قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع

دخلت نادية إلى غرفة إبنتها الروحيةوإبتسمت بحب ما إن وجدتها تغط بنوم عميق توجهت نحو الستاير وفتحتها لتتسلل أشعة الشمس إلى غرفتها تنيرها و لتداعب جفون تلك الناعسة بشقاوة صريحة مما جعل أميرتنا النائمة تقطب جبينها بإنزعاج وهي تقول بعدما وضعت يدها أمام وجهها لتحجب الضوء
- ندوش بتعملي إيه...

- إصحي يلا، زهقت من القعدة لوحدي، قالتها وهي تتوجة نحوها وتسحب الغطاء عنها لتعتدل ريهام بجلستها بكسل شديد وأخذت تفرك عينيها ووجهها وهي تقول بصوت مبحوح من أثر النوم
- هي الساعة كام
نادية بتنهيدة
- الساعة 1 الظهر يلا ياقلبي قومي نتغدا سوا
فتحت إحدى عينيها ونظرت لها وهي تقول باستغراب
- ياااااه الوقت إتأخر خالص
جلست إلى جانبها ومسكت وجهها الشاحب وهي تقول: شكلك مانمتيش إمبارح كويس.

- أنا أصلا مانمتش لغاية النهار ماطلع، قالتها وهي تنهض لتذهب نحو المرآة وأخذت تمشط خصلاتها الثائرة
نادية بعتاب
- وليه كل ده بس يابنتي، ده إنتى عروسة ولازم تهتمي بصحتك
- عروسة إيه بس يا نادية، إنتى عايزة تجننيني، قالتها وهي تنظر لها عبر المرآة و ترمي الفرشاة من يده لتعتدل الأخرى بجسدها وهي تقول
- والله ده مش كلامي ده كلام الصحف والمجلات
قطبت جبينها وإلتفتت إلى عمتها وهي تقول بجهل
- مش فاهمة،؟ قصدك إيه.؟

رفعت نادية منكبيها وهي تقول بتوضيح
- والله يابنتي صحيت الصبح وشوفت الدنيا مولعة وخبر جوازك من يونس متصدر العناوين
زواج الإعلامية الجريئة من الطبيب النفسي الشهير
فتحت فمها وهي تقول بصدمة
- أكيد بتهزري
- لو مش مصدقاني. إفتحي فونك وشوفي...

- نهاره أسود لو طلع الخبر صح، قالتها وهي تتجه نحو هاتفها وتسحبه من مقبس الشاحن وما إن فتحته حتى كاد أن ينفجر من كثرة إشعارات الرسائل والمكالمات الفائتة، تجاهلت هذا كله وذهبت إلى مواقع الأخبار لتفتح عينيها بجنون عندما وجدت صورتهما معا بالصفحة الأولى كخبر رئيسي
عند هذه النقطة رمت هاتفها إلى جانبها بإنزعاج ما إن جلست على فراشها وهي تضع رأسها بين يديها بضيق لاتصدق مارأته الآن.

مرت أكثر من دقيقة على سكونها بهذا الوضع ثم رفعت رأسها ونظرت إلى عمتها وهي تقول بصوت عالي نسبيا
- شفتي عمل إيه البجح ده عايز يلوي دراعي
إبتسمت نادية على إنفعالها لترفع يدها وأخذت تملس على خصلاتها وهي تقول بحب
- ليه ماتقوليش إنه عمل كده من حبه فيكي
ريهام بإستنكار وهي تنهض: حب ايه،؟ اللي زي يونس ميعرفش ايه هو الحب اصلا. ده واخذها عناد وبس، وانا لازم احط حد للمهزلة دي.

- على فين. قالتها نادية وهي تجدها تخرج لها ثياب وترميها على السرير بإهمال لتقول وهي تتوجة نحو الحمام: هروح أربيه وهاجي مش هتأخر
نظرت نادية إلى باب الحمام التي أغلقته خلفها وهي تضرب كف بكف
- لاحول ولا قوة الا بالله، تصدقي إنتو الإتنين عايزين تربية. أما أروح أكلمه واشوف ناوي على إيه
قالتها وهي تخرج من غرفتها وتتصل ب يونس الذي أجابها على الفور بكل نشاط
- صباح الخير ياحماتي.

- حمى تجيب أجلك يابعيد وتخلصني منك، قول آمين
ضحك يونس من كل قلبه وهو يقول
- هههههههههههه
واهون عليكي ياندوش ده أنا حتى بعد كام يوم هكون جوز بنتك اللي دماغها جزمة قديمة
نادية بهدوء تحاول أن تصل معه لحل
- هدي اللعب يا يونس ماينفعش اللي بتعمله ده، البنت كانت هتروح فيها أول ما عرفت إللى انتا هببته...
يونس بلهفة
- بعد الشر عليها، وبعدين هو أنا عملت إيه لكل ده.

- بلااااش يابن الهلالي تعمل نفسك برئ، إنتا عارف إن ريهام مش هتيجي بالعند قالتها بغيظ وصوت عالي
ليأتيها صوت يونس ببرود
- لا هتيجي وغلاوتها عندى هتيجي، إن ماكسرت عنادها وخلتها تبقا مراتي غصب عنها واااا
قاطعته بضيق
- هي مش فتونة يا يونس
- لا فتونة عشان بنت أخوكي مش بيمشي معاها إلا كده، قالها بإصرار عجيب على قراره ورأيه
نادية بعدم تصديق من طريقة تفكيره.

- يابني هو أنتا مفكر إن ريهام هترضى بالأمر الواقع وهتوافق
- وأنا مطلبتش موافقتها...
ما إن قالها بهدوء ونبرة جليدية حتى قطبت جبينها بترقب
- يعني إيه، إنتا بتتكلم جد
- وجد الجد كمان، أنا هتجوزها وهجيبها عندي
ووقتها تقعد في بتها معززة مكرمة وتوافق براحتها أو ماتوافقش مش هيغير حاجة. أخرجي منها إنتى بس وسيبيهالي أربيها بطريقتى إن ماطلعت الأربع سنين من عنيها ده أنا قربت أعجز وهي ولاحنت
نادية بقصف جبهات.

- بق باشاااااا. يعجبني فيك حماسك وإنك مصدق نفسك أوي بس نصيحة مني بلاش تعيش الدور أوي كده...
تجاهل كلامها وكأنه لم يسمعها ليقول بجدية
- جهزي نفسك ياندوش الليلة هاجي أخطبها رسمي منك
نادية وهي لاتصدق تهور الآخر
- خطوبة إيه لا إله إلا الله أقول طور يقولو إحلبوه. إسمع يابني الأمور ماتجيش كده، إنتا كده هتخسرها بشكل نهائي وقتها مش هيفيد الندم، ما إن أنهت كلامها حتى سمعته يصرخ بغضب وتحدي.

- وعزة جلالة الله ماانا سايبها إلا وهيا مراتي على سنة الله ورسوله قلبا وقالبا بمزاجها أو غصب عنها
نادية بغضب
- إيه هو اللي غصب عنها هي تايها...
إنتا ناوي تعمل إيه بالظبط، ماتخلنيش أغلط فيك ها وأوزن كلامك كده، وبعدين بتصرخ في وشي ليه هو إنتا مافيش حد مالي عينك ولا إيه
مسك رأسه وقال بإعتذار بعدما زفر بقوة.

- أسف ياندوش مش قصدي بس والله أنا بحبها وجبت أخري معاها أربع سنين وأنا بتمنى نظرة رضا منها وهيا ولاهيا هنا تقولي مكان قلبها في حجر وبعيدا عن ده كله إنتى عارفة ومتأكدة إنها بتحبني زي مابحبها بس مش هتبقى ريهام لو ماعندتش...
كادت أن تتكلم ولكنها صمتت ما إن أكمل كلامه بهدوء.

إحنا كبرنا مش صغيرين والعمر بيجري بينا لحد إمتى هنفضل كده ايه مش عايزة تشيلى عيالنا ولا إيه. وعلى إيدك أهو أنا حاولت كام مرة وبكل الطرق إني أراضيها ومع الأسف هي فكرت إن محاولاتي دي ضعف مني
تنهدت بقلة حيلة ثم قالت
- بس إنتا كمان غلطت في حقها أوعى تنسى النقطة دي وتعمل فيها غلبان ومظلوم
يونس بتأكيد
- عارف إني غلطت وحقها بس الخصام طول ياندوش وسنة جرت سنة إيه مش عايزة تشوفيها عروسة مش دي أمنية حياتك.

- أيوة أمنيتي، بس مش إجباري وأنا اللي هاقفلك المرادي. قالتها بتحذير...
- إنتى مصدقة إنها رافضة بجد، الكلام ده ظاهريا بس جوها بتتمنى زي ما انا بتمنى ويمكن أكتر كمان بس عزة نفسها هي اللي واقفة قدامنا، أدعيلنا إنتى بس وأنا أوعدك إنك هتشيلي أول حفيد ليكي بعد جوزانا ب تسع شهور بالظبط، قال الأخيرة بإبتسامة حالمة بثقة عالية.

- أهى قلة أدبك دي هي اللي إنتا فالح فيها بس، قالتها بغيظ ليضحك الآخر عليها وهو في قمة حماسه
- ده يونس، قالتها ريهام وهي تنظر إلى عمتها بعدما خرجت من غرفتها، سحبت الهاتف منها ما إن أومئت لها بنعم لتقول بجدية
- إنتا فين...
إعتدل بجلسته وهو يقول بمشاكسة
- صباح الخير يا مارشميلو
- عايزة أشوفك، قالتها وهي ترتدي حذائها لتسمعه يتنهد بشوق وهو يقول
- وأنا كمان عايز أشوفك ياقلبي...

إستقامت بطولها وقطبت جبينها وهي تقول بتساؤل
- نتقابل فين
إبتسم بثقة كبيرة فهو قد وصل لما يريد وهي أن تأتي له بنفسها ليقول
- أنا في المستشفى، تعالي...
أغلقت الهاتف بوجهه ما إن سمعت إجابته ثم أعطته لنادية وخرجت لتنظر الأخرى إلى أثرها وهي تقول بغيظ منهم
- والله إنتو الإتنين مجانين ولايقين على بعض جدا
(ههههههههه اه والله صحيح ياندوش ربنا يعينك عليهم
وعلى عنادهم ).

في المستشفى كان يجلس خلف مكتبه وهو يراقب مدخل الإستعلامات عبر الحاسوب المتنقل الخاص بالعمل فهو متصل بالكاميرات الأمنية، أخذ يحرك قدمه بتوتر وعينه على الشاشة بترقب. ينتظر قدومها على أحر من الجمر.

نبض قلبه بقوة وإعتدل بجلسته بإستعداد ما إن لمحها تدخل من الباب الزجاجي برشاقة اخذ يراقب خطواتها السريعة بعض الشئ بعينين كالصقر وهو يتأمل هيئتها من الأسفل إلى الأعلى فهي كانت ترتدي شوز رياضي من اللون الزهري الفاتح مع جينز قصير بعض الشئ يصل إلى نصف ساقها وبدي ربع كم زهري وقصير أيضا بالكاد يصل إلى عنق بنطالها...

عض شفته بضيق وغيرة وهو يفكر هل الجميع يراها الآن بهذه الشكل المثير ياالله لم عليها أن تكون بكل هذه الإثارة
أووووف، زفر بحرارة وهو يراها تحرك شعرها إلى الجهة الاخرى، ذلك الشعر المغري الذي تركته على طبيعته بتمويجات بسيطة ولكنه جميل وطويل يصل إلى نهاية ظهرها...
أغلق عينيه ما إن إختفت من أمامه ودخلت إلى المصعد.

أخذ يتنفس ببطء ليسيطر على إنفعالات قلبه ذلك المسكين الذي وقع بعشق تلك المتمردة القاسية التي لاتعرف الرحمة، فتحهم وأغلق الحاسوب الذي أمامه
ثم رجع بظهره ال6ى الخلف ونظر إلى الباب ينتظر قدومها وماهي سوى ثواني حتى إنفتح الباب دون ان تستئذن حتى.

ثم أغلقت الباب بهدوء لايمد بصلة لما هي عليه الآن لتقف أمامه و وضعت يديها بجيب بنطالها الخلفي بحركة تحدي صريحة منها ثم أخذت تبادله النظرات بقوة تنافس قوة أنثى الفهد...
ليرفع حاجبه وهو يقسم بأنه يرى ألسنة النيران الملتهبة عبر حدقتيها السوداء الغاضبة لتقول بعد صمت لايستهان به: انا عايزة أعرف إنتا بأي حق تعمل كده
فهم مقصدها على الفور وقال بهمس بعدما نهض وإقترب منها
- ليا كل الحق فيكى.

اإقتربت منه أكثر وهي تقول بنرفزة من أسلوبه معها
- على أي اساس مبني كلامك ده، انا مش موافقة اتجوزك عايزني أقولها بأي لغة عشان تفهمها
مط شفتيه بلامبالاة بكلامها ثم قال ببرود
- قولي مش موافقة من هنا لبكرة، مش هيفرق معايا عارفة ليه!
. دعشان إنتى كدابة، قلبك ده بيموت فيا، قالها وهو يضع يده على صدرها بوقاحة لتضرب يده بغضب وهي تقول
- بلاش طريقتك دي معايا، وزي مانشرت الخبر و نزلته إرجع كدبه تاني أحسلك.

نظر لها بنص عين وهو يقول
- شامم ريحة تهديد في الكلام
عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت بتحدي
- شامم مش متأكد يعني وبعدين ده اللي عندي اذا كان عجبك، ويلا كلمهم قدامي دلوقتي حالا
- عايزاني أقولهم ايه بالظبط، قالها وهو يقطب جبينه باستفهام مصطنع مما جعلها تكز على أسنانها بقوة ثم دفعته من صدره وهي تقول بإنفعال
- بلاش إستهبال، قولهم ع الحقيقة طبعا.

وضع يديه على منكبيها وسحبها نحوه لينحنى إلى مستواها وهمس إلى جانب أذنها
- أقولهم يعني إنك مراتي من تلات سنين وفي السر
صعقت من ما سمعت الأن، أخذت تبعده عنها وهي في قمة ذهولها من ما قال لتنطق بإستغراب: نعم،! مرات مين
- مراتي طبعا، ماهي دي الحقيقة ياحلوة، قالها بجدية تامة وهو ينظر لها ثم ذهب وأخرج بعض الأوراق من الخزنة وإقترب منها ووضعهم بين يديها
وأكمل بثقة، أقريهم وإتأكدي بنفسك من كلامي.

فتحت الملف وأخذت تتفحص الأوراق بدقة ليشحب وجهها فورا ما إن وقع نظرها إلى توقيعها بنهاية العقد، نعم هذا، عقد، زواج، رسمي
كادت أن تتكلم وتصرخ ولكنها قطبت جبينها ما إن تذكرت شئ مهم، هو دائما وأبدا ما يقول انها شئ خاص به، تتذكر جيدا كم مرة عرفها للناس بأنها زوجته وكانت تتشاجر معه على كلامه هذا...
رفعت نظرها له وهي تقول بعدم فهم لما يحصل الآن
أو بالأصح عقلها لايتقبل هذه الحقيقة البشعة.

- كل مره حد بيقرب مني بتروح تضربه وبتقوله ماتقربش تاني من مراتي، ده معناه ان الأوراق دي موجودة عندك من زمان
تنهد براحة وذهب وجلس خلف مكتبه وأرجع رأسه إلى الخلف وأغمض عينه وهو يقول
- يااااااه أخيرا أخدتي بالك
نظرت له ريهام وهي ترتجف من شده توتر أعصابها لتقول بنبره مهزوزة: أكيد الأوراق دي مزورة
اعتدل بجلسته وهو يقول بعتاب يرفع الضغط.

- تؤ تؤ تؤ ازعل منك، مهما كان ذكائك فائق أوعي تستهيني بذكاء اللي قدامك ركزي فيهم كويس وهتلاقي إن الاوراق اللي بين إيديكي دلوقتي حقيقية 100% وده توقيعك. أنا مش بتاع تزوير ده ورق رسمي ومثبت كمان.
أخذت تنظر مرة أخرى إلى الورق ثم نظرت له وهي تقول بهدوء
- يونس
يونس بلهفة وحب
- ياروح يونس.

- طلعت روحك بلاش إستفزاز، ممكن أعرف إزاي وإمتى أنا وقعت ع الورق ده. قالت الأخيرة بصوت عالي وهي ترميه أمامه على سطح المكتب
نظر لها بلامبالاة بعصبيتها ثم قال
- مش مهم إزاي. المهم دلوقتي إنك مراتي
صرخت ريهام بشبه جنون: عاااااااا يابارد، إنتا إيه هتكدب الكدبة وتصدقها
ورقك ده باطل شرعا
مال بجسده على سطح المكتب وسند جسده بساعديه وهو يقول بجدية
- قانونيا إنتى مراتي وده المهم.

ذهبت و وقفت أمامه وضربت يدها على المكتب
وهي تقول
- ليه بتخليني أكرهك أكتر ما أنا كرهاك
يونس بصدق وإصرار
- ممكن أعمل أى حاجة تخطر ببالك في سبيل إنك تكوني ليا...
- هو انتا مفكر ان الورق ده هيجبرني أكون معاك
نصيحة مني ماتحلمش
مش أنا اللي أجي بالطريقة دي عن إذنك
. قالتها وهي تلتفت لتتراقص خصلاتها خلفها بحركة أثارته بشكل لا يوصف
لينهض بسرعة خلفها وسحبها من عضدها نحوه وهو يقول بهمس.

- جهزي نفسك الليلة هكون عندكم عشان نلبس الخواتم
- إنتا إيه، قالتها وهي تود أن تخنقه بيديها الاثنتين
ليقبل صدغها بعمق رغم مقاومتها ثم قال ما إن وضع جبينه على خاصتها
- أنا واحد بيحبك أكتر من نفسه وأخد عهد على نفسه إنك هتكوني ليه لو كان ده آخر حاجة يعملها في حياته
لو العمر مافضلش منه غير ليلة، هختار إنها تكون معاكي
ريهام برفض لما يقول
- ده مش حب، إنتا أناني بتعمل ده كله عشان قولتلك لا...

لينطق يونس بعد تفكير
- إمممم اعتبريها زي ما إنتى عايزة المهم النتيجة ودلوقتي روحي ع البيت عشان لوفضلتي دقيقة كمان مش هضمنلك نفسي وهاكلك...
كادت أن تتكلم ولكنه قاطعها وهو يقترب منها بشكل خطير وهو يقول
- شكلك كده حابة إنك تتاكلي وبصراحة انا كمان مش عايز تروحي أصل أنا جعان أوي واااا.

صمت وأنزل رأسه وأخذ يحركه يمينا وشمالا وهو يبتسم بحب عليها ما إن وجدها تفر من أمامه وتخرج من مكتبه بخوف حاولت أن تداريه، سحب شعره إلى الخلف وهو ينفخ بكل قوته لعلى هذا يقلل من حرارة النيران الملتهبة التي تحرق قلبه دون رحمة في بعدها
(هو مافيش واحد يونس ليا اشمعنى ريهام )
في شقة نور الأسيوطي كان يصدح صوت سارة في الأرجاء وهي تقول بغيظ من غباء الأخرى من وجهة نظرها
- يعني معرفتيش إذا كان ميال ليكي ولا لاء.

نظرت لها نور وعينيها تقطر قلوب وهي تقول بصوت هائم: معرفش ياصرصورة معرفش يخربيت الحب وسنينه. شفتي إمبارح في عيد ميلادي عمل إيه عشاني، نظراته هييييح ولاااا همساته و تعلقه فيه بالشكل ده خلاني محتارة
تأفأفت سارة بضيق وهي تقول
- يعني فهميني هو بيحبك ولا لاء يا أخرت صبري
زمت الأخرى شفتيها بتفكير وهي تقول
- أمممم معرفش بس تفتكري هو بيحبني
سارة بجهل.

- والله المجنون بتاعك مش مضمون لازم يكون في دليل ملموس عشان أقدر أقولك.
- إخص عليكي متقوليش عليه كده أزعل منك. قالتها وهي تدفعها من كتفها لتعض سارة شفتيها بقوة وأخذت تسحبها من مقدمة ثيابها وهي تقول
- أااومال عيزاني أقول إاااايه يامهزقة وهو سايبك كده لاطايلة أرض ولا سماء...
أبعدتها نور عنها ثم أخذت تعدل فستانها وهي تقول.

- لو سمحتي ياصرصورة أنا مش مهزقة أنا بس بحبه و كل الحكاية إن الموضوع لازم يجي واحدة واحدة مش كله هيحصل في يوم واحد وأهو عزمني ع العشاء يعني في تقدم. ودلوقتي سيبك من كل ده وقوليلي إيه رأيك في فستاني حلو ولا أغيره
جلست سارة بمكانها وهي تقول بتهكم
- أيوة عزمك وإنتى وافقتي و زي الهبلة و هتجري عليه
نور بإستنكار مضحك
- إنتى عايزاني أرفض ولا إيه ده أنا ماصدقت إنه نطق...
سارة بسخرية.

- مش بقولك مهزقة، ماهو طول ما إنتى كده مدلوقة عليه عمره ماهيتحرك خطوة ليكي...
- أعمل إيه طيب ساعديني، قالتها وهي تعقد ساعديها أمام صدرها بزعل مما جعل سارة تقترب منها اكثر وتحتضنها بحب وهي تقول
- متزعليش ياقمر، سبيها عليا الحركة دي، وقولي لي هو هيجي إمتا
نور وهي تنظر إلى الساعة وتقول
- المفروض ييجي دلوقتي.

- حلو أوي، ما إن قالتها سارة بإبتسامة لاتبشر بالخير حتى إرتفع جرس الباب لتنهض نور من مكانها بلهفة وهي تقول بحماس
- ده أكيد هو
- إترزعي فمكانك، قالتها ساره وهي تقف أمامها وتدفعها من منكبيها لتجلس مره أخرى على الأريكة ثم أخذت تهندم ثيابها وهي تقول بثقة
- بصي وإتعلمي إزاي هجننه
فتحت فمها بصدمة من كلام الأخرى ثم أخذت تقول بإستفهام.

- تجننيه؟ ليه هو ناقص، ده كده هيضيع من إيدي يابت الهبلة، قالت الأخيرة وهي على وشك البكاء ما إن وجدتها تتركها وتذهب نحو الباب وتفتحه لتبتسم بإصفرار ما إن قال الآخر وهو متفاجئ من ظهورها أمامه
- فين نور،؟
سندت نفسها على الباب بخبث وهي ترى بأن إبتسامته إنمحت ما إن وجدها هي أمامه لتقول بترحاب
- أهلا إياد باشا
تجاهل سلامها وأخذ ينظر إلى الداخل لعله يلمحها وهو يكرر سؤاله: فين نور،؟

نظرت سارة له بتقييم ثم قالت ببراءة
- جوا، في حاجة
- ناديها، قالها بضيق وعدم صبر لتبتسم له بمكر وهي تقول: حاضر، نوررررررر، يانوررررر
- في إيه، قالتها وهي تأتي بسرعة نحوها لتبتسم بإتساع ما إن وجدته أمامها حتى قالت بدعوة
- إتفضل يا إياد، واقف ع الباب كده ليه
وضعت ساره يدها على مأزر الباب وهي تقول بصرامة: يتفضل فين إنتى هبلة. دي شقة بنات يدخلها إزاي.

رفع إحدى حاجبيه ونظر لها بضيق من وقاحتها ليقول بعدما زفر بضيق
- أنا أصلا مش جاي أدخل يالا يانور.
قال الأخيرة وهو يتقدم نحوهم و يمسك يدها ويسحبها خلفه ليلتفت بسرعة نحو سارة تلك التي سحبت نور منه وهي تقول بجدية
- إستنى هنا إيه هي وكالة من غير بواب، على فين،؟
نظرت لها نور وهي لاتصدق تصرفات صاحبتها لتقول بإبتسسامة مصطنعة.

- في إيه ياصرصورة هو أنا مش قولتلك يااااحبيبتي إن إياد عازمني ع العشا أكيد نسيتي صح...
حركت رأسها بنفي وهي تقول بجدية
- لا منستش بس، الدعوة دي بمناسبة إيه، وليه، وبأي صفة يعزمك أصلا
- إنتى عايزة إيه بالظبط، قالها وهو ينظر لها بغضب يحاول أن يداريه بهدوء صوته
لتقول سارة بدهاء.

- هعوز إيه يعني يا إياد باشا تعزمني معاها مثلا أكيد مش هتعملها يعني، بس كل الحكاية ان5 نور مجرد ممرضة عادية بتشتغل في المستشفى اللي حضرتك بتتعالج فيها مع إني شايفة إنك خفيت ومش محتاج أي علاج، يبقى تعزمها ليه بقا
إعتصر قبضته بقوة وهو يحاول أن يحافظ على هدوئه الخارجي وأن لا يقتلها الآن: زي ما إنتى شايفة أنا خفيت ونور تعبت معايا فاقولت أعزمها من باب الذوق مش أكتر.

- كلك ذوق والله ياباشا، بس إعتبرها وصلت ودلوقتي بعد إذنك لازم ندخل عشان الوقفة دى متصحش يعنى
ما إن قالتها حتى إلتفت إلى نور التي ترفض الدخول لتهمس لها
- يلاااا متنحيش كده بدل ما أديكي بالشبشب على وشك زي البرص، يلااااا، قالت الأخيرة بصوت منخفض وهي تدفعها نحو الداخل لتنظر إلى إياد بإبتسامة صفراء وهي تغلق الباب في وجهه و تقول: بااااي...

كادت نور أن تصرخ بها إلا أنها انها وضعت يدها على فمها وهي تضحك وتقول بشماتة
- شفتيه كان هيولع فيا إزاي
نظرت لها نور والدموع تلمع بعينها كالأطفال
- أاااه ياجزمة ده أنا اللي هولع فيكي، والله حرام عليكي، كده هيطير من إيدي بجد
- بالعكس وهتشوفي ده وقع اكتر، قالتها وهي تعيد شعرها إلى الخلف بدلال.

أما في الخارج كان يقف إياد وهو ينظر إلى الباب الذي أغلقته بوجهه وهو لايصدق حتى الأن ماحدث وضع يده بجيب سترته وأخرج هاتفه ليتصل ب أيمن الذي كان ينتظره بالأسفل ليأتيه صوته العملي وجاد
- أيوة ياباشا
- إطلعلي بسرعة قبل ما ارتكب جناية في اللي إسمها سارة ده إذا كان أمرها يهمك ومحتاجها
- ليه مالها، قالها بلهفة وهو ينزل من سيارته ليقول الأخر بنفاذ صبر
- هتطلع ولا أتصرف أنا.

- أهو طالع، قالها أيمن وهو يدخل من بوابة العمال بسرعة ليغلق إياد الهاتف وهو يحاول أن لا ينفجر من شدة غيظه
مرت دقيقتان حتى سمع صوت فتح باب المصعد ليخرج منه أيمن وهو يقول
- مالك ياباشا بس مولع كده ليه
نظر له إياد بغضب وهو يقول: بقى أنا يتقفل الباب في وشي، وتقولي إعتبرها وصلت
- إحممم ليه هو حصل إيه، ما إن قالها بترقب حتى بدء يسرد له ما حصل ليبتسم الأخر رغما عنه من شقاوتها التي لاتنتهي...
إياد بغيظ مضحك.

- إضحك إضحك، عشان أدخل أولعلك فيها دلوقتي
انا اللي حاشني عنها هي اني عارف غلاوتها عندك
- غلاوة إيه بس، دي مجرد معرفة مش أكتر، قالها بتهرب لينظر له بتمعن وهو يقول
- والله وإتعلمنا نكدب يا أيمن...
بادله النظر بإبتسامة وجع وكأنه يقول الذي مثلي لايحق له أن يحيا حياة طبيعية، تنهد بقهر ثم إلتفت وطرق الباب وهو يحاول أن يخفي إرتباكه.

لتفتح الباب بإبتسامة ثقة ولكن سرعان ماقطبت حاجبيها بإستغراب ما ان رأته لتقول بدهشة
- أيمن! بتعمل إيه هنا
أخذ يتقدم منها بهيئته الضخمة وهو يقول
- إنتى اللي بتعملى إيه هنا
- ده بيت صحبتي، قالتها وهي تترك الباب وتعود إلى الداخل فهو يقترب منها دون توقف لتتعثر بطرف الأريكة ليحاوط خصرها ويسحبها نحوه لكي لا تقع وهو يهمس بعدما أسر عينيها بعينه وهو يقول بخفوت
- يعني إنتى ضيفة عندها بتعملي دوشة ليه هاااا.

- مش هسيبه يخذها هي سايبة ولا إيه، قالتها وهي تنظر له بتحدي...
أما نور ما إن وجدت إياد امامها مرة أخرى وأخذ يمد يده لها حتى جرت عليه بسعادة طفلة وتمسكت به لتقول سارة بعدما حدجتها بنظرات غاضبة
- آه ياواطية
نظر لها أيمن بتمعن وهو يقول.

- لما الموضوع يخص صحبتك بتبقى أسد ولما يخصك بتقلبي فأر، حرصك ده عليها كنتي إنتى أولى بيه أأقلها كنتي حميتي نفسك قبل ماتقعي في طريقي، وأهو دلوقتي إنتى بين إيديا مين اللي هيخلصك مني ياحلوة
تجاهلت سارة كلامه كله ولم تنتبه سوا لشئ واحد
- بقااااا أنا فار يابغل انتا
قرصها من خاصرتها بقوة وهو يقول من بين أسنانه
- لسانك ليوحشك
سارة برفض ومقاومة.

- أوعى كده. إمشي من هنا وخد صاحبك الدكتاتوري اللي بيستغل طيبة صحبتي معاك
نظر أيمن إلى نور التي تكاد أن تذوب خجلا كزبدة من همسات إياد لها
- بس باين أوي إن صحبتك بتحبه وموافقة عليه
- ماهي عشان هبلة، قالتها وهيا تنظر إلى صاحبتها التي تقسم بأنها لم تراها بهذه السعادة من قبل
ليتنهد أيمن وهو ينظر إلى قربها منه ليقول بتسائل
- وانتى مش عايزة تكوني هبلة زيها.

سارة بوجع ممزوج بسخرية: ما أنا كنت هبقى زيها هبلة بس الحمدلله انت خلتني أصحى
فهم مقصدها وأبتعد عنها وهو يقول بجدية
- مش وقت الكلام ده دلوقتي يلا معايا
سارة بعدم فهم
- يلا فين
- تيجي معانا ع الفيلا، إنتى كمان معزومة من طرفي ع العشا
سارة بصدمة من دعوته هذه لتقول برفض مصطنع مغلف بكبرياء أنثى
- انتا بتقول إيه لا طبعا، مش هاجي
- يلا وبلاش مناهدة، قالها وهو يمسك يدها لتسحبها على الفور وهي تقول بضيق.

- بقولك مش عايزة
- بس أنا عايز، قالها وهو ينحنى بجذعه الضخم وحملها على كتفه بخفة تحت صدمتها ثم خرج بها تحت ذهول نور وإبتسامة إياد، ليلتفت لهم أيمن وهو يقول
- أنا هنزل ع السلم عشان بالوضع ده مش هينفع الأسانسير، أشوفكم تحت
- ده أخدها بجد، قالتها نور وهي تفتح عينيها ما إن وجدته ينزل السلم بصاحبتها التي كانت تصرخ به لكي ينزلها ولكن لاحياة لمن تنادي ليضحك عليها إياد وهو يرى صدمتها ليقول.

- ده طبع فينا، نطلب الحاجة مرة واحدة جت كان بيها ماجتش نسرقها، تعالي بقا لما أسرقك إنتى كمان
قالها وهو يحملها وينزل بها من السلم لتصرخ بتوتر وهي تقول
- عااااا في إيه، إياد طمني عليك إنتا طبيعي
وجدته يقول بحماس وهو ينزل بكل نشاط
- طبيعي جدا بس جه على هوايا إني أخطفك
نور بإستفهام مضحك
- وتخطفني ليه أنا جايا معاك بمزاجي، أنزلها بالطابق الثاني ودفعها على الحائط بهدوء ثم حاوطها بذراعيه وهو يقول بهمس.

- أنا عايز اخطفك كيفي جاااا على كده، عندك إعتراض
- أبدااا، قالتها وهي تنظر إلى بؤبؤ عينيه بسرحان
ليبتسم بثقة ثم حملها مثل شوال البطاطا وهو يقول
بتفكير
- إنتى كام كيلو يانور
نور بخجل من هذا السؤال
- 50 كيلو
- كدابة شكلك كده عديتي ال70 يابقرة، قالها وهو يحملها جيدا ثم أكمل طريقه ليضحك من كل قلبه عليها ما إن سمعها تصرخ بعدما إستوعبت كلامه
- عاااااااااااا أنا بقرة نزلني ده إنتا موتك على إيدي النهاردة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة