قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الرابع والعشرون

- أنا موافق
أخذت تتردد صدى هذه الكلمة بالأرجاء بعدما عم السكون ما إن نطقها أيمن بعنف...
إبتسم مارك بإتساع وإقترب منه وأخذ يربت على كتفه وهو يقول بإطراء
- جميل.
- إذا دعونا نحتفل لإنضمامه إلينا من جديد، قالها يوسف بحماس ليلتف له أيمن وهو ينظر له بطريقة يقسم لو النظرات قاتلة لكان وقع صريعا...
أخذ يضحك وهو يبتعد عنه ويرفع يديه وهو يقول
- هدئ من روعك ياصاحبي لاتأخذ كل شئ على محمل الجد...

تجاهل أيمن كلامه وكل من حوله وأخذ يفكر كيف سيخرج نفسه من هذه الورطة، هل عاد إلى ماكان عليه من جديد، هل سيعود آلة تحكم بين يديهم، لا وألف لا
عند هذه النقطة نطق بشراسة أسد لاتقبل النقاش
- أنا موافق بس بشرط
نظر له مارك بترقب وقال بعدما مرر طرف لسانه على شفته السفلية بتفكير
- وإيه هو شرطك
نطق أيمن وهو يضع النقاط على الحروف.

- محدش يتدخل بشغلي ولا بطريقتي اللي بشتغل بيها أنتم ليكم النتيجة وبس، وآه شغلي معاكم مش دائمي
- ماشي، ما إن قالها مارك بتقبل غامض حتى أكمل بجمود
- وتجارة الأعضاء
مارك بتنهيدة
- مالها...
رمقهم أيمن بإشمئزاز ثم قال: الشغل المقرف اللي بيحصل بالمستشفى ده أنا ماليش فيه
كاد يوسف أن يعترض على شرطه هذه إلا أن مارك أوقفه وهو يأشر له بيده ثم قال بإبتسامة صبر وهو يمد يده نحوه
- اتفقنا.

نظر أيمن له لبرهة ثم وضع يده بيد الآخر وهو يقول
بعنف
- إتفقنا، والخاين مالوش دية
ضحك مارك بصوت عالي ثم قال بجدية بعدما هدء
- مالوش دية
بعد ساعة من هذه الأحداث في الأعلى كانت الأجواء صاخبة بالملهى الليلي. كانت هناك فتاتين من روسيا تؤام يقدمان عرض راقص مغري ونظرهم معلق نحوهم
نحو المكان المحرم، أو المنطقة المحرمة كما يطلق عليها. ذلك المكان المخصص لمارك واصدقائه.

كانت نظرات أيمن مسلطة على ذلك الذي كان ينحنى على الطاولة التي أمامه ويستنشق تلك البودرة البيضاء التي كان يصفها وراء بعضها بإنتظام...
ليرفع رأسه إلى الأعلى وهو يغمض عينيه بإنتشاء ثم أخذ يفرك أنفه بقوة، ليلتفت نحو ميليسا التي تلتصق به ليقبل عنقها، ثم رفع كأسه واخذ يحتسيه جرعة واحدة وهو يتفحص تلك الفتاتين التي يتمايلن على الإستيدج بشهوة حيوانية.

ليقطب أيمن حاجبية بإشمئزاز واضح من هذه الأجواء ما إن وجد ميليسا تغمز له خلسة بدعوة مبطنة
شعر حقا بالغثيان من كل هذا. لايعرف كيف كان سابقا يحيا هكذا، عفوا!
هل هو كان يعرف الحياة من الأساس لو لا تلك الجنية التي غزت عالمه الأسود لتلونه كيفما تشاء. و آااااه من تلك السارة التي تضاهي القمر بجمالها، بل حتى أصبح يختفي خجلا من السماء ما إن تحضر هي. صغيرته الشقية...

- اللي واخد عقلك، قالها يوسف بخبث وهو ينظر له بمغزى، ليبادله الأخر النظر من طرف عينيه بلا مبالاة
وما إن إلتفت حتى اخذ يتجرع كأس خلف الآخر يريد أن ينسى ماهو به يريد الهروب من حاضر متعب وماضي لايرحم يريد أن ينسى بأنه عاد إلى هذا المستنقع
حاول أن ينهض بعدما تجرع قنينة كاملة من الشراب المعتق ولكن تمكن منه الخمول ولكن ما إن وقع بصره على مكان الرقص حتى اعتدل بجلسته بسرعة وهو لايصدق مايرى.

فهو وجد سارة ترقص بينهم. حاول أن ينهض ليستوعب الأمر ولكن وجدها تميل عليه بدلال وهي تضع يدها على صدره لتقبله ولكن ما إن لمست شفتيه حتى إختفت
سحب نفس عميق داخل صدره وزفره بقوة وهو يفتح عينيه ويقول مع نفسه
- بلاش جنان يا أيمن. ركز
إيه اللي هيجيبها هنا.

تجرع ماتبقى في كأسه جرعة واحدة و وضعه على الطاولة ثم نهض بعدما وجد مارك يسحب الفتاتين الروسيتين إلى أحضانه بحميمية بعدما أمر بصعودهم له. ليأخذهم معه نحو احد الغرف المجهزة له...
إقتربت ميليسا من أيمن الذي أرجع رأسه إلى الخلف و أغمض عينيه بثمالة من ما تجرعه المفرط للخمر ولكنه سرعان ما فتحهم ما إن وجدها بقربه تحاول إغرائه ولكن قبل أن تلمسه حتى وجدته يقول بغضب.

- لا تتجرئي لكي لا تلقي حتفكي على يدي هذه الليلة
- كل هذا من أجل سسسس ااا اممممممم، همهمت بألم فتاك ما إن قاطعها وهو يعتصر شفتيها بين أنامله بقوة وهو يقول من بين أسنانه
- إياكي أن تلفظي إسمها وتلوثيه...
تركها بإختناق ونهض عن الأريكة الجلدية لتمسك يده تمنعه بلهفة من الذهاب وهي مازالت جالسه وتقول بترجي
- أرجوك، لا تتركني هكذا ف أنا أتوق لك بشدة...

سحب يده منها وكاد أن يخرج من هذه المكان إلا أنها نهضت وتمسكت بكم قميصه وهي تقول بغل وصراخ لم يسمعه غيره بسبب صوت الموسيقى العالي
- لما أخترتها هي بالتحديد. ماهو الشئ المميز بها عني
مسك يدها وأبعدها عنه وهو يقول بحزن
- هي من إختارتني وهذا من حسن حظي وسوء حظها جعلتني أحبها بل أعشقها لا بل جعلتني مجنون بها...

وتميزها عنكي بأنها كتلة من النقاء والبرائة ملاك سرق قلبي مني أما إنتى كتلة من القذارة والحقارة، أفعي صفراء تبخ سمها القاتل حتى النخاع...
ميليسا بتوضيح وقح لا يقل عن وقاحتها المعتادة
- ولكني أحبك وأريدك، ومافعلته في الأسفل لم يكن سوا غيرة لأنك إخترتها هي، إقتربت منه وهي تستغل صمته وأخذت تتلمس صدره وهي تقول بخفوت مغري
ااااوه لقد إشتقت إليك كثيرا، أيمن أنا أريدك حقا...

ختمت كلامها وهي ترفع نفسها لتقبله ولكنه دفعها عنه بغضب لتسقط على الأرض بمهانه ليرمقها بإستحقار ثم تركهم وذهب نحو منزله نحو راحته ونحو أمان قلبه، ونقاء روحه، سارة
أما في فيلا الهواري
جلست سارة على الوسائد المبطنة الموجودة في الحديقة أمام المسبح تمسك بيدها رواية رومانسية تقرأها بتركيز شديد، لتقطب جبينها وترفع رأسها بإنتباه لذلك الصوت محدثا إياها.

والذي لم يكن سوا أيمن. لم تندهش من نفسها كيف لم تشعر به وهو يدخل بسيارته ذات الدفع الرباعي
- الحلو بتاعي سرحان في إيه، قالها وهو يسحب وسادة له ليجلس عليها الى جوارها ليباغتها بقبلة وجنتها بقوة
- إنتا سكران، قالتها وهي تنظر له بغضب أسود وهي تمسح وجنتها بملامح ممتعضة وكأن ضفدع قبلها لا زوجها
بادل نظراتها النارية بأخرى محبة حنونة وهو يقول
- بحبك ياسارة
سارة بإستخفاف
- أحلف.

ضحك عليها وقبل وجنتها بقوة رغما عنها وهو يقول
- واللي خلقك وخلقني بحبك
دفعته عنها وهي تبعد أنفها عنه من رائحته القوية
- أوعى كده، راجعلي سكران يا أيمن هي دي اخرتها
أيمن بعشق: بحبك...

- آه بتحبني بأمارة إنك راجعلي وش الفجر سكران وأكيد كنت مع واحدة، صمتت وهي تشعر بأن غصة كبيرة بدأت تخنقها لتقول بعدما إبتلعت لعابها بصعوبة، نفسي أعرف حاجة واحدة بس، ليه. أنا عملتلك إيه، عشان تطعن قلبي اللي حبك بجد بخنجر مسموم
مسك أيمن وجهها بين يديه وهو يقول بتوسل
- إفهميني ياصرصورة
إفهميني عشان خاطري، والله العظيم أنا بعمل كل ده من خوفي عليكي ومن حبي ليكي.

- إذا كان ده حب، أبوس إيدك إكرهني يمكن وقتها تعتقني لوجه الله، قال بحبك قال حب إيه ده اللي بيعمل بصاحبه كده. ده لو كان لك قلب وبيحب من أساسه.
سند جسر أنفه على جسر أنفها بعدما قبل أرنبتها وقال: سامحيني يا سارة على اللي فات
- تعرف قلبي ده، قالتها وهي تأشر على صدرها.

لو فكر يسامحك بس، هدوس عليه بنفسي وهكسر نفسي بنفسي ولا إني أرجع أبص في خلقتك دي تاني بحب، ده أنا أخزء عينيا ولا أخليهم يلمعوا ليك بحب من تاني
أبتعد عنها أيمن بسرعة وكأنها صعقته بحروفها هذه التي نطقتها ليقول وهو ينظر لها بصدمة
- يااااه لدرجادي كرهتيني، ليه كل ده، ده أنا شاريكي بروحي.

- لا أنا مكرهتكش، أنا بحقد عليك. ياويل قلبي من بجحتك دي يا أخي جاي بكل وقاحة وعايزني اسامحك وتقولي أنك لسه شاريني، طب قولي إنتا بعد إيه، بعد ماخنتني وخلتني أعيش ليالي مايعلم بيها إلا ربنا...
دفعته بضيق من أمامها وهي تصرخ به بضعف، إبعد عني الله يخليك وسيبني في حالي
وكفاية أوي اللي حصل لغاية دلوقتي وكفاية أوي اللي شفته منك
ختمت كلامها وهي تتركه وتذهب نحو الداخل تاركة.

أيمن خلفها غارق بأفكاره التي بدأت تعصف به من جديد لينهض خلفها بعدم توازن وهو عازم أن يخبرها بكل شئ. لعل هذا يجعلها تحن عليه ولو قليلا.

أما سارة اخذت تصعد الدرج بسرعة نوعا ما كانت خطواتها غاضبة عنيفة لتدخل إلى غرفتها متوجة إلى الحمام لتفتح صنبور الماء وأخذت تغسل وجهها بالماء البارد عدت مرات لعل هذا يخفف من لوعتها هذه، اااه كم تتمنى لو تخرج قلبها الذي يغلي وتغسله بهذا الماء لتطفئ الجمر المشتعلة بداخله.

أغلقت الماء ثم سحبت أكثر من منديل ورقي لتجفف وجهها به وما إن إلتفتت لتخرج حتى تفاجأت ب أيمن يقف على باب الحمام وهو ينظر لها بعينين تلمع بالدموع. حاولت أن تتخطاه إلا إنه منعها من المرور وهو يقول بغصة
- صرصورة إسمعيني
- لوسمحت، قالتها وهي تحاول أن تدفعه من أمامها ليفسح لها المجال لتخرج ثم إلتفت لها وهو يقول بوجع كبير وقلب مكسور
- هو ليه أنا بهون عليكي وإنتى عمرك ماهنتي عليا.

- بجد، قالتها سارة بتهكم صريح لينظر لها بعتاب
وقال
- حرام عليكي ياصرصورة اللي بتعمليه فيا
سارة بإنفعال
- حرام إيه إنتا عايز تجنني. هو مين الظالم ومين المظلوم
- ظالمة عشان عايزة تحرميني من روحي، تحرميني منك، قالها وهو يحتضنها بتملك وهوس لتقول الأخرى بضجر من أفعاله الغير سوية
- أيمن وحياة الغالين بلاش جنان، وياريت تطلقني بأسرع وقت ممكن انا مش قادرة أتحملك أكتر من كده.

أبعدها عنه وقبض على عضدها بقوة ألمتها حقا ثم أخذ يصرخ وهو ينفضها بين جملة والأخرى
- مافيش طلاق، إنسي، سامعاني، إنسي، زعلانة مني عاتبيني عذبيني بس مستحيل أسيبك تبعدي عني، أنا قولتهالك قبل كده إنه مافيش حاجة هتبعدنا عن بعض غير الموت
أخذت تصرخ بوجهه بدموع متجاهلة ألم ذراعها الفتاك
- لو الموت هو الحل الوحيد لبعدنا، يااارب أموت وأخلص منك...

- بعد الشر عنك ياقلبي، قالها بلهفة وهو يسحبها من رسغها ليزرعها داخل ضلوعه ثم اخذ يهمس لها بتوسل إسمعيني سارة، إسمعيني ياحتة من قلبي.
مسكت قميصه بعنف وهي تقول بقلة حيلة ودموعها تجري على وجنتيها بمواساة
- أسمع إيه بس،!
أيمن بتوتر وتلعثم من ماهو مقبل عليه
- انا عملت ده كله عشان، اااا عشان خايف ومرعوب عليكي...

- أبعد بلاش حجج فارغة قال خايف عليا قال. قالتها وهي تبعده عنها للمرة الألف هذه الليلة بضيق ولكن سرعان ما إلتفتت نحوه بإستغراب من ما قال بشكل مباغت
- أنا رجعت للنار من تاني عشانك عشان...
- رجعت ل إيه، قالتها وهي تدعي من كل قلبها أن لا يكون شكها بمحله ليخيب أمالها ما إن بدء يسرد لها كل ما حدث معه بالتفصيل وهو يأخذ غرفتهم الكبيرة ذهابا وإيابا.

أما هي كانت ملامحها جامدة كقالب الثلج لا يتحرك بها سوى دموعها التي بدأت تنهمر أكثر بعدما فقدت السيطرة عليهم
وما إن إنتهى من سرده حتى بقت على وضعها هذا لثواني معدودة قبل أن تذهب نحوه وتضربه على صدره وهي تصرخ
- غبي، غبي، رحتلهم برجليك ليه، رجعت نفسك لنقطة الصفر ليه، تجبرني ع الجواز منك بالطريقة دي ليه، تغتصبني عشان ابقا معاك ليه، ما كنت تقدر تقعد وتفهمني على كل حاجة زي دلوقتي.

رمى أيمن نفسه على السرير بثقل فقد تمكن منه التعب وهو يقول بجفون ثقيلة
- مااا كنش. في وقت وإنتى وقتها ماكنتيش هترضي تسمعيني.
ذهبت نحوه وجعلته ينهض بصعوبة وهي تقول بحزن على وضعهم هذا
- أيمن أدخل خد دش لإنك مش بوعيك دلوقتي ولما تفوق يبقى نتكلم
- فكرة حلوة، يلا تعالي، قالها وهو يسحبها من خصرها معه نحوه الحمام، حاولت أن تفهم مايحدث أو حتى تقاومه ولكن عقلها عجز عن ترجمة الأمر تماما.

- أيمن في إيه عااااااا، صرخت بفزع ما إن سحبها داخل الكابينة الجاكوزي وفتح الماء البارد ليبدء بالتدافع عليهم ويتغلغل بروحهم، حاولت أن تخرج إلا أنه حبسها داخل أحضانه ودفن وجهه بعنقها وهو يغمغم
- محتاجك
حركة سارة رأسها بنفي
- لاء إنتا محتاج ترتاح.

- ما إنتى راحتي، إيه ده هو إنتى إنحرفتي زيى ولا إيه، قال الأخيرة بمشاكسة وهو يضحك عليها ما إن وجدها تفتح أزرار قميصه لتنزعه عنه بعملية فهي تساعده لأخذ دوش فهو بوضع صعب جدا ان يبقى لوحده
بعد ربع ساعة خرجت معه من الباب بمأزر الحمام بخطى متثاقلة وما إن رأى الفراش حتى ابتعد عنها ورمى نفسه عليه بالعرض ليغط بنوم عميق على الفور.

لتتركه وذهبت لترتدي ثوب قطني قصير يصل إلى ركبتيها مع أكمام طويلة وفتحة صدر صغيرة ثم أخذت ثياب معها لتقترب من معذب فؤادها
وأخذت تحاول أن تجعله يرتدي ثيابه وبعد تعب شديد تمكنت أن تنتهي من البنطال وما إن وصلت للتيشيرت حتى
سحبه منها ورماه على طول يده برفض وهو يقول بنعاس
- مابحبش ألبسه وأنا نايم.

- لا ماينفعش، قالتها وهي تحاول أن تنزل من السرير لتلتقط التيشيرت ولكن منعها من هذا وهو يحتضنها ويقول: إللي ماينفعش بجد هو إنك تكوني قريبة كده مني وبنفس الوقت بعيدة
لتقول سارة بتعب حقيقي من كل هذا
- الرحمة حلوة ياأيمن...

- وأنا بقولك كده بردو، يلا إرحميني من بعدك ده وخديني بحضنك، قالها وهو يميل عليها ليجبرها بحركته هذه أن تستلقي على ظهرها ليدفن هو وجهها بتجويف عنقها كادت أن تمنعه ولكنها شعرت بثقله كله عليها
إلتفتت بوجهها نحوه بعدما رفعت رأسه بيدها وجدته نائم بعمق، أخذت تتمعن بملامحه الحادة التي تدل على عنفوانه وهي تفكر كيف ستتعامل مع هذا الرجل الذي يملك جسد رياضي مع عقل خطير مع تصرفات مراهق متهور.

أدمعت عينيها بعجز عن التفكير، حقا هي الأن عاجزة لاتعرف ماذا عليها أن تفعل، نظرت ل أيمن الذي يغط بنوم عميق واخذت تقبل جبهته بعمق ف الخوف عرف كيف يتسلل إلى قلبها الصغير الذي يتمزق من وجع عشقها له
مرت ساعات الليل ببطئ عليها وهي تفكر بماذا سيحدث معهم أكثر من هذا. كيف ستكون نهاية عشقها الأسود هذا، فضلت على وضعها هذا حتى غشى عليها النعاس
لتغلق عينيها بإستسلام بعد حرب العقل والقلب التي كانت تعاني منها.

(سارة بموقف لايحسد عليه ياترى لو كنتم بمكانها هتعملوا إيه، )
في صباح اليوم التالي بالتحديد بفيلا نور و إياد
رمى مفاتيح سيارته على الطاولة وهو يجلس بضيق حقيقي لتزم نور شفتيها وهي تراقبه كيف يحترق غيظا منها
لتقول بصوت حزين
- ممكن أعرف زعلان مني ليه
- مش زعلان، قالها بضيق واضح لتقترب منه وهي تقول بإصرار
- لاء زعلان عشان قطعنا الرحلة ورجعنا
إياد بضجر
- قطعنا إيه، ده احنا مالحقناش نبات هناك.

نظرت له نور بأسف وهي تقول
- أنا آسفة، بس بجد أنا نسيت حكاية رسالة الماجستير بتاعتي وإن المناقشة بكرة غير لما صاحبتي إتصلت عليا تشوفني عملت إيه ووصلت لفين، وبعدين الحق عليك
التفت لها إياد بذهول
- نعم! الحق عليا
نور بتذمر.

- أيوة عليك، أنا كنت مشغولة وبدرس الرسالة ماشفتش غير إنك إقتحمت مكتبي وقولتلي هتجوزك وحطيت شروطك وكتبت عليا بنفس اليوم، ده أنا عايزة أقعد اسبوع لوحدي عشان أستوعب اللي حصل، كل حاجة جت مرة واحدة
- ندمانة، قالها بترقب وهو ينظر إليها بتمعن ليستكشف
صدقها ليجدها تضع يدها على وجنته وهي تقول بعشق صادق
- ممكن أندم على أي حاجة بحياتي إلا إياد ده حلم العمر
رفع حاجبيه وقال بتساؤل
- يعني بتحبيني.

- هو إنتا لسه عندك شك، قالتها بهمس وهي تداعب ذقنه بنعومة ليحرك رأسه بنفي وهو يقول
- لا أنا عارف أنك بتحبيني بس ساعات بتراودني أفكار بتجنني أكتر ما أنا مجنون، غصب عني بيحصل كده، بتعب جامد من التفكير، بقول ياترى ليه حبتني ليه أنا، شافت إيه حلو مني عشان تستحمل كل ده عشانه...
- إتمنيتك، قالتها وإبتسمت بهدوء ما إن نظر لها بإستغراب، ليشجعها بعينه على أن تكمل لتزداد إبتسامتها وهي تكمل بالفعل...

إتمنيت حبك، وإتمنيت إنك تبقا ليا، تبقا حبيبي أنا، كنت عايزة إسمي يتحفر جواك. يتحفر بحنايا روحك...
نطق إياد بفضول
- اشمعنى أنا إتمنيتي كل ده معاه
رفعت منكبيها وهي تقول بجهل
- معرفش ليه، بس بجد إتمنيت أشوف لهفة الحب في عنيك، تبقى ليا...
- همممم وياترى شفتيها وإتحققت أمنيتك، قالها بمشاكسة وهو يقترب منها وينظر لها عن قرب لترتجف بين يده ما إن حاوط خصرها ليلصقها به.

- شفته، وحبيبي اللي إتمنيته بقا جوزي، تؤام روحي
نصي الثاني، بقا كياني، بقا نفسي اللي بعيش بيه
قالت الأخيرة وهي تضع أنفها على ذقنه لتستنشق بقوة من عطر بشرته الطبيعية
أخذ يلتفت بوجهه نحوها وهي مازالت ثابته حتى أصبحا وجها لوجة ليفتح عينيه قليلا بتخدير ورفع يده ليداعب ذقنها بإبهامه برقة ولكن لايعرف كيف إنتقل ليتحسس أطراف شفتيها التي سرعان ما انفرجت بطريقة
وكأنها دعوة...

إنحنى نحو تلك الشفاة ليعاقبها على التلاعب به بهذا الشكل ولكن إبتعد عنها ما إن إرتفع رنين الهاتف الأرضي الخاص بالبوابة...
نهض بسرعة ليجيب ويرى ماذا هناك ولكن سرعان ماتجهمت ملامحه لتوتر حاول أن يداريه بغضبه ما إن سمع الطرف الاخر، ليقول بصوت لا حياة فيه صوت غاضب لايبشر بخير ولكن نور، نوره علمت بأن خلف هذا كله ضعف كبير يحاول أن يداريه لكي لاينهار.

نهضت و وقفت أمامه وأخذت تنظر له بإستكشاف بعدما أغلق الهاتف وهو يقول لهم: قولها نايم ولو جت مرة تانية قولولها مش موجود
نور بإستفسار
- في إيه يا حبيبي مالك
- مافيش، ما إن قالها بتهرب حتى قال بإصرار
- لاء في، مين الست دي اللي جت ع البوابة وإنتا رفضت تقابلها
نظر لها إياد ببرود وقال: قولتلك مافيش هو تحقيق ولا إيه
عقدت نور ساعديها أمام صدرها وقالت بعناد
- أيوة تحقيق إذا كان عجبك...

- يووووه أنا داخل انام، قالها بضيق لتقف أمامه تمنعه من الصعود إلى الأعلى وهي تقول برفض
- تنام إيه، وإدارة الشركة اللي كلمتك يجي عشر مرات من الصبح وبيفكروك بالإجتماع اللي بعد ساعتين، واللي كان سبب من الأسباب إننا نرجع
نظر لها بإستغراب من تصرفها هذا ولكن سرعان مابادلها العناد وهو يقول
- مش هروح...
لتقول نور بإستفهام
- ليه!
رفع حاجبيه وهو يقول: كده، مزاجي جاي كده...

نظرت له بنصف عين وبتركيز شديد وكأنها تحاول أن تستكشف أغواره وهي تقول: إنتا بتهرب من إيه
إياد بتوتر ملحوظ
- هكون بهرب من إيه يعني، اوعي كده أنا هدخل أشتغل فالمكتب
نور بتفكير
- هو إنتا مش كنت حتنام
صرخ بها بعدم تحمل
- مالك يانور ممكن أعرف مالك، في إيه، عايزة مني إيه، روحي ذاكري أحسلك وسبيني، ولا هو ضرب معاكي عرق النكد
نطقت نور بقوة وأخذت تكشفه امام نفسه.

- إنتا مش عايز تروح الشركة عشان مش عايز تقابل مامتك هناك مش كده، اممم وياترى السفرية اللي جت من غير تخطيط دي عشان تهرب من المواجهة ولما جت لحد هنا رفضت تقابلها وفضلت إنك تتحبس بالفيلا على إنك تخرج وإن في أحتمال تشوفها، أوعى تحاول تلف وتدور عليا أنا...
إياد بتهرب
- أنا لا هلف ولا هدور، أنا هدخل المكتب ورايا شغل
- مش هينفع تهرب، ده غلط، ده هيرجعنا لنقطة الصفر من تاني. وده اللي أنا مش هسمح فيه أبدا.

قالتها بعزيمة وهي تنظر الى طيفه الذي إختفى خلف باب المكتب لتفكر كيف ستجعله يخرج ويذهب إلى عمله ولكن دون تدخل مباشر منها
إبتسمت بإتساع لدرجة ظهرت أسنانها البيضاء ثم زمت شفتيها بحماس لتلك الفكرة التي خطرت لها...

ترددت قليلا ولكنها شجعت نفسها على تنفيذها لتصعد إلى الأعلى وإرتدت ملابس منزليه مريحة بدي ربع كم مع بنطال قصير يصل إلى أعلى ساقيها ثم رفعت شعرها بشكل عشوائي على هيئة ذيل حصان وربطت ربطة ملونة من الحرير على مقدمة رأسها...
وما ان إنتهت حتى نظرت لنفسها بمكر وهي تقول.

- مش هسيبك ترجع لورا تانى طول ما أنا معاك، بس مش هيضر لو دوختك وجننت اللي جابوك وعلمتك إيه هو كيد النساء اللي على حق طالما عرق النكد مش جاي على هواك اما نشوفك مع الدلع هتعمل إيه
ختمت كلامها وتوجهت إلى الأسفل وهي تمسك بيدها عصى بمقدمتها ريش تستخدمها لتزيل الغبار العالق
وضعت سلم متحرك بمنتصف الصالة وذهبت لتشغل المسجل بصوت عالي لتصدح أغنية جميلة منها
أما في المكتب رفع إياد عينيه عن الحاسوب ما ان سمع.

صوت الأغاني العالي ليغلق الحاسوب وينهض بسرعة ليرى ماذا يحدث في هذه الصباح ولما كل هذا الضجيج
ومن تجرأت أصلا على صنع هذا الضجيج وهو بالمنزل
فتح باب المكتب بعنف ليتسمر بمكانه ما إن وجدها أمامه تقف على أحد السلالم المتحركة وهي تنظف الثريات الطويلة وتلمعها تارة وتدندن مع الأغنية تارة.

شعر بإحساس قوي داخل قلبه يدفعه لذهاب لها ويحتضن ذلك الخصر النحيل الذي أخذ يتمايل أمامه بدلال قاتل، ليرفع حاجبه بإعجاب ما إن تحرك كتفها بدلع يمينا وشمالا لتبدء تلك خصلاتها التي تنزل بتمرد
بمداعبة عنقها المرمري
عند هنا لم يعد يستطيع جمح رغبته التي أججت مشاعره وجعلتها تفور ليشعر بدوار يعصف به من مايرى الأن من عذاب نفسي...

شهقت نور بخوف ما إن رفعها من خلف وهو يحاوط خصرها وينزلها ولكن ما إن تركها وإلتفتت له حتى إرتدى قناع اللا مبالاة وهو يقول بصرامة مصطنعة
- ممكن توطي الصوت عشان أعرف أشتغل
نظرت له بدلال وهي تقول
- أسفة والله بس أنا معرفش أشتغل إلا كده
- يبقى ماتشتغليش، ما إن قالها حتى أيدت كلامه وهي تداعب ياقة قميصه بدلع
- فكرة بردو، بس انا زهقانة شوفلي حل
إبتعد بتوتر عن مرمى يديها وهو يقول بجمود مصطنع.

- حل إيه، إدخلي ذاكري بكرة عندك تقديم الرسالة
نور وهي تمنعه من الإبتعاد: ماشي هدخل أذاكر، شفت أنا بسمع الكلام إزاي بس الأول أكمل شغل، إستحمل دوشتي شوية ولا أنا بقيت تقيلة عليك من أول يومين
- ولا تقيلة ولا حاجة، كملي شغلك. قالها وهو يدخل إلى مكتبه ويغلق الباب بقوة مما جعله يتهز من عنفه
ولكن ما إن جلس خلف مكتبه وفتح أزرار قميصه الأولى حتى إعتدل بجلسته على الفور ما إن وجدها تدخل عليه.

- عايزة إيه، قالها ذلك المسكين برهبة وهو يراها تقتحم مكتبه لتقول برقة: يويو، عايزة أنضف المكتبه اللي هنا بتاعة الكتب دي
كز إياد على أسنانه وهو يقول: إشمعنى دي
نور وهي تستخدم جمله ضده
- أهو مزاجي جا على كده
فتح إياد عينيه بعدم تصديق من شقاوتها التي لم يراها من قبل
- بقا كده بترديهالي، والله وبقا يتخاف منك يابنت السويطي.

- بقا عايز تفهمني ان إياد باشا الهواري يخاف من الممرضة بتاعته، تؤ تؤ تؤ ده لو حد سمعك هيبقى شكلك وحش أوي...
ما إن قالتها نور بمياعة حتى إحمرت وجنتيها رغما عنها فقد شعرت بخجل وإحراج من ما تفعل فهي لم تعد تستطيع تكملت ما بدأت به
لاحظ إياد حالتها ليقول بعبث
- عايزة تطفشيني من البيت مش كده
شهقت بصدمة وهي تقول بعفوية
- عرفت منين.

إنفجر بالضحك عليها فهي كل مرة تقع بلسانها أمامه بهذا الشكل حاولت أن تهرب منه وتخرج إلا انه قرأ ماتفكر فيه وقبل أن تفر من أمامه كان قد مسك يدها وسحبها نحوه ليجعلها تجلس على ساقيه وأعتقل خصرها وهو يقول
- على فين، مافيش خروج إلا لما أعرف
نظرت له نور بعيون ناعسة وهي تقول بصوت مبحوح
- تعرف إيه!
اخذ يبعد خصلاتها وهو يقول بإستفهام
- عايزة تطفشيني ليه
حركة رأسها برفض وهي تلعب بأزرار قميصه.

- مش هقول إلا لما تقول إنتا عرفت إزاي
أبتسم لها وقبل جفونها وهو يقول
- عرفت من عنيكي
- عنيا، قالتها وهي تغلقهم وتفتحهم عدت مرات متتالية
ليقول بتنهيدة حب
- أيوة عنيكي الحلوين دول اللي شفت فيهم خجلك اللي بعشقة برغم اللي كنتي بتعمليه
أنزلت رأسها بخجل وأخذت تشبك أصابعها ببعض لينحنى نحو وجنتها اليمنى ويقبلها بعمق ثم قال بعشق
- أووووووووووف هو في حلاوة كده.

- بس بقا بطل تكسفني، قالتها وهي تضربه بخفه على كتفه ليضحك عليها وهو يمسك خصرها بطريقة حميمية ويقول
- لا كسوف إيه، أنا عايز أشوف ده بيتهز تاني إزاي عشان قبل شوية ماكنتش مركز بضمير...
تحول وجه الاخرى إلى لون الطماطم لتقول بخجل مفرط
- إيااااد عيب كده
نظر لها بغيظ وهو يقول
- ماله إياد بس، ما كنت قاعد كافي خيري شري جيتي زي شوشو وسوستي ليا.

- وسوستلك ب إيه! قالتها وهي تنظر له ببراءة ليبتسم لها بخفة وهو يقرص وجنتها ويقول بخفوت
وكأنهم ليسوا لوحدهم
- لما تكبري هقولك
أبعدت يده بضيق وهي تقول: إيه لما تكبري دي، على فكرة أنا كبيرة
إياد بخبث
- وطالما كبيرة مافهمتهاش ليه لوحدك ياهبلة
نور بصدمة
- أنا هبلة
قرص وجنتها مرة اخرى وقال بتأكيد
- أيوه هبلة بس شربات
عضت على خدها من الداخل بخجل من كلامها ليضحك عليها وهو يقول
- أقسم بالله هبلة.

نظرت له بإختناق ليحمر أنفها بالتدريج وهي تلوي شفتها السفلية ليتوقف عن الضحك ما إن راها هكذا فعلى مايبدو بأن هناك موجة دموع قادمة لعينيها
التي بدأت تلمع بتهديد
حتى وضع يده على وجنتها المنتفخة وقبلها بهدوء وكأنه يعتذر منها ثم همس وهو ينظر إلى أبعد نقطة في بحر بؤبؤها الأسود الذي يعكس صورته بها
- إنتى نعمة ربنا مايحرمني منها
- بحبها أوي منك الجملة دي، ما إن قالتها حتى نظر لها
إياد بهوس وقال بصدق.

- دي مش جملة أو مدح لا دي حقيقي إنتي نعمة طاقة نور ربنا بعتك ليا تنوري دنيتي يانوري، صمت وصمتت وأخذوا يتبادلان نظرات الحب. ليعتدل بجسده وأخذ يحمحم وينظف حلقة ثم قال بجدية مصطنعة يحاول أن يداري ضعفه أمامها
- يلا يانور روحي ذاكري عايزك بكرة ترفعى راسي
رفعت نور نظرها له بصدمة وفرحة عارمة
- إيه ده إنتا هتيجي معايا
أومئ لها وقال
- أكيد
- انا بحبك أوي يا إياد، ختمت كلامها وهي تقبله بقوة.

من فكه ثم أكملت بترقب لرد فعله، والشركة
قطب إياد حاجبيه بتساؤل: مالها
- مش هتروح لها، بص أنا مش هقولك روح عشان خاطري، لاء. أنا هقولك روح عشان خاطر نفسك
وشوف مامتك وكون قوي و أوعى تهرب من المواجهة مهما كانت بتوجع بعدين الحمدلله أهي طلعت مامتك مظلومة وبتحبك وبقالها سنين بتدور عليك...

ولما لاقتك فضلت تراقبك من بعيد ويتحرق قلبها عليك أهون من إنها تأذيك، وده معناه إنك رقم واحد عندها، ودي نقطة لصالحها، أنا عارفة انك مشتت، وأنا مش هضغط عليك أبدا بس أنا عايزة أوريك الصورة صح...
مامتك بتحبك اكتر من اي شئ تاني. طب تخيل كده لو كنت لاقيتها وشفتها عايشة حياتها وعندها عيال ونستك من الأساس ولو ده حصل بردو مش هنقدر نعاتبها ماهو مرت ع الحكاية دي سنين
ليقول إياد بإبتسامة حزن.

- هو عشان مرت سنين تقوم تنساني
نور بنفي
- لا طبعا ياحبيبي، انا بقول تخيل معايا. بس الحمدلله أهي جتلك بنفسها وطلعت زيك مظلومة بلاش تظلمها إنتا كمان. وااء، وبصراحة أنا عايزة اشوفها...
- ليه!
نور بحب
- عايزة أشوف الست اللي جابتلي حب عمري وخلتني أسعد واحدة بالكون
- قد كده بتحبيني، ما ان قالها حتى حركة رأسها بنعم وهي تقول بلهفة وحماس.

- وأكتر بكتير ياترى بتعرف تعد لحد فين، انا بقا بحبك للعدد اللي مالوش حدود، إحسبها إنتا بقا
نهض بعدما جعلها تنهض من على ساقه ثم أخذ يحمل متعلقاته الشخصية تحت نظراتها المذهولة، ليمسك رأسها من خلف ويقربها منه ويقبل صدغها بإمتنان وهو يقول
- إنتى صح، أنا هروح الشركة لازم أواجه مشاكلي مش أهرب، بس موعدكيش إني هقدر أتقبلها بالسرعة دي
نور بتشجيع ومسايرة.

- خد وقتك حبيبي ومتضغطش على نفسك أوعي تعمل كده، سيب قلبك هو اللي يقرر وهتلاقي نفسك إن شاء الله مرتاح
إياد بقبول وإقتناع: حاضر، أنا هروح بقا وإنتى ذاكري ياكسلانة، عشان لما أرجع مش عايزك تكوني مشغولة عني بحاجة
نور بإبتسامة واسعة: ماشي، وأوعدك هجيب تقدير جيد بكرة وهخليك تفتخر بيا
إياد بإحباط من ماسمعه منها: نعم. جيد! انا قولت هتقولي إمتياز
نور وهي تدفعه بخفة إلى الخارج وتقول.

- إمشي يا إياد إمشي، روح شوف شغلك، انا مش ناقصة ضغطي يرتفع، قال أمتياز قال، ده أنا خايفة لرسالتي تجيب مقبول هتبقى كسفة بجد، يلاااا ربنا يستر
(هههههههه والله يانور فكرتيني ب همس )
في المساء عند فيلا الهلالي
كانت نادية تنظر بدهشة
ليونس الذي كان يقول
- شفتي ياندوش بنت أخوكي عاملة فيا إيه بتعند لمجرد العند بس
تدخلت ريهام بإعتراض
- ليه ماتقولش أن اسلوبك معايا هو الغلط
يونس بنرفزة.

- يابت أنا خايف عليكي بلاش قلبك يبقى زي قلب عمتك أسود، قالها ثم إلتفت إلى نادية وهو يقول بتبرير عابث، سوري ياندوش مش قصدي أنا بس قولت كده عشان تفهم
ريهام بلا مبالاة
- حتى لو خايف ده شغلي
يونس بحدة بعض الشئ
- ريهام،! شغل إيه اللي ممكن يعرض حياتك للخطر وتقبلي فيه كده عادي، اعقلي كده يابنت الناس وبلاش عرق الصعيدي ينقح عليكى ع الغلط زي عمتك، سوري ياندوش انا عايز اوضحلها الموقف بس
ريهام بتبرير.

- بس أبن عمك دكتور يوسف هو اللي جاه عندي عشان يديني الأوراق وكلمني من نص ساعة وقال إنه جاي فالطريق
صرخ يونس بتوعد
- ما انا مستنيه على احر من الجمر عشان أعلقه وبعدين إنتى سيبك من سي زفت وركزي معايا وبلاش تبقى دماغك قفل زي عمتك، سوري ياندوش حبيت أوصفلها صورتها بس عاملة إزاي دلوقتي
لتنظر نادية إلى إبنة أخيها وهي تقول بعدما طفح الكيل منها.

- ماتسمعي منه ياريهام، ماهو بقاله ساعة قاعد قدامك زي الأراجوز وهو بيتحايل عليكي
التفت لها يونس بصدمة وهو يقول: إيه التشبيه ده ياندوش بقا أنا أراجوز
نادية بإبتسامة صفراء
- سوري ياحبيبي أنا بس حبيت تفهم قصدي، ثم أكملت لريهام، إفهمي ياريري صعوبة الموقف ده إنتي طول عمرك ذكية بلاش تبقي غبية زيه ولا هو من عاشر القوم
- مين ده اللي غبي، قالها يونس لتقول الأخرى بمراوغة.

- مش قصدي ياحبيبي، أنا بوضحلها الحكاية بس مش اكتر
رفع يونس حاجبه وهو يقول: بقا كده...
نادية بإنفجار
- ماهو ياكده يا إما هقوم وأديك بالجزمة أنا سكتالك من الصبح
ليقول يونس بإختناق
- ما أنا بصراحة قلبي شايل منك
نادية بإستفهام
- ليه، اوعى تقول عشان البت الممرضة
نظر لها يونس بعتاب: نور، إسمها نور...
أشاحت نادية يدها بمكابرة وهي تقول
- مش مهم إسمها.

- ليه ياعمتو بتقولي كده، ده إنتي مافيش أطيب منك إشمعنى نور مش بتحبيها من قبل حتى ماتعاشريها وتعرفي طباعها، ما إن قالتها ريهام حتى إعترضت الأخرى
- أعرفها ليه ماهو الكتاب باين من عنوانه، تخيلوا أنا النهاردة الصبح روحت ع فيلا إياد عشان أسأل هيرجع إمتى، بس عرفت من الحرس إنه رجع من ساعة كده.

ولما أصريت إني أشوفه إتصلوا ع الفيلا بس قالوا إنه نايم، أاااكيد هي اللي منعته إنه يدخلني وقعدت تزن على ودنه يا إما هي اللي ردت على الحرس وقال إنه نايم ومابلغتهوش من أصله
- طب ليه ظن السوء ده بس ياعمتو، نظرت ريهام إلى يونس وأكملت بمحاولة أن تجمع شملهم، هو ممكن تاخد ميعاد من إياد عشان نروح نزورهم
يونس بإستغراب من طلبها: نزورهم،!
ريهام بتأكيد
- أيوة نزورهم أنا نفسي أشوف أخويا
نادية بضيق.

- مع الأسف بقا زي أخوكي، لو كان ظهر قبل ما سي يونس بتاعك ده يدخل حياتك كنت جوزتك ليه
صرخ يونس بغير وتملك
- الله الله، إيه الكلام ده ياندوش هو إحنا هنقطع على بعض، ريهام ليا من يوم ماتولدت
نادية بقصف جبهة
- مالك إتحمقت كده ليه ماخلاص بقت ليك، صحيح زي مابيقولو حظ النسناس يتباس
انفجرت ريهام بالضحك ليصعق يونس من ما سمع وهو لايعرف أيضحك أم يبكي من ما سمع هل أصبح يونس الهلالي يقارن بالنسناس.

خرج من ذهوله هذا على صوت الباب لتذهب الخادمة وتفتح ليظهر خلفة يوسف الذي دخل بثقة وكأنه يدخل منزله
- مسامسا ع الجمال، قالها يوسف وهو ينظر إلى نادية بحاجب مرفوع ثم غمز ل يونس وهو يكمل بصوت مسموع، مش تعرفني ع الجمال ده
نظرت له نادية بإستغراب من جرأته ثم قالت بتعريف
- أنا نادية الصعيدي.

- وأنا دكتور يوسف الهلالي أبن عم يونس، قالها وهو يمد يده للمصافحة إلا إنه أخذ يتأوه بألم ما إن سحبته من أذنه بعصبية وهي تقول
- بقااااا إنتا يوسف اللي عايز تدي معلومات خطيرة لريهام عشان تضيعها، ده أنا اللي هديك بالجزمة. ياسبحان الله قلبي كان حاسس، وانا بقول ليه أول ما دخلت وأنا إتخنقت منك من غير ما أعرفك حتى، بقا عايز تودي بنت أخويا ورا الشمس
نظر لها بوجع وأخذ يدلك أذنه بعدما تركته ليقول.

- إيه ده إنتى عمة ريهام الصعيدي، وأنا أقول إيه الجمال ده كله، بس ده شكله كده طلع وراثة عندكم
- ده عينه زايغة ولا أنا متهيألي، قالتها وهي تنظر إلى يونس الذي كان يكتم ضحكته عليه ليقول
- لاء زايغة ياندوش
يوسف بمزاح
- أحلى دلع عليا النعمة
- سئيل أووووي، وبعدين ماله ده داخل حامي كده ليه، يا أبني لم نفسك إنتا من دور إبني
يوسف بإحراج
- إحمممممم هو أنا شكلي عيل أوي كده
يونس الشماتة
- شكلك بقا وحش أوي...

- نتكلم جد بقا، قالتها ريهام بصوت حادة نسبيا
- نتكلم ياقمر، قالها يوسف وهو يهندم سترته ليضربه يونس على منتصف ظهره بضربة قطعت نفسه وهو يقول بغضب
- لم نفسك أنا مش طيقك، خلي الساعة دى تعدي على خير
قاطعتهم ريهام بنفاذ صبر ما إن شعرت بأن الآخر سيرد عليه
- فين الورق!
- أهو تفضلي، قالها يوسف وهو يخرج ظرف من جيب سترته الداخلية، لتلتقطه منه ثم نهضت وهي تقول بعملية
- أنا هدرس الورق ده وأتأكد من صحته وهبقى أبلغك.

يوسف بتوضيح
- الورق سليم 100%
- هنشوف، عن إذنكم، قالتها وهي تصعد نحو الأعلى ليلتفت يونس نحو إبن عمه وسحبه من تلابيبه وهو يقول بغضب
- إدعي إنها ترفض وإلا هدفنك بنفسي بإيديا دول...
نفضه من بين يده ثم صعد خلف زوجته...
- ليه بتعمل كده، قالتها نادية وهي تنظر له بجدية
ليبتسم الآخر لها بحقارة: حبيت أساعدها على كشف الحقيقة مش أكتر وأظن ده من ظمن الحاجات اللي برنامجها قايم عليه، فين المشكلة في كده
نادية بضيق.

- مشكلتك في نيتك، نيتك مش خير
يوسف بدهاء
- أنا نيتي إني اشغل يونس ونجحت في كده
نادية بعدم فهم
- تشغله عن إيه بالضبط
ليقول يوسف ببساطة
- عن المستشفى
نادية بعصبية
- إنتا عايز تأذيه فشغله
حرك رأسه بنفي ثم قال بعدم خوف وبطريقة مباشرة
- لا طبعا بس عايز أشتت تركيزه عشان أبقى واخذ راحتى وأديني نجحت، ختم كلامه وهو ينهض وقبل أن يذهب قال
- ريهام مش هترضى تعرض الورق لانه خطير فعلا
عارفة ليه،!
- ليه!

- عشان خاطر يونس، أصلها بتحبه أوي وهي بتعمل كده عشان تدي ليونس درس عشان يغير طريقته معاها
غبي مش قادر يفهم حركة مراته مع أنها واضحة جدا وأنا فهمتها من أول نظرة
نادية بغيظ من الثقة التي يتكلم بها
- مش خايف أقول ليونس على نيتك الأساسية من كل ده وهي أنك تشغله
يوسف بغرور
- لاء مش خايف بالعكس أنا عايز أشوف رد فعله لما يعرف
نادية بعدم إطمئنان.

- إنتا باين عليك أنك مش سهل أبدا، ياريت تبعد شرك عننا وسيبهم يعيشوا بسلام
- امممممم بصراحة، ماوعدكيش ياندوش. تشاو، قالها وهو يضع سبابته والوسطى إلى جانب رأسه بتحية
ثم خرج بنفس الثقة التي دخل بها
لتقول الأخرى بعدما تنفست الصعداء لذهابه
- ربنا يستر من اللي جاي، شكله مش خير أبدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة