قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث

مرت الأيام و كانت نور تلازم إياد وتهتم به بشكل يومي أكثر من ذي قبل. تعامله وتراعيه كالطفل كل طلباته مجابة حتى طعامه أصبحت هي من تهتم به وتصنعه له خصيصا وهي في كامل سعادتها، طوال اليوم معه ولا تتركه حتى ينام ولما لا فهو معشوق الروح
بعد مرور أسبوع على حالته هذه. في المستشفى بالتحديد في غرفة إياد الهواري.

كان يمضي الأوراق التي أمامه واحده تلوى الاخرى بعدما درسهم ودققهم وراجعهم مع مدير أعماله وما إن انتهى حتى رفع رأسه له ليقطب جبينه وهو يراه يسترق النظر إلى الخارج وكأنه يبحث عن شئ.
نزع نظارته الطبية و وضعها على الطاولة امامه وهو يقول بتساؤل وشك من حالته هذه التي ولأول مرة يراه عليها: في إيه يا أيمن مالك من وقت ما دخلت وإنتا بتبص ع الجنينة هو انتا ضيعت حاجة هناك ولا إيه.

نظر له أيمن بتوتر ثم أخذ يحمحم ويقول بجدية
- إحمممم لا أبدا ياباشا مافيش حاجة...
- طيب عملت اللي قولتلك عليه، قالها إياد بترقب
أومئ له الآخر بتأكيد وهو يقول بعملية
- أتنفذ بالحرف
نظر له إياد باستغراب
- طب كويس، طالما كل حاجة ماشية تمام إيه اللي جابك النهاردة ماكنت تقدر تمضي بمكاني بالتوكيل اللي معاك، دي تالت مرة تجيني هنا في الاسبوع ده مش من عوايدك يعني...

عم الصمت على المكان لثواني معدودة حتى وجده ينطق بمراوغة ليغير مجرى الحديث وكأنه لم يسمع ماقال
- معلش في الكلام اللي هقوله ياباشا، الدكتور أكد إن حضرتك إتعافيت من الإدمان ليه لحد دلوقتي ماخرجتش من المستشفى. وحالتك بقت أحسن بكتير في الموضوع إيااااه
غامت عينيه بحزن وهو يقول: قصدك موضوع ليله، مش كده، الموضوع ده مالوش علاج بالنسبالي. عمري ماهنساها نقطة وأول السطر وإنتهينا ياريت تفهموها بقا.

تحرك أيمن نحوه وهو يقول بتحفيز وتشجيع بأن هناك أمل ما إن لاحظ حزنه
- لا مانتهيناش ولا حاجة وكمان في علاج، تعرف ياباشا إني في مرة شفت دكتور ع التلفزيون كان بيقول علاج جرح الحب هو الحب...
إبتسم إياد بسخرية من طرف شفتيه ما إن فهم مقصده وأخذ يقول.

- إنتا متأكد يا أيمن إن الدكتور هو اللي قال كده، وبعدين صدقني اللي يجرب لوعة الحب زيى مستحيل يكرر الغلطة دي مرة تانية، بعد ليله مافيش حد. سامعني مافيش، ده مستحيل يحصل أصلا
قال الأخيرة بإصرار غريب مما جعل تلك التي تقف عند الباب تتسمر بمكانها وهي تستمع إلى كل كلمة يقولها باختناق.

رفعت نفسها ونظرت له عبر النافذه الصغيرة الموجودة في الباب لتقول بشرود بعدما أخذت تمشي نحو غرفة الاستراحة وما إن دخلت حتى رمت نفسها على سريرها الصغير
- المستحيل مع الأيام هيبقى ممكن يا إياد وبعده هيبقى أكيد، أنا عارفة إني ظلمت نفسي بحبك بس عهد عليا ما انا سيباك إلا وانتا بتحبني أضعاف مابحبك...
أما عند إياد نهض عن كرسيه بضيق وهو يقول.

- أيمن، حل عن نفوخي دلوقتي. حب إيه اللي بتقوله ده وأنا هنا بين أربع حيطان.
ربت أيمن على كتفه بهمة وهو يقول بمزاح نادرا مايرى به: الحب في كل مكان ياباشا وبعدين أنا ملاحظ إن الممرضات اللي هنا بسم الله ماشاء الله يفتحو النفس دا أنا بفكر أجي أحجزلي أوضة هنا يمكن حد ينتص في نظره ويحبني.

إلتفت له إياد بصدمة ممزوجة بغضب من كلامه عن اي ممرضات يتكلم هل هو يقصد نور بكلامه هل هو رأها، هل أعجبته أم ماذا أم أن كلامه هذا عفوي خرج من فمه لا أكثر.
ما إن طال الصمت بينهم حتى وجد الآخر يقول بعدما حمل الأوراق والملفات و وضعها داخل الحقيبة السوداء.

- أنا كده تمام خلصت اللي جيت عشانه، والشغل ماشي زي الساعة وكلها أسبوع ويتم نقل كل الشغل بشكل رسمي على هنا وحيبقا مش ناقصه إلا حضرتك. وأي حاجة جديدة تحصل حبلغك فورا. عن إذنك
وقف إياد بمنتصف غرفته بعدما خرج الآخر لا يعلم لما يشعر بأن هناك نار موقودة بداخله لا آخر لها، ياترى ما سبب هذا الشعور؟

في الأسفل خرج من مبنى المستشفى الرئيسي وتوجه إلى الخارج ليمر بالحدائق الكبيرة وهو ينظر هنا وهناك لقد أتى ثلاث مرات في هذه الأسبوع فقط من أجلها هي من أجل ان يرى تلك الجريئة والمجنونة بتصرفاتها ولكن ماجعله يشعر بضيق حقا هو أنه لم يلمح طيفها حتى ولو من بعيد طول هذه المدة. هل من المعقول أن تختفى من المشفى بهذا الشكل.

. أخذ يتأفأف بانزعاج فهو لايعرف ما سر إصراره على رؤيتها ولا يهمه فهو الآن كل مايريده أن يراها فقط دون أي أسباب...
حاول أن ينفضها من رأسه وأكمل طريقه وهو يفكر بها رغما عنه وما إن وصل إلى مكان موقف السيارات حتى تفاجئ بتلك التي قلبت كيانه رأسا على عقب تجلس على سيارته بكل ثقة ممزوجة بشقاوة.

إقترب بخطاه منها بهدوء وهو ينظر إلى هيئتها من خلف نظارته السوداء ببرود ظاهري على عكس لهفته الداخلية فقد كانت ترتدي هوت شورت من الجينز الغامق الحبري مع بدي فضفاض ابيض بحمالات رفيعة مع شعرها الغجري المصطنع لتبادله النظرات وهي تهيم بهيئته المهلكة أخذت تبتسم له برقة ما إن وجدته يقترب منها أكثر حتى أصبح أمامها تماما...

رفع حاجبيه باستغرب من وقاحتها فهي لاتخفي إعجابها به أبدا بل تدقق بنظرها عليه بإعجاب صريح ولكن مازاد إستغرابه حقا هو عندما رفعت يدها أمامه لتصافحه وهي تقول باللكنة البريطانية
- هاااااي أنا سارة وأنت من تكون.

- اهلا انا أيمن، قالها بكل برود وهو يصافحها بجفاء وما إن لمس يدها الصغير البيضاء الناعمة حتى سحبها منها برفق لينزلق جسدها عن سيارته وتقف أمامه ولكن كان فرق الطول بينهم كبير فرأسها بالكاد يصل الى أعلى كتفه.

اما سارة حدث ولا حرج فقد كانت تذوب من قربه الذي غطى قامتها تماما. رفعت يدها وسحبت نظارته عنه بدلال وتحدي لتلتقي عينيهم لأول مرة لتقول بعدها وهي تغوص داخل عينيه الذي تشبه اقراص الشمس المشتعلة وقت الغروب
- سعدت بلقائك أيمن...
ثم أخذت تبتعد عنه و تعود إلى الوراء بخطوات مدللة ونظراتها الماكرة مازالت متعلق به لترفع نظارته أمامه وهي تقول بمعنى واضح لما تريد.

- لو كنت تريد إستعادتها تعالى في الغد وخذها سأنتظرك على الغداء بمطعم وجبات السريعة القريب من هنا...
إنتظر سأكتب لك العنوان كي لاتنساه، قالتها وهي تقترب منه بسرعة ونزعت القلم من جيب قميصه ومسكت كفه وأخذت تدون عليه عنوان المكان، وما ان إنتهت حتى أرجعت القلم له مره أخرى وهمست له بنعومة قبل أن تختفي من أمامه، سأنتظرك...
كل هذا وهو يراقبها فقط.

كاد أن يلحق بها ولكن منع نفسه عنها عنوة نظر إلى كف يده بتمعن ثم رفع نظره إلى مكان اختفائها لايصدق السعادة التي غمرته من رؤيتها فقط...
حركاتها الجريئة التي تزينها بعفويتها زادتها فتنه بنظره...
زفر بحرارة ما إن تذكر قربها وملمس يدها الناعم وبياض بشرتها التي تنافس الثلج بياضا يااالله متى سيأتي غدااااا تنهد بصبر وصعد سيارته لينطلق بها بسرعة وتفكيره كله مع تلك الجنية التي ظهرت له من العدم.

أما سارة وضعت نظارته فوق رأسها وأخذت تمشي بحماس بالحدائق وأخذت تستنشق الزهور واحدة تلو الأخرى وكأنها نحلة تتنقل بين رحيقهم...
ثم توجهت إلى الداخل وصعدت إلى الأعلى بخطواتها المرحة تود لو تصرخ بأعلى صوتها وتعبر عن سعادة قلبها الآن
. دخلت غرفة الاستراحة و أخذت تدور حول نفسها بفرحة لاتوصف لتتفاجئ ب نور تستلقي على سريرها، إقتربت منها وجلست إلى جانبها هي تقول بترقب لرد فعلها
- تعرفي أنا عملت إيه.

إعتدلت الأخرى بجسدها وقطبت جبينها بإستفهام وهي تراقب هيئتها
- شكلك عملتي مصيبة وبعدين مش لابسه البالطو ليه هتتعاقبي كده وهيتخصملك كمان. لو شافك مستر بعبع واااا...
قاطعتها سارة وهي تحرك يدها بلامبالاة وتقول
- سيبك من كل ده، وركزي في اللي هقوله انا أخيرا إتجرأت...
رفعت نور حاجبيها بصدمة ممزوجة بسخرية من ما سمعت وهي تقول.

- يعني إااايه أخيرا إتجرأتي ياأستاذة شيرين عبدالوهاب. قال يعني بتتكسفي أوي، ربنا يستر أنا مش مطمنة، عملتي اااايه...
- أنا هقولك بس لا عايزاكي تتعصبي ولا تتنرفزي ماشي
قالتها سارة وهي تحاول النهوض لتهرب من أمامها لتمسكها نور بسرعة من منكبيها وهي تقول بإستجواب
- على فين بس، تعالي هنا و قوليلي يابت هببتي إيه أحسلك
سحبت نفسها من بين يدين الأخرى وما إن نهضت حتى قالت بإندفاع.

- أنا معملتش حاجة غير إني روحت وقعدت ع عربية المز اللي قولتلك عليه وإستنيته لغاية أما جيه وعرفته على نفسي وسرقت منه نظارته وقولته لو عايزها تعالى قابلني بكرة وإديته العنوان...
نور بذهول من ماسمعت: نعمممممم يابت الدمنهوري.
هو عشان إنتى عايشة هنا كم سنه هتنسي أصلك وتعيشي زي اللي هنا وتروحي تديلو معاد
سارة بتأكيد.

- وليه لاء، فين الغلط في كده، واحد وعجبني ودي أول مرة تحصل أسيبه يروح من يدي يعنى وأفضل أتعذب زيك...
نور بعدم استيعاب
- سارة. إنت كنتي عاقلة وبتنصحيني إيه اللي جننك بس.
- أفهمي بقا. الواد بصراحة عجبني جدااااا وكان نفسي بجد إني اقابله مرة تانية، مش هقولك حب لا ده إعجاب بس جامد حبتين. فاقولت أشوفه. يشوفني. يعنى ندي لنفسنا فرصة يمكن تضبط، قالتها بكل بساطة مما جعل نور تتنهد وهي تقول بمسايرة الأخرى.

- ماشي ياقلبي بس كان لازم هو اللي يبدأ مش إنت
- بطلي تفكري زي بنات الشرقين، لازم هو اللي يبدأ وهو اللي يتعب وهو اللي يحاول، صدقيني هنا مش هتفرق مين اللي يبدأ المهم النتيجة إدعيلي انت بس ومتشغليش بالك بيا. ماشي ياقلبي، قالتها وهي تسحب المأزر الطبي وتخرج لتباشر عملها
أخذت نور تمرر يديها على وجهها أكثر من مرة وهي تقول بضيق
- ياخوفي من مزيج الشرق والغرب إللي انت فيه ده.

(ملاحظة: والدة سارة بريطانية و والدها مصري منفصلين منذ أكثر من عشر سنين )
نهضت ودخلت إلى الحمام وأخذت تغسل وجهها عدة مرات ثم خرجت تجففه لترفع شعرها بإهمال على شكل كعكة و إرتدت هي أيضا مأزرها وخرجت لترى جدول أعمالها فوقت الأستراحة إنتهى منذ مايقارب النصف ساعة.

مر الوقت عليها وهي تتنقل بين غرف المرضى لتعطيهم الدواء وما إن إنتهت حتى عادت إلى نقطة تجمع الممرضين لتسجل المواعيد الجديدة وهي تحاول على قدر الإمكان إخراج إياد من تفكيرها وأن تشغل نفسها
ولكن المكان كان خاليا دخلت وأخذت تسجل كل شئ بدقة لتخرج من تركيزها وإندماجها هذا. على صوت ذلك الذئب البشري الذي لايكف عن اللحاق بها كلما سنحت له الفرصة
- رائحة عطركي مميزة جدا أيتها الشرقية
إلتفتت له وهي تقول بانزعاج.

- هي إيه حكاية الشرقية دي اللي بتقولها ع الطالعة والنازلة ده انتا حتى عديت سارة
نظر لها مايكل مسؤل القسم بإستفهام مما تقول: what
- صوته عليك الساعة واحدة الظهر يابعيد قول آمين. قال واط قال. قالت الأخيرة بغيظ وهي تسحب مقدمة مأرزها بإختناق منه
قطب جبينه وقال وهو يقترب منها ونظراته الوقحة تتفحصها بدقة
- أنا لا افهم ماذا تقولين أيتها الشرقية.

كادت أن تتجاهله وتتخطاه إلا أنه حاول أن يمسك ذراعها ليتفاجئ بها تلتفت له و ترفع سبابتها أمام وجهه بغضب شديد وهي تقول بشراسة غريبة لم يراها من قبل عند أي فتاة
- إياك وأن تلمسني. أفهمت. إياك ان تفكر أن تفعلها حتى.
- ماذا يجري هنا، قالها دكتور يونس الهلالي نائب مدير العام وهو يقف عند الباب بهيبته وضخامته المهيبة
لينطق مايكل بسرعة وهو يذهب نحوه و يقول.

- لا شئ يذكر دكتور كنت فقط أبلغها بأن تاخيرها كل يوم سيجعلني أرفع بلاغ بها لإدارة المشفى. وأن هذا أخر تحذير لها
أومئ له يونس بهدوء بعدما ألقى نظرة على نور التي تكاد تتميز غيظا من الأخر ثم إلتفت وأخذ يكمل جولته المسائية داخل المشفى فهو يجب أن يتأكد من كل شئ بنهاية الدوام قبل أن يعود إلى منزله...

خرجت نور من الغرفة بعدما رمقت مايكل بنظره دونية وإستحقار. لتلحق بدكتور يونس إلى الطابق الأول لتستأذن منه أن تخرج مبكرا لسبب معين وكاد أن يرفض...
ولكن من حسن حظها لمح من بعيد دخول نصفه الآخر من البوابة الزجاجية عند قسم الإستعلامات وما إن أعادت طلبها بالإستأذان حتى وافق على الفور ليتخلص من ثرثرتها.

إستغربت نور من موافقته السريعة الغير متوقعة رجعت إلى الخلف ما إن تركها وذهب نحو تلك التي سرقت دقات قلبه وثباته، أخذت تراقب لهفته الغريبة لتلك الحسناء...
- مش دي الإعلامية ريهام الصعيدي صاحبة برنامج كش ملك، قالتها سارة بتسائل وهي تنظر إلى ماتنظر له نور التي قالت بإطراء
- أيوه هيا. دي حلوة أوي وشيك أوي وشخصيتها جبارة ليه حق إنه يسيح عليها بالشكل ده.

ضحكت سارة بخفة على كلامها ولكنها صمتت ما إن قالت الأخرى
- على فكرة ياصرصورة انا اخذت إذن بأني أمشي بدري النهاردة
- غريبة مش من عوايدك، طب وإياد لو سأل عليكي
لتقول نور بوجع قلب ودموع بدأت تلمع في عينها
- مش هيسأل، مين هي نور اصلا عشان يسأل عليها
بس لو سأل للإحتياط يعني قوليله مشيت بدري ومتعرفيش إيه هو السبب...
- ماشي هقولو بس إنت كويسة. قالتها بتساؤل.

فأومأت لها بنعم ثم أخذت تنزع مأزرها ورمته إلى رفيقتها بخفة وقالت وهي تفتح شعرها
- اه كويسة بس مصدعة شوية، يلا سلام...
- سلام. قالتها سارة وهي تنظر الى أثرها وهي تذهب لتقول بغيظ
- منك لله ياللي في بالي خليت البنت تدبل
أما عند يونس وريهام...

وقف أمامها بعدما لاحظ ألسنة النيران تحترق في مقلتيها مسك يدها وقبلها أمام الجميع غير آبه بنظراتهم وكأنه يعلن ملكيته لها ليجعلها تتقدم معه نحو المصعد بعدما وجدها تحاول أن تسحب يدها منه وهي تكاد أن تنفجر به ليقول بمسايرة
- تعالي ياقلبي نطلع عندي المكتب ونتكلم بدل مانلم علينا العيانين، زي كل مرة تشرفيني هنا بزيارة.

- ماشي يادكتور اللي تشوفه، قالتها بهدوء لا يمت بصلة لشخصيتها العنفوانية وهي تدخل المصعد بعدما إنفتح ليرفع الآخر حاجبه بإستغراب ليقول بسخرية وهو يضغط على زر لينغلق عليهم الباب
- بصراحة مش متعود عليكي يابيبي وانت هادية كده...
إلتفتت له ومسكته من مقدمة ثيابه بغضب وهي تقول
- لم الدور يابن الهلالي انا على أخري منك عايزة أقعد معاك ونتكلم زي أي إتنين متحضرين ف خللي اليوم يعدي على خير.

- معقولة عايزة مقابلتنا كده تعدي على خير. إيه العقل ده كله تصدقي معرفتكيش أنا كده...
وبعدين أنا بحبك شرس ياشرس إنتا فعشان كده هاتي أخرك معايا...

قالها بخبث وهو يدفع جسدها بجسده ليجعلها تعود إلى الوراء رغما عنها ليضرب ظهرها بجدار المصعد واخذ الآخر يسند كفيه عليه وهو يداعب أنفها بأنفه لتختلط انفاسه العاشقة مع أنفاسها المتمردة أغمض عينيه وهو يستنشق عبيرها بقوة وهيام وما إن فتحهم حتى أخذ ينحنى بالتدريح نحو شفتيها ليقبلها بشوق ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن ما ان دفعته عنها بثقة وهي تقول بكل غرور
- ولا تحلم حتى.

فتح يونس أزرار قميصه الأولى وهو يتنهد بحرارة بعدما وجدها خرجت ليلحق بها ليجدها تدخل مكتبه وكأنه مكتبها هي، إبتسم بسخرية أكبر وهو يفكر ولما لا تفعل هذا وهي على يقين بأن صاحب المكتب نفسه ملكها شخصيا
دخل خلفها وأغلق الباب ليقترب منها ويحتضن خصرها من الخلف ولكن ما إن وجدها تدفعه عنها حتى جعلها تستدير بسرعة له وأخذ يشدد من تقييد خصرها المنحوت بذراعيه...

نظرت له بغضب وأخذت تقول بانزعاج وهي تحاول أن تحرر نفسها منه
- إيه الجنان ده، أنا مجتش هنا عشان كده...
سحبها نحوه أكثر ووضع جبهته على جبهتها وأخذ يقول بعشق وأنفاسه الحارة أخذت تضرب وجنتيها
- أومال جيتي ليه، هاااا إعترفي ياريهام إعترفي لنفسك إنك جيتي هنا عشان تدوري على حبي وشوقى ليكي...
أنا عارف ومتأكد إنك إنت بتحبيني قد ما بحبك ويمكن أكتر كمان، سيبي نفسك ياقلبي وحبيني زي ما بحبك وإنسي بقا.

أبعدت وجهها عنه بعدما حررت نفسها منه وأخذت تقول بجدية وهي تجلس على الكرسي وتضع ساق فوق الأخرى بكبرياء
- لو خلصت فقرة المحن تعالى نقعد ونتكلم جد شوية
نظر لها وأخذ يكز على أسنانه وهو يحاول أن يسيطر على إنفعاله فهي الوحيدة التي تستطيع أن تخرج أسوأ ما فيه...
سحب نفس عميق ثم زفره ببطء وتوجة نحوها وجلس على الكرسي الذي أمامها وهو يقول
- إتفضلى سامعك
لتنطق ريهام وهي تدخل بقلب الموضوع...

- من غير لف ودوران لحد امتى حنفضل كده، أنا وانتا خلاص يايونس مافيش حاجة بتربطنا دلوقتي ببعض ولا حتربطنا حاجة في المستقبل، زي مابيقولو كده كان في وخلص، وطالما خلص يبقى نتصرف بتحضر...
أنا عايزاك تشيل الحراسة اللي انت حاطتهم عليا دول وتطلع من حياتي بشكل نهائي، انا مش عايزة أشوفك تاني.
اظن كلامي واضح ومافيهوش حاجة غلط. وياريت تنفذه عشان أنا بجد الوضع ده مش هقدر أستحمله أكتر من كده.

كان يونس ينظر لها بهدوء وتمعن وما إن إنتهت حتى إعتدل بجلسته وقال
- خلصتي كلامك
- أيوه، قالتها ريهام بقوة وهي ترجع ظهرها الى الخلف وهي تستعد لسماع رده على ماقالت
أومأ لها وهو يقول: طيب، أنا عايز منك تكتبي الكلمتين الحلوين دول بالحبر الأزرق على ورقة بيضة بخط جميل كده وتبليها وتشربي مايتها قبل ماتنامي يمكن كده عقلك يرجع لراسك
- يعني إيه، قالتها وهي تعتدل بجلستها بضيق من سخريته الواضحة.

ضرب يده على سطح المكتبة بغضب وهو ينهض ويقول بجدية بحتة
- يعني حعمل نفسي ولا كأني سمعت حاجة م اللي قولتيها دي. وإنت مش هتكوني لغيري لو إنطبقت السماء على الأرض
- هو عافية ولا إيه، قالتها وهي تنهض بغضب لايقل عنه، ليومئ الآخر لها بإبتسامة تدل على جنونه بها وهو يقول بتأكيد
- حاجة زي كده، بس اللي أقدر اقولهولك يا إما تتجوزيني أنا يا إما تنسي الجواز من أصله
عقدت ساعديها أمام صدرها وهي تقول بتحدي خطير.

- ما هو مش بمزاجك يادكتور. فاااااهم مش بمزاجك. أنا هتجوز غيرك. وهخلف منه كمان، واللي بتعمله ده مش حيفيدك وبكرة تشوف
- معلش هو بكره الساعة كام بالضبط عشان أكون عارف بس، قالها يونس بإستفزاز وهو يضع يديه داخل جيوب بنطاله
مما جعل ريهام تصرخ بغيظ من طريقة كلامه وهي تقول: إااانت بتهزر...
مسح طرف شفتيه وهو يتأملها ليقترب منها ووضع يده على وجنتها وأخذ يتحسس بشرتها بتملك وهو يقول بتحذير.

- ماهو لازم أهزر ياحبيبتي عشان أنا لو أخذت كلامك جد حتزعلي مني جامد وقتها
أنا عارف إني غلطت عشان كده سايبك تدلعي عليا براحتك ومهما عملتي على قلبي زي العسل، بس لغاية إني أشوف إنك تقفي قدامي وتجيبي سيرة رجالة تانية هتخليني أوريكي وش صدقيني هتتمنى إنك ماتشفيهوش، قالها وهو يقربها منه وأنامله بدأت تضغط على بشرتها بقوة لتسبب لها الألم ولكنها لم تظهر ألمها أمامه أبدا لتدفع يده عنه ليكمل هو بثقة.

تعرفي لو كان عندي شك في حبك ليا عمري ماكنتش أستحمل كل ده بس أنا حافظك أكتر من نفسك...
- بس أنا مش بحبك، قالتها وهي تعطيه ظهرها بضيق ولكن سرعان ما رجف قلبها ما إن شعرت إلتصاق صدره بظهرها ويده عرفت مسارها نحو فراغات يديها ليملئهم بحب ليرفعهم معه ويحتضنها من الخلف وشفتيه عرفت مسارها على وجنتها وهو يقول بشوق.

- لو قدرتي تطفي لمعت عنيكي لما تشوفيني وقتها هصدقك، لو لقيتي حد يحبك قدي أنا بنفسي هاسيبك ليه...
عشان كده لو فضلتي تقوليها من هنا لبكرة مش هصدقك محدش يعرفك قدي...
مثلا يعني نقطة ضعفك كأنثى هي دي، قالها وهو يمرر أطراف أنامله على طول عنقها لتحاول أن تضرب يده وتبعده عنها ألا إنه ألصق شفتيه بوجنيتها ليقبها عنوه وهو يقول بالانجليزي بعدما دفن وجهه بتجويف عنقها.
يالكي من ناعمة وطرية تذوبين بين شفتاي مثل.

المارشيملو. شدد من إحتضانها بإحتواء وهو يكمل بهمس عاشق، وملمس جسدكي يافاتنتي حار مثل شمس الصيف الحارقة تجعلني أذوب فيكي كالزبدة مهما حاولت أن أقاومكي فنهايتي بين يديكي لا محالة
- قصدك نهايتي أنا اللي هتكون على إيدك يا إبن الهلالي
قالتها ريهام وهي تستدير برأسها نحوه ليضع يده على وجهها ليقبل وجنتها وهو يقول: بموت فيكي
إبتسمت له بإصفرار وهي تقول بتهكم.

- اللي يسمعك وإنتا بتتكلم كده يقول ياحرام قد إيه أنا مفترية وانتا يانن عيني مش قادر تنام من حبك والأربع سنين اللي فاتو دول كنت مخلص ليا، مع إني قفشاك اكتر من مرة
- إحممممم ايه السيرة دي، قالها وهو يبتعد عنها وأخذ يعدل ياقة قميصه لتذهب هي نحو حقيبتها وما إن حملتها وكادت أن تخرج حتى مسكها من عضدها وسحبها نحوه وهو يقول بضحك حاول أن يسيطر عليه: والله ياقلبي فاهمة غلط.

نظرت له بغيرة وهي تقول بهدوء مصطنع: إنتا صح أنا فاهمة غلط، بس في سؤال محيرني هو أنا لما دخلت عليك الروج بتاعها كان بيعمل ايه على بوقك
يونس بوقاحة
- هو أنا لو حلفتلك يقلبي إنها هي اللي باستني هتصدقيني
لتقول الاخرى بكل بساطة
- لا طبعا.
رفع يونس سبابته أمامها بمرح وهو يقول
- شفتي أهو اللي كنت خايف منه حصل عدم ثقتك بيا دي والله هي اللي جيبانا ورا...

وبعدين يقلبي أنا قولتهالك وهعيدهالك من تاني عمرك ما حتلاقي حد وفي ليكي إلا الكلب اللي ربتيه، وشكرا يعني
- يابجاحتك يا أخي وبتقولها في وشي، قالتها ريهام بغيظ وغيرة وهي تضرب حقيبتها بوجهه ليحررها ويمسك وجهه بتأوه لتخرج هي من مكتبه كالعاصفة
ليضحك الآخر عليها وهو يقول بألم
- اااه يابنت اللذينا
دايما إيديها سابقة تفكيرها.

ذهب وجلس خلف المكتب وهو لايزال يمسك أنفه ويتأوه بخفوت ليشرد بذاكرته بعيد وهو يبتسم بحالمية
#flash back:
في أحد ليالي ديسمبر المعروفة ببرودتها القارسة. كان يقف أمام باب منزل صاحبه وهو يقرع الجرس وما إن فتحت له إستيلا حتى إبتسم لها بمجاملة وهو يقول بترقب
- هل أتت كما إتفقنا
- أجل لقد قمت بدعوتها على العشاء ولم أخبرها بقدومك كما إتفقنا، هيا أدخل بسرعة فالجو بارد جدا...

دخل وأعطاها علبة الشوكلا وما إن كادت أن تاخذ منه بوكيه الورد إلا انه قال بصوت خافت
- المعذره هذا الورد لها
وضعت إستيلا يدها على فمها بأحراج وهي تقول
- أوووه أسفة لم أكن أعرف، ولكنها حركة جميلة منك تفضل هيا نيكولايس أيضا بانتظارك في الداخل.

نزع معطفه ودخل وهو يحمل البوكيه وما إن ألقى السلام حتى وجدها تلتفت له بهيئتها البسيطة جدا ولكنها أهلكت قلبه المسكين جدا جدااا. فقد كانت ترتدي جينز أزرق مع بدي أحمر بأكمام طويلة وشعرها مفرود بتمويجات خفيفة ليقترب منها ويمد لها يده وهو يقول بغزل صريح
- تفضلي الورد للورد
إبتسمت إستيلا بحماس وهي ترى هذا المشهد إلا انها قطبت جبينها بإنزعاج ما إن وجدت زوجها يسحبها خلفه نحو المطبخ لتقول بضيق.

- لما فعلت هذا كنت اريد أن أرى ماذا سيحدث بينهما
- دعكي منهم الأن وتعالي لي أنا، قالها وهو يقبلها بعمق وجرأة إلا انها أبعدته عنها بصعوبة بعدما وجدت أن الأمر سيزيد عن المعقول نوعا ما، لتقول بلهاث مدلل
- نيكولاااا إهدأ قليلاااا لدينا ضيوف
- حسنا لكي هذا ولكن بعد ذهابهم سأخذ الضعف، قالها بمساومة حتى إبتسمت له ورفعت نفسها لتقبل شفتيه بخفة وهي تقول بسعادة
- لك ماتريد عزيزي، والأن تعال وساعدني...

في الخارج عند ريهام كانت تنظر الى الورد الذي قدمه لها ذلك المتطفل لتذهب بهدوء مميت نحو سلة القمامة وترميه ببساطة ثم أخذت تضرب كفيها ببعضهم وكأنها تخلصت من قمامة...
وما إن إلتفتت له حتى وجدت عروقه تنتفض ودمائه تغلي غضبا من حركتها إقتربت منه وهي تضع شعرها على كتف واحد وما إن وقفت أمامه حتى وضعت يديها بجيبها الخلفي بحركة تحدي صريحة وهي تنظر إلى عينيه وتقول بأسف مصطنع.

- المعذرا فأنا لا أقبل الهدايا من الغرباء
- مش مشكلة نتعرف، قالها يونس بصبر فهو حقا أصبح يريدها بأي شكل تكون له
رفعت منكبيها ببساطة وهي تقول برفض: لا أريد...
- يابت كلميني عربي، قالها يونس بضيق من برودها
لتقول الأخرى بإنفجار: ماااشي، بص بقا ومن الآخر كده حجبهالك على بلاطة انتا عايز مني ايه...

إستغرب يونس من طريقتها ليبتسم بسخرية وهو يقول: ياريتك ماتكلمتي عربي ما كنتي رقيقة من شوية، وبعدين يعني حعوز إيه غير إننا نتعرف. كادت أن ترفض إلا إنه أكمل بقوة. نتعرف يابنت الناس بلاش تعاندي لمرة واحدة بس ويا ستى إعتبريها إختبار مش هتخسري حاجة، هااااا إتفقنا
توجهت ريهام نحو طاولة الطعام واخذ تسكب لها ماء بكأس وهي تقول برفض تام وعدم إقتناع لما يقول
- لاء.

- يبقا إتفقنا، ياقمر، قالها وهو يغمز لها من طرف عينيه
لتلتفت له وهو تقول بحدة: قمر في عينك
- حبيبتي ياناس بتحدف طوب، قالها وهو يقرص وجنتها لتضرب يده بضيق وهي تقول
- حبتك عقربة
- يابت فكيها. قالها وهو يحاوط خصرها ويسحبها نحو صدره بخفة لتلتفت له بصدمة من جرأته معها ولكن ما إن أكمل كلامه معها وكأنه لم يفعل شئ حتى رفعت حاجبها وهي تقول بمكر
- تصدق بالله إنتا اللي بتجيب لنفسك البهدلة.

ختمت كلامها وهي ترفع يدها وتسكب كأس الماء دفعة واحدة بين قميصه وصدره مما جعل الآخر يبتعد عنها بسرعة من فعلتها وأخذ ينظر بصدمة إلى نفسه ليمسك يدها ويسحبها نحوه بعنف وهو يقول بغضب
- دي تاني مرة تعمليها.

- وهيبقى في تالت ورابع لو مابطلتش حركاتك دي معايا ساااامع، قالتها وهي تحمل متعلقاتها الشخصية وتخرج من المنزل بأكمله ليبقى هو يقف هكذا يراقب خروجها بتوعد، غبية! ألاتعرف بحركاتها هذه كم تزيده إصراره عليها
زادت عينه قتامة وهو يذهب خلفها هو أيضا تزامنا مع ظهور نيكولا وزوجته يخرجان من المطبخ يحملان الأطباق...
إستيلا وهي تنظر بالأرجاء: أين ذهبا.؟

مط نيكولايس شفتيه بتفكير وهو يقول: لا اعرف على مايبدو بأنهما ذهبا
إستيلا بتنهيد وهي تنظر إلى زوجها
- قلت له بأن ريهام صعبة المنال لم يصدقني.

- انا ايضا قولت له ولكنه أصر عليها والأن دعكي منهم جميعا، قالها وهو يضع الأطباق على الطاولة ثم أخذ منها الأطباق أيضا ليضعهم ثم إلتف لها وحملها بغتة بين يديه لتصرخ بفزع ليكتم صرختها لتكون نهايتها بداخل جوفه وهو يقبلها بنهم، أخذ يصعد بها على الدرج متوجها نحو غرفتهم لتكون نهاية يومهم المتعب لقاء رومانسي مليئ بالمشاعر الجياشة، (رواية: لن اكتفي منك بقلم اماني جلال).

أما عند ريهام كانت تمشي وهي تشدد من إحتضانها لنفسها من شدة البرد أخذت تغلق معطفها بيديها ثم قربتهم من فمها وأخذت تنفخ بهما وتفركهم ببعض لتشعر بالدفئ ولو قليلا.

اخرجت هاتفها وكادت ان تطلب تاكسي إلا انها رفعت عينيها ما إن وجدته يقف أمامها بسيارته لينزل منها ويسحبها من معصمها دون أن ينطق بحرف واحد حتى فتح لها الباب المجاور للسائق ليجعلها تصعد بها وما ان التفت وصعد إلى مكانه هو أيضا حتى إنطلق متوجها إلى منزلها
لتستغرب الأخرى كيف عرف عنوانها دون أن تخبره به وما إن وصل أمام عمارتها السكنية حتى أطفئ محرك السيارة وإلتفت بجسده نحوها وهو يقول بجدية.

- بكرة في عندك موعد عمل مع محطة تلفزيون الساعة تسعة الصبح، أنا هكون الساعة ثمانية واقف هنا هستناكي عشان أوصلك...
نظرت له ريهام بعنجهية وهي تهم بفتح الباب
- متشكرة وفر خدماتك
لتلتفت له وهو يمسكها من ساعدها ويقول بحده طفيفة: بكرااااا الصبح حكون هنا سامعااني
ريهام بعناد شديد
- وأنا هنزل وهشوفك وبرردو مش هركب معاك وهروح بتاكسي.

- لييييه، ولا هو عناد وخلاص، قالها من بين أسنانه وهو لايعرف أيضربها أم يقبلها فهي مستفزة لدرجة مثيرة
- أيوة عليك نور زي ماقولت بالضبط كده هو عناد وخلاص، قالتها وهي تفتح الباب إلا أنه سحبها نحوه مرة أخرى وهو يقول بخبث
- إستني بس يعني هتنزلي كده من غير لا سلام ولا حتى شكرا
- واشكرك على إيه أنا مطلبتش إنك توصلني عشان اشكرك، و أه هنزل كده عادي من غير سلام، قالتها وهي تنزل وتصعد إلى الأعلى بثقة.

ليبتسم بنصف إبتسامة وهو يقول
- أغرب وأقوى بنت شفتها في حياتي، بس على مين هروضها يعني هروضها
#back:
فاق من بحر ذكرياته وهو يرجع بظهره على كرسيه
وهو يقول بعشق رجل
- فعلا أغرب وأحلى بنت شفتها بكل حياتي. بس شكلها كده هي اللي علمت عليا و روضتني.

صمت قليلا ثم قال بإصرار وجدية. وحياة عنيكي وغلاوتهم عندي ياريهام ماهتكوني إلا ليا وعلى إسمي بس الصبر حلو ياحلوووو، ختم كلامه وهو ينهض بتعب يحمل متعلقاته ليذهب إلى منزله بعد يوم طويل وشاق
في غرفة إياد كان ينظر الى الساعة تارة وإلى الباب تارة أخرى ليس من عادتها أن تتركه كل هذه الوقت، حاول أن يرسم وأن يبعد تفكيره عنها ولكنه لم ينجح ابدا من التخلص من هذا الشعور الذي بدأ يخنقه...

نهض وضغط على زر النداء الأحمر لتأتي أحد الممرضات فورا ليقول لها بغضب وإنفعال: نادى لي نور
الممرضة وهي تتقدم منه وتقول بإقتراح: اذا كنت تحتاج مساعدة أنا اااااا
إلتفت لها بعينين من الجمر وهو يصرخ بها بصرامة مرعبة
- قلت لكي نادي لي نوووووورررررر...
- حسنااا سيد اياد سأناديها، قالتها بسرعة وهي تومئ له ثم ركضت إلى الخارج وقد شحب وجهها خوفا من هيئته لتبعث له سارة ما إن علمت بخروج نور.

بعد دقايق معدودة دخلت عليه سارة لتجده ينظر لها بضيق وقبل أن يتكلم تكلمت هي بجدية
- إياد بيه نور مش موجودة
جن جنون إياد وهو يستمع للأخرى ليقول بعنف
- مش موجودة يعني إييييه. وراحت فين أصلا. أنا عايزها، كلميها تيجي فورا
سارة بجدية: لا طبعا يافندم ماينفعش وقت دوامها خلص وروحت البيت تشوف حياتها الخاصة، قالت الأخيرة بمغزى وقد نجحت خطتها ما إن وجدته يقول بإستفهام غاضب
- حياتها الخاصة، يعني ايه.

- يعني ممكن جدا يكون عندها حبيب وعايزة تخرج معاه
قالتها بكل براءة لينفجر الآخر كالبركان من كلماتها التي إستفزته حقا
- مين دي اللي عندها حبيب. هو انت عايزة تجننيني وخلاص.
- قال يعني انتا ناقص جنان. قالتها سارة من تحت أنفاسها ثم خرجت لتنظر إليه من بعيد وأخذت تراقب أفعاله باستمتاع فهو قد جعل المستشفى تقف على قدم وساق ما إن علم بذهاب نور.

إبتسمت سارة بسعادة وهي ترى لهفته على نور وجنونه الغير متوقع بها، انسحبت من بين الهرج والمرج هذا لتتوجه نحو الأسفل فقد انتهى وقت عملها واثناء خروجها من بوابة المستشفى حتى أخذت تتصل على صاحبتها التي ما إن فتحت الخط حتى قالت لها بحماس: نورررررر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة