قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والعشرون

- بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما في خير
أخذت تتردد صدى هذه الجملة الشهيرة برأسها وهي لا تصدق ماحدث هل هي الأن ااا لا لا بالتأكيد هذا حلم...
فاقت من شرودها على واقع مرير ما إن بدء الحضور بتقديم التهاني لها ولصديقتها لتجد ذلك البغيض يحاوط كتفها بتملك وهو يطبع قبلة طويلة على جبهتها ثم همس لها ما إن إبتعد عنها قليلا.

- مبروك ياحبيبتي. مبروك ياصرصورة قلبي، تعرفي أنا مش مصدق إنك أخيرا بقيتي ليا وااا
- هتندم، قاطعته بها سارة بقوة وهي ترفع نظرها له بحقد ليسحبها إلى أحضانه و أخذ يهمس لها بعشق
- عمري ماهندم على إرتباطى بيكي، عمري، ده أنا أول مرة أعمل حاجة صح في حياتي...

أبعدته عنها بغضب ممزوج بقرف وما إن فتحت فمها الصغير لتنفجر به حتى إلتزمت بالصمت مرغمة ما إن وجدت نور تقترب منها وتحتضنها بإمتنان فلولا هي لما كانت ستكون بهذه السعادة لتقول
- مبروك علينا ياسارة
لتبتسم سارة بوجع دفين وهي تبادلها الحضن و تقول: مبروك عليكي إنتى ياقلبي، يا أحلى عروسة في الدنيا
نور بفرحة عارمة طفولية: أحلى حاجة إننا كتبنا كتابنا سوا ده إحنا لو كنا مخططين مش هتضبط كده وبالسرعة دي كمان...

وبعدين سيبك من كل ده وتعالي هنا مش كنتي بتقولي عليا ازاي وافقتي بسرعة كده هممممم إيه مش شايفة نفسك إن الباشا بتاعك بعد عشر دقايق بس قدر يقنعك إنك تكتبي معانا يامهزئة، ههههههه شفتي بقيتي مهزئة زيى، بس تعرفي إنه الأحلى من ده كله إننا هنعيش سوا.

إبتسمت سارة وهي ترى ثرثرة الأخرى وإبتسامتها المشرقة ولكن ما إن أتى نحوهم إياد وأخذها معه ليكلمها حتى تجهم وجهها بإختناق ما إن وجدت أيمن يحتضنها من كتفها ليضمها نحو صدره ويقبل صدغها إبتعدت برأسها عنه بضيق تحاول أن تداريه عن المدعوين
مرت ساعة تلوى الأخرى وهي تحاول أن تزين وجهها بالإبتسامة المزيفة ولكن لم تعد تتحمل أكثر من ذلك.

فستأذنت منهم وذهبت نحو المطبخ لترى هل كل شئ على مايرام ولكن قبل أن تدخله حتى توقفت ما إن لمحت الحزن بعينين نور ودموعها تهدد بالنزول
إقتربت منهم بهدوء دون أن يشعر بها الآخر لتسمعه يقول بغطرسة
- بردو عملتي اللي إنتى عايزاه، قولتلك جوازنا صوري
ومهما عملتي عمره ماهيبقى حقيقي سواء كان بفرح أو لاء، خليكي فرحانة بفستانك ده وإضحكي على نفسك.

- نورررررر، قالتها بصوت عالي نسبيا وهي ترمق إياد بنظرات نارية الذي تجاهل ندائها وذهب نحو الداخل بعدما مسك نور من يدها يسحبها خلفه إلا أن سارة أوقفته وهي تسحب نور منه وتقول بإبتسامة صفراء
- لا معلش يا إياد باشا أنا عاوزة نور فحاجة مهمة.

إبتسم لها إياد بإبتسامة لاتصل إلى عينيه ولكن سرعان ماسحق أسنانه بعنف ما إن أخذتها بالفعل منه وإختفت من أمامه داخل المطبخ ليذهب إلى الداخل متوجها نحو أيمن ليقول له بغيظ
- ماتلم مراتك ياعم إنتا
أيمن بإستفسار
- سارة،! مالها،!
- كل لما تشوفني مع نور تيجي تاخدها مني، قالها إياد بإنزعاج طفولي
ليكتم أيمن ضحكته بصعوبة على أفعال جنيته الصغيرة
بصاحبه المسكين...

في داخل المطبخ كانت نور تنظر إلى ماتفعله الأخرى بفضول لتقول بعدها بصوت عالي مندهش
- إنتى حطيتي إيه فالعصير ده
كممت سارة فم نور بسرعة وهي تقول بهمس
- يخربيتك يامفضوحة وطي صوتك هتلبسينا مصيبة
أومأت لها نور وبالفعل أخفضت من نبرة صوتها وأخذت تقول بنفس همسها بعدما أبعدت يدها عنها
- ليلتك سودة ياصرصورة، هتعملي إيه،؟

رفعت أنفها وهي تقول بغرور: هربي سي إياد بتاعك وهعلمه إن الله حق، مش هو عامل فيها الدنجوان وياما هنا وياما هناك ورايح وجاي بيفكرك بأن جوازكم صوري، وكأنه متفضل عليكي، يستحمل اللي هيحصله بقى
نور بحزن
- ماهو كلامه صح وده شرط من شروطه
سارة بضيق لحزن صديقتها
- وحياة قهرتك دي، هولع فيه وهخليه يدي نفسه ميت جزمة على الشرط ده، إن ماخليته رايح جاي طول الليل زي الست اللي بتولد مابقاش أنا سارة.

- أوعى تسميه، قالتها نور بخوف لتضرب الأخرى ظهر يدها بأسف وهي تقول
- ياريت، بس بردو اللي هعمله فيه مش قليل...
نظرت لها نور بفزع ما إن سمعت كلامها لتقول بترقب
- ناوية على إيه والحباية إلى حطتيها بالعصير دي بتاعت إيه، أنا خايفة عليه أوي.

سارة بإنزعاج من غباء الأخرى: جتك خيبة قال خايفة عليه قال، بصي إنتي اللي عليكي إنك اول ماتشوفي نظراته ليكي بقت تتغير تجري على اوضتك وتقفلي بابك عليكي كويس و اوعي تفتحي ليه مهما خبط أو ندهلك هاا أوعي
أومأت لها نور بطاعة وهي تقول
- حاضر، مع إني مش فاهمة
نظرة سارة للأخرى بتكبر وقالت
- أحسن خليكي غبية كده، المهم انك ماتفتحيش مع إني عرفاكي عبيطة وممكن تحني
نور بتأكيد
- لا لا خلاص هسمع كلامك المرادي.

سارة برفعة حاجب
- ماشي أما نشوف، ويلا خدي العصير ده وخليه يشربه كله، بس بعد مانمشي، تمام
- تمام، قالتها نور بقلة حيلة لتنظر لها صديقتها بحب صادق ثم إحتضنتها وهي تقول
- مبروووووك يانونو...
- حبيبتي، مبروك ليكي كمان، ما إن نطقت نور جملتها الأخيرة حتى شردت سارة بما حدث معها ثم قالت وهي تستأذن
- يلا ياعروسة خدي بالك من نفسك أنا لازم أروح...
مسكت بها نور بلهفة
- على فين لسه بدري...

قبلت وجنتها وهي تقول بمرح مصطنع
- بدري إيه بس ده الكل مشي، ده إياد باشا هيدخل يطردني دلوقتي...
نور ببراءة
- بس أكيد أيمن لسه جوا خليه يوصلك
لتقول سارة بضيق من سيرته: سيبك من الزفت دلوقتي وركزي بالكوباية اللي بإيدك ياحاجة وأقسم بالله لو فتحتي الباب ليه هيكون ده أخر حاجة بيني وبينك، وبعدها لا أعرفك ولا تعرفيني
لتقول نور بخوف على زعل صاحبتها
- لا خلاص مش هفتح.

- شاطرة، سلام، ما إن قالت الأخيرة وخرجت من باب المطبخ ع الحديقة حتى دخلت نور إلى الريسبشن لتجد بالفعل بأن الجميع قد ذهبو ولم يكن موجود معهم سوى أيمن الذي نظر لها بتمعن ثم قال
- فين سارة؟
- مشيت، ما إن قالتها ببساطة وهي تقترب منهم حتى نهض بخوف عليها وهو يقول بغضب داخلي
- مشيت فين، وإمتى!
كادت أن توضح له ولكنه كان أسرع منها وذهب إلى الخارج للحاق بتلك المجنونة...
جلست نور الى جانب إياد وهي تقول بلطافة.

- إتفضل
إلتفت لها برأسه وأخذ ينظر لها ليجد أجمل و أرق مخلوقة أمامه من وجهة نظره. إبتسم لها بخفة وأخذ منها العصير وإرتشفه دفعة واحدةوما إن وضع الكأس خالي على الطاولة التي أمامه حتى عاد بجسده على الأريكة ليتأوه وهو يرجع رأسه إلى الخلف ويغمض عينيه بتعب حقيقي
إقتربت منه نور وأخذت تبعد خصلاته التي نزلت بتمرد على جبهته العريضة ولكن أبعدت أناملها عنه بسرعة ما إن فتح عينيه قليلا ونظر لها بتمعن ليقول بإعجاب.

- طالعة قمر، تؤ تؤ قمر ايه، أنا حبيبتي أحلى من القمر، قال الأخيرة وهو يمسك يدها ويرفعها لشفتيه ليقبل باطنها بعمق ثم مال بجسده ليضع رأسه على فخذيها وهو يقول بعدما وضع يدها على شعره
- إلعبي فشعري، أنا بحب الحركة دي أوي
إبتسمت له بحب ولهان وبشكل تلقائي تحركت أناملها لتداعب خصلاته الحريرية
أما في الخارج عند الثنائي الجريئ.

كانت تمشي بالحديقة متوجهة نحو البوابة وهي عاقدة على الذهاب لمنزلها وهي تفكر بكل ماحدث وكيف ستتصرف وااا
قطع شريط أفكارها وحيرتها أيمن ما إن سحبها من عضدها لتلتفت بجسدها نحوه وتضرب بصدره بحركة ناتجة كرد فعل لسحبه القوي لها، وهو يقول بصوت عالي نسبيا
- إنتى مفكرة نفسك رايحة فين
نظرت له بتحدي وهي تقول: رايحة على بيتي.

- بيتي بقى بيتك من اللحظة اللي كتبتي إسمك جنب إسمي فالقسيمة وبقيتي مراتي، نطق أيمن كلماته بتريث وهدوء لتستوعبها، ولكنه رفع حاجبه وهو يراها تقترب منه أكثر وهي تقول بقوة
- مراتك! لاء إذا كان كده لازم تسمعني كويس
اللي حصل جوا ده، عمري ماهعترف بيه...
أيمن ببرود شديد
- سارة سواء رضيتي أو لاء إنتى بقيتي مراتي
إغتاظت من بروده هذا لتقول بضيق.

- مرات مين، بلاش تكدب على نفسك إنت عارف إتجوزتني إزاي، هو إنتا ليك عين أصلا تتكلم
أيمن ببجاحة
- آه ليا، وكل ماهتتقبلي الحكاية دي بسرعة يبقى أحسن ليكي وليا
سارة برفض تام لما قال: أبداااا مش هتقبله.
وهتطلقني، غصب عنك
إبتسم بشر وأخذ يحك طرف حاجبه وهو يقول
- غصب عني،!
ضربت شعرها الى الخلف وهي تقول
- أيوة، ودلوقتي عن إذنك.

- على فين، قالها وهو يسحبها من عضدها بعنف كادت أن تصرخ بوجهه إلا إنه أكمل بغضب قبل ان تنطق بحرف، هشششششششششش مش عايز أسمع صوتك، و بلاش تطلعي أسوء ماعندي وده لمصلحتك
أخذت تتلوى بين يديه بضيق وهي تقول بعدم تصديق
- أوعى كده سبني أمشي إنتا مجنون
أخذ يضرب على جانب رأسها بسبابته وهو يقول بغضب
- إنتى مش هتهدي وعقلك الصغير ده مش هيستوعب إلا لما أرتكب فيكي جناية وأخليكي تبقي فعلا مراتي
قولا وفعلا.

دفعته عنها بكل قوتها وما إن تحررت منه بالفعل حتى عالجته بصفعة قوية جدا وهي تقول بإنفعال غير واعية لما تقول
- مرات مين مش لما تبقى راجل الأول
عم السكون ع المكان لتنظر له بترقب تنتظر رد فعله الذي لم يتأخر سوى ثانيتين، أخذت ترجع إلى الخلف بخطوات متعثرة ما إن بدأ يتقدم منها بنظرات مظلمة.

لمعت عينيها بالدموع وسكنهم الخوف ما إن رأت ملامحه التي لاتبشر بالخير بتاتا، نظرت خلفها لتجد بأنه لم يتبقى بينها وبين حوض السباحة سوى خطوة واحدة لتشهق بفزع ما إن وجدته يمسكها بقوة من رسغها وهو يقول بهدوء مخيف
- عايزاني أثبتلك رجولتي اللي ارهقتيها معاكي دي
ماشي، و انا هعتبرها دعوة صريحه منك...
سارة برفض
- دعوة إيه. لاء مستحيل إنتا مش هتعمل فيا كده.

- لاء هعمل وبمزاجك كمان، يا إماااااا، صمت بخبث وهو يترك كلامه معلق لتقول الاخرى بأعصاب مشدودة
نظرت له سارة بحذر
- يا إمااا إيه،!
أيمن بمساومة
- يا إما ندخل دلوقتي على إياد ونبلغه حقيقة مراته اللي هو فرحان بيها و مفكرها ملاك نازل من السما
سارة بنفي
- لاء مستحيل، إنتا مش هتعمل كده
أيمن بحقارة.

- لاء هعمل، وصحبتك هتطلق في يوم فرحها وتترمي بالشارع، تخيلي معايا كده هيحصل فيها إيه، مش بعيد تحجزي أوضة إياد القديمة ليها
صرخت به سارة بقهر
- إنتا بتعمل فيا كده ليه، أنا عملتلك إيه، حرام عليك ده أنا حبيتك
أيمن بقهر لايقل عنها
- آه حبيتيني، عشان كده سبتيني
سارة بإختناق
- سيبتك لأنك خاين وماتستاهلش حبي
تركها وإبتعد عنها وهو يقول: ماشي إمشي بس ماتعيطيش على اللي هيحصل فصاحبتك.

قالها وهو يلتفت ويذهب بثقة نحو فيلا إياد، لتلمع عينيه بإنتصار ما إن وجدها تقف أمامه وهي تقول بلهفة
- لااااا ماتعملش كده
- ومعملش ليه مين اللي هيمنعني، إنتى، ما أنا قولتلك الحاجة الوحيدة اللي تقدري تحمي صاحبتك بيها هو انك تجي فحضني وبإرادتك
صرخت سارة بإنفعال: مسسسسسستحيل!

- طالما كده إبعدي من طريقي، قالها وهو يدفعها من أمامه ويذهب نحو هدفه ولكنه لم يمشي خطوتين حتى توقف ورفع رأسه نحو السماء وهو يغمض عينيه بإنتشاء ما إن وجدها تحتضنه من الخلف تمنعه من التقدم وهي تقول بصوت باكي
- خلاص، موافقة، والله موافقة بس متعملش فيها كده حرام، هي عيلتى الوحيدة دي صاحبتي الوحيدة.

إلتفت لها وحاوط وجهها بين يديه وأخذ يمسح دموعها ولكن دموعها زادت وهي تقول ببكاء بعدما رأت إصراره على مايريد: عمري ماهسامحك
- وأنا عمري ماهسيبك، قالها وهو يحملها بين ذراعيه بخفة واخذ يتوجه بها نحو منزله الصغير
وصل إلى فراشه وما إن وضعها عليه حتى تمسكت بمقدمة قميصه وهي تقول بترجي ممزوج ببكاء
- عشان خاطري ماتعملش فيا كده
قبل أرنبة أنفها الحمراء من البكاء وهو يقول
- بحبك.

زاد بكائها وهي: أيمن، أرجوك، إااابعد
إبتعد قليلا ونظر إلى عيناها وأخذ يقبلهم ويزيح دموعها وهو يقول بخفوت
- اشششش إهدي وركزي معايا...
سارة بشهقات طفولية
- لو بتحبني بجد إبعد
- انا. مش. هبعد. عنك، لو على موتي، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها ليغوص في بحرها ليستكشف معالمه التي لطالما حلم أن يزورها ولم يحررها من قيوده حتى إمتلكها بالمعنى الحرفي.

عند إياد كان يغمض عينيه براحة وهو يستشعر لمساتها الرقيقة على رأسه ولكن لم يمر سوى دقائق معدودة على هذه الراحة حتى بدأت نيرانه بالإندلاع بالتدريج ليفتح عينيه
ويرفع رأسه من على فخذها وما إن إعتدل بجلسته حتى أخذ يمشط شعره بأصابعه وهو مستغرب من مايشعر به الآن، إنتفض قلبه ما إن وجدها تضع يدها على ذراعه وهي تسأله ببراءة
- مالك.

إلتفت نحوها وأخذ ينظر لها بتمعن لملامحها الناعمة والجميلة لينطق لسانه بما يجوب بعقله
- إنتى حلوة اوي
- ميرسيى، قالتها بخفوت وإحمرت وجنتيها بخجل ما إن وجدته يقترب منها وهو يقول بتساؤل
- بتحبيني يانور، وما إن أومأت له حتى أكمل بفضول
وهو يقترب أكثر، ياترى بتحبيني قد إيه
نظرت له بحب شديد ثم قالت بعفوية
- يووووه كتير أوي...

- أيوه قد إيه يعني، قالها وهو يقترب منها أكثر لا بل التصق بها لتقول وهي تلعب بيدها بإحراج
- أكتر من أى حاجة ممكن تتصورها، ده أنا بحبك أكتر من نفسي
ليسألها إياد بفرحة
- بجد،!
نور بصدق
- آه والله.

- حلووووو، قالها بحرقة وهو يقبل وجنتها بقوة عنيفة لتفزع هي من فعلته هذه وخصوصا ما إن لسعت بشرتها أنفاسه الملتهبة، وما إن مسك ذقنها وكاد أن يقبلها برغبة متوحشة حتى نهضت بسرعة وركضت على الدرج لتتوقف بالمنتصف ما إن ناداها وهو ينهج
- نور!
إلتفت له وهي تقول بتهرب: إنتا اللي قولت إن جوازنا صوري، ماتجيش دلوقتي ترجع فكلامك، عيب كده.

ختمت كلامها وهي تستثني صعودها إلى الأعلى وما إن دخلت إلى إحدى الغرف حتى أغلقت الباب عليها لتسند ظهرها على الباب وهي تمسك قلبها الذي كاد أن ينفجر من ما حدث بالأسفل...
عضت شفتيها ما إن أخذت تتلمس وجنتها أثر قبلته ليقشعر بدنها من ما شعرت به فهذه أول مرة يكون معها بهذه الطريقة...

أما إياد ذلك المسكين كان يأخذ الصالة ذهابا وإيابا وهو لايصدق ماذا يحدث له الأن، منذ متى وهو لايستطيع السيطرة على نفسه أخذ ينزع سترته ويرميها بإهمال على الأرض ثم توجه نحو الخارج ليتنفس هواء نقي ولكن ما إن زادت حالته حتى رمى نفسه بحوض السباحة الأمامي
(ملاحظة، الفيلا يوجد بها حوضين سباحة واحد أمامي والآخر خلفي بالقرب من منزل أيمن).

نظرت نور حولها بإبتسامة وهي تجد نفسها داخل غرفته توجهت نحو الدولاب لتتفحص ثيابه بهيام ولكن لفت إنتباهها قميص كان مرمي على السرير لتمسكه بيدها وترفعه نحو انفها لتسنشق عطره بهيام شديد...
اخذت تنزع فستانها الأبيض وما إن سقط أسفل قدميها حتى بدأت ترتدي قميص معشوقها لتحتضن نفسها.

وهي تغمض عينيها وكأنها تحتضنه هو ياالله كم هي مجنونة به إلتفتت بسرعة نحو الشرفة ما إن سمعت صوت شئ ثقيل يسقط بالماء، هرولت نحو سور الشرفة بلهفة لتضحك من كل قلبها على ذلك الذي رمى نفسه بثيابه داخل الماء ولكن سرعان ما كتمت ضحكتها و ووضعت يدها على ثغرها ما إن وجدته ينظر إلى الأعلى
عند إياد ما إن سمع صوت ضحكتها الساحر لتزداد نيرانه دون رحمة، رفع سبابته نحوها وقال بحرقة قلب وتهديد.

- أدخلي جوة ونامي وإلا هطلع أطربقها على دماغك
يلاااااا، من ان صرخ بها حتى فرت نور إلى الداخل وأغلقت باب الشرفة الزجاجي بخوف فنظراته كانت جادة جدا و لو قبض عليها سااا ااا...
- يااااالهوي ياسارة يامفترية الراجل هيروح مني، هههههه بس بصراحة يستاهل، تسلم إيدك ياصرصورة
(سيبي صرصورة بحالها اللي فيها مكفيها)
في فيلا الهلالي
دخل بتعب وإرهاق بعد هذا اليوم الكارثي بالأحداث.

وكأنه مظلوم وإنه لم يوسوس بخبث لأيمن لكي يجبر الأخرى بالزواج منه...
كاد أن يصعد على الدرج ليحظى ببعض الراحة ولكن توقف وإلتفت نحو الصالة ما إن سمع صوت حبيبته يأتي من الداخل فذهب نحو مصدر الصوت ليرفع حاجبه بغيظ ما إن وجدها تقبل قطها الآليف الذي أحضره هو لها
- حبيب ماما وقلبها، وحشتني ياتيتو معلش ياقلبي كنت مشغولة عنك النهاردة، أسفة مش هتتكرر تاني.

قالت الأخيرة وهي ترفعه إلى الأعلى بعدما أغرقته بالقبل لتحتضنه مرة أخرى وهي تمرر يدها عليه بحنان
لترفع عينيها نحو زوجها العزيز الذي جلس إلى جانبها على الأريكة وهو يقول بإستهزاء
- اللي جابلك يخليلك
- ميرسيى ياقلبي. قالتها بإمتنان ثم أخذت تعاود اللعب مع قطها الصغير الأبيض ذو العنين الزرقاء بإبتسامة سعيدة ليزيد غيظ يونس منها لدرجة أخذ يعض عضلة خده من الداخل ثم إقترب منها وسحب قطها المدلل.

ووضعه على الأرض وقبل أن تنحني وتحمله مرة أخرى
كان قد سحبها من خصرها ويسحبها إلى صدره وهو يقول بصرامة
- وبعدين بقى هو انا كل ما هرجع من الشغل هشوفك بتلعبي مع الحيوان ده وسيباني
نظرت له ريهام بضيق
- ماتقولش عليه حيوان
يونس بسخرية
- أومال أقوله إيه ماهو حيوان فعلا
رفعت سبابتها بوجهه وهي تقول بجدية
- لو سمحت إسمه تيتو
عض شفته السفلية بقوة وهو يود أن يفتك بها.

- أقوم أخنقه عشان ترتاحي، بقى أنا أرجع مشتاق لحضنك ألاقي سي زفت قاعد فيه وواخد الدلع كله
ريهام بذهول
- إيه ده، هو إنتا بتغير من تيتو
يونس في وضع لايحسد عليه
- تخيلي المرحلة اللي وصلتلها بسببك
ريهام بدلع
- وبسببي ليه إنتا اللي مجنون خلقة مش محتاج لسبب
يونس بإثارة
- بقا كده
- أيوة كده، و أوعى بقا، ما إن قالتها بدلال وهي تدفعه قليلا حتى سحبها نحوه أكثر وهو يقول
- أوعى إيه ده إنتى وحشاني أوي هو أنا موحشتكيش.

أخذت تمرر كفها على وجهه بالكامل وهي مغمضة العنين لتهمس له ب
- لاء
يونس بإنفجار
- لاء إيه، ده انا أكيد وحشك بس إنتى اللي مش واخدة بالك، تعالي معايا وأنا أفكرك
ريهام بتمنع لذيذ
- استنى بس
نظر لها بترقب
- في إيه
رفعت يديها نحوه وهي تقول برقة
- شيلني
ضرب يدها بغيظ وهو يقول: أشيل مين أنا محتاج اللي يشيلني، بصي ياقلبي انا النهاردة إشتغلت شغل مشتغلوش حمار فتعالي معايا وأستري عليا ربنا يسترك.

ضحكت ريهام من كل قلبها على مزاحه هذا ليسحب نفس عميق جدا ثم إنحنى وحملها بين يديه وهو يقول بحرارة: ده إحنا ليلتنا صباحي ان شاء الله
(يخربيت سفالتك اللي مش بتخلص دي وانا اللي قولت راجع مهدود ويمكن يرحم البنت شوية بس إنتا طلعت حيطة مابتتهدش )
أشرقت الشمس تعلن عن بداية يوم جديد بعد ليلة حالكة الظلام مرت على أبطالنا بين السعادة والإنكسار بين الضياع والإحتواء.

فتح عينيه بكسل ليقع بصره على اكثر إنسانة يعشقها بالوجود، إقترب منها ونظر إلى وجهها كيف تغط بنوم عميق وأثار دموعها مازالت تزين وجنتيها، إنحنى وقبل ما بين عينيها وكأنه يحاول أن يعتذر منها عن ما بدر منه
ثم إبتعد عنها بهدوء وذهب نحو الحمام الذي ما إن دخله حتى وقف تحت دش الماء البارد ليسند يديه على الحائط الذي أمامه يتذكر لحظاتهم الدافئة معا يقسم بأنه لم يشعر بالإكتمال طول حياته إلا معها هي...

أغلق صنبور الماء وحاوط وسطه بمنشفة كبيرة وما إن نظر إلى المرآة ليبتسم بإتساع لدرجة أظهرت أسنانه البيضاء رغما عنه ما إن تذكر شراستها معه أخذ يتحسس صدره المعضل بمكان خدوشه العميق أثر اظافرها الحادة
لينتقل بنظره إلى عنقه المجروح بطريقة بشعة ثم إلتفت ينظر الى ظهره عبر المرآة الذي كان عبارة عن خريطة ليقول بعدم تصديق.

- يا بنت اللذينا، دي شلفطتني، ده أنا كنت مع أنثى الأسد ولا إيه، بس الشهادة لله طلعت جامدة جدا، جامدة بطريقة تطير العقل، أووووف دي تهبل
أما في الخارج
فتحت عينيها ما إن سمعت صوت اغلاق باب الحمام لتنهض وتجلس على السرير وهي تحاوط نفسها بغطاء السرير الحرير (ملاية) ذو اللون البنفسجي الغامق.

لتسند رأسها على ركبتيها وهي تشدد من إحتضان نفسها بهدوء شديد لا يصدر منها سوى شهقات خافتة تحاول أن تكتمها على قدر المستطاع...
لم تشعر متى خرج ومتى إرتدى بنطاله المنزلي
لم تفق من دوامتها إلا على إحتضانه لها
عند هذه النقطة استيقظت بالفعل لتدفعه عنها بكره شديد وهي تقول
- ماتلمسنيش
تنهد أيمن وهو يقول بمسايرة: حاضر، بس عارفة انا عملت كده ليه، لإنك عمرك ماكنتي هتتقبلي جوازنا غير كده
سارة بصدمة.

- وكده هتقبل جوازي منك، بالإغتصاب!
أيمن بذهول مصطنع: إغتصاب إيه! ده إحنا لو عملنا مقارنة بينك وبيني هبقى أنا الضحية هو إنتى مش شايفة عاملة فيا إيه وإنتى ماعندكيش خدش صغير حتى، وسيبتك تعملي فيا اللي إنتي عايزاه
سارة بتهكم
- لا كتر خيرك
أيمن بصوت هادئ يحاول أن يكسب عطفها له: سارة، أنا، بحبك وبمو...
قاطعته بنفس الهدوء وهي تقول.

- الحب عمره ماكان كده، إنتا محبتنيش اللي بيحب مابيأذيش يا أيمن، وحضرتك أتفننت بأذيتي
مسك يدها وهو يقول
- والله حبيتك
سحبت يدها منه بسىرعة قبل ان يقبلها وهي تقول بضيق: متحلفش كدب
- واللي خلقك ليا مابكدبش قالها وهو ينظر إلى عينيها يبحث عن رضاها عنه ولو لثانية واحدة
لتبادله بنظرات معاتبة موجوعة لتنزل دمعه هاربة منها
تطالب بالتحرر من سجن مقلتيها لتتبعها أخرى وأخرى.

ليقترب منها وهو يسند جبهته على خاصتها وبيده يحاول ان يمسح دموعها التي أغرقت وجهها الجميل
ليجدها تقول بوجع
- ياخسارة حبي ليك، بس الحق عليا أنا، أنا اللي غلطانه ياريتني أقدر ارجع اللي فات وقتها عمري ما كنت هكرر غلطتي دي وأتعرف عليك، أو حتى لما استغنيت عني.

كان لازم وقتها اخد درس و مرجعش ليك تاني، تصور بعد كل اللي شفته معاك مقدرش أعاتب أو ألوم غير نفسي لأني أنا السبب في كل اللي حصل أنا اللي قدمت نفسي ليك عشان تدبحني بإيدك
أيمن بتوضيح
- لا أنا مدبحتكيش أنا حبيتك، بس بطريقتي اللي معرفش غيرها، حبيتك بوجعي وحزني اللي شفته من غيرك، عشان كده حاولت أبعد عنك في الأول عشان أحميكي مني، ولما شفتك رجعتيلي من تاني وإحساسي إتمكن مني قلت مستحيل إني أحب.

مستحيل المسخ اللي جوايا يبقى عنده قلب ويعرف إيه هو الحب، قولت إن ده مجرد إعجاب ورغبة وهتروح لحالها وعشان أثبت إني مابحبكيش قربت من غيرك
جزت على أسنانها من هذه الذكرى وهي تقول
- وأثبت فعلا إنك مابتحبنيش وإنها فعلا زي ماقلت رغبة مش أكتر
إبتسم بألم وقال.

- فعلا أثبت، بس أثبت العكس، وهو إني بحبك أكتر من ما كنت أتخيل، حبيتك لدرجة كنت بحس بطيفك طول اليوم معايا حتى فالحلم كنت بشوفك لدرجة بقيتي بالنسبة ليا إدمان...
حاولت أشيلك من عقلي قبل قلبي بس في الآخر حبيتك غصب عني، حبك غزاني وإحتلني وكل مرة كنت بحاول أبعد كنت بقع فحبك مرة تانية ده أنا ماحبتش حد قد ماحبيتك إنتى
أغمضت عينها بتعب ثم قالت بصوت هادئ يخفي ورائه بركان يغلي من جرح غائر.

- أرجوك ماتتكلمش عن حاجة إنتا متعرفهاش
إنت عمرك مافهمت ولا هتعرف معنى العشق...
إنتا، إنتا كابوس، كابوسي أنا، إنتا مابتعرفش عملت فيا إيه، الحب اللي حلمت بيه معاك إتحول لحبل خشن ملفوف على رقبتي بيخنق فيا ع البطيئ، قالت الأخيرة وهي تضع يدها التي ترتجف على عنقها
بضعف ثم تحول هذا الضعف إلى قوة ما إن حاول أن يحتضنها
دفعته عنها بحقد ونهضت عن الفراش وهي تقول بغل ممزوج بقهر.

- بس خلاص، صح في يوم غلطت وتصرفت بغباء لما جت لحد عندك وخليتك تحس بحبي ليك، بس ماكنتش أعرف إنك انك ماعندكش الجرأة عشان تحبني...
جيت ليك وأنا كلي لهفة وكنت بتمنى إنك تحس بيا نص اللي كنت بحسه بيك، كنت براقب عنيك بقول يمكن أقرى كلمة بحبك فيهم قبل ماتنطقها كنت مهووسة فيك و كان جزاتي منك ده، قالتها وهي تؤشر على نفسها ثم سحبت نفس عميق ومسحت دموعها بعنف وهي تقول بحقد.

إنت واحد جبان خاين ممكن تنطبق عليك كل الصفات إلاااا صفة المحب لاعمرها كانت لايقة عليك ولا هتليق عليك في يوم
تعرف أنا رغم كل اللي عرفته عنك وعن ماضيك مكرهتكش حتى لما عرفت بخيانتك زعلت منك آه بس مكرهتكش أبدا، بس بعد عملتك دي وحقارتك معايا مش هنساها وهحطها دايما قدام عنيا عشان كل لما أشوفك قدامي أفتكرها عشان أكرهك بزيادة...
أيمن وهو يحاول أن يبرر فعلته.

- انا عملت كل ده عشان انا عارفك أكتر من نفسك، عمرك ماكنتي هتتقبلي جوازنا إلا لو بقا فعلي، وأنا مستحيل أقبل إنك تبعدي عني من تاني حتى لو هتكرهيني
سارة بحزن ممزوج بغضب
- وأهو كرهتك، خدت جسمي وخسرت قلبي، مبروك عليك، ودلوقتي هدخل أخد شاور ولما أخرج عايزة ألاقي هدومي كلها هنا
قدامك نص ساعة إزاي هتعملها معرفش ده اللي عندي، مش كنت عايزني أتقبل جوازي منك إشرب بقا...

إلتفتت متوجهة إلى الحمام ولكن قبل ان تدخل قالت بجدية وهي تعطيه ظهرها: أنا هطلق منك غصب عنك زي ماتجوزتني غصب عني بس مش دلوقتي، ماهو مش أنا اللي اتطلق بعد يوم واحد من جوازى، يعني وجودي هنا عشاني مش عشانك
تنفس بضيق وهو ينظر إلى طيفها الذي إختفى خلف ذلك الباب اللعين الذي حرمه من رؤيتها. اخذ يسحب شعره إلى الخلف وهو عاجز تماما عن التفكير، يريد أن يكسب ودها مرة أخرى ولكن كيف.

كان ينام على كرسي السباحة امام البسين بنفس ثياب ليلة أمس حتى لم ينزعها عنه بعدما رمى نفسه بالماء حتى جفت عليه
أخذ يحرك وجهه بإنزعاج ما أن شعر بأنامل شقية تداعب ذقنه فتح عينه قليلا ليغلقها بسرعة من أشعة الشمس ولكن عاد لفتحها مرة أخرى ما ان جلست أمامه لتحجب الضوء عنه
نظر لها بنعاس فهو لم ينام حتى اول الصباح، قطب جبينه وهو ينظر حوله يحاول أن يستوعب ماحدث ليعاود النظر لها مجددا ما إن إعتدل بجلسته.

نور برقة
- صباح الخير
إبتسم على رقتها ونعومتها يالله كم هي جميلة كاد أن يرد عليها بحب ولكن سرعان ما صرخ بها وهو يراها ترتدي قميصه
- صباح الزفت على دماغك إيه اللي إنتى مهبباه ده
نهض بإنفعال لتنظر له برهبة من إنفجاره هذا كادت أن تسأله ولكنه لم يعطي لها فرصة فهو قبض على عضدها وسحبها خلفه نحو الداخل وما إن دخل بالفعل حتى قال وهو ينظر إلى ساقيها العاريتين تماما
- إنتى إزاي تخرجي كده
نور بتلعثم.

- ماااا اااء ماهو محدش هنا غيرك
إياد بغيرة
- والحرس وأيمن، إيه دول مش محسوبين
نظرت له بخجل فهو محق ماذا لو رأها احد الحرس بهذا الشكل
- انا أسفة، مافكرتش بده
إياد بإنفعال وغيرة شديدة وهو يتخيل بأن يراها غيره بهذا الشكل
- لا فكري عشان لو الزفت ده اتلبس تاني موتك هيكون على إيدي
إختنقت نور من طريقة صراخه عليها لتقول
- ماشي مش هكررها، عن إذنك...
- رايحه فين، قالها بلهفة حاول أن يداريها لتنظر له بزعل.

- رايحة على فوق لغاية ماتجيب هدومي عشان أغير
إياد وهو يتفحصها بإعجاب وهو يقول
- وتغيري ليه، حلو كده
فتحت عينها من ما سمعت لتقول بغيظ
- إنتا عايز تجنني ولا إيه، مش قولت مايتلبسش تاني
إياد وهو يحاول ان يبرر موقفه
- احممممم، لا خلاص ما احنا بقا لوحدنا وجوا ومحدش هيشوفك غيري
خفق قلبها من نظراته لها لتقول بنعومة
- طيب ماشي إطلع خد شاور وغير هدومك دي وتعالى نفطر سوا.

- ماشي بس الاول هاتي ده. قالها بسفالة جديدة عليه وهو يسحبها من مقدمة القميص لتشهق بفزع وهي تتمسك بالقميص وتقول بإندفاع
- ياخبر هو مفعول الحباية لسه شغال
تركها بصدمة وهو يقول بإستفهام
- حباية إيه!
نور بخوف وهي تلعن غبائها: حباية! حباية إيه! هو انا قولت حباية
- نوررررررر، قالها بصرامة مما جعلها تتلعثم وهي تجيب
- ننن اااء نعم.

اخذ ينظر إلى توترها بغيظ بعدما أوقن بأن الذي حصل له ليلة أمس من عذاب كان بفعل فاعل ولكن مستحيل أن تكون نور الفاعلة بل تلك المشاغبة حبيبة صاحبه المتمردة، لينطق بشك بعدما سحبها من طرف القميص: سارة هي اللي عملت كدة
شهقت نور بفزع وهي تقول ببلاهة
- عرفت إزاي
صعق من ردها هل شكه كان بمحله لتستغل نور حالته هذه وفرت إلى الأعلى ليصرخ خلفها بتوعد.

- ااااهربي يانور اهربي ان ماطلعته كله على جتتك مابقاش أنا إبن الهواري. ماهو صحبتك اللي بتعمل بس حضرتك اللي هتدفعي المشاريب من حباب عنيكي
استني عليا بس
(ههههههههه هو إنتا لسه شفت حاجة من ولاد المجانين دول )
في المستشفى بالتحديد بمكتب دكتور يونس الهلالي
- أهلا وسهلا، نادية هانم بنفسها منورانا النهاردة
قالها يونس بترحاب محب وهو ينهض ويصافحها بحرارة
وما إن جلست حتى سألها: تشربي إيه؟
نادية بتنهيدة.

- انا مش جاية أشرب، أنا جيت هنا عشان أعرف أتكلم معاك على راحتي من غير ما ريهام تسمعنا
يونس بإهتمام
- إتفضلي انا سامعك
- إبني، نطقتها نادية بشوق كبير
ليزداد تركيز يونس لها وهو يقول
- ماله!
نادية بحنين
- هشوفه إمتى، هيعرف اني أنا أمه امتى، بقالي سنين وأنا ببص عليه من بعيد بس خلاص أنا مش هستحمل اكتر من كده
أرجع يونس جسده يسنده على ظهر مقعده وهو يقول
- إبن حضرتك فرحه كان أمبارح
نادية بذهول.

- إيه،! إياد اتجوز، طب مبلغتنيش ليه؟
مط يونس شفتيه وهو يقول: أنا نفسي ماكنتش أعرف، عرفت بالصدفة
نادية بتساؤل
- أتجوز مين، إوعى تقولي البنت الممرضة المنكوشة دي
- إسمها نور، وأيوة هي العروسة
صرخت نادية بضيق ما إن سمعت اسمها
- أنا كنت عارفة إنها بتخطط لحاجة
نظر لها بعتاب وقال
- على فكرة نور دي هي السبب الرئيسي بعد ربنا ان إبنك يرجع طبيعي مع إني أشك بطبيعي دي، إياد متعلق بيها أوي.

نادية بإنفعال- طبعا ماهي عرفت تلف و تدور عليه عشان تخليه متعلق فيها بالشكل ده
يونس بتساؤل
- إنتى بتكريها كده ليه ده بدل ماتحبيها
نادية بغيرة أم
- أحبها على إيه دي خدت ابني مني
. الحب ده كان لازم يبقى ليه أنا أمه
يونس بضيق
- وكنتي فين يا أمه لما كان محتاجك ووحيد
نادية بغصة
- غصب عني. ما إنتا عارف وفاهم كل الحكاية
يونس بتوضيح.

- مش مهم يانادية إني أفهم المهم إن هو اللي يفهم ومأظنش إنه هيتقبل ده وخصوصا لما شافك في فرحي كان رد فعله إنه رفض يصدق وإنه إعتبر اللي شافه مجرد شبه أو إنه تخيل ده مش أكتر
نادية بإستفسار
- طب والحل؟
يونس بعدم معرفة
- معرفش بس اللي أعرفه حاولي تكسبي نور بصفك عشان هي مدخلك الوحيد ل إياد غير كده هتلاقي كل بيبانه مقفلة قدامك
نادية بعدم رضا
- بقى حياتي مع إبني متوقفة على دي
ليقول يونس وهو في قمة إستغرابه منها.

- ندوش مالك في إيه، أنا أول مرة اشوفك بتتكلمي على حد بالشكل ده، نور بنت كويسة ولما هتقعدي معاها هتشوفي ده بنفسك، مشكلتك انك واخدة نور عدوة ليكي وكأنها هي اللي سرقت إبنك
- ماهي سرقته فعلا، وبعدين أنا لا هكلمها ولا تكلمني
وهعرف آخد ابني منها إزاي، قالتها بمنتهى الغيرة ثم خرجت ليضرب يونس يديه ببعض وهو يقول بضحك.

- مسكينه يانور هتلاقيها من إياد ولا أمه، أنا مش عارف إنتى إيه اللي وقعك مع عيلة المجانين دي بس
قطع سيل سخريته هذا دخول يوسف دون إستئذان ثم تقدم وجلس على الكرسي المقابل له وهو يقول
- صباح الخير يا إبن عمي
يونس بإستهزاء
- خير إيه اللي هيجي بعد ماشفتك
يوسف باستفزاز
- تؤ تؤ تؤ أزعل منك
يونس بغضب
- ماتتفلق
يوسف بحرق أعصاب
- اممممم بقا كده وأنا اللي جاي أنبهك بأن الخطر بقا يحوم حولين مراتك.

نهض من مقعده بلهفة وهو يقول بخوف
- ريهام مالها وخطر إيه، ما تتكلم، إاانطق
يوسف ببراءة مصطنعة
- عرفت ان في ورق مهمة جدا لمنظمة بتشتغل منافسة لمنظمتنا هيقع تحت إيديها وهي هتعلن عن الورق ده بحلقة ع الهوا، تخيل بقا مصيرها هيكون إيه بعد الحلقة دي
يونس بشبه جنون
- إنتا، ااء إنتا بتهرج صح، وبعدين إنتا عرفت منين
يوسف وهو يعدل ياقته وهو يقول بنذالة.

- إيه اللي عرفت منين ما انا اللي روحت وكلمتها وقولتلها ع الورق ده ويومين بالكتير والورق هيكون فإيدها
- ده أنا اللي هطلع روحك بإيدي قبل ماتعملها، قالها وهو ينقض عليه ويلكمه على فكه ثم سحبه من تلابيبه بعنف وهو يكمل كلامه بتهديد صريح
- إبعد عن مراتي أحسلك وإلا هتشوف يونس بتاع زمان.

اللي لا أنا ولا إنتا حابين إنه يرجع ده أنا مصدقت ان ربنا يتوب عليا، بلاش تدوس أوي عشان رد فعلي مش هيعجبك. وحياتك قصاد شعره منها. مع إنك متسواش الشعرة دي حتى.
قال الأخيرة وهو ينفضه من بين يديه وينطلق نحو الخارج متوجها نحو تلك التي سيجن يوما ما بسببها
ليمسح يوسف طرف فمه وهو يتأوه ثم قال بحقارة
- هنشوف يا إبن عمي، هنشوف.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة