قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع عشر

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل التاسع عشر

صباحا في فيلا الهلالي
أخذت تمط ذراعيها بكسل وتفتح عينيها بنعاس لتتنهد بعمق وعشق صادق لذلك الذي ينام ا6لى جوارها، إقتربت منه بهدوء الإبتسامة مرسومة على ثغرها لتتمعن النظر بملامحه الوسيمة بهيام ثم همست بصوت مبحوح من أثر النوم.

- أنا حبي ليك أكتر من الحب نفسه، إنتا الحب الأول والأخير، العنين دي مستحيل حد يملاها غيرك، قالت الأخيرة وهي تقترب أكثر لدرجة أصبح لايفصل بينهم شئ، لتقبل وجنته بخفة ثم تنهض ولكن ما إن ابتعدت عنه حتى وجدته يسحبها على صدره بسرعة ويكبلها بذراعيه القوية بإحكام وأخذ يهمس لها بنفس طريقتها لتعض على شفتها بإحراج
- صباح المارشميلو
ريهام بصوت بالكاد سمعه
- صباح النور
يونس برفض وشقاوة.

- لاء نور دي مش بتاعتي بتاعة إياد، أنا صباحي يختلف، ولازم تتعلميه عشان تصبحي عليا كل يوم
كان يتحدث بحرارة وهو يمرر يده عليها ويقترب منها
لتهرب من بين مخالبه بأعجوبة وهي تضحك وتقول
- لا إنتا كده صباحك قلة أدب بقا
نهض قليلا وسند عكسه على الوساده وقال بعدما تفحص هيئتها بإعجاب وقح
- مش عجبك ياقطة
ريهام بغرور
- لا، مش عاجبني
يونس بمسايرة
- طب تعالي بس وأنا هدلعك.

- لاء، قالتها هذه المرة بعناد ليعض على شفتيه بغيظ وهو يقول
- يابت، تعالي وبلاش تنشفي دماغك الجزمة دي
ريهام بإستفزاز
- ماقلنا لاء، الله، أجي أغنيهالك عشان تفهمها
تنهد بحرارة وقال
- ياريت
ريهام بتعجب
- ياريت أغنيلك
يونس بسفالة
- تؤ، ياريت تجي عشان نجيب مليجي.

ضحكت بمياعة ولكن تحولت إلى صراخ مفزع ما إن وجدته يرمي الملاية وينهض يريد أن ينقض عليها لتهرب بسرعة نحو الحمام ولكن كان هو أسرع منها وما إن حاوط خصرها من الخلف ودار بها نحو السرير لتتحرك بين يديه وهي تقول برفض وترجي
- لالالالا عشان خاطري، سرير لا، ده أنا كنت هموت في إيدك يامفتري...
توقف ونظر لها بذهول مصطنع
- ايه ده هو إنتى لسه تعبانة
بادلته النظرة بغيظ
- تخيل
يونس بإعتذار
- لا حقك عليا، خلاص مافيش سرير.

- طب الحمدلله، قالتها وهي تتنهد ولكن سعادتها لم تدوم ما إن انحنى وحملها على كتفه كشوال البطاطا وهو يقول بخبث
- تعالي أعملك مساج بالمياة السخنة وإنتى هتبقي زي الفل
- لاااااا، صرخت بها ريهام بفزع ليضحك عليها وهو يقول بإصرار: لاء ليه مش انا اللي تعبتك سبيني أريح جسمك وأخليه يفك
ريهام وهي على وشك البكاء: قصدك تدغدغه أكتر ماهو مدغدغ
ضربها على أسفل ظهرها وهو يقول بإنتشاء
- بس يابت
ريهام بتساؤل مفزع.

- إستنى رايح فين؟
يونس بضجر مصطنع
- ماقولنا ع الحمام
ريهام بتعب
- سبني يامفتري، ياللي مابتتهدش. كانت ساعة سودة اللي مضيت فيها القسيمة، حسبي الله ونعم الوكيل فيك يافخررررري
يونس بإندهاش مضحك: بتحسبني عليا، طببببب وااااالله ما أنا سيبك، قالها وهو يدخل الحمام بها ويغلق الباب عليهم تحت إعتراضها
في الأسفل بعد مرور ساعة كان يجلس أمام نادية التي كانت تقول بترقب
- هاااا يايونس رفعت راسنا ولااا
يونس بفخر.

- مافيش ولاااا دي
- بجد. الف الف مبروك، لوووووووووووووللي
أخذت تزغرط بصوت عالي عددة مرات ولم تتوقف حتى رأت ريهام تنزل ببطئ على الدرج بكامل أناقتها لتذهب نحوها وتحتضنها وهي تقول بسعادة
- مبروك ياعروسة، صباحية مباركة
ابتسمت لها بحب وهي تبادلها الحضن وتقول
- الله يبارك فيكي...
- انا دلوقتي إتطمنت عليك، قالتها نادية بإبتسامة وهي تنظر إلى يونس لتقول ريهام بغيظ مضحك وهي تذهب نحو الأريكة لتجلس عليها.

- بتطمني عليه هو ليه؟، إتطمني عليا أنا اللي كنت هروح فطيس في إيده، تصدقي بالله ده كان هاين عليا أتصل بالبوليس وأقولهم إن في طور هايج في عنبر سبعة هربان من مستشفى المجانين
إنفجرت نادية بالضحك بكل صوتها عليها ليرفع يونس حاجبيه بذهول وهو يؤشر على نفسه ويقول بعدم تصديق لما سمع
- أنا طور، يابنت الصعيدي
نادية بضحك
- ياعم طور، طور، المهم جبت نتيجة
يونس بغيظ
- بقا كده
نظرت له نادية بتحذير.

- عندك إعتراض. قول. قول. لو في إعتراض أنا ممكن أخدها وأمشي
يونس بذهول وهو يضرب كفه بالأخر
- يخربيت أم الإفترى ده، أنا هروح أعمل مكالمة كده وجاي يمكن لغاية ما أرجع تخفي شوية عليا
نظرت نادية إلى يونس وهو يخرج وما إن تأكدت من خروجه حتى ذهبت وجلست إلى جانب ريهام وهي تقول بحنان
- ألف مبروك يابنت قلبي اخيرا شفتك في بيتك، عقبال يوم ما أشيل عيالكم يارب
ريهام بحب وتمني
- يارب
نادية براحة.

- والحمدلله خوفك بتاع امبارح طلع على مافيش ويونس طلع مافيش أحن منه
ريهام بضيق مضحك
- لا وإنتى الصادقه ده طلع مفجوع وكان عامل زي أكل الحمار في الجيلة. لا الحمار بيشبع. ولا النجيلة بتخلص
إنفجرت نادية عليها بالضحك من كل قلبها وضربتها على كتفها وهي تقول
- يخرب عقلك ياريهام والله لو سمعك هيطربقها على دماغك
ريهام بإنفعال
- ياريت يسمع ويزعل
نادية بإستغراب
- ياستار، ليه كده
ريهام بإرهاق.

- ماهو لو زعل ياندوش هيبعد وأنا هرتاح
- لا ياقلب يونس إنتى ده كان زمان، قالتها نادية بإبتسامة وثقة لتنظر لها بترقب وهي تقول
- إيه يعني مش هيبعد
ضحكت مرة أخرى وقالت: ههههههه لا
ريهام بغيظ شديد
- مافضلش قدامي غير حل واحد
نادية بتساؤل وترقب
- إيه هو؟
رفعت يديها نحو السماء وهي تقول: إني أدعي عليه، روح يايونس يا إبن أم يونس، ربنا يهدك زي ماهدتني يابعيد
نادية بصدمة.

- نهار أسود، بتدعي ع الراجل، وبعدين مش ده كان نفسه إمبارح عيان وحالته محتاجة طبيب وقعدتي تشتكي منه بنات آخر زمن لا عجبها كده ولا كده
- والله أنا اللي بقيت محتاجة طبيب، قالتها وهي تمرر كف يدها على طول ذراعيها بألم
لتنظر لها نادية بتشفي وهي تقول بسكوتة
- تستاهلي عشان تعرفي تفتري ع الراجل مرة تانية
(هههههههههههه برافوووو ياندوش إديها ماترحميهاش
قال يونس حالته صعبة قال ده احنا اللي بقت حالتنا صعبة ).

كانت تجلس بغرفة الإستراحة وهي شاردة بما قاله لها وما عليها أن تفعله هل تغفر أو تعاقب، لاتستطيع أن تفعل كليهما، لاتستطيع أن تعاقبه على ماضي فات ليس له يد به فهو لم يختاره بإرادته ولا تستطيع أن تسامح على خيانته لها ومشاركته الحب مع أخرى غيرها وهي معه...

يطلب منها السماح وأن تنسى كل شئ لأنها مجرد نزوة لا أكثر، ماذا لو كانت هي بمكانه وهي من إفتعلت الخطأ هذا، هل كان سيتقبلها كما هي وسيقول لابأس طالما كانت نزوة...
بالطبع لاء لن يتقبل. كرامته لن تسمح بهذا فلما عليها هي أن تتقبل نزواته التي لاتنتهي لما دائما الفتاة عليها أن تقدم التنازلات أهو لديه كرامة وهي لا...

سحبت نفس من بين أسنانها وأغلقت عينها بوجع ما إن إنقبض قلبها عليه شوقا له، لتنزل دمعة حارة على وجنتها لتمسحها بسرعة وهي تنهض ترتدي المأزر الطبي الخاص بها وخرجت لتباشر عملها تحاول أن تشغل نفسها على قدر المستطاع وتقلل من ضغط التفكير فيه
ولكن هيهات نار مأججة بداخلها لاتعرف معنى الرحمة
لتقع بين عقل يرفض الخضوع وقبل يطالب بالوصال ويقدم الأعذار دون أن يطالب بها صاحبه حتى.

كانت تدمع عينيها خلسه ما إن ترى لهفة إياد على نور وكيف تجري له بسرعة ما إن تنتهي من عملها لتتنهد بغصة وهي تنظر حولها لعلها تراه يأتي لها ولكنه لم يأتي مثل كل يوم منذ أخر لقاء بينهم إبتعد...

نعم تعترف بأنها أرادت مساحة خاصة لتفكر بهدوء ولكن أية هدوء وأية تفكير وهو بعيد عنها، تريد الذهاب له وتصفعه بشدة لخيانته لها ثم تحتضنه بقوة لكي تجعله يفهم بأنه لها هي فقط وبأنه لايحق له أن ينظر لغيرها، ترفض الإستسلام لمشاعرها وتعجز عن مقاومتها.

أما أيمن لم يكن بحال أفضل منها، كان كل ليلة يقف أمام حوض السباحة لتلمع عينيه بقهر ما إن مرت صورتهم وهم معا هنا، في هذا المكان الذي أعطته فرصة أخرى للبدء من جديد وهو لم يقتنصها.

والأن لايستطيع أن يلوم غيره يعلم بأن أخطائه كثيرة ولا تغفر ولكنه لن يسمح بأن تتركه وتذهب. سيتحمل أية عقاب منها إلا بعدها، أناني إلى أبعد حد معها، نعم تركها تأخذ مساحتها لكي تهدء وتتقبل ماسمعته منه ولكن هذا ليس معناه بأنه هناك إحتمال أن تبتعد عنه لم يسمح بهذا فهو لن يكتفي منها أبدا
تأوه بحرقة قلب مجروح ما إن هاجمته ذكريات محبوبته وضحكاتها وشقاوتها عندما مرت أمامه ذكرى أول لقاء بينهم...

وجرأتها ما إن وجدها تجلس على مقدمة سيارته وهي تسرق نضارته الشمسية ليقابلها، إبتسم بحزن وحنين شديد لها
شعر بإختناق ليبدء بفك أزرار قميصه وتوجه نحو صالة الرياضة وبدأ ينهك نفسه بالتمارين، بعد مدة ذهب إلى جهاز الركض، وأخذ يركض لتتفاقم أمامه صورة قبلته الأولى لها وكيف سرق عذرية شفتيها...

أخذ يحرك رأسه بعنف وكأنه يود أن يرمي كل هذا من رأسه ثم بدء يضغط على زر السرعة لتزداد أكثر وأكثر لينهج بصوت عالي ويبدء العرق يغزو جسده المعضل الذي برزت عروقه بشكل عنيف وكأنها ستنفجر
ليتوقف بعد مدة طويلة لينحنى بتعب وهو يضع يده على ركبتيه و بالكاد يستطيع التنفس سحب قنينة ماء و شرب نصفها دفعة واحدة والنصف الآخر رماه على وجهه و رأسه لعله يهدء قليلا من شدة التفكير.

لتعود كاميرتنا نحو سارة التي ذهبت إلى مقهى المصريين بعدما إنتهت من عملها لترسم إبتسامة مزيفة على شفتيها وأخذت تختلط مع الناس وتتكلم كثيرا مع هذا وذاك، تحاول أن تداري نزيفها الداخلي ولكن كيف تستطيع أن تداري جرح لايشعر به غيرها، لاتعرف ماذا تفعل لمن تشتكي أو تبكي ليس لديها سوى نور
وأين نور هااا أين، مشغولة بحياتها وقد نستها تماما.

كما فعل الآخرون، أيعقل لم تشعر بها صديقتها ألم ترى حالتها، فاقت من دوامة عذابها على صوت الغناء العالي والرقص فاليوم يوجد خطوبة في المقهى...
إبتسمت إبتسامة واسعة مصطنعه بعينين تبكي وأخذت تصفق بحرقة وهي تنظر إلى رقصهم لتبدو للآخرين في قمة حماسها
تغيرت معالم وجهها إلى اللهفة ما إن لمحته من نافذة المقهى يقف بالخارج وهو ينظر لها بوجع.

أخذت تنسحب من هذا الجمع بهدوء وخرجت تبحث عنه ولكنها لم تجد سوا سراب لا أكثر، أخذت تنظر حولها لعلها تراه يقف قريبا منها ولكن لا يوجد سوا الظلام...
لتذهب بخطى هادئة نحو أحد سيارات الأجرة لتقلها إلى منزلها وطول الطريق كانت عينيها تتسابق بأيهما تذرف دموع أكثر من الأخرى، وما إن وصلت إلى وكر أحزانها حتى نزلت ودخلت إلى البناية بروح مكسورة.

ليتمزق فؤاد ذلك الذي كان يراقبها من بعيد فهو من شدة إشتياقه لها ذهب إلى المقهى ليراها ولكنه لايريد أن يضغط عليها الآن يريد أن يجعلها ترجع إلى أحضانه بإرادتها وإن لم يحدث هذا سيرجعها هو إليه رغما عنها ولكن ليدعها الآن تشعر بحريتها لكي لا تنعته بالبربري
ولكنها ستعود إلى قفصه عاجلا أم أجلا.

بعد مرور أسبوعين على كل هذه الأحداث كان مايزال الوضع حتى الأن بين ريهام ويونس على أجمل مايكون وفرحتهم ببعض كانت ترفرف بهم بالافق،
أما في المستشفى عند نور كان قد بدء العمل على المشروع الجديد وتم فتح القسم لعلاج الفقراء بالمجان مما جعل نور تواجه ضغط كبير في عملها مع تحضير رسالة الماجستير ليصبح يومها عبارة عن عمل في عمل فقط،.

مما جعلها تكون بعيده عن سارة وما يحدث معها حتى إياد بدأ يراوده إحساس بأنها أصبحت تتهرب منه فهو ما إن يتصل بها حتى تتحجج بالعمل أو بالدراسة وترفض السهر معه لأنه ينتظرها يوم حافل بالأعمال الشاقة في صباح الغد وهذا ما كان يتعمده يوسف الهلالي وهو الإبتعاد عن معشوقها بشكل ملفت له.

في المساء خرجت من بوابة المستشفى بعدما إستأذنت لتمشي في الشارع بتعب وإرهاق، تريد أن تصل إلى شقتها لتحظى ببعض الراحة، وضعت يديها بجيب سترتها القصيرة فالجو بدء يميل للبرودة وخاصة في الليل، فهم على أبواب الشتاء
وصلت إلى شقتها لتتفاجئ ب إياد يجلس على السلم المقابل لبابها وهو ينظر لها بشوق ممزوج بعتاب فهو إتصل بها ولكنها إعتذرت عن رؤيته.

نهض عن السلم ليذهب نحوها وقبل أن يتحدث وجدها ترمي نفسها بأحضانه بشوق لا يقل عنه أبدا بل يمكن أكثر، كان ينوي أن يعاتبها بشدة إلا أن قراره هذه ذهب بمهب الريح ما إن رأها أمامه وأحتضنها بيديه
أخذ يقبل شعرها الكثيف وهو يقول بعتاب محب
- هونت عليكى يانوري. من إمبارح مشوفتكيش
نور حب
- أسفة ياحبيبي. والله أسفة غصب عني. بس الشغل
قاطعها بضيق وهو يبتعد عنها قليلا.

- أنا اهم من الشغل يانور، لو الشغل ده هيبعدك عني يبقا مالوش لازمة
نور بتوضيح
- حقك عليا ياحبيبي، إستحملني الفترة دي، عشان في ضغوطات في الشغل واا
قاطعها مرة أخرى وهو يقول: سيبي الشغل، يولع بصحابه، إنتى مش محتاجة حاجة أنا جنبك، إعتبري من اللحظة دي إنك مسئولة مني
نور بتساؤل وهي تنظر له: مسئولة منك بصفة إيه...

إبتلع لعابه يريد أن يخبرها بانه يريدها أن تصبح نصفه الآخر وأن تحمل إسمه واااء حرك رأسه بوجع لايستطيع ان ينطقها الآن، ليقول بتهرب
- بصفتك حبيبتي
نظرت له بخيبة أمل لما قال فهي ماذا كانت تتوقع ان يقول، سحبت نفس عميق ثم قالت برفض
- لاء طبعا مش هينفع، أنا محتاجة الشغل ده.

- تعالي إشتغلي عندي ممرضة خاصة وأنا هديكي مرتب قد ده مرتين، ما إن قالها إياد بإندفاع غير مدروس حتى لمعت الدموع بعينها من ما قال ليتراجع عن ما قال بضيق من تسرعه هذا
- أنا مش قصدي والله ياحبيبتي، أناااا
قاطعته وهي تحتضن وجهه بيدها وتقول بتنهيدة
- خلاص ياحبيبي أنا عارفة مش قصدك، وعارفة إنك بتقول كده عشان أكون جنبك على طول
إياد بتمني وطلب غير مباشر فهمته الأخرى.

- مش بس تكوني جنبي وقدام عنيا، أنا عايز اخذك في حضني وأنام على ريحتك للصبح
نور وهي تحاول أن تلفت نظره
- بس ده مش من حقك و ياعالم ده هيتحقق إزاي وإمتى
نظر بعيدا بتهرب وقال
- مش عارف بس هيجي يوم ويبقى من حقي
وضعت يدها على وجنته وجعلته ينظر لها مرة أخرى وهي تقول
- واليوم ده إمتى، مافضلش ليا وقت كتير
إياد بإستفهام
- وقت ليه، أنا مش فاهم.

نور بإعتراف: إياد، أنا بعد ماهقدم رسالتي لازم بعدها بيومين أو تلاتة بالكتير أكون كملت ورقي عشان أنزل مصر
- نعم، قالها إياد بصدمة من كلامها
لتقول نور بإنزعاج لم تستطيع السيطرة عليه
- ما إنتا عارف إني هنا ببعثة دراسية لمدة سنتين ويعني أسبوع بالكتير وامشي
إياد بتأكيد
- آه عارف بس مكنتش عارف إنك هتنزلي مصر بعدها
تمسكت نور بقميصه وهي تقول ببصيص أمل
- وأديك عرفتك هتعمل إيه...
إياد بتشويش.

- مش عارف. بس ممكن تفضلي هنا من غير بعثة
نور برفض
- لاء مش هقدر، الشقة دي أنا قاعدة فيها ببلاش بس بعد أسبوع هتتسحب مني يا إما أدفع إيجارها أنا، وأنا ماعنديش التكلفة دي
- أنا ممكن أشتريلك شقة أحسن من دي بميت مرة، ما إن قالها حتى دفعته من صدره وهي تقول بإحراج
- ليه، ليه تشتري وإنت عندك فيلا وبكلمة واحدة بس ممكن تخليني اااء
قاطعها إياد وهو يرفض أن يفهم تلميحاتها
- يعني هتجي تشتغلي عندي
نور بإنفجار.

- إياد هو إنتا غبي ولا بتستغبى
- بصراحة بستغبى، قالها وهو ينظر بعيدا عن عينيها فهو حقا لايستطيع أن يقترن بها الأن يشعر بأنه غير جاهز لهذه الخطوة، نعم يعشقها حد الجنون متعلق بها لأبعد حد ولكن لايعرف لما كل هذا التردد من هذه الخطوة، مسك معصمها ما إن وجدها تلتفت نحو شقتها وهو يقول بلهفة
- على فين؟
نظرت له نور بجمود
- عايزة أنام، ممكن
- وأنا، قالها بلهفة لتبتسم بوجع وهي تقول بإنكسار انثى.

- ساعات الواحد بيتعب آه والله بيتعب قد مابيقدم تنازلات للطرف التاني لدرجة إن الطرف التاني ده مستكتر عليه حتى النوم، تصبح على خير
ليقول بصدق وضياع
- مافيش خير من غيرك
- إياد لوسمحت أنا بجد تعبانة وعلى أخري وعايزة أنام
عن إذنك، قالتها وهي تتركه وتفتح الباب وتدخل
عاد بخطواته إلى الخلف ليجلس على الدرج أمام شقتها وسند رأسه على الحائط وهو يهمس لنفسه.

- والله بحبك. وعايزك، بس محتاج شوية وقت مش أكتر، صدقيني مش أكتر
في الداخل رمت حقيبتها بغصة ونزعت حذائها وما إن امسكت وسادتها وأحتضنتها حتى إنفجرت بالبكاء على ماحصل وما يحصل وما سيحصل لها، لاتعرف أين ستذهب وماذا ستفعل، ليس لديها أحد. زوجة عمها وقالتها لها وبصراحة إنسى إنه ليكي بيت عم هنا إنتى موتى مع عمك، أوعي في يوم تفكري ترجعي هنا
هتلاقي بابنا مقفول فوشك آه ماهو انا مش ناقصة قرف.

زادت دموعها بقهر على هذه الذكرى، لتقول بعدما مسكت قلبها بيده
- منك لله ذلتني و وجعتني وانا أهو بقالي أكتر من أسبوعين بلمح ليه إنه يتجوزني وهو بيهرب، طبعا لازم يهرب طول مالاقيكي بتجري ورا وهتموتي عليه بشكل اللي يكسف ده...
نهضت وأخذت تكلم نفسها وهي تاخذ الغرفة ذهابا وإيابا
- ليه الحب لازم يبقى في خطط، ليه، ليه مش سهل.

أنا بحبه وهو بيحبني بقا ليه العذاب ده كله ولا لازم أبقى صعبة المنال زي الست ليله عشان أعجب...
ماهو انا لو كنت ليله كان عرض عليا الجواز ميت مرة فاليوم بس دلوقتي يتجوزني ليه، وهو لاقيني خدامة تحت رجليه ليل ونهار وكل طلباته بتكون جاهزة قبل حتى مايطلبها، بعد ده كله يقدرني ليه، ما أنا اللي جبته لنفسي، أنا، تستاهلي يانور تستاهلي.

( يخربيت أم الوجع ده، و الله يا إياد انا مش عارفة أدعيلك ولا أدعي عليك على كسرت البونية دي)
في الصباح كان مايزال ينظر على الباب بترقب ينتظر خروجها وما إن خرجت بالفعل حتى نبض قلبه بلهفة و وقف أمامها بسرعة لتنظر له بإستغراب بعينين منتفخة من أثر بكاء ليلة أمس...
لتقول بجمود مصطنع
- إنتا لسة هنا
- أيوة، قالها بحب وهو ينظر إليها بإشتياق وكأنه لم يراها دهرا
إبتسمت بسخرية ما إن فهمت نظراته وهي تقول.

- ليه مروحتش ترتاح يا إياد باشا
نطق لسانه بما يجوب بصدره: راحتي في قربك
- طيب، قالتها بقلة حيلة لايوجد فائدة للكلام الان تركته وذهبت نحو المصعد ليذهب خلفها وما إن وقف إلى جانبها حتى تسللت أنامله لتحتضن يدها حاولت أن تسحبها أكثر من مرة إلا إنه تمسك بها أكثر وأكثر لتستسلم له في النهاية.

أصر على أن يوصلها بنفسه إلى المستشفى يريد أن يقضي معها أكثر وقت ممكن، كان طوال الطريق يسترق النظر نحوها بين حين وأخر وكأنه ينتظر نظرة رضا منها ولكنها لم تلتفت له أبدا كانت تنظر من النافذة والحزن مستوطن روحها قبل قلبها
توقفت سيارته حتى همت بالنزول دون أن تنطق بحرف واحد ولكنه سحبها نحوه ليزرعها داخل أضلاعه وهو يستنشق عبيرها بقوة وأخذ يهمس لها بضعف بداخل أذنها.

- كنت محتاج حضنك ده عشان أقدر أكمل يومي. إستحمليني، وإدينى شوية وقت عشان أستوعب اللي بيحصلي معاكي واقدر أتقبله
ختم كلامه و سحب نفس أقوى من سابقه وهو يدفن وجهه بعتمة شعرها لتبادله الحضن رغما عنها فقلبها الخائن إنحنى أمامه مرة أخرى وأعطى له ألف عذر
اخذ يمرمغ وجهه ببشرة عنقها الناعمة وأخذ يتأوه براحة فهو يقسم بأنه لن يجد أحد بحنيتها عليه.

إبتعد عنها قليلا وقبل وجنتها بعمق هائم، فهي أصبحت أمانه قبل أن يصبح هو أمانها، أصبحت ملاذه الوحيد
كان يقف على بعد مناسب منهم ليرى مايحصل بينهم بوضوح، ليبتسم من طرف شفتيه بخبث ورمى سجارته وأخذ يدعسها بحذائه بتوعد ما إن وجدها تنزل بحماس من سيارة الآخر وتدخل من بوابة المستشفى بعدما لوحت له بيدها
ليرفع هاتفه وأخذ يتصل باحدا ما وهو يقول مع نفسه بمرح حقير.

- مشاهد الحب دي بتعملي حساسية محتاجين شوية أكشن بالحكاية، تغيرت نبرته إلى الشر ما إن إنفتح خط الطرف الآخر ليقول
- إبعت الطرد لرئيس شركة الهواري، بإسم إياد الهواري...
في محموعة شركات الهواري كان يعمل بهمة على أحد الصفقات الجديدة وبين الحين والأخرى ينظر إلى صورتها التي تزين شاشة هاتفه ليتنهد براحة ولما لاء فهي حقا مصدرة راحته.

أخذ يعمل ويعمل ساعة تلوى الأخرى حتى قاطع عليه تركيزه دخول ميليسا بعدما طرقت الباب لتتقدم منه بخطوات مدللة وبيدها ظرف مغلق لتقول بعملية
- لقد وصل هذا الطرد لك الآن...
نظر لها إياد بإستغراب
- لي
- أجل، قالتها وهي تضعه أمامه ثم إستأذنت وخرجت ليقطب جبينه بإستفسار وهو يمسك الظرف وأخذ ينظر له بإستفهام فهو لا يوجد عليه سوا جملة واحدة
(خاص للسيد إياد ).

زاد فضوله وأخذ يفتحه بسرعة وما إن اخرج محتوى حتى وجد صور لنور جعلته كالمجنون بلمح البصر
أخذ ينظر إلى صورة بعد صورة وهو لايصدق مايراه
بعينيه الأن كانت جميع الصور لنور مع يوسف الهلالي الذي كان يمسك يدها بحب وصورة أخرى يقف أمامها ويضع يديه على منكبيها بمشاكسة وصورة ثالثه كان يقرص وجنتها.

وآخر صوره كانت ليوسف وهو ينظر إلى نوره بعينين تلمع، عند هنا رمى الصور على سطح المكتب ونهض وهو يسحب شعره إلى الخلف بهيجان ليلفت نظره ورقة مطوية كانت بداخل الظرف سحبها وما إن فتحها
حتى تجمد بمكانه فهي كانت تحتوي على.

(سيد إياد كما ترى في هذه الصور أن الحب الذي يجمعنا كبير. أتمنى أن تتفهم الأمر بهدوء وتخرج من حياة نور، فهي حبيبتي أنا، ولي وحدي أنا، وأن كل ماتفعله معك لم يكون سوا شفقة منها، وإنك لست اكثر من حالة تعمل عليها لرسالة الماجستير الخاصة بها، أنت حالة لا أكثر. أخرج من حياتها قبل أن تقولها لك هي، ).

أخذ يمزق الورقة وهو يتنفس بعنف ويرتجف وماهي سوا ثانية واحدة حتى رمى كل متعلقات المكتب على الأرض وهو يصرخ ليدخل له أيمن بسرعة على أثر صوت التكسير والصراخ ليذهل من حالته هذه التي كانت يرثى لها ليقع بصره على صور نور الملقية على الأرض.

ومن خلال هذه الصور فهم حالته هذا نعم إن محتوى الصور عادي يمكن أن يكون مجرد صداقة ولكن بالنسبة لإياد كارثة بشرية لو رأى أحد ما يلقى سلام عابر عليها لا أن يضحك معها ويداعب وجنتيها او يحتضنها
توجة نحوه وهو يقول بحذر
- إياد مش هينفع كده إفهم منها الحكاية وإسألها بهدوء من غير تهور
إياد بتوعد مجنون
- ما أنا هسألها بهدوء بس بعد أطربق المستشفى على دماغتهم...

قالها وهو يخرج من المكتب بسرعة البرق ليذهب أيمن خلفه بسرعة فهو مستحيل يتركه لوحده وهو بهذه الحالة...
في مكتب دكتور يونس الهلالي، كان ينظر إلى ابن عمه بغضب ما إن أخبره بما فعل لينهض من خلف مكتبه ويسحبه من ثيابه وهو يقول بغضب بركاني
- إنتا عاوز توصل لإيه، بتعمل كده ليه! ولاء ده إنتا بجح كمان جاي تقولي على وسختك بنفسك...
يوسف ببرود
- وساخة ليه، أنا بحبها.

نظر له يونس بإستحقار وقال: بتحب مين!، اوعى يالااا مفكر إن الكلمتين اللي قولتهم هيمشوا عليا، إنتا عمرك ماكان ليك بالحب ولا هيكون
ليقول يوسف بإستمتاع حقير: بحبك وإنتا فاهمني يا إبن العم، أنا عملت كل ده عشان أوصل ل إياد الهواري، الوريث الوحيد لرحيم الهواري، إللي هو تاني أكبر مستثمر بعد مارك في المستشفى دي
ليقول يونس بعدم فهم لما يخطط الأخر
- انا مش فاهم إيه دخل اللي عملته باللي بتقوله
جو بتوضيح.

- أقولك أنا، إياد عنده فلوس رحيم اللي كان شريكنا فاكر
يونس بغضب
- شريكك إنتا
ضحك عليه الاخر ثم قال
- ولا تزعل شريكي أنا، بس أنا جيت اقولك عشان عايزك تساعدني، إني اوصل للدراع اليمين لرحيم
يونس بتساؤل
- اللي هو مين
جو بشرود غامض
- أيمن
يونس بتفكير مصطنع فهو يعلم من هو أيمن ويعلم أيضا مكانه ليقول بتمويه
- أيمن! أيمن إيه، كنيته إيه،؟
يوسف الهلالي بضيق.

- مع الأسف محدش يعرف إسمه بالكامل كان غامض أوي صوته مايتسمعش غير لما يقول حاضر لأي أمر، وبعد موت رحيم فص وملح وداب...
يونس بترقب
- وإنتا عايز منه إيه،؟
يوسف الهلالي بذهول
- عايز منه إيه، ده أنا عايز وعايز، ده هو العقل المدبر لكل أعمال رحيم هو اللي هيعرف يدير شغل المنظمة زي الساعة، ده كان عامل زي الجوكر في أي مكان تحطه بيشتغل أحسن من أي حد تاني
يونس بغيظ
- وطالما إنتا عايز أيمن، جاي تولع إياد ليه.

يوسف بعملية
- أول حاجة عرفتها عن أيمن بعد مادورت عليه سنتين إنه هنا ب ميلانو ولما إتطقست عرفت إن إياد اللي كوش على فلوس رحيم كلها كمان هنا، بيتعالج بالمستشفى اللي كان رحيم بيتاجر فيها.

يعني فالمدينة دي في شخصين أنا محتاجهم. فلوس إياد وعقل أيمن اللي شكله كده موجود حولين إياد بس أنا دورت عليه بالسجلات مالقتش ليه أثر شكله مغير إسمه بالأوراق، فعشان كده حبيت ألعب بأعصاب إياد عشان يجي ليا بنفسه وعن طريقة هوصل للي أنا عوزه...
يونس بضيق
- إياد ميعرفش أي حاجة عن شغل رحيم ولو حتى يعرف مستحيل هيرضى يشتغل معاك. وأيمن ما اظنش إنه هيرجع للمستنقع بتاعكم مرة تانية
يوسف ببرود.

- أولا، مين قال إني عايز إياد معايا أو حتى المنظمة هترضا بده، انا قولت عايز فلوسه اللي هي فلوس رحيم بالأصل يعني فلوسنا اللي كسبها من شغلنا
ثانيا، سيب حكاية أيمن ليا أنا هيرجع وهيشتغل لصالحنا وعن طريقه هنقدر نرجع فلوس رحيم تاني لينا، ما أنا سمعت انه عامل توكيل عام ليه
يعني مفاتيحنا كلها عند أيمن.

ودلوقتي عن إذنك أشوف الكاميرات، قالها وهو يتخطاه قليلا ويذهب نحو الحاسوب الخاص بيونس ليفتحه على كاميرات المراقبة ما إن تلقى مكالمة من احد حراسه يخبره بأن إياد وصل إلى المستشفى
يونس بترقب
- بتعمل إيه
- بتفرج ع الشو اللي هيحصل بعد ثواني. قالها وهو يضغط على كاميرا الغرفة التي خصصت لنور ليجز يونس على أسنانه بتوعد لذلك الأحمق الذي يقبع أمامه.

في الأسفل دخل إياد مع أيمن إلى الطابق المطلوب وما إن دخل حتى سأل أحدهم على نور ليخبره عامل النظافة إنها بمكتبها الجديد ليقطب إياد جبينه بإستغراب...
منذ متى ونور لديها مكتب خاص بها، ياللهي ماذا يحدث هنا، قالها مع نفسه ثم ذهب نحو المكتب الذي قال عليه الاخر، ليتبعه أيمن بخطوات بطيئة وما إن دخل حتى إنتظره عند الباب.

ليقطب يوسف جبينه بإستغراب ما إن وجد إياد يدخل على مكتبه لوحده فهو علم من الحرس بأنه أتى مع شخص، وبالتأكيد هذا الشخص هو أيمن، لما لم يدخل معه، نهض عن مكتبه وخرج بسرعة لينزل ع الطابق المطلوب، ليبتسم يونس بمكر ثم جلس خلف مكتبه واخذ ينظر إلى التسجيلات من كاميرات البوابة حتى غرفة نور وأخذ يمسح كل تصوير يوجد به أيمن.

وما إن إنتهى حتى إتصل على أيمن الذي كان قد خرج من المستشفى من الباب الخلف ما إن دخل إياد إلى مكتب نور...
ليقول ما إن أتاه الرد
- عايز أشوفك
- حدد المكان والزمان
- تمام، هبعتلك الموقع والوقت اللي هستناك فيه...
قالها ثم أغلق الخط، وأرجع ظهره إلى الخلف ليغمض عينيه بتعب فهو يعلم جيدا بأن القادم أصعب
عند نور قبل هذه الأحداث بعشر دقائق.

كانت تعمل على تسجيل الأسماء بالحاسوب الذي تم قبولهم للعلاج بالمجان لهذا الشهر وما إن إنتهت حتى وضعت يدها على عنقها لتتدلكها ولكن جفلت بخفة ما إن وجدت بأن الباب مكتبها يفتح بعنف
نظرت بغضب نحو الفاعل لتبتسم بحب ما إن رأته هو معذبها نهضت بسرعة وذهبت نحوه لتحتضنه فهي قد ظنت بأنه أتى إلى هنا من شوقه لها ولكن قبل أن تحتضنه بالفعل وجدته يمنعها من الوصول إليه ما إن مسكها من شعرها.

بقوة جعلتها تشهق بألم ليسحبها نحوه وهو يشدد من سحب خصرتها ثم أخذ يهسهس بشر
- بقالي فترة بكدب نفسي وأقول نور مستحيل تكون بتتهرب مني وبتعمل كده عشان تبعد عني وكنت دايما بقول إن السبب هو الشغل
نور بألم
- سبني، هو في إيه...
قاطعها بهدوء مصطنع
- كنتي بتبعدي عني عشان مشغولة بشغل مش كده
لترفع وجهها لو وهي تقول بألم
- آه والله عشان الشغل...

- كدابة، ولا أقولك إنتى صح فهو بردو اللي في الصور دي شغل مش كده، قالها بإنفعال وهو يخرج الصور ويرميها بوجهها لتنظر إلى الأرض الارض التي أصبحت صورها متناثرة عليها
كادت أن تسحب نفسها منه وتمسك الصور إلا إنه شدد من إحكام قبضته عليها حتى كادت أن تتقطع خصلاتها بيده وهو يقول بغضب
- شغل عالي بصراحة
مش كده. برافو، إنتى شغالة بضمير
نور بوجع: إياد إفهمني انا والله
إياد بقهر ودموع.

- مين ده. وبينكم إيه، انطقي قبل ما أتجنن رسمي، انطقي قبل ما اموت بحسرتي!
زاد وجع نور على وجعه لتقول بصدق
- والله مابينا حاجة، ده دكتور جديد وأنا إتكلفت إني أشتغل معاه كمساعدة مش أكتر والله يا حبيبي الحكاية مش زي ماباين بالصور، متظلمنيش
نفضها من بين يديه بعنف وأعطاها ظهره وأدمعت عينيه أكثر ثم بدء يمسحهم بعنف وقال بإختناق
- ما فيش حد إتظلم بالدنيا دي قدي فمش هيجرا حاجة لو ظلمتك مرة أنا.

صمت قليلا ثم أخذ يقول لها بصوت عالي...
حقك لو بصيتي ليه ده دكتور مش عيان زيى أكيد عنده عيلة مش وحيد زيى، اكيد إنسان سوي مش مجنون زيى، وااا
قاطعته بسرعة وهي تبكي على حالته ستجن من ماهو عليه كيف تكون هي سبب جرحه بدل ان تكون سبب سعادته
- إياد والله العظيم مابينا حاجة، والله
إياد بشك.

- لو مافيش حاجة بجد، ليه مابلغتنيش ليه خبيتي عليا، سألتك ألف مرة ليه خبيتي، ها ليه ولا كان الموضوع جاي على هواكي قولي مش هلومك ده حقك
نور بأسف وندم
- أنا أسفة لأني خبيت عليك بس كنت خايفة لاتزعل، صدقني هي دي الحقيقة
إياد بتهكم حزين
- وإنتى يهمك زعلي أوي مش كده لدرجة خفتي تزعليني قومتي دبحتيني، إسكتي يانور. بالله عليكي إسكتي.

قال الأخيرة بجرح وهو يعطيها ظهره ليمر ثواني عليهم الصمت هو سيد الموقف هدوء فظيع لا يكسره سوا شهقات تلك المسكينة التي أخذت تقترب منه بخوف ودموعها الحارة بدأت تغرق وجنتيها الناعمة بغزارة وهي ترى هيئته التي يرثى لها ارتفع.

صوت أنفاسه اللاهثة التي تدل على غضبه الأسود جعلها تعود خطوة إلى الوراء بتردد ولكنها توقفت وسحبت نفس عميق ثم زفرته ببطء بعدما مسحت دموعها كالأطفال بظهر كفيها لتقف بهمة وإستعداد للمواجهة مرة أخرى وهي تشجع نفسها وأجبرت قدميها على التقدم منه.

ولكن ما إن وقفت أمامه وكادت أن تبرر موقفها إلا أنها تجمدت بمكانها وكلماتها بقت محتجزة بحنجرتها عندما قبض الأخر على عنقها واخذ يضغط عليه بالتدريج وهو يجز على أسنانه غير أبه بإختناقها ومحاولتها للفرار منه سحبها نحوه ببطء ليبدء بتمرير شفتيه على وجنتها بجنون وغضب خطير تقسم لو أطلق العنان له لأحرق الأخضر واليابس.

ضاق تنفسها بشكل ملحوظ ولكن هذه المرة بخجل شديد ما إن شعرت به يخفف من قبضته على عنقها وأخذ يتحسس بأبهامه مكان الأحمرار صعودا إلى وجنتيها الملتهبة بطريقة جعلت كل خلية في جسدها تطالب رغما عنها بالمزيد من هذا القرب اللذيذ...
إلتفتت بوجهها نحوه لتمتزج انفاسهم ببعض ليتوه هو بسواد عينها ولكن سرعان ما جفل وعاد إلى شراسته المعهودة ما إن وجدها ترفع يدها الصغيرة و تضعها على صدغه بحب وهي تقول بضعف.

- اياد أناااا، اااااااه، تأوهت بها ما إن ضغط بقوة على حنجرتها مرة أخرى غير أبه بألمها هذه المرة وهو يقول بصوت عالي جعلها تنتفض بين يديه
- بقى أنااااا يتلعب بيا بالطريقة دي...
- ما أنا قولتلك وشرحتلك الحكاية مش زي ما إنت فاهم والله، آاااه، إااياد إستنى إنت هتاخدني على فين،؟ قالتها نور بتساؤل وهي تجده يسحبها خلفه من معصمها بقوة نحو الباب.

إلتفت إليها ونفضها من بين يديه بعنف لتقع على الأرض تتأوه بألم وهي تمسك ساعدها بوجع ولكن ما جعلها تفتح عينيها بصدمة ما إن وجدته يقول بجدية تامة وهو يضع يديه داخل جيب بنطاله
- عايزاني أسامح، عايزاني أصدقك، ماشي بس بشرط
نظرت له بترقب وهي تقطب جبينها من هدوء كلماته التي دبت الرعب بأوصالها ولكن سرعان ما فتحت فمها بذهول ما إن أكمل كلامه بقوة وإصرار وكأنه يأمرها لا يعرض عليها
- تتجوزيني...

مرت دقيقة كاملة عليهم وهي تفكر لتنهض بهمة ما إن إتخذت قرارها لتقف أمامه وتقول بجدية
- وأنا موافقة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة