانية واحد ومسكته من ياقته ورفعت ركبتها وضربته بكل قوتها على منطقة تحت الحزام وهي تقول بغيظ
- هعمل كده.
إنحنى بجذعه الأعلى بألم بمفرط وإحمر وجهه ليجدها تقول بتشفي.

- عشانننننن تعرف بس إن الموت علينا حق...
هههههه وإبقى سلملي ع الشهداء اللي معاك
إعتدل بجسده ونظر لها بوجع حاول أن يخفيه عن ملامحه وهو يقول بغضب
- إنتى قد اللي عملتيه ده...
كانت تذهب نحو سيارته وما إن سمعته حتى إلتفتت له بإبتسامة شقية وهي تقول: تؤ، مش قده، أنا أكبر منه.

فتحت الباب الخلفي وأخرجت بنطال جينز قصير يصل الى أسفل ركبتها مع قميص سمائي ورمتهم على الباب ثم إلتفتت وأعطته ظهرها وهي تضع شعرها علة احدى كتفيها لتبدء بفتح فستانها ببطئ متعمدة حرق أعصاب الذي يراقبها الذي ظهر عليه التوتر بشده ما إن سقط الفستان أسفل قدميها لتلتفت له وهي تقول بدلع
- تصدق الجوا حر أوي...
أخذت قدميه تتقدم نحوها كالفهد الذي يتربص فريسته.

واخذ يتفحص كل إنش منها من ساقيها المرمرية ذات البشرية الثلجية الناعمة وصولا للشورت المطاط الأسود
إنحبست أنفاسه عند خصرها العاري المنحوت بدقة مع توب قصير أسود أيضا دون حمالات، إبتسمت بثقة وهي ترى نظره الذي لايزحزحه عنها لترتدي بنطالها الجينز وما إن انتهت حتى شهقت ما إن سحبها من مقدمة البنطال لتنضرب بصدره.

حاوط خصرها بيده اليسرى و ووضع يده اليمنى خلف عنقها لينظر إلى عمق روحها من خلال حدقتيها لينطق بتخدير وحب بدء يتغلل بأعماقه رغما عنه وكأنه بدء يفقد السيطرة على ردود أفعاله معها ما إن قال بهمس
- تتجوزيني،!
- لاء، قالتها دون تردد وجدية مما جعله ينظر لها بذهول فهي لم تفكر حتى، قطب جبينه بضيق من ردها السريع هذا الذي لم يتوقعه، حررها من بين يده ببطئ
ثم عاد الى الوراء بخطوة وقال بجمود
- ممكن أعرف لاء ليه.

رفعت حاجبها وهي تقول
- و ليه آه
إبتسم أيمن بعدم تصديق وقال
- لأنك ببساطة بتحبيني
لتقول سارة بجدية وعن قناعة تامة
- وإيه دخل الجواز بالحب، أنا احبك آه بس أتجوزك بوضعك ده لاء وألف لاء كمان، أنامعرفش حاجة عنك وعن حياتك الغامضة، أنا قولتهالك إني مستعدة أعيش أيامي ليك بس لما أحس إني بقيت كل حياتك زي ما انتا كل حياتي...

- وإزاي بقا هتحسي إنك بقيتي كل حياتي، قالها بسخرية ليجدها تضع يدها على وجنته وهي تقول بتمنى نابع من أعماق روحها المشغوفة به
- لما تجيلي وإنتا فتحلي قلبك كله، لما تبقى ليا انا بس لما تجي تحكيلي عن نفسك زي ما أنا حكيت لك عن نفسي بالتفصيل، بس سيبك من ده كله إنتا بقى هتقدر تكشفلي عالمك بكل عيوبه قبل مميزاته
. هاا، تقدر ولا لاء
صمت عم على المكان ليقول بتهرب بعد مدة لايستهان بها: دلوقتي لاء.

سارة بإبتسامة ألم مبطنة: حلو، يبقى لما تقدر تعالالي. ويلا دلوقتي رجعني على ميلانو عشان بكرة عندي شغل
أيمن بمحاولة أن يمحي فكرتها هذه
- نرجع فين إحنا لسة ماشفناش البندقية وااا...
قاطعته بإبتسامة قهر
- البندقية. مدينة العشاق. طب أتعلم الحب على أصوله بعدين فكر تدخل، مدينة العشاق،!

قالت الأخيرة بحزن داخلي ولامبالاة ظاهرية لترتدي قميصها ثم صعدت السيارة وجلست على مقعدها بهدوء ليصعد هو أيضا بهدوء بعدما تمعن بها لمدة دقيقة كاملة
ضغط على زر ليعود سقف السيارة بالإنغلاق ثم إنطلق بها ليعود أدراجه، كان الصمت هو سيد الموقف طوال الطريق وكأنه تم الإكتفاء بما قالوه...
أشرقت شمس الصباح بعد ظلمات الليل الدامس...

كانت تنام داخل أحضانه بعمق وراحة لم تتوقع بأنها ستحظى بها يوما ما، قطبت جبينها وأخذت تحرك وجهها بإنزعاج ما إن شعرت بقبلات دافئة تتوزع على ملامحها لتقول بنعاس وكسل
- كفاية بقا ياعمتو
عض وجنتها وهو يقول بمشاكسة
- هي ندوش بتصحيكي كده...
فتحت عينيها وهي تمسح وجنتها بألم ولكن ما إن وجدته قريبا بهذا الشكل حتى إحمرت وجنتيها بخجل لترتجف بعنف ما إن قبلها قبلة طويلة على سطح شفتيها، ثم قال بهيام
- صباح الفل يافل.

ريهام بخجل
- صباح النور
سند جبهته على خاصتها وهو يعتليها ويقول
- ده إنتى النور كله، يا ريهامي
- همممم، همهمت بها بتخدير ليقول الآخربخبث
- هي حصلت ل همممم طب أنا جعان، عايز أفطر
فهمت مقصده لتقول بدلال وهي ترفرف بأهدابها
- هو حد حايشك
يونس بتفكير وحذر
- مممممممم أعتبر ده كارت أخضر
لتنظر له بمكر وتقول
- إنتا شايف إيه
فهم عليها ليبتعد عنها قليلا وقال بغيظ.

- أنا شايف إني هاخد حتة قفا إنما إيه عنب زي إمبارح لو مشيت وراكى تاني
ضحكت برقة ليقترب منها ويقبل جبينها وهو يسحب نفس عميق من عطر بشرتها ثم دفن وجهه بعنقها وكأنه يبحث عن حنانها
- أنا كمان جعانة، همست بها بطفولة لينفجر عليها بالضحك وهو يقول
- جعانة جعانة ولاجعانة زيى
ريهام بإبتسامة حب وهي تداعب ذقنه الكثيفه
بدلال
- لاء جعانة بجد، وعايزة أفطر من إيدك
- بس كده، عنيا ليكى، قالها وهو يقبل جفنيها بهدوء.

ثم نهض وسحبها معه لتقف أمامه وبيده أخذ يعدل خصلاتها الثائرة من أثر النوم وهو يكمل بعبث، هعملك أحلى فطار بس قبلها لازم تدفعي الحساب
نظرت له بإستفهام وقبل أن تفهم كان قد خطف من ثغرها قبلة عميقة جياشة جعلتها تتمسك بأكتافه وكأنها تريد أن تستمد القوة منه، بعد دقايق طويلة إبتعد عنها وهو يقول بمشاكسة ما إن رأى توهانها
- صباحي مارشميلو...
أبعدت يديه بضيق مصطنع وهي تقول
- قصدك صباحك قلة أدب
يونس بسفالة.

- وهو في أحلى منه، بس هيا كلها مسألة وقت وهعلمهولك
ريهام بجهل
- هتعلمني إيه
ضحك عليها من قلبه وقال
- هههههه قلة الأدب ياقلبي هعلمك قلة الأدب، ده أنا واخد فيها دكتوراة
ريهام بغيظ
- سافل
يونس بتأكيد
- أووووي، بس بلااااش تستفزيني وتخليني أوريكي السفالة اللي على حق، هاا، قال الأخيرة وهو يمسك ذقنها ويحركه بمشاكسة لتضرب يده وهي تقول
- بطل بقى
يونس بطاعة غريبة.

- حاضر ياقلبي إنتى تؤمري هبطل، يلا بقى ناخد دوش ع السريع كده عشان نلحق ننزل نفطر، قالها وهو يسحبها معه نحو الحمام
توقفت عن السير معه مما جعله ينظر لها بإستفهام مصطنع
- في إيه
نظرت له ريهام بذهول من تصرفاته
- إنتا اللي في إيه، دوش إيه اللي ناخذه سوا ياقليل الرباية
يونس ببراءة لا تمد بصلة لأفعاله
- الحق عليا يعني إني عايز أختصر الوقت ياقمر إنتا
ريهام بغضب أنثى.

- براا يايونس، بلاش قلة أدبك تطلع دلوقتي، صمتت ما إن رأته يريد أن يقبلها إلا إنها رجعت إلى الخلف وهي تؤشر نحو باب الغرفة بسبابتها، براااااااا
- طيب ماتزقيش طالع أهو، بنت فقرية مش وش نعمة ولية نكدية بصحيح
قالها بغيظ مضحك وصوت خافت سمعته هي لتقول بتهديد
- بتقول حاجة ياحبيبي، سمعني
نظر لها بإبتسامة صفراء
- بقول ربنا يخليكي ليا. ده إيه الهنا اللي أنا فيه ده
ريهام بغرور
- آه بحسب، طب يلا إتكل.

نظر لها بصدمة مضحكة وهو يؤشر على صدره
- أنا أتكل؟ وما ان أومئت له بنعم حتى تنهد بضيق وخرج وهو يقول، ماشي...
ريهام بمياعة بعدما خرج: يونسسسسسس
وجدته يدخل بسرعة ويقترب نحوها وأخذ يقبل يديها بحرارة وهو يقول
- ياقلب يونس وعقله وعمره كله كنت عارف إني مش ههون عليكى
رفعت حاجبيها وهي تؤشر خلفه وتقول بإبتسامة بسيطة
- الباب
- إيه، قالها بعدم فهم لتقول الأخرى بتوضيح قاتل له
- أنا نديتك عشان تقفل الباب وراك.

يونس بغيظ شديد
- نعممم الباب
أومأت له وهي تقول
- أيوة تقفله وراك
إقترب منها بطريقة مضحكة
- ده انا هخلعه وهرزعك بيه على دماغك
- ريلاكس بيبي ريلاكس، العصبية مش كويسة علشانك، قالتها ريهام ببرود مستفز مما جعل يونس يشيط من الغيظ ويقول
- ملكيش دعوة أنا حر، أولع في نفسي أضرب نفسي طلقة أنا حر...
ريهام بهدوء مصطنع وهي تراه يذهب نحو الباب
- تؤتؤ طريقتك مش بروفيشنال خالص شكلي كده إنغشيت فيك.

إلتفت لها وهو يعض على شفته بقوة مما جعلها تقفز بمكانها برعب ثم ركضت نحو الحمام وأغلقته عليها
وهي تقول
- إلحقيني ياعمتو ده بيتحول
تنهد بحب وهو ينظر إلى الباب الذي إختفت خلفه وهو يقول
- بموت في جنانك يابنت الإيه
مرت أكثر من نصف ساعة عليهم، في الأسفل كان يرص الأطباق على الطاولة وهو ينظر إلى الدرج بين الحين والأخرى ينتظر نزولها.

إرتفع رنين هاتفه الذي ما إن نظر له حتى تغيرت ملامحه إلى الضيق، ضغط على زر الإجابة ليقول ببرود
- نعم
يوسف الهلالي
- صباحية مباركة ياعريس
يونس بنفس بروده
- عايز إيه، اكيد مش متصل عشان تبارك بس أكيد في مصايب وراك
يوسف بمسكنة
- تؤ تؤ تؤ ليه بس كده يا إبن عمي...
يونس بضيق من طريقة الآخر
- إخلص ياجو، قول عندك إيه
يوسف بحقارة
- أبدا أنا بس إتصلت أبلغك إن مارك رجعني أمسك إدارة المستشفى تاني
يونس بصدمة.

- إدارة إيه، ومستشفى إيه، يوسف بلاش اااااا
قاطعه يوسف بقوة
- بلاش ليه ما أنا قولتلك يومها إنتا مشيتني منها غصب عني وهرجعلها غصب عنك، وأديني رجعتلها
- مش هتقدر ترجع تمارس قذراتك فيها ده أنا مصدقت نظفتها، مش هخليك تهد تعبي السنين اللي فاتت دى كلها
يوسف بتحدي
- هعمل اللي أنا عايزه وإبقى إمنعني لو قدرت هااا لوووو قدرت، سلاااااام يا إبن العم
ضغط بأنامله على الهاتف بقوة وأظلمت عينيه بغضب.

ما إن تذكر ماحدث معهم من قبل وإن لولا عزالدين السيوفي لكان تورط هو أيضا بعالمهم المهلك هذا
خرج من شروده ما إن وقفت أمامه ريهام وهي تقول
برقة
- إيه بقا هنفضل واقفين كده أنا عصافير بطني بدأت تهوهو، وبعدين السفرة شكلها تحفة تسلم إيدك
إبتسم لها بعشق خالص وقال: وتسلم إيدك ياقلبي ويسلملي روحك ياروحي، ياحب العمر إنتى
قالها الأخيرة وهو يقبل باطن يدها ثم توجه بها نحو الطاولة...

لتجده جلس أولا وقبل ان تجلس هي سحبها نحوه
لتجلس على قدميه، فتحت فمها لتعترض ولكنه أسكتها ما إن وضع بفمها الطعام وهو يقول بتحذير لذيذ
- إتكلمي بس وأنا هعرف هسكتك إزاي...
أخذت تداعب أنفه بسبابتها وهي تقول
- ده تهديد بقا
- دي رغبة بقا، قالها وهو يريد أن يقترب منها بهدف أن يقبلها لتمنع إقترابه منها وهي تضع يديها على منكبيه وهي تقول بضحك
- بلاش وقاحة ولا هزعل منك
يونس بمسايرة.

- لاء كله إلا زعلك ياقلبي بس موعدكيش إني هفضل مؤدب كتير كلها دقيقتين وتشوفيني راجع أوقح من قبل كده
ضحكت عليه وعلى طريقته إلا إنه عرف كيف يبتلع تلك الضحكات بداخل جوفه بكل إحتراف
(هييييييييييييح بقا، )
في مستشفى الأمراض النفسية كانت تمارس أعمالها بدقة ولكن الإرهاق كان مسيطر عليها فعمل اليوم كان شاق جدا ومكثف...

وما زاد إرهاقها هذا هو أن إياد دائما مايتصل بها ويريد أن يحدثها ولكن ما إن تعتذر لزخم العمل عليها حتى تجده يقلب الدنيا بما فيها، وها هي الآن تكلمه ولايرد
عليها
خرجت من غرفة الإستراحة وهي تكرر إتصالها به ولكن
توقفت ما إن سمعت أحدا يكلمها وهو يقول
- مين إنتى
إلتفت له وهي تقول بإستفهام
- عفوا
إقترب منها و وضع يديه بجيب بنطاله وهو يقول بتساؤل
- من تكوني.

نظرت له بتمعن ولكن ما إن وجدته بأنه يرتدي باج مسئول حتى هدأت ملامحها وعلمت بأنه المسئول الجديد لتقول بهدوء
- أنا ممرضة هنا، إسمي نور
قالها وهو يمد يده ليصافحها
- وأنا المدير الجديد لمجلس الإدارة وإسمي يوسف
صافحته بإبتسامة مجاملة: أهلا وسهلا دكتور، عن إذنك
يوسف بدعوة
- مارأيك أن تحتسي معي القهوة.

نظرت له بإستغراب من عرضه هذا فهي لاتعرف من يكون وهذا أول لقاء بينهم، لاحظ صمتها ليقترب منها وهو يقول: لاتفكري كثيرا بعرضي فهو غير قابل للرفض
أفهمتي ياصغيرة
نور برفض
- أنا لست صغيرة، أبلغ من العمر 24 سنة
إنحنى نحوها بخبث
- حقا امممم هذا مذهل، ولكنكي مازلتي صغيرة
تأففت مع نفسها وقالت بصوت منخفض سمعه هو
- ده إنتا رخم بقا
اعتدل بجسده وضحك بذهول: ههههه هو إنتى مصرية.

أغلقت عينها بترقب منزعج: أيوة مصرية وإيه اللي يضحك في كده
يوسف وهو مازال يضحك
- لا أبدا بس فكرتك إيطالية فحبيت أجرب حظي معاكى
نور بإبتسامة عريضة مصطنعة
- وجربت، وخت بومبة
يوسف بنفي
- بومبة إيه، ده أنا جربت وطلع أحلى من ما توقعت يلا بقا ننزل نشرب قهوة ع السريع قبل مايبدء الإجتماع ختم كلامه بغمزة وهو يمسك يدها ويسحبها خلفه الى الأسفل.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة