قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السابع

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السابع

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السابع

مرت الأيام على أبطالنا بهدوء غريب وروتين ممل
ليس هناك مايذكر به سوى أن إياد تعلق ب نور بشكل كبير مما لفت الأنظار لهم...
بعد مرور أسبوع، في ليلة السبت كان يتقلب على فراشه وكأنه مصنوع من الجمر ليحرق فؤاده ببعدها
نهض بضيق وخرج إلى الشرفة وهو لايعرف ما سبب كل هذا لما يشعر بكل هذا الإختناق...

هذا هو حاله ياسادة ما إن أخبرته سارة تلك الشريرة الصغيرة بعدم قدوم نور غدا إلى المستشفى لسبب مجهول. أخذ يتأفأف بإنزعاج وهو يكاد أن يصرخ بغيظ كيف لها أن تبتعد عنه هكذا دون سابق إنذار.
وضع يده على السور الحجري وأخذ يضغط عليه بأنامله بقوة ثم ضرب راحة يده عليها عدة مرات وهو يكز على أسنانه، فهو لايتقبل فكرة بأنه سيقضي يوم غد بمفرده.

إرتفع صوت طرق الباب بإنتظام مما جعله يدخل بسرعة إلى الداخل ظنا منه بأنها هي ولكن لحظة نور لا تطرق الباب، بل تدخل على الفور.
- أدخل. قالها بترقب وهو على أمل أن يراها ولكنه تفاجئ بسارة أمامه مرة أخرى. آاااخ من تلك الشقية فهي قد بدأت تلعب بأعصابه وهي تقول بخبث ما إن لمحت لهفته على صاحبتها
- أنا جيت أشوف حضرتك محتاج حاجة قبل ما أمشي
لأن زي ما إنتا عارف أنا دلوقتي بدل نور.

- محدش يقدر يكون بدل نور، قالها إياد بجمود وغضب مبطن لترفع الأخرى حاجبيها بذهول حقيقي فهي لم تتوقع جوابه هذا لتقول: غريبة،!
نظر لها إياد بنفس جموده وهو يقول
- ايه الغريب في كده
سارة بتلاعب مغلفه ببراءة لاتمت لها بصلة
- كنت مفكرة إنك هتقول محدش يقدر ياخذ مكان ليله بس إنك تقول كده على نور بصراحة إتفاجئت، هي نور مش مجرد ممرضة عادي ولا في حاجة تانية أنا معرفهاش
- انت عايزة إيه بالضبط.

. قالها بجدية وبرود وهو يضع يديه بجيب بنطاله فهو شعر بأن كلامها مبطن
رفعت منكبيها ومطت شفتيها وهي مازالت ترتدي زي الحمل وتقول
- ولاااا ايه حاجة، بس أنا كلمتها وعرفت ايه هو السبب اللي خلاها تاخذ أجازة بكرة
- بجد، قالها بلهفة لتومئ له بنعم وهي تقول بحماس
- اه بجد، بكرة عيد ميلاد نور، وطارق هيعملها حفلة وااا
قاطعها بصدمة وغيرة
- طارق مين،؟
سارة بتوضيح رفعت به ضغط الأخر
- واحد صاحبنا ماتعرفوش.

بس إيه راجل جدع أوي وشكله كده عينه من نور وعمل الحفلة دي كلها عشان يلفت نظرها. إحساسي بيقولي كده وأنا إحساسي مابيكدبش عليا أبدا. أروح أنا بقا عشان الوقت إتأخر.
سلام
قالت الأخيرة وهي تخرج ليبقى هو بمكانه لمدة دقيقة كاملة وكأنه تمثال فقط صوت أنفاسه الغاضبة بدأت ترتفع ولكن سرعان ما ذهب وجلس على الأريكة بكل هدوء
(ربنا يستر هدوئك ده مش مطمني يا أبن الهواري).

في الخارج عند سارة خرجت من المستشفى متوجهة إلى منزل نور وهي تضحك على شكل الأخر ثم أخذت تقول بتوعد
- بقا انت تنزل دموع صحبتي، إن ماخليتك تعرف قيمتها مابقاش أنا
و ما إن وصلت حتى أخذت تطرق على الباب بكل حماس وكأنها تحتفل بخطتها ثم صرخت بسعادة وأخذت تحتضن نور ما إن فتحت الباب لها وهي تقول بحب
- كل سنة وانتى طيبة يا قلبي
بادلتها نور بحب اكبر وهي تضحك
- ههههههههه وإنتي طيبة لسه فاضل ساعة عشان تبقى 12.

- معلش حبيت أقولهالك قبل الكل، قالتها وهي تقبلها من وجنتها، لتنظر لها نور بإستغراب ثم قالت بسخرية
- قبل الكل ليه؟ هو في حد أصلا بيعيدني غيرك
سارة بتفاخر
- من بكرة هيبقى
نظرت لها وهي تقول بإستفهام: إشمعنى.
- تعالي نقعد وأحكيلك كل حاجة، قالتها وهي تدخل وتجلس على الأريكة لتتبعها الأخرى بعدما اغلقت الباب لتبدء سارة بسرد مافعلته ب إياد
- مين قال إني هاخد أجازة، وإني هعمل كل ده.

قالتها نور بعدم إقتناع لما فعلت، لتسحبها الأخرى من ثيابها وهي تقول ببلطجة
- أنا وغصب عنك هتنفذي اللي قولته يابت السويطي
أبعدتها نور عنها واخذت تقول بحزن
- ليه بس ياصرصورة حرام عليكي إياد كده هيزعل
سارة بضيق من غباء صاحبتها: هو إيه اللي ليه. وبعدين مايزعل ده ياما زعلك حلال ليه وحرام ليكي، إسمعي كلامي لمرة وحدة بس وشوفي إن مخليت أبو الهول تبعك ده ينطق مابقاش أنا
نور بتفكير.

- وإيه حكاية طارق دي، مش ده اللي تعرفنا عليه من مدة بقهوة المصرين اللي على أول الشارع
- أيوووه هو ده، قالتها بتأكيد لتقطب الاخر جبينها وهي تقول بإستفهام
- بس ده عينه منك إنت مش مني
أخذت سارة تضع ساق فوق الأخرى وبدأت تلعب بشعرها وقالت بدلع
- مااااا انا عارفة، بس أنا قولت كده عشان أولعها بزيادة يانونو.

أخذت نور تعض سبابتها بغيظ من صاحبتها وبخوف من رد فعل الأخرى وهي تقول: الله يخربيتك إنتي فعلا هتولعيها بس فينا يابومة
- متخافيش يابت ده انت معاكي سارة، قالتها بثقة متناهية لتتنهد الأخرى بقلة حيلة
- ربنا يستر قلبي مش مرتاحلك
ضحكت عليها وهي تقول: هههههههههه تصدقي بالله ولا أنا ماهو المجنون بتاعك مش ضمان بصراحة
نور وهي على وشك البكاء: وبتقوليها في وشي
- أكدب يعني، بس سيبك من كل ده، قومي معايا.

قالت الأخيرة وهي تنهض لتنظر لها نور بتساؤل
- على فين،؟
- تعالي بس، قالتها وهي تسحبها معها نحو غرفة النوم
لتفتح دولابها وبدأت تخرج ثيابها لتمسك فستان احمر وتضعه عليها نظرت لها بتقييم ثم رفعته لتضع الآخر بلون أخضر ثم أخذت تقارب بينهما لتدفع نور يديها عنها و أقتربت من فستان أبيض بربع كم وفتحت صدر واسعة يضيق من الخصر ثم ينزل بإتساع بموديل غجري يصل إلى أسفل ركبتيها.

نظرت سارة بإعجاب إلى ما إختارت برفعة حاجب وهي تقول
- واووووو حلو أوي بس إشمعنى إخترتي أبيض
- إياد بيحب الأبيض، قالتها وهي تعض على طرف شفتها السفلية
ضربت على كتفها وهي تقول: ايووووه كده قولتيلي إياد، طب وشعرك إيه رأيك اعمله ستريت
نور برفض وحب
- لااااااء هو بيحبه كده
سارة وهي تنظر لها بنصف عين
- الله. الله. ده في تطورات وأنا معرفش
اممممم، ياعيني ياعيني على كهن البنات. ده انتي واقعه خالص ياقلب اختك
نور بخجل.

- بلاش رخامة يابت وبعدين أنا مش حابة أعمل حفلة انا عايزة أروح المستشفى عشان أقضي اليوم معاه
- إسمعي مني والله هيجي هو بنفسه ده انا بكرة هعزمه عليها بنفسي، قالتها بدهاء لتنظر لها الاخرى بترقب
- لو مجاش الحفلة أعمل إيه،؟
سارة بتأكيد وثقة
- هيجي
- ده إيه الثقة دي كلها نفسي يكون عندي نصها، قالتها بحسرة لتحتضنها بسعادة وهي تقول بحب.

- يابت انت مهمة أوي بالنسبة ليه هو انتي مش بتشوفيه مجنون بيكي إزاي بس كل الحكاية عايز زقة كده والحفلة الصغيرة دي، هي دي الزقة اللي هتكون ليه عشان يتحرك. وصدقيني ياقلبي هيجي على ضمانتي
. ماتخافيش
- أما نشوف، قالتها نور وهي لاتعرف ماذا سيحدث لها ذهبت إلى الحمام لتأخذ دش بارد ينعش جسدها وهي تفكر بعدما ذهبت الأخرى الى منزلها.

خرجت ببجامة نوم حريرية حمراء واخذ تمشط خصلاتها المبلل ثم توجهت إلى فراشها لتنعم ببعض الراحة بعدما قررت أن تستمع إلى سارة وسترى ماذا سيحدث بعدها...
غفت عينيها اخيرا بعدما قضت ساعات من التفكير وما إن أشرقت الشمس حتى فتحهتم بإنزعاج عندما أرتفع جرس الباب، رفعت رأسها ونظرت إلى الساعة كانت ماتزال الساعة السادسة صباحا.

جلست على السرير بنعاس لتغلق جفنيها بنعاس لتفزع ما إن إرتفع مرة أخرى صوت جرس الباب، أوووووف إيه ده مين الرخم اللي جاي الساعة دي أكيد الزفته سارة هو في غيرها، كانت تغمغم بهذه الكلمات وهو تتوجة لترى من...
ولكن ما ان فتحت الباب وهي تدعك عينيها بطفولة حتى أبعدت يدها وفتحت فمها وطار النوم من عينيها التي أخذت تغلقهم وتفتحهم وهي لا تصدق هل
ماتراه الآن صحيح...

إياد الآن يقف أمامها بهيئة لم تخطف أنفاسها فقط بل خطف قلبها وعقلها كان يرتدي حذاء و بنطال وقميص أبيض ويرفع أكمامه حتى ساعديه
إبتسم بخفة وهو يراها متفاجئة بهذا الشكل إقترب منها
وأخذ يعدل شعرها الذي كان يقف بعكس إتجاة الجاذبية لينحني وينظر الى عينيها بعمق وهو قال بهدوء
- كل سنة وإنتى طيبة يانور.

- إنتا خرجت إزاي من المستشفى. قالتها وهي ترجع إلى الخلف لتبتعد عن مساحته ما إن وعت على نفسها ولكن صعقت ما إن وجدته يدخل ويغلف الباب خلفه وهو يقول: كل سنة وانت طيبة...
نور بتوتر طفيف فهي دائما ما تتفاجئ بتصرفاته الغير متوقعه لتقول
- على فكرة ماينفعش تدخل شقتي أنا لوحدي
- كل سنة وانت طيبة.

- هو علق ولا إيه، قالتها بصوت خفيض ثم نظرت له وقبل ان تنطق بحرف وجدته ينظر حوله وما إن لمح مكان المطبخ حتى توجه له وهو يقول بأمر
- غيري هدومك وتعالي عشان نخرج نحتفل بعيد ميلادك سوا...
نور ببلاهة وهي مازالت لاتستوعب وجوده هنا بمنزلها: هااااا، إيااااااد
- نعم، قالها وهو يلتفت نحوها وأخذ ينظر لها بانتظار لما ستقول ولكن سرعان ما إبتسم بحب ما إن قالت
بخجل
- هو أنا بحلم، ولا انتا هنا بجد.

- مش عارف، إنتى عايزة إيه، قالها بصوت رجولي و بطريقة عجزت هي عن وصفها تقسم بأن الذي أمامها الأن بعيد كل البعد عن الجنون لأول مرة تراه بكل هذا الوقار...
إن كانت هي تحبه من قبل فالآن أصبحت تعشقة. تنهدت و وضعت يدها على قلبها وهي تقول بتمني
- لو ده كان حلم مش عايزة أفوء منه، ولو كان حقيقة مش عايزاها تخلص.

زادت إبتسامته إتساعا وأخذ يتمعن بملامحها الصادقة لا يعرف ما السر الذي يجعله يرتاح كلما يراها حوله وبقربه هناك شعور خطير بدأ يتحرك بداخله نحوها ولكنه لايعرف كيف يترجمه أو بلأصح عقله الباطن يرفض هذا، إلتفت بهدوء وأكمل طريقه نحو المطبخ لتركض هي إلى غرفتها وذهبت تنظر إلى نفسها بالمرآة بسعادة لتصرخ من هيئتها خجلا فشعرها كان كمقشة عجوز الشمطاء
مسكت خصلاتها بقهر وهي على وشك البكاء.

- أعمل فيك إيه بس يافضحني
هو أنا لما نمت إتكهربت ولااااا إيه، أووووف أووووف
دخلت الحمام وبللته ومشطته لتضع بعض قطرات السيروم عليه ليحافظ على تموجته ولمعانه ثم سحبت فستانها وإرتدته وإرتدت حذاء صيفي أبيض ثم حملت حقيبتها الصغيرة بسلسلة طويلة وضعت هاتفها به ثم خرجت له بعدما وضعت كريم معطر راقي جدا على أماكن النبض.

ثم توجهت إلى المطبخ لتجده يجلس على الطاولة بعدما صنع الفطار لهما قطبت جبينها بتسائل كيف إستطاع أن يعلم مكان الأدوات، أما هو ما إن وقع بصره عليها حتى إبتسم وهو يمرر نظره عليها فقد إرتدت نفس لون ثيابه
عضت شفتيها وحمرت وجنتيها بخجل وذهبت لتجلس إلى جانبه ما إن قال لها
- تعالي إفطري معايا
نور بتفكير
- إياد
- همممم، همهم بها وهو يحتسي الشاي لتقول
- إنت عرفت عنواني منين
إياد بثقة
- أي حاجة تخصك أعرفها.

نظرت له بإستغراب وهي تقول
- ليه؟
- من غير ليه. هو كده، يلااا، قالها وهو يستقيم بطوله لترفع نظرها له وهي تقول بإستفهام
- على فين
نظر بضيق إلى ترددها ليقول بغيرة طفيفة
- نتمشى عندك إعتراض ولا يكون عندك خطط تانية لعيد ميلادك
نور بتوضيح
- أنا معنديش بس سارة قالت إن ااا...
- مافيش سارة في إياد بس تمام، يلاااا، قالها بتملك وهو يمسك يدها ويسحبها معه إلى الخارج...

لتنزل معه على الدرج بفرحة لا توصف تشعر بأن كل خلية بجسدها تصرخ من شدة سعادتها، وما إن خرجوا من بوابة البناية حتى قالت بدلال
- إستنى بس قولي الأول هنروح على فين
ليقول الآخر بصدق: معرفش، بس عايز نقضي اليوم سوا أنا وانتى وبس، لو مش حابه يبقا تمام
نور بلهفة
- حابة جدا
- مش باين، قالها وهو يتركها ويمشي لتنظر له وهي تفتح فمها بذهول هل هو جاد.

- قال مش باين قال ده انا هطير من الفرحة يا إبن الهبلة، قالت الأخيرة وهي تهرول خلفه لتمسك يده ليسحبها منها بإنزعاج فقط ظنا بأنها لاتريد التواجد معه وأنها تتحجج لكي تذهب لذلك الذي يدعى طارق
أما نور أخذت تمشي إلى جانبه بصمت ثم عقدت ساعديها أمام صدرها وهي تنظر له من طرف عينها بإنزعاج لقد تغير مزاجه 180 درجة خلال ثواني فقط ومن لا شئ.

نظرت حولها كانت الأجواء هادئة جدا فهذه المدينة تكون صاخبه بالليل وفي الصباح لا تجد أحد بشوارعها إلا القليل، دخلو الى احد المنتزهات العامة والكبيرة التي كانت خاليه إلا من بعض الأشخاص الذي يمارسون رياضة الركض.

سحرها هدوء هذا المكان مع تغريد العصافير ونسبة الهواء الخريفية الرائعة لتجد رجل عجوز يجلس على الأرض وهو يستمع إلى الموسيقى الهادئة لتتوجه نحوه لينظر لها إياد باستغراب ياترى ماذا تقول ولما تبتسم له بكل هذه البشاشة، رفع حاجبه ما ان وجدها تضغط على أحد الأزرار ليرتفع صوت ما إن وصلت هاتفها بهذا المسجل موسيقى عربية لا بل بأغنية عربية
(اغنية محمد منير، على صوتك).

نهضت واخذت تنظر له لتبدأ تدندن بصوت جميل مع الأغنية ببطء
- على صوتك، باااااالغنى، لسة الأاااااغانى ممكنة
ااااااه ولسة يامااااا، قالها وهي تضرب بقدميها على الارض ليرتفع صوتهم بشكل جميل مع الإيقاع ثم أكملت معه بصوت شبه مبحوح ساحر
يااااماااا ياما يامااااا في عمرنااااا
توقف إياد ونظر لها بتعمن لتضحك له وهي تقترب منه و تقول بحماس
- على صوتك على صوتك بالغنى لسة الاغانى ممكنة ممكنة...

قالت الأخيرة ثم أخذت تدور حول نفسها بمرح على أنغام الموسيقى الشرقية ولكن توقفت وذهبت نحوه بسرعة ومسكته من ذراعه لكي لا يتركها وأخذت تحرك رأسها بنفي وهي تغني وتقصده بكلماتها بمعنى لا تيأس أبدا أنا معك
- ولو ف يوم راح تنكسر لازم تقوم واقف كما النخل باصص للسما للسما، قالها وهي ترفع سبابتها فوق
ثم أصبحت أمامه وأخذت تحركها بنفي وتكمل.

ولاااااا انهزام ولااااا انكسار، اقتربت منه بلهفة وتمسك بقميصه وهي تقول بحزن ما إن وجدت دموع تلمع بعينه، ولااا خوف ولاااا ولا حلم نابت ف الخلا ف الخلا
اخذت تصفق وهي تبتعد عنه وتغني مما جعلها محط أنظار الموجودين، على صوتك على صوتك فالغنى لسة الأغانى ممكنة ممكنة
ثم أخذت تمرر يدها على الزهور الملونة وهي تدندن مع الأغنية بشرود ما إن تذكرت كل ما مرت به هي وهو من عذاب لتقول.

- غنوتك وسط الجموع تهز قلب الليل فرح تداوى جرح اللى انجرح اللى انجرح، صمتت لثواني ثم نظرت له بعدما ابتلعت غصتها وهي تكمل معه بإبتسامة حزينة
- ترقص،؟ ااااارقص غصب عنى أرقص غصب عنى غصب عنى أرقص، قالتها وهي تدور حول نفسها بإبتسامة أمل بأن الغد أفضل ومسكت فستانها وأخذت تحركه معها وهي تنطق الحروف بسلاسة وكأنها ترسل رسالة خاصة إلى قلبه
ينشبك حلمك بحلمى غصب عنى أاااارقص غصب عنى غصب عنى أرقص.

تشنج فكه وإقترب منها ومسكها من عضدها لتكف عن الرقص فقط وجد من يتمعن بقوامها، إبتسمت له وهي تكمل
ولااااا انكسار، ثم وضعت يدها على وجنته بدفئ ومشاعر حارة لتجعله يهيم بها أكثر، ولا إنهزام ولا خوف ولاااااااا ولا حلم نابت ف الخلا ف الخلا
ثم رجعت إلى الخلف بعدما حررت نفسها منه وهي تقول: ترقص،!

ضحكت بمشاكسة واخذ تومئ له بنعم ومشاكسة و أخذت تدور حول لنفسها وهي تغني باندماج، اااارقص غصب عني اااارقص غصب عني غصب عني أرقص
- شششششششش، قالها وهو يسحبها نحوه مرة أخرى ولكن هذه المرة بغضب ممزوجة بغيرة شديدة، ذهب نحو هاتفها وسحبه من ذلك العجوز ليرميه لها ثم خرج من هذا المنتزه
اخذت تمشي خلفه لاااا بل تركض لكي تجاري خطواته السريعة وهي تقول بستغراب: في إيه بس يا إياد.

- في زفت على دماغك، قالها وهو يلتفت لها لتنضرب بصدره، بتغني وترقصي بمكان عام، ليه، هاااا
مش مالي عينك أنا...
نظرت له نور بحب لتقول بتريث
- مش قصدي أزعلك والله، بس أنا شفتك ساكت قولت أفك عن نفسي
إياد بغيظ وغيرة قوية: وفكيتي يا اختي...
نور بعفوية
- جدااااا...
- بلاااش تنرفزيني، قالها وهو يضرب رأسها برأسه لتضحك من كل قلبها على فعلته وهي ترجع برأسها إلى الخلف لتبعده عنها...

ولكن صمتت بصدمة، ما إن وجدته يحتضن خصرها ودفن وجهه بعنقها وأخذ يستنشقها بقوة وكأنها زهرة عطرة، همس لها بخفوت بإعجاب لأول مرة تشعر به
- ريحتك حلوة أوي
- إحمممم شكرا، قالتها وهي تبعده عنها ولكن رجفت وإنتفض جسدها ما إن كرر فعلته بإستنشاق عطر بشرتها ثم قال بتساؤل خطير وغضب واضح
- هو في حد شم ريحتك دي...
- هااااا، قالتها وهي لاتصدق تناقضه بتعبيراته
ضغط على خصرها بأنامله بقوة وصرخ بها بغيرة مرضية: ااااانطقي.

نور بخوف ورفض سريع
- لااااا
- أخر مرة تحطي الزفت ده، قالها وهو يمرر اطراف أنامله على وجنتها بحنية لاتمت بصلة لكلامه المبطن بتهديد
نور بتساؤل
- ليه...
- هموت لو حد شمه عليكي كده، قالها وهو يدفن انفه بعنقها من الجهة الأخرى لتنطق بضعف من جرأته المجنونة هذه
- إياااااد أبعد، إنتا بتعمل إيه، إحنا في الشارع...

ولكنه تجاهل حديثها هذا ولم يبتعد عنها إلا عندما إرتفع رنين هاتفها لتنظر إلى الإسم والذي لم يكون سوا سارة، ضغطت على زر الإجابة ليضغط هو على مكبر الصوت ليصدح صوتها
وهي تقول بمرحها المعتاد: صباح الخير يانور.

- إحم صباح الخير ياصرصورة، قالتها وهي تبتعد عنه لتتفاجئ به يسحبها نحوه يرفض إبتعادها يريد ان يسمع ماذا ستقول، نظرت له بنصف عين ثم ضغطت على مكبر الصوت لتطفئه ولكنها تأوهت ما إن ضربها على رأسها بخفة ثم أعاد تشغيله ونظر لها بتحذير
لتبتسم سارة فقد علمت بأن إياد بجانبها وخاصة ما إن وصلت إلى المستشفى ولم تجده هناك لتقول بخبث ودهاء حواء
- نور حبيبتي إحنا في القهوة وطارق معانا وعنده سربرايز ليكي، تعالي.

إرتعبت نور ما إن وجدت تعابير إياد أصبحت مخيفة لتقول برفض جاد
- سارة إسمعيني كويس انا غيرت رأيي، وإعتذري منه لأني مش هقدر أجي...
إغتاظت سارة من غباء الأخرى فهذه ستهدم كل ما فعلته بترددها هذا، لتقول من بين أسنانها
- ليه
- لأنها معايا أنا، قالها إياد بقوة وهو يسحب الهاتف منها ثم أكمل بثقة وهو ينظر ل تلك التي شحب وجهها
إديني العنوان وأنا هجيبها وهاجي
إبتسمت سارة بإنتصار فقد نجحت خطتها.

- قهوة المصريين، نور عارفة المكان هنستناكم، سلام
أغلق الهاتف ثم مسك وجهها بين يديه وهو يقول بتساؤل وغيرة قاتلة يحاول أن يسيطر عليها و يخفيها بكلامه الهادئ المصطنع
- مين طارق ده،؟
ابتلعت ريقها بصعوبه وهي تشعر بأنفاسه الغاضبة تضرب بشرتها دون رحمة لتهز مشاعرها وكيانها لتقول بعد صمت دام لثواني
- تقدر تقول عليه معرفة، إتعرفنا عليه أنا وسارة من كام شهر كده...

- بس، قالها بشك وعدم إقتناع وهو يحرك رأسه الى اليمين بترقب، لتؤكد الأخرى بسرعة
- أيوة بس
- هنشوف، قالها ببرود ثم رفع هاتفه وأخذ يضغط على بعض الأرقام ليتصل بأحدهم، ليقول بجدية تامة ما إن أتاه الرد
- هاتلي عربية وتعالى ع العنوان
- إيادباشا، إنتا فين، هو في حاجة.
إياد بجدية
- مافيش يا أيمن، إعمل اللي قولتلك عليه
نهض أيمن وأخذ يحمل متعلقاته الشخصية وهو يقول بعملية
- خمس دقايق بالضبط وهكون عندك...

- تمام، قالها وهو ينهي المكالمة لينظر إلى نور التي رفعت سبابتها بوجهه وتقول بتحذير واهي
- انا شامة ريحة مش حلوة لو حصل اللي أنا شاكة فيه وبوظت عيد ميلادي النهاردة والله اااء
- هتعملي إيه يعني، قالها وهو يرفع حاجبه لتقول الأخرى بترقب
- ناوي على إيه يابن الهواري
- ولا حاجة ليه بتقولي كده، قالها ببراءة مصطنعة
سحبته من مقدمة قميصه وهي تقول
- نفسي أصدقك.

- صدقيني أنا كل اللي عايزه إني احتفل معاكي، قالها بصدق واضح لتتنفس الصعداء ولكن سرعان ما أكمل بتوعد، بس مش بعيدة إني امرن عضلاتي بكيس بشري لو الكلام اللي سمعته طلع صح
- سمعت إيه، قالتها نور بخوف فهي تعرفه حق المعرفه فكلامه هذا ليس مجرد حروف لا بل توعد صريح لما سيحدث اليوم
ليقول الآخر بلامبالاة: متشغليش بالك النهاردة عيد ميلادك يانور، إفرحي وإنبسطي هو ده المهم عندي.

فتحت فمها وكادت أن تتكلم ولكنه أغلقه بسبابته لينحنى بجذعه نحوها ليقبل وجنتها الممتلئة بعض الشئ ببطء جعلها تغمض عينيها باستسلام وما إن إبتعد عنها حتى مسك ذقنها ليرفعها نحوه ليقابل عينيها ما إن فتحتها بإبتسامة وهو يقول
- كل سنة وإنتي طيبة
وقفت نور كالبلهاء ما ان وجدته يبتعد عنها بتريث ثم أخذ يمشي ولكنه إلتفت لها ما إن وجدها ماتزال بمكانها ليرفع يده لها بمعنى واضح وصريح.

لينبض قلبها الصغير وابتسم ثغرها بتلقائية وأخذت تركض نحوه بسعادة ولهفة طفلة لتضع يدها الناعمة داخل يده بكل ثقة ليشدد الآخر عليها وهو يقول ما إن لمح سيارة أيمن تقف امامهم
- يلا
- يلا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة