قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول بقلم فاطمة حمدي

رواية لمن يهوى القلب الجزء الأول للكاتبة فاطمة حمدي الفصل الثامن

( رواية بونسوار سابقا )

رمقته سهيـــر بنظرة ذاهلة غاضبة فقد كانت تظنه لن يخضع لطلب ابنته أبدا ..لكنه الآن وافق على مقابلة ذلك المدعو "حـازم" بينما نهضت ســاندرا عن مقعدها بسعادة جلية واتجهت نحو آباها فقبّلته من وجنته قائلة:
-حبيبي يا أحلى بابي في الدنيا كلها ..بجد شكرااا
انطلقت إلى غرفتها بعد ذلك ضاحكة بفرحة ..ثم قامت العاصفة بين سهير وفاخر ..
-إزاي تتجرأ وتعمل كدا فاخر ؟!

-أتجرأ ؟ مالك يا سهير دي بنتي وأنا حر معاها ..!
-وبنتي وأنا مش موافقة !
نهض فاخـر ناهيا هذا الحوار بقوله الصارم:
-ماتحكميش على حد قبل ما تقابليه وتشوفيه... وتتكلمي معاه ! وافتكري دائما يا سهير هانم إننا مش فوق الناس !
تركها وانصرف وظلت هي في حالة غضب عجيبة .. لم ولن ترضى عن هذا الهراء الذي يحدث من حولها ...

طرقت ميـرال غرفة والدها بعد أن تأكدت من عدم وجود والدتها في الداخل ..
فتح لها وراح يُكمل ارتداء ملابسه أمام المرآة بلا اكتراث،عقدت ميرال ساعديها أمامها وأردفت بهدوء:
-صباح الخير يا بابي ...
-صباح النور يا ميرال ..
استأنفت بحذر:
-بابي لسة رأيك في علي زي ما هو ؟
نظر لها وتهكٓم في قوله:
-وايه اللي هيغير رأيي؟! عشان يعني جه ورايا وفتح صدره وحب ينقذك ؟

قالت بجدية صارمة:
-أيوة يا بابا هو كل دا عندك ولا حاجة ؟! علي انسان كويس جدا ليه مش حاسس بكدا !
-أنا عاوزلك واحد أحسن من كدا يا ميرال ..
ابتسمت ساخرة:
-رجل أعمال كبير يا بابي ولا سفير ؟ ..
نظر لها بغضب ..فأكملت:
-بابي من فضلك ..بليز توافق وتخلي علي يجي يتقدم رسمي ويطلبني منك ومن ماما بليز يا بابي ..
تنهد بضيق وحرك رأسه سلبا قائلا:
-أنتِ بتلوي دراعي يا ميرال ..بتلوي دراعي عشان موضوع جوازي التاني صح ؟!

ميرال بهدوء:
-لأ يا بابا لأ ..أنا بطلب منك تحققلي اللي نفسي فيه ..وبترجاك يا بابا أرجوك ..
والدها بذهول:
-ياااه كل دا عشان خاطر علي ؟ طب يا ستي يارب هو يكون بيحبك كدا وميكنش طمعان فيكي !
-صدقني يا بابا علي بيحبني ومش طمعان فيا أبدا ..ممكن توافق بليز بقى ؟
صمت قليلا قبيل أن يقول بنفاد صبر'
-خليه يجي هو ووالدته !

قفزت ميـرال بفرحة عارمة وصفقت بيديها هاتفة:
-بجد يا بابااااا ...ميرسي يا حبيبي ...
ختمت جملتها بقبلة على وجنته وفرت إلى غرفتها سعيدة .. بينما قال شوقي في وليجة نفسه:
-كل دا عشان سي علي !
دخلت چيهان إليه متسائلة:
-إيه يا شوقي إيه اللي بيحصل ؟ شايفة ميرال فرحانة أوي ؟
شوقي بجمود:
-آه ..عشان وافقت إن سي علي بتاعها دا يتقدم رسمي ..

ابتسمت چيهان باتساع وقالت:
-طب كويس يا شوقي ..علي فعلا إنسان كويس وإن شاء الله يقدر يحافظ على ميرال ..
-أما نشوف ! أنا لازم أمشي دلوقتي بقى عشان عندي شغل ..
كاد يتحرك لينصرف لكنها أوقفته حينما سألته بفضول:
-شوقي ممكن أعرف أنت متغير ليه ؟ من يوم اللي حصل لميرال ؟

-إزاي يعني؟ ما أنا كويس أهو مافيش حاجة ولو فيه حاجة دا شئ طبيعي عشان دي بنتي ..
رفعت چيهان حاجبها وقالت بعدم اقتناع:
-لا يا شوقي ..في حاجة شغلاك ومضيقاك كمان ..دا حتى أنت من يومها لا بتتكلم معايا ولا حتى عرفتني مين الناس دي اللي خطفت ميرال ؟ ولا فهمتني أي حاجة وأنا سيباك براحتك ...بس أنا من حقي أعرف إيه اللي بيحصل حواليا !

تنهد شوقي بنفاد صبر:
-فهمتك كل حاجة بس أنتِ دلوقتي يا جيهان عاوزة تنكدي مظبوط ؟ ..
-لا يا شوقي مش عاوزة أنكد وأنت عارف أنت اللي بتتهرب من الإجابة وبصراحة أنا مش مطمنالك خالص قلبي بيقولي إنك عامل عاملة ..
شوقي وقد ارتبك في قوله:
-عملة ! ..لا حاسبي على كلامك يا جيهان أنا ميتقاليش الكلام دا !
-شوقي من فضلك تـ...

قاطع حديثها حيث برح الغرفة بضيق .. بينما سارت خلفه وهتفت بغضب:
-دي مش طريقة أبدا يا شوقي ..
لم يرد عليها حيث توجه إلى الباب وفتح بعجالة ..ليخرج ويتركها بحيرتها ...

-حازم أنا مش مصدقة بابي وافق يقابلك
قالتها ســاندرا ضاحكة بسعادة بالغة ..فأخيرا خضع والدها لتلبية طلبها ...بينما راح حازم يتكلم بدهشة كبيرة:
-هو كان رافض ؟
تنحنحت ساندرا وتراجعت في قولها:
-لا مكانش رافض ..أنا مقولتش إنه رافض !
-بس أنتِ بتقولي إنك مش مصدقة !
-أيوة من الفرحة يعني يا حازم ..مالك في ايه هتقلبها نكد ليه ؟

تنهد حازم طويلا وأضاف:
-لا يا حبيبتي مش هقلبها نكد ولا حاجة ..قوليلي بقى على الميعاد عشان أحضر نفسي.
أجابت بارتياح:
-الخميس الجاي إن شاء الله ..
حازم بجدية:
-على خيرة الله ..

ركض كل من فالبيت على إثر ذلك الصوت، صوت ارتطام شيء ما من أعلى الدرج، ليركض "أدهــم" في المقدمة ويتفاجئ بـ "تمــارا" التي سقطت صارخة بشدة،ركض نحوها في سرعة وراح ينحني لها قائلاً:
-إيه اللي حصل ؟ أنتِ كويسة ؟
بكت تمارا بصمت وهي تمسك رجلها ودموعها آخذة في ازدياد ..لتقول چيهان بحزن:
-لا حول ولا قوة إلا بالله إيه يا بنتي اللي حصل وقعتي إزاي ؟

فأجابت تمارا من بين بكاؤها:
-مش عارفة أنا كنت نازلة وفجأة رجلي اتكعبلت يا طنط ...
بينما تقدمت "ملك" منها ومدت لها يدها قائلة:
-طب قومي اسندي عليا ..
نظرت لها تمارا باحتقار ولم ترد عليها بل أمسكت بقدمها التي تؤلمها قائلة بخفوت:
-مش هقدر أدوس عليها ..

فَهم أدهم مقصدها ..فنظر لها بغيظ واحتقان ..بينما كانت كلمة والدته الحاسمة حين قالت:
-طب شيلها معلش يا أدهم وصلها لأوضتها على ما أتصل أنا بالدكتور ..
زفر أدهم زفرة قصيرة وراح يحملها على مضض،ليصعد بها إلى غرفتها واتبعته ملك التي كانت تشتعل غيرةً !
وضعها بعد ثوان على فراشها لكنها تعلقت بعنقه قائلة بنعومة:
-أرجوك خليك جنبي مش تمشي قبل ما يجي الدكتور ..

استقام أدهـم واقفا وقال متجاهلا حديثها بتوتر:
-أنا عندي شغل مش فاضي !
خرج من الغرفة على عجالة... وراحت ملك تنظر لها بحدة صارخة... وفي وليجة نفسها يدور ألف حديث ...وألف خوف مما هو آتِ !
في خاطرها تخشى أن تستحوذ تلك على زوجها ..ذاك الذي تحبه بشدة ..وأن يكون من نصيبها هي !
-بليز أخرجي برا عاوزة ارتاح ..!

هكذا أخرجتها من شرودها ..فضحكت ملك بسخرية كبيرة مع قولها:
-تصدقي إنك متستاهليش أي حاجة كويسة ..حتى المساعدة المفروض نكون عارفين نساعد مين بالظبط لأن فيه ناس متستحقش المساعدة !
-أنا مش أي حد يساعدني يا شاطرة ...أنا تمارا ...عارفة يعني إيه ؟!
هزت رأسها محيبة عليها
-اه عارفة طبعا ...يعني واحدة قليلة الذوق ..خطافة رجالة ..مش محترمة خالص ..بتحلم إن جوزي يحبها !

تغضن جبين تمارا وكزت شفتيها بعنف ..بينما تهتف باقتضاب:
-أنتِ كدا بتلعبي معايا في عداد عمرك يا اسمك إيه وأنا مش برحم اللي بيلعب معايا ..لأني لازم أكون الكسبانة..
ملك بتهكم:
-بس ممكن تيجي صدفة وتخسري ..والصدفة دي شكلها هتكون من نصيبي أنا ..
تمارا بثقة:
-صدقيني هيحبني ..ودا وعد مني !

ملك بغضب شديد:
-أنا عاوزة أتفرج ..خليني أشوف بعيني ! وهاتي اللي عندك يا ...يا تمارا الجزار !
ختمت جملتها بضحكة استفزتها ...وبرحت الغرفة ذاهبة إلى غرفتها ...
وهي في حالة رعب شديدة ..لا تعلم ما هذا الشعور المخيف ..هل من الممكن أن يحبها أدهم ..ويتركها هي ؟!
أو تأخذ جزءا من قلبه ؟!
جلست على أقرب مقعد قابلها وبكت بقوة وهي تشعر بالألم ينهش قلبها ...

بعد مرور الوقت ..
تفاجئ بوجودها أمامه في المكتب دون سابق إنذار!
عقد حاجبيه ونهض في اندهاش شديد وهو يناظرها قائلاً بحزم هادئ:
-ملـك ؟! إيه اللي جابك الشركة ؟
انهمرت عبرات ساخنة من عينيها الجريحتين كما ارتجفت شفتيها بلا مقدمة ..
فأسرع "أدهـم" إليها بتلهفٍ وراح يحتضن وجهها بين كفيه متسائلاً بفؤاد قلق للغاية:
-إيه يا حبيبي مالك حصل إيه ؟, احكيلي يا ملوكة؟!

-تمـارا !
نطقت من بين بكاؤها المرير ثم تعالت شهقاتها ..فيما تجهمت قسمات وجه أدهم وقال محتدًا:
-عملت إيه ؟!
صاحت ونيران الغيرة تشتعل بصوتها المُتألم:
-الهانم بتوعدني إنها تخليك تحبها وبتتحداني بمنتهى الوقاحة ..لا وواثقة أوي من كلامها !
-طب إهدي إهدي يا ملوكة ..
قالها وراح يمسح دمعها عن وجنتيها والابتسامة تملىء شفتيه ...
ثم ضحك بخفوت وهو يضمها إليه ببساطة ..لتقول هي بحنق:
-بتضحك على إيه ؟

ضمها إليه أكثر مع إجابته:
-بضحك عشان مبسوط ..لما بحس بغيرتك عليّا بحس بغلاوتي عندك ⁦..
ثم رفع كفيها إلى شفتيه وقبلهما بشغفٍ...ليقول صادقا:
-لا تمارا ولا غيرها يملوا عيني يا لوكا... وأضاف باسما:
-بحبـك.

أنهت ميـرال مُكالمتها مع "علي" بسعادة جلية ..حيث أخبرته عن موافقة والدها ..وما لبثت أن سمعت صوت ارتطام شيء ما.. يليه صرخة مدوية !
ركضت خارج غرفتها إلى غرفة والدتها ..دخلت ورمقتها بنظرة ذاهلة!
المرآة خاصتها تهشمت .. العبرات الحارقة غرقت وجهها ذو الملامح الأليمة ..
جالسة على الفراش تبكي بقهر ..ثم رفعت رأسها إليها وراحت تهتف بحرقة:
-ليه اتجوز عليا .. ليه ؟!

قصرت في إيه ؟! مش مالية عينه ؟ نكدية ؟ عملت له ايه ؟
ميرال بتوتر شديد:
-هـ هو مين دا يا ماما ؟
صاحت متألمة:
-أبوكِ ! أبوكِ يا ميرال !
-عرفتي منين ؟
أخبرتها بحزن كبير:
-مراته لسة قافلة معايا دلوقتي ..وقالتلي على كل حاجة حصلت ..وأنتي بتضحكي عليا يا ميرال ؟ بتسأليني وكأنك متعرفيش ؟ ليه خبيتي عليا ليه ؟ سبتيني على عمايا ليييه!

أسرعت ميـرال تعانق والدتها وربتت على رأسها بحنو:
-حبيبتي صدقيني خفت على زعلك ...وهو بابي وعدني يعرفك باللي حصل ..أنا آسفة يا مامي عشان خاطري متزعليش مني ..
حركت رأسها سلبا وهي في حالة صدمة مسيطرة عليها ..ثم نهضت بعنف إلى دولابها الخاص وأخذت تلملم كل أشيائها في عجالة ..وقفت ميرال في صدمة وخوف:
-بتعملي إيه يا ماما ؟ .. أنتِ هتسيبي البيت ؟

-أنا ماليش مكان هنا .. سيباله الدنيا باللي فيها ..
-لا يا ماما بليز بالله عليكي أنا ماليش غيرك !
لم تصغ لها والدتها وأكملت ما تفعله ..حيث أنها جريحة ..جرحها زوجها ولم يكترث بمشاعرها ..لم يُقدر شخصها ..لم يحترم سنوات عمرها التي قضتها معه حلوة كانت أو مُرة ..

وعن كرامتها فهي أغلى ما تملك ..لن تدعه يدهس عليها ..لذا تحركت خارج الغرفة وهي تحمل حقيبة ملابسها ..وركضت ميرال خلفها متوسلة:
-لا يا ماما عشان خاطري ..طب خديني معاكي أبوس ايدك متسبنيش لوحدي ..
توقف چيهان عن السير والتفتت لها قائلة من بين دموعها الأليمة:
-تعالي ...
أسرعت ميرال إلى غرفتها وهي تقول على عجل:
-هحضر هدومي بسرعة ..

وبعد قليل ..كانتا قد توجهتا إلى خارج القصر ..فاصطفت سيـارة أدهم أمامهما فترجل منها بصحبة ملك في سرعة ..
راح أدهم يسألها بقلق:
-إيه يا ماما في إيه ورايحين فين كدا ؟! في إيه يا ميرال ؟!
-سايبين البيت !
أخبرته ميرال بينما يسأل بعدم فهم:
،-ليه اتكلمي حصل إيييه ؟!
-بابا متجوز على ماما !
صُدم فقال بغضب:
-متجوز !

-مشوني من هنا أنا حاسة إني بتخنق !
-هتروحي فين يا ماما بس إهدي !
أهدى إزاي أنت عاوزني أقعد هنا بعد اللي حصل يا أدهم؟
أدهم نافيا:
-لا يا حبيبتي ..
بينما قالت ملك بحماس:
-أدهم تعالى نروح شقتنا وناخد طنط وميرال معانا. .
وافقها أدهم الرأي قائلاً:
-تمام يلا يا ماما ..
وركبوا جميعهم السيارة وانطلقت بهم إلى وجهتها ...

تحاملت على نفسي ..
كثيراً..
لأنكَ رجُلي ..
عاهدتني ..
وبعد العمر !
أين العهد ..والوعد ..؟!
فـ لمن يهوى القلب؟
للكرامة أم خائن العهد؟
مهلا كرامتي ..ستكون بيني وبينك السدّ ..

مساءً...
استطاعت ملك أن تُخرج السيدة چيهان ولو قليلا من حالتها النفسية السيئة ..حيث قامت بالترحيب بها في بيتها على أكمل وجه ...فشعرت چيهان بالارتياح تجاهها وكذلك ميرال ...وقضوا يوما عائليا دافئا رغم حزن چيهان الساكن بقلبها...
قالت چيهان بامتنان:
-ربنا يكرمك يا ملك .. أنتِ طلعتي طيبة جدا.

ملك بمرح:
-على فكرة دي شهادة من حضرتك أعتز بها ..
بينما قالت ميرال مبتسمة:
-لا فعلا أنتِ جميلة جدا يا ملك ..
-ربنا يخليك يا حبيبتي.
ضمها أدهم الجالس جوارها وقبل جبينها قائلا:
-عشان تعذروني يوم ما صممت أكمل حياتي معاها.

طرقات قوية على الباب ..
أسرع أدهم ليفتح وإذا بوالده يدخل بشراسة ..
ويصرخ بزوجته قائلا:
-إيه لعب العيال دا ؟إزاي تسيبي بيتك يا هانم ؟!
هبت واقفة بجنون:
-أنت جاي تزعقلي بعد اللي عملته ؟! صحيح يا عينك يا جبايرك يا أخي ! أنت مش مكسوف ؟
هو بغضب:
-أنا معملتش حاجة غلط ..أنا اتجوزت وأظن دا حقي ؟!

ضحكت ساخرة ..كالخاسرة ..كل شيء:
-والله عشنا وشفنا ...حقك دا لما أكون أنا مش قايمة بكل واجباتي ! ساعتها ابقى قول حقك ..ثم انك انسان ملاوع أوي وكنت بتلعب ببنات الناس منتاش يعني دخلت البيت من بابه ..البنت حكتلي على كل حاجة ..وبصراحة بقى أنا مش مغلطاها لأنك إنسان بشع وكذاب وأناني...
وهُنا .. نفد صبره فكاد يصفعها ..لولا يد أدهم التي تدخلت في الوقت المناسب ومنعته...وهو يقول بانزعاج:
-لا يا بابا ..بعد اذنك أمي مش هتضرب في السن دا ..لو سمحت !

توهجت عينيه بشرر غاضب وراح يهتف:
-ااااه دا انت بقى انضميت معاها وهتقسيها عليا !
-لا يا بابا أنا واقف ساكت أهو ومعملتش حاجة ومتدخلتش .. لكن مش ممكن هقف اتفرج وأنت بتضربها !
تراجع شوقي للخلف وهو يلهث بعنف ..يشعر بالخسارة تحوم حوله ..لا يعلم هل من غفران لدى زوجته أم هذا هو آخر المطاف بينهما ؟!
-روحي معايا وكل حاجة هتتحل وهطلقها ..

هكذا قال بيأس ..لترد بقوة:
-أنت هتطلقني أنا مش هي ..سيبني لحالي وشوف حالك ..وصدقني مسامحاك ..
-هسيبك تهدي ولينا كلام تاني مع بعض !
قال جملته الأخيرة وبرح المكان فورًا عازما على الذهاب إلى الأخرى والانتقام منها كما يجب ..
سيريها كيف تفعل فعلتها الحمقاء تلك!...

والأخرى كانت منطلقة على الطريق .. تركض وكأنها تسابق الزمن ..وكُل آمالها أن تصل الصعيد إلى أهلها ومسكنها ..بعيدا عن ذُل هذا الرجل ..ستبتعد عنه الأميال ..كي تحظى بحياة غير تلك ..تلك الحياة التي تحت سيطرته القاسية !
نار والدها أرحمُ من حياة تشطر قلبها معه!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة