قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الأول

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الأول

رواية لن أكتفي منك للكاتبة أماني جلال الفصل الأول

أشرقت الشمس بأشعتها لتتغلغل بين أحضان الغيوم
والسماء الزرقاء في ثاني اكبر مدن إيطاليا من حيث عدد السكان بعد روما، وهي ميلااااانو...
اخذت تتنقل عدسة كاميرتنا بين مبانيها العصرية و الأبراج الشاهقة والتي تسمى بناطحات السحاب ومحلاتها التجارية ودور الأزياء التي تدل على مجدها الأقتصادي ولما لا فهي عاصمة الموضة في إيطاليا...

كانت تمشي بين طرقاتها بفستان صيفي أصفر فاتح اللون، و أبتسامتها الرائعة تزين وجهها والتي كانت تتحول بالتدريج إلى ضحكة مشرقة ممزوجة بمرح ما إن تمر من جانب أحدهم وتلقي عليه السلام، سواء كانت تعرفه أم لاااا، كان الجميع يبتسم لها وعلى روحها التي تعطي لهم البهجة والسرور بإبتسامتها فقط لا غير...

تنهدت بترقب وضعت شعرها المجعد الكثيف الى الجهة اليمنى بحركة جميلة منها لتشهق بفزع ما إن نظرت إلى ساعة يدها، فقد تأخر الوقت...
أخذت تهرول بسرعة لتصل إلى البوابة الحديدية الخارجية بالمستشفى بعد جهد وهي تقول بتذمر وتعب
- يوووووه هي المستشفى دي كبيرة كده ليه، أنا محتاجة خمس دقايق على الأقل كمان عشان أوصل...

أما في الأعلى كان مسؤل القسم يدقق بالنظر إلى ملف حضور الكادر الطبي الذي أمامه ليقطب جبينه ويضيق عينه من خلف نظارته الطبية ليقول بصوت هادئ ولكنه مخيف لمساعده
- أين الممرضة نور السويطي، لما لا أرى توقيعها. هل تغيبت من غير إستئذان
- انا هنا. لقد أتيت، قالتها نور بصوت لاهث وهي تقترب منه.

إلتفت بجسده نحوها وأخذ ينظر لها وهي تحاول أن ترتدي مئزرها الأبيض بسرعة، رفع إصبعيه أمامها الوسطى والسبابة وهو يقول بتحذير جاد وملامح جامدة
- هذا التنبيه الثاني لك، لو تكرر وتأخرتي مرة أخرى
سأخصم نصف مرتبك...
فتحت فمها لتتكلم وتوضح موقفها لتجده يقاطعها بكل برود: لااااا تفكري بأن تجادليني بثرثرتكي المعتادة يا أيتها الشرقية. أسبابك الشخصية دعيها لكي، فهي لاااا تهمني...

نظرت إلى أثره بغيظ وهو يتركها ويذهب بكل كبرياء وغرور لتزفر بضجر ما إن إختفى من أمامها لتجفل على يد صاحبتها التي أخذت تربت على كتفها وهي تقول بخوف
- يخربيتك يانور تأخرتي كده ليه. هو كل يوم من ده. كده هتترفدي وأبو لهب ده ماعندوش رحمة.

- والله ماعارفة إتاخرت ليه ياصرصورة مع إني كل يوم بطلع بدري بس شكلي النهاردة كده سرحت في الطريق شويتين بالحلم اللي حلمته إمبارح بالليل، هيييييح ماقولكيش عليه وعلى جماله ماكنتش عايزة أصحى من النوم أبدا بس مع الأسف صحيت على صوت المنبة بس انا ما سكتش اه والله ماسكتش اسمعي مني زي مابقولك كده. قعدت طول الطريق بكلمه على مزاجي و زي ما انا عايزة بالضبط، يارب يبقى حقيقة يخربيت جمال أمه عسل أوي، قالت الأخيرة بتنهيدة حالمة.

رفعت سارة حاجبها بمكر وهي تقول: إمممم قولتيلي سرحتي بالحلم وقعدتي تكمليه بس اوعي تنسى انه حلم هااا ومش حقيقة، ويلااااا روحي ياخيبة.
لصاحب الحلم زمانه صحي وأكيد مستنيكي.
- بجد مستنيني انت متأكدة،! قالتها بلهفة وسعادة ولكن سرعان ما وعت على نفسها لتحمحم بتوتر وهي تضع خصلتها المتمردة خلف أذنها وأكملت، إحممممم قصدي انت بتتكلمي عن إيه، أنا مش فاهمة، على فكرة الحلم مش زي ما إنت فاهمة خالص.

رفعت سارة طرف شفتها بسخرية وهي تقول
- مش زي ما أنا فاهمة،؟ يااابت، حطي عينك ف عيني. ده المستشفى كلها عارفة إنك واقعة اوي فيه
شهقت الأخرى بخفة وأخذت تعض على شفتها السفلية و هي تقول بصدمة مضحكة
- ياااااانهار أبيض، المستشفى كلها، كلهااا يعني، وإنت عرفتي إزاي ومين اللي قالك ومين اللي قلهم هما، إنطقي ياصرصورة بدل ما أديكي بالشبشب على وشك.

ضحكت الأخرى عليها وعلى طريقتها وهي تحرك رأسها بقلة حيلة من كثرة كلامها لتقول بتأكيد: ههههههه اه والله تقدري تقولي كلها، وبعدين إنت بتسألي مين اللي قالهم وانت اللي فاضحة نفسك بنفسك ومش شايفة شكلك بيبقى إزاي لما تيجي سيرته...
بقااااا يابت ياعبيطة يوم ماتقعي، تروحي تقعي بواحد مش بس بيحب غيرك لااااا ده مجنون فيها ودخل المصحة هنا عشان إتجوزت غيره...

نور بلهفة وهي تطرقع أصابعها أمام وجه الأخرى وهي تقول: اااااهو شفتي. انت قولتيها هيا إتجوزت، يعني خلاص راحت لحال سبيلها، وهو من حقه يتعالج ويحب من جديد ويعيش حياته. وأنا إن شاء الله هكون كل حياته بس قولي يارب.

- نور أنا معاكي إنه أكيد من حقه يعيش حياته. بس من حقك عليا إني أفوقك من تفكيرك ده، فوقي وإصحى لنفسك بدل مانحجزلك الأوضة اللي جمبه، أهي مرت سنة على وجوده هنا وهو اتعالج من الأدمان تقريبا بس من ليله ماظنش ولا بعد ألف سنة. أنا قولت اللي عليا وإنتى حرة باللي تعمليه، قالتها وأخذت تشدد من قبضتها على كتفها ثم تنهدت وتركتها بدوامتها وذهبت إلى عملها.

ليعتلي الحزن وجه الأخرى وأخذت تمشي بلا هداوة وكلام صاحبتها يتردد بعقلها لتجد نفسها أمام غرفته مدت يدها وفتحت الباب لتسحب نفس عميق وبدأت الدماء تتدفق بوجنتيها والقلب أصبح يطرق الطبول ما إن وجدته يجلس بوسامته الطاغية على سريره ويرسم كالعادة
- صباح الخير، ، قالتها بكل رقة ولكنه تجاهلها مثل كل يوم فهو لايكلمها أبدااا إلا اذا كان الموضوع على حب حياته، ليله.

إقتربت منه وجلست أمامه على السرير وهي تقول بغيرة داخلية حاولت أن تداريها ولكنها لم تستطع
- هو انتا كل يوم هتقعد ترسمها هو اللي خلقها ماخلقش غيرها. حرام عليك بتعمل في نفسك كده ليه
. إاااياد، أنا بكلمك رد عليا...
قالت الأخيرة بغيظ فهو يتجاهلها تماما وكأنها غير موجودة ولكنه توقف عن الرسم و رفع نظره لها ما إن سمعها تقول بندفاع ومحايلة لكي تلفت نظره لها
- طب إيه رأيك ترسمني أناااا، نحط نور بدل ليله...

- مافيش حد بدل ليله، ساااامعة، ماااافيش حد بدل ليله، هي وحدها وبس. قالها بصوت عالي غاضب مخيف ونظرته الشرسة جعلت الرعب يدب بأوصالها ويعتصر قلبها ألما، لمعت الدموع بعينها وابتلعت غصتها بصعوبة وهي تقول بقهر: يااااااه، لدرجاتي بتحبها أوي كده،؟
هدء قليلا وهو يعود بنظره إلى صورتها التي بين يديه و يقول بهيام مجنون واضح كالشمس
- تؤ، بحبها أكتر من كده. بحبها فوق ماتتخيلي.

بس. بس هي ضاعت مني وأنا ضعت منها، أنا قولتلها حبيني ولو نص اللي بحبك فيه، رفضت تحبني أو حتى تفكر إنها تبصلي...
نور بمحاولة بائسة منها وحزن على حالته: إياد، إحنا إتفقنا على إيه هاااا مش قولنا، اللي بيحبنا نحبه واللي مش عايزنا نسيبه
إياد برفض قاطع: لاااااا عمري ماهنساها، ليله غيرهم كلهم، إحساسي معاها غير...
- شكلك كده مافيش فايدة فيك، إنتا مش ناوي تتعالج ابدااااا، وااا...

صمتت من الخجل ما إن وجدته يقترب منها وأخذ يدقق النظر بوجهها بطريقة خطفت أنفاسها ولكن سرعان ما شهقت بخفة ما إن سحبها نحوه أكثر بعدما أبعد لوح الرسم وأخذ يمرر يده على ملامحها بجرأة غير مقصودة منه وهو يقول بحب
- حلوة أوي...
نظرت له نور بخجل شديد: هي إيه دي...
- ليله،؟ قالها بكل بساطة مما جعل الأخرى تصعق من رده
- نعم،! إنتا عايز تجنني ولاإيييه، أوعى كده.

قالتها وهي تدفعه عنها بغيظ وغيرة ولكن ما زاد ضيقها هو عدم إهتمامه بها وبكلامها وعاد يمسك القلم ليكمل ما كان يفعل، لتنحني بجذعها وتسحبه منه وهي تقول بغيرة انثى قاتلة
- كفاية بقااااا، بطل ترسمها، قالتها وهي تمزق تلك اللوحة الورقية ليجن جنون إياد وكأنها بحركتها هذه أطلقت سراح شياطين الجن والأنس داخل عقله.

ليقبض على عنقها الناعم بيده اليسرى بشراسة و رمها على السرير بعنف ليعتليها بعينين من الجمر المشتعل...
وهو يتنفس من أنفه كالثور الهائج ويكز على أسنانه بشدة، لتبرز تلك الشعيرات الدموية الدقيقة حول قزحتيه وهو يفكر كيف تجرأت على فعلتها هذه.

ولكن هدأ قليلا ما إن وقع نظره على شعرها المجعد المنثور حول وجهها ليمسك خصلة منها بعدما حرر عنقها وهو يقول بشرود: تعرفي ان ليله شعرها كان ناعم أوي زي الحرير وحلو أوي، مش زيك كده...
- يا إبني إرحمني من المقارنة اللي بتعملها مابينا، جاتك ضربة بطريقتك اللي تسد النفس ياجدع انتا، ده انتا لو تضربني أرحملي من الكلام ده قال مش زيك قال ولااااء بيقولها بقرف كده هو انتا تطول اصلاااا.

قالتها بغيظ شديد وغيرة وهي تضربه على صدره بقوة لتبعده عنها وبالفعل إنصاع لها وهو يبتسم ويقول بصراحة متناهية
- أكدب يعني، ليله مافيش زيها ولا في جمالها ابدااا كل البنات جنبها صفر ع الشمال
- ياشيخ إتنيل دي صراحتك طلعت ترفع الضغط وتجيب المرض، قالتها بصوت خفيض وغيظ شديد مما جعله يلتفت لها وهو يقول بإستفهام- بتقولي إيه...

- ولا حاجة، أنا هروح أشوف ورايا إيه أحسن، قالتها وهي تنهض وتهم بالخروج ولكن نزلت دموعها بقهر ما إن خرجت وأغلقت الباب خلفها ونظرت له من زجاج الباب وجدته لا يعير ذهابها أي إنتباه واهتمامه كله كان مركز ع تلك الأوراق الممزقة ليعيد تركيب أجزائها إلى جانب بعضها لتتكون صورة معشوقته مرة أخرى وهو يقول بوجع عاشق مجنون.

- الكل عايزين مني إني أنساكي يا ليله، ونسيوا إنك بلدي حتى لو إستعمرك غيري هتبقى إنت موطني الاول والأخير، و، للأبد
دخلت غرفة إستراحة الممرضين بإختناق وأغلقت الباب خلفها لتنفجر بالبكاء وهي تقول بضيق من نفسها ومن مشاعرها: غبية، غبية، مالقتيش غيره يعني.

- وانا بأكد على كلامك وأبصم بالعشرة كمان، قالتها سارة وهي تخرج من الحمام الداخلي وتجفف يديها بالمنشفة صغيرة لتنظر لها نور بضيق وهي تمسح دموعها لتتنهد الاخرى وهي تقول بجدية
- عارفة إنت الوحيدة اللي بذكائك قدرتي تقربي منه وبقيتي صاحبته كمان، ده يعتبر معجزة وإنجاز كبير مع حالته اللي دخل فيها هنا. بس غبائك ظهر لما ده دق، قالتها وهي تشير برأسها نحو قلبها، ثم أكملت.

بكل غباء رايحة تقوليله إنساها، ما انت بكلامك ده بتفكرية أكتر فيها، لو عايزة بجد ينساها ماتجبيش سيرتها قدامه أبدااا وحاولي يكون مابينكم أي موضوع غيرها
عقدت نور يديها أمام صدرها بزعل وشفاه مذمومة كالأطفال: إزاي وهو أصلا مافيش أي كلام بيقولو إلا لو كان عليها ودايما بيقارني فيها، ويقول هي احلى وحده شافها فحياته
ولو فضلت أتكلم من هنا لبكره قدامه حيتجاهلني ومش هيرد عليا إلا إذا كان الموضوع عليها هي...

سارة بتوضيح- ياحبيبتي هو شايفها أحلى واحدة لانه بيحبها...
نور بحزن: بس هي فعلا حلوة أوووي لدرجة مستفزة، وأنا يعني ااااااا
قاطعتها الأخرى بتحذير وصدمة من كلامها- وانت إاايه يابنت السويطي، أوعي تقللي من نفسك انت أحلى من القمر، ولازم ثقتك بنفسك تكون أكتر من كده
إنتى حلوة وألف مين يتمناكي
- بس انا مش عايزة الألف دول عايزاه هو وبس، قالتها نور بإصرار طفولي عليه لترفع سارة حاجبها بضيق.

- تصدقي بالله. إنتم لايقين على بعض. مجنونة حبت مجنون بمستشفى المجانين، قالتها بغيظ من أفعال صاحبتها لتنفجر نور بالضحك عليها من كل قلبها لتشاركها الأخرى بقلة حيلة وهي تحتضنها بقوة وهي تدعي من كل قلبها لصديقتها الغالية بالسعادة.

في المساء، بأحد أكبر وأرقى الأستوديوهات الفضائية على الهواء مباشرة كانت تقف بكل أرستقراطية ع منصة التقديم التي كانت أرضيتها على شكل لوح الشطرنج وحجارة الفريقين الأبيض والأسود على جانبيها وهي على إستعداد تام لبدء حرب من حروبها الباردة والقاتلة التي تقيمها بنهاية الإسبوع بأقوى وأجرأ برنامج يتناول المواضيع والقضايا السياسية والإقتصادية الفاسدة الذي بعنوان كش ملك.

- آنساتي سادتي أهلا بكم في إحدى حلقاتي المتواضعة لمن يجرؤ فقط لكشف المستور وما وراء الصور، قالتها بثقة متناهية لتلتفت بنظرها الى كاميرا أخرى وتكمل بقوة، فمن منا لايحلم بالتميز والإختلاف وأن يرتدي زي الشجاعة والإحتراف، من منا لا يحلم بكسر المألوف وفك القيود...
إلتفتت الى الجهة المعاكسة بحركة رشيقة مرنة لتلتقي نظراتها بعدسة أخرى من الذين يحاوطونها وهي تقول بجدية.

ضيفي الليلة أعزائي المشاهدين هو من أقوى وأشد رجال الأعمال الذي تم إلحاقهم بالإشاعات والأقاويل أي بمعنى أصح هناك الكثير من القصص التي تدور حول حياته المثيرة للجدل...
لمعت عينها بمتعة وهي تكمل بتحدي صريح، وكما تعلمون بأن عملي وتواجدي هنا هو ان أسكب الزيت فوق النار لتندلع النيران و أظهر الحقيقة عنوة من بين سطورها المخبئة.

فأحذرني ياضيفي العزيز فمقاعد الدفاع عنك في محكمتي خاااالية و بالتأكيد ستخرج بعد إصدار الحكم خاسرا اااام، خاسراااا، لايوجد امامك خيار اخر. فإستعد للهزيمة من الآن، إلتفتت إلى الجمهور وهي تكمل بإبتسامة تحدي لا يستهان بها.
فابالتأكيد بنهاية المطاف سأقول لك و على العلن، كش ملك، كونوا معنا بعد الفاصل لتعرفوا من هو ضيفي...

ما إن قالتها بحماس شديد طغى على هيئتها حتى إرتفع تصفيق الجمهور وصوت الموسيقى يعلن بها ختام المقدمة وبدء فقراتها التالية
علي الجهة الأخرى كان ينظر لها من شاشته العملاقة وهو يعتصر جهاز التحكم بين يده بغضب فهي لم ولن تكف عن اللعب بالنار مالها ومال هذا العالم الأسود ماذا تظن نفسها فاعلة تلك المثيرة...

نعم، هو لاينكر إعجابه بجرأتها وشجاعتها التي لاتوجد عند الكثير من الرجال ولكن خوفه عليها أكبر من فخره بها، يخشى عليها من نسمات الهواء ان تزعجها وهي لاتبالي برمي نفسها بالأخطار
تمعن بالنظر بصورتها وهو شارد بتفاصيلها وشراستها بهيام وهو يتذكر أول لقاء بينهم، ذلك اليوم الذي وقع قلبه اسير بين يدين من لاتعرف الرحمة
#flash back:.

قبل أربع سنوات في حفل كبير مليئ بأشهر الشخصيات المهمة و البارزة في المجتمع الإيطالي، كان يقف بشموخ بين الحضور ببدلة سوداء تصرخ بالثراء وقميص ابيض من دون ربطة عنق مفتوح أزراره الأولى ليظهر من خلالها بداية صدره القوي المغطى بالشعر الكثيف ليسرق بها أنفاس بنات حواء بوسامته وهالته الرجولية البحتة ولما لا فهو الدكتور يونس الهلالي.

- لقد سعدت بمجيئك حقا دكتور يونس. أهلا وسهلا بك. قالتها إستيلا زوجة صاحبه نيكولايس في ترحيب حار لقدومه حفل عيد زواجهم الأول ليبتسم لها بمجاملة وإنحنى قليلا ليقبل يدها بطريقة أنيقة تليق به
ولكن ما إن إعتدل بجذعه حتى وقع نظره عليها تلك التي تمتلك جميع مفاتيح الأنوثة حصريا لها فقط تقدمت نحوهم بخطواتها المدللة وهي تلقي عليهم السلام...

بفستانها الأسود المحتشم نوعا ما يظهر منحنياتها الفتاكة، يصل إلى نصف ساقها مع حذاء أسود ذو كعب عالي أنيق و الأكمام كانت طويلة وواسعة ولكنها شفافة ينتهي عند معصميها بأزرار فضية تليق بحلقها الصغير الذي ترتديه، مع خصلات شعرها المفرودة كانت حكاية.

أما الآخر كان يقف كالأبله يراقب هيئتها الكلاسيكية البسيطة و يستمع إلى كلامها وصوتها الجميل وردودها الواثقة وأبتسامتها العفوية لتلتقي عينيهما اخيرا معا بنظرة سحرت كيانه و لأول مرة في حياته يشعر بالقشعريرة تسري بخلايا جسده بإنتشاء ما ان لمس يديها الناعمة كااالمارشميلو، ليصافحها بعدما قام صاحبه بتعريفهما ببعض.

إنحنى قليلا نحو يدها وهو ينظر الى أبعد نقطة ممكن يصلها في بؤرة عينيها وما إن كاد ان يتذوق طعم بشرتها برغبة حتى وجدها تسحب كفها الصغير من بين انامله الغليظة بهدوء مدلل وهي تقول بغرور أنثى حرة
- لا تحلم حتى أن تفعلها...

صعق من كلماتها القوية التي خدشت كبريائه كرجل وفتح عينيه بصدمة ولكن حاول أن يتدارك الموقف وهو يعتدل بوقفته و يضع يديه بداخل بنطال بدلته الفاخرة ونظرته مسلطة عليها بغموض وتوعد غاضب لتبادله بأخرى غير مبالية، وما زاد ضيقه هو أنها طول الحفله كانت الأضواء مسلطة عليها والكثير والكثير من الرجال الذين يحاولون أن يتوددون إليها ولما لا فهي إعلامية مبتدئة تريد الوصول الى القمة فاتنة وذكية بشكل مخيف.

- هيا يارجل لاتعكر مزاجك فهي حقا صعبة المنال. قالها نيكولايس وهو يضع ساعده على كتفه ليدفعه الآخر بضيق وهو يقول بإصرار
- ستكون لي وسترى
نيكولايس بسخرية: قالتها لك أمامنا لا تحلم بهذا حتى، هي الآن لاتفكر بالمواعدة فحلمها أن تصبح مذيعة كبيرة ذو شأن عالي
- قلت لك ستكون لي، وإنتهى الموضوع، وسترى وخلال شهر واحد ستشاركني فراشي بكامل إرادتها أراهنك على هذا. قالها بتوعد ورغبة وهو يراقبها من بعيد.

ليقول الأخر بمحاولة تغيير رأيه
- اووووه، هل أنت جاد، اهدئ يونس لا تأخذ الأمر على محمل شخصي فهي صاحبة إستيلا وانا أعرفها منذ سنة تقريبا، وهي ليس من هذا النوع بتاتا، إنها مصرية وأنت اعلم بفتيات بلدك
- نعم أعلم ولكنها عاشت ونشأت هنا وبالتأكيد أنا لست أول رجل في حياتها، قالها وهو يتجرع كأسه دفعة واحدة
تنهد نيكولايس بضيق من إصراره العجيب هذا: إسمع ياصاحبي، علمت من إستيلا إنها محافظة جدا وانها عذراء...

رفع منكبيه ببرود وهو يقول.
- حسنا لا تخاف لن أتهور وسنرى إن كانت عذراء حقا ام اااء، وإن كانت كما تقول يكفيها شرفا بأنها ستأخذ ختم الهلالي، وان حدث شئ سيكون بموافقتها بالتأكيد و...
قطع كلامه وقطب جبينه بإنزعاج وضيق لا يعرف سببه ما من وجد إبن أحد المسئولين يمد يده لها بطلب الرقص معه.

اما الأخرى إبتسمت له بإصفرار من طلبه هذا ورفعت كأسها أمامه بمعنى أعتذر ولكنه أصر بكل سذاجة مما جعلها ترضخ لطلبه بعد عدت محاولات ولكن ما إن مدت يدها له حتى وجدت ذلك البربري يدخل بينهم ويسحبها معه نحو منصة الرقص ليحتضن خصرها بمخالبه السامة...
- كيف تجرأت، هل جننت ام ماذا ااااابتعد.

قالتها وهي تبعده عنها بقوة مما جعلهم تحت الأنظار قليلا، ليمشي بها وهو يراقصها رغما عنها بعدما إستخدم قوته البدنية ليسيطر على حركتها وهو يدفعها بسلاسة نحو الشرفة رغم مقاومتها...
- هششششششش اهدأي قليلا لما كل هذا الإنفعال أيتها الشرسة، قالها وهو يشدد من إحتضانها
- إبعد عني أحسنلك، قالتها بغضب وهي تحاول ان تحرر نفسها منه ليرفع حاجبيه بصدمة مصطنعة وهو يقول بعدما اقترب من وجهها بطريقة خطيرة.

- انت مصرية...
رفعت وجهها نحوه بغضب وهي تقول بسخرية لاذعة: مش محتاجة ذكاء على فكرةإسمي ريهام الصعيدي.
يعني ماجبتش التايهة، وحركتك دي قديمة
إقترب أكثر لدرجة يكاد أن يلمس انفه بأنفها وهو يكرر نطق إسمها حرف، حرف، وكأنه يتذوقهم بطريقته الخاصة.

- ر ي ها م، ريهااااام، إسمك معناه حبات المطر الناعمة، زي دول قالها وهو يرفع يديها داخل يده، ليكون باطن يدها نحو السماء ما إن شعر بأمطار خفيفة بدأت بالتساقط عليهم لتبتسم الاخرى بخفة وهي تحاول أن تداريها فطريقته مميزة حقا ولمست أوتار أنوثتها
حاولت أن تبتعد عنه إلا أنه أوقفها بكلامه وهو يقول بجرأة لم تراها من قبل مع أي أحد: رايحة فين أنا عايزك...
- نعم. قالتها باستفهام غاضب وهي تلتفت له.

إقترب منها وهو يقول بمغزى مبطن
- عايز أتعرف عليكي أكتر. ده الكارت بتاعي.
ختم كلامه بحركة جريئة وهو يضعه داخل فتحة فستانها الصغيرة ليباغتها بقبلة خاطفة على وجنتها وهو يقول بتلذذ- مارشيملو
ما إن تركها وذهب حتى إلتفتت وسندت يديها على سور الشرفة وهي تتنفس الصعداء بعدما مزقت الكارت ورمته ارضا، لاتصدق حقا كيف فعل هذا و اااء اغمضت عينيها وهو تستشعر ملمس شفتيه على وجنتها لترتجف برهبة مما حدث.

ليبتسم الآخر بإنتصار وهو يراها بهذه الحالة فعلى مايبدو أول خطوة بإستمالتها له نجحت وبدرجة إمتياز ايضا
#back:
فاق من شرود على صوتها وهي تقول كش ملك
لتعلن بها فوزها على خصمها، نظر لها مرة اخرى عبر الشاشة فقد تغيرت كثير عن ماكانت عليه أصبحت أقوى وأقسى عليه من ما مضى بعدما إكتشفت رهانه عليها مع صاحبه.

أطفأ التلفاز وهو يسند ساعديه على فخذيه ليغطي وجهه بيده بضيق شديد لايستطيع ان يلقي اللوم على أحد فالملام الأول والأخير هو فقط، هي كانت ومازالت حلمه، ياااالله كم يهواها، يريدها الآن امامه ليسحق عظامها بعناق جبار لايعرفه سوا العشاق ولكن هذه أشبه بالمستحيل فهي الأن لاتسمح له حتى بالتواجد معها بنفس المكان، وإن حدث بالتاكيد سيحدث يومها كارثه.

رفع رأسه الى الأعلى وهو يخلل أنامله داخل خصلاته القصيرة وأخذ يداعب ذقنه بضيق لينهض بعد مدة بتعب شديد من التفكير المستمر ليتوجه إلى الأعلى ليحظى ببعض الراحة ف يوم الغد حافل بالأحداث التي لا تنتهي...
في فيلا فخمة وكبيرة ذات طابع عصري تقع على اطراف ميلانو تم شرائها من قبل أيمن. ليكون قريبا من رب عمله والذي لم يكن سوا إياد الهواري فهو الآن مدير أعماله الحالي وشركاته و لثروته بشكل عام...

في غرفة الجيم كان يقف امام المرآة وهو يرفع الأثقال بقبضتين من حديد لتظهر عضلاته التي تكاد أن تنفجر من شدة إنتفاخها كلما ضغط عليها، فهو يمارس الرياضة منذ ساعتين على التوالي، برزت عروق ساعديه ورقبته بغضب ما إن كز على اسنانه وأظلمت عينيه وهو يتذكر إستعباد رحيم الهواري له رب عمله السابق.

الذي جعله يفعل كل ما تنفر منه النفوس فقط لإرضاء نفسه وإشباع رغباته الحيوانية بفتيات قاصرات دون الثامنة عشر وإجباره على إحضارهن له رغما عنه. زاد إنفعاله بشدة ما إن تردد صوت صراخهن برأسه مما جعله يرمي الأثقال من يديه بعنف وأخذ يمارس تمارين الضغط بسرعة وهو ينهج بصوت عالي لعل هذا يقلل من غضبه ولو قليلا...

توقف عن مايفعل ما إن إرتفع رنين هاتفه لينهض ويذهب نحو الطاولة ليسحب هاتفه من فوقها وهو يرد بلهاث بعدما ضغط على زر الإجابه ماإن وجدها سكرتيرته الخاصة
- ماذا هناك ميليسا...
ميليسا بتوتر طفيف من صوته المنهك فقد ظنت
انها اتصلت به بوقت محرج
- أنا أسفه حقا سيدي لإتصالي بهذا الوقت ولكن هناك أوراق مهمة تحتاج توقيع من المالك الحقيقي لإنهاء الإجراءات بخصوص فتح الشركة هنا وتصفيةكل شئ في Egypt.

ايمن بستغراب: توقيع المالك الخاص لما. أنا أملك وكالة عامة من السيد إياد...
ميليسا بتأكيد: أجل أعلم هذا ولكن هناك أمور لايتم قبولها إلا
بتوقيع من المالك الحقيقي للشركة هذه هي الإجراآت
تنهد بضيق وهو يقول: حسنا فهمت، إبعثي الأوراق التي تحتاج التوقيع عن طريق الفاكس وانا سأتصرف...

قال الأخيرة وهو يغلق الهاتف ويرميه بإهمال ثم رفع منشفة صغيره و وضعها حول رقبته وتوجة نحو الحمام الملحق بالجيم، ليأخذ دش بارد يعكس غليان ذلك السائل الذي يجري بكل عنفوان في أوردته...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة