قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الختامي

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الختامي

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الختامي

في يوم الأول من شهر فبراير، شهر الحب، الذي يتميز بطقسه شديد البرودة والأجواء الغائمة، في إحدى المنازل البسيطة الموجودة بالقرى الريفية الصغيرة على أطراف مدينة روما...
كانت تنام بطلتنا على فراشها الوثير بشكل مضحك.
كان شعرها يغطي وجهها بشكل كامل لتإن بإنزعاج شديد ما إن أرتفع رنين الهاتف، رفعت الوسادة و وضعتها على رأسها لتمنع وصل الصوت إليها ولكن هيهات من ذلك.

رفعت رأسها وهي تعقد حاجبيها لتمسك الهاتف و أطفئت المنبه ثم أخذت تفتح عينيها بكسل وهي تمط ذراعيها و تهمهم بنعاس شديد، تريد النهوض ولكن دفئ الفراش يجذبها ويغريها...
إستجابت إلى هذا الإغراء لتعود إلى وضعها السابق وهي تلتفت على الجهة الأخرى وتحتضن الوسادة لتغفى بشكل تلقائي ولكن سرعان ما نهضت بفزع ما إن إرتفع رنين المنبه مرة أخرى بشكل أعلى...

لتعتدل بجلستها وأخذت تضرب سبابتها بقوة على شاشة الهاتف بغيظ لتطفئه، وما إن نجحت بذلك حتى تهدل رأسها إلى الأمام بإحباط وأخذت تنكش شعرها بضيق من نفسها فهذه هي معاناتها كل يوم. تقسم الأن بأنها تريد البكاء وبشدة...
رمت فراشها بضيق بعيدا عنها و نهضت لترتدي خفها المنزلي وتذهب إلى الحمام وهي تفرك عينيها بيدها بشكل طفولي...

بعد ما يقارب النصف ساعة كانت تضع الحليب على نار هادئة جدا، فهى تحب أن تأخذ وقتها في صنع الكابتشينو بالحليب الخاص بها، فهي لها طريقة معينة لتحضيره، وما إن إنتهت حتى سكبته بفنجان كبير ليروي عطشها وإدمانها بها، أخذت تضيف المسحوق عليه بالتدريج وهي تحركه ببطئ ثم زينته بحباب الشكولا الخاصة لتبدء بتذوق رغوتها الكثيفة بإستمتاع.

لتلتفت إلى الخلف وهي تبتسم رغما عنها بحب ليخفق قلبها لا بل أخذ يطرق الطبول ما إن وجدت أحدهم يرمي الحجر الصغير على النافذة.
تجاهلته عن قصد وأكملت إحتساء مشروبها بإسترخاء وسعادة لا مثيل لها وهي تستمع لمحاولات الآخر المميتة لإرضائها...

رفعت حاجبها بإستغراب ما إن توقف عن رمي الحجر وضعت الفنجان على الطاولة و إقتربت بترقب من نافذة المطبخ التي تطل ع الحديقة الأمامية والشارع، وضعت يديها على النافذة و فتحتها على مصرعيها ليجتاحها تيار من الهواء البارد لتحتضن نفسها وهي تمتع عينيها بهذا المنظر الخلاب.

إرتسمت إبتسامة على شفتيها الناعمة ما أن رأته يجلس على الارض ويسند ظهره على سيارته ذات الدفع الرباعي، هذا هو حاله منذ وصولها هنا يقيم أمام منزلها الصغير، ليل نهار وبرغم تغيرات الطقس التي لا ترحم لم يكل ولم يمل عن محاولاته التي كانت تداوي جروحها منه، وترضي غرورها كأنثى.

أخفت إبتسامتها بإحتراف وعقدت ساعديها أمام صدرها وهي تنظر له بمكابرة ما إن وجدته يرفع رأسه نحوها ليستقيم بطوله وينهض بلهفة وهو ينظر لها بعشق وترجي أن تغفرله
ولكنها تجاهلته كالمعتاد ودخلت وأغلقت النافذة وبعدها أحكمت من إغلاق الستارة لتمسك صدرها بيدها وأخذت تتنفس بعمق لتستعيد قوتها الواهية أمامه ثم تحركت نحو الباب وإرتدت معطفها وحذائها الشتوي وخرجت من منزلها متوجهة نحو المركز الصحي الذي تعمل به الأن.

- صباح الخير، قالها بحب ولكنه تنهد بصبر فهي مرت من أمامه ولم تبالي به كالمعتاد أو حتى ترد عليه...
نظر إليها من الخلف وهو يلوى شفته بتفكير كيف سيحظى بالعفو منها...
صعد سيارته وأخذ يتبعها بهدوء ليوازي مشيها وما إن صعدت إلى الحافلة حتى جلست إلى جانب النافذة
لتجد سيارته إلى جانبها...
فهو كان يتبعها كظلها ينظر تارة للطريق وتارة أخرى لها.

لتزفر بضجر ما إن لمحت نظرات الموجودين نحوها فالجميع هنا يعلم بأنها زوجته وهو يحاول أن يراضيها ليكسب تعاطف السكان هنا وليس هذا فقط بل أصبحت الفتيات تتمنى أن تحظى بشريك مثله
تنفست الصعداء ما إن توقفت الحافلة بالقرب من المركز ليتوقف هو أيضا وأخذ يتبعها سيرا على الأقدام عندما نزلت...
كاد أن يدخل خلفها داخل المركز إلا أن أمن المركز منعه مثل كل يوم لأنها قدمت سابقا شكوة ضده.

من تطفله المستمر عليها. ذهب بضيق نحو الحديقة التي تطل على غرفتها التي تعمل بها و المخصصة بضماد الجروح، ليجدها بدأت في إرتداء مأزرها الطبي الأبيض وأخذت تباشر عملها
ساعة مرت تلوى الأخرى ولم يشعر بالضجر أبدا من الوقوف والنظر إليها فهل هناك شئ يضاهي جمالها لينظر له، بالتأكيد لا يوجد، ياااالله كم يهواها ويعشقها لا بل متيم بها.

تلاشت إبتسامته المحبة وإشتعلت نيران الغيرة ما إن وجد ذلك الحثالة الذي يدعي طارق يدخل عليها ويصافحها بحرارة
لما عليها أن تصافحه لمااااااا، هي له فقط، إنتفخت أوردته وبرزت عروق عنقه. ليجز على أسنانه بقوة شديدة حتى كادت أن تتحطم من ضغطه عليها ما إن وجدها تبتسم للأخر بمجاملة
إلتفت نحو المدخل وأخذ يراقبهم وما إن وجد الأمن مشغول حتى تسلل للداخل مع المراجعين والمرضى دون أن يشعر به أحد...

ليتوجه نحو غرفتها بخطوات غاضبة وما إن وصل حتى فتح الباب بعنف وأغلقه بقوة وفي أقل من ثانية كان يعاجل طارق ذلك المتطفل بلكمة قوية على إحدى عينيه لكي لا يراها مرة أخرى، ثم سحبه من كنزته الشتوية بعنف وهو يقول بتحذير غاضب خطير.

- لو مفكر أن سارة بقت متاحة ليك بعد طلاقنا يبقا بتحلم هاااا بتحلم، و إنك تلاحقها على مدينة تانية عشان تكون جنبها وكل يوم تتنططلها هنا مش هعديه بالساهل، و إنك تصطاد فالماية العكرة فالحركة دي هدفعك تمنها غالي أوي
إبتسم طارق بتشفي من بين ألمه ما أن رأى غريمه يحترق بهذا الشكل ليقول بإستفزاز.

- سارة مش ليك، حضرتك نسيت إنكم إنفصلتم عن بعض، معرفتش تحافظ عليها ولا تسعدها عشان كده لازم تبعد عنها و تسيبها تعيش مع راجل يعرف قيمتها و يقدرها
إبتسم أيمن من طرف شفتيه بإستهزاء وهو يشدد من قبضته على ثيابه ويقول بتفكير مصطنع
- راجل يعرف قيمتها ويقدرهاااا؟ ليه هو إنتا شايف نفسك راجل وأنا معرفش، كاد أن يتكلم الآخر إلا أن أيمن سحبه أكثر نحوه وأكمل بتحذير جاد...

لو لمحتك جنبها أو بتحوم حواليها مرة تانية، هخليك تندم ع اليوم اللي شفتني فيه، بلاش تخليني أوريك شري، عشان إنتا مش قده. ودلوقتي زي الشاطر تطلع من هنا قبل ما أرتكب فيك جناية، قالها وهو يدفعه خارج غرفة ثم أغلق الباب بضيق
إلتفت نحوها وجدها تنظر له بطريقة لم يفهمها. نظراتها باردة نعم ولكن هناك الكثير والكثير بداخلها. عتاب. على حزن مبطن. على غضب
لتقول سارة بتساؤل.

- أنا لا هتعصب ولا هتغاظ من طريقة دخولك البربرية ولا على ضربك ليه لإني إتعودت على همجيتك دي، بس نفسي أفهم بتدخل كل يوم هنا إزاي والأمن واقف برا...
- هي دي مش مستشفى
قالها أيمن وهو ينظر على الأرجاء. لتحرك رأسها بنفي وهي تقول
- لاء ده مركز صحي
أشاح أيمن يده بلا مبالاة وهو يقول
- ماعلينا. المهم الهدف منها إنكم تعالجوا العيانين
سارة بإنزعاج من مراوغته التي لا تنتهي.

- أيوة. بس إنتا مش عيان عشان تشرفنا كل يوم، عشان كده ياريت تتفضل بقا ورايا شغل
نظر لها أيمن بوجع
- مين قال إني مش عيان، أنا قلبي عيان وتعبان أكتر منهم كلهم، وعلاجي عندك
سارة بجمود
- علاج القلوب مش هنا حضرتك وبعدين أنا ممرضة مش دكتورة، ممكن تروح تشوف أخصائي.
- آه فهمت عايزة جرح ظاهري عشان تقبلي تداويني...
قالها وهو ينظر الى الأدوات الطبية ليسحب مشرط ليمشي به على راحة يده دون تفكير.

لتشهق سارة برعب من هذا المنظر لتسرع نحوه وتسحب المشرط وترميه بعيدا ثم مسكته من رسغه وجعلته يجلس على الكرسي لتسحب عربة أدوات الضماد نحوها وأخذت تضغط على الجرح لتوقف النزيف.

جلست على ركبتيها أمامه لتربط ساعده لتوقف النزيف مؤقتا ثم أخذت تنظف يده الملوثة بخوف ولهفة وهي تمسح عينيها من الدموع العالقة بأهدابها بين الحين والأخرى قبل ان تنزل منها وتفتضح مشاعرها أمامه أكثر، لتبدء بعدها بتقطيب الجرح، لتشعر بوغزات قوية داخل قلبها كلما غرزت الإبرة بيده...

أما أيمن كان في عالم آخر ينظر بهيام إلى ملامحها لتتساقط خصلات شعرها بالتدريج إلى جانب وجهها ليعيق عملها لتنفخ وجنتيها بضيق ما إن فشلت بإبعادهم عن وجهها...
أما أيمن كان يبتسم بحب على غيظها اللذيذ هذا، الذي داعب أوتار قلبه ليرفع يده السليمة وأخذ يضع خصلاتها خلف أذنها.

وأستقر كفه على وجنتها الرقيقة ليداعبها بإبهامه حاولت أن تبعد وجهها عن مرمى يده إلا أنه ثبت وجهها أمامه ليقول بشوق بعدما سند جبهته على خاصتها
- وحشيني يا صرصورة وحشتيني أوي. قال الأخيرة وهم بإحتضانها
- لو سمحت، قالتها وهي تبعده عنها ما إن وضعت يدها على صدره وأبعدته ليستجيب لها بقلة حيلة ويبتعد بالفعل ولكن نظره مازال معلق بها وهي تلف الشاش الطبي على كفه
خرج من تأمله بها ما إن نهضت وقالت بجدية مصطنعة.

- خلصنا. بس لازم تاخد مضاد حيوي عشان الجرح مايلتهبش ويلم بسرعة، تقدر تتفضل دلوقتي
أيمن برفض قاطع
- لا أتفضل إيه، أنا هفضل هنا طول اليوم تحت المراقبة يمكن الجرح ينزف تاني...
رفعت حاجبها وهي تقول بغيظ
- ده إنتا بتتلكك بقى
أيمن بتأكيد لما قالت
- عليكي نور ياقطة وممكن كمان أعمل أى حاجة تخطر على بالك عشان أبقى جمبك وأبقى غبي لو ضيعت فرصة زي دي.

نظرت له من طرف عينيها ثم توجهت نحو المكتب لتدقق في السجلات وتسلمها للإدارة وهي تحاول أن تتجاهل وجوده هنا وصب كل تركيزها على الأوراق ولكن رغما عنها أصبحت تسترق له النظر خلسة...
أما العاشق الولهان أخذ يراقب أدق حركة منها وهو يتشرب تفاصيلها بشغف، ليمر اليوم عليهم هادئ نوعا ما ولكن بالطبع لم يخلى من مغازلاته ومشاكسته لها ليدعي البراءة ما إن تغضب من أفعاله الصبيانية.

أخيرا انتهى اليوم لتصل إلى منزلها بإرهاق بعدما غطى ظلام الليل عليهم، لتفتح الباب الخشبي وتدخل إلى حديقة منزلها ولكن قبل أن تفتح الباب الداخلي وجدته يسحبها من يدها نحوه لتستقر داخل أحضانه وقبل أن تستوعب حركته هذه حتى دفن وجهه بتجويف عنقها وأخذ يمرمغه كطفل حديث الولادة يبحث عن حنانها الذي حرم منه وعن مأوى يرتاح به
- والله مش قادر أكمل من غيرك، إرجعيلي أنا تعبت في بعدك
إبتعدت عنه وهي تقول بعتاب مؤلم.

- كنت ملكك وبين إيديك وبتمنى رضاك دوست عليا، وقسيت وعلمتني القسوة بتكون إزاي، عملت فيا أسوء مايكون لحد ماجبت أخري معاك، فدلوقتي ماتجيش تعيط وتقول عايزك اللي حصلنا كله إنتا السبب فيه...
سااامع إنتا
قالت الاخيرة بإنفعال وهي تفتح الباب وما إن دخلت حتى أغلقت الباب دون أن تنظر له حتى...
نظر بألم على الباب ليصرخ بإنفعال اكبر منها وهو يقول.

- أيوة أنا السبب معاكى حق بعترف بذنبي، بس لحد إمتى هنفضل كده، إمتى بقا هتحني عليا وترحمي قلبي. إمتى هتنتهي عقوبتي اللي بموت فيها كل يوم. هاا قوليلي إمتى هتعفي عني. إنطقي وقوليلي إمتى، بعد أسبوع. بعد شهر. بعد سنة، ولا يكون قلبك حكم عليا بالمؤبد قوليلي إمتى وريحيني
نزلت بظهرها على طول الباب لتجلس على الأرض وهي تحتضن ساقيها و تقول ببكاء خافت.

- أرحمني يا أيمن أرحمني، سبتلك المكان وسافرت عشان أنساك، لحقتني ليه، عايز تعمل فيا إيه أكتر من كده...
صدقني أنا مش عدوتك عشان تتفنن بأذيتي بالشكل ده
أنا في يوم كنت حبيبتك وعلى أسمك، نفسي أفهمك.
لا إنتا بعيد عشان توحشني ولا قريب عشان أشبع شوقي منك. ولا إنتا ليا عشان أرتاح ولا محرومة منك عشان أنساك، اااااخ
تأوهت بحرقة وهي تدفن وجهها بين ساقيها لتبكي وكأنها لم تبكي من قبل.

(الفراق. الوداع. البعد الرحيل قد يأتيك العذاب على شكل مفردات مختلفة ولكن الألم واحد)
في صباح اليوم التالي كانت تنظر الى إنتفاخ جفنيها وإحمرار عينيها من أثر بكاء ليلة أمس
أخذت تغسل وجهها بالماء البارد لتقلل هذا التورم
ولكن هناك شئ غريب اليوم لم تستمع لصوت الحجر ولم يناديها حتى الأن، ذهبت نحو النافذة وأخذت تنظر إلى مكانه الذي يتواجد به دائما. ولكنها لم تجد سيارته...

قطبت جبينها بإستغراب لتخرج بعدها من منزلها متوجهة إلى عملها ولكن أخذت تبحث عنه بعينيها بلهفة كبيرة ولكنها لم تجده. رفعت رأسها بمكابرة وهي تقول براحة مصطنعة
- كده أحسن، أخيرا هرتاح منه، وأخلص بقا
أكملت طريقها نحو عملها ولكن قلبها كان يرغمها على الإلتفات إلى الوراء بين الحينة والأخرى لعلها تراه يتبعها من بعيد مثل العادة ولكنها في كل مرة يخيب أملها...

مر الوقت عليها وهي كالمجنونة تبحث عنه بعينيها حتى أنها عادت من عملها مشي ليلا لعلها تستطيع رؤيته. وقفت بمنتصف الحديقة ولم تدخل منزلها تنتظر ظهوره، حاولت أن تتجاهل غيابه وتذهب للنوم ولكنها لم تستطع.
ولكن ما إن ذهبت إلى أحد المقاعد وجلست عليها بتعب حتى أتاها صوت تلك العجوز التي تقطن بالمنزل المجاور لها معاتبا.

- لقد سمعت شجاركما ليلة أمس. لم أفهم ماقلتم ولكن كانت النتيجة إنه غادر وهو حزين، لم فعلتي هذا به. ألم تفكري في يوم بأنه قد يسأم من دلالكي المفرط عليه ويتركك هكذا، عقلك السميك هذا ألم يضع هذا الإحتمال أمامكي...

أنظري جيدا أيتها المغفلة لما أضعتي من بين يديكي فجميع الفتيات والنساء هنا كانوا يتمنوا نظرة منه لشدة وسامته، و الأن قد أنقلب السحر على الساحر و ستذوقين ما ذاقه منكي، ستحزنين كما حزن هو، وستنجرحين كما جرح هو، ربما غادر لتعرفى مامعنى البعد الذي كنتي تطالبيه به بكل قواكى
لتقول سارة بوجع وضيق من كلامها
- إنت لا تعرفين ما عشته معه
العجوز بتأنيب.

- أجل أنا لا أعرف ماعشتيه معه ولكني أعلم ما فعله لكي ليحصل على عفوكي أيتها الحمقاء الصغيرة...
صمتت سارة ولم ترد عليها بل أخذت تسحب شهيق عميق وتزفره ببطئ لتمنع نفسها من البكاء
نظرت لها تلك العجوز لتخرج من منزلها لتدخل منزل الأخرى لتقترب منها وتجلس على المقعد المجاور لها وأخذت تقول بتوبيخ لاذع مبطن بحنان
- لا تمنعي نفسكي من البكاء ياصغيرة لكي لا تزيد حالتك سوء.

نظرت لها سارة وأخذت شفتيها ترجف بإختناق لتحتضنها تلك السيدة ما إن وجدت حالتها تسوء أكثر من ما ظنت لتنفجر سارة بالبكاء ما إن شعرت بدفئ أحضانها، أخذت الأخرى تربت على ظهرها بحنان. بعد مدة إبتعدت عنها سارة وهي تقول بإحراج
- أنا آسفه.
نظرت لها بتمعن وهي تقول بإستفسار
- هل تعشقي ذلك الوسيم إلى هذه الدرجة...

أما سارة ما إن أومئت لها بنعم حتى تأوهت عندما ضربتها على رأسها وهي تنهض وتغمغم بضيق لتتركها وتذهب نحو منزلها ولكن قبل أن تدخل نظرت نحوها بإنزعاج وهي تقول
- عاشقة ساذجة و بلهاء
إبتسمت سارة من بين دموعها فهذه السيدة حقا غريبة الأطوار، نهضت بتعب ودخلت ما إن تأخر الوقت وزاد بروده...

مر يوم تلوى الآخر وهي تذبل بالتدريج كالورد بدون الماء. حاولت جاهدة أن تحيا بشكل طبيعي كما كانت تخطط ولكنها لا تقدر، حقا لا تقدر، شحب وجهها وغامت عينيها حزنا على غيابه، هل سأم منها، هل إستطاع أن يتخطاها بالفعل وكأنها لم تكن موجودة هل سيعشق ويتزوج من غيرها. هل ستحمل إمراة أخرى إسمه
أسئلة كثيرة يطرحها القلب وأجوبة قاسية يقدمها العقل
لتذوق الويل منهم، فالقلب يطالب بالمحبوب، والعقل يرفض الخضوع...

مر 13 يوم على غيابه، ولكنها لم تكون مجرد أيام بالنسبة لها بل سنين...
خرجت من السوبر ماركت لتحكم من إغلاق معطفها فالأجواء سيئة والغيوم السوداء تملئ السماء على مايبدو بأنها ستمطر بغزارة اليوم، و كان قد طغى اللون الأبيض ع المكان بسبب كثرة تساقط الثلوج بالأواني الأخيرة
اليوم هو يوم الحب، جميع الناس هنا يحتفلوا لقدومه إلا هي، وحيدة ككل سنة، لا شى جديد بحياتها سوى جرحها وتحطيم أمالها، تنهدت بصبر و.

أخذت تمشي بالطرق المبتلة وهي تنظر إلى المصابيح الذهبية المنتشرة في الشوارع مع الأشجار ذات الغصون الخالية من الأوراق كل هذا أعطى للمنظر سحر خاص وخاصتا مع هطول الزائر الأبيض، فهي تعشق الثلج لأنه من منظورها له حكاية أخرى مليئة بالدفء والحنين.

توقفت عن المشي ما أن بدأت الأمطار الخفيفة بالهطول، لترعد السماء بقوة مما جعلها ترفع نظرها نحو خالقها وهي تدعوا أن يخفف عنها عذاب فؤادها أغمضت عينيها بوجع وهي تستشعر قطرات الناعمة على وجهها.

أخذت تتجاهل أصوات العشاق من حولها والإحتفالات التي تقام بالمقهى المجاور، بعد برهة زمنية فتحت عينيها ببطئ ونظرت أمامها ما إن بدأت تزداد قطرات المطر لتفتح فمها بذهول عندما وجدته يقف أمامها تماما لا يبعده عنها سوى عدت خطوات لا تذكر
أخذت تضحك بخفة وتبكي معا لا تعرف ماذا تفعل هل تذهب وتصفعه على وجعها هذا أم تعاتبه على غيابه ولكنها أغلقت باب عقلها وأطلقت سراح قلبها ما إن وجدته يفتح ذراعيه على وسعهما لها.

تركت الأكياس تسقط من يديها لتركض نحوه وهي ترمي نفسها داخل أحضانه المحبة، بادلها الحضن وهو يدور بها وما إن توقف حتى إعتصرها بقوة وهو يدفن وجهه بتجويف عنقها ليستنشق عطر بشرتها بقوة ثم مسك وجهها بين يديه لينظر إلى عينيها دون كلام
- وحشتني، همست بها سارة بشوق حقيقي ليميل نحوها ويلتقط شفتيها بشغف لا يوصف لتتمسك به بكلتا يدها وهي تستقبل عشقه لها تريد أن تشعر به وتشبع من عطائه حتى تثمل منه.

إبتعد عنها بعدما شعر بحاجتها للهواء وما إن فتحت عينيها حتى قال لها بهيام وأنفاس متقطعه
- كل يوم حب وإنتى معايا و حبيبتي ومراتي وأم بيتي وعيالي، ختم كلامه وإنحنى نحوها مرة أخرى لتقبيلها
كادت أن تبادله الحب إلا إنها دفعته عنها و شهقت بخجل مفرط وهي تقول
- يالهوووي، إحنا في نص الشارع
ضحك عليها بقوة وسحبها نحوه ليدفن وجهها بصدره
وهو يحاوطها بحنان ما إن سمعها تقول بحزن
- سبتني ليه وغبت عني كده
أيمن بتوضيح.

- كان لازم أرجع ميلانو ياعمري عشان أغير ديكورات بيتنا عشان لما نرجع نلاقي كل حاجة جاهز وجديدة...
سارة بإستغراب ممزوج بمكابرة
- بيتنا،! جبت الثقة دي منين مين قالك إني هرجعلك
- خدت الثقة دي من حبك ليا، وبعدين، صمت ثم أخذ ينظف حنجرته ويقول بترقب، ااااحمممم هو إنتى ماتعرفيش إني رديتك ليا فأخر يوم بالعدة
- نعمممممممم. قالتها بذهول ثم مسكته من عنقه وهي تكمل بغيظ، أعمل فيك إيه، هو إنتا مافيش حاجة بتحوق فيك.

- والله ما إنتى قايلة حاجة، قالها وهو يكتم أنفاسه بطريقته، أخذت تضربه وتبعده عنها إلا إنه كبل يدها ولواها خلف ظهرها ليتعمق هو بعشقها لتهدء بالتدريج
وما إن حرر يدها حتى رفعتهم و حاوطت عنقه
ليرفعها بخفة و رمى ثقل جسدها عليه
إبتعدت عنه ببطئ وسندت يديها على منكبيه لينزلها وما أن لمست قدميها الأرض حتى ادإبتعدت عنه وأخذت تجري تحت المطر وهي تقول بشقاوة بلكنتها البريطانية.

- الحب جنون، ولكن هل تمتلك الجرأة لتجن معي
ضحك عليها وأخذ يجري خلفها بحماس وما إن وصل إليها حتى إحتضن خصرها من الخلف وأخذ يدور ليرتفع صوت ضحكاتها معه بالمكان...
بعد مدة من الجنون، إرتفعت اصواتهم وهم يدخلون حديقة المنزل، كانت تدفعه من صدره نحو الخارج وهي تقول بضحك
- تبقا بتحلم لو مفكر اللي في بالك ممكن يحصل
أيمن بسفالة
- ليه كده ياقطة. تعالي بس ندخل جوة وأنا هقنعك
سارة برفض قاطع.

- مش هيتقفل علينا باب إلا لما نبدء صح
نظر لها أيمن بجهل وقال
- مش فاهم،!
سارة بشروط مبطنة بتمني
- يعني تعملي فرح وألبس الفستان الأبيض اللي إتحرمت منه بسببك
- بس كده، ده إنتى تؤمري، قالها وهو يهم بعض وجنتها إلا أنها أوقفته وهي تقول بجدية
- ولغاية ما ده يحصل مش عايزة أشوف وشك
- نعممممممم، ما ان قالها بغيض حتى عقدت ساعديها أمام صدرها وقالت
- نعم الله عليك، ده اللي عندي لو عايزني طبعا
أيمن بمشاعر صادقة.

- لو عايزك؟ ده أنا عايزك بروحي يا أغلى من روحي، حاضر اللي تؤمري بيه، بس هترجعي معايا إمتى
سارة بسعادة حاولت أن تخفيها وترسم الجدية على ملامحها وهي تقول
- إبتدي بإجراءات نقل أوراقي وأول ما تكمل هرجع معاك ونجهز لفرحنا سوى
أيمن بإحباط
- يعني ممكن التجهيزات دي تاخذ أقل حاجة شهر ويمكن أكتر.

- إنتا وشطارتك بقا، يلا دلوقتي تصبح على خير، قالتها وهي تصعد الدرج لتصل للباب الداخلي إلا انه سحبها نحوه وهو يقول بمشاكسة
- طب مش هتقوليلي إدخل نشف هدومك حتى
أبعدت يده عنها وهي تقول بدلع
- لااااء
نظر لها بحب وهي تفتح الباب ليقول
- ماشي ياقاسي إنتا
- سلاااام، قالتها وهي تبعث له قبلة بالهواء ثم دخلت و أغلقت الباب ليمسك مكان قلبه بشكل درامي وما إن كاد يلتفت ليخرج حتى رأى تلك العجوز تنظر له بتمعن لتقول.

- هل تصالحتما
تفاجى بوجودها بالخارج بهذا المطر والأجواء
ليقول بإحراج من تطفلها
- ااااحممم أجل
العجوز بمساومة مضحكة: دعك من تلك القاسية المتجبرة، وتعال تزوجني بدلا منها فهي حمقاء لا تعرف قيمتك. هاا ما رأيك
أقترب من السور الذي يفصل بين المنزلين وقال وهو يدعى التفكير
- اممممم عرض مغري حقا ولكن مع الأسف لدي قلب واحد وهو ملك تلك القاسية المتجبرة كما نعتها منذ قليل.

- هل تعشقها، ما ان قالتها بتساؤل حتى فرد صدره وسحب نفس عميق وهو يقول
- جدااااا، لاااا، بل أنا متيم بها
حركت رأسها بتفهم ثم أخذت تقول له بخفوت
- أتعلم بأنها أيضا تعشقك، لقد ذرفت الكثير من الدموع بغيابك، لا تجعلها تحزن مرة أخرى وإلا سأخذها منك وأزوجها حفيدي.

- حفيد إاايه ياست إنتى، انا اخلص من طارق عشان يطلعلي واحد تاني، قالها مع نفسه بصوت خفيض ثم نظر لها وإبتسم بإصفرار وهو يقول، لا تخافي هذه المرة يستحيل أن أجعلها تحزن، أعدك بذلك
قال الأخيرة وهو يتركها ويخرج لتنظر تلك العجوز إلى أثره وهي تقول بإبتسامة
- باركما الرب...
(((( بعد مرور شهرين ))))
في ميلانو عند الثنائي العنيد...

كانت مستلقية على فراشها وهي تنظر نحوه بغيظ ما إن وجدته يتجهز لذهب لحفل الزفاف المنتظر، لتقول بمحايلة و حزن
- انا كمان عايزة اجي معاك
- مش هينفع ياقلبي، قالها يونس وهو يضع ربطة العنق لتتأفأف بضيق وهي تقول
- ليه بقا
إلتفت لها يونس وهو يقول
- عشان حضرتك لسه والدة من يومين بس وقيصرية كمان فأكيد تعبانة
ريهام بعناد
- لا أنا كويسة
يونس بمحايلة: ريهام، حبيبتي. بلاش مناهدة مش كويس عشانك إفهميها بقى
ريهام بجبروت.

- بص بقا ومن الآخر كده، مافيش مرواح من غيرة، عايزني أقعد، تقعد معايا
يونس بمحاولة أن تفهم الوضع
- يابنتي دي ساعة واحدة بس وهرجع
ريهام بإصرار
- ده اللي عندي.
يونس بذهول
- ده إيه الجبروت ده
نظرت له ريهام لبرهة ثم إبتسمت بمكر وأخذت تقول بزعل مدلل
- عشان خاطري يايونس لوروحت وسيبتني.
أنا ممكن أموت من غيظي
يونس بنفس ذهوله
- ياااه لدرجاتي...

حركت رأسها بتأكيد وقالت: وأكتر كمان، ده أنا حتى إشتريت فستان عشان أحضر بيه. كان هيحصل إيه يعني لو ولادك إستنوا اليومين دول...
يونس بتهكم
- دلوقتي بقوا ولادك. طب فين حبايب مامي وقلب مامي هتيجوا إمتى. اللي هرتيني بيهم كل ليلة
ريهام بغيظ مضحك
- ماهو بصراحة أنا متغاظة، بقا أشيلهم تسع شهور وفي الآخر البشوات يطلعوا نسخة منك، طب وأنااا
ليقول يونس بفخر وغرور وهو يجلس إلى جانبها.

- ماهو طبعا هيطلعوا ليا مش رجالة، والراجل يطلع شبه أبوه، أومال عايزهم يطلعوا مارشميلوا زيك ولا إيه
إلتفتت له ريهام بإستنكار: رجالة إيه بس دول لسه بيبيهات
يونس برفض
- لاااا عيلة الهلالي بيتولدو رجالة
مالت عليه بجسدها وأخذت تداعب أزراره وتقول بدلع متجبر
- طب ماشي ياسيد الرجالة، يلا بقا غير هدومك عشان مافيش مرواح...
يونس بتردد
- بس ااا
قاطعته وهي تميل عليه أكثر وقالت بشفاه مذمومة برقة.

- عشان خاطر المارشميلوا بتاعتك. و لا أنا مليش خاطر عندك، ولا يكونش راحت عليا لما جبتلك العيال يا أبو العيال
- ههههههههه والله شكل أبو العيال أثبت بالكلمتين الحلوين دول وبدلعك ده و راحت عليه معاكي يا مسيطر إنتا...
إعتدلت بجلستها وقالت وهي تسحب ربطتها لينفرد شعرها على ظهرها بسلاسة
- ومالو الدلع خسارة فيا
إبتلع يونس لعابه وهو يقول بحرارة.

- لا ياقلبي خسارة ليا، طب بقولك ايه طالما الخروجة باظت ماتجيبي حاجة تحت الحساب، أهو تصبيرة على ما تفرج، قالها وهو يدنو منها وما إن كاد أن يحصل على مبتغاه حتى إبتعد بفزع ما إن صرخ التوأمان معا يعلنان عن وجودهما
- آااه ياولاد الكلب قطعتوا خلفي، إلتفت نحو ريهام التي تكاد أن تموت من شدة الضحك ليكمل بغيظ.

إضحكي، إضحكي، ماهو جاي على هواكى، عض على شفته بضيق وهو يكمل بتفكير مضحك، أموت وأعرف هما بيعرفوا إني عايز أبوسك إزاي، ده لو مراقبيني مش هتيجي مضبوط كده
زاد ضحك ريهام لتسحبه نحوها من قميصه لتقبل شفتيه برقة ثم قالت ما إن إبتعدت
- هاتهم بقا، عشان وحشوني أوي
- حاضر ياقلبي، قالها وهو يذهب نحو سريرهم وما إن حملهم بخوف وحذر حتى كفوا عن البكاء
جلس إلى جانبها ووضعم أمامها وأخذ يراقب حركاتهم.

ليقول بحب غريب لا يقدر بثمن
- ولادنا دول حلوين أوي يا ريهام. وبيوحشوني أوي أوي، عارفة لما بروح الشغل ببقى نفسي أرجع بسرعة عشان أشوفهم...
- طب وأنا، قالتها بغيرة وهي تنظر من طرف عينيها ليحتضنها من كتفها ويقبل صدغها وهو يقول
- إنتى الخير والبركة ياعمري...
- أنا بقا لو سألتني تحبي مين أكتر هقولك هما طبعا وهبيعك فثانية، دول حبايب قلب مامي وعمرها كله
قالتها وهي تحملهم على ذراعيها لتضمهم نحو صدرها.

بلهفة أم وأخذت تستنشق رائحتهم التي أدمنت عليها
يونس بغيظ
- بقا كده. ده أنا روحت جبت قطة لتيتو عشان أخلص منه يطلعولي المفاعيص دول، بعتيني عشان ولادك يا ريهام
- ولا أعرفك أصلا، قالتها وهي تسحب نفس عميق منهم لتكمل بمشاعر أمومة طاغية، أنا مش قادرة أشبع منهم. دول أحلى حاجة حصلتلي في الدنيا
لف ذراعيه حولها وهي تحملهم وأخذ يقول بعدما قبل جانب رأسها...

- إنتم التلاته أغلى ماعندي، ثم مسك أيديهم الصغيرة الناعمة ليقبلهم وهو يكمل بتمنى...
جاد وجواد الهلالي ربنا يباركلنا فيكم
( والله الأطفال رزق ونعمة عظيمة، ربنا مايحرم حد منها)
علي الجهة الأخرى بالتحديد بحديقة فيلا الهواري التي كانت مزينة بطريقة تخطف الأنفاس ولما لا فاليوم زفاف الثنائي الجريئ
كانت حفلة كبيرة نوعا ما و مميزة تليق بأبطالنا.

وقف أيمن بإستعداد ما إن وجدها تنزل على الدرج ببطئ بفستانها الأبيض البسيط مع تسريحة شعر اعتمدتها على شكل ضفيرة فرنسية ويزينها طوق من الورد الناعم
كانت تمشي على الأرض بهيئة ملاك، نهضت نور عن مقعدها وأخذت تصفق بحماس شديد وسعادة لصديقة عمرها ليحتضنها إياد من الخلف وهو يسند ذقنه على منكبها...

- خدي بالك إوعي تتعبي نفسك، عايزة البيبي يجي بخير، قالتها نادية بتحذير وهي تقترب منهم لتومئ لها نور بإبتسامة رقيقة...
أما أيمن مد لها يده ما إن وقفت أمامه لينحنى ويقبلها ثم تقدم بها نحو الكوشة المخصصة لهم، لتتهافت عليهم التهاني والمباركات، ليمر الوقت بين الفرح والضحك والرقص، وسعادة لا تنتهى
وما إن إنتهى صخب الحفل ودخلوا اللي منزلهم وهو يحملها حتى دنى منها وهمس لها عند أذنها بحرارة
- بحبك ياسارة.

نظرت إلى داخل عينيه وهي تقول بصدق
- وأنا كمان بحبك
- طب إيه، قالها وهو ينزلها وينزع سترته بإستعجال ليرميها بإهمال، أخذت ترجع بخطاها إلى الخلف وهي تقول بخوف من رد فعله
- إيه في إيه
- في كل خير، قالها وهو يفتح أزرار قميصه لتصرخ به بخجل من أفعاله الوقحة
- أاااعقل.

- صدقيني مافضلش فيا عقل ياصرصورتي، قالها وهو ينحني ويحملها على كتفه ليتدلى رأسها عند ظهره وأخذ يصعد بها بخفة وكأنها لا تزن شئ وما إن دخل بها غرفتهم حتى أغلق الباب ليبدأو هذه المرة حياة طبيعية سعيدة كأي زوجين فهم حقا يستحقا فرصة ثانية
في الفيلا الأخرى، كانت تقف في الشرفة وهي تنظر إلى العمال وهم ينزعون الزينة، لتغمض عينيها بتخدير ما إن لفحتها رائحته عندما إحتضنها من الخلف وإحتضن بطنها بحماية.

- أنا مبسوطة أوي أوووي عشان سارة، قالتها بخفوت وهي تسند ظهرها على صدره، ليقبل وجنتها بقوة وهو يقول
- وأنا مبسوط عشان حبيبة قلبي مبسوطة
إلتفتت له وهي تقول بعدم تصديق مما تعيشه معه
- بتحبني بجد يا إياد
- بحبك ياقلب وعمر إياد، بس السؤال هنا إنتى بتحبيني زي ما بحبك، ما إن قالها حتى نظرت له بإستغراب، لتحتضن وجهه بين كفيها الصغيرتين وهي تقول بعدما رفعت نفسها وداعبت أنفها بخاصته.

- لسة بتسأل، ده أنا بقيت مشهورة بجنوني بيك وبحبك
ليقول إياد بخوف
- مش هتزهقي مني
حركت رأسها بنفي وهي تقول
- أبدا
إياد بشك
- متأكدة
تنهدت نور وقبلت وجنته ثم قالت
- شوف ياحبيبي، تعرف معنى الحب الحقيقي إيه
هو إن أكتفي بيك عن العالم كله، ولكن، لااااا...
ولم، ولن أكتفي منك، أبدااا، يعني نور مش هتكتفي من إياد
نظر إلى عينيها بعمق وقال بهوس
- ولا عمر إياد هيكتفي من نور: لن أكتفي منك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة