قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والعشرون

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع والعشرون

صوت صرير مزعج ارتفع بالأرجاء ما ان ضغط على المكابح بشكل مفاجئ مما كاد ان يؤدي الى انقلاب السيارة عندما ظهرت أمامه سيارة إياد من الجهة المقابلة عند البوابه الخارجية للفيلا التي كانت مفتوحه على مصراعيها وخاليه من الحرس
ليصعق كل منهم من هذا المنظر، تراجع أيمن قليلا ليستدير بسيارته ويدخل بسرعة جنونيه واتبعته سيارة إياد الذي كان يحاول ان يستوعب ماذا هناك...

نزل أيمن من سيارته و أخذ ينظر لمنزله والحرس من حوله الذي لا يقلون عنه صدمة ف الهجوم حصل بشكل مباغت دون سابق إنذار، حاول احدا الحرس ان يتكلم ولكنه تراجع ما ان رأى أيمن يرفع يده نحوه بتحذير من مايفكر او ينطق بحرف واحد حتى
جن جنون إياد من هول الموقف متى وكيف حدث هذا لقد كان هنا منذ ساعة واحده فقط...

- ن ااء نور، نطقها بصعوبه ثم ركض نحو الداخل وهو يبحث عن نوره، نور حياته، تمكن الرعب منه ما ان وجدها فاقده للوعي وطاولة ثقيلة على جسدها محطمة...
اقترب منها بلهفه واخذ يتفحص جسدها بعدما ابعد تلك الطاولة من على جسدها الضئيل لينعصر قلبه ما ان وجد قطعة كبير من الزجاج مغروزه بفخذها وبعض القطع الاخرى على يدها كان جانب الأيمن خريطة من الشطايا المكسرة...

فستانها الأبيض الذي سحره عليها و الذي كان يجب ان يكون لها بداية جديدة لها معه أصبح الأن ملوث بدمائها...
حاول ان يسحب تلك القطعة من فخذها ولكنه لم يستطيع، شعر بعجز قاتل، اخذ يمسح وجه بتوتر ليتفاجئ بأن دموعه تغرق وجهه دون ان يشعر...
نظر لها مرة اخرى وكأنه يسألها بصمت وكأنها تسمعه ماذا يجب أن يفعل ف موقف كبير كهذا وهو الأن ضائع من دونها، ليقول بترجي وهو يربت على وجنتها بيده.

- أصحي نوري، أصحي، لو بتحبيني بجد أصحي
- س سسس سارة، ما أن قالتها بأنين وصوت ثقيل مبحوح وخافت جدا بالكاد سمعه حتى قال ببكاء وهو ينظر لها بعدم تصديق
- نور إنتى عايشة. حبيبتي ردي عليا. أوعى تسبيني.
- م ممم متخافش، انا كويسة، ده جرح بسيط اصلا بس سس سارة، ما ان نطقت أسمها حتى غابت عن الوعي مرة اخرى...

أما في الخارج عند ايمن كان مايزال في عالم اخر بثيابه الغير مهندمة و شعره المبعثر وأثار الدموع قد رسمت على وجنتيه باحتراف مع انفه المحمر بشدة لايقل عن احمرار عينيه التي كانت حمراء بشكل مخيف وكأنها تعبر عن حرقة قلبه، تفيض حدقتيه بالدموع التي كانت تعانده بأن لاتنزل اكثر من هذه وكأنه قد تحالفت ضده لتزيد وجعه...
خطى بقدمه نحو منزله لا لم يكن هذا منزله بل كان عبارة حطام، حطام حطم ما تبقا منه الى أشلاء.

اخذ يمرر عينيه ع المكان ببطئ يحاول أن يستوعب مايرى أو بالأصح يرفض ما يرى وما يشعر به
كان المكان كارثي لايوجد شئ سليم به. تمزق فؤاده ما ان لمح جسدها ملقى على الأرض غارق بالدم ليقترب منها بتردد خائف من أن تتحقق اكبر مخاوفه وان يحرم منها، يتذكر كم ترجته وبكت لكي لا يتركها، تذكر آهاتها التي لاتنتهي وانينها يالله كم تعذبت لأجله وهو لم يرحمها...

وقف بجسده عندها واخذ ينظر لها بهدوء ظاهري ليجلس ببطئ على ركبتيه أمامها لتتحرر دموعه من سجنهم وأخذت تزداد غصته لدرجة أصبح لايستطيع التنفس وكأن هناك من يخنقه...
أنتفخ انفه وارتعشت شفتيه وهو يمرر يده المرتجفه على رأسها و وجهها واخذ يبعد عنها قطع الزجاج.

ليرى من اين تنزف لتتشنج يده ما ان وجد صدرها و عضدها ينزفان من اثر اصابتها برصاص وهنا أخذت تتردد جملتها بذهنه بصوتها هي، موتي على يدك، نهاية الحكاية دي يا هتكون بموتي يا بموتك...

عند هنا أخذ يحرك رأسه برفض ولم يتحمل اكثر حتى شهق كالأطفال بعدما سحبها الى أحضانه و زرعها بصدره وهو يبكي بصوت عالي وهو يطلق بأهات نارية، لما تركتي قلبي وحيدا هكذا، لماذا تركتني أغرق بهموم لا تنتهى، يالله ماهذا العذاب، يارب رحمتك بيا.

دفن وجهه بها وأخذ يستنشق شعرها بقوة يرفض أن يتقبل الواقع هذا كان كالمخدر والغائب عن الوعي لم يفوق الا على إياد الذي اخذ يهز جسده بعنف ويصرخ به ان يحملها ويخرج بها بسرعة
ليبعد نظره عن إياد واخذ ينظر ل نور بصدمة ومن حالتها وهي بين يديه فهي كانت غارقة تماما بالدماء، حالتها لا تقل عن سارة خطورة...

نهض بعدما مسح دموعه وهو يحمل جسدها الخاوي بين ذراعيه وخرج بها بجمود لتستقبله مجموعة من الممرضين يقتربون منه بسرير متحرك ليضعها عليه بآلية واخذ ينظر إليها بعينين من الجمر وهو يقول بصوت مليئ بالشر عند أذنها وبيده يمسح على رأسها.

- وحياة كل قطرة دم نزلت منك لهيكون قصدها بحر منهم، وحياة كل دمعة نزلت من عنيك بسببي اللي كان بالأصل سببهم هما لهبكيهم دم. و وحياة غلاوة ضحكتك على قلبي ماهتشرق شمس بكرا عليهم يا انا ياهما، وده وعد مني ليكي يانبض فؤادي.
. ترخصلك روحي، وتروح فداكي
ختم كلماته الهامسة ثم طبع قبلة طويلة مابين عينيها ليبتعد عنها ويرجع خطوة للوراء ليسمح لهم بالمرور ليراقب أختفائها داخل سيارة الأسعاف بقلب موجوع...

- يلا، قالها إياد ل أيمن وهو يذهب نحو سيارته ليلحق بهم ولكن توقف والتفت له ما ان سمعه يقول
بجدية تامة
- سارة أمانة عندك لو مارجعتش
فتح إياد فمه بذهول وقال باستفسار
- إيه معنى الكلام ده، إنتا رايح فين
- رايح اجيب حق مراتي، ما ان قالها حتى صرخ به إياد بأعصاب مشدودة وهو يقول
- مش وقته يا أيمن، لما نطمن عليهم أبقا اعمل اللي إنتا عايزه، سارة محتاجاك جنبها.

- صدقني تعب سارة ده كله بسبب قربي منها، وبعدين أنا مش هقدر أحط عيني بعينها من غير ما اجيب حقها، صمت لثانية واحدة واكمل بوجع واضح قبل ان يصعد سيارته وينطلق بها. أبقا طمني عن روحي ولو برسالة...
وقف إياد بمكانه متسمر وهو ينظر حوله بضياع حقيقي خلفه بقايا منزل وعلى جانبه الايسر سيارة إسعاف يوجد بداخلها اغلى مايملك تتحرك نحو احدى المستشفى وع الجهة الاخرى صاحب عمره يذهب للموت بقدميه.

ماذا يجب ان يفعل ولكن يجب ان يعمل بوصية صديقه وهو ان يطمئن على وضع الفتيات، اومأ برأسه وهو يؤيد ما وصل له من تفكير ونظره معلق بأثر الأسعاف الذي بدأ يختفي من امامه ليصعد بسرعة واخذ يلحق بها وهو يتصل على يونس
الذي ما ان أجابه على الفور حتى صرخ به
- الحق أيمن يادكتور
علي طريق خارجي شارع مظلم لا يضيئه شئ، اخذ يشق الطريق بسيارته العالية ذات الدفع الرباعي.

متوجها نحو الميناء، يعلم بأنهم بعد كل مهمة او عملية يحتفلون بأنجازهم العظيم وبطريقته الخاصة علم بأنهم الأن على يخت عملاق يحتفلون بنجاح خطتهم ولكن لا يعلمون بفعلتهم هذه قد أطلقوا سراح الوحش الذي كان يكمن بداخله
أغبياء ظنوا بأن هدوئه هذا خوف منهم ألم يسمعوا بمقولة أتقي شر الحليم، حسنا على الأغلب لم يسمعوا فهو سيجعلهم يرون بعينهم ما معنى الشر الحقيقي.

تحولت نظرات من قاسية الى متألمة دامعة ما ان مرت بذهنه اللحظة التي صادفها للمرة الاولى وكيف تفاجئ بها ما ان وجدها للمرة الثانية جالسة على مقدمة سيارته بكراج المستشفى وكيف أقتحمت تلك الجنية عالمه المظلم دون هوادة وسرقت قلبه، ذكريات خلف ذكريات اخذت تداهمه، لحظاتهم بحوض السباحة...

ومواقف كثيرة وأهمها اللحظة الذي أمتلكها بها لم يشعر بالسعادة ولم يعرف معناها الا معها هي، أبتسم بخفة ما ان اخذت صورتها ترسم على الطريق أمامه وهي تضحك معه بشقاوة لتتغير صورتها من مبتسمة الى بكاء ليتذكر كيف تحولت حالتها بعدما تزوجها...

كيف أصبحت بائسة وتعيسة معه واخر شئ علق بذهنه حالتها الأن وكيف تركها وهي غارقة بدمائها مابين الموت والحياة، توحشت نظراته مرة اخرى واخذ يعتصر الموقد بأناملة بكل قوته وكانه يريد ان يهشمها بين يديه، فوجع قلبه ليس هينا
(والله حالتك صعبه يا أيمن. وجع القلب صعب )
في احدى المستشفيات الكبيرة.

كان يجلس على الارض امام غرفة العمليات وهو يضع رأسه بين يديه، ينظر الى الارض بشرود، لايعرف ماذا يفعل يبكي ام يصرخ، أيهما أقرب للخلاص
يعيش الأن بحالة رعب، وسؤال واحد يطرق باب ذهنه
ماذا سيحدث لي لو غابت نوري وأنطفأ نورها، كيف سيحيا في بعدها. كيف سيعود لظلمات حياته السابقة، يااالله، رفع رأسه نحو الأعلى وقال بصوت راجي متوسل متضرع للذي خلقه.

- يارب، ماتحرمنيش من نعمتك، انا عارف أني دوست عليها كتير، بس خلاص والله توبة، توبة
قالها وهو يقبل سبابته ويضعها على جبهته وهو مايزال نظره موجه للأعلى ببكاء
أغمض عينيه واخذ يضرب رأسه بالحائط الذي يسند ظهره عليه بتعب، يحاول ان يطرد الافكار السوداء التي بدات تهاجمه...
بقا يكرر حركته هذه ولم يتوقف ألا ما ان شعر بأحد يمسك يده ولكن سرعان ما سحب يده منها عندما فتح عينيه و وجدها والدته، نادية.

نادية بحنية: أهدى ياحبيبي ماتعملش بنفسك كده
نظر لها إياد بشراسة وقال
- جيتي ليه، أنا مش عايز اشوفك
نادية بحزن: ليه بتقول كده ياحبيبي، أنا عملت إيه، ده انا أمك، وماليش غيرك
إياد بوجع ممزوج بغضب: وانا ماليش غيرها، إنتى السبب، صدقتك بغبائي وزعلتها جامد مني وهي اللي طول عمرها بتخاف على زعلي.
ابتلعت ريقها وقالت بمحاولة تبرير موقفها.

- بس ياحبيبي، انا مظلمتهاش انا جبت الدليل معايا الأوراق وهي أعترفت، انا كنت خايفة عليك منها
- نور جوا وهي زعلانة مني، قالها وهو يمسك رأسه بين يديه مرة اخرى لتقترب منه نادية بهدف ان تحتضنه ولكنه دفعها عنه هذه المرة بقسوة وهو يصرخ بها بانفعال.

- اااابعدي عني، اااوعي تقربي مني، ااامشي مش عايز اشوفك، خديها من قدامي، قال الاخيرة وهو ينظر نحو ريهام التي سرعان ما اومأت له ومسكت عمتها من الخلف وجعلتها تنهض وهي تقول بجدية
- تعالي معايا ياعمتو
التفتت لها نادية وهي تقول بقهرة قلب وكسرة أم
- شفتي ياريهام ابني الوحيد مش عايزني وزقني عنه إزاي.

- ياعمتو ماتزعليش هو مش في وعيه شوفي حالته عاملة إزاي، قالتها ريهام بحزن على حزن الاخرى ثم سحبتها ليجلسوا على كراسي الإنتظار
مرت دقيقة واخرى واخذت حالة إياد تزداد سوء اخذ يضغط على رأسه ف الألم شديد والموقف لا يستهان به فما بالك بشخص ك إياد مذبوح للوريد
- هتفضل تعيط كده كتير زي النسوان ولا هتبقى راجل وتيجي معانا وتاخذ حق مراتك، قالها عز الدين وهو يقف أمامه بشموخ وغرور لا يليق سوا به هو فقط.

رفع إياد رأسه ونظر له بتمعن من بين دموعه، أجل هو: عز، همس بها وهو ينهض ليقف امامه وجها لوجه ليومئ له الاخر وهو ينظر له بتحدي ويقول
- كويس انك لسه فاكرني يا أبن الهواري
في الميناء، ما ان وصل حتى اخذ يتسلل من بين الحراس واخذ يرمي الوقود على أماكن معينة ليحرق جميع الموانئ الخاصة بهم واحدة تلوى الأخرى فهو يعلم أين يتم تخزين الشحنات...

لتعم الضجة بالمكان ويهم الجميع لإطفائها ليستغل هو أنشغالهم ليسرق قارب صغير وينطلق به نحو اليخت الخاص ب مارك دون ان يشعر به أحد، فالجميع أنشغل باطفاء تلك النيران الملتهبة التي بدأت تاكل بضاعة تقدر بملايين الدولارات.

بعد مدة زمنية وصل بالقارب بقرب اليخت الخاص بهم و اخذ ينظر لهم من بعيد وهو يفكر صعب جدا ان يقترب منهم بصورة مباشرة لانه يوجد حول يخت مارك عدة يخوت اخرى خاصة بالحرس، ولكنه لم ولن يتراجع مهما كلف الأمر.

اوقف القارب بعيدا عنهم تماما لكي لا يلفت النظر له ثم نزع سترته ليلقي نفسه بظلمات البحر، كانت حركة مجنونة منه ف الوضع خطير والجو شديد البرودة وخاصة في الثلث الأخير من الليل يصبح الهواء قارص واقرب للزمهرير...
اخذ يسبح نحو هدفه ليتخطى يخوت الحرس دون ان يشعروا به، ليصعد على اليخت المطلوب بعينين تتوعد بالكثير من الشر.

وقف وهو ينظر بصورة شاملة لهذا اليخت العملاق لتتقاطر من ثيابه المياه ليرجع خصلات شعره للخلف لتزداد نظراته حدة وتغلي دمائه داخل اوردته ما ان ظهرت صورتها امامه وهي بحالتها التي يرثى لها
اغمض عينيه وتشنج فكه وهو يحاول ان يطرد تلك الصورة من امامه ومن عقله فهي تعذبه حقا، وما ان فتح مقلتيه حتى ظهر الجحيم من خلالهم، اخذ يقترب نحو الداخل، نسى المنطق ونسى بانه يجب ان يكون حذر، لا يرى الأن سوا مظهر معشوقته.

كاد ان يتقدم أكثر ألا انه توقف ما ان وجد احد المتطفلين يسأله من هو وكيف دخل واااااء
وقع صريعا على الأرض ما ان مسك رأسه وطرقع عنقه بعنف فهو لا يملك وقت لثرثرته هذه.

لم يكمل خطوتين بعد حتى وجد حارس أخر يهجم عليه ولكنه انحنى بسرعة وبنفس السرعة ذاتها اعتدل بجسده ليمسك الاخر من خلف رقبته واخذ يضرب وجهه على حافة السور واخذ يكررها حتى اصبح لاينفع لشئ، لينحني ويرفعه من ساقيه ليرميه بعرض البحر هذه الحركة جعلت بعض الحرس يشعرون بأن هناك شئ غير طبيعي
توقف أيمن وأختبأ بسرعة واخذ ينظر لذلك الحارس الذي خرج بسلاحه ليتفحص المكان، ليقترب منه بسرعة من الخلف وهو يقول
- هاي!

وما ان التفت له حتى عالجه بلكمة رأس على أنفه ولكن قبل ان يسقط مسكه من مقدمة قميصه ليضربه مره اخرى على انفه ولكن بشكل اقوى حتى فقد وعيه ليرميه مثل سابقه في عرض البحر بعدما أخذ سلاحه منه
ولكن عندما أستدار بجسده حتى أرتد الى الخلف ما أن ضربه أحدهم بعصى على وجهه لينزف فمه وانفه معا ليرفع ايمن يده ويطلق عليه النار دون تفكير
ليخر أمامه صريعا ولكن باثر الصوت.

خلال ثانية واحدة فقط كان محاوط من عدد حراس لا يستهان بهم، اخذ يضرب هذا وذاك، وما ان تخلص منهم و رفع مسدسه بوجه اخر شخص حتى توقف بمكانه عندما شعر بأحد يضع فوهة المسدس على رأسه من الخلف والذي لم يكون سوا يوسف ليقول بجدية
- نزل سلاحك وارميه على الأرض،؟
اخذ ايمن يتنفس من انفه كالثور الهائج يريد ان يلتفت له ويخنقه ولكن الحارس الذي امامه رفع أيضا سلاحه.

عليه، لقد أصبح محاصر بينهم. هذا يعني أية حركة منه ستؤدي الى هلاكه، لا يهمه الموت ولكنه يريد ان يقضي على مارك وبعدها ليموت. عند هنا قرر ان يطيعهم لكي يصل الى مايريد ليرمي سلاحه ويرفع يديه كا أستسلام
ولكن ما ان رفع يديه حتى لمح بطرف عينه وقوف مارك وميليساء على سور الطابق الثاني ينظرون نحوه.

لتقتم نظراته ما ان رأهم معا ليعود خطوتين بجسده الى الخلف بحركة مفاجئة لهم ولكن قبل ان يستوعب يوسف حتى أرجع مؤخرة رأسه الى الخلف بقوة ليضربها بوجه يوسف الذي تأوه بعنف من فعلته ليلتفت له بسرعه ويسحبه امامه لكي يحمي جسده من أي رصاصة غادرة منهم، نستطيع ان نقول لقد أستخدمه كدرع بشري.

انزل جميع الحرس أسلحتهم باشارة من مارك، ليرمي ايمن يوسف على الأرض ليصعد على سور طابق الاول من اليخت ومنها على احد الأعمدة ليرمي نفسه على سور الطابق الثاني وبحركة ماهرة أصبح يقف امام مارك
ليرفع الحراس الذين حوله اسلحتهم عليه ليصفق مارك باعجاب من مهاراته وهو يقول
- برافو ايمن، عرفت دلوقتي ليه انا لسه باقي عليك
وعايزك معايا، لان مافيش ولا كلب من إلى واقفين دول حواليا ييجي جنبك حاجة يا أسد...

صرخ به أيمن بصوت يرعد- ليه دخلتها بشغلنا
مارك بجدية- لأنك حاولت تسيب الشغل عشانها، يعني هي كانت العائق مابينا، وإنتا عارفني اني مابحبش العوائق اللي تعطلني، فقولت أريحك منها
أيمن بشر خطير: بقيت محترم ونسيت كل شئ لما دخلت سارة حياتي وبقا عندي امل أني أعيش بجد زي بقية الناس، بس انتم أستكترتم عليا ده، أنتا عارف ان بعملتك دي ومحاولة قتلك ليها خلتني أرجع زي ما كنت وأسوء كمان.

مارك بانتصار فهو قد ظن أنه وصل لمبتغاه
- وهو ده اللي انا عايزه. أنك ترجع زي زمان أسد اقدر اعتمد عليك
أيمن بتأكيد: أهو رجعت، بس ضدك، كنت مفكر أن موتها هيرجعني، حركة غبية، انا رجعت آه بس عشان أحرقك بالحيا واشوف روحك بتطلع منك قدام عنيا، أنا هقتلك بطريقة بشعة
اخذ مارك يقول باستهزاء بلكنته الإيطالية
- رجاء لا تفعل هذا، ارجوك سامحني...

أرجوك، ااارجوووك، هههههههههههه ضحك بها باستمتاع ثم اكمل، هذا ما أردت أن تسمعه مني صحيح؟
تريد مني أن أتوسل إليك من أجل ان تعفو عن حياتي
وبأني نادم عن ما بدر مني، صحيح؟
بالطبع لن أفعل. ماذا تظن، هل إنتا أخترقت كل هؤلاء الحراس بمهاراتك فقط، بالطبع لا، مع اول حريق أندلع بالمينا علمت بأنك قادم الى هنا لهذا وفرت لك سبل القدوم، انا من جئت بك الى هنا، أنا.

علمت بأنك ستأتي للبحث عني بعد ما فعلته بحق زوجتك الغالية، أتعلم لا ألومك على عشقك لها فهي فاتنة وتستحق العناء، أدعو لها بالموت
اجل لا تستغرب ياصديقي يجب ان تدعو لها بالموت والاااا، أقترب منه بشدة وهمس له بحقارة، وألا ستصبح سلعة للمتعة لي وللرجال لو خرجت منها حية.

اخذت تكرر هذه الجملة برأسه عدة مرات ليتغير لون عينيه لسواد القاتم وما هي سوا ثانية حتى اعتصر حنجرته بيده وما ان كاد ان يطلق عليه الحرس النار حتى تم اطلاق النار عليهم من قبل عساكر خاصة اقتحمت اليخت والذي لم يكن سوا يونس وإياد وعز و، مراد.

الذي اخذو يقاتلون معه بشراسة لتعم الفوضى بالمكان وما أن استوعب أيمن الموقف حتى وجد مارك يباغته بضربة برأسه بقوة لدرجة بأنه بدأ ينزف منه ليفر هاربا منه بعدما فقد الاخر توازنه.
نهض أيمن وهو يمسك رأسه بألم فتاك ودوار بدأ يعصف به ولكن قبل يلحق به وجد ميليسا بالطابق الاول تحاول ان تنسحب من بين هذا الهرج والمرج دون ان يشعر بها أحد...

ليكز على أسنانه، تلك الافعى الصفراء هي السبب الرئيسي لكل ما حدث معه ومع زوجته، رمى نفسه و لحق بها بسرعة وقبل ان تنزل بزورق صغير مخصص للنجاة حتى سحبها من شعرها بعنف وغل منها لدرجة كاد ان يقتلعه بيده ليلتفت بها و يضرب وجهها بالنافذه الخلفية ليتهشم الزجاج.

نظر الى وجهها الدامي من ضربته ولكن هذا لم يشفي غليله بعد، فهي تستحق الموت، أفعى فإن لم تقتلها قتلتك بسمها. نظر الى النافذة ليجد الجزء السفلي من زجاج النافذة مازال موجود
ليشدد من قبضته على شعرها ثم دفعها بكل قوته نحو البلور المكسور لينغرز بعنقها ولم يحررها من قبضته حتى تأكد بأنها قد فارقت الحياة تماما.

لفظها من بين يديه باشمئزاز وما ان كاد ان يذهب حتى وجد يوسف أمامه وبيده سلاح يوجهه نحوه وما ان ضغط على الزناد حتى أغمض أيمن عينيه للحظة ليشعر باحد ما خلفه يسقط
التفت بسرعة وجد جثمان احد الرجال الذين كانو يتربصون له، لينظر ليوسف الذي قال بتفاخر مش وقت شكرا
دلوقتي مارك هرب منك يا دغف
صعق ايمن من ما سمع لينظر مكان ماينظر له يوسف ليجد مارك يصعد بأحد القوارب على سطح البحر على الجهة الاخرى...

عند هنا ركض بأقصى سرعة له واخذ ينزع قميصه الذي كان نصفه قد تمزق ورماه على الأرض وما ان وصل على الجهة الاخرى حتى قفز عليه ليسقط على مارك داخل القارب...
ليعوم بهم القارب بعيدا لينهض ايمن عنه واخذ يكيل له اللكمات المتتالية. ليمسك مارك اقرب ما وصلت له يده وضرب بها جانب وجهه ورأسه، وبحركة سريعة انقلب الوضع ما ان دفعه واخذ يكيل له الضربات بشكل اقوى
ثم نهض ورفع نحوه مسدسه وهو يقول بأسف مصطنع.

- مع الأسف كنت عايزك ليا أسد بس طلعت طباعك زي الكلاب بتعض الايد اللي بتتمدلك...
اخذ يضغط على الزناد وما ان انطلقت رصاصة منه حتى كان مصيرها نحو السماء ما ان باغته أيمن بضربة على ركبته، ليختل توازنه ويسقط بالماء
اعتدل ايمن بجلسته ثم نهض واخذ يبحث عنه حول المركب ولكنه وجد مارك أخذ يسبح بعيدا عن القارب.

في هذه الحظة ذهب ايمن عند القيادة واخذ يحرك القارب نحو مارك، وما ان وصل و قطع الطريق عليه حتى توقف ورمى نفسه بالماء ليمسكه من عنقه ليضربه الاخر ولكنه لم ينجح بالفرار هذه المرة
اخذ يشدد من قبضته حول عنقه ليجذب أنتباهه صوت مروحة محرك القارب لينظر نحوها تارة ونحو الذي بين يديه تاره اخرى، سحبه معه واقترب اكثر من القارب وما ان وصل مبتغاه.

حتى ضرب وجهه بالمروحة، لتنكسر المروحة بعدما طار نصف وجه الأخر وجسده اخذ يطوف على الماء بعدما تركه لينظر ايمن نحو شروق الشمس وهو يقول
- وعدتك كتير بس دي اول مرة أوفي بوعدي ليكي
أما عند البقية كانوا يقفون على سطح اليخت وينظرون الى أيمن وهو يسبح نحوهم، ليقول عز وهو ينظر لشروق الشمس
- الحب بيغير بصحيح، مين كان يصدق ان أيمن يعمل كل ده عشان حد لمس حبيبته بسوء
سند مراد ساعده على كتف صاحبه وقال بتأييد.

- صح الحب بيغير، بس لكل قاعدة شواذ
وانت الشاذ بالقاعدة دي يا عز باشا، لا الحب غيرك ولا حتى الزمن قدر عليك من يومك قوي و مفتري...
- انا مش عارف ملك مستحملاك إزاي، قالها إياد وهو يقترب منهم ليتجهم وجه مراد بشكل ملحوظ ليتجاهله إياد و نظر ل عز وأكمل، بنت عمي عاملة إيه
قدحت نظرات عز بشرار والغيرة القاتلة
- ملك بنت عمي انا ومراتي انا وحبيبتي أنا وأم أبني انا.

وإنتا مالكش حاجة فيها عشان تسألني عليها، ولو بايع عمرك، ألفظ اسمها تاني عشان اخليك تتلقح بالمستشفى تاني
- ههههههههه لساتك غيور زي ما أنتا يابوس، قالها يوسف وهو يقترب منه ويصافحه بقوة ثم أحتضنه
ليفتح كل من إياد ويونس فمه ببلاهة لينضم لهم أيمن الذي خرج من الماء للتو...
- هو إيه اللي بيحصل هنا، قالها يونس وهو يشدد على يده بغيظ شديد من الاخر
ليقول يوسف بحماس قبل ان ينطق عز.

- معلش سيبلي انا الطلعة دي ياباشا، انا يوسف الهلالي دكتور نفساني كنت شغال مع رحيم زمان وبعد ما مات
قاطعه يونس: أشتغلت مع مارك
- بالضبط، اشتغلت بس ضد مارك مش معاه، روحت ل عز الدين اللي هو صاحبك يا يونس وبلغته ان مارك مسك المنظمة وعم بيدور على أيمن
فقولت ليه هو يمسك أيمن ليه
ما انا ممكن اظهر بالساحة بيوم فرح يونس وبعدها أرجع المستشفى وبدل ما مارك يلعب بيهم، ألعب أنا
يونس بذهول: نعم يا اخويا.!

يوسف باستفزاز: هدي يا أبن العم هدي، اول حركة كان لازم تختفي البنتين من الساحة قبل ظهور أيمن، عشان مايتأذوش لفيت على نور وانا عارف ومتاكد لو عرف إياد هيجن ماهو شبه عز بالغيرة بس عز على مجنون رسمي مستحيل حد يوصله
- تحب تجرب الجنان بتاعي، قالها عز وهو يسحبه من الخلف ليتراجع الاخر بكلامه وهو يقول بخوف.

- لا احب ولا عايز اجربه اصلا كفاية اللي شفته منك، ما علينا، لفيت على نور وضربت عصفورين بحجر واحد وهو خليت إياد يبعدها فعلا وبنفس الوقت فهمت يونس بطريقة غير مباشرة أن لو في بنت بحياة أيمن احنا هنقدر نضغط عليه، كنت متأكد بأن يونس هينبه أيمن، وده اللي حصل فعلا
وهوووب ايمن وإياد يتجوزو بليلة واحدة والفضل يرجعلي طبعا، ايه ياشباب مافيش شكرا ولا ايه.

يونس بهدوء لايبشر بخير: وريهام دخلها إيه عشان فضلت تحوم حوليها وعرضت حياتها للخطر
يوسف بضجر منه: ياعم عملت كده عشان اشغلك عني، كنت خانقني يا أخي مش قادر اخذ راحتي باللعب وأنتا كاتم على نفسي بالشكل ده، بس كنت متوقع ان ريهام هترفض لانها بتحبك مش عارف على إيه بصراحة بس بتحبك
واخر حاجة عملتها هي حركة نادية، حبيت أديها واديك درس يا إياد، كان مطلوب مني اني ابعدك عن الشركة.

وكنت شايف غيرة نادية من نور، وشكك المستمر ب نور
فعشان كده كشفت اوراق البعثة ولعبت بعقل نادية
وهي صدقت بسهولة، وإنتا كمان صدقت وشكيت بحبيبتك اللي ضحتلك سنين و وقفت جنبك، شكيت بمراتك، اللي ماعندهاش غيرك...

وقف يوسف بالمنتصف وقال بجدية، ده كان درس ليكم، الاول إياد لو كان ماشكش بنور يوم مابعثت ليه الصور، كان ممكن يطلب يدها للجواز بشكل عادي بس نور سلبية سامحته على شكه بسرعة ومن غير ماتحاسبه لغاية ما تمادى وصدق كلام نادية عليها وشك بأنها ممكن تكون مدسوسة عليه وهي اصلا ماكنتس تعرف علاقة عز فيك إيه اصلا، فعشان كده اعتبر ده درس ليك عشان تتعلم تثق بشريكة حياتك اكتر من كده.

التاني يونس كان لازم تقلل من تهورك ده عشان تعرف تاخذ وتدي مع مراتك عشان اللي شفته انها مش من نوع اللي بيجي بالزعيق.

أما ايمن، على ما أعتقد انت مديون لي بشكر، الاول اني اديتك أنذار عن طريق يونس بطريقة غير مباشرة انك تخفي حبيبتك من المستشفى وخليتك تتجوزها كمان بسببي، والشكر الثاني هو أني أنقذت حياتك من شوية، وبعد كل ده وبعد كل اللي عملته تحسبت شاهد ملك بقضية مارك لاني كنت متعاون مع عز و الجهات المتخصصة.

لوى أيمن فمه بتفكير وهو يقول: بقا إنتا شاهد ملك، و اقل المتضررين أنا، هممممم همهم بها واخذ يتحسس جروح وجهه البالغة ليبتسم بتهكم من طرف شفتيه وما ان اقترب منه حتى فتح يوسف ذراعيه ظنا منه انه
يود احتضانه كشكر وتقدير وأمتنان لما قدمة له
ولكن العكس حصل ما ان نظر أيمن للبقية لينقضوا عليه الثلاثة معا واخذوا يكيلوا له الضربات العنيفة ليرتفع صوت تأوهاته بالمكان.

مراد بصدمة وهو يراهم كيف يفشون غليلهم به ليقول: اوووووه هاااا ده أتعجن بينهم، تراهني لو بص بالمرايا بعد المعركة دي مش هيعرف نفسه
ليقول عز بلامبالاة: يستاهل قولتله خف اللعب عليهم، وهو كان دايما بيقول سبني اسبك دوري صح، اهو دلوقتي بيتحاسب على نتيجة سبك دوره، يشرب بقا
- ههههههه، ضحك بها مراد ثم سكت قليلا و قال بشوق كبير، ليله وحشتني
عز بصرامة وغيرة على أخته
- وحش أما يلهفك احترم نفسك إنتا بتتكلم عن أختي.

مراد بغيظ من غيرته: بطل افترا بقا، دي مراتي
رفع عز حاجبه بدكتاتورية: أهو ده اللي عندي، مش عاجبك
- سم، قالها بصوت خافت ليأتيه صوت عز المرعب
- قولت حاجة
- قولت حبيبي يا أبو نسب، ربنا ع الظالم، قال الاخيرة بتبرم مضحك ما ان تركه الاخر.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة