قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل العشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل العشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل العشرون

لا أحبذ الهروب أبدا و لا اعتبره وسيله للنسيان.
لا احذف الصور و لا المحادثات لا احاول ابدا الهروب من الذكريات بل أواجهها لتصبح بنظري عاديه، نعم أتأذي و أهزم لمرات و مرات و لكن بالنهايه انتصر و أمر من خلالها و كأنها لم تعلق بقلبي يوما...
نورهان العشرى.

- بيتهيقلي انتي سمعتي و شوفتي إلى حصل دلوقتي و ياريت تكوني عرفتي انك ملكيش مكان بينا و ان مازن دا مكتوب علي اسمي و قلبه دا ملكي و مش هسمح لأي حد في الدنيا ياخده مني او يفرق بينا...

انهت كارما حديثها و هيا تنظر إلى غريمتها بقوة انثي قادرة علي إشعال النيران في كل من يقترب من رجلها فبادلتها سيدرا النظرات مصعوقه من فعلتها فهيا ما ان حادثتها لتخبرها بضروره الحديث بينهم كانت تعد و تؤلف آلاف السيناريوهات الكاذبه بداخل رأسها لتمنع اي علاقه تربطها بمازن الذي كان واقف مدهوشا يراقب ما يحدث دون القدرة علي التفوه بحرف...

فهل هذه النمرة التي تلتمع بعيونها تلك النظرات القاتله هيا من قامت بطرده من حياتها و اتهامه بالخيانه منذ بضعه ساعات و الآن تأتي لتدافع عنه و تتحدي من أجله غريمتها.
لا ينكر بأن فعلتها قد ارضت غروره كرجل و عززت كبرياؤه كعاشق فرقص قلبه بداخله فرحا من شراستها في الدفاع عنه و تمسكها به و إعطاء قلبيهما فرصه ذهبيه للسعاده معا...

فهل هناك اشهي من قلب يحارب العالم لأجلك، يقيم الحروب و يشعل النيران ليحظي بك...

- ياااه. هو قدر يبلفك بالسرعه دي...
كان هذا صوت سيدرا التي أخيرا استطاعت السيطرة على انفعالاتها التي اثارتها فعلت تلك المرأه التي كانت تظن انها استطاعت ان تزيحها من طريق سعادتها المزعوم مع قلب لم يعرف هواها طريقه أبداً.

- للأسف يا سيدرا انا حتى مسألتوش عنك او عن حاجه تخصك. لان موضوعك مش بالاهميه دي اننا نحكي عنه قالتها كارما بنبرتها الواثقه من ذلك القلب الذي يدق بعنف و تجلت دقاته الجنونيه بين كفها الممسك بقبضه يده التي ضغطت علي يدها ضغطه رقيقه و كأنها تخبرها بما لا يستطيع الكلام التعبير عنه.

- دانتي مهمكيش بقي كل إلى قولتهولك
تحدثت سيدرا بانفعال
- فعلا إلى انتي قولتيهولي كله مش مهم اصلا، المهم هو ماسك ايد مين
قالتها كارما ووهيا ترفع يده الممسكه بشده بيدها و كأنها اثمن شئ يمتلكه في هذه الحياه...
واصلت كارما جلد تلك الدخيله بسوط حديثها قائله
- عمره مسك ايدك كدا،؟ لم تتلقي رد من تلك التي كانت تأكلها الغيرة من طريقه امساكه بها و هيا التي لم تحظ يوما بلمحه عشق واحده من عيناه.

- طبعا مش هتردي عشان انتي عارفه ان دا محصلش و لا عمره هيحصل عشان الفراغ إلى في ايده دا ميملاهوش غيري و عشان حتى و انا مش موجوده كنت في قلبه...
حبيبته إلى عمره ما عرف الحب غير معاها، اما انتي بقي كنتي مجرد واجب بيأديه مجبر...
- كدب. الكلام دا كدب دا كلام بتضحكي بيه علي نفسك عشان تبرري وجودي في حياتي إلى هو مقدرش ينكره.

- انتي إلى مصره تعملي لنفسك وجود في حياته بالعافيه و حقيقي انا مشفقه عليكي بسبب وهمك دا.

- تمام اهو موجود اهوة نسأله مين فينا إلى وهم و مين للحقيقه
ابتسمت كارما بسخريه ممزوجه بالدهشه من وقاحه تلك المرأه و قالت بغرور
- هو انتي فاكرة اني لو عندي شك واحد في المليون انك ليكي وجود في حياته كان زماني واقفه هنا دلوقتي، تؤ انا اكبر من اني اتحط في مقارنه مع حد، و اغلي من اني يكون ليا منافس
- مازن قولها انا في حياتك ايه...

كان هذا صوت سيدرا الباكي الذي يتخلله التوسل فرق قلبه لحالها للحظه قبل ان يجبره علي الإلتفات لتلك المرأه التي يأسره عشقها و يقيده بأصفاد حديدية تجعله غير قادر علي مجرد التفكير بغيرها...
ظل ينظر إلى محبوبته التي تمتلك ذلك الجمال النادر الممزوج بهذا التحدي النابع من عينان تتلون بألوان الجنه و تمتلك اقوي تعويذه علي الاطلاق أصابت قلبه في المنتصف لتجعله يهيم بها عشقا...

خجلت كارما لنظراته التي تحمل من العشق ما يفوق الخيال و لكنها سرعان ما ازاحت ذلك الخجل جانبا مستخدمه كيد حواء الذي لم يستطيع رجل عاشق علي الاطلاق ان ينجو من براثنه
وألقت عليه تلك النظرات العاشقه التي أصابت هدفها في الصميم فشعرت بتلك الرجفه التي اعترت ذلك القلب الذي يعشق كل انش بها و يطالبه الآن باختطافها لآبعد مكان حتى يستطيع ان يبثها عشقه و جنونه.

فهل يمكن ان يطلب الإنسان اكثر من هذا،؟
قلب يعشقه و يهيم به، كف يحتضنه و يحميه من وحشه هذا العالم، نظرات حانيه تبثه الأمان و تذيب حرارتها ذلك البرود التي كونته حياه قاسيه لا ترحم أحد.

لم تستطع سيدرا ان تري فارسها و بطلها ينظر إلى آخري بتلك النظرات العاشقه و هيا التي كانت تتمني لو انه يلتفت إليها. لم تستطع احتمال ان ينطق قلبه جاهرا بذلك العشق الذي يتجلي بوضوح في عينان لاطالما كانت تهيم بهم...

هل يمكن ان يصبح مازن لغيرها و هيا التي تعشقه من المرة الاولي التي زارهم فيها مع أخيها الاكبر، فمنذ تلك الليله و هيا تبني الآمال و الأحلام علي ان يصبح لها و تصبح له هل يمكن ان تنهدم جميع احلامها و أمانيها كقصر من الرمال، عند هذا الحد لم تشعر بنفسها سوي و هيا تغلق عيناها رافضه تقبل حقيقه انها وهم. فقط وهم.

لم يحتمل جسدها فرط الألم الذي عصف بها فسقطت علي الأرض فاقده للوعي و بداخلها يتمني ان لا تعود لذلك الواقع الذي سلبها أغلي أمانيها في الحياه...

اعتقد ان الحب وهم كبير تثبت حقيقته فقط عندما نجد الطرف الآخر يبادلنا نفس الشعور. وان لم يكن كذلك فهو حماقه. إنهاك للمشاعر، و تبديد لطاقه القلب الذي حتما سيؤذيه كونه لا يجد مقابل لما يعتمل بداخله.
كأن تشتاق لأحدهم و هو لا يبالي. و أن يظل قلبك مستيقظا طوال الليل و الآخر نائم...
فدائما ما يكون كل شئ من طرف واحد مؤلم كثيرا...

- زهرة و مراد كانوا مخطوبين يا يوسف،!
وقعت تلك الجمله على مسامعه وقوع الصاعقة فلأول مرة في حياته تهرب الكلمات من فمه و لا يعرف ماذا عليه ان يقول او يفعل سوي تلك التقطييه البسيطه بين حاجبيه التي تدل علي انه لم يستوعب جملتها فتابعت لتحاول شرح ذلك الماضي الأليم لكليهما دون ان تنبش في ذكريات قد تضر اكثر من ان تنفع.

- زهرة أختي و مراد عمك كانوا مخطوبين قبل ما تقابل عمك أحمد، زهرة أختي كانت بتشتغل في مطعم هيا و سميرة مرات مراد و هو اتعرف عليها لما كان هنا في اسكندريه في شغل كان هو و عمك احمد سوي وشافوها في المطعم و مراد اعجب بيها فبدأ يتردد عالمطعم كتير حوالي اسبوع عشان يشوفها و يتأكد من مشاعره ناحيتها و خصوصا انه اتشدلها من اول مرة شافها فيها...

سأل عليها ناس كتير محدش كان يعرف عنها حاجه عشان هيا مكنش ليها اختلاط بحد غير سميرة بحكم انها كانت جارتنا و إلى كانت طول الاسبوع إلى عمك مراد بيتردد عالمطعم غايبه عشان والدتها كانت عيانه.

و في اليوم إلى رجعت فيه كان مراد قرر انه يفاتح زهرة و يقولها انه معجب بيها بس واحده قريبتنا كانت عندها مشكله فاضطرت زهرة تغيب عن الشغل و لما مراد سأل سميرة عليها بعد ما قالوله انها اقرب حد ليها هنا و جارتها قالتله انها مشيت و سابت اسكندريه كلها...

و فضل مراد اسبوع كمان يروح و ييجي عالكافيه علي امل انه يشوفها و في الوقت دا كانت ممتي تعبانه شويه فاضطرت تقعد معاها بضغط من سميرة إلى قالتلها انها هتغطي غيابها و هتستأذن من المدير.
طبعا مكنتش عيزاها تقابل مراد لما سمعت من الناس في المطعم انه شكله معجب بيها و بيسأل عليها.

و في اليوم إلى اصرت فيه زهرة انها تروح الشغل للأسف كنت انا خبطتني عربيه و روحت المستشفي و سالم كلم زهرة اختي تيجي عشان تيجي تشوفني و تقعد مع على عشان هو كان عنده عمليه كبيرة و ميقدرش يتأخر عليها.

و يشاء القدر ان وقت ما زهرة تخرج جري من الكافيه تجري من الباب بتاع العمال يدخل عمك مراد الكافيه عشان يشوفها و يعترفلها بحبه بعد ما اتأخر عشان خبط بنت بالعربيه و راح وداها المستشفي و حد بلغه ان البنت إلى بيدور عليها رجعت الكافيه تاني.

- قصدك إن...
- هو يا يوسف إلى خبطني بالعربيه و وداني المستشفي...
و لإن القدر دايما بيرتب كل حاجه يطلع مراد و سالم يعرفوا بعض و يتقابلوا سوي عندي و يقوم مراد من لهفته عشان يمشي ينسي ورق مهم عندي في الاوضه بعد ما زارني عشان يطمن عليا فيضطر انه يرجع يدور عليه عندي و هناك يشوف زهرة معايا.

الي كانت بردو من اول ما شافته و هيا معجبه بيه لكن بينها و بين نفسها بس عشان كانت عارفه انه عمره ما هيكون ليها عشان فرق المستوي طبعا و خصوصا ان عمك مراد كان وسيم جدا و غني و اي بنت تتمناه.

مش هطول عليك في تفاصيل كتير ملهاش لزوم، حبوا بعض اوي و اتفقوا عالجواز و ان هو هيحاول يقنع والده و فعلا جه و قرأ فاتحتها مع خالي و سافر علي ميعاد انه يرجع عشان يكتب الكتاب و يتجوزوا و بعد حوالي شهر لقيت زهرة بتقولي ان مراد كلم سميرة علي تليفون المطعم و طلب منها يشوف زهرة و خرجت راحت تقابله و رجعت باتت عند سميرة مشوفتهاش غير تاني يوم بتقولي ان هيا و مراد سابوا بعض عشان ابوه مش موافق علي جوازتهم و طبعا كانت حالتها تصعب عالكافر...

لحد ما فيوم جه عمك احمد عشان يخطبها كان بعد الموضوع دا بحوالي شهرين و هيا وافقت و اتجوزوا و سافروا بره من غير ما تقول لحد علي اسبابها كل إلى قالته ان هيا لقت الحب الحقيقي مع احمد إلى حارب الدنيا كلها عشان خاطرها و إلى بينها و بين مراد مكنش حب اصلا...
بس عمك مراد جه كتير بعدها و سأل عليها و احنا قولناله زي ما هيا وصتنا انها اتجوزت و سافرت و طبعا مقدرناش نقوله مين هو العريس...

و بعد 9 شهور بعتتلنا انها خلفت بنت زي القمر و احمد سماها كاميليا و في نفس التوقيت اكتشفت ان سميرة اتجوزت مراد و خلفت بنت...
و استمرت الحياه و زهرة بتبعتلنا صور كاميليا و جوابات تطمنا علي حالها لحد ما عرفنا ان والدك توفي و ان هيا هترجع مع احمد تعيش هنا و روحت انا و سالم قابلناهم في المطار و سألتها اذا كان مراد يعرف انها مرات اخوه قالتلي ان احمد مرتب كل حاجه و الباقي انت عارفه...

- كان يستمع إلى كلماتها و كل خليه في جسده تنتفض يدري بأنها أخفت عنه الكثير و لكن لا يعلم. لماذا و لكن ما ادهشه ان يعيش عمه مراد كل هذا العذاب و هو يري معشوقته متزوجه بأخاه، كيف تحمل تلك النيران.؟

أصبح الآن يعلم لما كان دائما حزين مشتت. لم يكن يجلس معهم في القصر بل كان يعيش في الملحق الخاص بالقصر يقضي جميع اوقاته بالرسم و لم يستطع احد ان يري ايا من رسوماته و لكن عقله لم يستوعب قط فكره الخيانه فقال بهدوء يتنافي مع ذلك الصراع بداخله.

- بس كل دا مينفيش عنهم تهمه الخيانه
توقعت فاطمه ذلك السؤال من شخص كيوسف لن يفوت اي شئ و لكنها اجابت بإتزان
- عارفه، بس زهرة عمرها ما هتخون احمد لأنها حبته فعلا كان حنين عليها لدرجه انها مره قالتلي انه بحسه ابويا مش جوزي ربنا عوضني بيه عن كل التعب إلى شفته في حياتي زهرة عمرها ما هتفكر تخون احمد ابدا خصوصا و هيا سايبه مراد و معندهاش استعداد حتى تسمع اسمه...

صدقني يا يوسف أختي عمرها ما كانت و لا هتكون خاينه أبدا...
- مصدقك و مش عارف ليه، بس إلى عارفه و متأكد منه انك خبيتي عني حاجات كتير مش هسألك عنها بس عايز اعرف ليه بتخبي. في ايه مينفعش اعرفه.

- خبيت عشان في حاجات مملكش ان انا اتكلم فيها. متخصنيش و مينفعش تعرفها مني. انا حكتلك إلى ينفع احكيه
- طب و انتي و عمي سالم عرفتوا بعض ازاي و ليه الرفاعي بيه كان رافض جوازكوا
- نفس اسباب جدك اننا مش من وسطهم و منلقش بيهم بس سالم كان متمرد و مكنش قابل سيطرة ابوه و دايما كان بيعمل عكس إلى هو عايزه لمجرد يعاند فيه
- عشان كدا اتجوزك عند فيه،؟
- لا، اتجوز إلى قبلي عند فيه...

صدمه ثانيه تلقاها من تلك المرأه التي هرول اليها ليتلمس الأمان ففاجأته بحقائق الماضي التي بعثرته فقال دون وعي
- هو عمي سالم كان متجوز قبلك.؟
- اه كان متجوز قبلي...

ما اصعب أن تشعر بأنك مُسن و انت مازلت في ريعان شبابك. أن تحمل ملامح العشرين و لكن هذا القلب العليل الذي يحمل من الأمراض ما يجعلك تظن انك في السبعين من العمر...

كانت كاميليا تنازع حتى تستطيع البقاء علي قيد الحياه إلى ان افلتتها تلك اليد أخيرا و خفقت من الضغط علي فمها لتسمع ذلك الصوت الذي عرفته علي الفور
-إياكي تصوتي او اسمعلك نفس، فاهمه
ازال رائد يده من علي فمها ببطئ ما ان وجدها تهز رأسها علامه علي الموافقه فنظرت اليه بفزع ماذا يفعل هنا و لماذا يخيفها هكذا بالرغم من معرفتها به و لكنها لم تحادثه سوي مرات قليله لأن يوسف لم يكن يسمح لأحد بالاقتراب منها.

تحدث رائد بعد أن رأي تلك النظرات المستفهمه تطل من عيناها
- طبعا انتي مستغربه انا موجود هنا ليه و في الف سؤال بيدور جواكي، بس انا معنديش غير إجابه واحده. هتطلبي الطلاق من يوسف و بعدها بشهر هنتجوز طبعا دا لأنه ملمسكيش و لسه مبقتيش مراته قالها بعد ان رمقها بنظره وقحه ثم تابع حديثه الذي وقع علي مسامعها وقوع الصاعقه ففغرت فاهها من فرط الدهشه.

- و هتقوليله انك مبقتيش تحبيه و انك حسيتي اني الشخص المناسب ليكي و وقعتي في غرامي و كنتي مكسوفه تحكيله.

- أ. أن، أنت بت. قول ايه،؟ خرجت الكلمات من فمها بتقطع فقد شعرت بثقل لسانها من فرط الزهول
- بقول إلى سمعتيه و لازم تنفذيه و إلا...
- و إلا ايه،؟ تحدثت كاميليا بعد ان شعرت بنبرة التهديد في حديثه
- هقوله علي أسباب هروبك الحقيقيه
انعقد لسانها مرة ثانيه من توالي الصدمات عليها هل ذلك الوغد يعرف سرها الدفين،؟ هي يمكن ان يكون علي علاقه بتلك الحرباء سميرة.

- متستغربيش كدا، ايوا عارف هربتي ليه و ايه هو سرك الكبير دا و عارف ان يوسف كدا كدا هيرفض يرتبط بيكي دلوقتي و لا بعدين دا غير انه مش هيقبل علي نفسه تفضلي علي ذمته بعد ما هربتي منه.

- و انت ليه قابل علي نفسك تكون معايا و عاوز تتجوزني بالرغم من كلامك دا
- عشان اكسره بيكي. اغلي حاجه اتمناها في حياته ترفضه و ترفض حبه و تقبل تكون لغيره.

- قد كدا انت زبااااله و عايز تدمر صاحبك تحدثت كاميليا بإشمئزاز و غضب منه
- احترمي نفسك يا بت انتي و احمدي ربنا انك هتلاقي راجل يستر عليكي بعد ما حبيب القلب يرميكي في الشارع و يدوسك بجزمته
تحدث رائد بغضب و تطاير الشرار من عيناه من حديثها الذي نفذ إلى قلبه كالسهم ليذكره بمدي قرابة يوسف اليه و لكنه أبي التراجع عن ما انتواه.

ابتسمت كاميليا باستفزاز و نظرت له باحتقرا قائله
- راجل، مين ضحك عليك و قالك كدا انت عايزلك خمسه سته كمان من عينتك يتحطوا فوق بعض عشان يكملوا في عيني راجل.

و ما ان تفوهت بكلماتها حتى رأت الجنون بعينيه و اخذ يقترب منها بخطوات بطيئه و هو يهز رأسه كمن مسه الجنون
و عندما اقترب منها اطبقت يده علي عنقها و قال بجانب أذنها
- إلى مش عاجبك و مش مالي عينك دا هو إلى انقذك و بعتلك حبيب القلب يلحقك قبل ما يغتصبوكي و يصوروكي و بعد كدا يرموكي ليه عشان يدفنك و يغسل عارك.

ما ان انهي حديثه حتى ترك عنقها بغته فأخذت تسعل بقوة و لكنها صدمت عندما رأته يعطيها كوب من المياه فارتشفت بضع قطرات منه و هيا مازالت علي حالها متسعه العينين جامده الملامح من فرط الدهشه.

- انت بتقول ايه
- إلى سمعتيه انا إلى اتقذتك من أسوء مصير ممكن واحده تتعرض ليه في حياتها.

فلاااش باااك.

كان رائد قادم من القاهرة إلى ألمانيا في زياره سريه لترتيب اوراقه حتى يستطيع الأخذ بثأره من آل حسيني و وضع خطه محكمه من دون ان يلوث يديه...
وهو في طريقه لغرفه أحد الأشخاص سمع ذلك الحديث الذي جعله يتصنم في مكانه.

- هتاخدها و تطلع علي الشاليه بتاعنا في (، ) و هناك بقي تاخد مزاجك منها براحتك بس متنساش تصورلنا كام فيديو علي كام صورة حلوين كدا عايزين نزل ابن الحسيني بيهم و نكسر عينه قبل ما نقضي عليه، متقلقش انا مجهز كل حاجه و مادام الحلوة مرديتش تيجي بمزاجها نجيبها احنا غصب عنها و نعمل إلى كنا عايزين نعمله و في النهايه النتيجه واحده...

قدامك يدوب ساعتين تلحق تجهز نفسك يا عريس و خد من ابن الحسيني إلى معرفش بغباؤه ياخده طول السنين إلى فاتت دي
نطق ذلك المجهول جملته الأخيرة بشماته و كراهيه جعلت من قلب ذلك الواقف خلف الباب يرتجف بعنف من هول ما سمع فما ذنبها تلك البريئه ان تلقي ذلك المصير الذي تقلقته والدته هل جن هذا أم ماذا،؟

تراجع ببطئ و دخل إلى غرفته في ذلك القصر البارد الذي لم يحبه قط و دخل إلى حمامه الخاص و فتح المياه ليظن من يدخل إلى غرفته بانه يتحمم بالداخل فجميع من بالقصر قد رأوه و حتما سيبلغوا سيدهم بقدومه و هو يريد ان يمنع تلك الكارثه من الحدوث فهو انتوي ان ينتقم و يأخذ ثأر والديه دون ان يرتكب تلك الجريمه البشعه...

ظل يفكر و يفكر إلى ان وصل لذلك الحل الذي كان داخله يرفضه كثيرا و لكن ليس هناك مفر...
خرج من الحمام يلف جسده السفلي بمنشفه و بآخري أخذ يمسح شعره فرأي ذلك الرجل يجلس في غرفته علي تلك الأريكه يدخن سيجاره الفاخر و هو يقول.

- يعني مجتش تسلم عليا اول ما جيت من السفر
- توقعت انك نايم و مردتش اقلقك
- اممممم، حمد لله عالسلامه، بس إيه الزياره المفاجأة دي
- عادي قولت استغل غياب يوسف و آجي اشوفك عملت ايه مع الشركه الالمانيه
- متقلقش كله تمام همتك انت بس معانا نقضي عليه جوا البلد و برا البلد دي لعبتي انا.

- قريب اوي هتكون نهايته انا مجهز كل حاجه الدور و الباقي عالي بعد كدا
- إلى بعد كدا تسبهولي انا و انا هتكتكله علي رواقه
- خلاص اعتبر كل حاجه تمت و ابتدي انت بقي تكتك براحتك عشان نضرب ضربتنا القاضيه
- طول عمري بقول عليك راجل من ضهر راجل.

قالها و هو يربت علي كتفيه ثم توجه إلى باب الغرفه و ما ان هم بفتحه حتى سمع صوت طلقه اخترقت مسامعه فبقي لمده نصف دقيقه غير قادر علي الالتفات ثم تمالك نفسه و ادار رأسه ليري هدف تلك الطلقه فاندهش عندما رأي رائد يتوسط سريره و هو عارى تماماً و يقول بإستفزاز وضح.

- معلش بقي يا راغب بيه أصل الكاميرا إلى انت زارعها في أوضتي دي مينفعش تبقي موجوده النهاردة أصلي مش هبات لوحدي اتبع كلامه بغمزة وقحه ثم تابع
- و انا ميرضنيش تشوف حاجات ممكن تجرحك او تضايقك
غلي الدم بعروقه و هو يستمع لكلماته الوقحه و تذكيرة بمعاناته فخرج صافقا الباب خلفه متمتما
- قليل الأدب زي إلى خلفك.

بعد أن تأكد رائد من ابتعاده و تأكد من إغضابه ليلجأ للشرب كعادته قام بتشغيل تلك الشريحه المجهوله التي دائما ما يحتفظ بها و فعل برنامج تغيير الاصوات و قام بالاتصال بيوسف الذي ما ان وجد رقم خاص يتصل به حتى أجاب علي الفور
- ألو
- يوسف الحسيني
- أيوة مين بيتكلم.

- مش مهم انا مين المهم ان مراتك كاميليا الحسيني كمان ساعتين بالظبط هتتحرك من بيت خالتها و هتروح علي شغلها و من هناك هتركب مع رئيسها إلى ضاحك عليها و مفهمها انهم مسافرين في شغل و هو ناوي يخطفها و ياخد إلى هو عايزه منها و بعدين يرميها.

- مين معايا، و ايه الكلام الفارغ دا
لم يكد يرسف ينهي جملته حتى اغلق رائد الخط بل الهاتف و ظل يتابع مع رجاله لمعرفه ما ان كان يوسف قد وصل اليها ام لا و لا يدري لما اعترته تلك الراحه لمعرفته بأن يوسف قد وصل إلى كاميليا
و كان في ذلك الوقت امر بعضاا من رجاله بمهاجمه سيارة احمد حتى انقلبت في البحر و حتى الآن لم يجدوا جثته.

بااااااااك.

كانت كاميليا تستمع إلى حديثه بزهول و رعب من ذلك المصير التي كانت ستلقاه علي ايد ذلك الحقير الذي لم تشك به قط و ما ارعبها اكثر ذلك الذي كان يتابع ما يعتمل بداخلها و يظهر بوضوح علي ملامح وجهها و كأنه يتسلي فحاولت لملمه شتات نفسها و قالت بصوت حاولت ان يبدو متزنا قدر الامكان
- و لما انت بتكرهه كدا و عايز تنتقم منه ليه اتقذتني منهم، و مين الناس دي.

زفر رائد بضيق و تحرك ليجلس علي الاريكه خلفه و هو يقول بحزن
- الناس دي شياطين و محدش هيقدر يحميكي منهم غيري
اندفعت لتقول بحده
- يوسف يقدر يحميني منهم و من اي حد في الدنيا
- يوسف عايز إلى يحميه منهم
دب الزعر إلى داخلها عندما استمعت إلى كلماته فاهتزت نبرة صوتها و هيا تقول برعب
- اقصد ان و لا يوسف و لا غيره هيقدروا يقفوا قدام الناس دي و لو كنتي عايزه تحميه من الموت بأبشع الطرق توافقي عالعرض بتاعي.

شعرت بنيران تمزق قلبها خوفا عليه و خاصتا عندما رأت تلك النظرة التي توحي بصدق حديث ذلك الوغد فأخذت دموعها بالهطول رغما عنها فها هي مرة آخري توضع بين شقي الرحى و دائما ما تكون أمام خيارين اسهلهم انتزاع قلبها من مكانه...

أخرجها من معاناتها ذلك الطرق الخفيف علي الباب و الذي جعل رائد ينتفض من مكانه مذعورا من ان يكون الطارق هو يوسف فإن رآه معها فهو هالك لامحاله.
لم تخف علي كاميليا تلك النظرة الفزعه التي رأتها في عيناه فهل هو خائف لهاذا الحد من ان يكون يوسف بالخارج،؟
إذن فكيف يمكنه حمايته و حمايتها كما يقول.؟

فزعت عندما فتح باب الغرفه و وجدت على ينظر بشراسه إلى رائد ثم نقل بصره اليها بنظرات مستفهمه فقاطع تلك النظرات حديث رائد الذي قال بهدوء عكس الفزع البادي علي ملامحه
- الف سلامه عليكي مرة تانيه يا كاميليا هانم، انا قولت اجي اطمن عليكي زي ما يوسف وصاني.

لم يتلقي منها سوى إيمائه بسيطه من رأسها فقد كانت نظرات على لها تربكها.
- سؤال واحد هسألهولك يا كاميليا و تجاوبي عليه بصراحه
تحدث على أخيرا بعد خروج رائد الذي لم يرتح لوجوده قط و أيضا مظهرها الباكي و ارتباكها من دخوله هكذا جعلوه يشك في ان هناك خطب ما...
فتابع عندما لم يتلقي منها اي رد
- الزفت إلى كان هنا دا له علاقه بهروبك من يوسف.؟
- اي. ايه إلى انت بتقوله دا يا على،؟

تحدثت كاميليا بتلعثم و ذاد ارتباكها من سؤاله الذي يخفي بداخله آلاف الشكوك حولها
- إلى سمعتيه، و جاوبي عليا من غير لف و دوران
هطلت دموعها كالأنهار علي خديها فهل كانت تحتاج حمل آخر بجانب احمالها التي ترهقها.
اخفضت رأسها بحزن و قهر و قالت بصدق
- انا بحب يوسف و عمري ما حبيت حد غيره و لا هحب و هروبي مالوش علاقه بأي راجل سواء رائد او غيره.

شعر علي بالحزن علي حالها و لكنه سرعان ما اخفي ذلك الشعور و رسم الجديه و الصرامه علي ملامحه و هو يقول
- ايه إلى جابه عندك في وقت زي دا و خصوصا بعد ما جدك طرده ايه رجعه تاني
- كان جاي يطمن عليا زي ما يوسف وصاه
قالتها كاميليا بخفوت و هيا منكسه رأسها خوفا من ان يستطيع اكتشاف الكذب من عينيها.

- كاميليا انا مش عيل صغير قدامك عشان تضحكي عليا بالكلمتين دول، و يوسف إلى بيغير عليكي من الهوي الطاير هيخلي صاحبه يجيلك يطمن عليكي. لا و قاعد معاكي في اوضه لوحدكوا و مقفول عليكوا باب واحد، تخيلي كدا يا كاميليا لو يوسف إلى كان جه مكاني كان عمل اي لو شافوا قاعد معاكي كدا...

ارتعبت كاميليا من مجرد التفكير من ما قد يحدث لو كان القادم يوسف بدلا عن على بالتأكيد كان سيهدم المشفي فوق رأسيهما فهو قبل ذلك لم يكن يسمح لها حتى بالقاء التحيه عليه ماذا ان رآه يجلس معها في مكان واحد مغلق...
قفز سؤال إلى ذهنها ماذا قد يفعل يوسف عندما يعرف بما قاله رائد لها،؟
بل ماذا سيفعل ان وافقت رائد علي عرضه و أخبرته بأنها لا تحبه و ان قلبها اختطفه صديقه و ان ذلك سبب هروبها.

خفقه قويه شعرت بها تدق قلبها بعنف و ذاد من ألمها حديث على الذي كان يراقب انفعالاتها و تقلبات ملامحها من الذعر للضيق و الألم.

- علي فكرة يوسف إلى بعت أدهم عشان يمنع جده و مرات عمه انهم يضايقوكي، حتى و هو مش هنا بيحميكي، حتى و انتي جرحاه بردو واقف في ضهرك، لسه بردو مش ناويه تقولي هربتي ليه،؟
أضاف علي بعدما طال صمتها و ظهرت الحيرة و الضياع بعيناها.
- يا كاميليا انا جمبك قوليلي حصل ايه خلاكي تهربي كدا، متضيعيش حبك انتي و يوسف عمرك ما هتلاقي حد يحبك قده، طب عاجبك نظرات الاتهام إلى في عيونهم كلهم ليكي دي.

- كفااايه بقي كلكوا بتضغطوا عليا و محدش حاسس بيا و لا بالنار إلى جوايا، تحدثت كاميليا بانهيار فقد كانت تائهه ضائعه جميعهم يطالبوها بالتحدث دون ان يشعر احد بمدي صعوبه ما تمر به و ما تخفيه.

- خلاص يا كاميليا اهدي، نامي دلوقتي و ارتاحي و بعدين نبقي نتكلم
- انا تعبانه اوي يا علي و مخنوقه تحدثت كاميليا من بين إنهيارها فتابع على مهدئا
- اهدي يا كاميليا اهدي، انا جمبك متقلقيش...
ضغط على علي الزر بجانب سريرها فأتت الممرضه لتعطيها حقنه مهدئه علها تجد في النوم ما يريحها...

قد ينهزم الطيبون مؤقتًا، لكن ستر الله يُنجيهم في النهاية ?لأن قلوبهم نقية ??.

أن تفقد شخص عزيز علي قلبك فهو شعور مؤلم للغايه...
و لكن ان تعيش في حاله من الرعب من أن تخسر ذلك الشخص فهو شعور مميت يقتل القلب ببطئ شديد...

- مازن انت من وقت ما جينا من المستشفي و انت مفتحتش بقك بكلمه، أقدر اعرف مالك،؟
تحدثت كارما بعد ان اوقف مازن السيارة امام عمارتهم، فبعد سقوط سيدرا بهذا الشكل امامهم قام مازن بحملها و التوجه بهم إلى المشفي ليخبرهم الطبيب اصابتها بانهيار عصبي...

شعرت كارما بالشفقه عليها و علي هذا الموقف التي وضعها غبائها به و لكن سرعان ما تبدلت مشاعر الشفقه إلى غيرة جامحه ما ان رأت مازن يحملها و ذاد الطين بله عندما رأت نلك النظرات المتلهفه في عيناه و التي جعلت قلبها ينفطر ألما لكونه ينظر بتلك النظرات إلى آخري.

- المفروض اقول ايه يا كارما
قالها مازن بتنهيده فهو يشعر بالحزن لتلك الفتاه التي كانت بمثابه طفلته الصغيرة فقد وجد فيها عوضا عن كونه لا يملك أختاً فقد كان يحلم باليوم الذي سيسلمها فيه لزوجها بيده لينقلب كل هذا فجأه بعد موت صديقه ليتبدل حاله كالعاده للأسوء.

- ندمان يا مازن، و لا صعبانه عليك.؟
تحدثت كارما بصوت مهتز من فرط الوجع
- اطلعي دلوقتي يا كارما و نتكلم بعدين
تحدث مازن بتعب فهو ليس لديه القدرة علي الحديث في ذلك الوقت و لا يملك ما قد يقوله ليريحها فكيف و ذلك ابشعور بالذنب يقرضه من الداخل و صورة صديقه لاتبارح مخيلته منذ ان رأي سيدرا ملقاه علي الأرض.

جعلت كلماته رأسها يدور من شدة الغضب هل لهذه الدرجه يشعر بالألم لأجلها،؟ هل يمكن ان تكون تلك الفتاه تحتل مكانه في قلبه،؟ عند هذه الفكرة اعمتها الغيره فقالت دون وعي
- لا احنا معدش في بينا كاام اصلا و روحلها بقي مادام صعبانه عليك كدا و اعتبر انك مقابلتنيش اصلا قالت الأخيرة بصراخ و همت بفتح باب السياره و لكن صعقت من تلك المفاجأة وووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة