قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والثلاثون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والثلاثون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الحادي والثلاثون

في صباح اليوم التالي كانت الأجواء غائمة وباردة
فنحن الآن نتهيئ لإستقبال الشتاء...
داخل السفارة المصرية
- يا جماعة إن أبغض الحلال عند الله الطلاق...
نطق المأذون بجملته الشهيرة كمحاولة أخيرة للصلح بينهم، لينظر أيمن لتلك القاتلة كيف تجلس أمامه وهي ترفض حتى أن تنظر له.

كانت تعتصر كفيها وتلعب بأصابعها بتوتر وتجز على أسنانها بين الحين والأخرى تحاول أن ترسم الجمود وأن تسيطر على دموعها التي تقسم ما أن ترمش فقط ستتساقط كالأمطار
- سارة سامحيني، قالها بترجي وهو يمسك يدها لتسحبها منه على الفور وهي تقول بضيق
- لو سمحت مالوش لازمة الكلام ده، إحنا جينا هنا عشان ننهي كل شئ بهدوء
نظر لها أيمن بوجع وقال
- أيوة بس أنا بحبك وعايزك
بادلته النظر برفض وهي تقول
- وأنا مش عايزاك، طلقني.

المأذون بتدخل
- يابنتي ليه كده ده شاريكي. فكري كويس ده طلاق مش لعبة، إدي لنفسكم فرصة تانية...
سارة برفض قاطع لهذه الفكرة
- أنا أديت كل اللي عندي مافضلش حاجة أديها تاني
نظر أيمن للمأذون وكأنه يترجاه بأن يحاول مرة أخرى معها. ليتنهد الآخر بحزن على حالهم ثم قال
- يعني يابنتي مافيش أمل إنك تتراجعى عن قرارك وتديله فرصة تانية.

- لاء، قالتها بصوت جاد غير قابل للنقاش ثم إلتفتت بنظرها نحو أيمن وأكملت، و ياريت تطلقني منه وتمشي الإجراءات بسرعة
أومأ لها المأذون برأسه بقلة حيلة...
ثواني مرت عليهم كالجحيم من أصعب اللحظات التي يمكن أن يمر بها الإنسان بمسيرة حياته...
كان ينظر لها بتوسل صريح وإستعطاف لعلها تعفو عنه لتقابله هي برفض قاتل...
خرج من تواصله البصري معها على نصل حاد يطعن قلبه ويسمم روحه ما إن سمع المأذون يقول.

- أرمي عليها اليمين
أخذ أيمن ينظر نحو المتكلم تارة ونحوها تارة أخرى وكأنه يتوسل لهم بأن لا يفعلوا هذا به فهي النفس الذي يعيش عليه ولكن لم يرى بمقلتيها سوى الكره والإصرار على الإنفصال منه، لما كل هذا الإصرار ألم يهزها هذا الموقف كما إنهز هو، ألم تتألم من هذه الفكرة
أما سارة لم تكن بحالة أفضل منه، و ما إن تأخر بنطقها حتى نهضت بإنفعال من حرب الأعصاب هذه وهي تقول بضيق ولهاث.

- طلقني بقا، مش عايزة أعيش معاك يا أخي إاايه هتجبرني على دي كمان...
نهض وإقترب منها بلهفة ومسكها من عضديها خوفا بأن تنتكس حالتها
- اشششش أهدي، أنا مش هجبرك، حاضر هعملك اللي إنتي عايزاه بس إعرفي إن عمري لا حبيت ولا بحب ولا هحب حد قدك بس لو تديني اااا...
قاطعته وهي تمسك ثيابه وتقول بضعف شديد
- أرجوك إعتقني من نارك،.

تمزق قلبه وتقطع إلى أشلاء من كلامها هذا ليبلع لعابه بقهر رجل، وما أدراك ماقهر الرجال، إقترب من جبهتها ليقبل ما بين عينيها بعمق وهو يسحب أنفاس عميقة من عطر بشرتها الأخاذ وما إن إبتعد عنها ونظر إلى أبعد نقطة في بؤبؤ عينيها حتى نطق بإختناق وهو يعقد جبينه بوجع
- إنتى طالق!

دمعة لاااا لم تكن دمعة بل دموع تحررت من مقلتيها لتتسابق فيما بينهم أيهما تنزل أسرع على وجنتيها وتشق طريقها نحو فكها الذي أخذ يرتعش رغما عنها...
نعم أرادت الطلاق وبشدة ولكن واقع هذه الكلمة كان قاسي كحد السيف وملهب كألسنة النيران عليها
- أنا مستاهلش كل ده، دموعك دي أغلى مني، قالها بغصة وهو يمسح دموعها بظهر أنامله.

إبتعدت خطوة عن مرمى يده لتلتفت نحو المأذون وتذهب نحوه وتمسك القلم بيد باردة كالثلج وهي تقول بصوت حاولت أن يخرج ثابت ولكنه خرج مهزوز
- أمضي فين،!
أخذت تخط إسمها لتنزل دمعة من بين أهدابها على العقد لترفع رأسها وتمسح دموعها وهي تحاول أن تتجاهل أيمن الذي أخذ يمضي هو الآخر
وما إن إنتهت الإجراءات حتى إستأذنت وخرجت بسرعة.

و أخذت تضغط على زر المصعد، ولكن ما إن كررت الفعلة ولم يصل حتى تركته وذهبت نحو الدرج الذي كان منعزل نوعا ما...
أخذت تنزل الدرج ولكن لم تعد تحتمل أكثر لتجلس على الدرج وتضع كفيها على وجهها وتنفجر بالبكاء...
كان صوت بكائها يحرق القلوب، ما بالك بالذي ينظر لها من جانب الحائط.

ليرجع بظهره ويسنده على الحائط وهو يغمض عينيه بوجع لا يقل عن وجعها ولكن ما إن أخذت شهقاتها تزداد حتى فتح عينيه و أخرج هاتفه من جيب البنطال وإتصل ب إياد الذي ما إن رن هاتفه حتى أجابه بضيق
- إنتا فين يا أيمن وسارة كمان فين نور قلبت عليها المستشفى لما صحيت وعرفت انها مشيت
- إديني نور، ما إن قالها حتى رفع إياد حاجبه وهو يقول بإستغراب من طلبه هذا
- نعم
أيمن بتكرار جاد
- عايز أكلم نور.

- ماشي، قالها وهو يعطي الهاتف لنوره وهو يقول ايمن عايز يكلمك، ما إن نطق بهذه الجملة حتى أخذته منه وقالت بشراسة
- سارة فين، عملت فيها إيه عشان تخليها تخرج معاك بعد ما كانت مش راضية تكلمك حتى...
هددتها بإيه المرادي!
أيمن وهو ينظر لمعشوقته بألم ويقول
- سارة محتجاكى جنبها
نور بخوف
- هي فين؟

- هبعتلك اللوكيشن، قالها ثم أغلق الهاتف وأرسل الموقع برسالة نصية، وما إن إنتهى حتى وجد سارة تنهض بعدما أفرغت مابجعبتها نوعا ما وأخذت تستأنف طريقها نحو الخارج ليتبعها من بعيد.

أما سارة، كانت تائهة تمشي في الطرقات دون هدف. كالطفلة التي أضاعت عنوانها، دمعت عينيها وشعرها أخذ يتطاير حولها فأجواء الخريف باردة تأتي دون سابق إنذار، عقدت ساعديها أمام صدرها وأخذت تشدد من إحتضان نفسها وهي تنظر لوجوه الناس وكأنها تبحث عن من يخفف عنها ويواسيها.
لمن تبكي ولمن تشكي لا يوجد لديها أحد ترتمى بأحضانه.
لا يوجد أم ولا أب يسأل عنها ولا حتى حبيب يهون عليها...

ااااااااخ أي حبيب ألم تكن الضربة القاضية منه هو، ألم يكن إنكسارها وجروحها منه هو...
لهذه الدرجة كان إختيارها خاطئ لتكون نهايتها مأساوية بهذا الشكل وها هي الان وحيدة تماما ومجردة من الهوية فهي لا تملك حتى وطن، لم ترث من أبيها سوى الإسم ومن والدتها سوى الجمال...
وقفت على جسر كبير لتسند كفيها على السور تنظر إلى الماء بشرود فهي بهذا اليوم بالتحديد عرفت ما معنى بأن تكون يتيمة مع وقف التنفيذ.

رنين الهاتف جعل أيمن يخرج من تأمله لها من بعيد، ليضغط على زر الإجابة ويضعه على أذنه دون أن ينطق بحرف ليجد صاحبه يقول بتساؤل
- إنتو فين، إحنا جينا ع العنوان مالقيناش حد
- إحنا ع الكوبري اللي جنب السفارة من الناحية التانية.
قالها وأغلق الخط دون أن يستمع لرد. وبالفعل ماهي سوى دقائق قليلة ووجد سيارة إياد تقف أمام سيارته
لتنزل منها نور وهي تقول بلهفة وخوف
- سارة فين؟

نظر لها ثم أشار بنظره نحوها لتلتفت نحو ما أشار لها لتراها تقف بعيدا وحيدة عند السور من الجهة الأخرى لهم لتستغرب من وضعها هذا لتتحرك قدميها نحوها تلقائيا لترى مابها...
أما إياد وما إن ذهبت نور حتى أخذ ينظر إلى أيمن الذي بالكاد يقف على قدميه فهو منذ يومين لم يذق طعم النوم إقترب منه ليربت على كتفه ويقول بضيق على حالته هذه
- بردو عملت اللي في دماغك وطلقتها مش كده.

- غصب عني ياصاحبي، ماقدرتش أأذيها أكتر من كده، كفاية أوي اللي وصلت ليه بسببي، قالها بلوعة وهو مازال ينظر لها
أما عند نور ما إن وقفت إلى جانبها حتى همست بإسمها
لتلتفت سارة نحوها بسرعة وما هي سوى جزء من الثانية حتى رمت نفسها داخل أحضانها وتنفجر بالبكاء مرة أخرى وهي تقول من بين بكائها كل ما حدث معها ولكن بكلمات متقطعة، غير مفهومة، ولكن مافهمته بأنها إنفصلت عنه.

عند هذه النقطة أخذت نور على جرح صديقة عمرها شقيقتها الروحية ولكن سرعان ما أخذت تهدئها لكي لا تزداد حالتها سوء أكثر فهي بدأت بالسعال...
- إهدي، ياقلبي، إهدي ياصرصورة، والله مايستاهل
تعملي في نفسك كده علشانه
لتقول سارة ببكاء وهي تحاول أن تصف ماتشعر به
- أنا هموت يا نور، والله هموت، الوجع ده مش متحملاه
أبعدتها نور عنها وقالت بصرامة نوعا ما.

- ماتقوليش كده، بعد الشر عنك ياقلبي، تعالي نروح ع شقتك عشان ترتاحي وبعدين نتكلم...
أومأت لها سارة بموافقة فهي حقا تعبت ولكن ما إن إستدارت ورأت أيمن وإياد ينظرون لهم في الجهة المقابلة حتى توقفت لتقول برفض
- انا مش عايز أروح معاهم...
- والله معاكي حقك، أنا زيك مش طايقة أبص في وشهم
تعالي معايا، قالتها نور وهي ترى سيارة أجرة قادمة بإتجاههم لترفع يدها لكي تتوقف.

لتسحب سارة معها وتصعد بالتاكسي وما إن قالت له العنوان حتى إنطلق بهم بعيدا
رفع أيمن حاجبيه بذهول من ما رأى وقال بتساؤل
- شفت اللي شفته
إياد بذهول لا يقل عنه
- دول سابونا ومشيو...
أيمن بغيظ
- شفت جبروت مراتك
إياد بسخرية
- ماهي أكيد إتعلمت من صاحبتها يعني هي مش هتجيبه من برة
أيمن بإنفعال مضحك
- الإتنين دول بياخذو طاقتهم من بعض كل ما يجتمعوا وبيدونا على قفانا وبيسبونا ويجروا ويخلونا نجري وراهم
إياد بتساؤل.

- طب ايه؟
- نروح وراهم طبعا، قالها أيمن بلهفة وهو يصعد بسيارته وينطلق بها ليلحق به إياد على الفور متوجهين نحو هدفهم
فتحت باب شقتها ودخلت بإرهاق وتعب فهي ما زالت تتعب من أدنى مجهود تقوم به جسمانيا، رمت هاتفها والمفاتيح على الطاولة وتوجهت نحو غرفتها و هي تقول بصوت هادئ على عكس ماكانت عليه منذ قليل
- أنا هدخل أنام وإنتى روحي على بيتك أكيد إياد هيتجنن عليكي دلوقتي. و ماتخافيش عليا أنا كويسة
- بيتك؟

انا معنديش بيت ياصرصورة معنديش، همست بها بخفوت وهي تجلس على الأريكة بعدما دخلت الأخرى غرفتها لتكمل مع نفسها بتفكير هتعملي إيه يانور، هتعملي ااايه
شردت بخيالها بعيدا ما إن تذكرت كلام عزالدين لها في المستشفى
#flash back;
قبل شهر من الآن، بعد أن أفاقت نور وتحسنت حالتها الصحية والنفسية قليلا...
أخذت تتأفأف بضيق وهي تقول بإنزعاج ما إن سمعت طرق الباب مرة أخرى
- إياد كفاية بقى...

- بس أنا مش إياد، قالها بإبتسامة وهو يفتح الباب لتعتدل بجلستها بصعوبة فجرحها مازال حديثا وهي تقول بإستغراب من وجوده هنا
- عز باشا...
أومأ لها بنعم ثم قال
- حمدلله على سلامتك
- الله يسلمك، ما إن قالتها حتى سألها بمرح بسيط
- هاا مش هتسمحيلي أدخل بقا ولا هتفضلي تبصيلي كده وأنا واقف
نور بترحاب بسيط
- لاء طبعا إتفضل يا باشا، أنا بس إستغربت من وجودك هنا...

لاحظ طريقتها الرسمية معه وكأنها تلومه على ما حدث معها، ليدخل وهو يقول
- أنا هنا علشانك
نظرت له بإستغراب أكبر من ما كانت عليه
- علشاني!
عز بتأكيد على كلامه
- أيوه علشانك، كان عندي شغل هنا وكان ممكن أبعت مراد لوحده بس حصل حاجة تخصك خلتني آجي هنا بنفسي عشان أكلمك فيها
نور بترقب
- خير
- لا خير إن شاء الله، قالها وهو يسحب أحد الكراسي ويضعه على مسافة مناسبة منها ليجلس عليه أمامها وهو يكمل، إبن عمك.

- ماله. قالتها بخوف حاولت أن تداريه ولكن ظهر الخوف جليا على ملامحها ما إن قال بجدية
- عايزك ترجعي مصر، وشكله كده متخانق مع أمه لإنه عرف إنها طردتك. صمت قليلا ما إن رأى منها الصمت وعدم الرد ليقول بعدما مال بجذعه الأمامي ليسند ساعديه على ركبتيه...

شوفي يانور اللي فهمته إنهم كانوا مش عارفين إنك إتجوزتي إياد ولما عرفوا قلبوا الدنيا عندي في الشركة ولما قابلتهم قالولى خليها ترجع مع جوزها عشان نشوف هو مين وإبن مين، شكلها مرات عمك بتحبك أوي عشان كده متكلمة عنك بكل خير قدام أهل حتتك...
أكيد فهماني طبعا
عشا كده قولت لازم آجي بنفسي وأكلمك وأشوف هتعملي إيه بس اللي عرفته بعد ماجيت هنا واللي شفته إنك عايزة تسيبي جوزك...
لتنطق نور بتوهان.

- أنا مش عارفة عايزة إيه أصلا.
- بصي، في إختيارين قدامك يا إما تسامحي إياد وتنزلي مصر وتدخلي منطقتك براس مرفوعة و كمان عشان يقابل عيلتك يا إما لو أصريتي على الإنفصال مش هينفع ترجعي مصر لإنهم مش هيتقبلوكي لوحدك وهيصدقوا كل حرف سمعوه عنك
نور بقهرة مظلوم
- حسبي الله ونعم الوكيل
- إمسكي، قالها وهو يضع مفتاح إلى جانبها لتمسكه وتنظر لها بتمعن ثم رفعت نظرها له وهي تقول
- إيه ده!
عز بعملية.

- ده مفتاح شقتك اللي كنتي قاعدة فيها أنا مضيت مع صاحبها عقد جديد بس المرادي بإسمك وإعتبري إيجارها واصل...
نور برفض
- لا طبعا، أنا مش هقبل بكده
عز ببرود
- سواء قبلتي أو لاء أنا دفعت إيجارها خلاص لمدة 3 شهور، و خلال المدة دي تقدري تفكري فيهم على راحتك وتقرري اللي إنتي عايزاه. بس لازم تتحملي نتيجة قراراتك اللي هتاخذيها وخصوصا لو فكرتي تنزلي مصر لوحدك.

- حاضر هفكر كويس، قالتها بخضوع لينظر لها بذهول وهو يقول بذهول
- إيه الهدوء ده، فين نور الرغاية اللي أول ماشفتها رغيها دوشني
إبتسمت بإنكسار ثم قالت: مافيش حاجة بتفضل على حالها. كل شي بيتغير لما ينكسر وأنا إبن الهواري إتفنن بكسري
- سامحيني، قالها بضيق من نفسه لأنه السبب فيماهي عليه الأن
نور بعدم فهم
- أسامحك!
عز بنفس الضيق.

- أيوة سامحيني أنا اللي رميتك فالنار دي. وما فكرتش بعواقبها عليكي، أو يمكن كنت أناني وتجاهلت العواقب دي...
نور بجدية بحتة
- في مثل بيقول اللي مكتوب على الجبين لازم تشوفه العين، يعني النار دي كانت هتطولني
بيك أو من غيرك، يمكن إنتا كنت سبب مش أكتر
ليقول عز بتعاطف معها
- إنتى بالنسبالي زي ليلة بالضبط
نور بحدة طفيفة.

- لا، مش زيها بلاش نضحك على بعض أكتر من كده، حضرتك بعتنى هنا عشان تحمي أختك منه وتخليه يبعد عنها مش كده
عز بصدق
- أنا بعتك هنا عشان شفت إن إنتى الوحيدة اللي ممكن تخرجي إياد من اللي هو فيه. إياد كان محتاج طاقة نور عشان يعيش بجد وأنا حبيت إني أساعده ياخد فرصة تانية...

وعلى فكرة أنا عمري ماكرهته بالعكس أنا أكتر واحد قدر اللي هو كان فيه ويمكن أنا لو كنت إنحرمت من ملك كان ممكن أبقى أسوء منه بمراحل، وصدقيني لو ليله كانت بتحب إياد ماكنتش هقف قدامهم. أبدا
صمت لثواني ثم أكمل. نصيحة مني إرجعي لإياد لأنه بجد حبك، فاكرة لما كنت فالمستشفى وقولتيلى يابخت ملك بحبك ليها انا والممرضين عمالين بنحسدها على جنونك بيها...
أهو الكلام ده بقا يتقال عنك إنتى، وبقوا يحسدوكي.

اإطلعي برة الأوضة دي وشوفي جنون إياد بيكي ولهفته عليكي...
ده لو كان بيحب ليله بجنون بقى بيحبك بهوس وفي فرق بين الحب من طرف واحد والحب المتبادل
هو عاش معاكي وعلى إيدك عاش حاجات هو عمره ماعاشها فعشان كده أنا ممكن أبصملك بالعشرة انه حتى لو سيبتيه هو هيفضل وراكي ومش هيسيبك لآخر نفس فيه...

بلاش تضيعي من عمرك سنين بالخصام. سامحي وإنسي عشان إنتو الاتنين تستاهلوا إنكم تعيشوا صح وتعوضوا اللي فاتكم، لو حابة إتخانقي معاه وأدبيه على زعلك ده بس إوعي تسيبيه بشكل نهائي عشان، لو إياد محتاجلك قيراط ف إنتى بقى محتاجاله 24 قيراط
نهض عن الكرسي وأخذ يغلق أزرار حلته ويقول بجدية
- أنا هسافر الليلة وإنتى فكري كويس عشان في المستقبل ماتندميش وأي قرار تاخديه أنا معاكي و هقف جنبك.

كأخ، أرقامي عندك أي حاجة تحتاجيها كلميني...
إتفقنا
أومأت له وهي تقول: إتفقنا...
#back:
وضعت يدها على وجهها بتعب ولكن سرعان ما نهضت ما إن إرتفع صوت جرس الباب لتنهض بكسل وتفتحه لتحتد نظراتها ما إن وجدت أمامها إياد و أيمن الذي ما إن كاد أن يدخل حتى منعته وخرجت هي لهم وأغلقت باب الشقة على سارة النائمة لكي لا تستيقظ من أصواتهم لتقول لهم من بين أسنانها
- نعمم، عايزين إيه
أيمن بقلق على معشوقته.

- إنتى قفلتي الباب ليه أنا بس عايز أتطمن على سارة
عقدت ساعديها أمام صدرها وهي تقول بسخرية
- لاااء إتطمن طول ما إنتا بعيد عنها هي كويسة. قال يطمن قال. صحيح يقتل القتيل ويمشي بجنازته
- نور، قالها إياد بعتاب لكي تنتبه لكلامها لتقول بإنفجار
- في ااايه، طبعا الأستاذ مفكر أن سارة ممكن بعد دموعها دي تحن وترجعله.

بس أنا أحب أقولك وأحطم أمالك بأن دموعها دي مش ضعف لا بالعكس دي هتديها طاقة تكمل من بعدك، الدموع دي ماكنتش غير علامة على إنك مت في قلبها خلاص، ولكل ميت جنازة يا أستاذ. والنهاردة أول يوم
إبتلع أيمن غصته وقال بعدما حاول أن يتجاهل ماقالته
- طب عايز أشوفها ولو حتى من بعيد
- مستحيل، قالتها بحدة وهي تنظر له بغضب
نظر لها أيمن بصدمة من شراستها معه فهي كانت دائما رمز للطيبة والمحبة لما تغيرت معه هكذا، ليقول.

- ياااااه للدرجاتي كرهاني يانور...
نور بمواجهة حادة وصريحة: مستغرب ليه، هااا ليه ده شئ طبيعي لما أعرف إنك إستغليت حبها ليا عشان تجبرها تتجوزك، كانت مفكرة نفسها ضحت عشان سعادتي بس غلطت لما وافقت عليك ياريتها رفضت وياريتك إتكلمت وقولت لصاحبك إني من طرف السيوفي يمكن كنت هاحترم وفائك لصاحبك...

تعرف كل مابشوف سارة وحالتها، ببقى نفسى أجي وأضربك بالقلم بس بقول لا يانور سيبيه يتعذب بندمه أحسن، لإن الندم بياكل صاحبه ويقهره أكتر من أي حاجة...
صرخ أيمن بإنفعال وهو يحاول أن يدافع عن نفسه
- أنا عملت كده عشان بحبها ماكنش قدامي حل غير ده، كنت عايز أحميها، ما تتكلم يا إياد ساكت ليه
أما إياد كان ينظر لنوره بصدمة كبيرة من طريقتها وعنفوانها.

هو لم يراها أبدا هكذا من قبل لتتجاهل نور نظراته الموجهة نحوها وهي تقول بقوة غريبة عليها
- لو كنت بتحبها صحيح كان لازم تحميها من نفسك قبل غيرك، فعشان كده بلاش أرجوك، بلاش تحط الحب شماعة وتعلق كل أخطائك عليها، هااا بلاش...

بس أحب أقولك إن تفكير حضرتك خانك لما صورلك إن سارة زي نور هبلة وهتفضل تسامحك مرة بعد مرة، مع الأسف تسامحنا ده معاكم خلاكم تفكروا إن غلطكم ده شي طبيعي وإن صبرنا عليكم ده حق مكتسب ليكم
سارة مش نور يا أستاذ أيمن يعني لا هتفضل تدادي وتطبطب وتتحمل سنين ولا هتستحمل تناقضاتك.
ليقول أيمن بخفوت: ساعديني بأنها ترجعلي، قوليلها إني مستعد أتغير عشانها وهعمل المستحيل عشان أعوضها.

نور بذهول من طلبه الوقح من وجهة نظرها
- أنا أساعدك. أنا، ده أنا لو أطول أبقى زيها مش هتردد لحظة...
- كفاية كده يانور، قالها إياد بحزن على حال صاحبه
إلتفتت نور له وهي تقول بتأييد
- تصدق صح، كفاية كدة000خليها تشوف حياتها مع راجل غيره يمكن يقدر يعوضها عن اللي شافته معاه
صعق أيمن من ما سمع لتنتفض أوردته وإحمرت عينيه غضبا عندما صرخ بصدمة
- إيه الهبل اللي بتقوليه ده
. راجل مين. مستحيل ده يحصل.

نظرت له نور بتشفي وقالت بإستفزاز: ليه مستحيل، هو حضرتك مش طلقتها
- أيوه، نطقها وهو يشعر بأن دلو من الماء البارد سكب عليه من هذه الحقيقة لتبتسم نور بإنتصار فهي قد أخذت حق صديقتها منه ولو بجزء صغير جدا. لتقول
- يبقى انتا من طريق وهيا من طريق كل واحد يشوف حياته.

- مش هيحصل إنها تكون لغيري، مش هيحصل لو فيها موتي وياريت تفهمي ده لصاحبتك، قالها بجدية تامة وغضب أسود ثم إستدار ونزل بسرعة وكأنه لو بقي أكثر من هذا سيفعل أشياء سيندم عليها طيلة حياته
إلتفت لها إياد بضيق
- عجبك اللي عملتيه ده
نور بإبتسامة صفراء: جدا، خليه ينشوي ويدوق من اللي هي داقته وبعدين زعلان ليه، ماهو فعلا طلقها وأكيد سارة مش هتترهبن بعده يعني
إياد بإستغراب.

- نور كلامك بقى قاسي كده ليه إنتى عمرك ماكنتي كده
نور بتعب قلب
- يمكن عشان انتو جبتم أخرنا معاكم عايزني أبقى لطيفة مع صاحبك اللي إستغلني عشان يوصل لصاحبتي وهي ضحت بنفسها عشان أبقى معاك وياريتك طلعت تستاهل التضحية دي
إياد بمسايرة
- شكلك تعبانة ومدايقة من حالة صاحبتك فعشان كده مش هناقشك دلوقتي، يلا بينا عشان ترتاحي بكرة عندك مراجعة عشان نطمن على جرحك
نور بغضب.

- يلا إيه، لا إستنى معلش أنا مش فاهمة إيه الثقة اللي حضرتك بتتكلم بيها دي00
. أرجع فين ومع مين. أرجع معاك على بيتك، البيت اللي إنطردت منه، بلاش يا إبن الهواري أحلام اليقظة دي و إنساها، أحسنلك
- نور،! قالها بلهفة وهو يمسكها من معصمها ما إن وجدها تلتفت نحو الباب لتدخل وتتركه، ولكن رد فعلها كان قاسي لم يتوقعه ما إن إلتفتت له وهي تسحب يدها منه وتقول بغضب لم يراه عليها من قبل.

- إااايه، في إيه، عايز إيه، بتناديني ليه، مش إنت اللي طردتني يا إياد، إنطق مش إنتا اللي سيبتني وصدقت كلامهم عليا
بس أنا مش هلوم حد غيرك عارف ليه لانهم ميعرفونيش زيك000
أنا قدمتلك كل اللى عندي من غير حساب...
وماخدتش حاجة منك غير الوجع، ووجعك ده كان على قلبي زي العسل كنت بحب وجعك وبقول إستحملي ده إياد حبيبك اللي روحك فيه وفضلت كده وقصاد كل جرح كنت بديك جرعة حب زيادة وكإني كنت بكافأك على وجعك ليه.

كنت بديك عذر ورا عذر وأقول معلش أهم حاجة النتيجة، بس مع الأسف النتيجة كانت إنك كنت عايز ترميني في الشارع، هونت عليك، وهانت عيشرتي عليك، فشئ طبيعي إنك تهون عليا، فمتجيش دلوقتي تعيط لما أعاملك بنفس معاملتك...
خلاص بقا إفهمها إحنا إنتهينا، مافيش نور بعد كده
كمل لوحدك، أنا مش عايزة أشوفك تاني، سامع مش عايزة أاااشوفك...

قالتها وهي تفتح الباب وتدخل ثم أغلقته بوجهه ظل واقف أمام الباب وهو يحاول أن يستوعب كلماتها وحروفها التي نطقتها، أخذ يحرك رأسه بنفي وإقترب من الباب وسند يديه ومقدمة رأسه عليه وهو يقول بصوت عالي نسبيا حتى تسمعه فهو يعلم بأنها تقف خلف الباب بالمقابل له لا يفصلهم سوا هذا الحديد
المزعج بينهم
- لاااااا مانتهيناش، إنتي نوري، نور خاصة ب إياد، و إياد خاص بنور، مش هسيبك لو على موتي سااااامعه
لو على موتي.

كانت بالداخل تقف كوقفته تماما لتعض على شفتها السفلية وبدأت دموعها تنزل بقهر ليزداد بكائها ما إن شعرت به يذهب، رفعت نفسها ونظرت من العين السحرية حتى أخذت تإن بحرقة فقد ذهب حقا
- ليه عملتي كده،! قالتها سارة وهي تنظر لها بهدوء
نور ببكاء
- مش هقولك لإني تعبت، لا، بس هقولك لأن صعبت عليا نفسي أوي لما رماني بالرخيص، نفسي ياصرصورة أبعد عن كل ده وأرتاح.

سارة بتساؤل وهي تنظر لها: وياترى دلوقتي إرتاحتي لما سبتيه زي ماسابك
- لاء، تعبت أكتر، قالتها بتنهيدة وجع ثم أخذت تمسح دموعها وهي تقوم بتغيير الحديث، سيبك مني، إنتي عاملة إيه دلوقتي وناوية على إيه أكيد مانمتيش وسمعتي كل كلامنا صح
حركت رأسها بنعم وهي تقول: صح، بس قوليلي انتي عرفتي إزاي إنه هددني بيكي
نور بحزن
- سمعت كلامكم إمبارح بالصدفة، أنا آسفة
سارة بجهل
- أسفه على أيه
- على اللي حصلك بسببي00.

. قالتها نور بخفوت فهي تشعر بالذنب لتبتسم لها صديقتها بهدوء ثم قالت بجدية
- متتأسفيش، يمكن الغلط كان غلطي لاني سمحتله بكده00
. كان لازم وقتها
أجي وأمسك إيدك واخدك معايا ونسيبهم مش أخضع لتهديده، وأدى النتيجة إننا إحنا الإتنين اندبحنا منهم بس كل واحد إندبح بطريقة معينة
- طب حنعمل إيه دلوقتي، ما إن قالتها نور حتى رفعت الأخرى منكبيها وهي تقول.

- أنا هكمل حياتي من مكان ماوقفت قبل دخول أيمن بس السؤال هنا إنتى اللي هتعملي إيه
نور بشرود
- هتطلق و، هرجع مصر...
- مصر،؟ ما إن قالتها سارة حتى أومأت لها الأخرى ثم أخذت تسرد لها لقائها مع عز، وما إن إنتهت حتى عم السكون بالمكان
سارة بإقتراح
- طب ماتسيبك من مصر وتعالي نسافر سوا
نور بتفكير
- نسافر!
سارة بتأكيد وحماس للفكرة.

- آه نسافر، أنا ممكن ألاقي لينا شغل بمدينة تانية، و ممكن أبيع شقتي دي ونشتري هناك بيت صغير فيه جنينة واااء
قاطعتها نور وهي تقول: نشتري ايه بس أنا محيلتيش حاجة
سارة بلامبالاة
- مش مهم، أنا معاية شوية فلوس مع الشقة دي يبقى تمام
نور برفض
- لاء مش تمام...
سارة بضيق
- مش وقت كرامتك تنقح عليكي خالص دلوقتي أنا وإنتى مالناش غير بعض...
- أيوه بس، ما إن قالتها حتى قاطعتها الأخرى بمحايلة.

- مابسش، عشان خاطري ماتسبنيش إنتى كمان
لوت نور شفتها ثم قالت بتساؤل وتفكير
- طب هنسافر فين؟
- للعاصمة، روماااا
في إحدى العيادات الراقية
كان يقف كالتمثال وهو ينظر إلى الجهاز الذي كان عبارة عن شاشة يظهر بداخلها شيئين صغيرين ليغمض عينيه ويفتحها مرة أخرى ليقول بعدم فهم برغم من كونه طبيب ولكن عجز عن فهم مايراه الأن أو دعنا نقول يريد أن يتأكد من ما سمع فهو لايصدق عينيه
- ماذا قلتي.

- قلت مبارك دكتور يونس، سترزق المدام بتوأم
- سمعتي اللي سمعته، قالها وهو ينحنى نحو ريهام التي كانت تنظر إلى الجهاز بدموع محبوسة داخل مقلتيها. فحالتها لاتقل عن حالته هو بل وأكثر
إستدارت نحوه ليصبح وجهها أمام وجهه تماما وهي تقول: توأم، هيبقا عندنا بدل البيبي إتنين
أخذ فقط ينظر إليها بفرحة تسع العالم وما فيه دون أن ينطق بشئ فهو عاجز عن التعبير...
تدخلت الطبيبة بإبتسامة
- هل تودان أن تسمعا نبضهما.

- هل نستطيع، قالها يونس بلهفة مما جعل الطبيبة تضحك
- هههههههه مابك دكتور يونس، هل نسيت الطب أم ماذا، بالتأكيد نستطيع، قالت الأخيرة وهي تنظر مرة أخرى نحو الجهاز
ليمسك يونس يد زوجته بتوتر شديد وماهي سوى ثانية وصدح صوت النبضات بشكل عالي وغير منتظم فهناك قلبان ينبضان معا.

نزلت دموع يونس ليمسحها بسرعة ثم نظر إلى زوجته بعشق وهو يستمع لهذا الصوت الجميل، أجمل يوم وأجمل لحظة وأجمل شئ سمعه في حياته على الإطلاق، مشاعر لأول مرة يختبرها الآن، مشاعر الأبوة...
وما إن أغلقت الصوت حتى إنسحبت بهدوء لتنهض ريهام وأخذت تعدل ثيابها وما إن إنتهت حتى خرجوا لتلقي عليهم الطبيبة بعض النصائح الروتينية لكل إمرأة حامل.

خرج معها وهو شارد تماما وطوال الطريق لم يتحدث معها مما جعلها تستغرب رد فعله ولكنها لاتريد أن تفكر كثيرا
وأن تعكر مزاجها فهي تكاد أن تطير فرحا بهذا الخبر
ولكن ما إن أوقف السيارة حتى نزلت منها ودخلت إلى الداخل متوجهة نحو الأعلى بغيظ فهي حاولت أن تتجاهل بروده هذا ولكنها لم تستطع، كانت تتوقع رد فعل غير هذا.

أما يونس ما إن دخل خلفها إلى الغرفة حتى أخذ ينظر لها وهي تحاول أن تفتح سحاب فستانها من الخلف ولكن ما إن مسكته لتفتحه حتى تفاجأت به يحتضنها بذراعيه من الخلف
كان كالأخطبوط يقيدها بقوة، وبرغم قوته عليها إلا إنها شعرت بحنانه الفائض عليها، كادت أن تقاومه وتبعده عنها ولكن تلاشى غضبها تماما
عندما همس لها عند أذنها بحرارة جعلتها تشعر بالقشعريرة تسري على طول عمودها الفقري من دفئ أنفاسه ولمس شفتيه لبشرتها.

- ريهامي، ياروحي إنتى
شكرا، لأنك سامحتيني بعد كل اللي عملته و خلتيني أكون أسعد انسان معاكى...
شكرا لأنك خلتيني أعيش أروع إحساس ممكن أعيشه في حياتي وهو أنك تشيلي حته مني جواكي شكرا لإنك هتخليني أب، شكرا لإنك حبيبتي أنا
إلتفتت له وأخذت تنظر لعينيه بتساؤل وترقب
- يعني إنتا فرحان بأولادنا بجد
- فرحان بس، ده أنا هطير من فرحتي لااا فرح دى مش كفاية عشان أعبر على اللي جوايا
ريهام بزعل مدلل.

- أومال ليه في الأول ماحستش بكده
يونس بهيام
- لاني كنت جاهل بالمشاعر دي
كنت مستغربها بس الليلة مشاعري ماتحركتش وبس لا دي إتفجرت أول ما سمعت صوت نبضهم
ريهام بحماس
- انا كمان زيك، امتى بطني تكبر بقا
- ههههههههههههه، ما إن إنفجر يونس عليها بالضحك حتى قالت بتساؤل
- مالك بتضحك ليه
أخذ يداعب وجنتها ويقول
- أول ست بشوفها عايزة تبقى بطنها كبيرة
ريهام بمشاعر صادقة
- عايزة أجرب الإحساس ده.

- إن شاء الله ياقلبي. إنتى دلوقتي يدوب كملتي الشهرين لسه بدري عشان تبقى بالونة، قالها وهو يدفن وجهه بعنقها ولكن ريهام سرعان ما دفعته قليلا عنها
- طب نفسك في بنات ولا ولاد، ولا عايزهم ايه
قبل وجنتها وهو يقول: عايزهم شبهك
بادلته الحضن وهمست له بعدما أغمضت عينيها
- بحبك
- ده أنا اللي بموت فيكي، قالها وهو يعتصرها بين يديه
ريهام بفصلان
- طب أنا جعانة
إبتعد عنها وحاوط وجهها بحنان وهو يقول بحب.

- بس كدا أؤمريني عايزة تاكلي إيه
ريهام بجوع وشهية وأخذت تعد على أصابعها
- عايزة بيتزا عائلي، وبرجر الحجم الكبير
وشاورما، وماك واااا
قاطعها يونس بذهول مضحك
- وإااااايه ياشيخة هتودي ده كله فين، إنتى عايزة تعزمي الحتة كلها على حسابي ولا إيه
زمت شفتيها بحزن وهي تقول
- إنتا هتعد عليا اللقمة
يونس بصراحة مضحكة
- أعد إيه دول مابيتعدوش.

- بقا كده، طب مش عايزة منك حاجة. قالتها وهي تبتعد عنه وتدخل غرفة الملابس لتغيب بداخلها خمس دقايق ثم خرجت وهي ترتدي بيجامة قطنية لتتجاهله تماما وهي تذهب نحو السرير وتستلقي عليه
لوى فمه وهو ينظر نحوها ثم تنهد وخرج لينزل إلى الأسفل ليصعد بعد ما مرت عشر دقايق. وهو يحمل عدة علب، ليضعها على الطاولة الصغيرة ثم توجه نحوها وهو يقول بحب بعدما جلس إلى جوارها وأخذ
يملس على شعرها.

- حبيبتي قومي أنا جبتلك كل اللي طلبتيه
ريهام برفض
- قولتلك مش عايزة منك حاجة أنا هنام
يونس بخبث فهو يعرف نقطة ضعفها
- طب هتعرفي تنامي وإنتى جعانة
التفتت له وهي تقول بنفي
- لاء
- أومال في إيه، ما إن قالها حتى ردت عليه بمنتهى البراءة
- كرامتي.

- ههههههه كرامتك ياستي على راسي، ختم كلامه وهو يقبل جبينها ثم تسللت يديه تحت ظهرها وتحت ركبتيها ليحملها بخفة بين ذراعيه لتحاوط عنقه وهي تضحك من كل قلبها ليدور بها قليلا ثم ذهب وجلس على الأرض ليجعلها تجلس بأحضانه واخذ يفتح العلب الورقية لها ويطعمها بيده كالطفلة المدللة
وهو ينظر لها بحب وتعجب فهو لا يصدق بأن ريهام حبيبته العنيدة القوية تكون بهذه الطفولية من داخلها.

ياالله كم يعشقها ويعشق روحها، بل متيم بها بجميع حالاتها
إبتسم لها بإتساع لدرجة ظهرت أسنانه ما إن وجدها تقدم له قطعة أخيرة من البيتزا ليمسك يدها ويقبلها وهو يقول بحب
- مش جعان ياقلبي كليها إنتى
- طب الحمدلله كنت هموت وأكل دي كمان، قالتها بلهفة وهي تلتهمها بشراهة ليفتح فمه بإندهاش ثم قال
- وطالما نفسك فيها أوي كده كنتي عايزة تديهاني ليه
ريهام بتبرير
- عشان ماتقولش عليا مفجوعة.

- مفجوعة،! قالها وهو يرفع حاجبه ويتنقل ببصره على العلب الفارغة التي حولهم ثم نظر لها بإبتسامة صفراء وأكمل، لااااء خالص
(هههههههه معلش يايونس هي بس هطلع التسع الشهور دي من عينيك، وبصراحة إنتا تستاهل كل خير )
بعد مرور أسبوعين على كل هذه الأحداث
في الصباح الباكر في شقة سارة
- يعني خلاص، بكرة هنسافر، قالتها نور وهي تجلس على الأريكة بتوتر لتنظر لها صديقتها وهي تقول
- مالك،!
نور بتنهيدة.

- مافيش بس كل حاجة مشيت بسرعة
سارة بتوضيح
- أسبوعين وقت كافي عشان نجهز أوراقنا وشغلنا هناك جاهز 00فاضل الشقة بس وهاروح دلوقتي أمضي عقد البيع بتاعها واستلم الفلوس وبكرة الساعة 6 الصبح هنطير لروما
- وطالما كل حاجة ماشية تمام ليه زعلانة، فين سارة صحبتي اللي كانت ضحكتها بترن في كل مكان ها فين. أنا عايزة صاحبتي اللي كنت أعرفها مش اللي قاعدة قدامي وعاملة زي آلة الشغل.

سارة لو بعد أيمن عنك هيتعبك ويغيرك بالشكل ده إديه فرصة تانية
نظرت لها سارة بهدوء ثم قالت
- إياد جرحك
- نعم!
سارة وهي تكرر سؤالها
- إياد جرحك، صح
- صح
لتقول سارة بجرح كبير
- انا بقا أيمن شرحني وأنا عايشة ومن غير بنج كمان فشئ طبيعي
لما تموت الأحاسيس جوايا
- إياد كمان عمل كده بس، قالتها نور بتوضيح لما حصل ولكن قاطعتها سارة بجدية
- بس إيه، خانك، غصبك ع جوازك منه، هددك بصاحبتك وأختك، إغتصبك بمزاجك.

صمتت لثوان ثم أكملت تصدقي عملها معايا ماهو يا إما كنت أوافق غصب عني إني أكون مراته يا إما يجي ويبلغ إياد على كل حاجة وكل ده عمله في الليلة اللي المفروض تكون أجمل ليلة في عمر أي بنت
قوليلي بقا ياترى إياد عمل إيه من دول معاكي، دمر روحك، تلف أعصابك، حبسك، منعك مني زي ما منعني منك بحجة إني عروسة ماينفعش أخرج.

نور أاانا في ليلة كنت مستعدة أبوس إيده عشان بس مايخرجش، عارفة عمل اااايه، أداني عصير عشان أروق أعصابي، عصير فيه منوم، تخيلي، ده أنا نفسيتي بقت تحت الصفر معاه، بعده دا
دوا ليا مش مرض...
نظرت لها نور بسؤال
- رايحة فين؟
سارة بجمود
- أشم شوية هوا وبعدين هروح أمضي العقد، سلام
- سلام، قالتها نور بضيق على حال الأخرى ثم نهضت بكسل متوجهة نحو المطبخ لتضع إبريق الشاي ع الموقد.

ثم أخذت ترص الأطباق على الطاولة وما إن جلست لتفطر حتى
أرتفع صوت جرس الباب لتترك نور ما بيدها وتخرح من المطبخ وهي تقول ما إن فتحت الباب
- رجعتي بسرعة يعني ياصرصو...
صمتت عن ما تقول ما إن وجدت أمامها آخر شخص توقعت أن يأتي إلى هنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة