قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع

إبتسمت سارة بسعادة وهي ترى لهفته على نور وجنونه الغير متوقع بها، إنسحبت من بين الهرج والمرج هذا لتتوجه نحو الأسفل فقد إنتهى وقت عملها وأثناء خروجها من بوابة المستشفى حتى أخذت تتصل على صاحبتها التي ما إن فتحت الخط حتى قالت لها بحماس: نوررررررررر،!

- في إيه مالك يا سارة صوتك عالي كده ليه، قالتها بصوت باهت لا حياة فيه وهي تحتضن ساقيها وتريح رأسها على ركبتيها فقد كانت تجلس بغرفتها المظلمة عند النافذة وتضم ساقيها نحو صدرها وتراقب حركة الناس بعيون حزينة
سارة بسعادة وحماس مفرط لإخبارها بما حدث
- تعرفي إني عندي ليكي خبر بمليون دولار...
- خدي المية دولار اللي حيلتي وحلي عن سمايا أنا مش طايقة نفسي ومش قادرة أتكلم بجد مخنوقة.

قالتها بصوت مخنوق وغصة وهي تبعد الهاتف عن أذنها وتغلقه تزامنا مع نزل دموعها للمرة الألف لهذا المساء كانت دموعها تتساقط على وجنتيها واحدة تلو الأخرى بسرعة وكأنها تتسابق مع بعضها وهي تتذكر كلامه بأنه لن ينسى معشوقته ولم يحب بعدها أبداااا.

إحتضنت نفسها أكثر ودفنت وجهها بين الوسائد وهي تبكي بصوت عالي يمزق نياط القلوب مرت عليها دقائق طوال وهي تحاول أن تفرغ كل ما بجعبتها من أحزان لتستطيع أن تكمل طريقها بشكل طبيعي في الغد.
رفعت وجهها الأحمر المغطى بالدموع الحارة عندما سمعت صوت جرس الباب يرتفع حاولت أن تتجاهل الطارق ولكنها لم تستطيع وبالأخص ما إن إرتفع رنين الهاتف أيضا بإسم سارة...

نهضت وأخذت تتحرك بجسدها بلا روح لتمسك رأسها بوجع لا يوصف ولكن هذه ستكون النتيجة بلا شك بعدما قضت ساعات طويلة من البكاء المستمر، فتحت الباب لصاحبتها بإهمال وتركتها ودخلت دون أن تنطق بحرف واحد...
دخلت سارة خلفها و فتحت فمها بذهول وهي
تنظر إلى أرجاء الشقة لتقول بضيق وهي تتوجه
نحو مقبس الإضاءة
- إيه الكآبة دي يا ضنايا مضلمة الشقة كده ليه...
إلتفتت لها لتنظر إلى هيئتها بصدمة لتقترب منها وهي تقول بعدم تصديق.

- عاملة في نفسك كده ليه يابت كل ده عشان المجنون بتاعك.
- ماتقوليش عليه مجنون، أنا بس اللي أقول عليه كده
قالتها بزعل لترفع الأخرى حاجبها ثم مالبثت حتى إبتسمت لها بحب وإقتربت منها و أحتضنتها بحب وهي تقول
- أختي حبيبتي، والله مافي حد يستاهل تمحي إبتسامتك الحلوة دى عشانه...
بادلتها الإحتضان وهي تقول ببكاء ممزوج بقهر على نفسها: غصب عني يا سارة ماكنتش أعرف إني هحبه أوي كده.
أبعدتها سارة عنها وهي تقول بمزاح.

- يابت كفاية دموع يخربيتك إااايه مجاري عنيكي إتفجرت ولا إيه.
وبعدين تعالي هنا إيه الجديد اللي حصل عشان تعملي كل ده...
- سمعته بيقول لصاحبه إنه مستحيل ينسى ليلة ومافيش ست هتاخد مكانها أبدا وعمره ما هيحب بعدها
قالتها وهي تجلس ع الأريكة بضيق كبير
جلست الأخرى إلى جانبها وهي تقول بتهكم
- وإيه الجديد في اللي قولتيه ماهو من يوم ماعرفتيه وهو بيعيد وبيزيد بالكلمتين دول...

- أيوة بس أنا قولت مع الوقت هيحصل وهينسى بجد وكل ما أقول خلاص هوصله ألاقي نفسي برجع لنقطة البداية، قالتها والإحباط أخذ يزين ملامحها
سارة برفض لما تقول
- لاء مرجعتيش نقطة البداية ولا حاجة شكلك نسيتي إياد لما جيتي هنا كان عامل إزاي، انتى اللي تعبتي معاه جسديا ونفسيا مش حد تاني لحد ماقدرتي تعالجى ولو جزء بسيط منه...

أوعي يا نور تتراجعي أو تضعفي لازم تفهمي إن اللي فيه إياد ده شئ طبيعي، وجع وجروح سنين طويلة وحرمان وإدمان وغدر وضياع اللي كان فيه مش هيتعالج كله في سنتين...
ولو جينا ع الحق السنة الأولى مش هتتحسب لإنه كان مدمن ومش واعي بجد للي بيدور حواليه.
وكان إسم على مسمى مجنون ليلة، ومع كده إنتى ميأستيش أبدا تقومى تيجي دلوقتي تيأسي بعد ما عديتي نص الطريق، وبقى ياخد باله منك وحس بقيمتك.

نظرت لها بترقب وهي تقول: يعني إيه...
سارة بتوضيح
- يعني نهدا كده ونطول بالنا عشان الراجل شكله كده والله أعلم هيبقى مجنون نور قريب أوي. بس إنتى ماتقاطعيش وقولي يارب...
نور بعدم إستيعاب
- إستني بس. إنتى بتتكلمي عن مين
- هو في غيره مجنون الهواري إللي سرق قلب بنتنا وطيرلها العقل الصغير اللي كان عندها، قالتها وهي تدفعها من كتفها
- إااايااااااد، قالتها الأخرى بهيام شديد وإبتسامة حالمة.

سارة بذهول من تغير مزاجها كليا
- شوف البت وسهوكتها، أيوة ياستي إياد
إعتدلت نور بجلستها وهي تمسك يد الأخرى وتقول بلهفة: قولي لي معنى كلامك ده إيه، وهو إنتى بجد شايفة إنه ممكن يبقى في يوم مجنون بيا أو حتى يبصلي
- تصدقي طلع ممكن،؟ ليكي حق والله أنا كمان مكنتش أصدق لو ماشفتش بعنيا، قالتها بتفكير لتسحبها الأخرى من يدها وهي تقول بلهفة
- شفتي إيه إنطقي.

رفعت قدميها لتعتدل بجلستها على الأريكة وأخذت تقول: شفت أبن الهواري ناره مولعة، وكان عامل زي القنبلة الموقوتة و إنفجرت في المستشفى كلها،
ومن وقت ماعرف إنك مش موجودة بقيت في حالة ترقب لرد فعله، ده كان بيتخانق مع الكل و عايزني أكلمك فون وأخليكي تيجي في الوقت المتأخر ده و إزاي أصلا تمشي من غير ماتقوليله ولاااا كله كوم وطريقته بالكلام معانا كوم تاني يكونشي فاكر نفسه مدير المستشفى وإحنا كلنا بنشتغل عنده.

أخذت نور ترمش بجفنيها ببلاهة وهي تقول
- انتى بتتكلمي جد يا سارة الكلام ده حصل ونبى
- وجد الجد كمان أنا طلعت وجيت هنا وهو زي ماهو لسه كان بياكل في نفسه وشكله كده مش هينام الليلادي
. قالت الأخيرة وهي تضرب ظهر كفها بباطن يدها الاخرى بتأكيد
- يااااا حبيبي، وإنتى يازفتة لسه فاكرة تقوليلى إخص عليكي ماكلمتنيش ليه من وقتها، قالتها وهي تنهض بسرعة لتخرج ولكن أوقفتها صاحبتها وهي تقول بإستفسار: على فين.

نور بإستعجال
- هروح ع المستشفى طبعا عشان أشوف إياد كان عايز إيه مني وااا...
قاطعتها سارة بضيق.

- إيه السذاجة دي بلاش هبل تروحي فين. ده من يوم ماشافك وهو متعود إنك دايما معاه ومهما عمل وبهدلك مش بتزعلي، ويوم ما القدر إتدخل بنفسه عشان يساعدك ويخليه يحس بقيمة وجودك معاه تقومي تجري عليه وتبوظي كل حاجة. أنا لو مكانك أخد أجازة بكرة كمان عشان أسيبه يستوي ع الأخر على نار هادية ويكون ليه درس وبكده هتاخدي حيز كبير من تفكيره.
نظرت لها نور بحزن ثم جلست بمكانها مرة أخرى وهي تقول بوجع.

- أنا عارفة إن كلامك صح بس الحب ياصرصورة الحب هيييييييح أعمل إيه في قلبي اللي عاندني وراح حب واحد شبه مستحيل إنه يكون ليا...
أخذت تملس على شعرها بحب وهي تقول
- خلاص ياستي ماتزعليش بكرة روحي وشوفيه
نور بلهفة- لالا أنا عايزة أشوفه دلوقتي، قالتها وهي تنهض وتتجه نحو الباب لتلحق بها الأخرى وهي تقول بذهول
- فين دلوقتي انتى هبلة الوقت إتأخر أوي
نور وهي تسحب حقيبتها وترتدي حذائها وتقول على عجلة.

- إتأخر إيه إحنا عايشين في مدينة ناسها تصحى بالليل أكتر من النهار، وأنا لاهعرف أنام ولاهعرف أقعد كده غير لما أشوفه
- يابت إستني بلاش جنان، الساعة عدت 12 بعد نص الليل، قالتها سارة بغيظ من عنادها الذي سيؤدي بها إلى حتفها يوما ما
- الجنان جزء لا يتجزء من إياد ونور. قالتها بعشق ثم أخذت تنزل ع السلم بهمة وحماس، لتفتح سارة عينيها
من أفعالها الطائشة ثم أغلقت الباب ونزلت تجري خلفها وهي تنادي عليها.

- نورررر إستني...
توقفت نور وأخذت تقول بإصرار
- في إااايه بس لو هتقوليلي ماتروحيش وفري على نفسك الكلام هروح يعني هروح
سارة بمسايرة
- حاضر هوفر على نفسي الكلام. بس هنروح المستشفى بإيه ومافيش تكاسي دلوقتي
- ايه رأيك نعملها جنان بجنان، ونجري لغاية المستشفى، قالتها بإبتسامة لاتبشر بخير
سارة برفض
- نعم، لا طبعا،!
- صحبتي حبيبتي اللي مش هتسبني أتمرمط لوحدي.

يلا بينا، قالتها وهي تمسك يدها لتبدء تجري معها بين طرقات تلك المدينة الغريبة إرتفعت صوت ضحكاتهم ما إن اخذو يتسابقون مابينهم على من يصل أولااااا
وصلوا أخيرا عند البوابة وهم يمسكون خاصرتهم بتعب وصوت نهيج أنفاسهم العالي ملئ المكان. أخذو ينظرون إلى بعضهم البعض لينفجروا بالضحك على فعلتهم الطفولية هذه...
(فعلا الصداقة الحقيقية كنز لا يفنى).

أما في الأعلى بالتحديد في غرفة إياد الهواري الموحشة فهي كانت باردة جدا وخالية من أي دفئ ومظلمة كحياته تماما لا ينيرها سوى نور القمر الذي كان يتسلل من نافذة الشرفة...
فتحت الباب ببطء لتجده ينام على سريره بهدوء.
إقتربت منه بترقب وجلست أمامه على الأرض لتنظر إلى وجهه بعشق وهيام وشوق وكأنها غائبة عنه منذ سنين ليست ساعات معدودة، رفعت يدها وأخذت تمرر باطنها على شعره المبعثر الناعم الذي عكس شعرها تماما...

إبتسمت بحب وأخذت تبعد خصلاته عن جبهته وهي تنطق إسمه بهمس وخفوت شديد
- إاايااااااد، أنا أسفة ياحبيبي أسفه مش همشي تاني وأسيبك بس أنا كنت مخنوقة وموجوعة من كلامك مش بإيدي والله. أوعى تزعل مني.

صمتت وأخذت تراقب ملامحه الوسيمة حد الهلاك قربت سبابتها من أهدابه لتداعبهم بإبتسامة حب لتقرب وجهها منه وأغمضت عينيها عندما بدأت أنفاسه المنتظمة تداعب وجنتها لتحرك وجهها بتخدير من قربها هذا واخذت تمرر شفتيها الناعمة على ذقنه لتستشعر نغزات تلك الشعيرات بها، سرت قشعريرة لذيذة على طول عمودها الفقري...

أخذت تبتعد عنه بالتدريج لتصعق ويمتلئ قلبها رعبا ما إن وجدته يمنع إبتعادها عنه وهو يضع يده خلف عنقها، نظرت له بخوف وجدته ينظر لها بنظرة بعثرت كل ثباتها، إبتلعت ريقها ما إن قربها منه أكثر حتى سند أنفه على أنفها ليغمض عينه هو هذا المرة بإستمتاع ما إن شعر بخصلاتها تتساقط على وجهه وعنقه.

أما نور تلك المسكينة كانت ذائبة بكل ما تحمل الكلمة من معنى لا تصدق بأنها الآن تتمتع بحلاوة قربه مرت عليهم لحظات كالدهور وهم في سكرة المشاعر إلا أنها وضعت يدها على كتفيه لتنهض وتبتعد عنه ما إن وعت على وضعهم هذا.

ولكن إياد ما إن شعر بما تريد أن تفعل حتى ضغط على عنقها أكثر لتفتح الأخرى عينيها على وسعهما ما إن شعرت به يلصق شفتيها الرقيقة بخاصته الغليظة ليقبلها بعمق وحرارة ملهبة أحرقته هو قبل أن تحرقها هيا، كانت دائما تحلم بقبلتها الأولى معه كيف ستكون ولكنها لم تكون تعرف بأنها ستكون بهذا السحر...

سرعان ما إبتعدت عنه بصدمة كبيرة لا توصف لتسقط على الأرض و أخذت ترجع إلى الوراء ما إن سمعته يهمس بصوت ضعيف بعدما حرر شفتيها من معركته الجامحة: ليلة،!
إنفجرت نور بالبكاء الحارق وأخذت تضرب نفسها بقهر ما إن وجدته يعود إلى النوم مرة أخرى هذا يعنى إنه تحت تأثير المخدر...

سحبت شعرها إلى الخلف وهي تنهض لتخرج بعدما بكت على كرامتها التي إنكسرت بينها وبين نفسها وهي تفكر كيف وصل بها الحال لتنزل بنفسها إلى هذا الحد...
إذا كان هو مخدر فما بالها هي أخذت تلملم جروحها و تمسح دموعها التي كانت تنزل لتواسيها لا اكثر. سحبت نفس عميق ما إن وجدت سارة تقترب منها وهي تقول بإستغراب.

- يادي النيلة هو إنتى لسة بتعيطي، متخافيش عليه أوي كده أنا روحت سألت عليه الدكتور المناوب وقال إنه كويس بس هو حقنه بإبرة مهدئة عشان مايتعرضش لانهيار عصبي إحنا في غنى عنه، وبكرة الصبح هيفوق إن شاء الله وهيبقى كله تمام، وانا اخذت الإذن منه إننا النهاردة هنبات بأوضة الإستراحة بتاعتنا...

أومأت لها بشرود وذهبت معها لترتاح قليلا قبل طلوع الشمس ولكن عن أية راحة نتكلم وهيا عاشت أجمل وأسوء موقف في حياتها...
إستلقت على سريرها وأخذت تستغفر ربها بصوت خافت وهي تبكي وترتجف معا على ما إرتكبت من معصية وذنب كبير، وعلى إنكسار قلبها بهذا الشكل، اخذت تبكي لوقت طويل لا تعرف كم بقت هكذا ولم تهدء من نوبتها هذا الا عندما أخذها سلطان النوم لتغفي بمكانها وهي بحالتها تلك.

في صباح اليوم التالي بالتحديد في غرفة إياد الهواري
كان يجلس بشرفته وهو شارد تماما، أرجع رأسه إلى الخلف وهو مغمض العينين ولكن سرعان ما فتحهم ما ان داهمته ذكرى ليلة أمس وقبلته لها، إعتدل بجلسته وأخذ يتأفأف باختناق لينهض ويسند يديه على السور الحجري وهو غاضب من نفسه.

نعم هو لم يفهم كلامها و كان مخدرا بالفعل ولكن بنسبة قليلة، شعر بوجودها وقربها له لم يستطيع كبح إنفعالاته ورغبته بها ولايعرف كيف ضعف معها إلى هذا الحد هو ليس هكذا لم يضعف أمام أشد النساء جمالا وفتنة لأن عينيه لا ترى سوا معشوقته فما حصل له الان، ماهذه الرغبة التي ظهرت بداخله بشكل مفاجئ نحوها ولما هيا بالذات...

مرر طرف لسانه على شفتيه وكأنه يستشعر طعم قبلته لها للمرة الألف فهو منذ خروجها حتى الآن لم ينام أبدا
مسك القلم ليرسم ليله ولكنه لم يستطيع التركيز مهما حاول، إنحنى ومسك رأسه بوجع من شدة التفكير
رفع نظره بلهفة ما إن سمع صوت طرق الباب ليليه دخول إحدى الممرضات وهي تدفع عربة الفطار ليجن جنونه من هذا المنظر لينهض ويقترب منها وهو يقول
بهدوء خطير
- من سمح لكي بالدخول، أين نور.

- المعذرة، سأناديها حالا، قالتها الممرضة بخوف من هيئته ثم فرت إلى الخارج دون ان تعطي فرصة أن يتكلم
علي الجهة الأخرى كانت ماتزال مستلقية على فراشها بوضعية الجنين لتتفاجئ بإحدى الممرضات تقتحم غرفتهم منذ الصباح الباكر وهي تقول
- أنا أسفة حقا على دخولي هكذا ولكن المريض رقم 36 يريد نور...

- إااياد صحي، قالتها نور بلهفة وهي تنهض لتتوجه نحو الحمام لتغسل وجهها ثم خرجت وهي ترفع شعرها وتربطه بإهمال وما إن إرتدت مأزرها حتى خرجت مسرعة لتلبي نداء من تحب
نظرت سارة إلى أثرها بنعاس ثم نظرت الى الساعة لتتفاجئ بأن الوقت مازال مبكرا جدا فهي لم تتجاوز الساعة 7 صباحا بعد، وساعة العمل تبدأ من ال8: 30
سحبت الفراش عليها لتغطي رأسها وتنام بعمق فهي حقااا تعشق النوم.

أما نور كانت تمشي بسرعة نحو غرفته لكي لايغضب
نست كل شئ إلاحبها له، فتحت الباب ودخلت بإبتسامة واسعة وهي تقول بنعومة
- صباح الخير، أنا جيت...
- إتأخرتي ليه،؟ قالها بعصبية وهو يدخل من الشرفة الى غرفته، أما الأخرى تجاهلت كلامه وإقتربت منه وهي تقول بإستفسار
- إنتا كويس،!
- يهمك يعني، قالها إياد بعينين حمراويتين كأنهم جمر
همست له نور بصدق نابع من القلب
- طبعاااا
- ليه، قالها وهو يقترب منها خطوة واحدة.

نور بقوة مصطنعة تحاول أن تهرب بها من سؤاله
- من غير ليه، هو كده وبعدين ليه مافطرتش لحد دلوقتى.
قالتها وهي تتخطاه لتنظر إلى الطعام الذي لم يمسه أحد...
- ماليش نفس، بس أنتى شكلك تعبانة أوي كده ليه، قالها وهو يتمعن النظر في وجهها الشاحب وعينيها الحمراء والمنفوخة
رفعت نظرها له بتوتر
- ماله وشي
- شكلك معيطة وتعبانة، في حد مزعلك.

قالها إياد بخوف أن يكون قد جرحها ما إن همس بأسم ليله بليلة أمس، فهو فعل هذا لكي يهرب من المواجهة
نور بكذب وتوتر وهي تتوجه نحو عربة الطعام
- لا بس كنت عيانة شوية...
نظر لها إياد بعدم إقتناع ليقول بتنهيدة
- سلامتك.
- الله يسلمك، تعالى يلا نفطر سوا معلش النهاردة ماعملتش فطار هناكل من أكل المستشفى، قالتها وهي ترتب الأطباق وتسكب الشاي.

إياد بإستغراب من تصرفها فهي تتعامل معه وكأنه لم يحدث شئ. ليشعر بغيظ الشديد من هذا فهو توقع بأنها ستتأثر مثله تماما وأكثر مما حصل إلا أنها فاقت كل توقعاته لينطق بضيق
- مش عاااايز...
- مش هينفع أنا عرفت إنك إمبارح كمان نمت من غير عشا، كده غلط إنتا محتاج تتغذى، يلا تعالى معايا
قالتها وهي تمسك يده وتسحبه معها نحو الطالة.

وجعلته يجلس رغما عنه لينظر هو لها بغضب أسود من تحكماتها به وما زاد الطين بلة انها حين رفعت يدها له لتقدم الطعام نحوه مثل كل يوم. ولكن لم تكن تعرف بأن مزاجه الآن ليس مثل كل يوم وما إن كررت طلبها حتى شهقت بخفة ما إن وجدته يقبض فكها بقوة وهو يقول من بين أسنانه
- قولتلك مش عايز اااااااايه ما بتفهميش...

- اياد، عشان خاطري. قالتها بألم وهي تقرب الآكل من فمه لتلمع الدموع بعينيها فأخذ يكز على أسنانه ولكن الحنية التي إستشعرها من بين حروفها الناطقة جعلته يترك فكها بهدوء ثم مسك معصمها وقربه من فمه ليأكل ما تقدمه له ليرجف قلب الأخرى من حركته هذه فهي توقعت سيحب منها الاكل مثل المعتاد ولكنه فاق كل توقعاتها...

إبتسمت له بحب وشوق وهي تراه يأكل بصمت ولكن رفعت حاجبيها بإستغراب ما إن وجدته يرفع يده هو ايضا لأطعامها إبتسمت له بخجل وما إن كادت ان تلتقطها بيدهامنه حتى رفض وقربها نحو فمها من سكات وبمعنى واضح يا الهي كأنه طفل يقلد والدته بكل شئ. فتحت له فمها بإحراج ليتعمد الآخر أن يلمس طرف شفتيها وهو ينظر لها
مما جعل نور تنهض بتوتر كبير وهي تقول
- أنا لازم أروح عشان عندي شغل وااا.

إياد بصرامة لأول مرة تراها: مافيش خروج من الأوضة دي
- يعني إيه، ماينفعش طبعا أنا عندي شغل، قالتها نور بعدم إستيعاب لما سمعت الآن منه
ليكمل الأخر كلامه غير أبه بإستغرابها
- من اللحظة دي شغلك أنا بس، أنا كلمت الأدارة وطلبت إنك تكوني ممرضتي الخاصة بشكل رسمي. ممنوع تعالجي غيري أو تهتمي فيه حتى ولو بكلمة أنا وبس.
فتحت نور فمها ببلاهة وهي تنظر له بإستغراب شديد من أفعاله و نبرته المتملكة هذه.

(تملك اااايه بس؟ هو انت لسه شفتي حاجة )
علي الجهة الأخرى
إرتفع رنين الهاتف للمرة الألف هذا الصباح أخذت تتقلب على فراشها بنعاس شديد وضعت الوسادة على رأسها ما إن إرتفع الصوت أكثر.
رفعت رأسها بانزعاج بعدما رمت الوسادة على الأرض بتأفأف وسحبت الهاتف وأغلقته بضيق فهو لم يكون سوى قدرها الأسود، يونس الهلالي الذي لايكف عن مطاردتها أبدا ولا يفرق بين ليل ونهار...

نهضت بكسل ودخلت الى الحمام وهي تفرك عينيها لتنعم بدوش منعش
بعد نصف ساعة خرجت وهيا ترتدي بيجامة حريرية منزلية بسيطة من اللون البنفسجي الغامق أخذت تجفف شعرها بالمنشفة الصغيرة لتقف امام المرآة وبدأت تصفف خصلاتها السوداء وما إن إنتهت حتى رفعته الى الأعلى بإهمال لتنزل بعض الشعيرات المتمردة حول وجهها وعنقها ثم أخذت تضع مرطب البشرة.

نظرت إلى هيئتها برضا وهي تضع عطرها المفضل على أماكن النبض ثم خرجت نحو المطبخ وهي تقول تنادي على عمتها
- ندووووش، إااانتى فين ياعمتو...
صباح الخير...
صمتت بتفاجئ ما إن دخلت المطبخ و وجدت يونس يجلس أمامها يحتسي قهوته الصباحية وهو يبتسم لها بحب ويقول
- صباح الخير ياقلبي
- خير إيه بقا اليوم باظ طالما إصطبحت بوشك.
قالتها وهي تستند على الباب ولم تدخل
- ريهام عيب كده ده ضيف عندنا، قالتها نادية وهي تحضر الفطور.

شوحت ريهام يدها بلامبالاة
- ضيف غير مرحب بيه
نهض يونس وهو يقول بإستئذان
- ممكن ياندوش اتكلم معاها على إنفراد
نادية بتردد
- بس اااء
قاطعها بضحك
- اوعي تكوني ياندوش خايفة عليها مني ده انت لازم تخافي عليا أنا، بنت أخوكي راجل
شهقت نادية من كلامه لتقول بذهول وغضب مضحك
- راجل في عينك هي بنت و ست البنات كمان قال راجل قال انتا إنطسيت في نظرك ولا إيه.

نظر يونس إلى ريهام ثم إلى نادية ليغمغم بإبتسامة صفراء: نفس الطينة. تعالي معاياااا، قالها وهو يخرج من المطبخ وسحبها معه من معصمة نحو الصالة
- لو عملك حاجة بس صوتي وأنا هربيهولك، قالتها نادية بصوت عالي وهي تنظر الى الباب الذي خرجوا منهم
سمعها يونس ليبتسم بسخرية وهو يقول مع نفسه بصوت خافت
- كنتى ربيتي بنت أخوكي الأول
توقفت ريهام وهي تسحب يدها منه وتقول بعدما عقدت ساعديها أمام صدرها.

- مالها بنت أخوها يابن الهلالي
نظر يونس إلى شكلها المنزلي المحتشم بأثارة ليتنهد بحرارة وهو يدفعها نحو الحائط الذي خلفها وهو يقول
بوقاحة
- بنت أخوها دي فرتيكة، تحل من على حبل المشنقة. توديك البحر وترجعك عطشان، ياويل قلبي معاها، كرباااااج
- بيئة، هو إنت متأكد إنك دكتور، قالتها بشمئزاز مصطنع وهي تبعده عنها، الا ان حركتها هذه جعلته يلتصق بها أكثر وهو يقول بضحك وإستغراب.

- هو ماله البيت ده محدش مصدق ليه اني دكتور أوريكم الشهادة بتاعتي، دي حتى مختومة من الوزارة. عقبالك ياقمر. ياااااه تصدقي ده يوم المنى. قال الأخيرة بمعني وقح وهو يغمز لها من طرف عينيه لتغتاظ الأخرى من معنى كلامه السافل وهي تقول بصوت عالي
- تبقا بتحلم. على جثتي الكلام ده يحصل عمري ماهكون ليك، إفهمها بقااا
يونس بهدوء مصطنع.

- صوتك ميعلاش قدامي أحسلك ياقلبي ده اولا، ثانيا بقا سبيني أحلم دلوقتي بس أوعدك بكرة أو بعده هيبقى حقيقي، وبعدين تعالي هنا ماتوهنيش ممكن اعرف يا هانم مكنتيش بتردي على مكالماتي ليه، أوعي تقولي ماسمعتيش...
ريهام بإستفزاز
- لا سمعت طبعا الكدب خيبة، بس بصراحة النغمة اللي أنا مخصصاها ليك فيها معاني كتير فكنت بسمعها، عارف كانت بتقول إيه، ناس واطية وكدابة ومالهمش أمان. ياسبحان الله كأنها بتوصفك.

- بلاش طولة لسانك دي عشان نتيجها مش هتعجبك، قالها بتحذير صريح لترفع الأخرى حاجبها وهي تقول بتحدي: هتعمل إيه يعني
- مابلاااش تتحديني إنتى مش قدي، قالها وهو يقرص فخذها بقوة كادت ستصرخ الا إنه وضع يده على فمها ليكتم صوتها ولكنه صعق بها ما إن وجدها تحمل فازة الزهور التي بجوارها لتضربه بها مسك يدها وهي مرفوعة بسرعة وثبتها على الحائط وأخذ ينظر الى إنعكاس صورته بعينيها بغضب وهو يتنفس من أنفه ويقول بتوعد.

- حظك حلو معايا، تعرفي لوغيرك كان عملها كنت دفنته بمكانه، بس إنتى عندي غيرهم...
حررت ريهام فمها منه وهي تبادله النظرات بقوة وتقول بإستفزاز
- بس إنتا بالنسبالي زيك زيهم بالضبط ويمكن أقل كمان
- بلاااااااش يابت الصعيدي تدوسي جامد هاااا، عشان إنتى مش قد الدوس ده، قالها بحدة شديد وغضب متفاقم وهو يضغط على عضديها بقوة...

زاد ضغط أنامله عليها أكثر وأكثر وهو يراها تقاومه سحبها نحوه وهو يكمل، إسمعيني كويس أوي يابنت الناس لما أكلمك ردي عليا عشان المرادي إكتفيت إني أدخل بيتك، مرة تانية ممكن تلاقيني في سريرك ساااامعة. وانا من رأي إنك تسمعي الكلام أحسلك عشان رد فعلي المرة الجاية مش هيكون متوقع وهتزعلي مني جامد، فعشان كده خدي بالك ياحلوة، اللهم بلغت اللهم فاشهد...
قال الأخيرة وهو ينفضها عنه بعيدا ثم خرج من المنزل.

بسرعة وكأن شياطين الجن والإنس تجري خلفه لتتوجه هي الأخرى بسرعة إلى غرفتها لتهرب من مواجهة عمتها التي كانت تقترب منها بتساؤل
وقفت نادية بالمنتصف وأخذت تنظر الى أثرهم بحزن بعدما أغلقت إبنتها الروحية الباب عليها من الداخل بزعل. لتقول بصوت عالي بعدما تنهدت بقلة حيلة
- طول ما العناد والغرور والكبرياء واقف بينكم عمركم ماهتوصلوا لبعض، وهيبقى ده حالكم...
(تصدقي ياندوش ان كلامك صح جدااا ).

إستلقت على فراشها والدموع تملئ عينيها ولكنها تحاول أن لا تبكي يااالله حتى مع نفسها تعاند
اخذت تتلمس عضديها بألم، وهي تهمس بغيظ
- بربري،؟ هتوقع منه ايه يعني...
مرت ساعة على وضعها هذا لفت انتباهها صوت جرس الباب الرئيسي، وماهي سوا ثواني حتى إرتفع صوت طرق الباب على غرفتها، تجاهلته ولكنها نهضت بتعب وكسل ما إن سمعت عمتها تناديها من الخارج.

ولكنها تسمرت بمكانها ما ان فتحت الباب و وجدت يونس يقف أمامها وهو يقول بحب وهدوء على عكس ماخرج به: ماهنش عليا أروح الشغل و أسيبك زعلانة مني كده يانور عيني، فنزلت وجبتلك القطة دي عشان أصالحك بيها. واهو زي مابيقولوا قلب الأنثى قطة
كادت ان تغلق الباب بوجهه ولكن ما جعلها تبتسم بحب كبير وسعادة وتنسى ضيقها منه هي ما إن وجدته يخرج لها قط صغير جدا ابيض اللون ذو عنين زرقاء.

إلتقطته منه بسرعة ورفعته إلى الأعلى وأخذت تقبله بحب ليرفع الآخر حاجبه من تغير مزاجها الكلي ولكنه تنهد براحة ما إن وجدها تبتسم من كل قلبها إقترب خطوة منها وهو يقول بحب
- هااااا عجبتك ياقلبي
- أووووي، قالتها وهي تمرر وجنتها على وبر القطة الناعم
يونس براحة
- يعني خلاص سامحتيني صافية لبن
- لا طبعا أسامح مين. ده انتا متفائل أوي، مش عايزة أشوف وشك تاني أظن ان كلامي واضح وصريح.

قالتها وهي ترجع الى الخلف وتغلق الباب بوجهه بقوة ثم أغلقته بالمفتاح من الداخل
عم الصمت بالمكان وهو لايصدق ماحدث الآن، فاق من ذهوله على إنفجار نادية عليهم بالضحك وهي تقول: شكلك بقا نيلة أوي، ياااادكتور، تعيش وتاخد غيرها، هي ريهام كده ده العادي بتاعها مش بقولك تربيتي...
- ونعمة التربية ياحجة، قالها يونس بإبتسامة مزيفة
لتشهق نادية بصدمة من كلامه وهي تقول.

- حجة مين يا قليل الذوق، هو فرق العمر اللي بيني وبينك يدوب يجي سنتين، ولو حسبناهم صح يمكن تطلع انتا أكبر...
يونس بإستفهام: نعمم،؟
نادية بإفتراء
- نعم الله عليك، هو كده إنتا أكبر مني لو مش عجبك كلامي كل واحد يشوف طريقه ومافيش جواز...
- لالالالا عجبني، وعجبني أوي كمان ياست الكل، قالها وهو يقبل رأسها
لتبتسم له برضا وهي تقول: الله ينور عليك هو ده الكلام يلااااا بقا وريني عرض قفاك عشان عايزة اروق الشقة.

يونس بتفكير
- ماشي همشي بس ريهام...
- هكلمها وإن شاء الله دماغها تلين شوية، قالتها وهي تربت على كتفه من خلف ليلتفت لها بإحباط وهو يقول
- شوية بس.؟
نادية بتكبر مضحك
- ده اللي عندي مش عجبك أسحب كلامي وتصطفل منك ليها
نظر لها يونس وهو يتصنع الإبتسامة من شدة غيظه
- لا عجبني ياست الكل، كل حاجة منك حلوة، امشي انا قبل مامرارتي تتفقع، سلام.

قالها وهو يخرج، ليغمغم مع نفسه بحسرة. يخربيت ام الذل ده، ماشي يا ريهام إن ما ربيتك
(والله شكلها كده ندوش هي اللي هتربينا كلنا )
أما عند ريهام كانت تدور بالقط وهي تحمله بين يدها ثم اخذت تتكلم مع نفسها بتفكير: أسميك إيه ياحلو انت ياجميل إنت هممممم، تعرف انت احلى حاجة عملها يونس ليا، قالت الأخيرة وهي تقبله بقوة، ف القطط عشقها الأبدي
في وقت إستراحة الغداء بمطعم للوجبات السريعة.

كانت تجلس على الطاولة وهي تنظر إلى الباب الرئيسي تنتظر قدومه بفارغ الصبر...
مرت دقايق عليها كالدهور حتى أخذت تحرك قدمها بتوتر ولكن سرعان ما إعتدلت بجلستها وأخذت تهندم ثيابها وهي تراه يدخل الى المكان ليخطف الأنظار بضخامة جسده المعضل وثقته المتناهية الذي جعل تلك التي تراقبه تعض على شفتيها بإثارة من هيئته...

إبتسمت بثقة لا تقل عنه ما ان وجدته يقف أمامها تماما لترفع يدها وترحب به ولكن عجز لسانها عن النطق ما إن وجدته يسحبها معه متوجها إلى الخارج دون أن ينطق حرف حتى
ولكن ما إن اقترب من سيارته وفتح لها الباب لتصعد حتى دفعته من صدره بكل قوتها وهي تقول بغضب بلكنتها البريطانية
- هل انت مجنون كيف تتجرأ وتسحبني هكذا امام الجميع، وااا.

- هشششششششش، قالها وهو يضع سبابته على شفتيها وأخذ يدفعها إلى الخلف ليلتصق ظهرها بالسيارة وهو يطل عليها بجسده، ليقول، أريد التحدث معكي بهدوء أيتها الحسناء وهذا المكان غير مناسب.
سارة بتوتر وهي تقول: نعم، ولكن طريقتك اااا
نظر لها أيمن ببرود شديد وهو يقول بدهاء
- مابها،؟ ألم تعجبك،!
- دي تهبل ياللهوي ع السيطرة، قالتها وهي تنظر له بأعجاب صريح ومضحك
قطب جبينه بستفهام مصطنع وهو يقول
- عفوا لم افهم...

سارة بإنتباه لما قالت
- لا شئ ااا أقصد، كما تريد...
ابتعد عنها خطوة وفتح الباب لها وهو يقول
- تفضلي معي سنيورة...
- أووووه شكراااا، قالتها وهي تجلس بإبتسامة واسعة وما إن اغلق الباب حتى أخذت تتبعه بنظرها وهي تقول بتنهيدة
- ياواد ياتقيل، يابتاع السنيوريتا إنتا احممممم.

صمتت ما إن فتح الباب وجلس إلى جوارها ولكن قبل أن ينطلق مال عليها وسحب نظارته من على رأسها ليلبسها على عينيه وهو ينظر أمامه بشموخ ثم تحرك نحو وجهته المجهولة بالنسبة لها.
كانت سارة تسترق النظرت له بين الحين والأخرى طول الطريق ولكن خرجت من هيامها به ما إن شعرت بإهتزاز هاتفها والذي لم يكون سوى، نور، ضغطت على زر الإجابة وهي تقول بحماس
- مش هتصدقي أنا دلوقتي فين
نور بسخرية
- الناس بتقول ألو...
سارة بسهيان.

- ألو ايه بس يابنتي. ركزي معايا وعايزاكي تاخديلي أجازة اصلك متعرفيش مين اللي جنبي دلوقتي.
- ليه، هو انت فين ومين ده اللي جنبك، قالتها نور بتساؤل. أخفضت صوتها قليلا وهي تقول بتنهيدة حالمة
- هيكون مين يعني هو في غيره المز الحليوة أبو عيون عسلي ده اللي كلمتك عنه يابت...
نور بتفهم
- اااه خلاص عرفته، لسه نص ساعة على إستراحة الغدا، وأنا ممكن أغطي عليكي ساعة كمان وااا.

سارة ببجاحة جعل الذي يجلس إلى جانبها يرفع حاجبيه بصدمة من كلامها وهي تقول
- ساعة مين ياماما، ده قمر ويتقعد معه أقل شئ 6الى7 ساعات كده اه والله وأسلوبه زي ما أنا بحب بالضبط، تعرفي لو كنت عملته أوردر ماكنش جاني مظبوط بشكل ده.
- إللي يشوفك مدلوقة كده وطايشة ما يشوفكيش إمبارح وانتى بتنصحيني بكل عقل ورزانة. قالتها نور وهي مستغربة من هذا المزيج الذي لديها.

- أنا انصح اه أطبق الكلام لاء، وبعدين أنا برج الجوزاء شخصيتين متعاكسين تماما في شخص واحد
نحن نختلف عن الآخرين، قالت الأخيرة وهي تلعب بخصلاتها بدلال عفوي لايليق سوا بها
نور بتعب من المجادلة: ماشي ياستي الا قولي لي انا شيفاكي بتتكلمي براحتك كده، هو فين دلوقتي
- قاعد جنبي أهو، قالتها سارة بكل بساطة رفعت بها ضغطت الأخرى وهي تشهق بعدم تصديق وتقول.

- اااايه انت اتجننتي قاعدة بتتكلمي قدام الراجل إفرضي كان بيفهم عربي كده هيبقى شكلك وحش وهياخذ عنك فكرة مش كويسة
سارة برفض قاطع لما تقول الأخرى
- لا طبعا مش بيفهم عربي، عيب عليكي ده أنا أروبة وأفهمها وهي طايرة
نور بيأس منها
- طيب إنتى حرة أسيبك أنا بقى، خدي بالك من نفسك.

- حاضر وإنتى كمان، سلام، قالتها ثم أغلقت الهاتف لتتفاجئ ب أيمن يوقف السيارة بمكان خالي من الناس ويفتح حزام الأمان ولكن قبل ان تنطق بحرف وجدته
يلتفت لها ويقترب منها لدرجة جعلت ظهرها تلتصق بالمقعد، مماجعله ينظر لها بتسلية كبير لينزع نظارته وهو يقول: مين ده اللي مز وحليوة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة