قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني والثلاثون والأخير

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني والثلاثون والأخير

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثاني والثلاثون والأخير

- نادية هانم، نطقت بها نور بذهول وهي تنظر لها بإستغراب فهى لم تتوقع قدومها إليها
نادية بتوتر خفي
- إزيك يا نور،!
- الحمدلله، ما إن قالتها نور حتى قالت نادية بعتاب طفيف
- إيه هنفضل واقفين كده كتير، مش هتقوليلي أدخلي
سحبت نور نفس عميق ثم فتحت الباب أكثر لكي تدخل وهي تقول
- لأ طبعا، إتفضلي
دخلت نادية وأخذت تنظر للأرجاء بإعجاب فالمكان مرتب ونظيف للغاية و ذو ذوق رفيع، إلتفتت إلى نور عندما سألتها.

- تشربي إيه؟
نادية بجدية
- أنا مش جاية أشرب. أنا جاية عشان أتكلم معاكي شوية
- طب إتفضلي، قالتها نور وهي تؤشر بيدها على الأريكة وما إن جلست بالفعل حتى أكملت بجمود مصطنع...
خير في حاجة
نادية بتوتر فهي لا تعرف كيف تعتذر لتقول بتردد
- بصي يانور، قبل أي حاجة أنا حابة أوضحلك موقفي يوم الحفلة وإنه ال اااء
قاطعتها الأخرى بهدوء.

- مش محتاجة توضحي حاجة ياهانم رد فعلك ده شئ طبيعي. أي أم في مكانك كانت هتعمل زي حضرتك وأكتر لما تلاقي في أوراق بتثبت إني جيت هنا بهدف أذية إبنها. وخصوصا لو كانت مابتحبهاش، هتلاقيها فرصة عشان تمشيني
نادية بتوضيح
- أنا ماكنتش عايزة أمشيكي
بس المشكلة إنك كنتي واخدة كل إهتمام إياد، بتعملي كل حاجة من قبل ما يطلبها حتى دور الأم قايمة بيه على أكمل وجه وأحسن مني بمراحل...

غرت منك، أيوة غرت، لما حسيت إنه بيحبك أكتر مني، إتحرمت منه سنين طويلة كنت مفكرة إنى لما هلاقيه هاكون أنا مركز إهتمامه الوحيد، زي ما هو مركز أهتمامي
إفهميني أرجوكى وقدري موقفي، أنا ماعنديش غيره ولا أغلى منه. كان نفسي أكون أنا كمان كده بالنسباله
بس إنتى مش بس أخدتي إهتمامه لأ إنتى كمان أخدتي عقله و روحه، حسيتك واخداه مني، حسيتك واقفة مابينا زي الحيطة، طول ما إنتى موجودة ما بينا هو عمره ما هيشوفني...

نظرت لها نور بقهر
- وأدي الحيطة اللي كانت مابينكم راحت، لا دي إتهدت حرفيا، ممكن بقا أعرف حضرتك جاية ليه
نادية بندم
- عشان تسامحيني لإني غلطت فحقك
- أنا مش زعلانة منك ياهانم، ما إن قالتها نور بصدق حتى إبتسمت الأخرى ربع إبتسامة وهي تقول
- هانم!، يبقى لسة زعلانة منى وده بقا أكبر دليل على زعلك
نور بصراحة موجعة.

- لا، ده دليل على إني فقت على قلم الواقع وعرفت إن كلمة ماما دي، ما تتقلش إلا للأم وبس، وحطي تحتها أربعين خط، لإن مافيش حد هيحبك زي أمك ولا في حد هيعتبرك زي بنته بجد...
ده إنتى حتى ما إعتبرتنيش زي بنت أخو حضرتك
. من قبل حتى ما تعرفيني وتكلميني كنتي حطاني فخانة الأعداء، وكل ده ليه عشان حبيت إبنك وعالجته بروحي...

قصاد كل جرح أداويه كان بيديني جرح زيه فعشان كده بقولك إني مش زعلانة منك لإنك متعرفنيش، بس إياد ملوش أي عذر...
- إياد تعبان يا نور. ما إن قالتها نادية حتى إنفجرت الأخرى بها وكأن كلامها هذا أعطاها الضوء الأخضر
- ماااا يتعب، إيه يعني لما يتعب، حرام إياد يتعب بس أنا عادي مش كده، عادي إني أشيل فوق طاقتي، وعادي إني أتهان من الأم قدام الكل والإبن ييجي ويكمل وراها و يطردني بنصاص الليالي...

صمتت لتبتلع غصتها ولكن رجفت شفتيها وإهتز صوتها ما إن أكملت بخفوت، بعد كل الحب ده ما أخدتش منه غير مذلة وإهانة
أخذت تضرب على صدرها بهدوء وهي تقول بحرقة...
اللي وجعني أوووي، وكسر عزة نفسي بجد، إنه كان عارف لما رماني إني ماكنش عندي مكان ولا حد أروحله...

- يابنتي أديله بدل العذر ألف، إياد كان تحت تأثير الصدمة، وهو أصلا مشكلته الأساسية واللي بيخليه مهزوز كده هو إنه ماعندوش ثقة بحد ولا حتى بنفسه. شكاك. ولما بيشك بحد مبيقدرش يسيطر على إنفعالاته، وإنتى عارفة حالته النفسية دي اكتر من أي حد تاني...
أومأت لها بنعم وهي تقول بحرقة.

- آه عارفة حالته فعشان كده لازم نور تتفهم حالته، نور لازم تدوس على نفسها وتستحمل ومهما حصلها تقول معلش، بس اللي إنتم نسيتوه هو إن نور دي إنسانة من لحم ودم وليها طاقة معينة، مش معنى إني بستحمل يبقى مابتوجعش صمتت وهي تضغط على شفتيها ثم أكملت بإرهاق. أنا تعبت وجبت أخري
فتحت نادية عينيها بفزع ما إن فهمت معنى كلامها.

- لا يانور، ماينفعش تسيبيه فنص الطريق. عاقبيه آه بس أوعي تبعدي بجد عنه، إياد مش هيستحمل صدمة تانية، وما تنسيش إنه مريض فمتسحبيش إيدك من إيده بعد ما بقيتي بجد نور حياته و كل دنيته
صمتت نور ولم ترد عليها فأكملت الأخرى بترجي وخوف...
شوفي يابنتي أنا غلطت فيكي، حقك عليا، بس أرجوكي إلا إبني، أوعي تاخدي حقك مني بإبني، أنا لما بشوفه كده بتجنن أكتر منه، أسبوعين بحالهم.

عارفة يعني إيه أسبوعين كل ليلة ييجي ورا الباب ده. قالتها وهي تؤشر على باب الشقة الرئيسي...
وبيناديكي وإنتى ترفضي تفتحيله، أو حتى تردي عليه، والمشكلة إنه رافض يكلمني ولما بيشوفني بيحملني الذنب ببعدك عنه...
إياد بيتعذب لوحده، لا بيروح شغله ولا بيعمل حاجة حابس نفسه ف الفيلا طول اليوم وبالليل يجي ينام على بابك، فين حبك ليه، إزاي قدرتي تقسي عليه بالشكل ده.

- كتر الوجع بيعلم القسية ياهانم، قالتها وهي تلتفت لتخفي عنها دموعها ولكن نادية سحبتها من عضدها وقالت بغضب
- إسمعيني يانور، وإسمعيني كويس أوي كمان، لو إبني حصله حاجة إنتى المسئولة قدامي، بغض النظر عن مين الظالم ومين المظلوم، إنتى لما قربتي من إياد وحبتيه وخلتيه يحبك كان بمزاجك وبوعيك، وكنتي عارفة وضعه إيه، فماتجيش دلوقتي تبعدي بعد ما بقيتي النفس بالنسباله.

ما هو إنتى ما تديهوش الحياة وتخليه يدوق طعم السعادة والأمان وحاجات حلوة كتير على إيدك وبعدين تحرميه منها، إياد مايستهلش منك كده
لتقول نور بصدمة من هجوم و كلام الأخرى عليها
- يعني أنا اللي بقيت وحشة دلوقتي
- لاء، أنا اللي وحشة وغلطانة وندمانة كمان لإني هديت بيت إبني وحياته بسبب غيرة حموات، أنا لما وريته الأورق كنت ساعتها بعمل زي القطة اللي من خوفها على عيالها كلتهم.

. والنتيجة كانت إنه رافض حتى يبص في وشي...
لازم تعرفي إن حياة أي زوجين طبيعين مليانة بالمشاكل فما بالك لما يكون شريكك مريض...
إرجعي يا نور. وصدقيني إياد من غير نور ولا حاجة ونور من غير إياد ولا حاجة، فكري يابنتي بكلامي كويس وهتلاقي إنك من جواكي محتاجة لإياد أكتر ما هو محتاجلك، حرري قلبك من سجن عقلك و روحيله، روحيله يا نور وبلاش وجع القلب ده.

قالت الأخيرة بإبتسامة صغيرة ثم تركتها و خرجت من باب الشقة تاركة تلك المسكينة خلفها والتي سرعان ما جلست على الأريكة وهي عاجزة عن التفكير فقط يتردد صدى كلماتها برأسها، قلبها يطالب به بشدة وعقلها يرفض الخضوع له...
نهضت من مكانها بعد دقايق من التفكير وهي تقول مع نفسها بصوت عالي قاسي
- انا مش هسامحه أبدا، أبدااااااا
ختمت كلامها وهي تتحرك نحو الداخل لتحزم أمتعتها للسفر لبدء حياة جديدة.

في أسفل العمارة ما إن خرجت نادية وكادت أن تصعد بسيارتها حتى أوقفها صوت وقح معروف بالنسبة لها والذي لم يكون سوى يوسف
- بكل حالاتك حلوة
إلتفتت له وهي تقول بإستغراب
- يوسف!
تقدم منها وهو يضع يديه بجيوب بنطاله
- الله، هو إسمي حلو كده، تصدقي مكنتش أعرف
- مش وقتك خالص. عن إذنك. قالتها وهي تصعد وتغلق الباب خلفها ولكن قبل أن تشغل محرك السيارة وجدته يسند يديه على الباب المجاور لها وهو يقول.

بجدية جعلت ألسنة النيران تلتهب بعينيها
- تتجوزيني
- لأطبعا، قالتها بحدة وبدون تفكير ليغتاظ منها ويقول بأسنان مصطكة
- ليه لاء، طب حتى فكري، ده أنا طلعت طيب مش شرير زي ما إنتى فاكرة
- بجح، نسيت اللي عملته فيا والأوراق اللي إديتهالى عشان تخليني أخرب بيت إبني
كاد أن يتكلم إلا إنها أكملت بقوة
كنت عارف إني هعمل كده وكنت عارف النتيجة، أنا عمري ماشفت ولا هشوف حد ممكن يوصل لحقارتك.

حرام عليك ده أنا عشت عمري اللي فات كله عشان ألاقي أبني، وإنتا جيت وخلتني أعذبه بنفسي
بس إن شاء الله هصلح كل حاجة عشان الماية ترجع لمجاريها وهاعيش اللي جاي عشان أفضل جمب إبني وبس
وإنتا ياريت تروح تدور على وحده أصغر منك تعيش معاها وتجيبلك عيل تفرح فيه بدل الصرمحة اللي إنتا عايش فيها
فوق لنفسك يا يوسف إنتا مش صغير على فكرة، روح إبنيلك بيت وإستقر بقا، أنا مانفعكش، عن إذنك.

قالتها وهي تشغل سيارتها وتنطلق بها بعيدا عنه
ليقف ينظر إلى الطريق التي أختفت منه بضيق وهو يقول
- فقر من يومك يا يوسف مع الستات، شكلي كده والله أعلم إن أنا الوحيد اللي مش هاحب في ام الرواية دي
(ههههههه شكله كده والله تستاهل ده إنتا عملت فيهم العجب ياجدع، )
الخامسة مساء في فيلا الهلالي
- تعرفي إني كلمت سارة عشان تساعدني إننا نجمعهم من تاني وهي وافقت، إدعي ياريري إن خطتنا تمشي صح...

قالتها نادية بتمنى ثم نظرت بغيظ إلى ريهام التي كانت لا تسمع ما تقول فكل إهتمامها منصب على تيتو ذلك القط الأليف لتصرخ بها بإنفعال بعدما طفح الكيل منها
- سيبي الحيوان ده من إيدك وركزي معايا في مصيبتي دي. إبني هيروح مني لو نور ما رجعتلوش
أما ريهام ما أن جفلت بقوة على صوت عمتها حتى نظرت لها من طرف عينها وهي تقول بعتاب
- في إيه ياندوش بتزعقي كده ليه خضيتي تيتو.

ضربت نادية على فخذها وهي تقول بغيظ من بين أسنانها
- بزعق كده ليه، لا وكتاب الله إنتى مش طبيعية...
يونس مستحملك إزاي ببرودك ده...
- عشان تعرفي بس أنا بعاني قد إيه، قالها يونس بمزاح وهو يدخل البهو ثم إقترب من المارشميلوا الخاص بيه وقبل وجنتها بقوة بعدما جلس إلى جوارها وإحتضنها من كتفها ثم نظر نحو نادية التي كانت تنظر لهم بحب وتتمنى أن تدوم سعادتهم ولكن سرعان ماتلاشت إبتسامتها وحل محلها الحزن والندم.

عندما قال بعتاب
- ياريت كنتي تبصي لنور وإياد نفس البصة دي
- بلاش تزود الهم عليها ياحبيبي، قالتها ريهام بهمس ولكن سرعان ما رفعت بصرها نحو عمتها وهي تقول بلهفة
- رايحة فين ياعمتو
- على بيتي، قالتها بهدوء حزين وهي تحمل حقيبتها
لتقول ريهام بحزن يوازي حزن الأخرى
- طب إتعشي معانا
- ماليش نفس، عن إذنكم، قالتها ثم خرجت بإنكسار قلب أم على إبنها الوحيد...
ريهام بحزن على وضعها هذا.

- عمتو صعبانة عليا أوي، نفسي أشوفها مرتاحة ومبسوطة...
ضمها يونس نحو صدره ما إن وجد الدموع تلمع بمقلتيها وهو يقول بحب
- ماتزعليش ياعمري ربك كبير وهيحلها من عنده بس لازم تتقرص وتتوجع بجد، عشان ماتعيدهاش تاني وتفكر تبعده عن مراته
إلتفتت له برأسها وهي تقول بتساؤل
- يعني نور هترجعله،؟
قطب جبينه بتفكير وقال وهو ينظر لعينيها الجميلتين
- معرفش، إنتى رأيك إيه!
رفعت منكبيها بجهل وهي تقول بتمنى.

- أنا كمان معرفش، نور طيبة جدا و نفسي تديله فرصة تانية لأنه بجد بيحبها وهي عارفة ده كويس...
إبتعد عنها قليلا وقال بعتاب مضحك
- اللهم صلي ع النبي، شوفوا مين اللي بتتكلم ما أنا كنت بحبك وإنتى عارفة أومال طلعتي عين أهلي معاكي ليه لغاية مارضيتي عني وإدتيني فرصة تانية
أبتسمت له بإتساع وسحبته من ياقة قميصه وقالت بتهديد لذيذ.

- بلاش ياحبيبي، بلاش ياقلب ريهام نفتح دفاتر الماضي، عشان ده مش من مصلحتك، خااااالص، ولا يكونشي وحشك النكد لاااا
إذا كان كده ده أنا عنيا ليك
- إااحمممم، أعوذ بالله من السيرة دي، نكد إيه بس فال الله ولا فالك ياشيخة، قالها بصوت خفيض جدا من بين أسنانه ثم نظر لها وهو يقول بصوت مسموع موضحا ما إن رفعت حاجبها بمعنى ماذا تقول.

حبيبتي يا ريري، أنا بس كنت بقول، لو نور إدته فرصة تانية معناها دي فرصة أخيرة عشان يعيش صح وهو لازم يستغل النقطة دي، ولا إنتى رأيك إيه!
- أنا زيك، و متأكدة كمان إنها لو سامحته مش هتندم أبدا
- وإنتي، ما أن قالها بترقب حتى أغلقت عينيها قليلا باستفسار
- أنا إيه؟
حاوط وجهها بيديه بطريقة دافئة. عاشقة وهو يقول: ندمانة إنك سامحتيني.

لتقول ريهام بمشاعر صادقة محبة وهي تبادله النظر بعمق: أبدا، بالعكس أنا كنت متأكدة إنى هكون أسعد واحدة وأنا معاك...
قالتها وهي تضع يديها على يده التي تحتضن وجهها لتقبل باطن كفيه بطريقة جعلته يحبس أنفاسه من فعلتها
كاد أن يقترب منها ويسحبها معه بقبله دامية ولكن ما جعله يغتاظ حقا هو أن ذلك القط المزعج يجلس بأحضانها براحة لا مثيل لها
ليبتسم لها بإصفرار وهو يقول بغيرة مضحكة.

- طب هاتي الباشا تيتو ده بقا عشان مرارتي هتتفقع منك ومنه، قالها وهو يأخذه منها ويرميه على الأرض بلا مبالاة وما إن كادت أن تصرخ به على فعلته هذه إلا إنه إلتفت بسرعة لها لينحنى ويحملها بين ذراعيه وهو يكمل بشقاوة ويصعد بها الدرج
- أما إنتا بقا ياوحش الكون تعالي معايا عندي كلمة سر عايز أقولها في بوقك...
هههههههههه ضحكت بمرح على طريقته ثم حاوطت عنقه بدلال وهي تقول برفض مصطنع.

- لاء مش عايزة أسمع منك حاجة، نزلني أنا مخاصماك،؟
وصل إلى الطابق الثاني وفتح باب غرفتهم وهو يقول بإندهاش مصطنع فهو يعرف حركاتها هذه التي تكاد أن تطيح بعقله بدلالها المفرط عليه بالآونة الأخيرة
- مخصماني! ليه بس كده ياروحي، هو أنا مزعلك في حاجة يا مارشميلوا
وقفت أمامه بطولها الذي لا يقارن أبدا به وهي ماتزال تحتضن عنقه وتقول دلع
- لاء، بس ماليش مزاج...
سحب نفس عميق وهو يتشرب ملامحها الجميلة
ليقول بهيام.

- طب البرنسيس بتاعتي مزاجها عايز ايه
- حضن بس، ما إن قالتها حتى تلاشت إبتسامته وهو يقول بإستنكار
- بسسس!
أومأت له برأسها وهي تؤكد
- أيوه بس، أصلك متعرفش يا يونس إن حضنك ده أنا بحتاجه قد إيه، هو ده مصدر راحتي وأماني، ده نعيمي و جنتي اللي ع الأرض. كل ما بنام هنا قالتها وهي تحتضن وسطه وتدفن وجهها بثنايا صدره.

بحس إني مسئولة منك، وبحس إني مع راجل بجد يقدر يحميني، كنت دايما بقول إنك جزء مني، بس لاء عرفت بعدها إنك مش جزء إنتا كلي أنا، إنتا الروح اللي ريهام عايشة عليها
- هو الحمل بيغير كده، قالها وهو يداعب وجنتها بإبهامه بهدوء، لترفع نفسها على أطراف قدميها لتصل إليه، لتطبع قبلة، رقيقة، ناعمة على فكه ثم ألصقت أنفها بوجهه وأخذت تتنفسه بعمق وهي تقول بهيام
- بحبك، بحبك. بحبك.

عارف يعني إيه بحبك إبتلع لعابه بصعوبة وقال بحرارة
- عارفة بعد اللي عملتيه واللي قولتيه ده هاعمل فيكي إيه
- ولااا تقدر تعمل حاجة. قالتها وهي تمرر سبابتها على جسر أنفه لتزيد نيران قلبه دون رحمة. ليبعد وجهه عن مرمى أناملها لينحني ويعض وجنتها بقوة ألمتها بل جعلتها تأن بوجع كعقاب لها. وهو يقول
- قولتيلي مش هعرف أعمل حاجة جايبة الثقة دي منين يامارشميلوا؟

- جايباها من هنا. قالتها وهي تبتعد عنه وتضع يدها على بطنها المسطحة، ولا إنتا ناسي تعليمات الدكتورة ولا إيه يادكتور
عض على شفته السفلية بغيظ وقال
- ااااه قولتيلي التعليماااااات عشان كده داخلة حامي وبتلعبي بقلب جامد مش كده
ضحكت ريهام بشقاوة على غيظه وهي تقول
- ههههههه بالضبط كده.

نظر إلى ضحكتها الساحرة بإبتسامة حب ليسحبها من خصرها نحوه قبل أن تبتعد عنه أكثر وأخذ يهمس لها عند أذنها بعدما جعلها تستدير و إحتضنها من خلف وأخذ يمسد على بطنها بمشاعر غريبة لم يشعر بها من قبل
- ألا قوليلي حبايب قلبي هايجوا إمتى، دول طولو أوي
- عد من واحد لسبعة. ما أن قالتها حتى نظر لها بإستغراب وقال بعدم فهم
- يعني إيه؟
سندت ظهرها على صدره براحة وقالت
- يعني بعد سبعة شهور بالتمام، هينورونا.

وضع يديه على منكبيها ودفعها عنه وهو يقول بضيق طفولي مضحك
- سبعة شهور إيه، لا أنا عايزهم أسرع من كده
نظرت له برفع حاجب ثم قالت بسخرية
- ماشي يا حبيبي إنتا تؤمر يا باشا ولا تزعل نفسك أنا هكلم شركة الشحن عشان المندوب يبعتهم أسرع.
- إنتى بتهزري
ريهام بقصف جبهة
- أومال عايزني أعمل إيه غير كده، في إيه يادكتور ما تركز معانا كده، ولا شهادتك دي منظرة وبس
يونس بمشاعر أبوة.

- تصدقي لو قولتلك اني بنسى كل اللي درسته وكل خبرتي معاكم، نفسي اغمض عيني وأفتحها وألاقيهم نوروا حياتنا بقا
لتقول ريهام بترقب وهي تنظر له بطرف عينيها
- يعني بجد مبسوط! ولا بتقول كده عشان مزعلش
- مبسوط دي كلمة قليلة أوي عن اللي حاسس بيه
- بحبك يايونس، قالتها وهي ترمي نفسها بين ذراعيه ليحتضنها بلهفة وأخذ يعتصرها بقوة ليزرعها بين أضلاعه وهو يقبل خصلاتها ويستنشقها وهو يقول
- وأنا بحبكم و بموت فيكم.

رفعت وجهها نحوه وهي تقول بغيرة جميلة خطفته بها أكثر وأكثر
- بحبكم و فيكم ايه،! هما من دلوقتي هيشاركوني فيك ولا إيه، لاااا اذا كان كده هاكلم الشركة تكنسل الطلبية
أخذ يقهقه بصوت رجولي ليمسك رأسها ورفعه نحوه واخذ يداعب أنفها بخاصته بمشاكسة وهو يقول
- بعشقك يا ريهامي
حركت رأسها بنفي وقالت بدلال
- لاء قولي مارشميلوا، بحبها منك أكتر.

- وانا بحبها اكتر لما أدوقها، قالها وهو يطبع شفتيه على شفتيها ليبدأ بتذوقها كما لم يتذوق من قبل فهي حلاوته المفضلة، ناعمة ورقيقة كسكر النبات
. وطرية كالمارشميلوا
الثنائي العنيد حبهم تحدى العراقيل و المستحيل ليجمعهم بنهاية المطاف، ليتعلموا معا بأن العناد لا يجلب سوى العذاب، والفرصة الثانية هي لم تكن سوى منحة لقلوبهم ليتمتعوا ويستمتعوا بمعنى السعادة. لترتوى أرواحهم بها بعد حرمان وعطش
في شقة سارة.

- قاعدة كده ليه، قالتها سارة وهي تنظر إلى صديقتها كيف تجلس على الأريكة وتحتضن ساقيها وتضمها نحو صدرها
إعتدلت نور بجلستها وهي تقول بحزن حاولت أن تخفيه عنها
- مافيش
- مجاش مش كده، قالتها وهي تتفحص ملامحها
توترت نور من كلامها لتقول بإستفهام مصطنع
- مين ده؟
سارة بهدوء
- اللي مستنياه وكل شوية تبصي ع الساعة عشانه
نور بمكابرة و ضيق من نفسها لأنها مكشوفة بهذا الشكل
- إنتى غلطانة، أنا مش مستنية حد...

تجاهلت سارة ما قالته الأخرى لتكمل بتفكير
- تصدقي أنا كمان زيك مستغربة وقلقانه لأن الليلة مجاش يدق على بابك، زي كل يوم
نور بغضب
- هو حر، أكيد زهق
سارة بوسوسة
- أو في حاجة
لتقول نور بخوف شديد
- بعد الشر عليه، ماتقوليش كده، وتفولي عليه
سارة بتفكير
- أومال ليه إختفى ومالوش أثر
نور بزعل
- يمكن قرر ينساني
سارة برفض
- إياد قرر ينسى نور، امممم ماعتقدش، الإحتمال ده أصعب من المستحيل، أكيد في حاجة وحشة.

صرخت بها نور بقلق وصل لعنان السماء
- مااااتخوفنيش
سارة بمكر
- والله أنا قلت اللي حسيت بيه بس
نور برفض
- أكيد إحساسك غلط
سارة بدهاء
- يمكن إحساسي غلط، بس مستحيل إحساس قلبك ده اللي قاعد يغلي من القلق يطلع غلط، هما مش بيقولو قلب اللي بيحب دليله
صمتت ما إن وجدت نور تختنق بغصة ودموع عينيها تهدد بالنزول لتقترب منها وأخذت تربت على يدها وتقول بتشجيع
- روحيله
نظرت لها نور بذهول من طلبها.

- إنتى اللى بتقولي كده يا سارة، إنتى!
سارة بمراوغة
- أنا قولت روحيله مش قولت إرجعيله في فرق على فكرة، ودلوقتي قومي روحي إطمني عليه بس عشان قلبك يرتاح...
- إنتى شايفة كده، ما إن قالتها بتردد حتى أومأت لها الأخرى وهي تقول بتأييد
- أيوة شايفة كده. بس ماتتأخريش عشان مايفوتناش القطر، قدامك ساعتين بس يلا فزي قومي بسرعة.

- هواااا، قالتها نور وهي تنهض وتركض نحو الداخل لتغير ثيابها واللهفة رسمت على ملامحها لتنظر سارة إلى
أثرها بإبتسامة بسيطة وهي تقول بغموض
- كان لازم أعمل كده، عشان تسامحي يانور و عشان تضحيتي بنفسي ليكي ماتروحش ببلاش
مسكت هاتفها وبعثت رسالة ل نادية كان محتواها حرفين فقط...
(تم)
بعد ساعة من الزمن توقفت سيارة أجرة عند البوابة الخارجية لفيلا الهواري التي ما إن نزلت حتى فتح لها الحرس على الفور.

وقفت بمكانها وأخذت تنظر حولها بقلق وتوتر لا آخر له فقلبها بدأ يطرق كالطبول، لتتحرك قدميها بآلية نحو الداخل. لتحيط بها رائحة الزهور المعطرة التي تتفتح بالليل فقط لتنشر عبيرها بالأجواء...
لتدمع عينيها رغما عنها فهي كانت كل يوم تعتني بهم وتسقيها. لم تكون تتوقع في يوم أو حتى يخطر على بالها بأنها سوف تطرد من هنا...

زادت دموعها بالنزول وتوقفت عن السير ما ان وقع بصرها على المكان التي سقطت به في تلك الليلة المشئومة عندما أخذت تركض خلف سيارته وتتوسل به أن لا يتركها ويفعل بها هذا
أغمضت عينيها بقهر من تلك الذكرى لتحرك راسها بضيق وكأنها تطرد تلك الأفكار البشعة من رأسها
لتكمل طريقها نحو الداخل وهي تمسح دموعها فهذا ليس وقته الأن ولكن هناك شى لفت إنتباهها.

بالحديقة لتغلق عينيها قليلا لتنظر بتركيز ولكن سرعان ما فتحتها برعب وأخذت تركض نحوه ما أن وجدت معشوقها مستلقي على العشب الرطب بهذا البرد
بالتأكيد قد أصابه مكروه
وصلت عنده وجلست على الأرض وأخذت تحركه وهي تبكي وتنادي عليه بهلع
- إياد، إيااااااد، حبيبي إصحى، مالك، جرالك إيه وااء
صمتت ما ان وجدته يحرك رأسه بإنزعاج ولكن ما إن رأها أمامه حتى نهض ليجلس بصعوبة و قال بلسان ثقيل
- ننن نور نننن نوري.

- حبيبي إنتى كويس. قالتها بدموع ولهفة محبة وهي تتفحص وجهه و جسده بيدها
- إنتى موجودة بجد، يعني نادية مكدبتش عليا لما قالت لو فضلت هنا وماروحتلهاش هي هتجيلك، ولا أنا بيتهيألي وهتختفي لما أصحى ويطلع كل ده كدب
- لاء مش هاختفي، أنا موجودة بجد ياعمري حتى شوف بنفسك. قالتها وهي تمسك يده لتضعها على وجهها لتمررها على ملامحها من الأعلى إلى الأسفل
ليغمض عينيه وأخذ يكرر هذه الحركة لتنزل دموعه وأخذ يقول بخوف.

- نور
همست له نور بعشق
- ياقلبها وعمرها كله
- أنا خايف، قالها وهو مايزال على وضعه
نور بتساؤل
- من إيه
إياد بهوس
- خايف أفتح عينى وملقاكيش قدامي
نزلت دمعة منها لتمسك يده وتقبل أنامله لتبتلع غصتها بقهر على حالته التي على مايبدو بأنها تدهورت كثيرا خلال الأيام السابقة، وخاصة ما إن رفضت حتى أن تراه وتكلمه.

إقتربت منه بهدوء لتتلاشى المسافات بينهم وتختلط أنفاسهم ما أن وضعت شفتيها على خاصته وقبلته قبلة صغيرة جدا وسطحية هدفها منها الإعتذار عن ما بدر منها وما إن ابتعدت قليلا حتى فتح عينه ليمسك عنقها من خلف بيده وأخذ ينظر لها بعدم تصديق
وماهي سوى ثانية واحدة فقط حتى وجدت نفسها داخل أحضانه وهو يقول بفرحة جنونية
- أااااخيرا شفتك يانور أخيرا متسبنيش تاني أرجوكي أنا كنت بموت من غيرك.

بادلته نور الأحضان وهي تبتسم من بين دموعها لتدفن وجهها بعنقه بحنين. لتقطب جبينها بإنزعاج ما إن غزوتها رائحته التي لم تنتبه لها في الأول من شدة خوفها عليه...
كرمشت وجهها بإشمئزاز ما إن أخذت تستنشقه أكثر لتتأكد شكوكها، ويصبح الشك يقين. عند هذه النقطة دفعته عنها وهي تقول بغضب حارق
- إنتا شارب زفت مش كده
فتح فمه ليتكلم ولكن زم شفتيه واخذ ينظر لها كالطفل المذنب ما إن أكملت بضيق.

- إنت وعدتني إنك مش هتشرب تاني أبدا، بس أنا هاستغرب ليه لإن حضرتك ولا مرة وفيت بوعدك ليا
إياد بتوضيح
- ماتزعليش مني، مش هاعمل كده تاني أنا بس كنت كنت عايز أنساكي...
نور بإنفعال
- وياترى لما بتشرب السم ده بتنساني فعلا
- لاء، ما إن قالها بخفوت حتى قالت بعتاب
- أومال ليه لسه بتشربه ليه
إياد بجنون هادئ
- عشان دماغي تتقل وأنام من غير ما يوحشني حضنك.

مال بجزعه إلى الأمام لينظر إلى سواد عينيها الذي كان يلمع بذهول من ما سمعت ليقول بتساؤل
ياترى تعرفي أنا بحبك قد إيه، تعالي شوفي بنفسك
قالها وهو يمسك يدها لينهض بها ويذهب معها نحو غرفة بعيدة ومنفصلة عن الفيلا كانت تظنها مخزن...
ولكن ما إن وصل لباب الغرفة الخشبية وفتح بابها ودخل معها حتى دفعها بخفة نحو الداخل، لتقف بالمنتصف ثم ضغط على المقبس لينتشر النور الذهبي بالمكان.

تركها تتأمل المنظر وذهب هو نحو قنينة ماء صغيرة كانت موضوعة على الطاولة ليسكب الماء على رأسه و وجهه لكي يستطيع أن يكون معها بكامل تركيزه
أما نور أخذت ترمش بجفنيها بعدم تصديق لما ترى
ف المكان عبارة عن غرفة خشبية واسعة لايوجد بها سوى سرير والعديد، والعديد، من اللوحات لها، كانت صورها المرسومة بالرصاص تغطي الجدران، هذا غير اللوحات الزيتيه الملونة والتي زينت المكان.

صورة تضحك وصورة أخرى تلتفت مع شعرها الغجري وكأنها صورة تم إلتقاطها بعفوية ولكن لفت إنتباهها لوحة ضخمة مرسومة بالحجم الطبيعي وهي ترتدي فستان زفافها، وعلى مايبدو إنتهى منها اليوم
أخذت تقترب منها بخطاها لتوازيها طولا لتشعر بأنها تنظر إلى المرآة، لتلتفت نحوه وتقول من بين دموعها
- إنتا رسمت دول إمتى
إياد بحب.

- مش مهم إمتى يانوري المهم إنك عرفتي ولو جزء بسيط من حبي ليكي، إقترب منها وأخذ يفتح أزرار قميصه الأبيض المبتل ببطء وما إن انتهى حتى نزعه عنه وهو يكمل
شوفي أنا كمان رسمت أسمك على قلبي بس ده رسم مش وشم لأني عارف لو وشمته هتزعلي مني.

كان ينتظر رد فعلها على كل ما رأت ولكن لم يجد منها سوى الصمت، إنتظر أكثر ولكن الثواني أخذت تمر على قلبه كالجمر، لم يعد يحتمل أكثر ليمسكها بيد واحدة من مقدمة فستانها بإنفعال وسحبها نحوه بحركة سريعة لم يسعفها عقلها على إستيعاب ما حدث لتعرف شفتيه طريقها نحو ملاذه المستحيل
أخذ يتفنن بإظهار حبه لها وهو يقول من بين قبلاته...
بحبك، وعايزك، وهتجنن عليكي، مش هاستحمل بعدك أكتر من كده، نفسي تبقي ملكي فعلا.

أما نور كانت كالمغيبة عن الواقع ولكن إرتفاع رنين هاتفها جعل النواقيس تدق بعقلها وكأنها تحذرها لتضع يدها على صدره العاري وتدفعه عنها بقوة
إبتعد عنها ورجع خطوتين الى الخلف وأخذ يراقبها بأنفاسه اللاهثة ما إن أجابت على المتصل والتي لم تكن سوا، سارة التي كانت تقول
- إتاخرتي كده ليه القطر هيفوتنا
نظرت نور ل إياد لتقول بضعف
- مش هاقدر أسافر وأسيبه، سامحيني.

- ماشي، أشوف وشك بخير، سلام، قالتها سارة ثم أغلقت الهاتف وأخذت تستأنف طريقها في ساحة محطة القطار وهي تقول مع نفسها بإبتسامة وتسحب خلفها حقيبتها...
- كنت عارفة إن ده اللي هيحصل عشان كده قطعت تذكرة واحدة بس...
أما عند نور ما إن اغلقت سارة الخط حتى أنزلت الهاتف ببطئ عن أذنها ونظرها مازال معلق بروحها التي تتجسد أمامها.

ثواني معدودة لايوجد سوا لغة العيون بينهم لتتحرك نحوه بسرعة لتقبله بعمق وحرارة ما إن رمت نفسها بأحضانه. ليرفعها الأخر من خصرها وأخذ يدور بها وهو يبادلها بقوة أكبر و قبلات حارة لا بل بركانية أشعلت الأجواء ورغبة الحب التي كانت تتأجج بداخلهم لينعم الثنائي المجنون بأول ليلة لهم بطقوس ساحرة وبمكان لايقل تميز عن قصتهما...

هاهي نور أثبتت للجميع و للمرة الألف بأنها لاتستطيع أن تعيش دون مجنونها، ولا مجنونها يستطيع على العيش بدونها، نور وإياد، حكاية حب تجسد المعنى الحقيقي، بجنون الحب...
في محطة القطار...

دخلت إلى المقصورة الخاصةبها لتضع حقيبتها جانبا وجلست إلى جانب النافذة تنظر إلى الناس التي كان كل منهم منشغل بحياته ومشاكله الخاصة، هكذا هي الحياة عبارة عن إنشغال في إنشغال ودروس لا تنتهي إختبارات كثيرة كلما تجاوزت أحدهم تظهر أخرى
تنهدت بحزن وهي تفكر ماذا سيحدث معها الآن وماذا يخبئ لها القدر أكثر من هذا...

ولكن إنعصر قلبها بألم فظيع وخنقتها غصة كبيرة ما إن شعرت بأن القطار بدأ بالتحرك، وما إن بدأت سرعته تزداد بالتدريج
حتى بدأت أيضا دموع حارقة تملأ عينيها، لتضغط على شفتيها بقوة وهي ترفرف برموشها المبللة في محاولة لكبت رغبتها بالبكاء والصراخ بأعلى صوتها...
ترفض الضعف، ترفض الخضوع لقلبها. ولكنها لم تستطع مقاومة نفسها أكثر من هذا لتسند جانب رأسها على الزجاج وهي تقول بدموع بلكنتها البريطانية بتساؤل وحيرة.

- هل عمري كافي لنسيانك
- لا يوجد لك عمر لكى تعيشيه من دوني، قالها ذلك الرجل الذي يسند نفسه على باب المقصورة من الخارج، لتشهق بصدمة ما إن وجدته يلتفت و ينظر لها بإبتسامة ما إن ظهر وجهه لها
- أيمن!
دخل وأغلق الباب عليهم ليقف أمامها بطوله الفارع وهو يقول
- ياعمر أيمن كله
سارة بصدمة وإستفسار
- إنتا بتعمل إيه هنا
أيمن بحب مستفز
- أنا فمكاني الطبيعي واللي هو جنبك
سارة بغيظ.

- مش وقت محن دلوقتي وقولي عرفت إزاي إني هنا
أيمن بجدية
- أنا بعرف كل حركة بتعمليها. أيوة بعدت عنك أسبوعين بس عشان تفكري وتهدي مش عشان تسبيني وتمشي...
سارة بجدية لا تقل عنه
- بص يا إبن الناس أنا لا هسامحك ولا هغفرلك إرجع لحياتك وعيشها بلاش تضيعها بوهم إني ممكن أرجعلك
أيمن برفض لما قالت
- مش وهم، أنا عمري ماهتعب ولا همل ولا هزهق ولا هيهدالى بال غير لما أرجعك على إسمي من تاني
سارة بلا مبالاة.

- إعمل اللي إنتا عاوزه عمرى ما هكون ليك لو مهما تعبت عشاني و عملت المستحيل
- مش هكتفي منك يا سارة مهما يحصل، والزمن مابينا طويل. قالها وهو ينظر لها بإصرار عجيب لتبادله برفض قاطع...
مازال يعيش الثنائي الجريئ بين أمواج المد والجزر، فعلى ما يبدو بأن هذا العاشق سيذوق الويل من أنثاه الجامحة التي لا تقبل و ترفض الغفران.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة