قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السابع والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السابع والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل السابع والعشرون

أنشق ظلام الليل ولم تغفى عينه أبدا بعد ليلتهم الجامحة بالمشاعر الجبارة، كان يسند رأسه على ساعده وهو يراقبها بشوق كبير وكأنها تحفة فنية نادرة الوجود...

إقترب بوجهه منها ليمرر انامله على ملامحها المتعبة والشاحبة وأخذ يبعد خصلاتها المتناثرة ليظهر له وجهها بوضوح ليقبل عينيها الذابلة بهدوء، لينتقل إلى وجنتها الناعمة والمحمرة من أثر النوم وشغفه بها، قبلاته كانت حب وخوف حقيقي بعيدا كل البعد عن الرغبة...

مسك يدها وأخذ يقبل أصابعها الرفيعة واحدة تلوى الأخرى ليسحبها من رسغها إلى أحضانه وأخذ يعتصرها بين ذراعيه بقوة ولم يتركها حتى سمعها تتأوه بألم من عنفه معها إبتعد عنها ونظر لها بلهفة وهو يقول بخوف
- وجعتك!
نظرت له بنعاس وتهكم وقالت بصوت متحشر
- ماتخافش أوي كده دي مش حاجة جديدة عليك، ده العادي بتاعك.

- كلامك ده هو الوجع بحد ذاته، قالها بحزن وهو يدفن وجهه بتجويف عنقها وأخذ يستنشقها بصوت وكأنها أكسير الحياة ثم أكمل بتعب محب، اااااخ منك يا سارة، أنا مش عارف أشبع منك إزاي، إذا كنتي فحضني وقدام عيني وبتوحشيني ياويل قلبي لو بعدتي عنه في يوم، هيحصل فيا وفيه إيه
- ياااه قد كده بتحبني.

همست بها وهي تبعده عنها لينظر لها بعتاب هل ما زالت تسأل ألا ترى لوعته بها ألا ترى بأنه تحدى الجميع لأجلها، مسك يدها ووضعها على صدره وقال بمشاعر صادقة تدل على جنونه بها
- شايفة قلبي ده، إنتى النبض اللي عايش بيه قلبي
لمعت الدموع بعينيها ما إن لمست صدقه لتقول بغصة: بس يا أيمن حس بيا أنا تعبانه بجد...
- أنا تعبان أكتر منك، لأن تعبك ده بيتعبني، ليه مش قادرة تتقبلي إني بقيت جوزك خلاص وإنتى مراتي.

ليه مانعش طبيعي وننسى كل حاجة زي إمبارح.
هاا ليه، قالها وهو ينحنى برأسه نحوها ليقبلها ولكن منعته بيدها وهي تقول بخفوت وشفاه ملوية كالأطفال
- ممكن أطلب منك طلب
اخذ يتحسس ثغرها ليستشعر نعومتهم برغبة وهو يقول بعدما إبتلع لعابه بصعوبة
- أكيد ياعمري كله ده إنتى تؤمريني أمر، وهتلاقيني نفذته قبل ما تؤمري بيه حتى
تهربت من نظراته المتلهفة لها والتي تتمنى رضاها لتقول بصوت بالكاد سمعه خوفا من رد فعله.

- عايزة أبعد شوية، أنا محتاجة مساحة و
- لااااا، قالها بإنفعال وهو يمسك وجهها ويعتليها تمام ليسند مقدمة رأسه على خاصتها وهو يكمل بترجي
إلا ده ياصرصورتي. إلا ده ياحبيبتي، مش هقدر عليه. بعد مادقت حلاوة قربك وجنونك إمبارح مش هقدر ع البعد صدقيني، إنتى بقيتي شغفي شغف أيمن
متستكتريش نفسك عليا، والله أنا لسه ماشبعتش ولا رويت عطشي منك، أسيبك إزاي بس قوليلي.

حاولت أن تدفعه عنها ولكنها فشلت فهو كان كالغراء ملتصق بها لتقول بضجر: إفهمني يا أيمن
أخذ يمرر أنفه على وجنتها وهو يتنفسها بعمق ويقول
- إنتى اللي لازم تفهمي إني قدرك، وقد ماتتقبلي ده بسرعة قد ما هيكون ده الأحسن ليكي وليا لأن مافيش عندك مفر مني...
مسكها من ذقنها ورفعه نحوه ليلصق شفتيه بشفتيها وأخذ يقول من بينهم بتملك غير آبه بتأوهها من قسوة قبضته عليها. سامعة مافيش مفر مني، مااافيش.

نظرت له بإختناق دون أن ترد عليه بحرف فعلى مايبدو بأن طريقته معها لم ولن تتغير أبدا لتدفعه عنها بهدوء على عكس نيرانها ليحررها أخيرا منه وأخذت تلملم الملاية حول جسدها جيدا قبل أن تنهض وتتوجه إلى الحمام بسكون تام...
ليتتبعها بعينه وما إن أغلقت الباب حتى أرجع رأسه على الوسادة وهو يشعر بأنه عاجز، نعم عاجز لايعرف ماهو الصواب وكيف الخلاص من كل هذا...

كل ما يريده هو أن يحيا بشكل طبيعي مع من يحب ويكون أسرة صغيرة دافئة متماسكة. هذا هو مايريده من الدنيا وما فيها...
بعد نصف ساعة كان لا يزال مستلقي على السرير وهو يضع ساعديه خلف رأسه وبنظراته الوقحة كان يتفحصها من رأسها حتى إخمص قدميها، تنهد بحرارة وهو يرها كيف تقف أمام مرآة الزينة بقوامها الممشوق وهي تسرح شعرها الطويل بسلاسة آاااه والف آاااه من شعرها هذا كم يتمنى أن يدفن نفسه بعتمة خصلاتها الحريرية.

يالله كم هو محظوظ بها، فقط أعطاه الرب زوجة طاغية الأنوثة و رائعة الجمال وطيبة القلب بالمعنى الحرفي. إرتسمت الإبتسامة على شفتيه بحب ما ان وجدها تنظر له بانعكاس المرآة
ليلفظ بحبك دون أن يخرج الصوت ليليها قبلة بالهواء، لتقلب عينيها بضيق مصطنع من أفعاله الوقحة لترمي الفرشاة بضجر من يدها ثم أخذت تربط شعرها على هيئة ذيل حصان.

وما إن توجهت نحو الباب وكادت أن تخرج من الغرفة حتى إنتفض من الفراش بسرعة وبلمح البصر كان يقف ورائها ليمرر يده من جانب رأسها ليعيد غلق الباب مرة أخرى
هذه الحركة المفاجئة جعلتها تشهق بخفة لتلتفت بجسدها نحوه لتتراجع خطوة إلى الخلف ما إن دفعها بخفة من كتفها ليلتصق ظهرها بالباب ليقبل عليها بصدره العاري المعضل حتى أصبحت سجينه بينه وبين الباب.

- رايحة فين ياقطة، قالها بمشاكسة وهو يمرر سبابته من بداية ذقنها صعودا لوجنتيها ببطئ شديد مما جعلت أنفاسها تثقل،
أغمضت عينيها وسحبت نفس عميق لتشجع نفسها على المواجهة ولكنها تورطت أكثر ما ان إمتلأت رئتيها برائحته الفتاكة، ليرجف قلبها بين ضلوعها من أثر فعلتها الطائشة هذه
مسك مقدمة ذقنها ومال برأسه ليعض جانب فكها بخفه ثم قال بهدوء وكأنه لم يكون سبب بتوهانها هذا
- هتروحي فين
سارة برقة متناهية.

- عايزة أشوف نور، دي رجعت من السفر بقالها يومين وأنا لسة مشفتهاش...
ذاب ببحة صوتها وقال
- إيه المقابل عشان أوافق
نظرت له بتحدي ممزوج بغضب
- مافيش مقابل وهروح أشوفها وإمنعني لو قدرت
أوعى كده، قالت الأخيرة وهي تدفعه عنها وما إنإالتفتت وفتحت الباب حتى وجدت نفسها مقيدة من الخلف.

حاولت أن تقاوم ولكنها لم تستطع تحريك يدها حتى فهي إلى جانبه كالفراشة الصغيرة أمام بركان ضخم يهدد بالإنفجار، عضت طرف شفتها وذابت ما إن أخذ يهمس بأذنها
- هسيبك تشوفيها بمزاجي ياصرصورة
بمزاجي، بس مش أكتر من ساعة وترجعي
إلتفتت له لكي تتشاجر ولكنه قال بمشاكسة
- لو نطقتي بحرف واحد بس هعاقب شفايفك دي وأظن إنك جربتيني ولا نسيتي.

إحمر وجهها وأصبح كحبة الطماطم من تلميحاته السافلة، ليضحك على حالتها ومظهرها وهي تنصهر خجلا ليقول بمداعبة: امشي يابت يلا من هنا قبل ما أكلك وإنتى عسل كده، ولا أقولك إستنى أنا لسه جعان
- عااااا، صرخت بها بفزع ما إن وجدته يهم بإمساكها لتهرب منه وأخذت تنزل الدرج بمرح وهي تضحك لتفر من المنزل بأكمله
نظر لها وهو لايصدق هل ضحكت، حقا ضحكت منذ لحظة زواجهم حتى الأن لم يرى سوى دموعها...

تغيرت معاني وجهه إلى الجدية و أخذ يقسم مع نفسه بأنه سيصلح وسيترك كل شئ لأجلها هي فقط سيحارب. لأجل تلك الإبتسامة التي تشبه قطعة من السكر، لأجل روحه وسكينته ومودته سيحاول ويحاول حتى ينجح من الخروج من هذا المستنقع.

في الأسفل عند نور كانت في الجنينة تضع باقة زهور طبيعية من اللون الأبيض داخل المزهرية التي تتوسط طاولة الفطار بشكل مميز الإبتسامة تشق وجهها أكثر وأكثر كلما تذكرت سعادة إياد وكيف كانت عينيه تلمع بالدموع فعلى مايبدو هو حتى الأن لم يستوعب ماحدث
ولهذا أصرت على نادية أن تبقى معهم فهي قرأت على وجه معشوقها بأنه يتمنى ذلك ولكنه لم ينطق والتزم الصمت فقررت هي التدخل لينظر لها بإمتنان ما إن بقت معه فعلا...

نظرت إلى الطاولة بنظرو شاملة لتتأكد من إتمام كل شئ فهي صنعت له كل مايحبه قلبه وما إن كادت أن تدخل لتناديهم حتى فتحت عينيها بشوق وتفاجئ ما ان وجدت سارة تأتي نحوها لتركض لها وتحتضنها بشوق كبير...
لتبادلها الأخرى الحضن بنفس قوة المحبة لتبتعد نور عنها وأخذت تقول بعتاب
- بقا الجواز يبعدك عني كده
نظرت لها سارة بحزن مبطن فهي تعتقد بأنها تعيش أحلى ايام حياتها لتقول بمسايرة
- حقك عليا
نور بإنفجار.

- حق إيه ياصرصورة، ده إحنا جنب بعض، فردة كعب يعني، ولاهو حلاوة الجواز ناستك صحابك، إعترفي إن سي أيمن نساكي نور واللي جابو نور ما أنا عرفاكي مدلوقة عليه وسايحة كمان
ضحكت سارة من كل قلبها ثم قالت بحب
- وحشني رغيك يابنت الإيه، ربنا يعين إياد عليكي
نور بضيق
- ماهو إياد ده بقا اللي مانعني أجي اطب عليكم قالي إيه عيب لسه عرسان جداد ومينفعش نبقا عزول.

- آه عرسان، قالتها بقهر حاولت ان تخفيه وإبتسامة مزيفة أجادت رسمها على وجهها لتصمت نور وهي تنظر لها بتركيز لتقول بعدها بجدية
- مالك ياسارة، شكلك تعبانة في حاجة إنتى عيانة...
سارة بتوتر
- لا مش عيانة، بس مش نايمة كويس
ضحكت نور عليها ثم أخذت تقول بمشاغبة
- اااه قولتيلي مش نايمة، يامسهوكة إنتي ههههههه ربنا يخليكم لبعض وأشوفك دايما مبسوطة
سارة بتغير مسار الحديث: وإنتي عاملة إيه مع إياد.

- طب تعالي جوا عشان أشوف الأكل قبل مايتحرئ وأنا هقولك كل حاجة بالتفصيل الممل، قالتها وهي تسبقها نحو المطبخ
بعد نصف ساعة كانت نور قد سردت كل شئ حدث معهم لصاحبتها لتصمت سارة بعدم إرتياح فهناك شعور سئ يغمرها لاتعرف سببه
- مالك ياصرصورة، سرحانة في إيه، قالتها نور وهي تنظر لها ولكن قبل أن ترد وجدت سيدة جميلة تدخل وهي تلقي الصباح
نادية
- صباح الخير
نور بإبتسامة بشوشة.

- صباح النور، تعالي يا ماما أعرفك على صاحبتي الوحيدة سارة
نظرت نادية إلى سارة لتذهل من جمالها الناعم ورقة معانيها لتقول
- ماشاء الله، أهلا وسهلا يابنتي
سارة بإحراج
- أهلا بيكي، طب أنا هستأذن
نور بإستغراب
- على فين يابنتي. إستني إفطري معانا
- مش هقدر أيمن مستنيني عن إذنكم، سلام
- سلام، قالتها بحزن لذهابها لتلتفت نحو نادية وهي تقول بتساؤل
- هو إياد صحي.

- أيوة صحيت ياقلبي، قالها إياد وهو يدخل ع المطبخ ويقبلها من صدغها ثم أكمل، نوري أنا هموت من الجوع عملالي فطار إيه
نور بهيام
- كل اللي نفسك فيه
إياد بعدم تصديق
- كل اللي نفسي فيه كله
إقتربت منه ومسكته من ذراعه وهي تضحك وتقول: ههههههه ايوه كله كله.

- طب أنا نفسي فيكي وهموت عليكي، قالها وهو يهمس لها عند أذنها لتحمر وجنتيها خجلا ما إن خطف قبلة صغيرة من وجنتها الشهية، كادت أن تبعده عنها إلا أنها إنتفضت من صوت نادية الحاد وهي تقول
- هو إحنا مش هنخلص ونفطر بقا
- أكيد ياماما السفرة جاهزة برا بالجنينة إتفضلي وأنا هجيب أبريق الشاي وجاية. إستدارت نحو إياد بعتاب بعدما ذهبت الأخرى بالفعل إلى الخارج لتقول بضيق.

- عجبك كده، مش تحاسب على تصرفاتك قدام مامتك...
إياد بلامبالاة
- لا مش هحاسب، وهاتي بقا بوسة مشبك تصبيرة لغاية ما ربك يفتحها فوشنا
- مشبك إيه لا طبعا، ويلا عشان نفطر، قالتها وهي تخرج أمامه وهي تحمل صينية عليها الشاي والفناجين
ليذهب خلفها وهو في قمة غيظه منها
أخذت تسكب لهم الشاي بسعادة مفرطة وما إن جلست إلى جانب إياد ووضعت أمامه الطعام الذي أعدته له مخصوص حتى دفعه بخفة وهو ينظر لها ويقول بهمس خافت.

- مش عايز
نور بنظرات حزينة
- ليه يا حبيبي مش كنت جعان، ده انا عاملو كل ده عشانك
- نفسي إتسدت، قالها بزعل طفولي لتبتسم له نور وبادلته الهمس وهي تقول برقة
- طب لو قولتلك عشان خاطر نورك اللي بتحبك
إياد بخصام
- لو كنتي بتحبيني ماكنتيش ترفضي قربي
نظرت له بتمعن يالله كم تعشقه وتهيم به
لتهمس له بخفوت لمس قلبه
- ده أنا هموت عليك بس ماينفعش مامتك موجودة...
عيب...

- أنا ماليش فيه، قالها بطفولية بحتة مما جعلها ترفع حاجبيها بذهول من تصرفاته لتقول
- طب خد كل دلوقتي وهعملك كل اللي إنتا عايزه
إياد بغيظ
- إنتى بتأخديني على قد عقلي
نور بضحك
- هههه بصراحه آه
جز على أسنانه وهو يقول
- بقا كده
- خد دي من نورك، قالتها وهي تطعمه بيدها ما إن وجدته سينفجر بها، لتحترق نادية من همساتهم لبعض ودلالها لأبنها لتقول بصوت أفزعهم الإثنين معا
- إياااد
إلتفت لها وقال بهدوء
- في ايه يا أمي.

نادية وهي تنظر ل نور وتقول: أنا قررت اقعد معاك أسبوع بحاله عشان أشبع منك
إياد بإستغراب: أسبوع!
نادية بتأكيد
- أيوة أسبوع...
إياد بفرحة وقبول
- بجد، ده انتى تنوري، ياريت والله تفضلي على طول معايا نعيش سوا...
أومأت له وهي تقول
- ربك كريم
إياد بلهفة
- ونعم بالله. بس فكري بكلامي كويس انا كده هرتاح أكتر
- أن شاء الله ياحبيبي، ما إن قالتها حتى نهض وهو يقول
- طب أنا هقوم بقا عشان ورا شغل كتير.

نور بمحايلة وهي تمسك يده: لاء استنى كمل فطارك. ده إنتا لسه مأكلتش حاجة
- لاء آكلت متشغليش بالك بيا ياقلبي، ختم كلامه وهو يقبل يدها ثم أكمل، تسلم إيدك، ثم ذهب نحو والدته وقبلها من رأسها وما إن ذهب حتى وضعت نادية يديها على سطح الطاولة وهي تقول بجدية
- رأيك إيه يانور باللي قاله إبني
نور بطيبة
- ياخبر هيكون رأيى إيه يعني يا أهلا وسهلا طبعا البيت بيتك يا ماما و ياريت لو تقعدي معانا على طول فعلا.

نظرت لها بشك وهي تقول: من قلبك!
نور بترحاب حقيقي
- اكيد من قلبي، أنا طول عمري محرومة من جو العيلة، ومبسوطة أوي إنك معانا...
- أما نشوف وأكيد الماية تكدب الغطاس، صمتت قليلا ثم أكملت بتساؤل، إلا قوليلي يانور صحبتك سارة متجوزة مين
نور وهي تحتسي الشاي وتقول
- متجوزة أيمن صاحب إياد وهما ساكنين بالفيلا اللي في الناحية التانية من الجنينة.

- باين على أيمن ان ذوقه حلو أوي و عرف يختار مش زي إبني، قالتها نادية بمغزى صريح ثم عادت لتتناول طعامها بهدوء لتنظر لها نور بإنكسار ثم إبتسمت بحزن فهي لم تخفي عنها طريقتها وأسلوبها معها الذي دائما ما تحاول أن تقلل منها بطريقة أو بأخرى.
(ليه بس كده ياندوش خفي ع البنت شوية )
في فيلا الهلالي بالتحديد في جناحهم الخاص
خرجت ريهام من المرحاض وهي تمسك بطنها بألم شديد والإعياء واضح على تعابير وجهها.

إقترب منها يونس ما إن لاحظ شحوبها وقطرات العرق الذي تتساقط من جبينها ليقول بقلق كبير بعدما مرر يده على وجهها وأخذ يبعد خصلاتها المبللة عن وجهها
- مالك ياقلبي حاسة بإيه.

- تعبانه أوي وبطني بتوجعني ورجعت مرتين، قالتها بوهن شديد وهي تتمسك بمقدمة التيشيرت لتسند رأسها على صدره من الدوار الذي لا يفارقها ليضمها بإحتواء ثم إنحنى وحملها بين ذراعيه بخفة ما إن زادت حالتها سوء ليتوجه بها نحو السرير ليضعها على الفراش الوثير
وما إن جلس إلى جانبها وقبل حتى أن هيقترب منها وجدها ترمي نفسها داخل احضانه وهي تأن من ألم معدتها.

اخذ يملس على رأسها نزولا إلى ظهرها بهدوء كرر هذا عدة مرات ثم أخذ يقول بحنق ولوم
- ماهو لازم يحصلك هبوط حاد وحرقان بالمعدة بعد ما اكلتي اللمون اللي في التلاجة كله ع الصبح كده، في حد يعمل عملتك دي
- إنتا بتزعقلي وانا بالحالة دي، قالتها بصوت يهدد بالبكاء وعيون تلمع بالدموع، ليتنهد بقلة حيلة وقبل أعلى جبهتها وهو يقول بعدما أعادها على صدره.

- خايف عليكي، ده إنتي قبل ما تنامي تاكلى حادق بعد نص الليل أصحى ألاقيكي فالمطبخ بتاكلي حلو، واول ماتصحي تروحي تاكلي حامض إرسيلك على بر
ريهام بصوت مخنوق
- مش بإيدي والله، أنا عايزة أعيط
يونس بإستفهام
- ليه تعيطي
- مش عارفة ليه، قالتها وإنفجرت بالعياط بحرقة قلب مماجعلته ينهض بمفزوع من منظرها الذي أوجع قلبه حقا أخذ يمسح دموعها وهو مصدوم...
- ريهام إنتى مالك، مش معقول كل ده عشان الزفت الحمل.

- ماتقولش عليه زفت، قالتها بشراسة وعنف جعلته يرفع حاجبه من تغيرها هذا، لينهض وهو يقول بشبه جنون
- لا وكتاب الله الموضوع مش حكاية هرمونات خالص ده جنان رسمي وإنفصام بالشخصية أقسم بالله
قومي معايا
نظرت له ريهام بتساؤل
- على فين
يونس بغيظ
- عشان نكشف على عقلك اللي إتلحس ده
- بقا كده يايونس، قالتها وهي تسحبه من مقدمة تيشيرته نحوها ثم أكملت بدلال أطاحت به عقله.

طيب أنا مش هرد عليك ربنا يسامحك، قالت الأخيرة وهي تحرره لتجده يقول
- إيه ده إنتى زعلتي مني...
- أمممممم، قالتها وهي تحرك رأسها بنعم و تلوي شفتها السفلية للخارج كالأطفال ليجلس أمامها بلهفة وهو يقول بعشق
- طب والقمر بتاعي أصالحه إزاي
- لاء مافيش صلح في خصام وبس ويلا امشي من هنا، قالتها وهي تضع يدها على كتفه وتدفعه للخلف ليمسك مكان يدها وهو يقول بمشاكسة ويميل عليها
- ااااه قلبي...
ريهام بخبث
- ماله قلبك.

يونس بمراوغة عابثة
- مجنون بيكي
- بجد، قالتها بدلال وهي تداعب ذقنه الكثيفة
مال عليها أكثر وهو يقول
- تحبي أثبتلك...
إعتدلت بجلستها وهي تقول بتمنع مدلل
- توء مش عايزة
يونس بتسائدؤل
- ليه بس ياقلبي
ريهام بصراحة
- إثباتاتك قليلة الأدب زيك
- وهو في احلى من كده، ما إن قالها حتى أطلقت لضحكتها العنان ليبتلع لعابه برغبة واااء تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ما إن قالت
- يونس إستنى أنا نفسي رايحة ل
إتنفض من عليها بجنون.

- نعمممممم وهو بعد كل اللي أكلتيه ده لسه نفسك في حاجة
ريهام بضيق
- إيه ده هو إنتا هاتعدلي اللقمة ولا إيه
يونس بإنفعال مضحك
- أعد إيه دول مابيتعدوش
- خلاص مش عايزة حاجة، قالتها بحزن وهي تنظر إلى الأرض ليعتصر قلبه من منظرها هذا ليقبل وجنتها وهو يقول بعشق خاص
- أؤمريني نفسك في إيه
ريهام برقة
- لو قولت مش هتتعصب
يونس بإبتسامة مصطنعة
- لاء مش هتعصب ياقلبي
ريهام بنعومة
- ولا هتتنرفز يايونس.

نظر لها يونس بغيظ خفي وهو يقول
- اممممم ربنا يستر، نفسك رايحة لإيه المرادي ياقلب يونس
لتقول ريهام بتلذذ شديد: لبطيخة كبيرة كده حمرة وطعمها زي السكر ومن غير بذر
أخذ يغمض عينيه ويفتحها عدت مرات ثم قال بهدوء مصطنع من بين أسنانه المصطكة
- بغض النظر إن ده مش موسم البطيخ، وبغض النظر على شروطك، بس أموت وأعرف أجيبها من غير بذر إزاي، ألاقيها فين دي
ريهام وهي ترفع منكبيها وتقول
- معرفش إتصرف...

- أتصرف، حاضر، قالها وهو يذهب نحو غرفة تبديل الملابس لتقول بسرعة خوفا بأن يتجاهل طلبها
- رايح فين والبطيخ
إبتسم على افعالها التي تكاد ان تفقده عقله وقال
بتنهيدة
- هروح فين يعني، رايح أجيبلك البطيخ...
- عااااااا حبيبي إنتا، قالتها وهي تصفق بحماس
رفع حاجبه وقال
- حبيبك! دلوقتي بقيت حبيبك، ماشي أما نشوف أخرتها معاكي إيه
ريهام بمشاعر أمومة مطلقة وهي تمسد على بطنها المسطحة وتقول
- أخرتها هجيبلك بيبي قمر.

يونس بإبتسامة
- والله إنتى اللي قمر
ريهام وهي تؤشر له بأن يذهب وتقول
- طب يلا روح بسرعة
أومئ لها بنعم وقال
- حاضر
ريهام بتحذير
- أوعى تتأخر يا يونس
تنهد وهو يقول
- حاضر
نادته ريهام بمياعة
- يونس
- يااانعم، قالها وهو يسحب ثيابه بضجر لتضع يدها على ثغرها لتقبل أناملها ثم أرسلتها له بحركه عفوية لمست بها روحه المعذبة بها ثم قالت بخفوت
- بحبك
- ده أنا اللي غرقت بحبك ودوبت فيه كمان
يابنت الصعيدي.

(هيييييح في إيه ياجدعان ماتراعو إن في سناجل قاعدة، يخربيت أم الجفاف اللي إحنا فيه ده )
بعد مرور أسبوع، في شقة نادية
- مش عارف أقولك إيه يا نادية بجد مش عارف بس كنت متوقع إني هفرح أوي بالخبر ده زي كل الأبهات بس لما عرفت بالحمل إتفاجئت إنه شعور عادي يعني مش شعور واووو بالعكس، بجد مش قادر أوصلك برود مشاعري إتجاه الموضوع ده عامل إزاي
- ريهام حامل بقالها قد إيه
يونس بتكفير.

- على ما أظن إنها لسه في الشهر الأول، بس إيه مطلعة عين اللي خلفونى
نادية بقرف
- مطلعة عينك،! بعيدا عن إنك تستاهل أكتر من كده كمان، بس عايزة أقولك شعورك ده عادي بيحصل...
يونس بذهول
- نعم! عادي إني مافرحش لحمل مراتي!
- آه بتحصل، الأم بتشتغل أمومتها مع أول دقيقة تعرف إنها حامل، يعني ريهام دلوقتي ممكن تستغنى عني وعنك وعن الكل إلا عن البيبي...

أما الأب في منهم بتشتغل مشاعر الأبوة بعد الولادة أول ما بيشوفه وإنتا من النوع ده، بس صدقني إنتا هتتعلق بيه أكتر من أمه وإبقى قول نادية قالت
إبتسم براحة فهو كان يشعر بإختناق وكان غير متقبل فكرة الحمل هذه مع انه شئ طبيعي إلا أن بكلامها هذا جعلته يشعر بالراحة بعض الشئ
- ماشي ياندوش، ألا قوليلي عاملة إيه مع نور سمعت إنك الأسبوع اللي فات كنتى قاعده عندهم
نادية بتأكيد.

- ولسه قاعدة بس جيت آخذ كم حاجة كنت محتجاها وماشية بس شوفتك قدام العمارة
يونس بنصيحة
- نور بنت كويسة خفي عليها شوية
نادية بضجر
- يوووه هو كل ماهتشوفني هتقولي انها كويسة
يونس بضيق من تصرفاتها: البنت يتيمة وبتحب إياد وليها الفضل بشفاه بعد ربنا
نادية بهجوم
- قصدك برمجته عليها خلته مايشوفش غيرها، إنتا مش شايف انه مجنون بيها إزاي، يدخل البيت يبوس رأسها ياكل يبوس إيدها، دي لو سحراله مش هيعمل كده
يونس بضجر.

- إبنك مرتاح معاها، عايزة إيه أكتر من كده
صرخت نادية بإندفاع
- مش عايزاه يحبهااا اكتر مني
عم السكون على المكان ليفكر قليلا ثم قال بسؤال
- طب قوليلي يا نادية إنتى بتحبي ريهام أكتر ولا إبنك
نادية بدون تفكير
- ابني اكيد أكتر ده حتة مني أكدب لو قولت العكس بس بردو ريهام دي جزء من روحي، بنت قلبي.

حبي ليهم يا يونس هما الإتنين مختلف. ريهام دي شئ وإياد ده شئ تاني خالص، ماينفعش يتقارن بينهم ابدا كل واحد وليه حب معين
يونس بإنتصار
- بالظبط عليكي نور، كل واحد وليه حب معين، الحب أنواع...
- يعني
يونس بتوضيح
- يعني إنتى أمه ونور مراته، إنتي جنته اللي ع الأرض وحبه ليكي عبادة، بس نور دي مراته حلاله وحبه ليها وراحته معاها دي سعادته.

ساعدي يا نادية ساعدي إبنك انه يعيش مرتاح و أوعي تقارني نفسك بأي حد لأن حب الأم مايتقارنش بحد ربنا أمره بالبر بيكى وجعل المودة والرحمة بينه وبين مراته. ويابخت اللي يعرف يجمع بين الحبين دول.
نادية بترقب
- يعني هو بيحبني أكتر مش كده.

يونس: اكيد طبعا الأم اكتر، تعرفي أنا في مرة قريت كتاب كان بيقول (بأن حب الأم عبادة وحب الزوجة سعادة وكلاهما حب من القلب ذاته ولكن من نوع مختلف وغير قابل للمقارنة فأحسن عبادتك تسعد )
نادية بإعجاب
- اااالله حلوة أوي الجملة دي، أحسن عبادتك تسعد ده إنتا طلعت بتفهم أهو أومال ليه ساعات بتقلب على اااء
قاطعها وهو ينظر لها بذهول: إاايه يندوش إنتى هتقلبي عليا ولا إيه، مش كفاية عليا بنت أخوكي
نادية بردح وقوة.

- مالها بنت أخويا يا إبن الهلالي مش عجباك مش دي اللي حفيت وراها عشان ترضا تبص فخلقتك بعد عمايلك اللي تكسف معاها، ولو ماكنتش أنا وقفت جنبك كنت زمانك لسه زي ما إنتا بتحلم بضفرها، دلوقتي بقت مش عجباك لاااااء اذا كان كده أنا هجي معاك دلوقتي واخدها
يونس بصدمة
- تاخدي مين يانادية ده أنا روحي فيها، في إيه ياشيخة، إايه الجبروت ده، ده إنتى بتقلبي بثانية وكأنك مابتصدقي عشان تيجي وتخربيها...
نظرت له بمكر.

- في إيه، مش إنتا اللي كنت بتشتكي قولت أريحك منها
ليقول يونس بإبتسامة غيظ: متشكرين يا اختي أنا بحب تعبي معاها إطلعي منها إنتي بس وأنا هداريها بعنيا
نادية بغرور
- أيوة كده إتعدل
يونس وهو يدعي عليها بطريقة مضحكة
- ربنا ع الظالم والمفتري
(هههههههه آه والله ربنا ع الظالم والمفتري هدي اللعب ياندوش مش كده ).

خرجت من غرفة الإدارة وما إن اغلقت الباب حتى تركت توترها خلفها لينبض قلبها بفرحة مميزة جدا لتضع يدها على خافقها بعدم تصديق أخذت تمشي بالممر تبحث عنه تبحث عن أمانها، لتبتسم إبتسامة واسعة ساحرة تظهر بياض أسنانها ما إن وجدته يقف أمامها
لتسرع بخطاها نحوه وأخذت تنزل الدرج بسرعة لترمي نفسها عليه وهي تضحك وتقول
- نجحت يا إياد أنا نجحت
حاوطها بشغف ورفعها عن الأرض لتصل طوله ليدفن وجهه بكثافة شعرها وهو يقول.

- مبرووووك يانوري، مبروك
أخذت تقبل كتفه أكثر من مرة ليدور بها حول نفسه بسعادة وما إن توقف حتى وضعت يديها على منكبيه ودفعته عنها قليلا ليصبح وجهه أمام وجهها وأخذت تنظر له وهي تحاوط فكه بيدها الصغيرتين لتفتح فمها حتى تتكلم ولكن قاطعه وهو يقول بهوس
- ولا حرف، أوعي تقولي حاجة، أنا اللي عايز أقول حاجات كتير أوي، بس الأول نعمل حفلة صغيرة بمناسبة نجاحك واااء، صمت قليلا ثم أكمل بجدية.

. انا عايزك تبقى شريكة حياتي بجد إيه رأيك ننسى كل اللي فات ونبدء الليلة صح...
رفعت يديها أمام وجهه وأخذ تقلبها وهي تقول بمعنى
- فعلا لازم نبدء صح
إبتسم ما إن فهم مقصدها ووضع يده خلف رأسها ليدفعها نحوه ويقبل جبهتها ثم إحتضنها ليذهب بها إلى أقرب محل مجوهرات ليجعلها تجلس على أريكه فخمة تليق بفخامت المحل وأخذ يحضر لها جميع الموديلات بنفسه.

لتختار خاتم بسيط جدا من الذهب على شكل سنبلة وتختار له نفس الموديل ولكن فضة
نظر لها إياد بإستغراب وهو يقول
- بس كده
نور بفرحة لا توصف
- أيوة بس هي دي شبكتي
إياد وهو يقدم لها أنواع أخرى
- طب خدي خاتم ألماظ
حركت رأسها ب لاء وهي تقول
- أنا بحب الدهب، وده عاجبنى أوي
- ماشي، هاتيها عشان ألبسهالك بالليل، قالها وهو يأخذ منها الخاتم لترفض هي بسرعة.

- لاء إستنى. أنا عايزاك تلبسهالي دلوقتي فإيدي سبني أعيش إحساس اني مخطوبة الكام الساعة دول وبالليل إبقى حولها للشمال، هههه وأعتقد دي هتبقى أقصر فترة خطوبة بالتاريخ
إياد بضحك
- مجنونة
بادلته الضحك وهي تقول: شوفوا مين اللي بيتكلم
- مبروك، قالها وهو يقبل كفها الأيمن ما إن وضع بخنصرها الخاتم، لتلبسه هي أيضا خاتمه لترفع يده نحو ثغرها وتقبله مثلما فعل معها تمام ليعيد الكرة هو أيضا.

ليصبح الوضع هي وهو يقبلان أيادي بعض لتجفل نور من فلاش الكاميرا التي التقطت لهم صورة
لتقول صاحبة المحل بالإيطالي بأعجاب
- يجب أن تخلد هذه اللحظات بصورة تذكارية، أعطيني سيد إياد عنوان منزلك لكي أرسل لك هذه الصورة كهدية عندما تصبح جاهزة
أومئ لها إياد وهو ينهض عن الأرض ليذهب نحوها وقبل أن يدفع الحساب لفت نظره طقم من الألماس رقيق جدا، ليهمس لصاحبة المحل بأن تجهزه أيضا دون ان تنتبه له نور.

وما إن إنتهى حتى سحب نور ليحاوط كتفها بذراعه وهو يقول
- يلا بينا نشتري فستان
- بس انا عندي فساتين كتير أوي
قبل وجنتها وهو يقول
- الليلة غير ياعروستي
- إقشعر بدنها وجفت حنجرتها من ما قال، لتقول بعتاب
- إياااااد...
قبلها مرة اخرى وهو يقول: يانور عيون إياد
لتقول نور وهي على وشك البكاء
- بطل بقا، خف شوية عليا أرجوك
- حاضر، قالها وهو يداعب ظهرها بأنامله بوقاحة لتهرب من أحضانه وهي تقول بتهرب.

- لاااء اذا كان كده أنا همشي لوحدي
لحق بها ومسكها من خصرها وهو يضحك عليها ويقول
- تمشي لوحدك إزاي مش كفاية نايمة كل المدة دي لوحدك
نور وهيا تعقد ساعديها أمام صدرها وهي تقول
- وهو مين اللي حكم بكده أنا ولا إنتا
إياد بضيق من نفسه
- غبي بعيد عنك وغلطة عمري هو في حد عاقل يسيب القمر لوحده، بس خلاص أوعدك من الليلة هصلح غلطتي دي
نور بدلع
- إيااااد
تنهد إياد وقال بتحذير
- لاء سيبي الدلع ده لليل انا مش ضامن نفسي.

خجلت من تلميحاته لتقول
- والله إنتا طلعت قليل الأدب
إياد بصراحة مطلقة
- مرة من نفسنا يانوري. ده احنا طول السنة ماشين بأدب خدنا إيه منها ولا حاجة، سيبينا بقا نجرب قلة الأدب، هتعجبك أوي
لتقول نور وهي تحترق من الخجل
- ده بعينك
ضحك إياد عليها وهو يقول بهزار
- بحبك يا نوري وإنتى بق ع الفاضي كده...
مر الوقت عليهم بين الحب والحب لايوجد شئ آخر سوى الحب بينهم الأن.

أما عند نادية ما إن خرج يونس حتى أخذت ما تحتاج من ثياب ثم خرجت من شقتها لتذهب إلى الفيلا وهي تفكر بكلام يونس وما قاله لها لتبتسم بحب وهي تقرر مع نفسها بأن تعطي نور فرصة وتتقرب منها لكي تحيا مع إبنها كما كانت تتمنى، وترى أحفادها وتكبر بينهم
فهذا هو حلمها
خرجت من بوابة العمارة لتتفاجئ بيوسف أمامها يتكئ على سيارته وهو يضع يديه بجيب البنطال ليعتدل بوقفته ما ان رأها تقترب منه وهي تقول بجدية
- عايز إيه...

يوسف بغمزة
- كل خير
نادية بخوف داخلي وتهكم ظاهري
- خير، عمرك سمعت غراب جاب الخير معاه
يوسف بذهول مضحك
- أنا غراب ياندوش
نادية بصرامة
- نادية، مدام نادية لوسمحت وياريت تحافظ ع حدود التعامل اللي مابينا
يوسف بتأييد
- وماله حقك يامدام، مع إنك صغيرة أوي
نادية بغضب
- صغيرة إيه ده أنا إبني قدك
يوسف بتلميح مستفز
- تؤ تؤ تؤ، إياد الهواري 30 سنة، أنا بقى 40، وحضرتك 48...
نادية بإختناق منه.

- هو حضرتك جاي تطلعلي باسبور ولا إيه، قول عايز إيه أنا مش فاضية
أومئ لها وقال
- ماشي هقول بس تعالي نقعد في أي حتة
نادية بإستنكار
- إنتا شكلك فاضي وأنا مش زيك عن إذنك
- نور السويطي مرات إبنك، قالها ما ان وجدها تريد الذهاب حقا...
رفعت نظرها له وهي تقول: مالها، صمتت وصمت هو الآخر ليجن جنونها منه لترفع سبابتها بوجهه وهي تقول بتحذير
- لو فكرت تأذي ابني فيها هشرب من دمك
يوسف وهو يفجر القنبلة.

- مش أنا اللي هأذي إبنك دي هي
نادية بصوت عالي نسبيا: نعم،! نور تأذي إياد، إيه التخاريف دي قول كلام غير ده...
يوسف
- أنا كنت عايز نقعد في حتة عشان نتكلم على رواقة بس طالما إنتى مش حابة عادي نتكلم ع الواقف كده
- لا واقف ولا قاعد، انا مش فاضية. قالتها لتتخطاه ليقف أمامها ليمنعها من الذهاب وهو يقول.

- إستني بس، نور جت هنا ع إيطاليا ببعثة دراسية مجانية، البعثة دي مش حكومية لا، البعثة دي من رجل أعمال مشهور جدا وليه مكانته بمصر، الراجل ده اسمه عزالدين السيوفي أخو ليله السيوفي
- ليله السيوفي، قالتها بتفكير وأخذت تشبه ع الأسم
توقف لسانها عن النطق ما إن قال بتأكيد
يوسف.

- أيوه، ليله السيوفي اللي كان ابن حضرتك مجنون بيها، اللي كان هيموت بسببها، أخوها بقا زق نور دي عليه عشان تلف عليه وتخليه يحبها وبالمقابل بعتها دي، بس لما شافت فلوس إبنك عنيها زغللت وطمعت وخلته يتجوزها...
نظرت له نادية بإنكار
- إنتا كداب، نور بتحب إياد بجد وأنا شفت حبهم بعنيا
يوسف بلامبالاة
- عندك مرات إبنك روحي أسأليها، يمكن حبته بجد بس مين اللي بعتها
نادية بإستحقار.

- انا لا هسأل ولا حاجة، إنتا واحد حقير بتمشي وبتبخ السم ع اللي حواليك، ياستار منك كل ما تدخل في حاجة بتخربها
- امممممم كنت متوقع ده، طب إستني، قالها وهو يفتح الباب السيارة الذي بجانب السائق ليخرج من الدرج ملف وأعطاه لها وهو يكمل، إتفضلي دي أوراقها من لما كانت لسه بتشتغل بمستشفى الأسيوطي اللي صاحبها صديق عزالدين وفي كمان أوراق البعثة بالكامل.

دي حتى الشقة اللي كانت قاعدة فيها العقد الإيجار بتاعها بإسم عز...
وبكده أكون عملت كل اللي عليا والباقي عندك عايزة تسكتي براحتك المهم عندي إني ريحت ضميري من ناحيتك
قالها ثم إنسحب ليصعد بسيارته وينطلق بها تاركا خلفه نادية تتخبط بما قال
ليرتفع رنين هاتفه والذي لم يكون سوا مارك، ليضغط على زر الإجابة
- عملت إيه يا يوسف بكرة يوم وصول الشحن لازم إياد ينشغل وميروحش اليومين دول ع الشركة.

- اعتبره حصل يابوس، والساحة فاضية لينا، قالها ثم اغلق الهاتف ويرميه بجانبه بإهمال وهو يقول مع نفسه بحقارة لا مثيل لها
- كده بقا بدأنا بالجد واللعبة هتحلو أوي...
أوي أوي يعني ههههههههههههه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة