قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي والعشرون

لو تعلمين كم أتمني ان اختبئ معك بقلبي و اغلق جميع النوافذ و الأبواب حتى لا يتسرب إلينا شيئا من وحشه هذا العالم الخارجي لأستطيع ان ارتوي من ذلك العشق الذي جفت لأجله مياه عيناي و أرمم بشهده تلك الحفر و الندبات التي خلفها انتظاري لكٍ...
نورهان العشرى.

شهقه قويه خرجت من جوفه جعلت من تلك الغاضبه التي تلبسها شيطان الغيرة و تملكتها عاصفه هوجاء أطاحت بكامل ثباته و تخبطت لأجلها سحبه فهطلت أمطار عيناه تحكي مدي معاناته تتسمر في مكانها من فرط الصدمه و التي ذادت أضعاف عندما سمعت نبره صوته التي احتلها الألم و هو يقول بصوت مختنق بسبب البكاء.

- امشي، امشي يا كارما و متبصيش وراكي حتي
دا احسنلك انتي متنفعيش تكوني في حياتي انا واحد وحش و بأذي كل إلى حواليا و بتسبب في نهايتهم، انتي عندك حق مبقاش ينفع يكون في كلام بينا.

و كأن كلماته جمرات مشتعله تدحرجت من فمه فوق قلبها لتكويه بنار الندم فعضت علي شفتيها يكل ما تحمل من حزن لكلماته التي مزقتها، والتفتت لتضرب قلبها صاعقه مظهره المبعثر و ارتجافه شفتيه و جمود عيناه التي أخيرا اطلقت سراح دموع حبيسه ظلت تحاربه لسنوات...

- مازن، ان. انت بتقول ليه كدا
لم تستطع أن تخرج من جوفها سوي تلك الكلمات الخاويه فهي لم تفق من صدمه انهياره بعد.

و أخيرا قرر خلع ثوب الكبرياء جانبا و إخراج ذلك البركان الثائر في اعماقه و الذي كان يتعمد دفنه لسنوات و نبش تلك الجروح التي كان يتعمد تجاهل آلامها حتى بلغ ذروته و ضاق قلبه ذرعا بتحمله...

- كل الناس الغاليين عليا في حياتي انا اتسببت في نهايتهم، أبويا و أمى إلى ماتوا غضبانين عليا و إلى قعدوا يتحايلوا عليا اني مسبهمش، امي كانت عنيها فيها توسل كبير اني ممشيش و اسيبها زي ما تكون كانت حاسه و بتقولي خليك جمبنا محتاجينك و ابويا إلى كان بيتوسلي بردو بس بطريقته و هددني لو خرجت من البيت دا مرجعهوش تاني بس انا عاندت و اتحديتهم و مشيت و سبتهم و رجعت علي اسوء خبر سمعته في حياتي، مش قادر انسي منظرهم و لا البروده إلى اتسربت لقلبي و انا ماسك ايد امي إلى كانت اشبه بالتلج و هيا ميته و كإنها بتقولي الدفي إلى هربت منه مش هتشوفه تاني طول حياتك و فعلا مشفتوش...

و لا احمد صاحبي إلى كان اقرب حد ليا كنت بدخل بيتهم عشان احس بطعم الحنان و الدفي لما كنت ببص في عنين والدته و هيا فخوره بيه و كأنها بتحضنه بعنيها كنت بتوجع اوي بس كنت بحب اشوف نظرتها ليه إلى كانت بتفكرني بالدفي إلى اتحرمت منه، بردو اتسببت في موته...

انا سرحت لحظه واحده بس و فجأه الدنيا اتقلبت من حواليا و محستش غير و هو في حضني و دمه سايح و بيوصيني علي اخته و امه، محمود مات عشان فداني بروحه و خد الطلقه مكاني، مات و هو بيقولي افرح و عيش يا صاحبي و كفاياك تعذب نفسك و نفس الإحساس اتكرر تاني نفس العذاب من تاني...

و حبل الذنب إلى كان ملفوف حوالين رقبتي ضاق بذياده لحد ما في يوم والدته قالتلي يا ابني انت مكان محمود الله يرحمه و احنا اتنين ستات لوحدنا و سيدرا كبرت و الناس ابتدت تتكلم عليها.
حسيت من عيونها و نبرة صوتها برجاء وجع قلبي و في لحظه و من غير ما افكر لقيتني بطلب ايد سيدرا للجواز. و إلى بعد كدا عرفت منها ان دا اقتراح سيدرا.

القي بسهام حديثه ثم التفت لها بعينان تقطر قهرا و وجعا و أضاف من اعماق ذلك الجرح الغائر بداخله
- أيوا طلبتها للجواز و كنت ناوي اتجوزها و اكمل حياتي معاها، حتى لو هعيش تعيس مش مهم المهم اني اكون نفذت وصيه محمود و حافظت علي اخته و امه حتى لو هعيش اتمناكي طول حياتي و عارف انك زي الفاكهه المحرمه عليا مش هقدر اوصلك حتى لو هموت...

أضاف عندما وجد وميض عيناها الذي لمع لوهله عندما ذكر عشقه لها حتى و هيا بعيده فأضاف بكل ما يحمل بقلبه من عشق.

- انا عمري ما نسيتك و لا لحظه بس مكنتش قادر اهوب ناحيه بيتنا تاني، مكنتش قادر اقرب من هناك أبدا. كنت أجبن من إني أواجه ذنبي، انا كنت حاكي لمحمود عنك و كنت متفق معاه اننا بعد ما هنرجع من المهمه دي هنيجي اسكندريه عشان اشوفك و اقولك اني عمري ما نسيتك بس كالعاده الحياه بتديني القلم إلى تضمن بيه انها تقضي علي اي امل جوايا و خدت مني الانسان الوحيد إلى كان هيقف معايا و انا بواجه اسوء كوابيسي...

كان يتحدث و أمطار عيناه لا تتوقف فكان يبكي و كأنه يحمل حزن أهل الأرض جميعا.

انتي عارفه سيدرا دي كانت ملاك صغير بشعر اصفر، كانت بالنسبالي عوض اني مكنليش اخت كانت بتتشعبط في رقبتي اول ما اروح عندهم و تستني اجبلها حاجات حلوة و انا جاي و كانت تتخانق معايا لو مجبتش، كنت بضفرلها شعرها كإنها بنتي بالظبط، كانت شقيه و جميله و بريئه و شوفي دلوقتي بقيت عامله ازاي، بقت واحده محطمه مطفيه مكسورة. و كل دا بسببي، انا مقدرتش احميها من نفسي.

ذادت شهقاته للحد الذي لم يكن قادرا علي كتمانها فكان أشبه بطفل صغير تركه أحدهم عند باب منزل مهجور في منتصف الليل فصار يبكي وحشته و غربته و هجرانه...

- مازن أرجوك كفايه متعملش في نفسك كدا انت معملتش فيها حاجه. هيا إلى حبتك و اتعلقت بيك من غير امل
تحدثت بلهفه مدافعه عن ذلك القلب الذي ينتفض ألماً نافيه حقاره تلك التهم التي يقذف بها ذاته.

- انا إلى ادتها الامل دا يوم ما خطبتها، و بعدها اهملتها و كإنها ملهاش وجود في حياتي بعد ما كنت بعاملها زي الاميرة فجأة بقيت بتجاهل وجودها لدرجه خلتها تعرف ناس زباله و تحاول تثير غيرتي عشان تحس انها بنت جميله و مرغوبه و خطيبها بيغير عليها...
بسببي كان مستقبلها هيضيع لولا ان القدر رأف بيا و بحالتي و خلاني ادخل في اخر لحظه و انقذها...

انا وحش اوي يا كارما انا شيطان بيسحب الروح من كل إلى حواليه و بيحبوه كل إلى أتأذوا بسببي كان كل غلطهم انهم حبوني اوي...
الحقي نفسك و ابعدي عني قبل ما تطولك لعنتي و تدمر حياتك او تنهيها وقتها مش هتحمل ابدا، الموت عندي اهون.

قال الأخيره بقهر جعل من قلبها ينتفض حزنا و وجعا عليه و ود لو يهرب من بين ضلوعها لعناقه كي يبثه ذلك الدفئ الذي افتقده و يزيل عنه تلك الوحشه التي تملكته و كل تلك الذنوب التي يحملها فوق عاتقه و التي لم يكن له بها يد...
و بالفعل اندفع قلبها ساحبا اياها لتستقر بين احضانه و هيا تقول بلوعه و دموعها تغرق وجهها لتمتزج بدموعه التي اغرقت صدره.

-انا بحبك بحبك اوي، استنيتك السنين دي كلها و عندي استعداد استناك أدهُم بس اكون ليك في الاخر حتى لو ليوم واحد انا موافقه...
لو موتي هييجي علي ايدك انا مستعده اموت دلوقتي بس اموت و انا في حضنك، بحبك اوي والله بحبك اوعي تقول علي نفسك كدا تاني انا إلى هموت و هضيع في الدنيا دي لو انت مش معايا و جمبي، اوعي تسبني انا هموت من غيرك والله همووت.

و كأن كل خليه في جسده تعانده للتشبث بها و إخبارها بأنها الماء و الهواء بالنسبه له فوجد نفسه دون وعي يطوقها بأصفاد ذراعيه كإنها طوق نجاته من بحر الندم الثائر الذي يغرقه شيئا فشيئا
و كلما كان عقله ينهره و يأمره بالتراجع و الابتعاد عنها تشتد ذراعيه حولها معانده له و كأنها تُعلن رايه التمرد عليه لأجل تلك المرأة الذي يجد بين ذراعيها ذلك الدفئ القادر علي اذابه جبال الثلوج الراسخه حول جدران قلبه...

كيف حالك عندما تخلد إلى النوم في الرابعه فجرا بعد ليله شاقه تتقلب علي جمرات من نيران خلفها عشق أهوج يتحكم بكل خليه في جسدك لتستيقظ في السادسه صباحا علي موجه إشتياق عاتيه تضرب قلبك في المنتصف لتجعل من راحتك أمرا مستحيلاً.

استيقظ يوسف في السادسه صباحا بعد أن نام لأقل من ساعتين فهو ظل مستيقظاً طوال الليل يحارب طيفها من ذاكرته خاصتاً بعد ما عرفه عن ذلك الماضي المليئ بكل تلك الألغاز الذي أخذت تنهش بعقله بدون رحمه، كم يرد لو يأخذها بين احضانه لحمايتها من كل تلك الاسرار و الألغاز فمحبوبته نقيه كالثلج و لا يريد اي شئ من ذلك الماضي اللعين ان يلطخ بياض قلبها و لا يعرف ماذا عليه ان يفعل حتى يحميها من ذلك الماضي و آثامه...

يعرف بأن تلك المرأه لم تخبره الحقيقه كامله و بداخله شعور قوي بأن كل الحقائق المختبئه خلف الستار تحمل بداخلها كوارث حقيقيه قد تقلب حياتهم رأساً علي عقب...

و ما كان يزيد من معاناته شده شوقه لها فهو لم يطمئن له بال سوي بعد ان ارسل له أدهم تلك الرساله يطمئنه فيها بأن الوضع تحت السيطرة و لكن ماذا يفعل بذلك القلب الذي لا يقبل بأي شئ سوي وجودها بين احضانه...

كيف سيستطيع الابتعاد عنها نهائيا و هو يعاني الأمرين الآن من غيابه عنها لبضع ساعات. و ما يؤلم قلبه أكثر و يذيد من جنونه يقينه من عشقها له فهو مازال يتذكر صورته و ذلك القميص الذي وجده في حقيبتها فكيف تريد ان تهرب منه و هيا تحمل متعلقاته معها اينما ذهبت،؟
إن كانت غير متأكده من مشاعرها نحوة و ترغب بالتحرر من قيوده لما تأخذ معها ما قد يُذكرها به،؟

زفرة حانقه خرجت من جوفه فتلك المرأة تقوده للجنون بأفعالها تلك فهو يحتاج لإراده أهل الأرض جميعا حتى يستطيع محاربه حبه لها و جيوش شوقه التي تحاربه كل ليله تطالبه بها تتوسله بعدم إفلاتها و التمسك بذلك الخيط الرفيع الذي يخبره بأنها تعشقه حد النخاع...

أخيرا استطاع ان ينهض من فوق مخدعه و يدخل إلى الحمام لعل المياه تهدئ من تلك النيران المندلعه قلبه متسلله لعقله ليخرج بعد وقت قليل يرتدي ملابسه و هو يلتقط الهاتف لإجراء مكالمه مهمه
- ايوا يا ناصر لسه موصلتوش لحاحه
- لسه يا يوسف بيه ادينا شويه وقت. احنا بنحاول نلا...
قاطعه يوسف بغضب
- بقالك قد ايه بتحاول، هتعرفلي طريق الزفت دا امتا. و لما هو مفيش جديد متصل عليا كتير ليه امبارح.

- يا يوسف بيه احنا قلبنا عليه اسكندريه كلها ملقناش له أثر و المكتب بتاعه مقفول من يومها و الموظفين ميعرفوش عنه حاجه دا حتى مقالهمش قبل ما يقفل المكتب و بيته محدش دخله من اليوم دا و انا معين عليه حراسه لو في اي جديد هيبلغوني
- يعني ايه عفريت، فص ملح و داب راجعوا الكاميرات إلى عالطرق الرئيسيه كلها.

- في الحقيقه يا فندم دا إلى كنت متصل علي حضرتك عشانه احنا من خلال مراجعتنا للكاميرات إلى عالطريق، لقينا حاجه غريبه في عربيه نوعها، اتقلبت في نفس اليوم دا بس لما طلعوها من الميه ملقوش عليها نمر و كمان ملقوش الجثه لحد دلوقتي و محدش سأل عنها و لا حد جاب سيرة عن الحادثه.

- و انت عرفت منين
- في واحد ميكانيكي فاتح ورشه هناك هو إلى قال للراجل بتاعنا لما راح سأله
- طب و ازاي البوليس محققش في الواقعه دي
- بيقول حققوا و لما ملقيوش حاجه و محدش قدم بلاغات عن اختفاء حد ف الموضوع اتقفل و خصوصا انهم دوروا كتير علي جثه في الميه ملقوش حاجه.

- تمام ابعتلي اسم و الراجل دا و عنوان ورشته و شوف انت شغلك
اغلق يوسف الهاتف و قد بدأت الشكوك تتجمع بداخله و قد هاجمه هاجس غريب بأن هناك لغز كبير حول إختفاء هذا الوغد و انقلاب تلك السياره و هناك رابط كبير بينهما.

قام يوسف باجراء مكالمه هاتفيه اخري
- ايوا يا زفت ساعه عشان ترد
جاءه صوت مازن الناعس فهو الآخر لم تمر ليلته بسلام و قد نام عند طلوع النهار ليباغته ذلك الرنين المستمر علي هاتفه ليستيقظ مجيبا علي هذا المزعج
- عايز ايه
- كل دا علي ما ترد، ايه ميت
- كنت نايم يا ابني، هيا الساعه كام دلوقتي
- الساعه سته و ربع.

- سته وربع انتفض مازن من مكانه فقد ظن انه نام حتى هذا الوقت المتأخر ليصطدم بهذا الهواء البارد الذي لفح صفحات وجهه ما ان فتح النافذه لتتحول صدمته إلى غضب شديد و هو يقول من بين اسنانه
- وحياه أهلك. مصحيني سته الصبح تتخانق معايا عشان نايم و سيادتك مختفي بقالك اسبوعين تصدق انك بجح.

- بطل رغي و انجز عايزك دلوقتي في مشوار مهم هقابلك عند (، ) كمان ساعه بالكتير عشان هننزل القاهرة النهاردة.

- يا ابني هو انا مرمطون اهلك. انا مش نازل مصر دلوقتي ورايا حاجات لسه هخلصها
- لا مانا هجيب الحاجات دي معايا القاهرة و تبقي تخلص فيها براحتك تحدث يوسف بمكر.

قطب مازن حاجبيه بعدم فهم قائلا
- تقصد ايه مش فاهم
- اقطع دراعي ان ما كنت دخلت الداخليه دي بالواسطه. قدامك نص ساعه و الاقيك قدامي
اغلق يوسف الهاتف و قد انتوي ان يصل إلى حل كل تلك الألغاز المحيطه به و خاصتا التي تخص محبوبته.

بعد مرور ساعه التقي يوسف بمازن ليتوجهوا سويا لمقابله ذلك الرجل حتى يعرفان سر هذا الحادث.

- الموضوع دا في انه كبيرة يا يوسف...
تحدث مازن بعد ما قص عليه يوسف ما حدث ليكمل حديثه قائلا
- اعتقد ان إلى زق احمد دا علي كاميليا حد من اعدائك في السوق
- و إلى اتصل عشان ينبهني يبقي تبع مين
قالها يوسف بسخريه
- من غير استظراف، مين هيكون عايز يأذي كامبليا غير عشان هيا مراتك
- و مين يعرف انها مراتي
تحدث مازن بحيره
- تقصد ايه.

- اقصد ان إلى كان عايز يخطف كاميليا عارف انها مراتي و إلى اتصل عشان ينقذها بردو عارف انها مراتي و قالهالي بالنص كاميليا الحسيني مراتك و محدش يعرف ان كاميلبا مراتي غير إلى في القصر.

- تحدث مازن بحذر كلامك كبير و معناه خطير يا يوسف
- ماهو عشان كدا لازم اجيب قرار الموضوع دا، و لحد ما اجيب قراره كل الناس موضع شك في نظري
انهي يوسف حديثه و القي نظرة ذات مغزي فهمها مازن علي الفور و لكنه قال بغموض
- أخبار الخاين إلى في الشركه ايه، لسه معرفتوش
- مش وقته يا مازن، تحدث يوسف بغموض.

- انا مش هقدر اسافر يا ماما تحدثت غرام بخفوت و هيا تنظر في جميع الاتجاهات ماعدا النظر إلى والدتها حتى لا تعري سر تخبئه عيناها عن غدر رجل جعل اطفئ شعله الحياه بداخلها
- ليه يا غرام، مش عايزة تشوفي كاميليا بنت خالتك و تطمني عليها.

تحدثت فاطمه متظاهرة بأنها لم تلحظ تبدل حال غرام منذ عده ايام فقد اخبرها قلبها بأن صغيرتها قد آلمها العشق و لكنها لم تضغط عليها و آثرت ان تعالج الموضوع من جانب آخر متجنبه مواجهه قد تضر اكثر مما تنفع.

تحدثت غرام بلهفه
- طبعا عايزه اشوفها و هموت و اطمن عليها، بس أصل...
- أصل ايه
- أصلي. تعبانه شويه
- سلامتك، ايه إلى بيوجعك
- ا. اص. اصلي قومت من النوم عندي شويه برد و جسمي واجعني
- تعالي يا غرام اقعدي جمبي
تقدمت غرام بخطوات ثقيله تجاه والدتها و حتى جلست بجانبها مخفضه الرأس غير قادرة علي النظر إلى والدتها التي لاحظت ذلك فوضعت اناملها تحت ذقن غرام لترفع رأسها و تقول بحزم.

- اوعي اشوفك موطيه راسك تاني فاهمه...
ثم اخذت تمرر يدها علي شعرها الحريري قائله بحنان
-الحياه مش كلها وردي يا غرام، الحياه بتدينا الدروس علي هيئه صدمات و الشاطر هو إلى يخلي الصدمات دي تقويه مش تضعفه و انتي طول عمرك شاطرة...

الست الضعيفه يا بنتي بيداس عليها في الزمن دا. انا عيزاكي قويه و تهزمي كل مخاوفك مش عيزاكي تكوني جبانه و تهربي من حاجه او من حد واجهي مخاوفك لحد ما تهزميها واجهي ضعفك حتى لو كان شخص اثبتي لنفسك و ليه انك اقوي من ان حاجه تكسرك...
و إلى يبيعك بيعيه او اقولك اتبرعي بيه من غير ما يتهز منك شعره و خليكي عارفه ان ربنا هيبعتلك إلى يليق بقلبك...

اهتزت نبره غرام و هيا تقول
- حضرتك بتتكلمي عن ايه، مفيش حاجه...
قاطعتها فاطمه قائله
- هششش مش عيزاكي تكدبي عليا، انا بعرف كل حاجه من عنيكي، يمكن معرفش تفاصيل بس عارفه ان إلى بيوجعك دا و أشارت إلى موضع قلبها، عايزة بنوتي الحلوة ترجع تنور زي الشمس من تاني مش عايزة نورها ينطفي أبدأ...

- انا بحبك اوي يا ماما قالتها غرام ثم اندفعت بحضن والدتها تنشد الراحه و الحنان و بكث كثيرا حتى شعرت بأنها و أخيراً استطاعت ان تتنفس براحه و ان تلك الغصه العالقه بقلبها قد رحلت فتنهدت بعمق حتى تملئ رئتيها بذلك الهواء النقي النابع من تلك الجنه بين أحضان والدتها التي قالت بحب.

- ربنا يريح قلبك يا بنتي. ثم اردفت بمرح
- يالا قومي بلاش دلع بنات، روحي البسي و اتشيكي كدا و اثبتي لالي وجعك انه ملوش وجود جواكي اصلا، اكتر حاجه تجنن الراجل و تحسسه انه مالوش قيمه التجاهل و انه يحس انه اطرد من مكان كان مكتوب باسمه، ثم اضافت متخابثه مش هو برده كان مكتوب باسمه يا غرامه،!

ّهبت غرام من مكانها كمن لدغتها أفعي و قالت بعجل
- انا هروح الحق اجهز نفسي بقي عشان منتأخرش ثم هرولت للخارج و لكنها تراجعت إلى والدتها ثانيه لتسألها
- ماما طب احنا هنقعد هناك كام يوم، يعني عشان اجهز شنطتي و كدا
- مش كتير يعني يومين اطمن علي كاميليا و اشوف على بيه مظهر إلى عملي فيها جيمس بوند و راح قعد هناك و قالي عدولي.

ّ
بعد عده ساعات كان الجميع في الطريق إلى القاهره و كانوا مقسمين إلى قسمين فاطمه مع يوسف في سيارته و كارما مع مازن في سيارتك الذي ما أن رآها كم كانت جميله و بريئه و ناعمه حتى لعن نفسه عندما تذكر كم جرحها البارحه.

فلاااااش بااك.

بعد دقائق غير معلوم عددها رفعت كارما رأسها من علي كتفه لتحتضن وجهه بكفيها بحنان أنثي كفيل بتخدير جميع جروحه و قالت بصوت يحمل من العشق ما يفوق ألمه بمراحل.

- انت نعمه يا مازن في حياه اي حد، طول عمرك احن قلب في الدنيا طول عمر اهلك كانوا فخورين بيك، انت حققت حلم باباك و دخلك الكليه إلى كان نفسه انك تدخلها، و حافظت علي اهل صاحبك و حميت اخته و جيت علي نفسك و سعادتك عشان خاطرهم و حافظت عليها من نفسها بس انت متملكش سلطه عالقلوب يا مازن لو قلبها دقلك فدا مكتوبلها و زي ما اتوجعت زي ما ربنا هيعوضها...

ربنا عادل اوي يا مازن تخيل انه يردك لقلبي بعد السنين دي كلها و بعد العذاب و المعاناه إلى عشتهم في بعدك اتكافئ بيك و انك تبقي جمبي و معايا و بتحبني في عوض احلي من كدا.

- انا مش الملاك إلى انتي شيفاه يا كارما انا في اقرب فرصه ممكن اجرحك و اوجعك حتى لو مش بقصدي، شوفي احنا مكملناش مع بعض شهر و جرحتك و وجعتك كام مرة.

تحركت اناملها بخفه علي ملامح وجهه التي تعشقها و قالت بحب.

- و انا مش عيزاك ملاك عشان انا كمان مش ملاك، احنا بشر بنغلط و دا حقنا، و لو تفتكر انا كمان جرحتك و زعلتك كتير بس بحبك حب يكفي العالم دا كله و يفيض يبقي منستسلمش لليأس و نسيب الحياه نسرق مننا كل حاجه حلوة. لازم نعاندها و ننتصر عليها و نصبر علي الوجع عشان ربنا يعوضنا خير، مش بيقولوا بعد الصبر جبر، و انا ربنا جبر قلبي بيك و بعتني عشان اقف جمبك و اطيب كل الجروح إلى جواك دي.

كانت كلماتها كالبلسم لجروحه و تلك النظرات الحانيه التي تشع حبا لم يكن يتخيله قط فطفلته البريئه اصبحت إمرأة جميله تستطيع بحنانها ان تمتص جميع أوجاعه و آلامه...
اقترب منها أكثر و قام بإلصاق جبهته علي خاصتها و خرجت من جوفه تنهيده احرقت بحرارتها بشرتها الناعمه و قال بصوت أجش
- خايف اوي، خايف تضيعي مني زيهم، خاا...
قاطعته واضعه ابهامها فوق شفتيه و قالت بنبرة قاطعه أذهلته و بددت خوفه بلحظات.

- اوعي تخاف ابدا ربنا مخلقناش عشان يعذبنا يا مازن و خوفك دا ضعف إيمان منك و انا مش عيزاك تكون كدا. احنا هنحط ايدنا في ايد بعض و نكمل مشوار حياتنا سوي و هنرمي حمولنا علي ربنا و مش كل حاجه هتحصلنا هنحمل نفسنا ذنبها في قدر مكتوب منقدرش نمنعه او نقف قدامه كل إلى نقدر نعمله اننا نقول يارب و بس و نحاول نصلح إلى الدنيا لخبطته.

تقطيبه من بين عيناه ظهرت لتجعلها تقول بتوضيح.

- يعني هننفذ وصيه محمود الله يرحمه هنقف جمب بعض و نخلي سيدرا تتعالج و ترجع لحياتها الطبيعيه تاني و نرجع البنت الجميله البريئه إلى ضحكتها ماليه وشها و هتقف جمبها كإنك محمود الله يرحمه و هتثبتلها ان إلى هيا فيه دا وهم في دماغها بحكم انك الراجل الوحيد إلى في حياتها و انا هكون جمبك و هساعدك و هبقي بالنسبالها الأخت إلى بعتتها الحياه ليها بعد السنين دي، و مش همل و لا هزهق و لا هغير منها ابدا حتى لو قالتلي الف مرة انها بتحبك.

- و ايه مخليكي متأكده كدا انها مش بتحبني.؟
باغتها سؤاله الذي اربكها للحظات و لكنها ابت التراجع او اظهار الخوف من احتماليه ان تكون تعشقه بالفعل فقالت بعمليه.

- من خلال دراستي و قرأتي لعلم النفس فهمت ان سيدرا متعلقه بيك تعلق مرضي شايفه انك عوض عن اخوها الله يرحمه إلى اخده الموت منها، فانت بالنسبالها بديل له بالاضافه لإنها اتعودت علي وجودك الدايم في حياتها فكرة انك تبعد عنها او حد ياخدك منها دي فكرة مستحيله بالنسبالها عشان كدا اقترحت علي مامتها موضوع الخطوبه دا عشان تضمن انك تفضل جمبهم و معاهم و موفرلهم عنصر الامان إلى اختفي بموت أخوها، و لما خطبتها و اهملتها جرحت كبريائها كأنثي فعملت إلى عملته دا عشان تخليك تغير و بكدا ترجعلها ثقتها بنفسها إلى ضيعها إهمالك ليها.

- كل دي احتمالات بس لو مكنتش بتحبني مكنتش رجعت تاني
- و بردو لو كانت بتحبك مكنتش هتقول عليك إلى قالته و تسوء سمعتها بإيدها عشان بس تبعدني عنك و هيا عارفه و متأكده انك عمرك ما هتتجوزها بعد إلى هيا عملته، و لو تفتكر و احنا مع بعض في الكافيه كانت بتتكلم انها مهمه في حياتك و ليها وجود فيها و دا إلى هيا عايزه تحافظ عليه حيز وجودها في حياتك و صدقني دا كل إلى يهمها انها تفضل ليها مكان جواك.

بات حديثها يتغلغل إلى بواطن عقله فيقنعه بمنطقيه حديثها خاصتاً و هويتذكر كم كانت سيدرا منهاره بعد وفاه اخيها و لم تجد من يحنو عليها سواه، فقد كانت دائما تحكي له ادق تفاصيلها و اسرارها و لكن تبدل كل هذا عندما اخبرته والدتها بأن تلك الخطبه لن تستمر طويلا و انها ستنتهي عند انهائها جامعتها و انهما سيسافران إلى الخارج فتبدل حال سيدرا التي علمت هذا الاتفاق الذي وضعته والدتها عندما شعرت بمدي ثقل تلك العلاقه علي مازن و لكن واجبه كان يمنعه من الاافصاح عن ما يدور بداخله...

و أصبحت فتاه مختلفه عن الذي عرفها فبدأت محاولاتها للفت انتباهه لها بالعديد من الحيل و الاساليب الغريبه التي كان يتجاهلها عمدا إلى ان انتهي الحال بها بتلك المحاوله الغبيه التي كانت ستودي بمستقبلها لولا العنايه الإلاهيه التي ارسلت مازن في تلك اللحظه ليمنع حدوث الكارثه...
ّ
عند هذه النقطه آلمه قلبه كثيرا و تذكر ما وضعت نفسها به بسببه و قال بلا وعي.

- انتي بتقولي كل الكلام دا بس عشان تجبريني افضل معاكي و اشيل احساس الذنب ناحيتها من جوايا، انتي متعرفيش هيا كانت هتعمل ايه في نفسها عشان تخليني اغير عليها، دي صاحبت شله زباله نصحوها تمثل انها تعرف واحد عليا عشان قال ايه اغير عليها و فعلا عرفوها علي واحد بحجه انه اخو صاحبتها و متفقين معاه انها تغيظني بيه و الحيوان دا استغل سذاجتها و عبطها و طلب منها انه يقابلها في مكان عشان يتفقوا هيعملوا ايه و هناك كان عايز يعتدي عليها لولا ان مامتها كانت شكه فيها و سمعت جزء من مكالمتها معاه و كلمتني و لحقتها علي آخر لحظه و عشان كدا مامتها اجبرتها انها تسافر. و تيجي دلوقتي تقوليلي دي مبتحبكش و موهومه بيك.

غضبت كارما من حديثه و غلي داخلها غيظا من إصراره علي التمسك بحقيقه انها تعشقه و لكنها تمالكت نفسها قائله بقوة و بنبرة حازمه.

- انا هتجاهل النص الاول لكلامك عشان انا و انت عارفين اني عمري ما هجبرك انك تكون معايا ابدا لإنك لو مكنتش عايز تبقي معايا بنسبه مليون في الميه فأنا إلى مش عيزاك...

تابعت ما ان وجدت كلماتها تصل لمنتصف الهدف و تجلي ذلك في نظرات عيناه المتأسفه و لين ملامحه و تلك التنهيده التي خرجت من منتصف قلبه الذي عنفه بشده علي غباء كلماته و ذكره بصدق حديثها
- كلامك. إلى انت بتقوله دا كله بيبين ان كلامي صح لما حست ان انت مش هتكون في حياتها بدأت تلجأ لأي حاجه تقربك منها، لو فكرت في كلامي بعقلك و ركنت قلبك علي جمب هتعرف ان عندي حق...

القت كلماتها بوجهه و همت بالخروج من سيارته فهي لن تستطيع البقاء معه لدقيقه واحده دون ان تذرف انهار من الدموع جراء ذلك الجرح الذي سببته كلماته و لكن اوقفتها قبضته بلهفه فقد اوشك قلبه علي الانخلاع عندما رآها تغادره و هذا الشئ الذي لن يسمح به ابدا فهو ان كان يحبها سابقا فبعد ذلك السلام الذي وجده بين ذراعيها فقد اصبح يعشقها و لن يقدر علي فراقها قلبه مادام ينبض بالحياه.

- رايحه فين و سيباني...
تلك اللهفه في صوته هزت قلبها بعنف و لكنها حاولت التماسك امام سحر عشقه الذي يطوقها و التفتت له قائله
- ماشيه عشان مكنش بجبرك تفضل معايا
آلمه قلبه لحزنها الواضح في عيناها الجميله و اقترب منها محاولا ان ينثر عشقه فوق ثغرها الجميل و لكنها فاجأته بوضع كفها حائل بينهمها ليغضب قلبه بشده فهو كان علي وشم ان ينهل من نبيذها المسكر الذي أدمنه و لكنها حرمته من لذه عشقها و قالت بحزم.

- علي فكرة يا مازن باباك و ممتك ممتوش غضبانين عليك و لا حاجه عشان بابا و ماما راحولهم بعد مانتا مشيت و بابا اتكلم مع انكل توفيق و فهمه ان اسلوبه معاك غلط و هو اعترف بدا و نوي يصالحك اول ما ترجع و طنط كمان كان دا كان رأيها و كانت بتعيط و بتتوسلك عشان متخرجش من البيت و انت زعلان منهم و دا إلى قالته لماما...

و محمود صاحبك كمان انت مجبرتوش انه ياخد الطلقه بدالك و يضحي بروحه عشان خاطرك لو هو مش شايف انك تستحق دا مكنش عمل كدا...
اما بقي سيدرا فالي يخصها انت اكتر واحد ادري بيه و عارف اذا كنت غلطت و لا لا و لو عايز تعتبره ذنب بدل إلى اتشال من علي كتافك فصدقني مش همنعك و استمتع بالمعاناه بقي براحتك عن اذنك.

بااااااااك.

أضاء قلب كارما من جديد عندما قرأت تلك الرساله علي هاتفها من ذلك الذي كان يقود السياره بسلاسه و يدري شيئا عن كل تلك المشاعر التي أثارتها كلماته البسيطه في قلبها
- وحشتي قلبي إلى طول الليل سهران يفكر فيكي و خاصمني عشان خاطرك.

أغلقت كارما هاتفها بأصابع مرتعشه و دقات قلب جمونيه فهي نوت عدم الرد عليه عقابا له علي حديثه الأخير معها ففاجئها برساله آخري فقد التقمت عيناه يداها المرتجفه ممسكه بهاتفها و قد عزمت عدم الرد عليه كما توقع
- طب ما تجربي تطاوعي قلبك المسكين دا إلى وصلني صوت دقاته من هنا.

ارتبكت كثيرا هل لهذه الدرجه هيا مكشوفه امام عيناه و هل فعلا سمع دقات قلبها الجنونيه فبللت شفتيها من فرط الخجل ففاجئها برساله آخري صدمتها
- وحياه امك لو عملتي الحركه دي تاني لهوقف العربيه في نص الطريق و ابوسك بوسه ترجع عقلك لراسك تاني.

شهقت كارما من وقاحته و التفتت اليه غاضبه و لكنها امسكت لسانها في آخر لحظه حتى لا تحادثه فهي قد اقسمت الا تحادثه طوال الطريق.

- انت قليل الادب و سافل جدا
انهت كارما رسالتها و ضغطت علي زر الارسال ليفاجئها مازن بضحكه صاخبه و كأنه راق له حديثها كثيرا
- قليل الادب دا بيعشقك
ارسل مازن رسالته ليتورد وجهها خجلا فتصبح كالبدر في سماه
- مش هرد عليك
ارسلت رسالتها بعد ان عاندت قلبها و رفضت التسليم للعشقه الذي يأسرها ليجيبها بحب
- مش مستنيكي تردي عشان عارف الاجابه، انا بس نفسي ادوقه
هو ايه دا ارسلت رسالتها بعد ما احتارت في معني رسالته.

ليفاجئها برسالته الوقحه
- التوت إلى في شفايفك دا هموت و ادوقه قامت كارما بلكمه في كتفه قائله بغضب مصطنع
- بطل قله، ليقاطعها بابتسامه ساحره قائلاً
- بحبك...

غرقا للحظات ببحر من العشق فهي لأول مرة تراه ينظر إليها بتلك النظرات فكانت عيناه خاليه من كل شئ سوي عشقه لها، لأول مرة تجد صورتها المنعكسه بعيناه بمثل هذا الصفاء و ااذي يوحي بانه قد تخلص من ذلك الذنب الذي كان يشوب ملامحه و يضفي علي عيناه هذا الإنطفاء و الحزن، كان ينظر إليها و كأنه يراها للمرة الأولي يرغب بالسعاده معها من كل قلبه يشعر و كأنه ولد من جديد معها فإن كان سابقا يحبها فالآن بات يعشقها...

- بعد إذن الحب ياريت نبص عالطريق قدامنا مش عايزه اموت و انا في عز شبابي...
كان هذا صوت غرام الغاضب من خلفهما لينتفض كلامها فزعين ليدرك مازن انهم كادوا ان يتسببوا في حادث و توالت عليه اللعنات و السباب من السائقين حوله لتضحك غرام بشده علي مظهر مازن الغاضب من أولائك المجانين لتقول غرام من بين ضحكاتها.

- وسع صدرك يا ميزو لسه ياما هتتشتم و هتتمرمط بسبب الحب و لا انت عايز تاخد الصاروخ الروسي كدا سوليطي موليطي و لا ايه يا كوكو.

- بس يا بيئه...
تحدثت كارما بعد ان حاولت السيطرة علي خجلها و أردف مازن متوعدا
- ماشي يا غرام الكلب اما وريتك
- و لا تقدر تعملي حاجه
قالت غرام بغرور ليضيف مازن مقترحا
- بقولك ايه يا ميمو ما تنامي الطريق لسه طويل قدامنا بتاع سبع ساعات علي ما نوصل و اكيد هتتعبي
- ليه ان شاء الله راكبين سلحفا هنوصل في سبع ساعات، و بعدين مين دي إلى تنام عشان اصحي الاقي نفسي بتحاسب في القبر و لا ايه.

قالت كارما بلهفه
- بعد الشر عنك يا ميمو متقوليش كدا
- أيوا ياختي ثبتيني مانا هنام من هنا تقضوها انتوا نظرات و همسات من هنا و غرام الغلبانه تروح في الرجلين لا يا حبايبي قاعده علي قلبكوا...

فلتت ضحكه ناعمه من ثغر كارما لتشعل بجوفه نيران الشوق فصاح في غرام متوسلاً
- أبوس إيد أهلك نامي نص ساعه بس عايزها في موضوع مهم
- موضوع مهم اه عليا انا الكلام دا و دا موضوع نظري و لا عملي، و لا تكون ناوي تجرب التوت، انسي يا بابا انا قاعده علي قلبك اساسا امي بعتاني معاكوا نادورجي
اي حاجه هكا و لا هكا تلاقوني علي دماغكوا علي طول فاهمني طبعا.

- وديني لهكون مربيها قالها مازن لكارما مغتاظا لتطلق الأخيرة ضحكه كي تغيظه اكثر ليقترب منها قليلا ليقول من بين أسنانه بصوت خفيض لا يسمعه سواها
- اضحكي ضحكه زي دي تاني و انا و رحمه امي لهكون شارحلك الموضوع عملي و واكل التوت كله قدامها و تبقي توريني هتعمل ايه بنت فاطمه...
القي كلماته و عاد يعتدل في جلسته امام المقود تاركا تلك التي كان الخجل يغمرها و تتملكها السعاده الغامرة بعشقه لها...

- آلو. أيوا يا شادي. عرفتلي المعلومات إلى طلبتها منك، تماام انا مسافه السكه هكون عندك.

ّانهي على مكالمته ثم توجه نحو أدهم الذي كان يتناول قهوته و يشتعل قلبه شوقا لحبيبته التي لم تفارقه صورتها منذ ذلك اليوم الذي افترقا فيه و تلك النبرة الحزينه التي رمقته بها عندما غادرته و كلماتها السامه التي تقتله ببطئ و التي تتردد بأذنه طوال الوقت كي تذكره بمدي حقارته معها، أه لو تعلم كم يعشقها كم يتمني أن يغمض عيناه و يفتحهما ليراها امامه يكاد يقسم انه سيزرعها بداخل أحضانه و لن يسمح لها بمغادرته أبدا...

أخرجه من شروده صوت على الذي قال
- أدهم هخلع انا ساعتين ورايا مشوار مهم و بعدين هرجع عشان...
قاطعه رنين هاتف أدهم الذي أشار له بالانتظار للرد علي المكالمه الوارده
- أيوا يا رائد تنبه على عندما سمع ذلك الاسم لينصب تركيزه بتلك المكالمه التي ما ان انتهت حتى قال أدهم.

- انا مضطر امشي انا كمان عشان في شغل متعطل في الشركه و يوسف مش موجود
- تمام روح و انا كمان هخلص مشواري و ارجع علي طول الا قولي يا ادهم هو مش رائد دا إلى كان هنا و جدك طرده.

- اه يا سيدي دا واحد من الناس إلى جدي غضبان عليهم و رافض صداقته مع يوسف و حتى كمان رافض وجوده في الشركه
- و ليه كدا سأل علي محاولا الا يظهر الاهتمام الذي ظهر جليا في عيناه
- بعدين بقي يا علوة انت مش وراك مشوار مهم نتكلم لما تيجي يالا بينا.

انصرف كلا منهما إلى وجهته و بعد مرور ساعه كان على يدخل إلى المقهي و عيناه تبحث عن ضالتها حتى وجد ذلك الرجل بإنتظاره يلوح له فتقدم منه و تبادلا السلامات ليدخل على في الموضوع قائلا
- قولي عرفت ايه عنه
- اسمه رائد محمود نصار وووووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة