قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثامن

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثامن

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثامن

توقفت سيارتهم أمام المكان المطلوب لينزل منها بكل ثقة وهو مازال يحتضن يدها بتملك. رفع رأسه و أخذ ينظر بهدوء إلى هذا البناء الكلاسيكي الجميل، ولكن السؤال هنا هل هذا الهدوء سيدوم طويلا؟
خرج من تأمله بالمكان ما إن شعر بها تحاول أن تسحب يدها منه، إلتفت لها وشدد من قبضته عليها بقوة جعلها تتأوه بخفوت وهي تقول
- إياااد براحة إنتا بتوجعني.

- دي هتكون النتيجة كل ما تحاولى تبعدي عني، قالها بتملك مريض لتنظر له وهي تقطب جبينها تحاول أن تفهم مغزى كلامه ولكنها نست كل هذا وإبتسمت بحب
ما إن وجدت سارة تخرج لها من باب المقهى هيا والأصدقاء لتتفاجئ بها ترفع يدها إلى الأعلى باسطوانة والذي ما إن سحبت خيطها حتى إنفجرت بأوراق الزينة الملونة ليرتفع صوت صراخهم الحماسي لتركض بسرعة إلى صديقتها وإحتضنتها وهي تهنئها ثم همست لها عند أذنها.

- إيه رأيك في خطتي. بذمتك مش أستاهل بوسة
- تستاهلي جزمة على دماغك، أنا يدي هتتقطع بسببك
قالتها نور بألم وهي تنظر إلى يدها التي كانت أسيرة من قبل إبن الهواري لتجد بأن حتى لون أناملها بدأت تتحول إلى الإزرقاق من شدة ضغطه عليها
ضحكت سارة عليهم ثم همست لها.

- إبن المجنونة ده معندوش حل وسط ده عامل زي القطر ياواقف خالص يابيجري، ربنا يصبرك على مابلاكي ياقلب أختك بقولك إيه تعالي معايا وسيبك منه. سحبتها معها ولكن توقفت فهي لم تستطيع أن تأخذها معها فالأخر لم يتركها لتنظر له سارة بإستغراب وهي تقول
- إياد باشا ممكن نور لثواني بس عشان ندخل
- لاء، قالها برفض قاطع وهو يسحبها نحوه مرة أخرى لتعود إلى مكانها الأصلي لتقترب منه بعدما تنهدت وهي تقوم بدعوتهم.

- طب إتفضلوا إنتو الإثنين أدخلو سوا
- هما الإتنين بس، قالها أيمن وهو يأتي نحوهم ويقف إلى جانب إياد بجسده الفارع والضخم لتفتح سارة عينيها بصدمة لينطق لسانها بشكل تلقائي مايجوب بعقلها
- أيمن،؟ انتا بتعمل إيه هنا؟
- أيمن ده صاحبي ومدير أعمالي، قالها إياد بتوضيح
اقترب منهم طارق وهو ينظر إلى سارة ويقول بتساؤل ممزوجة بغيرة
- انت تعرفيه ياصرصورة.؟

ستوووب (طارق الحسيني محامي مبتدء في أول طريقه وسيم يبلغ من العمر 27 سنه طيب القلب
يعشق شئ اسمه سارة)
إلتفتت له وقبل أن تفتح فمها لتنكر معرفتها به وجدت الآخر أسرع منها ما إن قال بضيق وغيرة
- إحنا أكتر من صحاب مش كده ياصرصورة
- لاااا بجد، قالتها وهي تنظر له بسخرية وساعديها أمام صدرها ليبادلها بنظرات باردة ولكنها تخفي بركان ملتهب بداخله ولكنه دايما مايرتدي قناع الجمود مما جعلتها تنفخ وجنتيها بضيق.

- يلا تفضلوا ياجماعة، قالها طارق وهو يبتعد عن طريقهم ليدخلو ويتفاجئو بالأجواء البسيطة للحفلة فهي كانت مكونة من البالونات والشرائط والزهور مما جعل المكان جميل للغاية، وبرغم بساطتها إلا أن نور كادت أن تطير فرحا بهم فهذه أول مرة في حياتها يتم الإحتفال بعيد ميلادها.

بدء الجميع يرحبون بهم لتقترب نور من سيدة كبيرة (صاحبة المقهى) وانحنت لتقبل رأسها ويدها فهي دائما ما تأتي لزيارتها وتحبها جدا، ثم نظرت إلى إياد و قالت بحب
- دي خالتي تريز من أحن وأطيب الناس اللي ممكن تشوفهم في حياتك، ثم نظرت إلى تريز وأكملت بحماس، وده إياد ياخالتي اللي كلمتك عليه.

إبتسم لها إياد وإنحنى بتلقائية وقبل يدها مثلما فعلت هي ليجد تلك العجوز تضع يدها على رأسه وتهمس: ربنا يحميك لشبابك ويجمعك بيها في بيت واحد هي دي اللي هتريح قلبك
إعتدل بجسده وهو مندهش جدا من كلامها هذا.

نظر إلى نور التي بادلته النظرة بعشق وما زاد فرحتها وجعلها تحتضن ذراع إياد بسعادة هو عندما تم إطفاء النور وأشعلت الشموع ليظهر من بين الظلام طارق وهو بيده قالب من الكيك مربع الشكل المزين بالفانيلا والشكولا البيضاء ويتوسط القالب صورتها.

ذهبت نحو الطاولة بسرعة وحماس لتقف هي مع إياد ليبدء الجميع بغناء أغنية الميلاد لتغمض عينيها وتسحب نفس عميق لتتمنى أمنيتها ثم مالت بجذعها وأطفئت الشموع ليرتفع صوت تصفيق جميع الحضور بسعادة ولكن كان هناك شخص واحد غير سعيد و يكاد أن يتميز غيظا...

فإياد الأن يكاد أن يجن فوق جنونه من كل هذا لما ذلك المدعو بطارق يفعل كل هذا لأجل نور هذا يعني بأن كلام سارة صحيح وهو يفعل هذا ليتودد لها، اااااااحمق، ألا يعلم بأن نور ملكية خاصة وأن موته أقرب له منها
(وللعشق جنون فما بالك عندما يعشق المجنون)
بدء الجميع بتقديم الهدايا وتهنئتها وما إن إنتهت منهم حتى إلتفتت ما إن سمعت أحد يناديها.

- نوررررر، كل سنة وانت طيبة ياقمر، قالها طارق وهو يقترب منها وهو يود أن يقبلها من وجنتها بعفوية فهو يعتبرها كأخته الصغيرة ولكنه رجع الى الخلف و قطب جبينه بألم ما إن دفعه إياد من صدره بعيدا عنها قبل أن يلمسها حتى وهو يقول بشراسة بصوت عالي
- جرب تعيدها عشان أدفنك في مكانك
عم الصمت بالمكان حتى نور تفاجئت من رد فعله لم تكن تتوقعه سيكون عنيفا بهذا الشكل...

نظرت سارة إلى الأجواء المتوترة والمشحونة لتقول بإبتسامة نصر وهي تجد إياد بهذا الشكل
- يلا يانور قطعي الكيكة...
تنهدت الأخرى وبدأت بتقطيعها وتوزيعها للجميع بعدما إستطاعت أن تحرر يدها منه أخيرا ولكنه لم يحررها من نظره وما إن إنتهت حتى وجدها تستدير نحوه وترفع يدها بقطعة صغير وتقربها من فمه وهي تقول بعشق خالص
- خد دي مني...

كاد أن يرفض ولكنه لمح طارق ينظر لهم من بعيد ليبتسم لها ويمسك يدها ويسحبها نحوه ليتذوقها من بين أناملها ببطء وتلذذ وهو ينظر إلى أبعد نقطة في سواد عينيها وكأنه يريد أن يخترقها ويستكشف أعماقها...
أغمضت عينها ما إن وجدته يقترب منها و يقبل جبهتها وهو يقول
- كل سنة وإنتى طيبة
ضحكت نور بخفة لينظر لها بتساؤل
- بتضحكي ليه
- عارف إنتا كام مرة قولتها النهاردة
نظر لها بغيض وهو يقول: وعارفة إنك ولا مرة رديتي عليا.

- أنا رديت والله بس بعنيا، قالتها وهي ترفرف برموشها بدلال ليعض الآخر على شفته بغيض وهو يقول
- متخلنيش أديكي على قفاكي قدام الكل قال عنيا قال
ولسانك المبرد راح فين يارغاية جا عندي وإتشل إنطقي أحسلك
همست نور بنفس دلالها
- لالالا على إيه التهديد أرد بالطيب أحسن، صمتت لثواني ثم قالت...
كل سنة وإنتا معايا
عم السكون بينهم لينطق بتساؤل ولهفة
- اللي سمعته ده بجد، عايزة تكوني على طول معايا.

أومأت له بنعم وهي تقول بصوت مبحوح خافت بالكاد سمعه
- أيوة
- يعني مش هتستغني عني أبدا، قالها بترقب لتجيب الأخرى بصدق إستشعره من بين حروفها التي نطقتها ما إن قالت
- ده انا بايعة الدنيا باللى فيها ومش متمسكة إلا بيك
نظر إلى وجهها الطفولي بإبتسامة ثم قال
- ليه.

- عشان ااا إمممم، إيه رأيك ناخد صورة عشان تبقا ذكرى حلوة، قالتها بتهرب وهي تسحب هاتفها وما إن فتحت الكاميرا حتى تقربت منه لتجده يقبل وجنتها ما إن ضغطت على زر الإلتقاط
أما عند أيمن كان يقف وينظر لما يحدث أمامه وهو لايصدق هل هذا إياد، قطب جبينه وإلتفت إلى سارة التي أخذت تقفز بمكانها وهي تقول بفرحة
- يسسس يسسسس
إقترب منها وهو يقول بعدما تفحص ثيابها بإنزعاج فهي كانت ترتدي هوت شورت من الجينز مع بدي.

- هو انت عندك حساسية من البنطلونات الطويلة
- نعم،؟، قالتها وهي ترفع حاجبها بعدم رضا لما قال بعدما إلتفتت له
إقترب منها بدرجة كبيرة وهمس لها عند أذنها
- الستر حلو للبنت
إبتعدت عنه وهي تقول باستخفاف وإبتسامة ساخرة
- والرجولة حلوة ل دكر
تشنج فكه وهو يجز على أسنانه من جرأتها ليقول بوقاحة وهو يسحبها من عضدها نحوه
- عايزاني أوريهالك
سارة بغيظ من كلامه الصريح: بلاش سفالة وقلة أدب إحتفظ بمواهبك لنفسك.

إنتا كلك على بعضك ولا على بالي أصلا
أيمن بخبث
- لو ماكنتش هزيتك من جوا وبتفكري فيا 24 ساعة فاليوم ما كنتيش تبقى واقفة قدامي كده وإنتى بتغلي
- متديش لنفسك حجم أكبر من حجمك وتتحداني، قالتها وهي تحرر عضدها من بين مخالبه ليبتعد عنها خطوة ويضع يده بجيب بنطاله وهو يقول بتكبر وبرود
- وأتحداكي ليه، أنا مش شايفك من الأساس.

دفعته إلى الخارج لتسحبه إلى مكان خالي نوعا ما لترفع سبابتها بوجهه بغضب وهي تقول بصوت عالي نوعا ما بلكنتها البريطانية
- إسمعني ياهذا أنا لست مبدعة بفن الغرور والكبرياء مثلك ولكني أحذرك هاااا أحذرك من أن تقلل من شأني وأن تنظر لي بكل هذا البرود واللامبالاة
إن كنت لا أعجبك فهذا لا يعني بأني أقل شأنا من غيري هل كلامي واضح.

قالت الأخيرة وهي تدفعه من أمامها لتذهب ولكن هيهات إن يسمح لها فقط قيد خصرها النحيل بذراعه المعضل ويسحبها له ليضيع جسدها الصغير ما إن دفعها على الحائط
- أنت تعجبيني جدااااا، ولم تستطع أي أنثى غيرك ان تثيرني مثلما تفعلين أنت بحركة منكي
- أوعى كده، قالتها وهي تضع يدها على صدره لتدفعه عنها بكل قوتها ولكنها لم تستطيح أن تحركه حتى، رفعت وجهها له لتجده ينظر لها بنظره لم تفهما...
مطت شفتيها بانزعاج وهي تقول.

- بتبصلي كده ليه، أوعى كده خنقتني مش عارفة أتنفس
- كده يعني ياصرصورة، قالها وهو يلتصق بها أكثر ثم إنحنى وحملها ليصبح وجهها مقابل وجهه وأكمل بهمس ولاصرصورة مش حلوة مني زي طارق ما بيقولها
- طارق، قالتها باستغراب فهي تعرف سبب إنزعاج إياد منه ولكن ما سبب انزعاج الآخر لتجفل ما إن صرخ بها
- ماتنطيقيش إسمه
سارة بجهل
- هو في إيه، هو الراجل عملكم حاجة
إنتا وصاحبك من ساعة مادخلتم مش عاتقينه.

- عشان بيبص لحاجة مش بتاعته، قالها وهو يسحب ربطة شعرها لتحرك رأسها لينزل خصلاته حول وجهها وهي تقول
- ولا بتاعتك على فكرة عشان تمد إيدك
- قصدك إيه، قالها وهو يبعد شعرها عن عينيها لتقول بضيق بعدما أرجعت رأسها إلى الخلف لتبتعد عن مرمى انامله
- اللي فهمته، أنا مش بتاعتك
شدد من احتضانها وهو يقول برفض
- تؤ إنتى بتاعتي والأيام هتثبتلك ده.

- وكلامك اللي قلته في المستشفى؟ ما ان قالتها بترقب حتى التزم بالصمت وبدأ ينزلها إلى الأرض بالتدريج فهي جعلته يتذكر ماضية وحياته
إغتاظت من سكوته وفعلته هذه لتبعد يديه عن خصرها وهي تقول
- أااايوة كده خليك ساكت وجيب لورا طالما إنتا مش قد الكلام.

نظر إلى أثرها وهي تعود بأدراجها نحو المقهى ليزفر أنفاسه بقوة ثم ذهب خلفها وهو يود ان يضربها بشدة ثم يقبل ثغرها الشهي بشدة، لايعرف ماذا يريد ولكن ما إن دخل و وجد طارق يقترب من سارة خاصته وليس هذا فقط بل الأحمق تجرأ وحاوط وجنتيها ليسمعه يقول
- صرصورة قلبي مالها، مين اللي زعلها.

في هذه الحظة لم يتبقى ذرة عقل عند أيمن الذي ذهب نحوه وربت على ظهره وما إن إلتفت له حتى عالجة بلكمة على إحدى عينيه ليستدير على الجهة المقابله ثم مسك يد ساره المذهولو من تصرفه هذا وخرج بها...
ولكن ما لم يكن بالحسبان هو بأن إياد أيضا عاجلة بلكمة ا6خرى على فكه قبل أن يسحب نور ويخرج من هذا المكان
والتي اخذت تقول بإندهاش
- انتا ضربته ليه يا إياد.

- كنت هشيلها في نفسى لو معملتش كده، يلا إطلعي جنب صحبتك، قالها وهو يفتح لها الباب لتصعد الى جانب سارة في الخلف، ثم صعد هو إلى جانب أيمن الذي أنطلق بعدما غمز لصاحبه وانفجرا بالضحك لتفتح الفتاتان فمهما بصدمة من ما حدث الآن
(هههههههه آه ياولاد المجانين )
في المستشفى، كان يجلس خلف مكتبه يدقق بعض الأوراق الإدارية، قطب جبينه بإنزعاج وأخذ يمرر يده على تشنجات عنقه و يدلكها لعلى هذا يخفف الألم.

أغلق الملف الذي أمامه بإرهاق فاليوم كان حافل بالعمل...
أرجع رأسه إلى الخلف وهو يتنهد بحزن ها هو الآن مر أسبوع على المدة وتبقى فقط أسبوع لتصبح تلك المتمردة ملكه لايعلم لم هو حزين إلى هذه الدرجة
يريدها نعم ولكنه يريدها بإرادتها قلبا وقالبا يعشقها ومستعد أن يفعل أي شئ لكي يحصل على نظرة رضا منها...

يريد ريهام تلك التي لمس روحها في يوم من الأيام حتى الأن لايصدق كيف تغيرت وأصبحت هادئة ما إن استحوذ على قلبها، يريد تلك التي كانت تنظر له وكأنه شئ نادر الوجود كان يرى مدى عشقها له من تصرفاتها ونظراتها الخجولة المغلفة بالقوة.
أجل يعترف بأنها كانت صعبة جدا ولكن ما إن كسر حصونها وجدها أرق وأنعم من أوراق الورد حتى، اااااااااه كم يريد أن يرجع الزمن ليحبسها بين ضلوعه ولا يتركها تبعد عنه ولا حتى لحظة.

إرتسمت شبح إبتسامة على فمه ما إن تذكر كيف كانت تتهرب منه لكي لاتضعف أمامه ترفض الإستسلام بل أخذت تحارب نفسها لكي لاتضعف وهو كيف جعل إستيلا تتصل بها لكي تأتي ويراها، أغمض عينه وهو يسترجع ماحدث وقتها قبل اربع سنين
#flash back;.

نهض بلهفة ما إن وجد صوت جرس الباب يرتفع ليجدها تدخل بعدها وهي تضحك مع صاحبتها لتنزع سترتها الشتوية ثم أخذت تمشط خصلاتها بأناملها لكي تعيد تصفيفه ولاتعلم بأن حركاتها هذه جعلته يهيم بها أكثر وأكثر لايعرف لما بأقل حركة منها تجذبه لها.

ولكن ما إن وجد إستيلا تستأذن منها وتذهب إلى المطبخ لكي تترك لهم بعض الخصوصية. تقدم نحوها وإحتضنها من خلف لتفزع وكادت أن تصرخ إلا أنه وضع يده على ثغرها وهو يهمس لها بصوت مليئ بالمشاعر
- وحشتيني
ضاق تنفسها وشعر برجفة شفتيها. إبتسم بتكبر ما إن وجدها تهدء بالتدريج بين يديه عندما سمعت صوته وهو يهمس ليكمل كلامه وبدء بأنامل يتحسس فكها
- ريهام لو عايزة روحي خذيها حلال عليكي بس أوعى تغيبي عن عيني كده تاني.

إبتسمت له بسخرية مصطنعة وهي تقول
- وإيه يعني لو غبت هتفرق أوي معاك يعني. بصراحة مظنش
سند ذقنه على كتفها وأخذ يمرر أنفه على طول جيدها وهو يقول بهمس بعدما سحبها اكثر ليلتصق ظهرها بصدره
- هتفرق؟، ااااه منك، شكلك لسه متعرفيش إنتى بالنسبالي بقيتي إيه ولا مكانتك بقلبي قد إيه...

- لا معرفش ومش عايزة أعرف، قالتها بضيق من جرأته ثم أخذت تبعده عنها وما إن إلتفتت له حتى توبخه تفاجأت بها يسحبها من خصرها نحوه ولكن هذه المرة وجها لوجه لتختلط أنفاسهم
وأخذ يقترب منها أكثر ثم أغمض عينيه وهو مستمتع بدفئ أنفاسها كيف تضرب وجهه، كادت أن تتكلم إلا أنها تجمدت بين يده ما إن فتح عينه وهو بهذا القرب منها ليضع يده خلف رأسها وأخذ يمرر ذقنه على وجنتها ببطء لتبتلع لعابها ما إن نطق عند أذنها...

- بمووووت فيكي، أنا مش عارف انت عملتي فيا إيه.

- إحممممم لوسمحت أبعد قالتها وهي تحاول أن تحرر نفسها منه ليستجيب لها ما إن زادت مقاومتها له ثم رفع يديه بإستسلام إلى الأعلى أمام نظرها وهو يبتسم بخبث هاهو الآن قد قطع شوطا كبير من مايريد وأصبحت أمامه الأن كالكتاب المفتوح وليس هذا فقط بل وصفحاته بيضاء لم يلمسها أو يكتب بها أحد سيكون هو الأول في حياتها حتى وإن لم يكن الأول ليس مهم يكفي نظرة الضعف الذي رأها وهي بين يديه إستطاع أخيرا أن يروضها تلك الشرسة...

- بتبصلي كده ليه، قالتها بقوة واهية و بخجل داخلي تحاول أن تداريه، لتزداد إبتسامة الآخر وهو يراها حتى نبرتها تحولت إلى الخضوع نوعا ما...
إلتفت نحو الحديقة الخارجية ما ان إرتفع صوت الموسيقى و نيكولايس يراقص إستيلا بحب
ليجدها تتركه وتتجاهل وجوده إلى جانبها وأخذت تتوجه نحوهم وما إن خرجت حتى ألقت السلام...
ليذهب نيكولا نحوها وصافحها وهو يرحب بها والمسكين لا يعلم بأن حركته هذه جعلت يونس يعتصر قبضته.

بغضب وإختناق لما تصافحه لما عليها ان تبتسم بوجه
الأبله
اخذ يفك أزرار قميصة العلوية بضيق ما إن وجدها تضحك مع الآخر بصوت عالي
كاد أن يذهب ويحطم وجه صاحبه الذي لايكف عن الثرثرة معها وبرغم أن الجو بارد بل شديد البرودة إلا أنه يشعر بأن دمائه تغلي داخل عروقه...
هدء نوعا ما عندما وجدها تذهب لتساعد إستيلا بتحضير العشاء، وما إن إختفت من أمامه حتى سحب صديقه بعنف من مقدمة ثيابه وهو يقول
- ماذا تحاول أن تفعل.

نيكولايس بخبث
- لما كل هذا الإنفعال أنا لم أفعل شئ، هدء من روعك...
يونس بإنفعال وغيرة: إسمعني ياهذا أريد منك أن لا تمازحها. ولاتقترب منها. ولاتنظر لها، وإلاااا
- وإلا ماذا، هممممم ألا تعلم بأني أعشق زوجتي وأن كلامي معها لم يكون سوا من باب الصداقة، قالها ببرود وهو يبتسم بداخله على غيرته القاتلة فهو تعمد هذا لكي يحرك شعوره ويعلم بأنه يحبها حقا
دفعه بعيد عنه بضيق وهو يقول.

- لا أريدك أن يجمعك معها حتى الصداقة
- هل أنت تغار عليها مني، قالها بلامبالاة وهو يهندم من ثيابه ليصعق يونس من كلامه ليقول بصدمة
- ماذا أغار لاتمازحني أرجوك
- أنت مغرم بها حقا. قالها بطريقة وكأنه يؤكد له لا يسئله
يونس بإستنكار
- ماذا تقول، هل جننت
إقترب منه واخذ يربت على صدره ويقول بثقة
- أقول بأن قلبك الأحمق هذا بدء ينبض لأجلها، وليس هذا فقط بل هام بها عشقا.

- ليس صحيح، قالها يونس بتهرب ليقول الآخر بتأكيد
- بل صحيح، اذهب وانظر الى المرآة سترى بأن عيناك تصرخ بحبها
يونس بكذب لكي يهرب من هذا الموقف: هههههههههههههههههههه هل تظن بأن يونس سيقع بغرامها حقا بل انا قولت لك هذا لاني رأيتها تراقبني من بعيد يعني ما فعلته لم يكون سوا جزء من خطة لوقعها ليس اكثر
- لا أصدقك أنت تكذب، قالها وهو ينظر له بنصف عين
دلالة على عدم تصديقه
يونس بمكابرة.

- تصدق أم لا هذا ليس بالأمر الهام بالنسبة لي ولم يتبقى سوا أيام معدودة لتصبح لي
نيكولايس بضيق
- لا تقول لي بأنك مازلت على رهانك السخيف هذا، ألم أقل لك بأني أنسحب منه
مط شفتيه بتفكير ثم قال بتوضيح
- بعيدا عن كل شئ هي تعجبني وتروق لي وأنا أريدها بأي ثمن...
نيكولايس بمحاولة يأسه منه لكي يغير رأيه
- إن كنت تريدها تزوجها، هي شرقية وأنت شرقي ومن نفس البلاد. وأنت تعلم مامعنى مقصدي جيدا. لا تكسرها وتندم بعدها.

- هيا تفضلوا الطعام جاهز، قالتها إستيلا وهي تفتح الباب الزجاجي الذي يفصل بين الحديقة والصالة ليدخلوا بالفعل وما إن وجدهم منشغلين عنهم حتى ذهب وجلس إلى جانبها وباغتها بقبلة على وجنتها جعلتها تلتفت له وهو تجز على أسنانها بغيض من وقاحته.

ولكنها تجاهلته وبدأت تتناول طعامها ما إن جلس الجميع حول الطاولة، ولكن هل سيمر هذا العشاء بهدوؤ بالطبع لاااااا، ف يونس بدء يمرر يده على فخذها من تحت الطاولة مما جعلها تشهق بخفوت ونظرت له وجدته مشغول بالكلام مع صاحبه وكأنه لا يفعل شئ...
أبعدت يده عنها بهدوء لكي لاتلفت النظر لهما وما إن رفعت الملعقة لتحتسى بعض الحساء حتى شهقت به وأخذت تسعل ما إن قرصها بقوة من ركبتها...

أما يونس إبتسم على مظهرها هذا وسحب كأس من الماء وجعلها تشربه بيده وهو يقول بتساؤل مصطنع
- مابكي...
شربت الماء وابعدت يده عنها بتوعد ولكن هل ابن الهلالي يتوب بالطبع لا، بل تجرء اكثر واخذ يمرر يده بحرارة على فخذها وما إن زادت وقاحته حتى إلتفتت له و سكبت حسائه الحار على قميصه ليصرخ وهو ينهض وأخذ يبعد مقدمة القميص عن صدره فهو يحرقه حقا.

ليجدها تنهض وتنظر له بشماته فهو يستحق هذا من وجهة نظرها، لتقول له بمكر: سوري
نظر لها بغضب ثم إلى نيكولايس وإستيلا التي يحاولان أن يكتمو إبتسامتهم فهما على علم بالحرب النارية التي بينهم، لتقول إستيلا بعدما نهضت
- إنزع قميصك سنغسله لك
ليقول يونس بألم وهو ينظر إلى فريسته بتوعد
- لا شكرا
إستيلا بإصرار
- هيا انزعه لن يأخذ مني سوى 10 دقايق
- إمممم 10 دقايق.

إن كان هكذا انت اكملي طعامكي وريهام ستغسله بدلا عنكي، هيا تعالي معي، قال الأخيرة وهو يسحبها نحو الحمام الذي ما إن دخله حتى دفعها وأغلق الباب وبدء ينزع قميصه بهدوء
نظرت له ريهام ببرود وعقدت ساعديها أمام صدرها وهي تجده يغلي كالبركان الغاضب، سحبت قميصه منه ما إن قدمه لها وإلتفتت لتضعها بجهاز الغسيل لتشعر به يقترب منها وهو يهمس بغضب أسود
- أنتى قد اللي عملتيه ده.

- إيوه قده، قالتها وهي تلتفت له ليلتصق بها أكثر
وقع نظرها على صدره العاري العريض لتجدهناك بقعة كبيرة نوعا ما محمرة بشدة من أثر الحساء على مايبدو بأنه إحترق حقا...
كادت أن تدفعه عنها ولكن قلبها الخاين جعلها ترفع يدها وأخذت تمرر أطراف أناملها على مكان الإحمرار لتشعر بتشنجات عضلاته تحت لمساتها الخفيفة لاتعرف اهو بسبب الألم أم بسبب هول المشاعر التي بدأت تعصف بهم معا.

سحبت نفسها من أسره وذهب نحو درج الحمام تبحث عن الإسعافات الأولية لتخرج مرهم حروق منها وما إن وجدته حتى عادت له وأخذت تضعه بتريث على موضع الحرق وهو جامد أمامها فقط ينظر لما تفعل إنحنى برأسه نحوها ببطء ونظره معلق بثغرها المنفرج ليجدها تبتعد إلى الخلف ولكن لم تستطيع الإبتعاد أو الفرار فخلفها جهاز الغسيل وأمامها هو...

نظر إلى عينيها الذابلة التي بدأت بالإنغلاق بالتدريج أخذ يقترب من شفتيها برغبة وحب لايعرف بأنه إنزرع بفؤاده لها كاد أن يقبلها إلا أنه توقف وإبتسم بغرور من إستسلامها هذا له ليقول بخوفت صادق نابع من القلب بعدما يمرر أنفه على جسر انفها ويحتضن وجنتيها
- بحبك،
فتحت عينها بذهول وهي لاتصدق هل إعترف لها ولكنها لم تعلم بأن هذه الكلمة هزت كيانه هو أكثر منها.

لينطق بصعوبة وكأنه تلميذ أول مرة يواعد بها أنثى في حياته ليقاطعها بقوة ما إن وجدها ستتكلم وبالتأكيد سترفضه
- هستناكي بكرة الساعة وحدة الضهر، في ساحة الكاتدرائية، لو جيتي هعتبرها تصريح صريح بحبك ليا وإنك عايزة تكملي معايا ولو ماجتيش هعتبرها رفض، و وقتها هبعد عنك ومش هتشوفيني تاني.

إبتعد عنها ما إن أعلن جهاز الغسيل بالتوقف حتى إنحنى وفتحه ليخرج قميصه منها وأخذ يرتديه وما ان انتهى حتى احتضن وجنتها مرة أخرى وقبل أنفها بخفة وهو يقول
- هستناكي
مسكت قلبها ونظرت إلى أثره وهو يخرج لتلحق به لتجده يحمل معطفه ويخرج بعدما إستأذن منهم بإبتسامة
نصر فهو وجد لهفتها له بعينها
#bach;.

إعتصر قبضته بقهر وهو يذكر هذا ياليته لم يفعل هذا بها، يعترف بأنه جرحها ولكن هي لاتعرف بأن جرحه أكبر منها يلوم نفسه ليل نهار لما حدث اااااخ لو سمع كلام نيكولايس وقتها ما كان حدث كل هذا
اعتدل بجلسته وهو يتذكر كلام نادية. هي محقه. فهو يجب أن يجعلها تحبه مرة أخرى يجب أن يحصل على رضاها مهما كلفه الأمر...

نهض وحمل متعلقاته الشخصية ليخرج من مكتبه بل من المستشفى بأكملها وهو عازم على أن يجعل حبيبة فؤاده تسامحه مرة اخرى، سحب هاتفه وإتصل بها أكثر من مرة حتى فتحت الخط وسمع صوتها الغاضب
- عايز إيه
ليقول بكل صدق
- عايزك
- متحلمش، قالتها بضيق ليتنهد وهو يقول بهدوء
- ريهام أنا عايز أشوفك
- وانا مش عايزة، قالتها ببرود مما جعل الآخر يقول بوجع من رفضها المستمر له: ليه.

- أنا حرة، قالتها بقوة ليغمض عينه وهو يزفر يحاول أن يسيطر على اعصابه التي تتلاعب بها بكلامها المستفز
- عشان خاطري ياحبيبتي
ريهام بإنفعال
- حبتك عقربة تلوشك، ملكش خاطر عندي وخصوصا بعد آخر مرة...
تجاهل كلامها وقال بجدية: بصي يقلبي أنا هستناكي بالليل في الفيلا عندي
- إيه في الفيلا. وانتا مفكر إني هاجي، قالتها بإستخفاف
لينطق هو بثقة
- هتيجي
- إيه الثقة دي كلها، قالتها بكل غيظ.

- أنا حافظك أكتر من نفسك، وعارف ومتأكدإانك هتيجي، هستناكي متتأخريش سلام، قال الأخيرة وهو ينهي المكلمة ثم صعد بسيارته وإنطلق بها وهو عازم ان ينهى هذا الخصام
في المساء بفيلا الهلالي كان يقف بالحديقة وهو ينظر الى ساعة يده بين الحينة والأخرى ينتظر قدومها
علي أحر من الجمر خفق قلبه ما إن وجد سيارة الحرس الخاصة بها تدخل من البوابة.

ليتقدم نحوها ويفتح الباب لها ما إن توقفت لتنزل هي بهدوء عكس نيرانها المندلعة بداخلها فهو أجبرها على القدوم عن طريق الحراسة لتقول بجدية ما إن وقفت أمامه
- أهو جيت زي ما أنتا عايز ممكن أفهم بقا في إيه
- بحبك وعايزك ليا لوحدي، قالها وهو يمسك يدها لتسحبها منه وهي تقول
- طيب، وبعدين
يونس بتمنى
- عايزك تسامحيني وتوافقي نتجوز وتبقى أم لأولادي.

- وأنا مش عايزة، قالتها وهي تستدير لتذهب ولكن تفاجئت بغطاء أسود كبير يرتفع ليظهر تحته سيارة
فتحت فمها ونظرت بتمعن إلى تلك السيارة السوداء الفخمة والمزينة بشكل رائع، لتجده يقترب منها بهيئته التي تخطف الأنفاس أو، بل الأصح خطفت أنفاسها هي بهالته الرجولية الطاغية عليه وعلى المكان.

خرجت من تأملها له عندما وجدته يمسك يدها مرة اخرى ويسحبها نحوه ليقبل كفها بكل رقة ثم أخرج من جيب سترته علبة مخملية سوداء طويلة بعض الشئ وما ان فتحها حتى ظهر لها مفتاح مزين بأنشوطة صغيرة حمراء وهو يقول بحب
- أنا عايز نبدء من الليلة صفحة جديدة وننسا كل المشاحنات اللي كانت مابينا وتقدري تعتبريها دي عربون هدنة ومحبة...

- بجد يااا يونس عااااايزنا نبدء من جديد،! قالتها بتسائل ماكرة ونبرة مليئة بالدلال العفوي لتزلزل به كيانه ذلك العاشق لها حتى النخاع، لتجده يومئ لها بتأكيد وهو يقول بلهفة حاول أن يداريها
- وجد الجد كمان، هااااا قولتي إيه.

- طيب، قالتها بوداعة حمل وهي ترفع منكبيها بقلة حيلة مصطنعة ثم سحبت المفتاح من بين أنامله وأخذت تتقدم نحو تلك السيارة التي تنافس سواد الليل سودا بخطوات واثقة وما إن وصلت اليها حتى وضعت رأس المفتاح الحاد على مقدمتها والتفتت الى ذلك الذي يراقبها بحاجبين معقودتين يترقب رد فعلها.

أبتسمت له بنتقام انثوي ممزوج بلذة إنتصار ما إن أخذت تمرره المفتاح بقوة على طلائها ليرتفع صوت مزعج للغاية ولكنه كان هذا الصوت بالنسبه لها أجمل من موسيقى بيتهوفن
وما إن إنتهت حتى تلمست هذا الخدش الذي دمر هديته الباهظة الثمن بأطراف أناملها وهي تمط شفتيها بأسف مصطنع.

- أوبسسسس سورررري بجد، بس أعمل إيه هو ده كان ردي على عرضك ببساطة أتمنى الرسالة تكون وصلت، سلاااام، قالت الأخيرة وهي ترفع يدها أمام أنظاره الغاضبة بكل إستمتاع ثم تركت المفتاح ينزلق من بين أناملها ببطء مستفز للآخر ليسقط على الأرض
- جبتي أخري معاكي يابنت الصعيدي، قالها بضيق شديد من عنادها
- اللي عندك أعمله، قالتها بتحدي ثم صعدت بالسيارة
نظر الى أثر السيارة وهي تخرج من الفيلا ليقول بتوعد.

- ما انا هعمل بس وقتها ماتجيش تعيطي ياعروسة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة