قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثاني والعشرون

أشعر بأن القدر يتحالف معك ضدي و بات يخيط الصدف كي يجمعنا سويا لأجدني مبعثرة تماما أمام جيوش شوقي التي تجعلني اود لو ارتمي بين ذراعيك حتى تهدأ تلك النيران المشتعله بقلبي الذي يقسم في كل مرة يراك فيها بأن يرفع رايته الييضاء و يحاربني معك و يجعل من نسيانك أمرا مستحيل...

و ما ان أبدأ بلمله أطراف كبريائي الذي بعثره ذلك العشق الغاشم حتى يرمي بك القدر في طريقي مرة آخري فأجد كل خليه بي تفر هاربه مني إليك لأعود لتلك المعاناه من جديد.
نورهان العشرى.

- و أخيرا يا بنت زهرة وقعتي في إيدي...

كان هذا صوت سميرة الملئ بالشر تقترب من كاميليا بخطوات بطيئه و تلك النظرة الكريهه تطل من عيناها لتقذف الرعب في قلب تلك التي تقف في منتصف هذه الغرفه المخيفه بالمشفي تتطلع حولها فلا تجد سوي الظلام الذي غلف قلبها منذ رحيله عنها. فأخذت تتراجع إلى الخلف بخطوات مهزوزه لتصطدم بهذا الجدار الصلب فتلتفت بفزع لتجد تلك العيون الحمراء تنظر إليها نظرات مرعبه ليذداد فزعها و ما اوشكت علي الابتعاد عنه حتى امتدت يد رائد تمسك برسغها و هو يقول بصوت جهوري مرعب.

- تعااالي معايا.
- ابعد عني يا حيوان.
اخذت تتخبط بين يديه كحيوان جريح تحاول الفرار منه
لتأتي سميرة و تمسك بيدها الآخري و تأتي نيفين بتلك الإبتسامه الشريره و النظرات الكريهه تحاول وضع الحبل حول عنقها و هيا تقول بشر
- موتي يا كاميليا، موووتي و ريحينا، المرادي محدش هيعرف ينقذك و حبيب القلب خلاص.

نظرت لها كاميليا بصدمه و قد سكن كل جسدها ما أن ذكرته لتنظر لها بإستفهام حتى نظرت لها نيفين بشر و أشارت في اتجاه ما لتلتفت كاميليا إلى ذلك الإتجاه لتصعق مما رأته حبيبها في أحضان آخري ينظر إليها نظرات ذات مغذي و كأنه يقول
- أليس هذا ما أردته،؟
لتخرج من اعماق قلبها صرخه قويه كادت ان تمزق أحبالها الصوتيه مثلما تمزق قلبها لذلك المشهد المريع الذي رأته في منامها.

أخذت تنظر حولها لتجد نفسها مازالت في تلك الغرفه في المشفي فاعتدلت جالسه تضم ساقها إلى صدرها محاوطه نفسها بزراعيها تستند برأسها عليها سامحه لتلك العبرات التي اندلعت من مقلتيها تحكي مقدر الوجع المطبوع بقلبها.

فجأه انفتح الباب لتجد يوسف يدخل إلى الغرفه بقامته المديده و هيبته الطاغيه فقد إستأذن من خالتها حتى يطمئن عليها اولاً فهو ظن انها ستكون غارقه بالنوم و سيتمكن من ان يختلس بعض النظرات من ملامحها المحفورة في قلبه ليروي بها ظمأ شوقه إليها الذي يحاربه بضراوه و لكنه عندما دخل إلى غرفتها صُدم عندما رآي حالتها تلك فظن أن مكروه قد أصابها فتقدم منها بخطٍ حاول ان تكون ثابته قدر الإمكان قائلاً بلهفه لم يستطع إخفائها.

- كاميليا، مالك في ايه...
لم تستطع التفوه بحرف من فرط الألم الذي بداخلها فهي ان تحدثت الآن لن تصمت أبداً إلى أن تخرج كل تلك النيران التي تأكلها من الداخل
عندما لم يجد منها إجابه تقدم منها اكثر محاوطاً وجهها بكفيه ليصبح علي بعد إنشين من وجهها و قال بعشق ناظراً إلى عيناها الحزينه
- كل الوجع إلى في عنيكي دا سببه ايه يا كاميليا...
- أنت.

إجابه واحده كانت كفيله بشق قلبه إلى نصفين من فرط الصدمه و الزهول الذي سرعان ما تبدل إلى شعور رهيب بالألم من حديثها الذي ما ان قالته حتى شعر بإنسحاب الهواء من رئتيه
- أنت سبب كل الوجع و الألم إلى انا فيه، لو مكنتش موجود في حياتي مكنتش هخاف و لا هتوجع كدا.

تحدثت بكل ما يكمن بداخلها من قهر فعلي قدر عشقها له علي قدر خوفها من فراقه و لكنها لم تحسب ان لكلامها معانٍ آخري أيقظت وحش الكبرياء بداخله فجمدت نظراته فجأه و تحولت يداه الحانيه إلى قبضه حديديه اعتصرت فكها قائلاً بهدوء خطير مخالف لتلك العواصف و الأعاصير التي عصفت بقلبه و صارت تتقاذفه بين رياحها إلى أن رمته تحت أقدام تلك المرأة التي دهست علي قلبه بشاحنه كلماتها القاتلة فحولته إلى أشلاء.

- من اللحظه دي تقدري تعتبريني مش موجود في حياتك، من دلوقتي انتي زيك زي اي حد في العيله هتعامل معاه عشان الواجب و بس، صمت للحظات محاولا تهدئه ذلك الألم الذي ينهش بقلبه دون رحمه ليردف بصوت جامد فهو قد وصل إلى أقصي مراحل الغضب و الألم بداخله لتنتفض جيوش الكبرياء معلنه حربا ضاريه علي إحتلال عشقها المستوطن قلبه.

- تقدري تطمني يا كاميليا انا مش هتسببلك في اي وجع تاني. و لا هضايقك بوجودي تاني
القي قذائف كلماته التي توقف عندها عقلها فلم تستوعب ما قاله و ظلت في حاله صدمه لذلك التحول الرهيب الذي حدث له و لم تستفق سوي علي تلك اليد الحانيه تربت علي كتفها لترفع رأسها حتى تذداد صدمتها لرؤيه فاطمه تنظر إليها تلك النظرات الحانيه التي جعلت كل ذره في جسدها تنتفض ببكاء هستيري لا نهايه له.

بكامل قواي العقليه أُعلن ان قلبي لم و لن ينتمي لغيرك و ان روحي قد اكتملت بوجودك و أني معك قد اطلقت العنان لجناحي العشق بأن يحملاني إلى براح ذراعيك أنعم بالجنه التي حرمنا البعد منها...

- تفتكر يوسف و كاميليا حصل بينهم ايه خلوه خرج وشه متغير اوي كدا
كان هذا صوت كارما ذو النبره الرقيقه يتخلله الحزن علي ما يحدث بين هاذين القلبين الذان يعشقان بعض حتى النخاع و لكن لا أحد يعرف ما يدور بينهما ليشعر مازن بالألم يغزو قلبه علي ملامح وجهها الجميله الذي يلطخها الحزن فامتدت يداه تحتوي وجهها الجميل قائلا بحب
- كارمتي، مش عايز اشوفك متضايقه أبدا و لا زعلانه كدا.

خجلت كارما كثيرا من قربه منها بهذا الشكل و كلامه الذي جعل قلبها يذوب بين ذراعيها و ما ذاد من الأمر وقوفهم أمام غرفه كاميليا بإنتظار ان تأذن والدتها لهم بالحديث. فيمكن لأي أحد أن يراهم فأخفضت وجهها الذي اشتعل و غزاه الإحمرار جراء فعلته لتقول
- مازن ابعد كدا مينفعش حد يشوفنا.
- طب و إيه المشكله انا عايز كل الناس تشوفنا.

كان هذا صوت مازن الذي امتدت أصابعه تحت ذقنها ترفع رأسها إليه حتى يستطيع التنعم بجنه عيناها الفاتنه.

اهتزت نبرة كارما من فرط الخجل و أوشكت علي البكاء قائله بصوت مبحوح متأثرا بقربه
- مازن بس بقي متهزرش، ممكن على ييجي و يشوفنا
ابتسم مازن علي خجلها الذي يروق لقلبه كثيرا و يشعل بداخله براكين الشوق التي يفعل المستحيل لإخمادها ليقول متخابثاً
- هبعد بس بشرط
تقطيبه خفيفه ظهرت علي ملامحها جعلتها تبدو شهيه للغايه لتقول دون ان تدري شئ عن تلك النيران التي لا يخمدها سوي شهدها
- شرط إيه
- أدوق التووت...

قالها مازن بوله و قد خدره قربها للحد الذي لم يعد يدري شيئاً عن الزمان و المكان فباغتته بلكمه خفيفه علي صدره ما ان فهمت ما ينتوي فعله لتقول بغضب مصطنع
- بطل قله ادب بقي احسن والله هخاصمك
- و أهون عليكي تعملي في قلبي كدا
قالها بحب و هو يمسك بكفها و يضعه فوق موضع قلبه لتشعر بدقاته الجنونيه أسفل كفها لينتقل جنون دقاته إلى قلبها الذي كان يود ان يخرج من بين ضلوعها ليرتمي بين أحضانه.

ليشعر مازن بما يدور بداخلها من رعشه شفتيها و رجفه يدها و تلك النظرات التي تصرخ بذلك العشق الذي تنتفض له القلوب ليشعر بأن الأمور سوف تخرج عن السيطرة فهو أضعف من أن يقاوم تلك المرأة التي تأثرة كل ذرة بها فضغط فوق كفها بكل ما يعتمل بداخله من شوق و زفر بقوة قائلا.

- مش كفايه عذاب بقي و يجوزونا...
- قد كدا بتحبني
تحدثت كارما بهيام ما أن رأت تلك النظرات العاشقه تطل من عيناه و كأنه يود ان يلتهمها ففاجأها بحديثه الذي حلق بقلبها إلى السماء السابعه.

- بحبك دي و لا حاجه جمب إلى في قلبي ليكي صمت قليلا ليقول بصوت مغيب
- إدمان. انتي بقيتي إدماني إلى مش عايز اخف منه بقيتي بتجري في دمي. اقترب من وجهها ليتننفس أنفاسها قائلا بعشق.

- انا بتنفسك يا كارما عارفه يعني ايه بتنفسك
لم يقدر الكلام علي وصف روعه ما تشعر به. تكاد تقسم بأن قلبه قد خلق له جناحين و أصبح يحلق في سماء العشق الممزوج برائحه عناقه لتجد نفسها تقول بلا وعي.

- بحبك يا مازن
- و انا بدمنك يا روح قلب مازن
- و انا اتنقطت منكوا
كان هذا صوت غرام التي كانت قادمه من الكافتيريا لتتفاجئ بهذان العاشقان غائبان عن الوعي بعد أن أسكرتهم خمرة العشق لينتفض كلاهما علي صوتها ليضغط مازن علي شفتيه السفلي بشده من الغيظ حتى كاد أن يُدميها و يقول من بين أسنانه.

- هو انتي يا بنتي حد مسلطك عليا بتطلعيلي من أنهي داهيه
- عيب لما واحد جنتل زيك يقول لآنسه جميله و قمر كدا زيي الكلام الوحش دا إحم و خصوصاً اني هبقي خالة ولادك و أنا إلى هربيهم يعني مستقبل العيله كله في ايدي.

تحدثت غرام بلماضه و مزاح كعادتها
- يا صبر أيوب. انطقي يا زفته عايزه ايه
لتقول غرام بسماجه
- بعد إذن الحب عايزه أعدي
- بطلي سخافه بقي يا غرام
كان هذا صوت كارما التي أخيرا استعاده أنفاسها و استطاعت التغلب علي خجلها لتفاجئها غرام بحديثها الذي جعلها تغرق في بحور الخجل من جديد.

- نعم. نعم دلوقتي بقيت سخيفه يا ست كارما
ثم أردفت ما أن رأت ذلك الإحمرا الذي بسيط علي وجنتاها
- و بعدين مالك قلبتي علي طماطم ليه كدا ما داهيه ليكون داق التوت
- صبرني يا رب عشان مخنقهاش
تحدث مازن لينقذ كارما التي كانت علي وشك الإغماء من فرط الخجل بسبب تصريحات غرام.

- تخنق مين يا عم هيا البلد سايبه و لا ايه و بعدين ميغركش الشياكه دي لا دانا أساسا بلعب كاراتيه و واخده الحزام الأسود او البمبي مش فاكره what ever يعني المهم انك متقدرش تدوسلي علي طرف.

ثم قامت برفع ذراعيها تتفاخر بعضلاتها الغير مرئيه بعد ان ثنت أطراف كُمها لينفجر مازن ضاحكاً ثم يقوم بوضع عضلاته الوهميه بين إصبعيه قائلا بتهكم.

- عضلاتك مقويه قلبك فعلاً
اقتنصت عيناه ذلك الذي أتي للتو و شاهده يلمس حبيبته بذلك الشكل الذي أثار جنونه. ليصب مازن البنزين علي النار و بحركه مباغته قام بثني ذراع غرام خلف ظهرها لتظهر لمن يراها من الإتجاه الآخر بأنها ملتصقه به و أخذ يبعثر خصلات شعرها ليضحكوا جميعا و غرام تحاول ركل مازن بقدمها علي ساقه لينطلق ذلك الصوت المرعب الذي افزعها لوهله و انتفض له قلبها عشقا ليقول أدهم بغضب جحيمي.

- مازن
التفت كلاً من كارما و غرام بصدمه إلى أدهم و ذلك الغضب المشتعل في عينيه و الذي جعل قلب غرام يتخبط بداخلها من فرط الخوف و الشوق معاً و لكنها تفاجئت بمازن يضع ذراعه حول عنقها و هو يقول ببرائه مزيفه و ود مصطنع و هو يدري بأن فعلته هذه أيقظت شعله الغيرة التي أصبحت براكين تعصف بداخله.

- أهلا يا أدهم
غلي الدم في عروق أدهم لدي سماعه نبرة مازن الذي يعرفها جيدا فهو يسخر منه و يعاقبه علي فعلته معها فقال من بين أسنانه و قد أوشك صدرة علي الانفجار جراء رؤيته لذراعيه
ملتفه حول عنقها بهذا الشكل
- شيل إيدك من عليها يا مازن.

و ما كاد أن ينهي جملته حتى تسمر في مكانه عندما رآها تندفع نحوه بتلك النظرات العاشقه وهذه اللهفه التي جعلت قلبه يتراقص بداخله و عندما هم برفع ذراعيه كي يحاوطها بهم و سجنها بين أحضانه حتى أتته تلك الصاعقه عندما أتي هذا الرجل من خلفه لترتمي صغيرته و معذبه فؤاده بين أحضانه ليحاوط خصرها بذراعيه و يقوم بحملها و الدوران بها فكاد أن يصاب بالإغماء من فرط الغضب و الغيرة...

- علييييى.

كان هذا صوت غرام التي ما أن رأت على قادم خلف أدهم حتى ركضت ترتمي بين ذراعيه فقد أشتاقته كثيرا و لكنها استخدمت قليلا من مكر حواء فقد اوهمت ذلك الوغد كما تسميه بأنها قد ترتمي بين ذراعيه لتفاجئه باحتضانها لأخيها الذي كان دائما هو الدرع الحامي لها و كأنه شعر بما يدور بداخلها ليحملها بتلقائيه و يدور بها فكان من يراهم يظن بأنهم عاشقين و ما ذاد الطين بله عندما التقت نظراتهما فألقت عليه تلك النظره الساخره و كأنها تقول له.

- لا تحلم عزيزي فذلك العناق لن تناله أبدا.

ليقبض كفه بشده حتى برزت عروق يده و تقدم خطوتين إلى الأمام ليصبح بمحاذتهما و هيا مازالت بين ذراعي أخيها تزيد من نيران غيرته. لتنزلق أخيرا من بين أحضان على لتجده ينظر إليها كالبركان الثائر و قد أصبحت عيناه أكثر قتامه لتعطيه تلك الإيماءة البسيطه كترحاب له و تمسك يد على و تتوجه ناحيه مازن و كارما وهيا تتمايل بخطواتها فوق أوتار قلبه الذي كان يود لو ينتزعها من بينهم ليزيقها بعضا من تلك النيران التي أشعلتها بجوفه.

احتضنت كارما أخيها بسعاده فقد أشتاقته هيا الآخري كثيراً لتنتقل نيران أدهم إلى صدر مازن الذي أخذ يعض علي شفتيه السفلي في توعد لها فكيف استطاعت عناق أحد غيره.

- القردتين الحلوين هناء و شيرين وحشتوني يا جزم
تحدث على بعدما ضما أختيه الاثنتين تحت ذراعيه لتعانق أيديهم خصره و تقول غرام تتلوها كارما
- وحشتني ياحظابط. وحشتني اوي يا على
- و انتوا وحشتوني أكتر...
ما ان اختتم جملته حتى وجد مازن يعض علي شفتيه بغضب ليقول على بغضب مصطنع
- امال ايه إلى جاب الحيوان دا هنا
ليغتاظ مازن بشده من نعته امام محبوبته بالحيوان فيقول بغضب
- و انت مال أهلك كانت مستشفي ابوك.

- لا ياد ظريف...
- بعض ما عندكم ياخويا
- شايف طولت اللسان يا على. امال بقي لو قولتلك انه شد شعري هتعمل في ايه
كان هذا صوت غرام التي كانت تريد إغاظه مازن و كارما متجاهله قلبها الذي ينتفض بداخلها يريد منها الإلتفات لذلك الذي يقف خلفهم لا يقدر علي التقدم خطوة واحده.
تشعر بنظراته تحرق ظهرها و لكنها أبت أن تستسلم لنيران عشقه التي لم تحرق سواها في النهايه...

- بتشد شعر اختي ليه يا زفت انت.
- عشان لسانها طويل و عايز قطعه زيك كدا
- شايف يا على بيقول ايه انا لساني طويل
تحدثت غرام بغضب طفولي و هي تهز رأسها بتبرم لتتناثر خصلات شعرها حولها فتعطيها هاله من الجمال الذي جعل أدهم يبتلع ريقه بصعوبه. تجاهلها يقتله، جمالها يقتله. دلالها يقتله. ان هلاكه حتماً سيكون علي يد تلك المرأة.

- الصراحه يا غرام هو مكذبش انتي لسانك طويل فعلا، بس طبعا منقدرش نقطعه امال مين هيصدعنا.
لكمته غرام في كتفه قائله
- تصدق بقي انك مش وحشتني و البيت كان من غيرك جميل جدا و هادي كدا
- اه بأماره حضن المطارات إلى كان من شويه دا. يا بنتي دانتي مقطعه عليا. هتجوزي امتا بقي خليني اخلص منك بدل مانتي لزقالي كدا خليني اشوف نفسي شويه
- والنبي ايه، يعني انا إلى واقفه في زورك و الست كارما ايه وضعها.

- كارما يا بنتي عريسها موجود انما انتي مطلعه عنينا و مش عاجبك حد
- مين دي إلى عريسها موجود
تحدث مازن بعدما غضب بشده من حديث على عن ذلك العريس المزعوم لا يعرف بأن فاطمه قد حدثت على و اخبرته بطلبه للزواج من أخته
فقال على بمكر و قد احتضن كتف كارما ليغيظه اكثر
- اصل في واحد صاحبي ظابط في الداخليه شافها و اعجب بيها و طلب ايديها و انا وافقت ثم نظر إلى كارما التي امتقع وجهها من حديثه و قال.

- و كارما كمان وافقت
التقت نظرات مازن و كارما فكانت مشحونه بمختلف انواع المشاعر العتاب و الغضب و الحزن و الغيره و التوسل فالتفت مازن لعلى و امسك بمقدمه قميصه قائلا بغضب جحيمي
- كارما مش هتكون لحد غيري يا على سواء وافقت او لا و سواء هيا وافقت أو لا و الا وشرف امي هطربق الدنيا دي علي دماغكوا.

غضب على من لهجته و سرت بداخله موجه من مشاعر الغيره علي كارما فهو يعتبرها بمثابه ابنته و ليست اخته و لكن جانب آخر منه قد ابتهج لرؤيه مشاعر الحب التي يكنها مازن لها فهو صديقه ولن يتمني لها من هو افضل منه ليحاول ان يعرف إلى اي مدي هو متمسك بها فامسك هو الآخر بتلابيبه وسط شهقات كارما التي احتضنتها غرام و قال بغضب مصطنع
- ايه هتاخدها غصب عني يا مازن و لا ايه
- هاخدها غصب عن الدنيا بحالها يا على...

هنا ندخل أدهم الذي كانت يتظاهر بالحديث في الهاتف كي يظل قريب منها و لم يكن له القدرة علي النظر إلى داخل عيناها التي تقتله عشقا و وجعا
- ايه يا جدعان في ايه صلوا عالنبي. هتضربوا بعض
قال أدهم و هو يحاول فض الشجار بينهم ليقول مازن و هو علي نفس حالة الغضب
- انت مش شايف بيقول ايه، دا عايز يجوزها لواحد غيري
دانا اروح فيكوا في داهيه.

كان على يقاوم الضحك بصعوبه بالغه و هو يري مازن علي تلك الحاله من الغضب فلم يستطع التحكم في رجفه شفتيه التي لاحظتها علي الفور تلك الشقيه غرام لتفهم ما يفعله أخاها لترسل له غمزة شقيه و تندفع تجاهه ماره بذلك الذي ما ان لفحته رائحتها و لامست وجهه بعض خصلات من شعرها الذي يعشقه حتى غلي الدم في عروقه و تكونت بعض قطرات العرق علي جبينه تحكي ما يعانيه قلبه من فرط رغبته بها و ما ذاد من الوضع سوء وقوفها بالمنتصف بين أخيها و بينه لتصبح علي بعض سنتيمترات قليله منه لتتجمع جميع جيوش شوقه لها و جيوش غضبه منها و جيوش ندمه لما فعله معها ليتكون ذلك المثلث المرعب الذي قادر علي إيصاله علي حافه الجنون.

ان كانت تفعل كل هذا لتعاقبه علي فعلته معها فقد نجحت و ببراعه فلا سلاح اقوي من ان يستخدم احد مشاعرك العميقه نحوه ليعاقبك بها في هذا الوضع تصبح هالك لامحاله.

- و انا مع على بصراحه الجوازه دي احنا مش موافقين عليها، و كمان العريس إلى متقدملها كويس جدا و مستحيل حد عاقل يرفضه.
- غرام اخرجي من الموضوع دا عشان منخسرش بعض
صرخ بها مازن مما ذاد من إشتعال أدهم الذي خرج الحديث من فمه دون ان يكون له القدرة علي إيقافه.

- انت بتزعقلها كدا ليه.

تصنم جميعهم من اندفاع ادهم وغضبه بهذا الشكل و كلماته التي القت ببذور الشك في عقل على و الرعب في قلب كارما من معرفه أخيها بما حدث و صدمت قلب تلك التي ترتدي ثوب المكر منذ أن رأته اليوم حتى أقسمت أن تجعله يعض أصابعه ندماً علي ما اقترفه بحقها و هيا للآن ناجحه و بإمتياز و لكن اندفاعه للدفاع عنها بتلك الطريقه زلزلت قلبها الذي قد أشتاقه كثيراً و بعثر أفكارها للحظات قبل ان تنفض كل هذا جانبا متجاهله صخب قلبها محاوله علي ألا تتأثر ملامح وجهها بتلك الحرب الداخليه و قد نجحت في ذلك بصعوبه.

- إحنا في مستشفي مينفعش تزعق كدا لو في مشكله حلها بهدوء مش بالزعيق و الخناق
تحدث أدهم محاولا تغيير دفه كلماته التي عرت قلبه الذي يعشق تلك المرأة و قد فشلت كل محاولاته بإنتزاعها منه و اقتلاع عشقها من داخله فالآن ادرك أن نسيانها أصبح درباً من دروب المستحيل.

- بص يا صاحبي انا بحب أختك و عايز اتجوزها و مستعد لكل إلى تطلبه
تحدث مازن من بين أسنانه محاولا التمسك بآخر ذرة عقل لديه ليقول على بهدوء مستفز
- بتحبها اوي يعني
- هموت من غيرها
قالها مازن بصدق و توسل آلم قلب كارما التي كانت تشاهد ما يحدث و كل ذره من جسدها ترتجف خوفاً من أن يفرقهما القدر مرة ثانيه.

ظل على قرابه الثلاثون دقيقه ينظر لمازن الذي كان يشعر بأن دموعه على وشك خيانته و النزول فهاهو أكثر شئ يخشي فقدانه في الحياه يكاد ان يُنتزع منه.

أخيرا قرر علي الحديث بعد أن رأي مقلتي صديقه قد أمتلئت بالدموع و قد آلمه هذا كثيراً فقرر وضع حدا لمعاناته فالتفت يده حول عنق غرام التي شعرت بما ينتوي على الحديث به فافلتت ضحكه ناعمه منها لعبت علي أوتار كبرياء ذلك الرجل الذي بدأت حصونه جميعها بالإنهيار أمام تحديها المبطن له.

- خلاص يا ابني صعبت عليا و قطعت قلبي مش كدا يا ميمو و لا ايه
تحدث على بمرح تشاطره إياه تلك الشقيه لترد بحزن مصطنع
- اه والله يا لول صعب عليا انا كمان اوي
ضيق مازن عينيه و قد شعر بما يحاك ضده فقطب جبينه قائلاً بتوعد
- دانتوا بتشتغلوني بقي
قهقهه رجوليه تبعتها ضحكات نسائيه ناعمه خرجت من علي و غرام ليقول على بسخريه
- اه بنشتغلك براحتنا عندك مانع
- أفهم من كدا إيه.

قالها مازن بهمس خطير فهو أراد أن يصل لمبتغاه أولاً ثم يأخذ بثأره
- بصراحه يا مازن مش عارف ايه إلى عاجبها فيك و انت بالغباء دا
تحدث على ثم أكدت غرام علي حديثه قائله
- و لا انا علي فكرة، يا ابني بيقولك صعبت عليه يعني قرر يجوزهالك خلاص
- اهي الأوزعه إلى متجيش لحد كتفك قالتهالك اهيه
- يعني انت موافق علي جوازي منها و دي كانت تمثيليه
- بصراحه اه حبيت العب بأعصابك شويه.

لكمه كادت ان يتلقاها وجه على لولا ان تنبه لذلك الوميض الخطير في عين صديقه ليتفاداها في آخر لحظه قائلا بزهول
- ايه ياد انت اتجننت
- دانا هوريك الجنان إلى علي أصله. و يكون في علمك انا كدا كدا هتجوزها وافقت و لا لا
القي بكلماته و انطلق غاضبا لا يدري وجهته فقط يريد التنفيس عن ذلك الغضب الأعمي الذي تملكه ليلحق به على قائلا.

- استني ياد يا اهبل انت، كارما. غرام ادخلوا انتوا عند ماما و كاميليا و انا هشوف المجنون دا رايح فين
ثم ألتفت لأدهم قائلاً
- هتيجي معايا نشوف المجنون دا
- لا انا هشوف كاميليا و اطمن عليها
قال أدهم بلهفه فهو يود لو ينفرد بمعذبه فؤاده لا يعرف ماذا سيفعل او ما سيقول و لكنه يريد ان يهدأ نيران الأشتياق التي تعصف بداخله
- تمام هروح اشوفه و ارجعلكوا.

قالها على و هو يلحق بمازن تزامنا مع إرتفاع رنين هاتف كارما و لم يكن سوي مازن فأجابت علي الفور و تحركت لركن منعزل حتى تستطيع الرد عليه فهمت غرام بالدلوف إلى غرفه كاميليا حتى أوقفتها تلك اليد التي قبضت علي رسغها بقوة آلمتها فالتفتت لتصدم عيناها بذلك الجحيم المرتسم بهاتان العينان التي كان قلبها يهيم بهما عشقاً.

- سيب إيدي
قالتها غرام بقوة واهيه تحاول ان تدفعه عنها حتى لا تنهار بين ذراعيه
لا يعرف لما أوقفها و لا يجد بجوفه ما يمكن ان ينقذ به كبرياؤه الذي خضع لأوامر قلبه و تنحي جانباً ليجد نفسه يقول بلا وعي و بغيره قاتله تحكي مقدار عشقه لها.

- انتي ازاي تسيبي مازن يقرب منك كدا
- و دا يخصك في ايه...
مجرد كلمات بسيطه منها أصابت كبرياؤه في المنتصف و جعلت الكلمات تتعثر في حلقه. فأي كلام يمكن ان يقوله من دون المساس بتلك الحقيقه الشائكه لكونها تنتمي إليه كروح ثانيه له.

قالت كلماتها ببرود عكس تلك النيران التي تشتعل بقلبها و تتجلي بوضوح في عيناها المشتاقه له و الغاضبه منه لتجد ذلك المجنون يقترب منها ليفصل بينهم عدة سنتيمترات قليله و يقول من بين أسنانه فقد أعمت الغيره عيناه.

- يخصني،! و أي حاجه تخصك تخصني فاهمه...
- لا مش فاهمه و مش عايزة أفهم، و لو سمحت سيب ايدي، و اوعي تفكر تلمسني تاني.

- و إن مسبتهاش هتعملي ايه
لا يدري ماذا يقول و اي لعنه تجبره علي الامساك بها بتلك الطريقه فقط كل ما يريده ان تظل بجانبه فقد اشتاقها حد الجحيم فقد كان يبحث بداخل عقله عن اي شئ يمكن ان يبرر لها حماقه افعاله و لكن تظل حقيقه واحده متجليه بوضوح أمام عيناه و هو ان عشقه لتلك المرأة لا هروب منه.

حاولت نزع يدها من بين قبضته القويه فما ذادها هذا الا اقتراباً منه و ما ذاده سوي جنون بها ليجد نفسه يقترب منها أكثر ليهمس أمام شفتيها بلا وعي من سكرة قربها منه بهذا الشكل
- وحشتيني اوي يا غرامي.

قفز قلبها بين ضلوعها من شدة التأثر بقربه بهذا ااشكل و ذاد من جنون دقاته تلك الكلمات التي صرح بها عن اشتياقه لها و لكن مهلاً فهو ابدا لا يعرف الحب و ما فعله بها لا يغتفر لتقول بكبرياء أنثي لا تعرف للهزيمه طريق
- بس انت موحشتنيش
- كدابه، لو مكنتش وحشتك مكنتيش جيتي هنا...

تحدث قلبه الذي أسكره قربه منها بتلك الطريقه و قد نسي كل ما يدور حوله و لم يتذكر سوي ارتجافها بين ذراعيه التانان طوقاها في محاوله منه للإرتواء من شهد عشقها الذي خرج عن حدود سيطرته لتفاجئه بتخلصها من ذراعيه بلمح البصر فهيا لاعبه كراتيه و قد نسي هذا مؤخراً فتسليمها له و ذوبانها بين ذراعيه سابقاً كان بفعل العشق و لكن الآن هو في نظرها مجرد وغد لا يستحق اي ذره حب واحده لتتبع حركتها تلك بضحكه ساخره و هيا تقول بلهجه مدلله خطيرة.

- تؤ تؤ. حسبتها المرادي غلط يا أدهم بيه. لو كنت وحشتني او حتى كنت فكراك كان زماني هناك في اسكندريه قاعده يا حرام بعيط عشان حبيت واحد طلع واطي و ميستاهلنيش بس انا هنا اهوة و شيفاك عادي و اقل من العادي كمان و زي مانتا شايف ثم قامت بامساك مقدمه شعرها و قلبها للجهه الآخرى في حركه مدلله مثيره أودت بثباته إلى الهلاك و اردفت بعد ما تأكدت من وصولها لمبتغاها.

- ضحكتي منورة وشي و بهزر و بتنطط و كإن الكام يوم إلى فاتوا دول ممروش عليا اصلا ثم اتبعت كلامها بغمزة شقيه من عيناها الساحره و قالت
- ها لسه بردو مصدق انك يا حرام واحشني أو إني ممكن أكون بفكر فيك أصلاً.

تلقي كلماتها بصدمه سرعان ما تحولت لنيران حارقه من إحتمال أن يكون حديثها حقيقه. يعلم انه قد آذاها بشده و أنه يستحق اقسي أنواع العقاب و لكن لا ان يعاقب بفقدانها الذي كان قد اختاره في لحظه غباء قد سلم نفسه بها لشياطينه و الآن يرفضه من كل قلبه، قلبه الذي ضربته كلماتها في الصميم ليشعر بذلك الألم القاتل يجتاح كيانه فلأول مره في حياته يفقد السيطرة علي نفسه لتمتد يداه تمسك برسغها بقوة آلمتها و تحدث قلبه الذي يرفض حقيقه نكرانها لوجوده ليقول بنبرة مرتعشه.

- باين اوي في عنيكي انك بتكذبي و كلامك دا عشان إلى حصل بينا آخر مرة، قال جملته الأخيرة بنبرة ألم تجلت بعينيه لتجعل قلبها يهتز فهي لامست ندمه و لكنها أبت التراجع و قالت بوجع مغلف بالسخريه.

- الكلام دا إلى بتضحك بيه علي نفسك عشان توهمها انك لسه جوايا و إلى حصل بينا آخر مرة دا عقابه إلى انت فيه دلوقتي انك تبقي هتتجنن عليا كدا في الوقت إلى انا فيه نسيتك كإنك ممرتش عليا اصلا.

أعلم مقدار الوجع الذي تحكيه عيناك عن معاناتك في غيابي و أعلم أن رجفه يديك الممسكه بذراعي سببها كل هذا الكم الهائل من الألم المتبوع بفقداني و لكني حتماً لن أغفر،!
فمراره خذلانك لي أصبحت ملتصقه بحلقي و كأنه خلق بها، و ذلك السهم المغروز بمنتصف قلبي لا زال ينزف بغزارة مذكراً ذاتي بما عانته بين يديك...
لذا فلتتجرع بعضاً مما جعلتني اعانيه بسببك...

كان رحيم في غرفه مكتبه يدقق النظر في تلك الأوراق الخاصه بمجموعه شركاته و التي تدل علي بدايه الانهيار لتلك الإمبراطوريه العظيمه الذي كلفه بنائها حياته بأكملها ليجد يوسف يقتحم مكتبه و هو في أقصي مراحل غضبه ليقول بحده و صوت أشبه بالصراخ.

- روحت المستشفي عند كاميليا تعمل ايه يا جدي.؟!
- بقالك قد ايه مشفتش جدك عشان تيجي تتخانق معايا كدا يا يوسف
- متجاوبش علي سؤالي بسؤال يا جدي و رد عليا
- روحت اطمن عليها ايه بلاش.؟ قالها رحيم بإرتباك لم يخفي علي يوسف برغم محاولته الثبات.

- و كنت واخد سميرة معاك بردو عشان تطمن عليها
تحدث يوسف بسخريه اغضبت رحيم بشده ليقول من بين اسنانه.

- انت بتتكلم كإننا أعدائك مش جدك و مرات عمك
- ايه إلى مش قادر تفهمه في أن كاميليا تخصني
قالها يوسف بغضب
- حتى بعد ما هربت و كسرت قلبك و كسرت هيبتك قدامنا كلنا
استقر الحديث في منتصف كبرياؤه فهو محق في حديثه هذا و لكنه لا يملك اي سلطه علي قلبه الذي يعشقها حتى النخاع فحاول لملمه ذاته التي تبعثرت و تأذت بشده من تذكير جده له بهروبها منه و قال بهدوء عكس حالته منذ بضع لحظات.

- دي حاجه تخصني انا متخصش حد و لو الكلام دا اتقال تاني انا مستعد اوريكوا كلكوا هيبتي عامله ازاي و أنها متأثرتش و لو سنتي واحد و انت عارف إنا أقدر اعمل ايه.

تأثر رحيم بنبرة صوت يوسف التي تغيرت و ذلك الألم الذي ارتسم بعيناه للحظات بسيطه قبل ان يغلفها بالجمود الذي تختبئ خلفه جراح لا تندمل و قال بلهجه حانيه.

- يا يوسف يا ابني انا مقدرش اضايقك بس انا حذرتك كتير ان عمر الخير ما هييجي من ورا الجوازة دي و صعبان عليا كسرة قلبك إلى لو دارتها عن الناس كلها مش هتقدر تداريها عني.

تحدث يوسف بنفس نبرته الهادئه و لكن يتخللها الصرامه
- انا مش عايز منك حاجه غير انك تبعد عنها و متحاولش تأذيها دا لو مش عايز تضايقني فعلا.

ثم تحولت نبرته للشراسه عندما أردف
- و سميرة تعرف أنها لو فكرت بس تضايقها و لو بكلمه همحيها من علي وش الدنيا
- بردو لسه مصمم تحميها هيا عامله فيك ايه بنت زهرة
تحدث رحيم بغضب من استبسال يوسف لحمايتها
ليرد عليه يوسف من بين أسنانه
- كاميليا مراااتي. عارف يعني ايه مراتي
- لسه مبقتش مراتك دا مجرد كتب كتاب يعني ممكن تطلقها و نخلص.

- مش هيحصل انا هعيش و أموت و هيا مراتي و محدش هيقدر يغير دا فياريت كل واحد يخليه في نفسه عشان صدقني مش هرحم اي حد يحاول يتدخل بينا تحدث يوسف بنبرة قاطعه جعلت من رحيم يكاد ينفجر غضبا و هو يلتفت و يقذف تلك الأوراق علي المكتب أمامه قائلا.

- الموضوع دا معدش يهمني من اللحظه دي بس مش هسيب بنت زهرة تخليك تهد إلى قعدت سنين ابني فيه.

لم يكلف نفسه عناء ان يلقي نظره علي تلك الأوراق إلى أمامه ليقول ببرود
- أنا عارف شغلي كويس و مفيش حاجه هتلهيني عنه
غضب رحيم من لهجته الباردة و قال بسخريه
- ماهو واضح بأمارة الصفقتين إلى خسرناهم و المناقصة إلى ضاعت مننا فاضل ايه تاني.

- لو شايف إني مقدرش أدير شركاتك تقدر من دلوقتي تشوف حد غيري يديرها و صدقني هكون شاكر جدا لأفضالك.

- يوسف بلاش تتحداني عشان إحنا الاتنين زي بعض و شبه بعض و الحرب بينا مش هتكون سهله أبداً.

- أتمني تقول الكلام دا لنفسك يا رحيم بيه عشان انت خسرت قبل كدا و سهل تخسر تاني لكن انا عمري أبدا ما خسرت و لا هخسر.

- أنت بتخسر فعلا طول مانتا عامي عقلك و سايب قلبك يمشيك ورا بنت زهرة هتفضل تخسر طول عمرك.

- تقريبا زهره دي مرات ابنك قالها يوسف بسخريه
ليرد رحيم بغضب كبيير
- زهرة دي دمرت ولادي اللتنين خدتهم مني فاااااهم. واحد مات بسببها و التاني خرج عن طوعي و مبقاش شايف حد في الدنيا بعدها.

- عرفت بقي مين إلى خسر انا عارف بعمل ايه كويس يا جدي و مش هقبل ان حد يتدخل في حياتي و لا هقبل حد يفكر بس يمس شعره من كاميليا.

أنهي حديثه و سار تجاه باب الغرفه ليفاجئه رحيم بتلك الكلمات التي استقرت كالخناجر بقلبه تذكره بذلك الذنب الذي حتماً سيجعل من إجتماعهم ثانيه درباً من دروب المستحيل.

- و لما أنت بتحبها اوي كدا عملت إلى عملته دا ليه .؟

- خمس دقايق و انزليلي تحت يا كارما
كان هذا صوت مازن الذي كان الغضب يأكله من الداخل و لن يقدر علي امتصاصه سواها لتصطدم نيران غضبه بلهجتها الحانيه و كلماتها التي اربكته و اطفأت نيرانه بنسيم حبها.

- بحبك اوي يا مازن
- لا والله بتضحكي عليا بكلمتين تحدث مازن بعد ما حاول التحكم في ذاته التي بعثرتها كلماتها.

- لأ والله بحبك اوي
- و بعدين يعني
قالها بكبرياء أبي التراجع
- و مقدرش أعيش لحظه واحدة من غيرك
طال صمته فقد كان يريد أن يستمع إلى المزيد من كلماتها التي تحلق بقلبه فوق السماء لتستجيب لذلك النداء الصامت من قلبه و تردف.

- عارف. أجمل حاجه في الدنيا انك تحب بس إلى أجمل و أجمل و أجمل انك تلاقي ال بتحبه دا بايع الدنيا كلها و شاريك مستعد يحارب و يفوت في الحديد عشان خاطرك قبل موقف على كنت بحبك بس دلوقتي بعشقك يا مازن.

شعرت بصمته الذي دام لأكثر من نصف دقيقه ثم تحدث بصوت أجش
- انتي فين
لن يستطع ان يرد عليها بالكلمات بل سيجعلها تري مدي عشقه لها و ماذا فعلت به كلماتها.

- أنت هتعمل ايه يا مجنون
- انتي فين يا كارما
- مازن اعقل على نزل يدور عليك
- لآخر مرة هسألك انتي فين
- أنا في الدور التاني نزلت عشان ابعد عن الدوشه و اعرف اكلمك
ما أن أنهت كلماتها حتى وجدت تلك اليد التي إمتدت لتمسك بيدها ساحبه إياها لتلك الغرفه الفارغه لتجحظ عيناها من فرط الصدمه.

احتضنها مازن بتملك و وضع رأسه بين حنايا عنقها مستنشقاُ عبيرها الآخاذ لتتحول صدمتها تلقائيا إلى خجل كبير من فعلته
أخذ مازن ينثر عشقه علي طول عنقها المرمري و هو مخدر تماماً إلى أن شعر بها تتململ بين أحضانه ليرفع رأسه و يلصق جبهته بخاصتها قائلا بعشق.

- سمعيني كدا إلى قولتيه في التليفون من شويه
- مازن اوعي عيب كدا تحدثت بصوت مهزوز من فرط المشاعر التي عصفت بها ليقول بحب
- كنتي بتقولي إنك بتحبيني و أيه.

- مازن بطل بقي
- بحبك انا طيب
- لو مسبتنيش هخاصمك
- مقدرش
- بتقدر
- والله ما بقدر
حاولت التمسك أمام سحره قائله بقوه مصطنعه
- لو مسبتنيش أخرج دلوقتي انا ه .
ابتلع باقيه حروفها بجوفه لتصمت الأفواه و تتحدث القلوب بل و تذوب معاً من فرط العشق الكبير الذي أصبح يتحكم حتى في الهواء المحيط بهما.

و بعدين يا كاميليا هتفضلي معذبه نفسك كتير كدا يا بنتي.
كان هذا صوت فاطمه الذي تمزق قلبها علي حال ابنه لأختها و صوت شهقاتها التي لم تهدأ منذ أن غادر يوسف بهذا الشكل الغاضب اردفت فاطمه بعد أن طال صمتها.

- يا بنتي ردي عليا مالك فيكي ايه و عامله في نفسك و في جوزك ليه كدا
- إحنا خلاص هنطلق يا خالتو
تحدثت كاميليا بألم فقد مزقتها تلك الكلمه التي لاطالما تمنت سماعها ولكنها الآن مجبرة علي التضحيه بها في سبيل من تحب
- هتطلقوا عشان غبائك يا كاميليا
- لا يا خالتو يوسف مبقاش عايزني. هو قالي كدا من شويه اني معدش ليا وجود في حياته و خلاص هيعتبرني زيي زي اي حد في العيله.

- لو مبقاش عايزك مكنش جالي آخر الدنيا يجبني اشوفك عشان نفسيتك تتحسن، مكنش دخلك قبل اي حد و قلبه سابق خطوته عشان يشوفك و معرفش قولتيله ايه خلتيه طالع زي الاعصار كدا مش شايف قدامه.

اخفضت كاميليا رأسها و تساقطت دموعها كالأمطار فهو قد فهم حديثها خطأ فقد كانت تود لو تخبره بأن خوفها من فقدانه هو سبب ذلك العذاب المرتسم بعيناها و لكن برغم كل ذلك الوجع بداخلها إلى أنها لم تستطع أن تنسي نظراته الحانيه التي غرقت بها لتتحول بعد ذلك إلى ذلك الجمود الذي أرعبها تدرك أنها بحديثها الأخير معه قد هدمت آخر جسر كان يربط قلبيهما...

- كاميليا...
استجابت كاميليا لنداء خالتها ذو النبره الحازمه و رفعت رأسها لتقول فاطمه بأمر
- حالا دلوقتي تقوليلي هربتي من يوسف ليه و دي تقريبا آخر فرصه ليكي. معاه يا تستغليها يا هتندمي باقيه عمرك و انتي شيفاه في حضن ست تانيه غيرك.

لو كانت كلماتها أسهم انغرزت بجسدها لم تكن تؤلمها لهذا الحد فتذكرت ذلك الكابوس الذي رأته في منامها فتشعر بإنسحاب الهواء من رئتيها و يشحب وجهها لتلحظ فاطمه ذلك التحول الرهيب لحالتها فتقترب منها قائله بحنان أم تخشي علي صغارها من نسمه الهواء.

- يا حبيبتي، يوسف بيحبك و انتي بتحبيه يبقي ليه تعذبي نفسك و تعذبيه كدا، شايفه حالتك بقت عامله ازاي و حالته هو كمان. دا يا حبه عيني تحسي انه عامل زي التايه، بيحاول يبان قوي بس هييجي رطوقت و يقع و انتي اول إلى هيندموا.

- انتي مش فهماني يا خالتو انا مش هقدر اعيش وسط الناس دي تاني دول بيكرهوني و بيكرهوا أمي و نفسهم يعملوا فيا زي ما كانوا بيعملوا فيها و مش هيرتاحوا غير لما يموتوني زيها
تحدثت كاميليا بلوعه و عذاب فقد كانت تتذكر كلمات سميرة و نيفين السامه عن والدتها و أيضا جدها الذي لم تشعر يوما بالحنان منه بعكس نيفين التي كانت تتلقي كل أنواع الدلال و الرعايه التي لم تحظي بها يوما منه.

- بعد الشر عنك يا حبيبتي، طب ويوسف ياكاميليا كان زيهم، كان بيعاملك زيهم بردو. كان بيسمح لحد فيهم يقولك حرف و هو موجود.

- هيفضل يحارب في أهله لحد امتا عشاني.
- لحد ما تحاربي انتي كمان معاه و تبطلي ضعفك قدامهم دا إلى بيخليهم يستقووا عليكي، يا بنتي يا حبيبتي ريحي قلبي. طب بلاش هربتي ليه، هتقدري تكوني لحد غيره او تسبيه لحد...

قاطعتها كاميليا بصراخ قلبها الذي أبي أن يستمع لتلك الكلمات التي تقتله مرة آخري
- متقوليهاش تاني، ايوا مش هقدر اكون لغيره و هموت لو شفته مع غيري بس غصب عني غصب عني افهموني و حسوا بيا.

- اقدر اعرف ايه هو إلى غصب عنك و مخليكي عامله في نفسك و في كدا...

كان هذا صوت أدهم الذي تجاهل ضجيج حزنه و حاول لملمه شتات كبرياؤه التي بعثرتها تلك المرأه التي بات يعشقها حد ان يكره نفسه لوقوعه في فخ عشقها. فما ان سمع صراخ كاميليا حتى توجه علي الفور إلى غرفتها ليري ماذا يحدث معها و قد شعر بخطب ما يحدث عندما رأي هيئتها المزريه و انهيارها بهذا الشكل و ما جعل الشك يتسرب إلى قلبه تصريحها بأنها تموت ان رأته مع آخري هذا يعني انها تحبه إذن لماذا تختار ان تبتعد عنه مع كل هذا الحب.

فجأة اقتحم عقله ذلك الهاجس بأن يكون لجده يد في كل ما يحدث بينهما.
تري هل تجرأ و هدد كاميليا لتبتعد عن حياه يوسف.؟
لا لن يفعلها مباشرة ولكنه موقن أنها بشكل او بآخر سيكون له يد في ما يحدث. و قد انتوي ان يكشف الاعيبه بنفسه و لن يسمح له بتدمير سعاده أخاه مع المرأة الوحيده التي يحب
ليخرج الكلام من فمه و هو يترقب ملامح كاميليا كالصقر حتى يتأكد من ظنونه
- جدي له علاقه ببعدك عن يوسف و هروبك يا كاميليا،؟

صعقه اصابتها عندما استمعت لكلماته فلم تستطع التفوه بحرف فقد ذادت رعشه شفتاها و إرتجافه كفيها بل و انحبست الانفاس بصدرها. تري هل يعلم أدهم شئ عن ما حدث،؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة