قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الخامس عشر

صعقت نور من فعلته هذه ولكن ما إن حاولت أن تبعده عنها إلا إنها توقفت عن هذا ما إن شعرت بدموعه تنزل من عنيه على عنقها وهو يقول بشبه انهيار
- مش هيا يا نور مش هيا
رفعت يديها وحاوطته بلهفة وهي تقول بترقب
- مالك يا إياد، في إيه، انت بتتكلم عن مين
إياد بنفعال- يانور بقولك مش هيا، افهمي بقى
اخذت نور تملس على ظهره وهي تقول بمسايرة
- خلاص ياحبيبي مش هيا...
ابتعد عنها وهو يقول بضيق ما ان استشعر مسايرتها.

- ااااه إنتى هتاخديني على قد عقلك بقا، مفكراني عيل حضرتك...
- إياد حبيبي، قالتها بتوضيح ليقاطعها بهجوم عنيف وهو يضع سبابته على فمها: ااااسكتي، اسكتي انا مش حبيبك، لو كنت حبيبك كنتي صدقتيني بس انا استغرب ليه ماطول عمري بيحصل معايا كده، كل اللي حوليا بتسايرني عشان بيشوفوني مجنون...

إنتى كمان شيفاني مجنون مش كده، صمت لثواني بقهر ثم ابتعد عنها وذهب وجلس على الرصيف وهو يقول بنكسار بعدما وضع رأسه بين يديه
- أمشي يانور، روحي شوفي حياتك زي ماعملتها هيا وغيرها، كلهم مشيوا مش هتيجي عليك.

نظرت نور له بوجع على حالته المفاجئة هذه، تحركت قدميها بخضوع تام نحوه، جلست الى جانبه لتجده شارد بماضي مشوة مخيف و بحاضر ضائع ومستقبل مظلم مجهول. اغمضت عينيها و وضعت يدها على كتفه بهدوء وكأنها تريد ان تخرجة من هذا العذاب لتجده يلتفت لها بعينين حمراء كالدم ونظراته مغامضة...

اخذت تتحسس ذقنه بحنان ما ان ستشعره الاخر حتى نزلت دموعه المحبوسه التي ما ان رأتها نوره حتى انفطر فؤادها لتسحبه الى أحضانها بلهفة ليتشبث بها بقوة كالغريق وهو يقول بصوت يغلبه البكاء.

- دي وحشتني اوي، ليه سابتني ليه، عملتلها ايه. هااا ايه. كنت صغير اوي وقتها ترجتها كتير انها ماتسبنيش بس بردو سبتني هو انا وحش اوي لدرجة دي، كل ما احب حد وتعلق فيه بيحصلي كده، تعرف ان اصعب حاجة في الحياة انك تبقى محبوس بماضيك
نور بغصة: انسى، اللي راح
شرد إياد بعالمه الضائع وهو يقول- انسى إيه ولا إيه، وبعدين النسيان ده مش قرار انا اخده، لاااا ده نعمة من ربنا بيكرم فيها عبده عشان يرحمه من عذابه.

- ربنا هيرحمك لما انت ترحم نفسك، سيبك من كل ده وقلي إنتا شفت مين جوا وخلاك بالشكل ده، قالتها بفضول شديد لتكرمش وجهه بنزعاج ما ان قال بختناق
- مش مهم، مش مهم يانور لاني متأكد انها مش هي، ده مجرد تشابة مش اكتر و اكيد مش هتظهر بعد السنين ده كلها. صمت قليل ثم اكمل بحرقة.

مااااهي الحياة مش هتسيب الكل وتجي تفتح جرحي من تاني اللي قربت انسى انه موجود أصلا، ماهي الرحمة حلوة بردو هو مافيش غيري ولا ايه اااانا تعبت
تعبت اوي
مسك يده واخذت تشدد عليه وهي تقول بحب
- لو تعبت سبلي نفسك، اشيل عنك همك. سبني المس جرح وأداوية...
سحب يده منه برفض لما قالت: وإنتى ذنبك أيه في كل ده
نظرت له ببتسامة عاشقة صادقة وهي تهمس له بخفوت: ذنبي أني حبيتك
نفخ إياد بضيق من كل مايحدث معه وحوله وبداخله.

من حرب لا تنتهي- بردو هتقولي بحبك، حبيتي فيا إيه يابنت الناس، ده انا مدبوح من كل حتة، ماعنديش غير الوجع اديهولك ولا هو وجع قلب وخلاص
- وانا راضية بوجعك، ما ان قالتها نور بهوس حتى نظر لها بستغراب من عطائها الذي تخطى المعقول بالنسبه له ليقول بستفهام: ليه كل ده؟
نور رفعت منكبيها وهي تقول ببساطة.

- لأني بحبك، ومتقوليش ليه وإزاي وعلى إيه، لأني انا معرفش ليه، بس السؤال هنا، عم السكوت بينهم لتنطق بندفاع وعدم، إياد إنتا بتحبني!
نظر لها إياد بصدمة لم يكن يتوقع سؤالها هذا والأن بالتحديد، حاول ان يتهرب منها بنظراته وهو ينهض ولكنها تمسكت بيده ونظرت له وهي تقول بتسائل
- على فين؟

- يلا نروح، قالها وهو يسحبها لتنهض معه وذهب بها نحو السيارة التي ما ان وصلها حتى فتح الباب لها وانطلق بها بسرعة مناسبة وهو شارد في ملكوته وكأنه يحاول ان يوزن الامور مع نفسه.

اما نور عقدت يدها امام صدرها بختناق من تهربه هذا، تعلم بأنه يحتاج الى الوقت ولكنها فقدت صبرها تماما دايما وابدا ما يتكلم عن حبه المبجل نحو ليله على العلن وعندها يلتزم الصمت المميت، الى متى ستبقى هكذا، الى متى ستبقى مهمشة في حياته.
لينطق لسانها بقرار قاطع: إياد، ممكن اعرف انا إيه بالنسبالك، كاد ان يتكلم ولكنها قاطعته وهي تقول.

- قدامك لغاية ما توصلني وقبل ما انزل من عربيتك لازم اسمع ردك، ماهو انا مش هفضل تأيها كده
نظرت له من طرف عينها ما ان وجدته مايزال يلتزم بالصمت لتلاحظ فكه المتشنج بشده وانامله التي كانت تضغط على الدركسيون بعنف، قطبت جبينها بختناق وهي تفكر مع نفسها لما كل هذا التردد، ضغطت على شفتيها بغيظ ثم قالت: خلاص يا إياد ردك وصلني، لوسمحت وقف العربية...

- بلاش جنان، قالها ببرود جعلها غيظها اضعاف ما كان عليه- ماهو لو ما وقفتهاش هتشوف الجنان اللي على حق
- عايزة توريني الجنان ههههه لااااا ياحبيبتي الجنان ده ملعبي، قالها بتوعد وهو يغلق الأبواب الكترونيا ثم أدار سيارته الى الجهة المعاكسة بسرعة كبير وشكل مفاجئة مما جعل صوت المحرك يرتفع بشكل مزعج لتسقط هي على أحضانه...

اخذ يضغط على المكابح اكثر واكثر وهو يبتسم برضا ما ان وجدها تتمسك بقميصه وهي تدفن وجهها بكتفه من شدة خوفها فهو كان يسابق الريح بسرعته هذه
زادت ابتسامته ما ان خرجت عن صمتها واخذت تصرخ برعب
- إااااياد، عشان خاطري، هنموووووت والله هنموت
قبل اعلى رأسها وهو يقول بجدية مصطنعة ليخيفها
- نموت سوا احسن من اني اكمل من غيرك بعد ماتسبيني
نور بنفعال مضحك- مين ابن الكلب اللي قال أني هسيبك...

إياد بضيق: كلامك كان بيدل على كده. واوعي تكدبي
صرخت نور وهي على وشك البكاء: انا وحده جزمة تاخد على كلااامها ليه. ياااالهوووي هروح فطيسة يااااا مامااااا...
إياد وهو يقول بتفكير- ممممم ماشي بس قولي قبلها بحبك يا إياد
نور بسرعة- والله بعشقك، يلا وقفها عشان خاطري
رفع إياد حاجبه بذهول وهو يقول: إيه ده انت بتحرفي كلمي من عندك ولا إيه، طب خدي، قالها وهو يزيد السرعة اكثر.

دفنت نور وجهها بصدره بقوة وهي تصرخ- خلااااااص يابن المجنونه بحبككككك
مط شفتيه وهو يقول برفض- مممممم لا مش حلوة قوليها تاني
نور بترجي وصوت مرتجف- طب خف شوية عشان خاطري
إياد بقبول- اهو، يلا قوليها
نور بمشاعر صادقة نابعة من القلب- والله بحبك وبموت فيك، ده انا بحبك اكتر من نفسي
إياد برفض مصطنع- بجد ممممم مش عارف ليه حاسس انك كدابه واااء.

نور بغيظ من بروده- كفاية ممممم بقا عشان بقت بتنرفزني، حرااام عليك، وحياة ربنا انا بحبك، قالتها بسرعة وهي تضع يدها على فمه لتهدء قليلا ما ان قلل سرعته بالتدريج حتى توقف ونظر وهي ما زالت تضع يدها على فمه ليمسك كفها وقبل باطنه برقة وهو يهمس لها ونظره معلق بحدقتيها الامعه
- وأنا كمان بحبك يانوري.

تجمدت نور أمامه وهي لاتصدق ما سمعت هل اخيرا ملكت قلبه لم تشعر بنفسها الا وهو يضع يده على وجنتيها واخذ يمسح دموعها بأبهامه بلطف وهو يقول بخوف
- وثقت فيك وسلمتك قلبي بس اوعى تجرحيني، اللي قدامك ده مافضلش حته في جسمه سليمة من كتر الطعن اوعى تكملي عليا إنتى كمان وقتها بجد مش هستحمل. ضربتك هتكون القاضية ليا...

ياريتك تكوني السبب بأني اعيش من تاني على يدك خليني اشوف الدنيا بعنيكي، لازم تفهمي انك مش هتكوني حبيبتي و لا مراتي، إنتى هتكوني حياتي اللي هعيش فيها
صمت قليل ثم اكمل بترقب وخوف من هدوئها وصمتها المبهم، هاااا ساكته ليه ماردتيش يعني اواااء.

قاطعته وهي ترمي نفسها بأحضانه وتحاوط عنقه بلهفة ليتفاجئ بها تقبل وجنته بقوة ثم دفنت وجهها بصده بخجل ليرفع حاجبه على فعلتها ثم اخذ يبتسم بعبث وهو يقول: هو كل ماهتبوسيني هتتكسفي كده لاء كده هتتعبي معايا، شدي حيلك، عشان انا عايز من ده كل يوم
- بعينك هو انت هتستحلاها ولا ايه. قالتها بخجل وهي ترفع رأسها من صدره واخذت تنظر له بعينين كالقطط الصغيرة ليقرص وجنتها بقوة وهو يقول بتأكيد.

- آه هستحلاها ده انت حقي من الدنيا، و عايزك على طول جنبي بس لما تبقي على أسمي بشكل رسمي وعن قريب جدا بأذن الله...
ما ان قال جملته الاخيرة حتى ابتعدت عنه بذهول وهي لاتصدق كلامه، هل معنى هذا بأنه يطلب يدها لزواج لاااا بل هو يخبرها بما ينوي لا اكثر، عند هذه النقطة اخذت تصرخ بداخلها بفرحة كبيرة، عاااااااااا كم تعشق ذلك المتسلط والبارد.

عادت الى معقدها وهي تبتسم كالبلهاء ما ان انطلق بسيارته نحو شقتها، كان يسرق النظر لها كل حين واخرى ليبتسم براحة على فرحتها التي كانت واضحة كوضوع الشمس عليها، ولاتعرف بأن فرحته بها اضعاف فرحتها هذه به...
(لاااااء انتم متعرفوش فرحتي انا والمتابعين بيكم قد ايه، يارب تدوم قولوا يارب)
في فيلا الهلالي
- شفتي ركبت دماغها أزاي، صرخ بها يونس بضيق.

وهو يذهب ويأتي من شدة الغيظ لتكتم نادية ابتسامتها من حالته هذه، ليلتفت لها وهو يقول من بين اسنانه المصطكة
- بلاش تجيبي اخري إنتى كمان، مش كفاية عليا بنت اخوكي
نادية بثقة- ومالها بنت اخويا، وحشة، مش عايزها، لسه احنا فيها، اطلع اجيبها وامشي وابقا قابلني لو شفت ظفرها
قابل يونس ثقتها هذه بتهكم وهو يقول: تخديها فين، وزمن التهديد ده خلاص، دي بقت مراتي ومش هتخرج من هنا على موتي.

نادية بجدية- عليك نوررررر دي بقت مراتك، يعني لازم تكون مبسوط، الليلة دخلتك مش العكس وتقعد تاكل في نفسك كده
ليقول يونس بنفس ضيقه- ماهو على يدك، ده انا كان فاضل ابوس يدها عشان ترضا تلبس فستان فرح ابيض، وبردو ركبت دماغها.

نادية بستهزاء- ياشيخ تلهي هو إنتا كنت تطول اصلا عشان تقعد تشرط وتختار الوان، يلاااا انا همشي وإنتا اطلع لعروستك بقالك ساعة سايبها وقاعد ترغي معايا على إشي أبيض وإشي أسود لحد مابقى شكلك وحش اوي يابن الهلالي.

نظر الى اثرها بنصف عين ما ان تركته وخرجت ثم نظر الى الدرج، سرعان ما زينت مقلتيه العبث اخذ يمرر لسانه على شفته السفلية وهو يفرك يديه ببعضهما بحماس ثم اخذ يصعد بلهفة وقبل ان يدخل الى غرفته سحبت نفس عميق ودخل ببتسامة عرضة ولكن سرعان ماتلاش ابتسامته هبائا منثورة ما ان وجدها تقف امامه بأسدال صلاة اسود يغطيها بالكامل لايظهر سوا وجهها
اخذ ينظر لها وهو لايصدق مايرى الأن، اغلق الباب.

بهدوء وسند مقدمة رأسه عليه وهو يبتسم بحيرة مع نفسه، تنهد بصبر والتفت لها وما ان اقترب منها حتى قال بسخرية: حبيبتي ياناس أتحجبت ليلة الدخلة، ده باين انها هتبقى ليلة سودة فعلا
- مش هنصلي، قالتها وهي تنظر الى الارض بخجل شديد بل مفرط، ليفتح فمه ببلاها واقترب منها وهو يراقبها بأعجاب بعدما ابتلع ريقه وهو يقول بخفوت: نصلي مانصليش ليه، ثواني بس.

قال الاخيرة ودخل الى الحمام بسرعة بعدما سحب ثياب منزليه له، خرج بعد خمس دقايق لتتمعن بالنظر بهيئته التي لأول مرة ترى فيها بثياب منزليه بنطال قطني اسود مع تشيرت اسود بنص كم يظهر عضلات صدره وعضده ببراعة وبشكل لا ارادي هامت نظراتها به
اما يونس اخذو يجفف وجهه المبلل وساعدية ليلاحظ هو نظراتها الشاردة به ليقترب منها وهو يغمز لها.

- عجبك صح، ما انا قولت اسودها انا كمان يمكن انول الرضا وشكلي كده هنول المارشميلوا يا مارشميلوا...
قال الاخيرة وهو يقترب منها ليجدة ترجع خطوة الى الخلف وهي تقول بتنبية وخجل: الصلاة، عشان نبدء صح ولو لمرة وحدة في حياتنا
اومئ لها ببتسامة أمل لبداية جديدة وما ان انتهى من الصلاة حتى التفت لها وهو يشعر براحة غريبة، صمت قليل ثم قال بعدما مسك كف يدها بيده الاثنين وقال بتسائل: غفرتي لي.

ريهام بلمحة حزن بعينيها: هتفرق معاك
- اكيد، ما ان قالها يونس بتأكيد حتى حركة هي رأسها بنفي وقالت
- لا مش هتفرق سوا قولت اه او لا بالحالتين انا بقيت مراتك خلاص، واللي مش هتاخده النهاردة هتاخده بكره، سوا برضايا او غصب عني
يونس بألم من كلامها- ليه بتقولي كده. انت شيفاني حيوان لدرجاتي، عشان اجبرك في الموضوع ده
اخذت ريهام تكرر كلامه لها في تلك الليلة المشؤمة.

- ( زيك زيها، كلكم عندي رغبة مش اكتر ) مش كان ده كلام
يونس بتوضيح- كان، ياريهام كان. وانا عايز ابدء معاكي من الليلة
ريهام بتسائل صريح ومباشر: يعني انا مش مجرد رغبة ورهان
تنهد يونس بوجع وهو يقول بنفي شديد- طبعا لا. اكيد لاء. إنتى اغلى من كده بكتير ومع الايام هثبتلك ده بس اديني فرصة.

- وانا موافقة اديك الفرصة دي، ما ان قالتها حتى مسك رأسها بسرعة وقبلها من بين عينيها بقبلة طويلة يعبر بها عن امتنانه لها وما ان انتهى حتى سحبها الى صدره يحتضنها بقوة وهو يستنشق عطرها بعدما وفتح حجابها، لا يصدق بأنها وافقت ان تعطية فرصة لينعم بحبها مرة اخرى لو ربح بها
لتبادله ببتسامة متأملة لبداية صحيحة وهي تقول مع نفسها بأصرار، وانا هعرف بس بطريقتي.

اذا كانت رغبة ولا حب بجد وقتها بجد هقدر اقرر انك تستاهل فرصة عشان نبدء من جديد ولا لاء
ابتعد عنها ونهض بها ليبعد عنها الأسدال بهدوء وترقب لرد فعلها كانت كل حركة منه محسوبة. وما ان وجدها لاتمانع حتى ابعده تماما ليرجع خطوة الى الخلف وهو يراها ترتدي قميص نوم اسود من الحرير الخالص
قصير يصل لأعلى ركبتيها بحملات رفيعة، مغري لدرجة
كبيرة وفي قمة الجمال عليها بقوامها الممشوق هذا.

نظر الى الأسفل واخذ يحك حاجبة بأبهامه وهو يقول مع نفسه بسخرية- في حاجة غلط، ريهام مستحيل تكون مسالمة لدرجادي، انا مش مطمن، استر يارب
اقترب منها واخذ يمرر يده عليها ببطئ وكأنه يريد ان يتأكد من جودها امامه وانه لا يحلم، ليقول ببلاها
- هو انت بجد ريهام ولا غيروكي لما طلعتي هنا ماهو ريهام مستحيل تلبس كده.

- الحق عليا يعني، خلاص انا متأسفة، قالتها وهي تنحنى بدلال امامه لتمسك الأسدال لتجده بلمح البصر ملتصق بها وهو يقول بسفالة ورغبة احترقة بداخله
- والله ما انت لابسه حاجة قال متأسفة قال، ده انا ماصدقت الجمال ده كله
ريهام بمياعة: لا صدق يابيبي
يونس بترقب وهو ينظر لها بشك- بيبي، ريهاااام
ريهام بدلع مفرط: يقلبي ريري من جواااا يايويو
يونس بستغراب مضحك- يويو، يويو مين.

- بدلعك، ولا مستكتر عليا اني ادلع جوزي حبيبي، قالتها بنفس دلعها ليقول هو بشك اكبر
- قلبي بيقولي ان في حاجة غلط
اخذت تمرر احدى خصلاتها على شفتيه وهي تقول بهمس: تؤ، تؤ، ربنا مايجيب الغلط مابينا
مسك يونس يدها واخذ بتحذير بعدما بدء يفقد أعصابه- ريهااام، خافي على نفسك انا راجل بقالي سنين صايم، فلما هجي افطر، هفطر بغباء ومش هعرف اقف بعد ماهدوق حلاوة المارشميلوا وطعامته.

وضعت قدميها على قدميه بخفة واحتضنت عنقه بدلال ليحاوط هو خصرها بلهفة واخذ ينظر الى شفتيها بتمني وهي تقول بمكر لايستهان به
- انا كلي حلال زلال عليك يايويو، وبعدين هو في حد يقدر يقول للعريس بليلة دخلته انه اااء، ولا انت شاطر بكلام وبس ومواهبك متطلعش الأ بالحرام، لا لا لااااء أزعل منك
يونس بسفالة- لاااء اذا ع المواهب مافيش اكتر منها ياسكر محلي إنتى وعلى ضمنت هتحبي المواهب وهتدمنيها...

ريهام بجرأة: طب ماتوريني
- مع اني هموت عليكي، بس اقسم بالله ان في حاجة غلط، و مش عارف هي ايه، بس مش قادر امسك نفسي عنك اكتر من كده...

قالها وهو يمرر انفه على وجنتها وانامله كانت تبعد احد حمالاتها عن كتفها ببطئ ميت ليدفن وجهه بحرارة بتجويف عنقها المرمري لتتشبث هي أيضا بعنقه ما ان بغتها بقبلة مميت متعطشة بعد وقت طويل ابتعد عنها قليل وهو ينهج لينزع تشرته الخاص ويرمية بهمال ثم عاد لشفتيها بسرعة كالمغناطيس ليحملها بين ذراعيه بحتواء ليضعها على السرير الابيض...

مر عليهم بعض الوقت، وما ان شعرت بفقدانه لسيطرة على نفسه بشكل تام، فتحت عينيها لتضع كفيها على صدره بهدوء ودفعته عنها وهي تقول ببرود: ابعد
ابتعد عنها وهو ينهج بعنف، لايصدق نبرتها وماسمع منها، ألتقت نظراتهم بنظره طويلة فهم هو ما يدور بها ولكن تجاهلها فهي بالتأكيد تمزج، نعم بالتأكيد، وما ان انحنى ليقبلها من جديد حتى تجمد بمكانه ما ان سمعها تقول بجدية تامة لا تقبل للمناقشة
- ياقلبي ياجسمي، والخيار ليك.

- بلااااااش تلعبي معايا العبة دي، بلاش ياحبيبتي، قالها واخذ يوزع قبلاته المتلهفة على ملامحها وما ان وصل عنقها حتى اخذ يصكها بملكيته الخاصة حتى حاوطته بيديها وهي تهمس له بطريقة تزيد ناره بها بتعمد.

- انا اهو قدامك حبيبي وبحضنك وبين يدك وملكك وحلالك تقدر تكمل اللي بدأته وهيكون برضايا مش غصب عني لان ده حقك وانا مش حقدر امنعك عنه، بسسسسس وقتها هتكون قطعت اخر خيط يربطنا ببعض، وبكده هعرف ان انا بالنسبالك إيه
مش اكتر من رغبة
قطبت جبينها بألم ما ان التقط شفتيها بقبلة قاسية عنيف وكأنه يعاقبها على ماقالت ولم يحررها حتى شعر بطعم الدمائها...

ابتعد عن ثغرها ببطئ ليسند جبهته على خاصته وانفاسه العنيفه تضرب وجهها فتح عينيه واخذ ينظر لها بغضب اسود من فعلتها هذه و ما ان طالبه جسده بالمزيد رغما عنه، حتى رمى بنفسه على السرير وهو يكز على اسنانه بغيظ، مرت ثواني معدودة على وضعهم هذا لاتسمع سوا صوت انفاسه الغاضبه
جفلت بخوف ما ان اعتلاها مجددا وهو يقول بغضب مضحك: اعمل ايه بقى وانا مولع كده، يااذكى اخواتك...

كتمت ضحتها عليه وهي ترى يكاد ان تنفجر وهو يحارب نفسه بأن لا ينقض عليه ويخنقها لتقول بجدية مصطنعة مضحكة
- الحل الوحيد هو أنك تدخل الحمام وتغطس بمية البانيو الساقعة، نص ساعة او ساعة بالكتيى وكل حاجة هتبقى تمام
- كل حاجة هتبقى تمام، قالها وهو يقبض على فراش بغيظ ثم اكمل بعدم تصديق لما يحصل معه، اااااه ياناااري بقى يونس الهلالي يحصل فيه كده، موتي على يدك...

سندت رأسها على يدها وهي تقول له بدلال مستفزاز واخذت تمرر أناملها على صدغه: بعد الشر عليك ياحبيبي...
- اوعى كده، وغطي نفسك بقى عايز اخرج الاقيكي محجبة من تاني، ياااارب اجعلها في عيني بقرة، قال الاخيرة مع نفسه بغضب شديد مضحك وهو ينهض ويذهب نحو الحمام يغمغم بكلمات غير مفهومه بنفعال وكأن شياطين الجن والأنس ترقص امامه.

اما عند ريهام كادت ان تصرخ بسعادة مطلقة من ما حدث لاتصدق حتى الأن بأنه اختارها هي، اختار ذكرياته معه، نظرت الى باب الحمام لتهمس بصوت خافت هائم فك قيده اخيرا من أصفاد قلبها ليعلن تحررها بالأفق
- بحبك يونس بحبك
(الثنائي الجريئ ).

في مكان بعيد نوعا ما عن ما كنا فيه أي بمدينة أخرى بالتحديد في البندقية مدينة العشاق ولقبت بهذا لسحرها وروعة شواهدها وأماكنها وأكثر ما يميزها هو المباني التاريخية الجميلة التي تعود جذورها إلى عصور النهضة وقنواتها المائية المتنوعة والمتعددة وعلى ذلك إمتلاكها عدد كبير من االكنوز الفنية التي تجذب السياح بشكل ملفت.

توقفت سيارته أمام أحد البوتيكات الراقية لينزل منها بكل ثقة ووقار يفتح لها الباب وهو يقول بإبتسامة سحرتها
- ممكن البرنسس تتفضل معايا
- هاااا، قالتها ببلاهة ليضحك عليها بكل صوته وهو يمسك يدها وجعلها تنزل وما إن وقفت أمامه حتى رفع يدها التي يمسكها بها وقبلها وهو ينظر إلى عينيها بغرور شديد ما إن رأى تأثيره عليها.

إلتفت ودخل معها البوتيك بهيبته الطاغية لتنظر نحوه العاملات بإعجاب صريح جعل تلك التي كانت تتشبث بذراعه بهيام تصك على أسنانها من الغيرة
لتقول بضيق
- إستنى بس إنتا جبتني هنا ليه واااا
قاطعها وهو يقف أمامها وحاوط وجهها
- جبتك هنا عشان عايز أسرقك من نفسك، عندك إعتراض، قالها بترقب لم يدوم طويلا ما إن حركت رأسها بنفي وهي تقول برقة
- لاء ماعنديش.

- حلو أوي، بس فستانك ده، قالها وهو يمرر يده بوقاحة على صدر الفستان ليضحك بخفة ما إن ضربته بإحراج ثم نظر إلى سترته وأكمل، والبدلة دي واقفة قصاد راحتنا، فقلت نيجي نغير سوا أفتحلك السوستة يعني أساعدك وتساعديني
سارة بخجل نادرا مايحدث: بلاش قلة أدبك، إااايه أساعدك دي، لم الدور أاااحسلك
نظر حوله وهو يقول
- خلاااص يخربيتك يامفضوحة
عيلة فصيلة بصحيح
سارة بكهن بنات.

- بس مدوخاك، تقدر تنكر ده، وبعدين أنا مش عيلة إنت اللي جدو يااااجدو
أيمن بإندهاش
- جدو،؟ تعرفي لو كنا لوحدنا كنت هعمل فيكى إيه
إقتربت منه وهي تهمس: إيه، هتديني حقنة بنج، يعني هتدوخني تاني، قالت الأخيرة وهي تعض على طرف شفتيها بإغراء مماجعله يرفع حاجبيه بصدمة وهو يقول
- عمري ماشفت ببجاحتك.

- ولا هتشوف نحن نختلف عن الأخرون، قالتها بتكبر لينظر هو إلى عينيها الماكرة بتوعد وقبل أن يتكلم قاطعهم دخول العاملة المسؤلة عن المكان وهي تقول بترحاب شديد وهي تنظر إلى ذلك الذي سحرها ببشرته البرونزية و وسامته المهلكة ومتجاهلة وجود سارة تماما
- أهلا وسهلا بك، بماذا يمكن أن أساعدك...
أيمن بعملية
- أريد قميص وبنطال.

- حسنا اممممم، ما رأيك أن تجرب هذا، قالتها وهي تخرج قميص زيتوني غامق أنيق جدا و وضعته عليه لتنظر له بتقييم
لاحظت سارة نظراتها الجريئة نحو محبوبها ولكن ماجعلها تغتاظ بشدة هو ما إن أخذت تتكلم معه برقة مثيرة للإشمئزاز من وجهة نظرها، ولكن ما إن وضعت القميص على صدره حتى دفعتها بخفة ووقفت بينهم وأخذت تحرك يدها أمام وجه الأخرى وهي تقول بغيرة.

- أووووه أنا هنا هالوووو، على ما أعتقد نسيتي وجودي أليس كذلك لهذا لم ترحبي بي
- إحم أهلا، ثم إلتفتت نحو عاملة أخرى لتقول وهي تؤشر بعملية إلى سارة
- ساعديها لو سمحتي
- لا لا، أريد حبيبي سيساعدني، أليس كذلك، قالتها وهي تلتفت إلى أيمن الذي كان يقف ويضع يديه بجيب بنطاله وإبتسامة عشق مرسومة على شفتيه، ليقترب منها وهو يحاوطها بذراعه ويقول
- لكى ماتريدين عزيزتي.

مر بعض الوقت عليهم وهو مستمتع جدا بحرق أعصابها ليمسك القميص التي اختارته له وما إن توجه ليقيسه حتى وجدها أمامه تكاد أن تنفجر من غيظها...
- تعالا هناااا، قالتها بغيرة شديدة وهي تسحبه من ياقة قميصه نحوها لتدخل أحد غرف التبديل وتغلق عليهم الستارة ليرفع الأخر حاجبه وهو ينظر إلى يدها ثم إلى عينيها بإستفهام مصطنع
- في إيه مالك،؟
دفعته من صدره وأخذت تضربه بقوة وهي تقول بقهر غاضب.

- بتبص عليها ليه، إيه عاجباك أوي كده
- عجباني جدااااا، قالها وهو يقيد معصميها و ينظر إلى إنفعالها بخبث
إبتسمت له سارة بغيظ لا يوصف وهي تقول بهدوء لا أساس له
- بجد، إممممم عجيبة مع إنها مش قد كده يعني
تنهد أيمن بحرارة وهو يراقب قوامها المهلك لينطق بإعجاب صريح
- مين دي اللي مش قد كده، دي قنبلة متحركة
قفزت من مكانها وهي تريد أن تضرب رأسها برأسه من شدة غضبها من ما سمعت وهي تقول بغيرة قاتلة.

- متخلنيش أنفجر في وشك، في يومك اللي شكله كده مش هيعدي معايا ده، ماتستفزنيش أحسلك قالت الأخيرة وهي تريد أن تحرر يدها منه بإنزعاج
إلا إنه أعتقل خصرها بين ذراعيه وجعلها تلتصق بصدره المعضل وهو يقول بخفوت: حاضر...

إستكانت تماما بين أحضانه الدافئة وهي تجده ينظر إلى عينيها الساحرة تارة ثم إلى شفتيها المغرية تارة أخرى. زادت دقات قلبها ما إن بدأ يقترب منها بشدة وما إن اغمضت عينيها بإستسلام حتى أنزلها وكأنه لم يفعل شئ وهو يكاد أن ينفجر من الضحك على منظرها المصدوم...
ضربت قدميها على الأرض كالأطفال وما إن همت بالخروج حتى رفعها بين ذراعية لتحاوط الأخرى وجهه بيديها وهي تضع أنفها على أنفه...

نظرت إلى عينيه بحب أخذت تمرر أناملها بشعره الكثيف وهي تبتلع ريقها ليجز الآخر على أسنانه من أفعالها ليقول بصوت خافت ولكنه مليئ برغبة الحب
- إعقلي إحنا بمكان عام
- لا يهم، قالتها بلكنتها البريطانية وهي تضع شفتيها على شفتيه لتقبله بجرأة لم يتوقع انها تملكها.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة