قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس

توضيح: وهو انه إياد مريض نفسي، هاااا مريض، ياريت نركز بالنقطة دي كويس
وكفاية هجوم على نور وانها بلا كرامة، نور حبت واحد مريض بكل جوارحها وهي تعرف ده وتعرف كمان انه محتاج معاملة خاص...
إلتفت لها وأخذ يقترب منها لدرجة جعلت ظهرها يلتصق بالمقعد، مماجعله ينظر لها بتسلية كبيرة لينزع نظارته وهو يقول
- مين ده اللي مز وحليوة.

- أنت، قالتها بعفوية لتشهق بصدمة وهي تضع يدها على فمها لينفجر الآخر بالضحك عليها وهو يعود ليرمي جسده على مقعده...
مما جعل الأخرى تعض على شفتيها بقوة حتى كادت تدميهم ولم تجد حل للخروج من هذا الموقف المحرج سوى الهروب، فتحت الباب ونزلت منه ليلحق بها بسرعة وقبل أن تفر حقا وجدته يمسك معصمها وهو مازال يضحك ويسحبها
- رايحة فين، تعالي هنا.

نظرت له بغيظ وظلت تنظر له ثوانى وصدرها يعلو ويهبط من الإنفعال قبل أن تضربه بقوة من خداعه لها وهي تقول
- سيبني يا عم إنتا، بقاااا حظي الهباب مايوقعنيش إلا مع واحد مصري
سحبها من معصمها نحوه أكثر وهو يقول ببرود مخيف بعدما رفع حاجبه من كلامها
- ومالهم المصرين يامصرية
نظرت سارة إلى لون عينيه العسلي بهيام وقد نست ما حدث للحظات وقالت بهدوء
- حلوين ومفتريين وااا.

- وااا ايه، قمر مش كده، قالها بغرور بارد لتقطب جبينها بغيظ من غطرسته عليها
- لو سمحت روحني
- ليه بس، مش كنتي عايزة تتعرفي عليا، قالها بصوت رجولي بحت وهو يضع ذراعها خلف ظهرها لتقترب منه اكثر وهو يركز في عينيها بخبث
أخذت تبادله نظراته بأخرى ضعيفة ومخدرة ممزوجة بتمرد أنثى لايستهان بها ولكن هذه المواجهة سببت له شعور لذيذ أرضا به كبريائه
لتنطق سارة بمقاومة واهية
- بقول لك سبني،!
أيمن برفض.

- توء مش بساهل كده، إنتى دخلتي حياتي بمزاجك، ومش هتخرجي منها إلا بمزاجي أنا...
- يعني إيه، قالتها سارة بذهول من كلامه الصريح هذا وبداخلها حرب من المشاعر المضطربة والمتسائلة هل هو أيضا أعجب بها أم ماذا،؟
دق قلبها بإضطراب ما إن أخذ يغلغل يده بين يدها وهو يشدد من قبضته عليهم اكثر بقسوة وتملك ثم أخذ ينحنى بوجهه نحوها وانفاسه تضرب وجهها وهو يقول بصرامة: يعني دخول الحمام مش زي خروجه يا مصرية...

صرامته بالكلام سرقت قلبها منها شتت كيانها بالمعنى الحرفي، تعشق الرجل الذي يعرف كيف يسيطر على زمام الأمور لينطق لسانها بطاعة و رضا وهيا تسبل أجفانها: خلاص اللي تشوفه، طالما إنتا عايز كده
إبتعد عنها أيمن وهو يضع يديه بجيب بنطاله وهو يقول بغرور
- شاطرة
رفعت رأسها بغرور لا يقل عنه وهي تقول بتحدي
وتأكيد
- أيوااااا شاطرة أووووي و فوق ما تتخيل كمان عشان كده وبغمزة من عينها نصيحة مني ليك خاف على نفسك.

أيمن بتسلية لم يشعر بها من قبل مع أحد وبإبتسامة جانبية تكاد تظهر بجانب فمه
- أعتبره تحدي،!
- حاجة زي كده، ااايه خفت، قالت الأخيرة بمكر ليقترب منها وهو ينظر لها بنصف عين ويقول بنفس نبرتها التي لاتخلو من التحدي: ايوه خفت بس عليكي، لإني أنا الكسبان في كل الحالات
رفعت رأسها ونظرت بعينه
- إزاي بقا، قالتها بإستفهام وترقب ليقول الآخر بإبتسامة
إنتصار
- بصي في المراية وهتعرفي إنك رافعة الراية البيضة من دلوقتي.

سارة بهدوء
- إيه ده هو أنا مكشوفة أوي كده، قالتها لتتورد وجنتيها خجلا ليرفع يده وأخذ يمرر ظهر أنامله على هذا الإحمرار الجميل لتزداد إبتسامته بتفاجئ وهو يراها تكاد أن تذوب خجلا أكثر وأكثر من حركاته وقربه منها جعلها تهيم به، نزل بأنامله حتى ذقنها ثم رفع وجهها نحوه ليلتقي بعينيها اللامعتين.

نظر لها بإعجاب تزامنا مع غروب الشمس لتمتزج السماء الزرقاء باللون البرتقالي الساحر مع لون عينيها يا الله كم هية جميلة
لينطق بغزل صريح
- ماكنتش أتخيل إنك هتبقي حلوة أوي كده لما تتكسفي
لتنظر إلى الأرض بخجل وهي تقول بعدم تصديق لما يحصل لها الأن
- أما انا بقا ماكنتش أعرف إني بتكسف أصلا إلا دلوقتي...

ضحك عليها بخفه ثم بدء يقترب منها بشددة وهو يضع يده على خصرها النحيل بهدوء لتتسلل يده الاخرى بجراة الى اسفل ظهرها.
شهقت قبل أن تدرك مقصده ليسحب هاتفها من جيب البنطال الخلفي وهو ينظر لها بخبث
وأخذ يسجل رقمه على سجل الهاتف الخاص بها وهو يقول بعدما إرتفع رنين هاتفه برقمها وأعاد هاتفها إلى جيبها بنفسه
كده رقمك بقى معايا ورقمى عندك
- يالا الوقت إتأخر وأنا عندي شغل لازم أسلمه. إستني مني مكالمة ماشي...

أومأت له بنعم وهي تقول: فعلا الوقت إتأخر أوي...
- يلااااا، قالها وهو يفتح لها الباب
وما إن صعدت حتى صعد هو الآخر حتى إنطلق متوجه نحو منزلها بعدما أعطته العنوان، طوال الطريق كانت تنظر من النافذة إلى الطرقات بسعادة لاتوصف لاتعرف لما شعرت براحة رهيبة مع هذا الشخص الغريب عنها...

نعم غريب فهي لاتعرف عنه شئ وماتفعله الآن مجازفة ولكنها تريد أن تحيا مثل قريناتها فقد قضت سنين طويلة تبحث عن نصفها الآخر ولم تعجب بأحد في يوم من الأيام
ولكن ما إن وقع نظرها على أيمن في ذلك اليوم حتى أقسمت بأن قلبها كاد أن يخرج من بين ضلوعها من شدة خفقانه في ذلك الوقت...
خرجت من سكونها وشرودها بالتفكير به على توقف محرك السيارة أمام بنايتها، لتلتفت له وهي تقول بإبتسامة رقيقة.

- ميرسيى أوي، تعبتك معايا...
بادلها الإبتسامة وهو يقول: على إيه ده واجبي
- صحاب، قالتها وهي تمد يدها لتصافحه ليقطب الآخر جبينه بإستغراب من حركتها هذا لتقول بتوضيح
- إيه رأيك نبتديها صحاب ونشوف المركب هتودينا لفين
وضع يده بيدها وهو ينظر لها بشدة ليقول بتأيد لفكرتها: صحاب...
ثم أخذ ينظر لها وهي تنزل وتدخل من بوابة البناية بعدما لوحت له بيدها...

ليتنهد ويقود سيارته ليتوجه إلى فيلا الهواري الذي يقيم بها و ما إن دخل حتى توجه إلى غرفة المكتب ليرسل بعض الملفات عبر الفاكس ويدرس بعض الملفات الأخرى وكل هذا وسارة لم تفارق خياله ولو لثانية واحدة
بعد 3 ساعات من العمل المتواصل إنتهى أخيرا لينهض بكسل وهو ينزع قميصه متوجهالخارج الفيلا وما إن نزعه تماما حتى رماه على الكرسي بإهمال ثم قفز برشاقة ومهارة داخل حوض السباحة الكبير...

غاص بجسده تحت المياه الباردة لعلى هذا يجعل عقله يرتاح ويهدأ ويتوقف عن التفكير بتلك الجنية المشاغبة ولو قليلا، ولكن زاد الأمر سوء ما إن أخذت كلماتها الشقية وضحكاتها تتردد بأذنه مثل الصدى يتكرر ويتكرر دون أن يرحمه.

وكلما زاد تفكيره بها زاد هو من سرعته ليأخذ حمام السباحة ذهابا وإيابا دون أن يرحم جسده. وما إن أدخل رأسه تحت الماء مرة أخرى حتى داهمته صورتها وهي تبتسم له برقة. ليخرج رأسه بسرعه وهو ينهج بعنف ليضرب سطح الماء بإنفاعل غاضب وهو يقول بمكابرة أو بالأصح يصرخ
- اااانا رحت شفتها عشاااان أكسر فضولي من ناحيتها مش ااااكتر ولا أقل وعشان كمااااان أبطل تفكير فيها مش عشان تصدعلي دماغي.

أخذ يرجع خصلات شعره المبللة إلى الخلف بضيق وهو يكلم نفسه بتأنيب، مالك يا أيمن أول مرة يحصلك كده يعني. أعقل وشوف انت فين وهي فين حرام تظلمها معاك، انا متأكد انه بالرغم من طريقة لبسها وجرأة تصرفاتها ألا انها نضيفة أوي من جواها وعفويتها بالتعامل وخجلها اللي كشف قد إيه هي بريئة، وكان واضح جدا إنك أول واحد في حياتها.

فوق لنفسك هي ماتستاهلش إنك توسخها بماضيك الأسود ده غير فرق السن اللي بينكم واللي مش اقل من عشر سنين. صمت قليلا وهو يمرر باطن يده على وجهه بتعب نفسي وجسدي ليكمل بعدما أتخذ قراره، أحسن حاجة أعملها إني ماشوفهاش تاني شكلها كده واخد الموضوع جد. وأنا أخري معاها ليلة. وطالما سكتها مش شمال يبقى طريقنا مش واحد، أيوه هو ده الصح.

قال الأخيرة وهو يخرج من الماء و قد قرر مع نفسه بشكل نهائي بأنه سيمحي أخر أسبوعين من حياته أي منذ ظهور سارة فيها. ويكمل روتينه وكأنه لم يحصل له شئ...
(هذا هو جنس آدم ياسادة ما إن يشعر بخطر الحب يحوم حوله حتى يهرب منه، ولكن من منا أستطاع أن يهرب من مشاعره ونجح في هذا حقا. ).

- تيتو حبيبي وحشتني، قالتها ريهام بإشتياق حقيقي وهي تدخل من باب شقتها بعدما عادت من عملها فذلك القط أصبح من أجمل مافي يومها لتنحني بجذعها وتحمله بين يديها ما إن بدء يحوم حول قدميها بلطافة
لتنظر لها عمتها بعدم رضا لحالها هذا وأخذت تقول
بسخرية
- يتربى في عزك...
- ميرسيى ياعمتو، قالتها ريهام وهي تقبله بحنية
لتغتاظ نادية من فعلتها وأخذت تصرخ بها
- ميرسيى اااايه وزفت اااايه إنتى عاااايزة تجننيني...

نظرت لها ريهام بتساؤل وهي تقول
- في ايه بس ياندوش مالك عصبية كده ليه
نادية بإنفعال شديد من برودها
- لا أبدا وأنا أتعصب ليه. هو إنتى بتعملى حاجة تعصب يا قلب عمتك
والمصيبة إنك فاهمة وعاملة نفسك ولا هامك، اللي قدك ياهانم عيالهم بتجري قدامهم، مش بس إتجوزو
ريهام بتفاجئ مصطنع
- بجد، تصدقي ماكنتش أعرف. قالها بإستعباط وهي تنظر لها ببرائة مصطنعة مما جعل الأخرى يتفاقم غضبها وهي تقول.

- ريهاااام بلاش طريقتك دي أحسلك. أعقلي كده وشوفي حياتك، إنتى مش صغيرة إنتى عديتي ال 30
ريهام بعناد وعدم إقتناع
- ما انا شايفة حياتي ومرتاحة جدا، هو أنا لازم أتجوز يعني، وبعدين إيه يعني عديت ال30 إحنا مش في مصر عشان تخافى عليا أعنس...
نظرت لها نادية وهي تقطب جبهتها: خايفة إيه ده إنتى عنستي فعلا
- بقا كده ياندوش، قالتها ريهام بصدمة
نادية بتمني.

- يابنتي إسمعيني، أنا نفسى أشوفك عروسة وأفرح بيكي، بقا بذمتك عجباكي قعدتك دي، حياتك كلها شغل في شغل، الست ياريري محتاجة راجل في حياتها يحبها& ويعشقها أكتر من روحه ويتحدى الكل عشانها ويدعمها ويسمعها كلمة حلوة تحسسها بأنوثتها
- والراجل ده يونس مش كده، قالتها بترقب وهي تنظر لها لتؤكد الأخرى وهي تقول
- أيوة هو، تنكري إنه بيحبك تنكري إنه دعمك نفسيا وكان واقف معاكي بكل خطوة وااا.

- لوسمحتي ياعمتو أنا تعبانة بجد ومش حمل مناهدة...
تصبحي على خير، قالت الأخيرة بصوت مخنوق وهي تنهض وتدخل غرفتها لتحتضن القط وأخذت تبكي بقهر وهي تتكلم معه وكأنه يفهم ما تقول
- صاحبك غدر بيا ياتيتو، وجعني، أسامحه إزاي...
آه بحبه مش هنكر بس على قد حبه إللي في قلبي على قد ماهو جرحني.
تعرف إنه كان حالف يكسرني وفعلا كسر قلبي كان ناوي يبكيني ونجح وأديك أهو شايف لحد دلوقتي أنا بعيط بسببه.

بس نادية معاها حق يونس وقف جنبي وسندني في وقت كنت لوحدي وهو ده اللي خلاني أحبه وياريتي ماحبيته...
#flash back:
قبل أربع سنين في إحدى المقابلات للأداء كانت تقف في قاعة الإنتظار وهي تفرك يديها ببعضهما لا تعرف أهو من سبب البرد القارس أم السبب التوتر
رفعت رأسها بتفاجئ ما إن وجدته يحتضن يديها الناعمتين كالثلج بخاصته ليبدء ينفخ بهم وهو يفركهم
ليتسلل الدفئ الى أوردتها وهو يقول بعتاب.

- بقالي ساعة قدام بيتك يامفترية وفي الآخر أعرف إنك مش موجودة، ليه مستنتنيش
- وأستناك ليه، قالتها بجفاء لينظر لها بدقة ثم تنهد بإعجاب فهي حقا رائعة الجمال والأناقة ليقول بمشاكسة
- منطق بردو ياقمر...
فهمت على نظراته لتغتاظ منه وهي تقول بتحذير وصوت منخفض لكي لاتلفت النظر لهم: يونس حل عن دماغي أنا مش فيقالك
تجاهل كلامها وكأنه لم يسمعها ومسك رأسها ليقبلها مابين عينها ثم أخذ يقول بتشجيع ما إن إبتعد.

- قلب يونس ونور عينه، يلاااا يا مارشميلو دورك جه أدخلي واعملي الإختبار وأنا متأكد إنك هتنجحي أنا كلي ثقة فيكي
نظرت له بهدوء مصطنع وقلبها رجف من فعلته هذه التي على مايبدو بأنها بدأت تحطم حصونها أما حروفه التي نطقها زلزلت كيانها الضعيف الواهي، أخذت تنظف حنجرتها وهي تلتفت وتذهبت دون أن تنطق بحرف...

ليذهب خلفها وأخذ يراقب أدائها القوي وثقتها بنفسها التي دائما ما تتميز بها، لتستغرب هيا ما إن وجدته داخل غرفة الأداء لتعرف بأنه إستخدم نفوذه فقط ليكون معها بهذا الموقف...
لمعت عينيه بفخر وإبتسم بسعادة وهو يرى موافقة اللجنة عليها بشكل مباشر مما جعل الأخرى تخرج بهدوء بعدما إستأذنت وهي لاتصدق هل تم كل شئ الأن أم هي تحلم، نعم تم وهذه أولى خطواتها نحو النجاح...

أخذت تنظر حولها وكأنها تبحث عنه خرجت إلى الساحة الخارجية المليئة بالثلج لعلها تجده هناك ولكن لم تعلم بأنه كان يراقبها من بعيد وقلبه يكاد أن يطير من شدة الفرح هل تلك المتمردة تبحث عنه حقا
أخذ يعود إلى الوراء حتى لاتراه وهو مستمتع بلهفتها الواضحة تجاهه فهذا يعني بأنه أصبح قريب جدا من هدفه، إنسحب بهدوء من المكان.

في المساء كان يقف أمام أحد المطاعم وهو ينظر لها ويراقب ملامحها الحزينة عبر الجدار الزجاجي بإبتسامة إنتصار فهي قامت بدعوته هو وصاحبتها إستيلا وزوجها نيكولا وعمتها للعشاء بمناسبة نجاحها في الأداء...
ولكنها شعرت بالإحباط ما إن أخبرها نيكولا بأنه يعتذر نيابة عنه وأن الآخر مشغول ببعض الأمور...
وبينما كانت ريهام تتناول طعامها بلا روح لفت إنتباهها بأن النادل وضع لها منديلا بخفية وذهب...

لتسحبه بهدوء وما إن فتحته حتى وجدت كلمة واحدة
فقط لا غير وهي
- مارشميلو
ما إن قرأتها حتى رفعت رأسها ليقع نظرها عليه يقف بعيد ثم أخذ يخرج ببطء من المطعم مما جعلها تستأذن وتخرج خلفه وما إن خرجت من باب المطعم الخلفي حتى وجدته يسحبها إلى ممر جانبي ضيق ليحتضنها بقوة جعل جليد الذي يغلف قلبها يذوب.

أخذ يتقدم بها ليسند ظهرها على الجدار الرطب لتصعق حقا ما إن وجدته يدفن وجهه بتجويف عنقها وشفتيه إلتصقت على بشرتها لتداعبها شعيرات ذقنه بدغدغة ارتجف لها جسدها كله
دفعته بقوة ليبتعد عنها وبالفعل نجحت وإبتعد ولكنه سحبها من يدها لتلتصق بصدره بحركة مشاكسة وهو يستند بظهره على الجدار الذي خلفه
حاوط خصرها وإلتفت بها ليحبس جسدها بينه وبين ذلك الجدار ليرجع وضعهم كما كان منذ لحظات.

ليهمس لها وهو يعود بدفن وجهه مرة أخرى بعنقها
- وحشاني يا مارشميلو...
إنكمشت بجسدها بشدة ما إن مرت بهم نسمة هواء بارد فالجو في النهار قارس أما في الليل نستطيع أن نطلق عليه زمهرير
نظر إلى فستانها القصير نوعا ما وذراعيها العاريتين. هذه المجنونة خرجت دون أن ترتدي معطفها، أغمضت عينيها ما إن وجدته يضع يده خلف ظهرها ويسحبها نحوه وهو يحاوطها بمقدمة معطفه هو لتذهل من حركته الجريئة تلك...

كادت أن تبتعد إلا ان تيار مر بها ليشدد هو من إحتضانه لها ويلتصق بها وهو يقول بخبث
- بردانة، إبتسم بتمكن ما إن أومأت بنعم وهي تريح رأسها على صدره بلا وعي منها أو نستطيع أن نقول لحظة ضعف، ليرفع يونس رأسها وينحنى نحو شفتيها ليلتقطهم بقبلة جياشة للمشاعر خطفت أنفاسها وهو يتعمق بتذوق شفتيها...
- مارشميلووو.

#back: فاقت من بحر ذكرياتها المؤلمة إلى واقع مر تقبلته بصعوبه بالغة بعد شقاء، أخذت تمسح شفتيها بقوة فطعم قبلته مازالت تشعر بها حتى الأن.
نهضت بغضب وقامت بتكسير كل شئ تصل له يدها وأخذت تصرخ بقهر وكأن جرحها حديث العهد وليس من أربع سنوات
- غبية،! انا وحدة غبية،!

رمت كل العطور وكسرت مرآة الزينة ثم جلست على الارض بين الزجاج واخذ تبكي بصوت عالي وهي تحرك قدميها بإنفعال شديد لتنجرح تزامنا مع إرتفاع صوت طرق باب غرفتها لتستمع لصوت عمتها وهي تقول
- ريهام حبيبتي إنتى كويسة...
- أنا كويسة ياعمتو متقلقيش (بس، بس قلبي مش كويس، )لم تصرح بالأخيرة
أخذت تبعد قطع الزجاج من أسفل قدمها ثم إحتضنت نفسها وهي تبكي بقهر
نادية بترجي: إفتحي الباب ياريهام، إفتحي يابنتي.

ماتوجعيش قلبي عليكي بالشكل ده، عشان خاطري إفتحي...
نهضت ريهام وفتحت الباب وما إن نظرت لها نادية حتى أرتمت ريهام بأحضانها وهي تقول بصوت مبحوح من أثر بكائها وحرقتها: حبيته والله حبيته، بس هو كسر فرحتي، ابن الهلاااااالي دمرني يااااا نادية ومش راضي يبعد عني ولا يسيب قلبي و يرحمه...

- خلااااااص يقلبي اهدي كده. قالتها وهي تتوجه بها نحو السرير وجعلتها تستلقي عليه ثم جلست الى جانبها وهي تحتضنها بقوة ويدها تملس على شعرها بحنية ودموعها كانت تنزل لتواسي دموع ابنتها الروحية.
فريهام كل شئ في حياة نادية بعد وفاة زوجها وأخيها وزوجته(والدة ريهام) في حادث سيارة منذ مايقارب العشرين عام...

تولت تربية ريهام من سن الحادية عشر، حبتها كأنها إبنتها تماما وأصبحت تحبها أكثر من روحها ولما لا فهي من ربتها وعوضتها عن حرمانها من الأمومة...
مر أكثر من نصف ساعة على وضعهم هذا حتى تأكدت انها غفت فأخذت تبتعد عنها بهدوء وتريث لكي لا تستيقظ وما إن سحبت الفراش عليها ودثرتها به حتى خرجت وهي تمسك هاتفها لتتصل به، يونس الهلالي...

- قابلني بكرة الصبح في الكافيه إلى قدامنا، قالتها نادية بجمود ثم أنهت المكالمة دون أن تنتظر رده
(إمممممم ياترى ناوية على إيه ياندوش )
في المستشفى بالتحديد في غرفة إياد.

كانت يجلس وهو يرسم أو هذا ما كان ظاهرا لمن يراه ولكن في الحقيقة هو كان يختلس النظر ليراقب تصرفاتها وإنفعالاتها من بعيد هذا هو حاله منذ تلك الليلة التي قبلها بها، يراقبها بصمت فقط بعدما فرض عليها قوانينه بأن لاتخرج من غرفته أبدا طول وقت دوامها.

إبتسامة صغيرة إرتسمت على وجهه وهو يراها تتأفأف للمرة الألف من شعرها الذي لا يكف عن مداعبة عينيها فأخذت ترفع شعرها بإهمال و ضيق ليقترب منها وقبل أن تعقد ربطتها عليه مسك يديها ليمنعها
- سبيه، كده أحلى، قالها وهو ينزل خصلات شعرها الكثيفة مرة أخرى حول وجهها، لتنظر له وهي تزم شفتيها ثم أبعدت وجهها عن مرمى يديه وأخذت تقول بتذمر
- لاء مش أحلى، إنتا بتضحك عليا وبتقول كده عشان تفضل تتريق عليه زي كل يوم.

- بقا إنتى شايفة كده، قالها وهو يرفع حاجبيه بإستغراب من كلامها ليتوه بسواد عينيها اللامعة
رفعت نور منكبيها ببساطة وهي تقول
- اكدب يعني...
حرك رأسه بنفي وهو يمرر أنامله على تمويجات شعرها التي سحرته بها ليقول
- لاء متكدبيش الصراحة حلوة وأنا بحبها
- يابختها بحبك ليها، قالتها بتنهيدة وغيرة طفيفة
لينظر لها بإستغراب وهو يقول: مين دي...
- الصراحة، قالتها بمراوغة ومكر مما جعله يبتعد عنها وهو يقول.

- طب إمشي روحي شوفي شغلك وبطلى لماضة
رفعت كتفها بلا مبالاة وكأن الأمر لا يعنيها وقالت: ماشي...
- على فين، قالها بلهفة وهو يراها تتوجه نحو الباب لتنظر له وهي تقول بتوضيح
- مش إنتا قولتلي روحي شوفي شغلك
إياد بحدة وهو يسحبها من عضدها
- لازم تفهمي حاجة مهمة أوي وهي إني كل شغلك
دفعته عنها ودلكت مكان قبضته بعدما فتحت عينها بذهول وهي تقول
- انت عايز تجنني، مش إنتى اللى قولتلي إمشي
نظر لها إياد بسخرية.

- قال يعني إنتى عاقلة وطبيعية
نور بغرور ودلع رقيق
- والله انا كنت عاقلة وشاطرة ولهلوبة وألف مين يتمناني
- بجد، ألف،! قالها إياد بإبتسامة مصطنعة وهو يسحق أسنانه
لتقول نور بكل تواضع وتوضيح مضحك
- أنا بقولك. كنت. وده فعل ماضي دلوقتي بسم الله ما شاء الله بقا في ألفين وعقبال 3 تلاف بس إنتا قول يارب عشان ميحسدش المال إلا صحابه.

إياد بغضب ونار بدأت تنهش في قلبه يجهل ما سببه: شكلك كده بيحوم على مصيبة وهتكون على إيدي، همس بها بداخله ولكنها سمعته كادت أن تتكلم إلا أنه أكمل بقوة ومكابرة، أنا مالي اذا كان في ألف ولا إتنين ولا عشرة حتى بتدخليني في حياتك الشخصية ليه.
نور بتذمر
- الحق عليا اني قاعدة آخد وأدي معاك عشان متزهقش وبعدين أنا كنت قاعدة في حالى وإنتا اللي بتنكشنى بزيادة وااا.

قاطعها إياد وهو يضع يده على فمها ليسكتها وهو يقول بصداع: بس اسكتي بقاااا، إاايه راديو، صمت قليلا وهو ينظر لها بغضب وصرامة وبدأت ملامحه تلين وثقلت أنفاسه ما ان إستشعر ملمس شفتيها تحت راحة يده
و ما إن داهم عقله لحظة تقبيله لها حتى أبتعد عنها بسرعة كمن لدغه عقرب...
أعطاها ظهره وأخذ يمرر يده على وجهه بإختناق من هذه المشاعر التي اخذت تتسلل إلى قلبه المحروم...

أما نور إستغربت من تحوله الملفت للنظر أخذت تقترب منه و وضعت يدها على كتفه من الخلف لتطمئن عليه حتى شهقت بخوف ما إن إلتفت لها وهو يمسك يدها التي كانت على كتفه وأخذ يعتصرها بعنف لتتأوه بألم وهي تقول بخوف
- إااااياااااد مالك...
ضغط على رسغ يدها أكثر وهو يقول بصوت مرعب وأنفاسه تخرج بقوة من صدره
- بلاش تنطقي إسمي بالطريقة دي...
- حاضر، بس سيب إيدي هتتكسر، اااااه ااايااااااد...

صرخت بها وأخذت تبكي عندما زادت قبضته قسوة
تركها بسرعة ما إن وجد دموعها بدأت بالنزول على وجهها حاول أن يحتضن وجنتيها إلا أنها دفعت يده عنها بقهر وتراجعت بظهرها ثم خرجت من الغرفة لينظر إلى أثرها وهو يقول بلهفة
- نورررررر...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة