قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثلاثون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثلاثون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثلاثون

أخذت تحرك رأسها وهي تأن من الألم، قطبت جبينها بانزعاج وهي تحاول ان تفتح عينيها بعد عدة محاولات حتى نجحت بذلك...
المكان هادئ جدا هدوئه موحش لا يوجد سوا صوت صفر الأجهزة التي حولها، حاولت ان تبتلع ريقها ولكن من العطش وجفاف فمها لم تستطيع، تشعر بظمأ شديد بل قاتل، شفاهها يابسة متشققة وأنفاسها ضيقة وأطرافها ثقيلة. لما كل هذا؟

بدأت تدور بحدقتيها بالمكان لتستكشفه وترى أين هي الآن، لم يستغرق منها سوا ثانية أو ثانيتين حتى تهافتت عليها الأحداث بالتدريج واحدة تلوى الاخرى...
أصوات كثير أحاطت بها
حفل نجاحها. رقص، سعادة، كارثة، شك، طرد...
قسوة، خذلان، ضياع، رصاص، دماء ااااء.

- سسس سارة،! نطقتها نور بصعوبة بالكاد هي سمعته من أثر البنج فهي للتو خرجت من غرفة العمليات لم تمر سوا ساعة، حاولت أن تنادي أحدا لم يسعفها صوتها. نزلت دموعها من طرف عينيها بحرقة وخوف هل حصل شئ لرفيقة عمرها
أخذت تنظر لجسدها بتفحص يدها اليمين ملفوفة بالكامل بالشاش الطبي وفخذها أيضا، كان جانبها الأيمن مشوه، حاولت ان تحرك قدمها لم تستطيع لتتأوه بخوف من محاولتها هذه...

نعم لاتشعر بالألم الشديد بسبب أن التخدير مازال ساري المفعول ولكن بدأ الألم يزداد مع الوقت ورأسها يؤلمها، رفعت يدها اليمنى و وضعتها على صدغها وتغمض عينيها بدوار ولكن سرعان ما فتحتهم بذبول ونعاس
ما أن دخلت طبيبة شابة ومعها أحدى الممرضات لتبتسم لها وهي تقول بعملية بلهجتها الإيطالية
- اوووه أميرتنا النائمة ها قد أستفاقت.

نظرت له نور باستغراب من تودد الطبيبة لها بالكلام ف بالعادة الطبيبة تكون رسمية بالتعامل ليأتي كلام الطبيبة متجاهلة علامات التعجب التي ظهرت على وجهها بشكل واضح
- أخبريني الأن بماذا تشعرين
لتقول نور بصوت مبحوح بعدما ابتلعت ريقها بصعوبة
- بب بالعطش الشديد.

- وماذا أيضا، قالتها الطبيبة بعملية وهي تنظر للممرضة لتدوين الملاحظات، ثم اخذت تسرد عليها بعض الأسئلة والاخرى تراقب علاماتها الحيوية لتعطيها مسكن لترتاح قليلا وبعض العقاقير حقنتهم بالمحلول الطبي المعلق
لتسألها نور بتعب- سارة،! هل هي بخير؟
الطبيبة بعملية- هل تقصدين التي كانت معك في الحادث اومأت لها بثقل لتنظر الطبيبة لحالتها لتنكر المعرفة خوفا على صحتها وقالت.

- لا أعرف فطبيب اخر مسؤول عن حالتها، ولكن على ما أظن بأنها بخير ولكنها لم تفق حتى الأن. والان سأذهب ولكن بعد ساعة سأتي مع فريق من الممرضين ليتم نقلكي لغرفة الأفاقة ما ان اتأكد من أن كل شئ على مايرام
قالتها بابتسامة بشوشة وهي تخرج ولكنها التفتت وكأنها تذكرت ذلك العاشق المجنون الذي يقبع خلف الباب وهي تقول
- هل تعرفين بأنك محظوظة جدا، بأن يكون لديكي زوج يعشقي لهذه الدرجة.

نظرت لها نور بهدوء لتكمل الأخرى، هذه اول مرة أرى رجل يبكي أمام الجميع من أجل زوجته لم يهتم بمظهره ولا بمن حوله، كنتي أنتى مركز أهتمامه وهو الأن يقف خلف هذه الباب ينتظرني بفارغ الصبر ان أأذن له بالدخول
أتعلمين كيف منعته بان يدخل هنا، لقد اخبرته اذا دخل سيؤثر هذا على حالتكي الصحية فتراجع عن طلبه على الفور و رضخ للقوانين...

- أرجوكي. لا أريد أن أرى احدا، قالتها بتعب حقيقي جسديا ونفسيا، روحها متعبة لا تحمل طاقة للمواجهة
رفعت الطبيبة منكبيها وهي تقول: لا اوعدك بهذا ف هيهات أن يصبر اكثر من هذا وخاصة عندما يعلم بأفاقتكي...
نظرت اليها الاخرى بقلة حيلة وبالفعل ما أن خرجت لم يمر سوا ثواني معدودة حتى وجدته يفتح الباب ويدخل لها بهيئة غير مهندمة، هيئة جعلتها تتذكر اولى أيامها معه...

أقترب منها بتريث فهناك خوف بداخله من رد فعلها على مابدر منه، جلس الى جانب السرير أرضا بصمت وكأنه طفل مذنب ينتظر عقوبته على فعلته، وبعينيه كان يتشرب ملامحها الشاحبة والمرهقة
صمت فقط، ما ان التقت نظراتهم ببعض لا يوجد سوا الصمت، لم يرى بمقلتيها سوا خيبة الأمل
اخذ يبحث بعينيها عن عتاب، نعم يبحث عن عتابها ف العتاب للمحبين فقط ولكنه لم يجده
أما نور قد رأت، ندم و وجع وتوسل وحزن وغفران.

لحظة، غفران؟ هل الأن ماترى صحيح هو يطلب منها العفو والغفران، من الذي أخبره بأنها قديسة أو ملاك
عند هنا ولم تتحمل اكثر أبعدت نظرها عنه بغضب بارد، غضب من نوع خاص حاول أن يقترب منها وان يضع يده على وجنتيها ولكن توقفت يده بالهواء ما ان نظرت له بتحذير قاسي مما جعل الدموع تتدفق وتملأ جفنيه ليقول بعدها بترجي بأن لا تفعل هذا به
- نوري
نطق لسانها بجدية تامة برغم تعبها
- أسمي نور
أومأ لها وهو يقول بعشق.

- أيوه إنتى نور، نور حياتي
نظرت نور له لبرهة ثم قالت بهدوء
- ياء الملكية مابقتش من حقك
حرك إياد رأسه بأصرار ورفض لما تقول
- لاااء إنتى كلك حقي
- كنت، ما ان قالتها بحزن حتى انحنى برأسه نحو يدها ليقبل باطنها بعمق وهو يقول باختناق
- كنتي ومازلتي حقي، إنتى حقي أنا، حق إياد وبس
وااااء صمت لا بل تجمدت الدماء بعروقه ما ان سمعها تقول.

- أوعدك، إني عمري ماهزعلك، أوعدك أني هكون حمايتك وسندك، أوعدك إني عمري ما هسيبك ولا هسمح بإنك تبعدي عني، هنفضل مع بعض لأخر العمر
صمتت قليلا ثم أكملت، مش كان ده كلامك، كاد أن يتكلم لكي يبرر موقفه ولكنها قاطعته بصوت مرهق
ومتألم، ساعتين، ساعتين مرت بس على وعودك دي والحمدلله عملت عكسها تماما
أخذت تتنفس من فمها وكأنها قامت بمجهود جسدي ثم أكملت بصوت مهزوز...

حلفت ماهتزعلني و زعلتني، وعدتني تكون حمايتي وسندي ولما أحتجت لحمايتك خذلتني. قولتلي مش هسيبك وسبتني، وقلت مش هسمح تبعدي عني بس اللي حصل مسكتني من يدي دي وقولتلي برا مش عايز اشوف وشك تاني...
صمتت لتستجمع أفكارها ولكنها أخذت تفتح وتغلق عينيها بنعاس فعلى مايبدو بدأ مفعول الدواء لتقول بحزن ونبرة صوتها تنخفض بالتدريج.

- عارف ده معناه إيه يا إياد، معنى ده انك أستغنيت عني وإنتا عارف اني معنديش مكان أروح ليه غيرك، ثم اكملت بين الوعي ولا وعي، أنا مستهلش ده منك، ماستهلش!
نزلت دمعة كانت معلقة بأهدابه لتشق طريقها بسرعة على وجنته بعدما غفت وتركته يتخبط مع نفسه من كلامها هذا ماذا يقول وماذا يفعل، محقة بكل حرف قالته، لا يوجد لديه مبرر.

أقترب منها بجذعه ليسند جبهته على خاصتها ويضع انفه على انفها وما أن أغمض عينه حتى بدأت تتساقط دموعه على وجنتيها، مذنب بحقها، كيف طاوعه قلبه على أذيتها أين كان رشده حينها كيف اظلم عقله عن نوره...
أستلقى الى جانبها بهدوء ليضع يده على وجهها ليديرها نحوه وأخذ يقبل جفونها النائمة وهو يقول بهوس.

- أوعي تسبيني يانوري مش هاقدر من غيرك والله، لو بعد ليله جنني، فأنتي هوستيني ولو بعدتي عني راح موت، والله راح موت لا محالة، إلا إنتى يا نور مش هقدر على بعدك، إلا إنتي
( يقال بأن كل ما تزرعه تحصده ولكن قمة الخذلان عندما تزرع الحب لمن تحب وتحصد في المقابل وجع لا أخر له )
في مكتب الطبيب المسؤل عن حالة سارة.

- أنظر الى هذه المنطقة الباهتة في التصوير الشعاعي لقد تهتك نسيج الرئة بشكل بشع وهذا مايسمى ب ( التمزق الرئوي )
أيمن بعدم فهم وخوف عليها: وماذا يعني هذا دكتور هل هو خطير؟

الطبيب بعملية بحتة: هذا يعني بأنها تحتاج الى وقت لكي تتعافى، إصابتها بالفخذ لم تكون خطيرة ولكن الرصاصة التي إخترقت الرئة سببت لها تمزق وتقطيع بالأنسجة مما أدى الى جرح نافذ و نزيف جعلها تتعرض لهبوط حاد بضغط الدم وانخفاض إيضا في نسبة الأوكسجين في الدم لديها.

و ما ان تم تشخيص الإصابة لقد قمنا أنا والكادر الطبي على تصريف السوائل من تجويف الصدر لإزالة الدم والهواء لهذا هي الأن تحت جهاز التنفس الصناعي لغاية ما أن نتأكد من أن الرئة أصبحت تستطيع القيام بوظيفتها دون مساعدة.

وبخلال هذه المدة سنحرص على عدم تحرك جسدها كثيرا لكي لا يعود النزيف مرة أخرى ويتخثر بنقطة معينه مما سيؤدي الى أستئصال فص رئوي ونضطر أن نعود الى نقطة الصفر في العلاج، وما أن تأكد بأن الجرح ألتأم سنجعلها تخضع لتمارين فيزيائية كعلاج طبيعي للتنفس. هذه صورة مبسطة عن حالتها بكل مصداقية
- صورة مبسطة! قالها بصدمة لينظر له وهو يقول بحزن. أريد ان أراها
تنهد الطبيب ونزع نظارته الطبية وهو يقول.

- في وضعها هذا مستحيل ولكن تستطيع أن تراها من خارج الغرفة فقط، وهذا لأجل سلامتها هي اولا
اومئ له بشرود ثم قال بلهفة وكأن هذا السؤال كان غائب عن فكره- حسنا ومتى ستستيقظ...
- ليس الأن، ما ان قالها حتى سأله برعب
- لما؟ لما لا تستيقظ الآن، اخبرني دكتور مابها زوجتي.

- أهدأ يارجال، ما بالك، لقد أخبرتك بكل شئ يخص حالتها ولهذا نحن نحرص الأن على جعلها نائمة لكي نستطيع السيطرة على أنفعالات جسدها، ف ألمها الآن لا يحتمل تحتاج الى يومين او اكثر لكي تفيق
نظر له أيمن بوجع يمزقه داخله الى أشلاء وهو يقول
- كم المدة الزمنية سيستغرق شفائها بالكامل
- من 3- 5 أسابيع، ما ان قالها حتى نهض وصافحه ليخرج بعدما شكره.

ليمشي الأن بممر المستشفى و دوامة كبيرة أخذت تدور به وهو يتذكر كلام الطبيب، ليتوقف امام غرفتها وينظر لها عبر النافذة ليصعق من ما رأى، تنام بجسدها الضئيل بأحضان الاجهزة بدلا من صدره
تلك الأنفاس الدافئة التي كانت تداعبه بها أصبح الأن مهدد بالأنحرام منها للأبد...
- يارب ماتمتحنيش فيها دي حبيبتي و نور عنيا، يارب ماتعقبنيش فيها، دي أغلى ما ليا، دي هي اللي أغلى من روحي وقلبي، على عيني بعادك عني ياعمري.

صمت واخذ ينهج ليرجف فكه، سند رأسه على الزجاج وهو يقول بصوت عالي نسبية. بصوت مجروح
- يااااا الله، ياااا الله، رحمتك
(ياالله وما خاب من قال يا الله ).

مضى الوقت، وبدأت تتحسن حالة نور يوم بعد يوم أما إياد كان يرافقها كظلها لا يتركها سوا ساعة أو ساعتين لإدارة أعمال الشركة الضرورية وما أن ينتهي يرجع إليها كالطفل الذي يهرع الى أحضان والدته وبرغم حالة نور النفسية التي مازالت كما هي ولكن لم تبخل عليه بالحنان برغم القسوة التي تتظاهر بها ولكن دايما ما تغلبها عاطفتها معه ولكنها لم تستطيع المسامحة وتشعر بالعجز عن الغفران...

وهذا شئ خارج عن إرادتها ما أن يحزن القلب يقفل الباب عليه ومهما طرق المحبوب لا يفتح له،
فاقت منذ أيام ولكنها مازالت تحت جهاز الصناعي للتنفس يقف ليل نهار أمام نافذتها ليستغرب هدوئها
الغريب وشرودها الدائم، ومع علمها بأنه يراقبها ولكن ولا مرة نظرت نحوه، لقد حرمته من النظر الى عينيه، وكأنها ترفض أن تلتقي عينيها به.

لقد حاول كثيرا ان يدخل ليراها ولكنها رفضت وما ان رفضت، حتى رفض الطبيب إيضا حفاظا على أنفعالاتها ونفسيتها، كاد ان يجن وقتها كيف ترفض، ألا تعلم بأنه سيموت شوقا لها ولرائحتها وان ينعم بدفئها...
ااااخ سارة لما عليك ان تكوني قاسية بهذا الشكل لما لا ترحمي فؤادي المعذب بعشقكي، لقد حرمته منها حقا الآن بالمعنى الحرفي و رفضته على العلن.

ولكن هل المحب في يوم ييأس لا بل يزداد اصرارا ليبدأ يراقبها كالمهووس من نافذة غرفتها، ليمر الوقت سريعا تغيب الشمس وتظلم السماء لتشرق مرة اخرى تعلن بها يوم جديد وكأن الزمان بدأ يجري و يسرقنا وقت الجميع إلا هو كانت تمر الدقيقة عليه بمقدار سنه في بعدها، كان يتألم على ألمها عندما تقوم بالتمارين الفيزيائية للتنفس مع المتخصصين، ال آآه التي كانت تطلقها من بين شفتيها، كالسهم يخترق قلبه الذي يهيم بها ليشعر أضعاف وجعها.

بعد مرور شهر على هذه الأحداث
- صرصورة،! صرخت بها نور بمرح وهي تدخل غرفتها الجديدة التي أنتقلت إليها ما أن تم شفاء رئتها بنسبة 90%
- نور، قالتها سارة ببتسامه مرهقة
- وحشتيني يقلب أختك، قالتها وهي تحتضنها بهدوء.

خوفا ان تؤذيها وما أن أبتعدت عنها حتى نظرت لها بحزن خفي فملامح صديقتها شاحبة كالموتى شاحبة بطريقة غريبة لم يسبق لها أن رأتها هكذا تحت عينيها هالات سوداء، وشفتيها كانت بيضاء كالثلج، لقد فقدت رونقها تماما وفقدت وزن بشكل ملحوظ، لتخرج من تأملها بها ما ان قالت الاخرى ببتسامة صغيرة
- حفظتي شكلي ولا لسه...
نور بحزن حالة ان تخفيه عنها وهي تقول بصدق
- والله يا سارة انا لو عندي اخت بجد ما كانتش هتبقا اعز منك.

سارة بصدق لايقل عن الاخرى: وانا كمان بحبك نور
نور بشقاوة تحاول ان تخفف بها عنها
- طب تتراهني اني بحبك اكتر
- انا اللي بعشقها أكتر من كل الدنيا وبتحدى أي حد ينافسني في حبي ليها، قالها وهو يستند بجسده على إطار الباب ويعقد ساعديه امام صدره أما عينيه كانت تعرف هدفها تماما وهي مقلتيها لتأسرهم لحظة من الزمن.

لحظة توقف بها الزمن، للحظة شعرت بأنها عادت الى المستشفى امام البوبة عندما رأته اول مرة، نفس الشخص ونفس الوسامة المهلكة ونفس الحب، ولكن هناك ضيف غير مرحب به هنا، وهو الانكسار
عند هذه النقطة أبتسمت من طرف شفتيها وهي تقول
باستهزاء: وانا بشهد على حبك ده
- اااحممممم طب أنا بستأذن، قالتها نور وهي تنهض وعندما لم تجد رد منهم وكأنهم لم يسمعوها انسحبت من بينهم بهدوء.

ليعتدل بجلسته ودخل وأغلق الباب وهو يقول بشغف عاشق وشوق لا حد له وهو يتقدم منها
- وحشتيني، وحشتيني ياصرصورتي، وحشتيني قد الدنيا دي كلها، وبحبك قدها أضعاف
لو تعرفي قلبي عم بيدق إزاي لما شفتك قدامي دلوقتي، إزاي قدرتي تحرميني منك لشهر، شهر كامل ترفضي تقابليني ليه...
ده إنتى وحششششششاااااني، عارفة يعني إيه وحشاني، يعني الشوق عمل معايا أحلى واجب.

وإنتي مارحمتنيش، ما رحمتيش ضعفي ولا نار قلبي اللي بس حضنك بيطفيها كنت عايز أكون معاكي بتعبك قبل راحتك...
جلس أمامها واحتصن وجهها بيديه وهو يكمل برغبة محب، كنت عايزك تنامي على صدري وأشبع منك، اااااخ مهما اوصفلك واقولك مش هقدر أوصلك شوقي تعرفي دي أنا أول مرة في حد يوحشني كده...
قبل وجنتها بقوة، قبلة طويلة زرعها على وجنتها ثم قال ما ان ابتعد قليلا...
وحشتيني يانبض قلبي ويا عذاب روحي.

- هههههههه ياااا عذاب الروح، قالتها بضحك خالي من الروح لتضع يديها على منكبيه وتدفعه عنها وهي تكمل بجدية
بص يا أيمن أنا شبعت من كلامك اللي عكس تصرفاتك وعكس اللي عشته معاك تماما، أنا ماعنديش حاجة أقولها غير، طلقني...
ترددت الكلمة الاخيرة التي قالتها بالمكان لينظر لها بصدمة ثم تحولت نظراته لعتاب ما أن اومأت له لتؤكد ماسمعه وهي تكمل بنفس الجدية.

أنا مافضلش عند حاجة اخسرها اكتر من اللي خسرته، حتى صحتي إنتا أخذتها، وعلى ما أظن
وزي ما فهمت أن إياد عرف ان عز هو اللي بعت نور يعني مافضلش حاجة تهددني فيها عشان ابقا معاك
- سارة أسمعيني و أديني اااء.

قاطعته بنبرة قوية جعلت صدرها يؤلمها من جديد: هطلقني، انا مابقاش عندي أستعداد اني أعيش يوم واحد تاني معاك، ومن الاخر كده أنا مش هسامح ولا هقدر وضعك ولا هحط العشرة بين عنيا ولا بقيت عايزة حبك مابقتش عايزة حاجة غير أني اخلص منك، شوفت وصل فيا لفين
- ماتدبحنيش، ما أن قالها بقهر حتى قاطعته مجددا بانفعال.

- لو ااااانا ذبحتك مرة أنتا ذبحتني الف مرة، من لا يرحم لا يرحم، عارف فين كانت مشكلتي كنت دايما بصدق وبآمن بالخرافات، صدقت أن المسخ اللي جواك لو لمست جرحه وبسته هيتحول لأمير وهتحسدني الناس عليه...
بس اللي حصل المسخ ده سممني، موتني بالبطيئ بصلي وشوف بعينك سمك ده عمل فيا ااايه، بصلي وقولي مين دي، إنتا عملت فيا إيه، لاء استني السؤال غلط لازم أقول ياترى فضل أيه معملتوش.

ده إنتا ماسبتش حاجة بشعة وتكسر وتأذي وبتذل وماعملتهاش فياااا. إنتااااا عذااااااااابي
قالت الأخيرة بصوت عالي نسبيا جعلتها تسعل بشده مما جعله ينتفض من مكانه حتى يقترب منها ولكنها منعته بيدها من الاقتراب منها...
نظر لها بعجز فسعالها لم يهدء وانفعالاتها أخذت تزداد.

ذهب بسرعة وضغط على زر احمر بجانب السرير لتأتي الممرضة مسرعة وما أن رأتها حتى وضعت لها جهاز التنفس لتهدأ نوبة سعالها قليلا وبالفعل دقيقة والاخرى هدأت لترجع بجسدها بتعب ونظرها عليه ليقترب منها ليجلس امامها نصف جلسة
- حاضر هعملك إللي إنتى عايزة
ما أن قالها بصعوبة وغصة حتى نهض وخرج بسرعة وكأن شياطين الجن والانس تلاحقه يريد الذهاب لمكان عالي والصراخ بأعلى صوته.

غافلا عن تلك التي كانت تقف خلف الباب فهي عادت ما ان اكتشفت بأنها قد نست هاتفها بالداخل لتستمع الى كلام صديقتها كله وكيف تزوجت الاخر مرغمة فقط لكي لاتنكشف هي...
في فيلا الهلالي كانت اوضاع ثنائي العنيد خلال الشهر الذي فات هادئة نوعا ما فكل منهم كان نشغل بعمله ولكن لم تخلوا من جنون ريهام وهرموناتها.

- يعني يا يونس انا كده خسرت أبني خلاص ده رافض يبص في وشي حتى، صدحت نادية بهذه الكلمات بحرقة قلب فهي لا تصدق كل مايحدث معها قضت شبابها وسنوات عمرها كلها تنتظره وما أن تجده يتركها بهذه السهولة
يونس بلوم: ياما نصحتك وقولتلك بس إزاي نادية هانم تسمع من حد فضلتي تزني زي الدبور لغاية ماهديتي كل حاجة
نادية بضيق- يونس أرجوك أنا مش ناقصة حد يزيد عليا والله انا فيا اللي مكفيني، بقا أبني يشيل عليا بقلبه كده.

يونس بخبرة كطبيب نفسي- أبنك محتاج شوية وقت ويرجعلك بس الاول حاولي تصالحي نور وتكسبيها...
نادية بمكابرة: انا مغلطش بست الحسن والجمال عشان اصالحها، انا وقع تحت يدي أوراق بتنص على أنها نصابة وانا بلغت إياد باللي شفته وبس كده
يونس بسخرية صريحة: وبس كده،؟ ناااادية بلاش الشويتين دول عليا، حطي عينك في عيني كده، يعني ماحطتيش لمسات من كيد الحموات على الحكاية وشعللتيها فوق ماهي مولعة.

- هاا، قالتها نادية بتوتر وتهرب ليبتسم لها أبتسامة عريضة متصنعة وهو يقول
- لاء طالما فيها هاا يبقا أنا صح، صح ياندوش
نادية ببراءة لا تصل لها بصلة بتاتا
- لا والله، هو انا وش كده، بس كل اللي يوسف قالي عليه، روحت ونقلته بالحرف ل إياد.

- نقلتيه بالحرف لأن اللي قاله كان جاي على هواك ياندوش، ولا نقول ياعصفورة. أما يوسف ده بقا، ااااخ متفكرنيش بنذلته، بس أيه شفيت غليلي منه وأديته حتة علقة انما ايه هتخليه شهر بالبيت
نادية بلامبالاة: يستااااهل ده هو السبب ان علاقتي بإياد تخرب
يونس بعدم أقتناع: هو السبب ولا إنتى اللي كنتي اااء
قاطعته نادية بضجر: ماااا خلصنا بقا يافيلسوف
زمانك، وقولي اعمل ايه عشان اكسب إياد تاني
ليقول يونس بجدية تامة.

- رجعي نور ل إياد
نادية بشرود: تفتكر هيسامحني بعدها
يونس بثقة كبيرة
- أفتكر! ده انا متأكد
نادية بتفكير- طب أصلحها إزاي
يونس بجدية: البنت محترمة يا نادية وقلبها طيب كفاية أنك تروحيلها وتكلميها بحب وأحترام وهي أكيد هتقدر ده
نادية بموافقة: ماشي ربنا يسهل، بس بقولك إيه خف شوية على ريهام وبطل تجيب سيرت نور قدامها أحسن تقلب عليك دي بقت بتغير مني انا
يونس بتهكم: سيرة نور بس، قولي سيرة أي ست بتنرفزها.

اخذت تنظر نحو الاعلى وتقول- ألا هي فين صحيح
يونس بتنهيد ضجر: فوق. من ساعة ما رجعنا من الكشف وهي ساكته
- ساكته، قالتها نادية برفع حاجب سرعان ماضحكت وهي تكمل، هههههههه يبقا ناويالك على مصيبة ده العادي بتاع ريهام.
يونس بغيظ- مصيبة! روحي ياشيخة ربنا يفتحها بوشك زي مافتحتيهالي، دي حامل بقالها شهرين بس وجننتني كده اومال لغاية ما تصل الشهر التاسع هتعمل فيا ااايه.

نادية بضحك وإستفسار- هههههههه ربنا يعينك على مابلاك إنتا هببت إيه معها بس
يونس بتوتر خفي: احممم طلعت انا والدكتورة بتاعتها
معرفة قديمة فلما شافتني. باستني، فعلى ما أظن ان بنت حضرتك معجبهاش الوضع ورفضت تكشف عندها وخلتنا نرجع البيت وإلا هتجيبها من شعرها
نادية بشماته: يبقى هتبقى ليلتك سودة معها يا أبن الهلالي تعيش وتاخذ غيرها
يونس باندهاش وخوف مضحك- ااايه الفال ده.

نادية بقصف جبهات: أهو زي وشك ياحبيبي، ربنا يقويكي ياريهام يابنت قلبي وتهديه كمان وكمان.
سلام، قالتها وهي تخرج بتشفي
فتح فمه بذهول هل هي الأن كانت تقف امامه وتبتسم له بشماته، عض على شفته السفلية بغيظ ثم نظر نحو السلم ليتأفأف ثم صعد بتثاقل فهو يعلم بأن هناك ليلة متعبة خلفه ف ريهام لن تمرر ما حدث على خير.

فتح الباب بهدوء وما ان دخل حتى تفاجئ بكتلة من الجمال والأنوثة أمامه، تحركت قدميه نحو السرير ونظره مازال معلق بها فقد كانت تجلس أمام مرآة الزينة وهي ترتدي قميص نوم ذهبي اللون مع شعرها الأسود، لتبدء بوضع المسكارة على رموشها الطويلة لتزيد من سحر نظراتها...

ثم اخذت ترسمي شفتيها بلون أحمر ناري جعلت يونس يعتدل بجلسته وهو ينزع سترته بحرارة ويرميها بأهمال ع الأرض ليبقى بالقميص والبنطال وهو يقول بحماس مضحك و وقح
- والله العظيم مش محتاجة كل ده يا مارشميلوا. ده إنتى قمرين، جمالك رباني، وبعدين كل التعب ده ليه وهو هيروح من أول بوسة
أبتسمت بغرور وهي تلتفت قليلا برأسها للخلف لتنظر له من طرف عينيها الكحيلة وهي ترى حالته عليها.

ثم نهضت بدلال عن مقعدها وأخذت تنظر الى انعكاس صورتها بالمرآة وهي تداعب خصلاتها الحريرية و تقول بنعومة
- يعني عجبتك
ليقول يونس بأعجاب واضح: بطل، عودك بطل
ريهام بمغزة- طب والدكتورة
يونس بتوتر: دكتورة! ااااه
ريهام بترقب: اه إيه...
- مافيش يقلبي وبعدين دكتورة مين اللي تقارني نفسك فيها
ما ان قالها يونس حتى وجدها تقول بنبرة هادئة تحمل بين طياتها تهديد صريح وخطير أستشعره هو.

- أنا مابقارنش. ياحبيبي. انا بس عايزة اقولك خذ بالك، موقف النهاردة لو أتكرر هتوحشني ياغالي وهقرأ على روحك الفاتحة
- أعوذ بالله ستات يتخاف منها بصحيح، قالها بصوت خفيض مضحك ثم نظر لها وهو يقول. مالك ياحبيبتي مالك ياريري، في حاجة؟
- مفيشششش، قالتها بحدة و رفع حاجب جعلته يبتلع لعابه بتوتر من ما هو قادم ولكن سرعان ما فتح عينيه على وسعهما ما أن سمعها تقول
- تحب، أرقصلك
نظر لها بصدمة من تغيرها وهو يقول.

- نعم، ترقصي وإنتى حامل
ضربت شعرها ليرتد الى الخلف بدلع وهي تقول
- خلاص مالكش في الطيب نصيب
ليقول يونس بلهفة: لااااا ليا وحياتك ليا. أرقصي و وريني الجمال اللي على حق
أبتسمت له ريهام بتوعد ثم ذهبت نحو مسجل الأغاني بخطوات مدللة وما أن ضغطت زر التشغيل حتى صدحت الموسيقى بأرجاء الغرفة...
(اغنية مسيطرة)
لتتمايل بجسدها ببطء وهي تربط شال على خصرها
وهي تغني مع الأغنية.

- مسيطرة، همشيك مسطرة، قالتها وهي تغمزه ثم اخذت تقترب منه وتكمل بثقة، هخليك لو شفت في شارع بنت تبص لورا
مالت عليه و مررت كفها على وجنته وهي تغني بدلع، أيوة أنا مسيطرة، ثم مسكت مقدمة قميصه وسحبته نحوها وأخذت تداعب أنفه بأنفها وهي مازالت تغني بمياعة، يا حتة سكرة
سحبته معها لينهض عن السرير ويقف أمامها وهي تكمل وكانها توجه رسالة صريحة له...

طول ما أنت معايا تمشي على هوايا أنا متكبرة، (أنا متكبرة، أنا متكبرة)
حررت قميصه والتفتت وهي تسند ظهرها على صدره بعدما وضعت شعرها على كتف واحد، لتكمل بتمايل، في حاجات حذرتك منها، أستدارت له مرة اخرى واحاطت عنقه بذراعها اليمنى، وعينيك الزايغة هتلمها؟
أنا قلبتي مانتاش قدها، قالتها وهي تداعب ذقنه الكثيفة بحرارة لتدفعه عنها بقوة ليجلس على السرير ما ان قالت، أنا واحدة الغيرة في دمها.

كاد ان ينهض ولكنها منعته وهي تميل بجسدها عليه وتسند يدها على صدره بحميمية وتقول...
إستنى أنا لسه بكلمك، ولإمتى أنا هفضل أفهمك؟
اخذت تنظر الى عينيه بقوة ممزوجة بحب لتقول...
من يوم ما قابلتك قلت لك لو بصيت برة هزعلك، (لو بصيت برة هزعلك)
كاد يونس ان يقبلها ولكنها دفعته عنها ليستلقي وهي تستقيم بطولها بغرور، مسيطرة، همشيك مسطرة.

- بسسسسسسس، قالها وهو يمسكها من رسغها ليسحبها نحوه ليسقط جسدها عليه وماهي سوا ثانية وكان قد قلب الوضع وأصبح هو من يعتليها
لتنظر له كالفأر الذي وقع بالمصيدة
- في إيه لسه الأغنية ماخلصتش
يونس بحرارة و إعجاب: بس انا جبت اخري وصبري خلص يامسيطر إنتا ياجامد
ريهام بتهرب مضحك: اايه ده هو إنتا صدقت ده أنا بهزر، ايه مابتهزرش يارمضان
اخذ يتحسس شفتيها ذات الاحمر النار، يالله كم هذا اللون مستفز ليقول بتمني.

- لاء بهزر يا رمضان بس ساعات الهزار التقيل يقلب بجد واللي بيقلبه يتحمل قلبته
ريهام بدلع- إزاي بقا يقلب، فهمني
- يقلب كده، قالها وهو ينحني نحو شفتيها ليكتم أنفاسها بعمق وما ان أبتعد حتى حاوطت عنقه بذراعيها وهي تقول بشقاوة
- بقولك إيه ماتوريني يقلب جد إزاي، أصلي مافهمتش من اول مرة
يونس باستغراب مصطنع: اايه ده مافهمتيش!
ريهام بنفي مغري: تؤ، تخيل، يرضيك كده.

يونس بوقاحة: لا ميرضنيش طبعا، متخافيش انا معاكي للصبح هتفهمي يعني هتفهمي، ااااه انا بالشرح ماعنديش ياما أرحميني...
- ههههههههههههههه، ضحكت بها ريهام بدلع ليتنهد بحرارة ثم أنحنى مرة اخرى ليقبلها بعمق يعبر به عن حبه وجنونه بها بعدما قال بحماس
- اااااالعب يامسيطر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة