قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الثالث والعشرون

أخذت خيوط الشمس الذهبية تنير غرفة العاشقين
لتمحي ظلمة الليل الدامس بالتدريج مع صوت زقزقة العصافير يملئ المكان...
لتفتح عينيها براحة بعدما شعرت به يشدد من إحتضانها ويدفن نفسه أكثر بها
إبتسمت بسعادة مطلقة ما إن وجدته كيف يتشبث بها وكأنه يخاف أن تهرب منه، أحمق. ألا يعلم بأنه أنفاسها التي تعيش عليها، هو غذاء روحها المتعطشه له.

إيادها، واااااه من إيادها، و ياويل قلبها من عشقه الذي تمكن منها دون مقاومة رجف كيانها وإنتفض قلبها بين ضلوعها ما إن نطق حروف اسمها بصوته المبحوح من أثر النوم
- نور
سحبت نفس قوي وهي تقول: يانور عيونها
ليقول إياد بشكوة طفولية
- دماغي بتوجعني، حاسس إنها هتنفجر
- إسم الله عليك ياقلبي، قالتها وهي تقبل رأسه عدت قبلات متتالية وأخذت تملس على شعره الأسود الحرير.

ليرفع رأسه لها بسرعة وهو يقول بعدما وجدها تحاول أن تسحب جسدها من أسفله
- رايحة فين!
نور بحب
- رايحة أعملك فطار عشان تقدر تاخذ برشام لصداعك ده
- لا مش عايز أفطر، ماليش نفس، قالها بضيق وهو يرجع رأسه على صدرها يعلن بها رفضه الشديد بأن يترك هذا النعيم
رفعت نور حاجبها ببعض الحزم
- إياد، حبيبي، نص ساعة وتكون تحت عشان إنتا عارف الكلام ده مايكلش معايا
لازم تفطر وإلا هزعل منك، ولا نسيت إني هنا ممرضتك...

- رخمة، قال بضيق من تلميحها الأخير لتقابله بابتسامةبشوشة
وهي تقول بلامبالاة
- رخمة. وماله. المهم عندي إنك تفطر، وبعدين مدايق ليه أنا فعلا ممرضتك
قالت الاخيرة وهي تنهض عن السرير لتجده يعطيها ظهره كالأطفال بزعل لتذهب إلى الحمام لتقوم بروتينها الصباحي وما إن إنتهت وغيرت ثيابها حتى لمحته كيف ينظر إلى أبعد نقطة وهمية بشرود شديد أخذه إلى عالمه المجهول...

عرفت بأنه يفكر بكلام والدته، إقتربت منه وجلست أمامه فهو ما زال ينام على السرير، لتهمس له وهي تضع يدها على ذراعه
- حبيبي عايزني أعملك إيه ع الفطار
نظر لها بإستخفاف وهو يقول: قال يعني لو قولتلك هتعرفي
لتقول نور بهمة
- جربني وشوف وقولي نفسك في إيه
إياد بتفكير
- امممم بصي انا نفسي فحواوشي تعرفي تعمليه
- أيوه بعرف، ما ان قالتها نور بإيجاب حتى رفع جسده عن الفراش بلهفة وهو يقول بحماس.

- بجد، طب انا عايزه بالبيض والخضار
- أمرك، قالتها وهي تنحني برأسها نحو وجنته لتقبله برقة ثم تركته ونزلت إلى الأسفل لتجهز كل طلباته برحابة صدر واسعة له فقط
أخذت تقطع الخضار وتجهز المحتويات المطلوبة وهي لاتصدق ماتعيشه الأن وكأنها بحلم جميل هادئ، أخذت تدعوا من الله أن يديم فرحتهم هذه، مرت عليها نصف ساعة وهي تعمل كل شئ بحب خالص.

وما إن إنتهت من رص الأطباق حتى وجدته ينزل ع الدرج وهو يرتدي ثياب منزلية سوداء يوازي سواد شعره ولون عينيه ويناقض لون بشرته
فتحت فمها من وسامته الشديدة. سحبت نفس عميق للمرة الألف هذا الصباح وهي ترى خصلاته المبللة الغير مصففة و التي تنزل على جبهته بتمرد، يالله لم ولن ترى أحد بجاذبيته هذه أبدا.

فهو دون أدنى مجهود يسرقها من نفسها، أصبحت تعشق نعمة البصر كلما تطلعت عليه، فهو أجمل ما يمكن أن ترى في يومها على الإطلاق
رفعت حاجبيها ببلاهة ما إن وجدته يبتسم لها بعدما وجدها هائمة بالنظر لوجهه لتقول بصوت عالي لم تدركه: الله يجازيك ع الحلاوة دي
شهقت بخجل ما ان وجدته ينفجر عليها بالضحك من كل قلبه لتحمد ربها بصدرها على زلتها هذه لتراه يضحك بهذا الشكل.

إقترب منها ومسك يدها ليأخذها معه عند الطاولة وهو مازال يضحك عليها ليجعلها تجلس إلى جانبه تماما بعدما وضع كرسيها بالقرب منه ثم اخذ يتناول طعامه
مرت دقايق الفطار على أسعد ما يكون عليها وعليه فهي أخذت تطعمه بيدها بين الحين والأخرى وكأنه طفل صغير، وما إن إنتهت وحاولت أن تنهض حتى شهقت بتفاجئ عندما سحبها من يدها ليجعلها تجلس على قدمية بحركة جريئة منه.

- في إيه، قالتها بصوت منخفض وهي ترمش بجفنيها بتوتر من قربه، نعم لقد نام ليلة أمس داخل أحضانها ولكن كان الوضع مختلف كان وقتها أفعاله عفوية وبريئة أما الآن نظراته أبعد ما يكون عن البراءة، يلمع بداخل حدقتيه بريق من العبث جعلها تكتم أنفاسها وهي تترقب حركته القادمة والتي بالتأكيد سيفاجئها بها...
اخذ يستنشق شعرها وعطر بشرتها وهو يقول بصوت هامس.

- رايحة فين خليكي في حضني، متحرمنيش منك، عايزك تنسيني اللي عشته قبلك، قربي مني. بصيلي إلمسيني حسسيني إني ملكك...
تشنج جسدها من أفعاله الغير متوقعه لتقول بتوتر وخجل: بس إنتا قولت ان جوازنا ااء
قاطعها وهو يكمل كلامها عنها
- صوري. عارف إني قولت كده، بس أنا كل لما أكون معاكي برتاح ولما ببعد بتعب وبتقهر وأفضل أفكر وأنا مش عايز أفكر في حاجة دلوقتي...

اااء إيه رأيك نسافر أسبوع في أي حته نغير جو تقدري تعتبريها شهر عسل
كادت أن توافق بفرحة ولكنها عبست بضيق ما إن أكمل بتوضيح سريع، جوازنا هيفضل صوري بس ده مش مانع إننا نغير جو سوا، وافقي عشان خاطري أنا بجد محتاجلك...
- ماشي، قالتها بزعل حقيقي فهي قد ظنت بأنها ستحيا معه اخيرا حياة طبيعية.

لاحظ حزنها الشديد الذي كان واضح على وجهها ليقبل وجنتها المكتنزة وهو يقول بصوت أقرب مايكون للهمس وكأنه يخاف أن يسمعه أحد: أنا بحبك ماتزعليش مني
إلتفت إليه وهي تنظر له وكأنه كائن فضائي لتضرب يديها ببعض وهي تقول
- آه يا أبن المجنونو عليا النعمة ما إنتا طبيعي
ضحك عليها بشدة وهو ينهض ويحملها كشوال البطاطا على كتفه ثم اخذ يتوجه بها نحو الأعلى وهو يقول
- يلا نجهز نفسنا
نور برفض ومقاومة
- إياد نزلني...

- ماشي، قالها وهو يمثل بأنه سيرميها بعنف على الأرض الصلبه لتتشبث به بقوة وهي تقول بتراجع...
- لاااا أوعى ترميني، ده انا نور حبيبتك
- ما كان م الأول، صحيح ناس ماتجيش إلا بالرمي
قال الأخيرة وهو يضربها بكل قوته على أسفل ظهرها مما جعلها تشهق بصدمة كبيرة ممزوجة بألم وهي تقول
بذهول
- نهارك إسود يا إياد.

- لااااا خليه أبيض انا بحب الأبيض فعشان كده خلي قلبك أبيض زيه، قالها وهو يملس على مكان الضربة بحنان لتصرخ به بخجل مفرط وإحراج
- إاااااياد،!
أخذ يقهقه عليها ما إن أخذت تضرب على ظهره ليكمل هو طريقة نحو غرفتهم ليتم أستعدادهم لسفر
(هههههههه عسل ياإبن الهواري، أهو ده بقى اللي يتقال عليه ضرب الحبيب زي أكل الزبيب ).

دخل إلى غرفته بخطوات ثقيلة وهيئة غير مهندمة بعدما قضى طول الليل خارجا يفكر بما حصل وبما سيحصل معه
توقف بمكانه ما إن وقع بصره عليها كانت تجلس بجسدها الضئيل على الأريكة وهي تحتضن ساقيها وتنظر له بشرود معاتب ليقترب منها بهدوء وهو يبتسم لها فهي الشى الوحيد الجميل بحياته بل هي كل حياته
ليقول بعدما جلس إلى جوارها بأرهاق
- صحيتي إمتى
سارة بخفوت
- أنا مانمتش أصلا
نظر لها بتساؤل
- ليه.

رفعت منكبيها بقلة حيلة وهي تقول
- كنت مستنياك، مقدرتش أنام وإنتا مش موجود
أيمن بإستهزاء مبطن بوجع: إيه، خايفة عليا
سارة
- أكدب لو قلتلك لاء، بس ياترى انا أمري يهمك
سند جسده على ظهر الأريكة و رجع رأسه إلى الخلف بتعب وهو يقول بعدما أغمض عينيه بتأوه
- قومي نامي وإرتاحي وسيبك من الكلام ده
تمعنت به لتلاحظ إرهاق وتعب جسده لتقول بغيرة.

- شكلك مانمتش إنتا كمان صمتت قليلا تنتظر رده ولكن لم يأتيها الرد لتنادي عليه، أيمن إنتا كنت فين
أاااايمن انا بكلمك رد عليا بلاش إسلوبك ده معايا
- همممم، همهم بها وهو مازال على وضعه مغمض العينين، لتكرر سؤالها بضيق.

- رد عليا كنت فين، ماهو مش بعد ماتتجوزني بالطريقة دي تقوم ترميني في بيتك وتطلع وتسيبني، كنت مفكرة ان5ك بعد اللي حصل هتحاول تراضيني بكل الطرق، كنت مفكرة لهفتك عليا حب بس الظاهر إنها كانت رغبة ومع الأسف إختفت رغبتك بيا بعد مابقيت ملكك
مسك أيمن رأسه بوجع وهو يقول
- سارة أنا راجع تعبان واا
قاطعته بغيرة وغضب
- طبعا تعبان والله أعلم كنت فين طول الليل ومع مين وراجعلي الصبح كمان مهدود حيلك، انطق كنت فين.

- كنت مع وحده ارتاحتي، قالها بإستفزاز كبير لتصرخ بوجهه بطريقة جعلته يندم على كلامه هذا الذي جعلها تنفجر به بهذا الشكل
- و طالماااااا كنت مع ست غيري إتجوزتني ليه، هااا ليه ولا إنتا حالف تكرهني فيك أكتر من كده، نفسي أعرف انا عملتلك إيه عشان تجازيني كده...
أيمن بمحاولة أن يهدء الوضع: سارة حبيبتي إهدي، إنتى عارفة ومتأكدة إني كنت في شغل فبلاش تعملي مشكلة من ولا حاجة.

سحبته من مقدمة ثيابه بقوة وهي تقول ببلطجة
- بس إنتا قولتلي إنك كنت مع واحدة
أيمن بتوضيح سريع
- والله ياحبيبتي أنا قولت كده عشان أغيظك
سارة بغيظ أشد من كلامه هذا: هو أنا ناقصة نار عشان تكب عليا بنزين. وبعدين شغل إيه اللي لوش الصبح ده
شهقت بخفة وهي تضع يدها على ثغرها الصغيرة لتقول بعدها بترقب وشيك
- أوعي تكون رجعت لشغلك القديم.

- إنتى شاربة حاجة ع الصبح، قومي يلا ننام أنا تعبان ومش ناقص زن، قالها وهو ينهض ويسحبها معه نحو السرير، وما إن دفعها بخفة لكي تستلقي حتى أخذ ينزع ثيابه عنه وهو متجاهل كمية الأسئلة التي تطرحها عليه
أما سارة ما إن وجدته لايعيرها أية اهتمام بما تقول حتى وقفت على ركبتيها على الفراش وهي تقول بإندفاع: طلقني.

- بس يابت إلعبي بعيد عايز انام، قالها وهو يستلقي على ظهره بتعب ويضع ساعده على عينيه مماجعل الأخرى تصرخ بوجهه من بروده هذا، اخذت تحركه بقوة وهي تقول بصوت مغتاظ
- طلقني وإرجع نام من تاني، عاااااا، صرخت بها بخوف ما إن إعتلاها بحركة سريعة وثبت يديها بجانب رأسها وأخذ يقول بخبث وهو يتحسس بشرتها الناعمة بشفتيه.

- شكلي كده وحشتك، كادت أن تنفي إلا أنها صمتت برعب مضحك ما إن وجدته يكمل بتوعد جاد بعدما إبتعد قليلا ونظر إلى عينيها.

- لو نطقتي بحرف كمان هعتبرها دعوة ليا وانا بصراحة بتلكك ليكي ياقمر، فتحت فمها لتصرخ به ولكنها تراجعت بسرعة و وضعت يدها على شفتيها عندما إنحنى نحوها ليقبلها، إبتعد عنها وعاد إلى وضعه السابق وهو يبتسم بخفة على فعلتها ليمسك جهاز التحكم ليضغط على ا6غلاق الستائر والأبواب بشكل إلكتروني ليضمن عدم خروجها...

وبالفعل ماهي سوا ثواني حتى عم الظلام على الجناح بأكمله ثم أخذ يزيد من درجة بردوة الغرفة قبل أن يغط بنوم عميق ولكن لم يمر سوا عشر دقايق حتى فاق على صوت سارة
فتح عينيه وهو يقول: مالك بس، في إيه تاني.
سارة بهمس
- مش قادرة أنام الجو بارد أوي
- تعالي، قالها بنعاس وهو يسحبها بشكل مفاجئ من رسغها لتسقط على صدره ثم رفع الغطاء عليهم وأخذ يدثرها جيدا بعدما حبسها بين أحضانه.

كانت تنوي على أن تقاومه ولكن لاتعرف كيف جسدها الخائن إستكان بأحضانه بهذه الطريقة، دفنت وجهها بكتفه مثل النعامة بعدما أغلقت نافذة العقل ليكف عن عتابها وعلى إستسلامها هذا، وكأنها تريد الهروب من نفسها خجلا، لتغفي على وضعها هذه بعد ليلة طويلة مليئة بالدموع والعذاب.

في المساء إنفتحت الستائر وإنحفضت برودة الغرفة إلى ماكانت عليه سابقا، كان يراقبها وهي نائمة كالملاك تحتضن وسادتها وشعرها الطويل الناعم كان يغطي نصف وجهها.

ملامحه جامدة بل غاضبة لما جعلها تدخل حياته لم جعل الحب يطرق بابه، لما لم يبعدها، لما لم يهرب من هذا الحب، لما سحبها إلى مستنقعه القذر هذا، لما لم يحررها منه، لماذا جعلها تعود له ماذا كان يظن نفسه فاعلا، ألا يعلم بأن الاشخاص مثله لايحق لهم أن يعيشوا حياة طبيعية
ماذا توقع هل سيعيش معها ويكون عائلة وينعم بالراحة.

ألا يعلم بأن الماضي لم ولن يتركه أبدا، لقد ظن بأن كل شئ إنتهى بعد موت رحيم ولكن كان للقدر رأي آخر ليعود ظلام الماضي مرة أخرى إلى حياته بشكل أقوى وأخطر هذه المرة وخاصة الأن فقط أصبح لديه نقطة ضعف قاتلة
ماذا سيحدث به لو مسها سوء، سيجن بالتأكيد
رفع يده وأخذ يبعد خصلاتها الحريرية ليظهر له وجهها بوضوح، بدأت عينه بتشرب ملامحها المسترخية بلهفة
وعمق وكأنه يريد أن يحفظ صورتها بداخله، مرعوب.

من فكرة فقدانها لايعرف ماذا عليه أن يفعل يريد أن يخبئها داخل صدره إلى الأبد لعلى هذه يبرد من جمرة عشقه لها
همس بغضب من نفسه وإختناق
- هموت لو جرالك حاجة
ياريتني ماحبيتك. إنتى إيه اللي خلاكي تقربي مني بس...
أنا عرفت بنات كتير أوي في حياتي في اللي أعجبو بوسامتي وفي اللي أعجبو بجسمي الرياضي وفي منهم عجبهم شخصيتي...
بس إنتى تجاهلتي كل ده وحبيتي بشاعتي وقبحي.

إنتى عريتني من غطايا وشوفتي تشوهاتي النفسية قبل الجسدية، شفتي ضعفي وقلة حيلتي،
ياريتني أقدر أقولك وأعبر عن اللي جوايا ليكي ياريتني أعرف أتعامل معاكي بطريقة تليق بيكى، بس ممكن يجي يوم وتلاقيني أعرف أقولك اللي جوايا أحسن من أي شاعر مين عارف يمكن المسخ ده يتحول لأمير لو إتقبلتيه من قلبك...

فصل المسافة التي كانت بينهم لينظر إلى شفتيها الحمراء من أثر النوم برغبة محب ليضع خاصته عليها وما إن لمسها بهدوء حتى عقد حاجبيه وكأن المكان أصبح يدور بهم ولم يتبقى غيرهم، كان شعور خاص يداهمه وهذا كله فقط من لمسة بسيطة ولكن ماذا سيحدث به لو قبلها بعمق، آااااخ لما قربها وبعدها عذاب فريد من نوعه.
إبتعد عنها وحرر شفتيها من سجنه ببطء مميت ما إن وجدها تحاول ان تبعده عنها وهي تنظر له بغضب من فعلته هذه.

فتحت ثغرها بتهيئ لتشن الهجوم عليه إلا إنه أصمتها ما إن ضغط على شفتيها بسبابته بقوة بعض الشئ وكأنه يحذرها من التفوه بالحماقات مما جعلهم يتبادلون النظرات بمشاعر متناقضة...
أغبياء ألا يعلمون بأن للحب قوانين وقيود يفرضها على العشاق وهي كل شئ مباح لك مادام هدفك المحبوب
ألا يعلمون بأن الحب الصادق يتحدى الصعاب، ليجمع في الختام أقدارهم معا...

غيرة وتملك، عناد وخضوع. عتاب وسماح، لوعة وراحة. سهر وإطمئنان. شك وثقة، فراق ولقاء، هذه هي عوامل الحب ياسادة كل شئ جميل ونقيضه المعاكس.
السعادة والعذاب هما وجهان لعملة الحب و لايمكن ان تحصل عليهم دون أن تمر بهما أولا.

حررت عينيها بعد مدة طويلة من لغة الحوار الصامته التي كانت تدور بينهم، إعتدل بجلسته على الفراش ثم نهض وإختفى بسرعة داخل الحمام ليخفي عنها ضعفه أو بالأصح يحاول أن يخفي لمعة الدموع بعينيه التي كانت تهدد بالنزول
أما سارة إلتزمت بالصمت وهي تدفن وجهها بوسادتها
مرة أخرى ولكنها رفعت وجهها بعبوس لينزل على عينيها شعرها الفوضوي لتبعده عن وجهها بضيق وهي تنظر إلى أيمن وهو يرتدي ثيابه فعلى مايبدو ينوي الخروج.

إعتدلت بجلستها وهي تقول: إنتا هتخرج الليلة كمان
- أيوة، قالها أيمن بإيجاز لتنهض بسرعة من ع السرير وذهبت و وقفت أمامه وهي تقول بإنفعال
- إنتا إتجوزتني ليه
نظر لها وهو يتصنع الإستغراب
- هو الناس بتتجوز ليه
سارة بشك
- أيمن بلاش تلف وتدور عليا، أنا حاسة إن في حاجة مش طبيعية بتحصل...
- وياترى إيه هيا، قالها ببرود وهو يهندم ثيابه
لتقول سارة بذهول منه
- إنتا بتسألني أنا، ده انا شفت العجب معاك من جواز يومين بس.

أومال لو كملت معاك شهر ولا إتنين هيحصل فيا إيه
- أقولك هعمل فيكي إيه ومتزعليش، ختم كلامه وهو يغمزها بسفالة
صرخت بغيظ من إستفزازه هذا ولكن صرختها كان مصيرها أن تنتهي داخل جوفه بعدما إنحنى ليكتم أنفاسها بحركة مدروسة وما إن إبتعد عنها حتى قبل مابين عينيها بقوة ثم خرج بعدما قال بجدية تامة غير قابلة للنقاش
- ممنوع تخطي برا باب الفيلا لغاية ما أرجع مهما حصل.

نظرت إلى طيفه الذي اختفى بالتدريج لتجلس على الأرض وهي تحتضن نفسها وتقول بشرود
- وأخرتها معاك إيه يا أيمن، عمال بتضيع الفرص اللي بديهالك واحدة ورا التانية ونسيت إن للصبر حدود وانا صبري قرب يخلص لو مش النهاردة يبقى بكرة...
وأنا لو مشيت المرادي مش هرجع تاني
(حالتك صعبه ياصرصورة وحالة أيمن مش أحسن ).

في مكان بعيد، أخذت تتنقل عدسة كاميرتنا وتدور بالأرجاء بحماس ولما لا فنحن الأن في روما عاصمة إيطاليا. تلك المدينة الرومانية العتيقة التي يمتد تاريخها على ألفين وخمسمائة سنة وهي منبع للحضارة الغربية
توقفت سيارة إياد أمام أحد الفنادق المشهورة بتصميمها التراثي والتي يعود ا6لى عقود سابقة...
فتح الباب لها ومسك يدها ليساعدها على النزول
لترفع رأسها تتفحص المكان بإنبهار ما إن خرجت ووضعت قدمها على الأرض.

فتحت فمها بإندهاش حقيقي وهي ترى تلك البركة الكبيرة للنافورات في وسط ساحة الفندق الضخم هذا والتي كانت مليئة بالتماثيل الحجرية ليتدفق الماء من بينهم بطريقة ساحرة وما زاد هذا السحر هو الاضائة الصفراء الموزعة في الأرجاء
- حبيبتي يلا، قالها إياد وهو يحتضن كتفها ويتقدم بها نحو الداخل ليتم استقبالهم من قبل الموظفين بطريقة.

راقية جدا، كانت تائهة بجمال المكان ولكن سرعان ما إلتفتت الى إياد ما إن خطف قبلة قوية من وجنتها لتبتسم له بحب وهي لاتصدق بأن الحياة أخيرا بدات تضحك لها
توقعت بأنهم سيصعدون إلى الجناح الخاص بهم وخاصة بعدما أخذو حقائبهم إلى الأعلى ولكنها تفاجئت ما إن أخذها نحو الخارج أي خرج بها من الفندق وهو يقول
- تعالي معايا...
نظرت له نور بتسائل
- هنروح فين
وقف أمامها و وضع يديه على كتفها وهو يقول بجدية.

- إنتى بتحلمي تروحي فين، أو بتحلمي في إيه
مسكت مقدمة قميصه ورفعت نفسها وقبلته من ذقنه برقة وهي تقول
- طول ما إنتا معايا مابحلمش بغيرك
- بصي يانوري بعد الكلام الجامد ده سبيلي نفسك
قالها وهو يحتضن خصرها ويلصقها بصدره لتبادله وهي تحاوط عنقه بذراعيها وهي تقول بدلال
- ده انا سيبالك نفسي وقلبي وعمري كله من زمان
نظر لها بعجز لايعرف كيف يرد عليها فهي دائما ماتفاجئه بكلماتها العفوية الغنية بالمشاعر...

ليقول هو بمزاج باطنه توتر
- إنتى حلوة كده ليه
ماتجيبى بوسة مشبك ع الماشي كده، نطري بيها الطلعة دي
شهقت نور بصدمة من وقاحته لتدفعه عنها وأخذت تركض بعيدا عنه ما إن أخذ يقترب منها لينفجر بالضحك عليها وهو يهرول خلفها ليرتفع صوت ضحكاتهم ويعم بالأرجاء.

أخذو يتجولون بالأسواق والأماكن العامة ويتناولون الآيس كريم ولكن بالتأكيد هذا المشوار لم يكون يخلو من وقاحة إياد الذي كان يقرص خاصرتها أو يمرر أنامله على ظهرها بجراءة أو يعتصرها بين ذراعيه بشوق
لتنظر له بترجي أن يرحمها ولكنه كان يتجاهلها وأخذ يفعل معها كل ما يحلو له لدرجة كادت أن تبكي من شدة خجلها فهو حقا لايعرف للحدود عنوان.

أما عند إياد كان لأول مرة في حياتها يشعر بأنه حر وسعيد بهذه الطريقة إحساسه يصعب أن يوصف الأن كان ينظر إلى نور وكأنها شئ نادر يخاف من ان تنقرض وتتلاشى من امامه
كان يراقبها ويراقب تفاصيلها بدقه فهو لا يريد أن يبعد عينيه عنها يقسم بأنها أصبحت إدمانه.

كانت هناك موسيقى صاخبة يعزفها مجموعة من الشباب المراهقين ليسحبها من يدها برقة وأخذ يراقصها بالطريق العام وهو يضحك بإتساع على نظراتها المستغربة من فعلته هذه ولكن سرعان ما إندمجت معه وأخذت تضحك من كل قلبها ما إن جعلها تدور تحت ذراعه كالفراشة الصغيرة ولكن تلاشت إبتسامته هذه وحل محلها الغيرة ما إن وجد الناس بدأت بالتجمع حولهم...

ليتوقف عن الرقص معها ثم اخرج نقود ورماها بالقبعة الموضوعة على الأرض أمام الفرقة ثم حاوطها بذراعيه بتملك وذهب من هناك بغضب لما ينظر الجميع الى حبيبته ألا يعلمون بأنه ملكية خاصة به هو فقط
توجه معها إلى مكان تجمع الطيور بعدما إشترى طعامهم ليرمي القليل منه على الأرض ليتجمع الكثير والكثير حولهم بصورة رائعة لتصدح ضحكات نور بسعادة وأخذت ترمي أكثر وأكثر وهي تقفز بحماس وتصفق بيدها.

لتلتفت له بترقب ما إن رفع يدها داخل يده الى الأعلى ليضع بباطنها القليل من البذور وعلى طول ساعدها وقبل ان تستوعب حركته هذه حتى جفلت بفرحة عندما تجمع بعض الطيور لتغطي ذراعها بالكامل
كانت نور تقف كالتمثال من شدة التوتر وهي تنظر الى هذا المشهد وما إن انتهت الحبوب من يدها حتى رمى إياد مرة أخرى ولكن هذه المرة على الأرض...

بعد مدة طويلة من مراقبة هذا المنظر إلتفتت له بإمتنان شديد وما هو سوى جزء من الثانية حتى كانت تتعلق بعنقه وهي تهمس عند أذنه بمشاعر صادقة
- بحبك
داخل أحد الملاهي الليلية المشبوهة
كان يقف أمام يوسف الذي إبتسم له بإنتصار فها هو أتى لهم وبإرادته أيضا...

- يلا عشان ورانا شغل، قالها يوسف وهو يتقدم معه نحو أحد ممرات الملهى التي يقف أمامها حارسين شديدان البنية الذين نظروا نحو أيمن بتمعن ولكن سرعان ما إبتعدو عن طريقه ما إن أشار لهم يوسف بالإبتعاد
أخذ يمشي هذا الممر الطويل ليكون نهايته درج يؤدي إلى قبو سري لم ينبهر أو حتى يتوتر فهذه الجواء ليست غريبة عليه...

بدء ينزل بثقة وثبات داخلي وبرود خارجي للعيان وما ان إنتهى حتى وجد أمامه ممر مليئ بالحرس ولكن هذه المرة كان الممر هادئ بشكل غريب بعيد عن الضجة التي كان يعج بها المكان في الأعلى
إقترب منه أحد الحراس ليرفع أيمن يديه إلى الأعلى بوضعية الإستسلام ليتم تفتيشه بحرص وهمة وكأنه سيدخل أحد مؤسسات الموساد وهذا الشئ تم تطبيقه على يوسف أيضا فهنا ممنوع السلاح بتاتا سواء كنت عضو بالمنظمة أو مجرد زائر...

وما إن إنتهوا من تفتيشهم حتى فتحو لهم الباب والذي ما إن دخلو به حتى وجد عدة أشخاص يجلسون على الأرائك الجلدية السوداء
إلا أنه انه لفت أنتباهه شخص كان يجلس بصدارة المكان وهو يدخن سيجارته الكوبي بهدوء ثم اخذ يحتسي كأسه بإستمتعاع وهو ينظر له من بعيد وكأنه كان ينتظر قدومه ومتأكد من مجيئه.

(ستووووب، مارك ده هو صاحب اكبر نصيب استثمار للمستشفى اللي أيد يوسف بمشروعه وهو نفسه رئيس المنظمة وبيتقن سبع لغات بطلاقة ومنها المصرية)
لينهض عن مقعده المريح واخذ يتقدم منهم وهو ينظر الى أيمن بتفحص وكأنه يعاين بضاعة وهو يفكر مع نفسه ويخطط كمية الربح والخسارة بهذه الصفقة
لينطق بملامح شيطانية
- أيمن اللي كان دايما بيعيش لغيره كان عبد لرحيم، بس الزمن دار وإتحرر العبد ده.

لتتغير طباعه من الطاعة لعصيان أسياده
كنت هادي بطريقة غريبة بس أعمالك كانت بتنطق عنك وعن قدراتك...
تجاهل أيمن كل ماقال ليدخل بصلب الموضوع وهو يقول بجمود
- سمعت انك بتدور عليا، ياترى عايز إيه؟
نظر مارك بإعجاب شديد بذكاء الذي يقف أمامه ليقول
- عايز أسد، وزي ما إنتا شايف اللي حوليا دول كلهم ضباع ميعرفوش غير الغدر لو إديتهم ظهرك
ليقول أيمن بترقب
- أعتبر ده عرض شغل
مارك بتأكيد وهو يضعه أمام الأمر الواقع.

- طبعا، وإنتا قدامك خيارين، ياتوافق، ياتوافق. شفت أنا كريم إزاي معاك
أخذ أيمن يتصنع التفكير ثم قال بعد عشر ثواني من الصمت
- تؤ، في خيارت تالت وهو شكرا
مارك بجهل
- إيه!
أيمن بتوضيح- شكرا، يعني أنا مش موافق ومش هشتغل لحسابك أنا سبت المجال ده
ضحك عليه مارك وهو يقول بإستهزاء
- هههههههههههههه هو إنتا مفكر نفسك بتشتغل ببنك عشان تنسحب او تستقيل وقت ما تحب
أيمن برفض غاضب.

- إللي كنت بشتغل لحسابه مات فعشان كده مش هتقدر تخليني أشتغل معاك غصب عني
- وافق، نطقها مارك بجدية خطرة ليقف الأخر أمامه بتحدي وهو يقول
- ولو قلتلك لاء
مارك بتهديد
- هتزعل
- سيوافق، قاطعتهم بها تلك الحسناء صاحبة الشعر الأشقر الطويل وهي تنزل من ع الدرج بفستانها الجلدي القصير الذي يظهر جمال وفتنة ساقيها البيضاء لتذهب نحو مارك وهي تسند ساعدها على كتفه ليقبل الآخر شفتيها وهو يقول بالإنجليزية.

- اهلا بك عزيزتي
- ميليسا،! نطق بها بصدمة وهو لايصدق هل مديرة مكتبه هي عشيقة مارك
نظرت له ميليساء بتحدي ثم قالت وهي تدعي بأنها لاتعرف من هو
- أهذا هو أيمن الذي كنت تبحث عنه، أسفة لم أستطع التعرف عليه على الرغم بأني عملت معه لسنتين ولكنك كما تعلم كان قد غير إسمه...
أومئ لها بتفهم وهو يقول: أعلم بأنه ماكر وشديد الذكاء لهذا كان صعب عليكي إكتشافه عزيزتي.

لتهمس له ميليسا وهي تنظر إلى أيمن بحب ظهر رغما عنها فهي حقا وقعت بغرامه
- دعني مارك، دعنى أكلمه دقيقة واحدو وانا أعدك بأني سأجعله يوافق على كل طلباتك بطريقتي الخاصة
أومئ لها بعدم إهتمام وهو يحتسي ماتبقى من كأسه ليتوجه نحو البار ليسكب له المزيد وهو يراقب تلك الأفعى الصفراء كيف تقترب من فريستها وأخذت تبث سمها داخل أذنه من خلال كلمة واحدة وهي
- سارة.

التفت أيمن نحوها بسرعة وهو ينظر لها بتحذير خطير من أن تلعب معه بهذه القذارة ولكن هنا و بهذا العالم لا يوجد سوى قانون الغابل القوي يأكل الضعيف، والأن هو بموقف الضعيف ما إن دخل اسم زوجته بالموضوع
وعليه أن يتحلى بالصبر ويتسلح بالهدوء لكي يستطيع أن يفكر بذكاء
تأهبت حواسه ما إن أكملت بحقد إمرأة وغيرة لأنه فضل الأخرى عليها
- لا تستغرب هكذا، أجل أنا أتكلم عن سارة التي كنت تتأوه بأسمها وأنت بأحضاني...

تلك التي أبعدتني عن أحضانك يوم زفاف دكتور يونس، تلك التي سرقتك مني وحان الوقت لأجعلها تسرق منك
- حذاري أن تلعبي معي، ما إن قالها من بين أسنانه وهو يتنفس من أنفه بغضب حتى تجاهلت تهديده هذا ثم نظرت إلى مارك الذي كان يراقبهم بترقب وفضول بما يدور بينهم لتبتسم بعبث وهي تقول
- أنظر إلى مارك يكاد الفضول يقتله، تخيل معي لو علم بها مارك.

نعم أقر لك أننى الآن لا أعرف أين هي، فقد إختفت بصورة غريبة ولم أستطع أن أجدها
ولكن بالتأكيد مارك سيجدها وأنت اكثر الناس من يعرف بهذا المجال وبليلة وضحاها ستتحول من عشيقتك الى عشيقته هو، سيأخذها منك ثم يرميها لرجاله يفعلون بها مايحلو لهم...
ما إن نطقت بها حتى أخذت تختنق بشدة ما إن قبض على عنقها بقوة فتاكة ليتم رفع السلاح عليه من كل مكان ولكنه لم ينظر لهم حتى ولا لأوامرهم بأن يتركها.

كان يسحق أسنانه بقوة وهو يعتصر حنجرتها دون شفقة وما إن كادت أن يغمى عليها حتى رماها على الأرض بطريقة مهينة لتسعل بقوة وهي تنظر له بتوعد ولكن نظراتها تحولت لإنتصار وعرفت الإبتسامة طريقها لها ما إن قال
- أنا موافق
في حديقة فيلا الهلالي الأمامية كانت بين الأشجار تستلقي على السرير المعلق بين شجرتين (أرجوحة)
وهي تضع على صدرها قطها الأليف تيتو لتداعبه بأناملها.

وهي تنظر إلى السماء السوداء التي تزينها النجوم لتبدو كالمصابيح
- مسائك ورد، قالها يونس وهو يظهر أمامها من حيث لاتدري ويمد لها يده بباقة ورد حمراء كبيرة من النوع الجوري
نظرت ريهام إلى الباقة برغبة أن تختطفها منه بلهفة وتستنشق عبيرها حالها كحال جميع النساء ولكن كبريائها جعلها تنظر له من طرف عينيها ثم أدارت رأسها على الجهة الأخرى بخصام واضح لأنه صرخ عليها في الصباح.

وضع الورد جانبا ثم سحب تيتو منها وهو ينظر له بكره ثم رماه على الارض بلامبالاة لتصرخ ريهام بخوف
- براحة عليه، حرام كده
يونس بغيظ من خوفها عليه
- بقا الحيوان ده حرام وأنا مش حرام، بقى ده بيصعب عليكي وأنا لاء
ريهام بضيق
- إمشي يايونس، إمشي وسيبني لوحدي
- حبيبتي ياناس بتموت فيا، قالها وهو يقبل يدها لتسحبها منه بزعل
مما جعله يستلقي معها ع الأرجوحة لتنظر له بذهول: عاااا إنت بتعمل إيه، هتتقلب بينا يخربيتك.

- لو توازنا مش هتتقلب، قالها وهو يعتليها لتفتح الأخرى عينيها على وسعهما لتقول بتوتر فهو ملتصق بها كالغراء
- أوعى كده يامجنون عايزة انزل...
قبل أرنبت أنفها وهو يقول ببراءة مصطنعة
- مالك بس قوليلي زعلانة كده ليه!
أبعدت وجهها عنه وعقدت حاجبيها بزعل
- إسأل روحك
- ما أنا أهو بسألك ياروحي، ما إن قالها حتى أخذ يمرمغ أنفه بتجويف عنقها ووجنتها ثم أخذ يهمس لها بكلمات الإعتذار ومع كل كلمة كان يختمها بصك ملكيته.

لتتخدر كليا بين يديه
شعر بحماس ورغبة ما إن وجدها مستسلمو له ليقترب منها وهو يمني نفسه بأنه سيتذوق طعم المارشميلو الخاص بها بعدما حرمته عليه طول النهار
ولكن تأتي الرياح بما لاتشتهي السفن ما ان صرخت بهم نادية
- إنتو بتعملوا إيه
شهقت ريهام بخجل لتدفع عنها يونس بسرعة ليختل توازنهم ليسقط يونس على ظهره لتسقط هي فوقه
كان الموقف كارثي حقا.

- آه يابت الهبلة همس بها يونس وهو يتأوه أبعد عنه ريهام بغيظ وهو يقول، عجبك كده
نظرت له ريهام ببراءة
- ده كان رد فعل لا إرادي
يونس بتوعد وقح: آه قولتيلي، طب إستني رد فعلي على عملتك دي بس إرادي ومع سبق الأصرار كمان بس فوق في أوضة النوم ع السرير وإنتى ااا
قاطعته نادية وهي مذهولة من سير حديثة هذا
- في إيه يابجح هو إنتا هتقعد تشرحلها هتعمل إيه معاها فوق.

- إنتى إيه اللي جابك، قالها وهو يكاد أن ينفجر فهي جعلت كل تخطيطاته لهذه الليلة تذهب في مهب الريح
لتضربه ريهام على كتفه وهي تقول بعتاب
- إخص عليك يايونس دى عمتو تيجي فالوقت اللي هي عايزاه ماتزعليش منه ياندوش ده بيهزر
- أزعل من مين، من ده، قالتها نادية بإستخفاف وهي تؤشر عليه بسبابتها ليزداد غيظ يونس وهو يقول
- وماله ده، إحنا هنغلط ولا إيه ياندوش
نادية بقصف جبهة.

- تغلط إيه ده إنتا كلك متركب غلط، بقا ياراجل تكتم نفس البونية وإنتا في الجنينة هنا أومال فوق بتعمل فيها إيه
إنتى مستحملة الطور ده إزاي، قالتها وهي تنظر الى ريهام التي إنفجرت بالضحك على غيظ يونس لتقول
- ما أنا قولتلك من تاني يوم جواز إنه طور مصدقتنيش
يونس بتدخل
- أيوااااااا إتفضلي زني كده زي البومو لغاية ما النعمة تطير من وشك ماهو مايحسد المال إلا صحابه.

- أنا بومة، قالتها وهي تؤشر على نفسها ليضحك عليها ويضمها نحو صدره وضرب كتفها بكتفه وهو يقول بغزل
- وربنا أحلى وأطعم بومة شفتها بحياتي، ده إيه المارشميلو اللي عايز يتاكل ده
ريهام بهمس وإحراج
- عيب كده عمتو واقفو
- طب تعالي ندارى في أي حتة، قالها وهو يمرر يده على ذراعها لتبتعد عنه بسرعة وهي تفتح عينيها له لينفجر عليه يونس بالضحك.

إبتسمت نادية براحة وهي تراهم هكذا معا بمنتهى السعادة والتفاهم ولكن تغيرت معالم وجهها ما إن سألها يونس وهو ينهض ويسحب معه زوجته
- ألا قوليلي ياندوش إيه اللي رماكي علينا مش من عوايدك تيجي بآخر الليل كده
- أنا كلمت إياد وشرحتله على كل اللي حصل معايا زمان
ريهام بتساؤل
- ده ابنك ياعمتو مش كده...
أومأت لها بحزن ليتنهد يونس وهو يقول
- خلونا ندخل جوا نكمل كلامنا، الجو بقى برد أوي.

بعد عشر دقايق كان يونس ينظر إلى الأرض وهو يفكر بما قالته الأخرى، ليرفع طرف شفتيه بقلة حيلة ما ان وجدتها تكمل كلامها بهجوم
- بعد ما قابلته وكنت ناوية ازوره تاني عرفت من الحرس إنه أخد مراته وسافر شهر عسل، تصور
لتقول ريهام بإستغراب من ضيقها
- وفيها إيه ياندوش، ده عريس مابقالوش يومين متجوز، ده شئ طبيعي ومن حقه
نادية بغيرة.

- لاء مش طبيعي دي أكيد لما عرفت إني رجعت عشان آخد إبني فحضني إدايقت وحبت إنها تبعده عني عشان يبقا ليها لوحدها وهي نجحت بكده، أخدته مني وراحت
- وأنا بقول إياد طالع مجنون كده ليه ده طلع وراثي عندهم بالعيلة، غمغم بها يونس مع نفسه بضيق
لتقول نادية بترقب
- بتقول حاجة
يونس بمحاولة بائسة منه أن يوضح لها حالة ابنها.

- بقول دي مراته يانادية، وإياد بيحبها أوي، حاولي تكسبيها أوعي تعاديها هتخسري الكارت الوحيد اللي ممكن يساعدك عشان تعرفي توصلي لإبنك
نادية بإنفجار
- أنا بتغاظ منها بزيادة كل ما إنتا بتقول كده، عارف معنى كلامك ده إيه، يعني إنها مسيطرة عليه وواخدة كل الحب والإهتمام منه وأنا مافضلش حاجة ليا
نظرت ريهام بعدم تصديق من ما تسمعه الآن من عمتها طوال هذا الوقت لتنطق بذهول.

- ندوش إنتى بتغيري على إياد من نور عشان كده مابتحبهاش
ناية بحزن وقهر
- أيوة بغير منها عشان مستحوذة على إبني بطريقة غريبة ونفسي أبعدها خالص عنه
تعرفي أنا غيرتها بالمستشفى أكتر من مرة بس هو كان بيقلب عليهم المصحة لغاية ما يرجعوها ليه من تاني
شفتي متعلق بيها إزاي، حقي ولا مش حقي إني أخاف منها...

وبعدين أنا مش عارفة هو عاجبه فيها إيه دي عادية جدا، لا عادية إيه، دي مش حلوة أصلا واللي حارقني بجد إني متأكدة إنه بيحبها أكتر مني، نور دي مش سهلة خالص دي عرفت في وقت قصير جدا إنها تاخد مكاني في قلبه وحبه ليا
صعقت ريهام من ما تسمعه الآن من عمتها لتستدير بجسدها نحو يونس الذي كان ينظر لها بقلة حيلة وكأنه يخبرها لافائدة لا تحاولي هي على هذا الحال منذ سنين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة