قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس والعشرون

الجو أصبح باردا بشكل مفاجئ والغيوم السوداء الآن تملئ السماء وكأنها تهدد عن هطول الأمطار...
كانت تنظر إلى الحديقة الخارجية وهي تسند رأسها على الجدار الزجاجي بشرود حزين تنزل دموعها من عينيها المنتفختين بهدوء لتجرح وجنتيها الناعمتين...
إبتسمت بضعف وإنكسار ما إن وقع بصرها على أوراق الخريف الذهبية المتناثرة على الأرض والذي كان يتراقص بكل رشاقة على أنغام هبوب الرياح بين الحين والأخرى.

هي الأن كتلك الأورق تذهب يمينا وشمالا. ضائعة بذلك التيار الذي عصف بها دون إنذار سابق وعليها أن تقاومه وتسبح ضده، كانت ومازالت تحب الإنجراف عن المألوف ولكن هذه المرة التحدي صعب والخسائر ستكون أصعب لو ضعفت يجب أن تعافر لتصل لبر الأمان
هذا هو حالها منذ ليلة البارحة فهي لم تنم سوا ساعة واحدة ونهضت تجلس هكذا بعدما تمكنت منها كوابيسها وظنونها السوداء.

أغمصت عينيها بألم ما إن شعرت به يجلس إلى جوارها ويحتضنها بقوة من كتفها ليضمها نحو صدره ليدفن وجهه بعنقها بنعاس وهو يغمغم
- بحبك
لعنة الحب وما تشعر به الآن نحوه، كرهت نفسها وقلبها وتلك المشاعر التي تتملكها بقربه منها، كرهت كل شئ بالحياة إلا، هو
نطق لسانها بعد صمت دام لدقيقة كاملة وهي تبعده عنها قليلا
- ممكن أعرف إنتا شربت إيه خلاك تنام زي القتيل كده...

- إنتى صاحية من إمتى، قالها وهو يدعك جبينه بألم بعدما تجاهل سؤالها او بلأصح تهرب منه
وضعت رأسها ع الزجاج لتعود إلى وضعها السابق وهي تقول بصوت عميق مغلق بالهدوء المؤلم
- قصدك تسأل نمت إمتى
نصل سكين بارد إنغرز داخل أضلاعه ما إن وجد حالتها هذه مسك كفيها ورفعهم نحو فمه ليقبل باطنهم بعمق
وقوة وهو يقول.

- ليه بتعملي فيا كده مبتعرفيش أن موتي أهون عليا على إني أشوفك كده، رفع يده وأخذ يملس على شعرها الناعم وهو يكمل بشوق، بصيلي يا صرصورتي سبيني أشبع منك، عنيكي وحشاني بلاش تحرميني منهم
- حاضر هبصلك، قالتها وهي تلتفت له بهمة لتكمل بجدية، ودلوقتي قولي هنعمل إيه أنا وإنتا بالمصيبة دي
أيمن برفض لما سمعه منها
- مافيش حاجة إسمها هنعمل، أناااا
قاطعته بجدية بحتة وهي تقول
- سواء قبلت أو لاء أنا جزء من اللعبة دي.

- ماتشغليش بالك إنتى أنا هتصرف، قالها وهو ينهض بعدما تنهد، لتجده يذهب نحو الدولاب وأخذ يغير ثيابه بأخرى سوداء
- رايح فين، قالتها وهي تعلم إلى أين ولكنها تمني نفسها بأن يخيب ظنها ولكنه أكد شكها ما إن قال
- عندي شغل
إنتفضت من مكانها ومسكت ذراعه لتمنعه من غلق الأزرار وهي تقول بترجي
- عشان خاطري يا أيمن
عشان خاطري لو بتحبني بجد بلاش تروحلهم من تاني...
مسكها من عضديها وقال
- مش هينفع صدقيني.

- بلغ عنهم البوليس، قالتها بصوت عالي نسبيا ولهفة وكأنه رمت له طوق النجاة، تركها وهو يتنهد بتعب وأخذ يكمل إرتداء ثيابه وهو يقول بتوضيح لعلها تفهم خطورة الوضع
- أنا متورط معاهم لو بلغت يبقا ببلغ عن نفسي وبكده بكون فتحت باب مالوش آخر علينا
سارة بتفكير
- طب سيبك منهم وتعالى نهرب
أيمن برفض قاطع
- مهما هربت هيلاقوني من تاني و وقتها هكون كشفتك ليهم وخسرتك وأنا عندي إني أخسر نفسي ولا أخسرك
صرخت به بلوعة.

- إنتا بتقفلها فوشي ليه، حرام عليك، أكيد في حل أكيد
- هششششش إهدي ياحبيبتي، قالها بحنان وهو يسحبها إلى أحضانه ويقبل صدغها...
حاوط وجنتيها بإحتواء وأكمل. متخافيش مستحيل أسمحلهم إنهم يمسوا شعرة منك
نظرت له بخوف ونطق لسانها بما يجوب بقلبها
- أولع أنا المهم إنتا...

- بعد الشر عنك ياقلبي، خدي بالك من نفسك أنا مش هتأخر ماشي ياعمري كله، قالها وهو يقبل ما بين عينيها ثم إبتعد عنها وكاد أن يخرج إلا أن قدميه تسمرت بالأرض وأخذ يلتفت لها ببطئ ما إن سمعها تقول بقوة
- أنا عندى إستعداد إني انسى كل اللي فات ونبدء من جديد بس عشان خاطر ربنا سيب كل ده وتعالى نمشي من هنا...
نظر لها لبرهة ثم قال بحزن وهو يرى محاولاتها المميتة لحمايته
- نروح فين.

مسحت دموعها بظهر كفها بسرعة وأخذت تقول بلهفة لإقناعه ما إن إستشعرت تقبله للأمر
- أي حتة إنتا عايزها هكون معاك...
- عارفة أنا لو إختفيت هيعملوا إيه، صمت قليلا ثم أكمل بوجع، هيمحو السبب اللي هربت عشانه واللي هو إنتى يا سارة، وأنا مستحيل أجازف بيكي...
سارة بمحاولة: متخافش، مش هيلاقونا صدقني
- وحياة غلاوتك عندي هيلاقونا وبأقل من ساعتين كمان
لو كان الهروب حل ماكنتش روحتلهم برجلي من تاني.

- ليه روحتلهم ليه، ااااااه منك، صرخت بها وهي تضربه على صدره ليمسك يديها وهو يقول بجدية
- وصلوا لإياد و نور كنتى عايزاني أعمل إيه، عارفة يعني إيه وصلولهم يعني كان خطوة كمان منهم ويمكن أقل كمان وكانوا هيلاقوني وإنتى معايا، وبعدين متخافيش أنا وافقت إني أساعدهم بحاجات بسيطة وده كان شرط أساسي
سارة بأعصاب تعبانة.

- شرط إيه! هي الناس دي بيمشي معاها الكلام ده إنتا بتضحك عليا ولا على نفسك، دول بيخدروك مش أكتر وهوب هتلاقي نفسك بالغويط وهتغرق وتغرقني معاك
نظر لها بقهر فكلامها صحيح جدا، عجز عن الرد تماما ليتركها ويخرج بسرعة لتشهق هي بعنف بغصة كادت أن تؤدي بحياتها لتجلس على الأرض وتطلق العنان لصوتها المجروح يعبر عن حالتها التي يرثى لها.

سارة تلك الشقية المرحة تلك التي لاتفارق البسمة وجهها، الجريئة في عشقها له، تلك التي أغرمت به بكيانها بعدما كانت تستهزء من ضعف نور أمام من تحب، أصبحت الأن على الهامش لم يبقا منها سوا إسمها
دفنت وجهها بركبتيها وأخذت تشهق بعنف وجسدها يرجف من هول ما تشعر به فهي تتمزق الأن. تشعر بأن قلبها يتمزق إربا إربا
رفعت رأسها بسرعة ما إن وجدته يحتضنها وهو يقول بمحاولة تهدئتها بعدما رأى إنهيارها هذا.

- ماكنتش أعرف إنك بتحبيني أوي كده
سارة بصوت مبحوح تماما
- إنتا مامشتش
- لا. مقدرتش أمشي وأسيبك وإنتى كده، خدي إشربي ده، قالها وهو يعطيها كأس من عصير الليمون
أبعدته عنها وهي تقول بضيق: مش عايزة...
أيمن وهو يبتعد عنها ويقول بمكر
- يبقى أروح أشوف اللي ورايا طالما مش عايزاني.

- لاااا عايزاك، والله عايزاك، قالتها وهي تتمسك بأحضانه بخوف ليقرب منها العصير ويجعلها تتجرعه بالتدريج وما إن إنتهت حتى رفعت وجهها له وهي تقول بإختناق
- لازم نبعد يا أيمن، لو مش هتعمل ده عشاني يبقى أعمله عشانك، وأنا لسه على وعدي هملالك البيت عيال اللي كان نفسك فيهم فاكر لما قولتلي عايزة تخلف 11والله هعمل اللي إنتا عايزه بس أوعدني.

- ربنا يسهل، قالها بوجع رهيب يفتك به وهو يدفنها بصدره أكثر وأكثر وأخذ يملس على رأسها وظهرها حتى ثقل جسدها وغطت بنوم عميق بسبب ذلك الدواء الذي كان بالعصير
نهض وهو يحملها بين ذراعيه ليضعها على السرير ليدثرها بفراشها حاول أن يبتعد دون النظر لها ولكن منعته من الإبتعاد بيديها المتشبثه بثيابه.

ليعود إليها بسرعة البرق وأخذ يعتصرها وكأنه يريد أن يجعلها تتغلغل بداخله، لينظر لها بوجع وهو يتأمل عينيها المنفوخة بطريقة يصعب أن تفتحهم على وسعهم من شدة تورمهم وأرنبة أنفها حمراء بشدة مع شفتيها، أما وجنتيها كانت خريطة من نوع خاص عليها آثار جري الدموع عليها
إنحنى بشفتيه نحوها وأخذ يقبل كل إنش بوجهها لم تكون رغبة بل إعتذار صريح لما بدر منه ثم همس لها وكأنها تسمعه.

- هنبعد أكيد، هنبعد ياعمري كله، بس مش دلوقتي
كل حاجة هتحصل بس بوقتها
قبل يديها بعدما حرر نفسه منهم بصعوبة ليغلق الستائر ويطفئ الإنارة ويخرج نحو عالم أسود لا قرار له تارك تلك البريئة خلفه لايعلم ماذا يخبئ لهم القدر أكثر من هذا
(نهار أااااسود، هيخبي إيه اكتر من كده...
دي البنت إتشلفطت معانا، بعد المشهد ده أنا مني لله ).

كان ينظر لها وهو يحرك قدمه بأعصاب وهو ينتظر رد فعلها على ماقال فهو منذ ساعة يحاول أن يجعلها تتراجع عن قرارها ولكن ماجعله يغتاظ حقا هو جلوسها الهادئ أمامه وبأحضانها قطها تيتو
- هاتي ده عشان قرفني بعيشتي، قالها وهو يسحب تيتو من بين يديها ويرميه بإهمال للخارج ثم قال بترقب، هاااا قولتي إيه
نظرت له بحب وقالت
- قولت أن الورق ده مهم جدا وهيعمل نقلة كبيرة في شغلي بس ااا
قاطعها وهو يصرخ بها بعصبية.

- بس إيه، بردو هتعملي اللي في دماغك بعد كل اللي قولته مش كده
نظرت له بتفاجئ من هجومه هذا عليها فهي كانت سترفض ولكن قاطعها بفظاظة، إرتدت قناع الجمود وهي تقول بإستفزاز
- وإفرض يعني هتعمل إيه
إقترب منها وقبض على عضدها بعنف وهو يقول بصوت جهوري هز الأرجاء به.

- لااااا ياهانم هعمل كتير، وبلاش تستفزيني لأن ده مش فمصلحتك، أنا بحبك آه، روحي فيكي ده أكيد، بس إنك تمشي كلامك عليا لحد هنا وأقولك أنسي، لو مفكرة طولة بالي عليكي ضعف يبقا لسه ماتعرفيش مين هو يونس الهلالي...
نظرت له ريهام بملامح متعضة وهي تقول
- يونس، سيبني إنتا بتوجعني
صك على أسنانه وقال وهو يزيد من قبضته عليها.

- ماهو لازم تتوجعي عشان تفوقي لنفسك بدل ما أفوقك بطريقتي، سااااامعة فوقي أحسلك، قالها وهو يدفعها عنه بغضب
قاطعهم صوت طرق الباب لتدخل عليهم نادية بعدها وهي تقول بقلق
- في إيه!
- عقلي بنت أخوكي يانادية وإلا هتشوف مني وش عمرها ماشافته، قالها ثم تركهم وخرج لتنظر نادية بعدم رضا لريهام التي أخذت تدلك عضدها بألم لتقول بشكوى
- شوفتي البربري عمل فيا إيه.

- تستاهلي، قالتها نادية بصرامة لتلوي الآخر شفتها وهي تقول بزعل
- بقا كده ياعمتو
لتقول نادية ببعض الحدة
- وأكتر من كده كمان، ده الراجل قاعد قدامك من بدري بيتحايل عليكي وبيدادي فحضرتك عشان ترفضي تاخذي نسخة الورق من سي زفت
ولما جا ضربتي كلامه بعرض الحيطة وأخدتي الورق وأهو طلع وراكي يكلمك بردو مانفعش، أهو إنفجر فوشك، إستريحتي بقا، على الله تكونى مبسوطة باللي عملتيه.

- يوسف لسه تحت، قالتها بتساؤل لتنفي الأخرى وهي تقول بإنزعاج من سيرته
- لاء، غار، بس تعرفي ده تعبان سام عمل كل ده عشان يشغل يونس بيكي وهو يلعب براحته فالمستشفى
عقدت مابين عينيها بإستغراب وهي تقول
- عرفتي منين
نادية بإستهزاء وضيق من دهاء الاخر
- هو اللي قالي بنفسه، لا خاف ولا إستخبى بالعكس قال كل شئ كده بكل جبروت، والنوع ده يتخاف منه بيلعب بإحتراف وعلى العلن...

صمتت قليلا ثم أكملت بضيق من إبنة أخيها الساذجة
- أول مرة تكوني غبية
ريهام بتوضيح
- أنا ماكنتش ناوية أعلن عن الورق ده من الأساس وخصوصا لما عرفت بخطورته
نادية بتهكم
- إيه العقل ده تصدقي معرفتكيش
وإشمعنى يعني دلوقتي، ياترى هتبطلي عنادك ده ولا هتسيبي القناة
ريهام وهي تحرك رأسها وتقول
- لا ده، ولا ده
نظرت لها نادية بإستفسار
- أومال
ريهام بفرحة
- أنا بس هخف اللعب شوية ياندوش. عشان ااااء
قاطعتها بتحذير أن تكذب عليها.

- أوعي تقولي عشان خاطر يونس، هقولك وقتها إنك كدابه ده ياما إتحايل عليكي تقللي مواضيعك الخطيرة دي ولو حتى شوية وإنتى رفضتي
- لاء مش عشان يونس. بس عشان حتة منه، قالتها وهي تضع يدها على أسفل بطنها المسطحة. تلك الحركة البسيطة جعلة نادية تنسى ضيقها كلها وأخذت تبتسم بسعادة وهي تقول بعدم إستيعاب
- يعني أنا هبقى تيته
لتقول ريهام بفرحة كبيرة وإبتسامة أكبر
- تخيلي.

- مبروووووك يا بنت قلبي، مبروك، قالتها وهي تحتضنها ثم إبتعدت عنها وقالت بتوبيخ. وطالما في خبر حلو كده ماقولتليش ليه من بدري
ريهام بتبرير موقفها
- انا لسة عارفة من أسبوع بس خبيت لغاية مايبقى عيد ميلاد يونس عشان أفرحه
نادية بتساؤل
- يعني أفهم دلوقتي إن مافيش ورق هيتعرض
ريهام بنفي
- لاء مافيش، خلصنا، أنا كنت بعمل كده عشان أغيظ يونس بس
حركت نادية رأسها بقلة حيلة على أفعال الأخرى ثم تنهدت وقالت بدعوة.

- ربنا يكملك بعقلك ياحبيبتي، أنا هروح البيت وإنتى إنزلي وصالحي المسكين اللي هينفجر تحت ده
ريهام بإستنكار لما سمعت
- مين ده اللي مسكين، ده أنا دراعي لسه بيوجعني من مسكته
نادية الشماتة
- تستاهلي والله، وبعدين الرجالة كلهم كده وإنتى جبتي أخره يبقا تستحملي ده من فعل إيدك
يلا أنا ماشية، سلام
- سلام يا ندوش، قالتها وهي تعض على طرف شفتها السفلية بتفكير وهو كيف ستصالح ذلك العنيد الذي بالأسفل...

بعد نصف ساعة من هذه الأحداث أخذت تنزل الدرج وهي ترتدي روب طويل يصل إلى كاحليها من الحرير الأحمر يلتف على قوامها الممشوق بطريقة رائعة رغم إحتشامه مع أحمر شفاة بنفس اللون أما شعرها الرطب الأسود تركته مفرود على ظهرها ليجف بشكل تلقائي
دخلت إلى الصالة لتجده مستلقي على الأريكة الطويلة.

وهو ينظر إلى التلفاز بضجر وتأفف، إقتربت منه وجلست إلى جانبه بعدما سحبت منه جهاز التحكم وكتمت صوته التلفاز، ثم إنحنت نحوه لتقبل فكه ولكن أبعد رأسه عن مرمى شفتيها المغرية وهو يقول بضيق
- عايزة إيه
ريهام بعفوية
- أصالحك
نظر لها بنصف عين وقال بسخرية
- والبوسة دي هي اللي هتصالحني
نظرت له ريهام بحيرة وهي تقول بعدما رفعت منكبيها
- والله معرفش، انا كل مابزعل منك إنتا بتيجي تبوسني فاتعلمت كده منك.

- متتعبيش نفسي وإطلعي نامي أنا مش صغير عشان أزعل، قالها يونس بجمود وهو يعود ببصره نحو التلفاز لتضربه بخفه على صدره وهي تقول
- بجد وحش أوي
رفع حاجبه وهو يقول
- مين ده
- زعلك، قالتها وهي تمرر أطراف أناملها على عروق ساعده البارزه ثم إلى عضلات كتفه صعودا إلى عنقه
ليبعدها عنه بضيق وهو يقول بحدة ليداري تشتته الذي حصل بفعل أناملها
- عايزة إيه يا ريهام
- عايزة رنجة
نظر لها يونس بعدم فهم: نعم!

- آه والله نفسي فيها أوي، قالتها وهي تمصمص شفتيها بجوع شديد لينظر لها الاخر بصدمة أكبر ليعتدل بجسده وهو يقول
- إنتى كويسة ياحبيبتي
ريهام بتأكيد
- أيوة
ليقول يونس بإنفعال وصوت عالي نسبيا
- مش باين
ريهام بزعل
- ليه بقا كل ده عشان قولتلك نفسي في رنجة
يونس بذهول وهو يشعر بأن عقله سيطير.

- رنجة ايه اللي نفسك فيها، إحنا في إيطاليا ياحبيبتي ده أولا ثانيا بقى احنا داخلين ع الشتاء يا قلبي وثالثا وده الأهم إنتى عمرك ما أكلتيها عشان نفسك تروح عليها
ريهام بمحاولة أن تشرح: ماهوووو
يونس بترقب
- أيوة ماهو إيه
لتقول بعدما تبتلع لعابها السائل
- أصلي أنا مرة آكلتها كان في بنت مصرية معانا بالأستوديو عملته وعزمتني عليه يجي من كام سنة كده في وقت شم النسيم
ليسألها يونس بصوت منخفض وهو ينظر إلى عينيها.

- من كام سنة!، وإيه اللي فكرك فيه دلوقتي
- شميت ريحته، قالتها وهي تسحب نفس عميق منه ليشمئز معالم وجه وهو يقول
- شمتي ريحته فين
- فيك...
- نعم ياااا أختي، بقا انا ريحتي زي الرنجة والفسيخ
. قالها بذهول وهو يرفع التيشيرت الخاص به ليتأكد منه لينظر لها بإندهاش ما إن وجدها تقترب منه وتستنشقه بهيام وكأنها تستنشق عبير زهرة فواح.

ولكن سرعان ما حاوط خصرها ليقربها منه أكثر فحركتها جعلته ينسى كل شئ ويركز معها هي ليهمس عند أذنها بعبث
- كشفتك، دي بقا الطريقة الجديدة عشان تصالحيني بيها، همممم، إعترفي، قالها وهو ينثر قبلاته الخفيفة على عنقها...
حركة رأسها بنفي وهي تقول ببراءة بعدما وضعت يديها على صدره لتبعده
- لا والله
- أومال مالك في إيه، محلوة بزيادة كده ليه، و بقالك يومين تصرفاتك غريبة بس على قلبي أحلى من العسل بالمارشميلو...

قالها وهو يدفن أنفه بشعرها ويده إمتدت واااء توقف عقله عن العمل والإستيعاب ما إن سمعها تهمس له بسعادة
- يكونشي بتوحم
أبتعد عنها قليلا ونظر لها بتمعن لتومئ له بفرحة عارمة وهي تقول بعدما مسكت يده و وضعتها على رحمها
- هنا في بيبي
قوس حاجبية بذهول وهو يقول
- متأكدة!
ريهام بثقة
- طبعا متأكدة ومن أسبوع كمان، بس كنت مستنية عيد ميلادك بس مش هعرف استنى شهر كمان، إيه مالك بلمت كده ليه، أوعى تقولي مش فرحان.

نظر إلى لمعة عينيها وضحكتها الواسعة التي تدل على سعادتها ليبتسم لها بزيف وهو يقول
- لاء فرحان مبروك ياحبيبتي
- مبروك بس، ما إن قالتها ريهام بتخاذل وإستنكار من رده حتى قال
- لاء طبعا بس إيه. انا بحاول أستوعب الخبر الجميل ده
تعالي بقا نستوعبه سوا
ضحكت برقة ما إن نهض وسحبها خلفه نحو السلم إلا انها توقفت وهي تقول بدلال
- لا، لو عايزني يبقا تشيلني.

يونس بمسايرة مضحكة: تعالي بس وابقا اشيلك قدام باب الأوضة عشان نفسي مايتقطعش من السلم الرخم ده...
إلتفت لها بغيظ وقال ما إن ضحكت هذه المرة بمياعة
- اضحكي، اضحكي، ان ماطلعته عليكي بالأحمر اللي لابساه ده عشان تحرمي تلعبي بنارى وتكبي عليا بنزينك، صبرك عليا بس، قال الأخيرة بتوعد وهو يغمزها بسفالة وهو يتوجه بها نحو الأعلى.

بعد ساعتين كان يمرر يده على بطنها ببطئ وتريث وكأنه يحاول أن يستشعر بوجود البيبي بداخلها، هل هناك قطعة من روحه هنا...
زم شفتيه بعدم إستيعاب وكأنه شئ غير مفهوم يحاول أن يفهم ما يشعر به الأن، ولكن لم يشعر بشئ سوى بالإستغراب، نظر لها وهي تغط بنوم عميق كانت سعيدة جدا ولكن لما هو لم يسعد مثلها بالخبر...
إستلقى إلى جانبها و إقترب من وجهها بشده لدرجة إختلطت أنفاسهم ببعض وقال وهو يغمض عينيه بنعاس.

- كل شئ منك بحبه وأكيد هحب إبننا عشان هو منك، صح هو كده، أنا هحبه عشانك إنتى وبس
اخيرا جاء اليوم المنتظر وها هي الأن تقف على الإستيدج وتناقش رسالتها بكل ثقة بكلماتها الموزونة و مختلفة تماما عن نور التي يعرفها، كانت شجاعة برغم توترها الذي أخفته ببراعة عن الجميع ولكن ليس عنه هو الوحيد الذي أستطاع أن يستوطنها كما فعلت به.

إبتسم لها بفخر، نعم يفتخر بها وكأنها إبنته، إستقبلها بين ذراعيه بحفاوة بعدما إنتهت هذه الأوقات العصيبة بالنسبة لها، رمت ثقل جسدها كله عليه وكأن كل قوتها التي كانت عليها تبخرت تماما بين يديه
بعد ثواني معدودة من نعيم أحضانه حاولت أن تبتعد ولكنه شدد من تطويقه لخصرها وهو يقول بعدما أسر عينيها بخاصته اللامعة لها بحب
- تعملي دراسات
تترقي.

تاخذي الماجستير و الدكتوراة كل ده مش هيفرق معايا، نور بالنسبالي بنوتي الصغيرة اللي عرفت إزاي تحتويني برغم قصرها
إنتفضت من بين يديه وهي تقول بإندهاش
- قصرها! إحنا هنلبخ ولا إيه ماكنا ماشين حلو...
ولا هو الحلو مايكملش
- عمره ماهيكمل، عندك إعتراض، قالها بإبتسامة ساحرة وهو يعيدها إلى أحضانه مرة أخرى لتحرك رأسها بنفي وهي تقول بعشق نابع من أعماق روحها
- راضية بكل حاجة منك والله...

تنهد بحرارة وهو يراها برقتها هذه أمامه ليقول بهمس
- إيه رأيك نحتفل بالمناسبة دي
نور بإستغراب
- نحتفل إيه، دي لسه النتيجة بدري عليها، إدعيلي أحسن أنا مرعوبة...
اخذ يبعد خصلات شعرها الثائر وهو يقول بتأكيد
- حبيبتي شاطرة وهتطلع الأولى
نظرت له نور بذهول مضحك
- شاطرة! ربنا يديني نص ثقتك دي فيا.

ضحك على خوفها وحاوط عنقها بذراعه وكأنه يريد خنقها ولكن ما إن شهقت حتى قبلها من مقدمة رأسها وخرج معها متوجها نحو منزلهم وهو عازم على أن يبدأ معها حياته الزوجية بشكل طبيعي فهي أصبحت كالدماء تجري بشراينه لتتغذى روحه على ثمار عشقها
بعد مدة وقف أمامها ومنعها من دخوا البوابة الداخلية للفيلا ما إن نزلوا من السيارة، لتنظر له بتركيز عندما وجدته يقول بتوتر: إستني.

- في إيه، ما ان قالتها بإستفهام حتى نظر لها بترقب وهو يقول
- موافقة؟
لتسأله نور وهي تقطب جبينها بعدم فهم
- على إيه!
- إنك تكوني مراتي، ما إن نطقها دفعة واحدة
حتى ضحكت بشدة على توتره وخوفه الواضح من رفضها ولكنها جعلته يغتاظ من فعلتها هذه ليصرخ بها بغضب
- بتضحكي على إيه
صمتت وهي تضع يدها على فمها ثم قالت بمراوغة لذيذة لمست ثناية قلبه.

- جاي تسألني موافقة ولا لاء بعد ما كتبت عليا وبقيت مراتك رسمي، ده محدش عملها قبلك ولا حد هيعملها بعدك
وقف بإنتصاب و وضع يديه بجيب البنطال وأخذ ينظر لها بجدية وقال
- نور إنتى فاهمة قصدي بلاش تلفي ودوري
نور بكذب
- أنا، أبدا. إن شالله أعدم اي بنت تبصلك ما أنا فاهمة
سحبها من خلف رأسها نحوه وهو يقول بغضب
- يابت
- ياقلب البنت من جوا يايويو، قاطعته بها وهي تقرص وجنته بحب
ليضرب يدها بإنفعال.

- أوعي كده هو أنا للدرجاتي عيل ومش راجل مالي عينك عشان تدلعيني كده
- لاء راجل، وراجل أوي كمان وده اللي تعب قلبي معاك...
قالتها وهي تفرد كفه على موضع نابضها لتكتم
شهقتها ما إن سحبها بشكل مفاجئ وهو ينحنى ليقبل مكان كفه ولكن ما إن وضع شفتيه على بشرتها حتى أبعدته عنها بتمنع خجول.

لتجري إلى الداخل وهي تضحك بمرحها المعتاد ليلحق بها الآخر بسرعة وما إن خطت قدميها على أول الدرج حتى قبض عليها من الخلف وأنزلها ليعيدها إلى معتقل ذراعيه القويتين ليزداد ضحكها بصوت عالي ما إن قال
- أوووبا مسكتك ياوحش إنتا ومش هسيبك تاني أبدا
إلتفتت برأسها نحوه وهي تقول برقة
- أبدا
- أبدا أبدا، قالها وهو يحملها بين ذراعيه بخفة لتطلق صريح ضحكاتها الشقية بالأرجاء مرة أخرى.

ليقاطعهم ذلك الشخص الذي كان يجلس بكل أريحة في الداخل وهو يقول بوقاحة
- بصراحة شو حلو أوي ويفتح النفس لشهر عسل جديد
شهقت نور بخجل شديد ودفنت وجهها بصدره ما إن إلتفتت نحو الصوت لتجده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة