قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثالث والعشرون

لا اعرف اي لعنه اصابتني عندما عشقتك فانا في اللحظه التي تمتد فيها يدي لنزعك من قلبي أجدها تجبرك بالبقاء و ترغمني علي تقبل وجودك كما لو كان قلبي خلق بك و من أجلك...
نورهان العشرى.

كانت كاميليا قد الجمت الصدمه لسانها و لن تعد تعرف ماذا تقول او بماذا ترد علي سؤال أدهم الذي أصاب صميم قلبها فهل تبوح بمكنوناتها و تسقط ذلك الحمل عن كاهلها او تلوذ بالصمت كعادتها و لكن أنقذها قدوم ذلك الطبيب الذي ما أن رأته غرام حتى تملكها الزهول متذكرة ما حدث منذ ساعات قليله.

فلاش بااااك
كانت غرام تتحدث مع على في الهاتف خلسه من دون ان تعرف والدتها بعد أن تحججت لهم برغبتها في النزول إلى الكافيتريا و ذلك كي تخبره ما حدث و قدوم يوسف إليهم.

- بس يا لول و بعدها بقي ماما قررت اننا نيجي نشوف كاميليا، عارف ايه إلى غايظني انها حكمت عليا مخرجش من الأوضه بتاعتي طول ماهو هنا و لا إكنهم بيقولوا أسرار عظمي...

كانت غرام تتحدث غير منتبهه لذلك الذي وقف يتطلع بعيون تنطق بإعجاب صريح بجمالها و رقتها و خاصتا عندما كانت يدها تعبث بشعرها بتلك الطريقه أمامه فقد كانت كمن تعبث بدقات قلبه ليجد نفسه يقترب منها حتى اصبح خلفها لتنهي محادثاتها و تلتفت للخلف لتصطدم بذلك الجدار البشري الذي اربكها للحظات فرفعت أنظارها لتتفاجئ بتلك العينان الصقريه تحدق بها بنظرات غامضه لتجد نفسها تقول بحده كعادتها.

- مش تفتح يا أخينا أنت
رفع الآخر حاجبه بتعجب و قال لها بصوت رجولي عميق
- انا إلى افتح، تقريبا انتي إلى اتخبطي فيا
ارتبكت غرام للحظه ثم قالت بنفس حدتها
- انا كنت بتكلم في التليفون و مكنتش مركزة المفروض انت تكون مركز
- يعني انتي تتكلمي في الفون و تمشي تخبطي في خلق الله و في الآخر مش عاجبك
- انا مقولتش كدا.

قالتها بارتباك و نبره رقيقه خجله ثم رفرفه برموشها بتلك الطريقه الرائعه فهي قد ادركت خطأها و لكنها كانت تكابر فقاطعها بإبتسامه مرحه.

- خلاص يا ستي و لا يهمك انا غلطنلك ثم قام برفع كفه اليها يصافحها قائلا بمرح
- انا الدكتور رامي و انتي
رفعت غرام احدي حاجبيها و قالت بسخريه
- دانتا هتصاحبني بقي، وسع يا كابتن من وشي عشان مش فاضيالك
و ما ان القت بكلماتها حتى تحركت بعيدا عنه و تركته خلفها مدهوشا من تلك الرقه الممزوجه بذلك العنفوان الذي اشعل نار الفضول بقلبه.

باااااااااااك
نظر رامي لتلك الشقيه التي كانت تنظر اليه بسخريه سرعان ما تحولت لنظرات خجله صاحبتها ابتسامه رائعه عندما التقمت عيناها تلك النيران التي اندلعت في عيون أدهم عندما شاهد تلك النظرات بينهم و غلت الدماء بعروقه فهل ما يراه صحيح ذلك الأبله يوجه نظرات الاعجاب تلك لحبيبته بل و الأدهي من ذلك هيا تبادله،؟

- عامله ايه النهارده يا أنسه كاميليا.؟
كان هذا صوت رامي الذي قطع ذلك التواصل البصري متحمحماً بخجل فهم بمباشرة عمله متجاهلا ضجيج قلبه الذي اثارته تلك الفاتنه...

- الحمد لله يا دكتور
تحدثت كاميليا بصوت رقيق يكاد يكون مسموعاً ليقترب رامي منها لقياس ضغطها و لكنه ألقي نظرة ذات معني علي فاطمه لتقول
- غرام خليكي مع بنت خالتك و احنا هنخرج لحد ما الدكتور يكشف عليها
- لا طبعا محدش هيخرج من هنا.

كان هذا صوت أدهم الغاضب الذي لاحظ تلك الابتسامه الخافته التي ظهرت علي وجه رامي ما أن تفوهت فاطمه بعرضها ليتفاجئوا جميعا بحديث أدهم المندفع و نظراته التي تكاد تفتك برامي لتقول فاطمه متخابثه.

- ليه يا أدهم. الدكتور عايز يكشف علي كاميليا
ارتبك أدهم من كلماتها فهو لم يقدر علي التحكم في غضبه و اندفاعه و لكنه يريد لو يحطم رأس ذلك الطبيب اللعين الذي ينظر لحبببته تلك النظرات التي يعرفها جيدا.

- يوسف هيضايق و مش هيوافق نخرج من الاوضه
- لا ماهي مش هتبقي لوحدها غرام هتفضل معاها
- لا طبعا، قالها بغضب كبير ليتلقي نظرات مستفهمه مدهوشه من جميع من بالغرفه لينقذه دخول كارما و مازن الذي لاحظ تلك النظرات الذي كان أدهم يصوبها لذلك الطبيب توحي بأنه علي وشك إرتكاب جريمه قتل ليحاول تهدئه الوضع قائلاً.

- أذيك يا كاميليا عامله ايه
- مااازن، عامل ايه
تحدثت كاميليا بفرح فهي كانت دائما ما تعتبر مازن أخ ثان لها مثل أدهم و لكنها تفاجئت بكارما تندفع تجاهها معانقه إياها بلهفه قائله بحب
- كوكي حبببتي وحشتيني اوي اوي
لتبادلها كاميليا العناق بحب كبير و قد شعرت بسعاده كبيرة لرؤيتها
- و انتي كمان وحشتيني اوي يا كارما
و هنا دخل على الذي ما أن رأي مازن حتى قال بدهشه.

- ايه يا ابني هو انت بتلبس طاقيه لخفه انت مش نزلت تحت جيت هنا تاني ازاي دانا قلبت الدنيا عليك.

- أصلي بطير يا خفيف
تحدث مازن محاولا كتم غيظه ما ان تذكر حديث على معه منذ قليل ليقاطعهم حمحمه رامي الذي قال بحرج
- انا مضطر يا جماعه اقاطع اللقاء العائلي دا هطمن بس علي كاميليا هانم و بعد كدا تقدروا تاخدوا راحتكوا.

- على ممكن تاخد مازن و أدهم بيه و تخرجوا علي ما الدكتور يكشف علي كوكي و انا هستني انا و ماما و كارما معاها، تمام كدا يا دكتور.؟

كان هذا صوت غرام الرقيق و الذي كان كالبنزين الذي سُكب علي نار أدهم المشتعله ليغادر الغرفه بسرعه البرق خشيه ان يرتكب جنايه فهي قررت ان تعاقبه أقسي أنواع العقاب الذي يمكن ان يناله عاشق علي يد محبوبته و لكنه لن يسمح لأحد بالإقتراب منها فهي له وحده و حتما سيصلح ما أفسده بفعلته الحمقاء تلك و سيريها عندها مدي الجحيم الذي تجرعه علي يدها.

- ضغطك واطي شويه و دا عشان مفطرتيش طبعا و احنا قولنا نهتم بأكلنا و نتغذي كويس
كان هذا صوت رامي الذي تابع كشفه علي كاميليا بعد الخروج العاصف لأدهم يليه خروج مازن و على من الغرفه.

- ماليش نفس والله يا دكتور...
-مفيش حاجه اسمها ماليش نفس يا كاميليا لازم تاكلي عاجبك رقدتك دي
كان هذا صوت فاطمه التي احتدت نبرة صوتها قليلا بعد أن رأت مظهر ابنه اختها و ما آل إليه حالها.

- حضرتك والدتها
- انا خالتها و في مقام مامتها و دول بناتي كارما و غرام
- ما شاء الله ربنا يبارك فيهم. و الشباب دول ولاد حضرتك بردو
- على ابني إلى دخل آخر واحد و إلى كان مع كارما دا مازن خطيبها اما أدهم يبقي أخو يوسف
تهللت أسارير رامي الذي تأكد ان غرام ليست مخطوبه لآدهم فهو لاحظ نظراته القاتله نحوه و تجاهل غرام له فقال بمرح.

- بصراحه يا حاجه انتاجك كله ما شاء الله، انتوا اكيد مش مصريين
قهقهت فاطمه و ابتسمت غرام لتنظر إليها كارما نظرات ذات معني فقد شعرت بما تحيكه اختها لتقترب منها و تقرصها بخفه في ذراعها مقتربه من أذنها قائله بهمس.

- متلعبيش بالنار اديكي شفتي عنيه كانت بتطق شرار ازاي و خرج ازاي من الاوضه
- لترد عليها غرام بنفس الهمس و لكن بنبرة متوعده
- انا هخلي النار دي تحرقه بس اصبري عليا اما خليته يقول حقي برقبتي
- الله يخربيتك ناويه علي ايه دا مجنون و ممكن يهد الدنيا فوق دماغك
- اصبري انتي بس و انتي هتشوفي اما خليته يندم ندم عمره مبقاش انا غرام
قاطع حديثهم الجانبي صوت فاطمه و هيا ترد علي رامي.

- انا والدتي روسيه و بابايا مصري و جوزي الله يرحمه كان مصري
- طب حيث كدا بقي ما تشفولي عروسه عندكوا. و اهو نحسن النسل شويه
- ليه يا ابني دانتا ما شاء الله عليك طول بعرض و زي القمر و الف بنت تتمناك
القي رامي نظره خاطفه علي غرام التي نظرت له بطرف عيناها ثم طأطأت رأسها بخجل مصطنع جعل رامي يقول بلهفه
- بما إن دا رأيك فيا فخلاص عروستي عندك بقي.

- احنا يا دكتور كدا معندناش غير غرام و دي الله يكون في عونه إلى هيتجوزها
كان هذا صوت كاميليا التي لم تكن تدري عن تلك الحرب الدائرة حولها و لكنها ارادت مشاكسه غرام ما ان رأت تلك النظرات الخجل في عيناها لتؤكد علي حديثها فاطمه.

- اه والله يا كاميليا عندك حق انا مشفقه علي جوز غرام بنتي من دلوقتي دا هيشوف ايام يا قلب امه سودا
- لا والله الحفله علي غرام دلوقتي و لا ايه، و بعدين إلى هيتجوزني دا امه دعياله دا هيشوف ايام هنا علي إيدي إن شاء الله.

كان هذا صوت غرام الغاضب من حديثهم لتخلع ثوب الخجل جانبا و تندفع الكلمات من حلقها في غضب جميل يليق بها ليتفاجئ رامي بحديثها و غضبها الذي اضفي علي خديها ذلك الإحمرار الشهي ليتابع معهم المزاح ما أن وجدها ترفع احدي حاجبيها بغضب و تضع يدها في منتصف خصرها بحركه طفوليه جميله ليقول بمرح مدعيا الخوف.

- لا من الواضح فعلا انه هيشوف ايام هنا علي ايدك و تقريبا هتبقي اخر ايام يعيشها علي وش الدنيا
قهقه جميع من بالغرفه علي مزاح رامي و غضب غرام لتعرف الإبتسامه طريقها لثغر كاميليا بعد وقت طويل من الأحزان.

قاطع صوت ضحكاتهم عينان بزرقه السماء سرعان ما التهبت بنيران الجحيم لدي رؤيته لمحبوبته تضحك هكذا في وجود ذلك الطبيب الذي أصبح الآن في عداد الموتي...

- يعني إيه يا رائد إلى بتقوله دا
- يعني مش هدخل الحريم في خطتي يا سميرة و لو هبعد كاميليا عن يوسف فهي هتبقي مراتي لفترة و بعدين اطلقها غير كدا معنديش و أظن بكدا نبقي كسرنا قلب يوسف بردو و دمرناه.

- و بنت زهرة تنفد من تحت إيدي
- بنت زهرة معملتلكيش حاجه عشان تفكري تأذيها الأذيه دي كلها
- لا عملت في بنتي، كسرت قلبها و خدت حبيبها منها
اهتزت نبرة سميرة بعض الشئ مما جعل رائد ينظر إليها بسخريه قائلا بتهكم
- خدت من بنتك ايه. حبيبها.!
انتي بتتكلمي علي اساس ان انا هندي...

يوسف عمره ما بص لنيفين اصلا و لا فكر فيها و لا هيفكر حتى بعد هروب كاميليا منه. و لا نيفين عمرها حبته انتي إلى كنتي طول عمرك بترميها عليه بالرغم من انها بنت مراد الحسيني يعني ليها حق في ورثه بس انتي الطمع عاميكي و مش مكفيكي إلى هتورثه عايزه تكوشي علي كل حاجه.

- قصدك الملاليم إلى هتورثهم من ابوها دي بتسميها ثروة في حين ان بنت زهرة تكوش علي كل حاجه دا علي جثتي.

- الملايين دي كلها عملتيها ملاليم، و لنفرض مانتي ممكن تجوزيها جوازه كويسه و معتقدش انك هتغلبي في انك تلاقي إلى يشيل يعني.

- و بنت زهرة تنتصر عليا زي ما امها عملت زمان لا يا رائد. علي جثتي يحصل الكلام دا.

- أمها،! قولي كدا بقي طارك. كله مع امها إلى هيا ماتت بقالها ييجي عشرين سنه و لسه بردو بتكرهيها و بتغلي منها، ألا هيا كانت صاروخ زي كاميليا كدا لدرجه تخلي أحمد الحسيني يقرر يمشي و يسيب عز ابوه و فلوسه دي كلها.

قال رائد محاولا إستفزازها فهو يكره تلك المرأة بشده و يعلم بأنها تخفي الكثير و الكثير لترد عليه سميرة بحده و بكل ما يعتمل بداخلها من كراهيه و حقد لزهرة.

- أنت اكيد اتجننت انا اغل من واحده زي دي، دي ازبل من ان انا اقارن نفسي بيها واحده رخيصه تبيع نفسها مقابل الفلوس و بنتها طلعالها لفت علي يوسف و وقعته في شباكها عشان تكوش علي كل حاجه زي ما امها عملت في احمد زمان.

- لا تصدقي واطيه فعلا، رمت نفسها عليه عشان فلوسه. بس نيفين انتي رمتيها عليه عشان سواد عيونه
تحدث رائد بتهكم اتبعها بضحكه ساخره و نظرات احتقار قبل ان يكمل
- بس قوليلي انتي مالك و مال حكايه احمد و زهرة انتي كنتي بتحبيه و لا ايه، شكلك كدا كنتي بتحبيه و اداكي الصابونه عشان خاطرها مانا اصلي اسمع انها كانت صاروخ له حق بردو.

و كأن حديثه اخترق أعماق قلبها كاشفا عن جرح غائر لم تفلح السنين في مداواته لتهب واقفه علي قدميها بفعل الوجع المعتمل بداخلها و تصرخ بوجهه قائله
- اخرس يا حيوان، ليباغتها رائد ممسكا بشعرها بين يديه قائلا بغضب جحيمي
- إياكي تفكري تطولي لسانك عليا تاني احسن أقطعهولك فاهمه و لا لا...

ظلت تتخبط بين يديه و هو يشد بقوه علي شعرها حتى تركها بغته لتقع علي الأرض و القي عليها نظرة إحتقار ثم تركها و غادر ذلك المقهي المتطرف قليلا عن المدينه غافله عن تلك النظرات الشامته التي تنظر إليها من بعيد و تلتقط لها تلك. الصور و هي تتوعد لها بالهلاك...
- ماشي يا رائد وديني لموتك هيكون علي إيدي و هتشوف سميرة هتعمل فيك إيه.

و ما أن همت بإلتقاط هاتفها لإجراء مكالمه هاتفيه حتى تفاجأت برحيم الحسيني يتصل بها لتحاول لملمه شتات نفسها و ترد بنبرة حاولت جاهده ان تكون ثابته.

- أيوا يا عمي
- انتي فين يا سميرة و ازاي تتجرأي تخرجي من غير اذني
- أبدا يا بابا انا في في السوق بشتري شويه حاجات. و مردتش اصحي حضرتك لما عرفت انك نايم
- ازاي تسيبي نيفين لوحدها و تخرجي و انتي عارفه انها تعبانه
- مانا سيباها نايمه يا بابا و اطمنت عليها بنفسي قبل ما اخرج و بعدين انا مسافه السكه و جايه اهوة
- بسرعه متتأخريش و حسابنا لما ترجعي.

القي كلماته ثم اغلق الهاتف في وجهها مما ذاد من حنقها فالجميع يعاملها دون المستوي و كأنها نكرة لا قيمه لها و هذا ما جعل حقدها يذداد و تتوعد لهم جميعا بالهلاك...

دخل يوسف الغرفه بهيبته الطاغيه يسبقه قلبه متلهفاً لرؤيتها متجاهلا سهامها المغروزه بقلبه جراء كلماتها السامه التي أخذت تسري في أوردته مشعله بها نيران لا تهدأ.
و لكنه تفاجئ بصوت ضحكاتها التي أطربت آذانه لتجعله يقتحم الغرفه لرؤيه ابتسامتها التي كانت كشروق الشمس بالنسبه له و لكنه تجمد بأرضه عندما شاهد ذلك الطبيب أيضاً يضحك بتلك الطريقه.

و الحقيقه ان جميعهم كان يضحك و لكن قلبه لم يكن يري سواها فتلونت عيناه بلهيب الغيره...

- أهلا يوسف بيه. اتفضل عشان اشتكيلك من كاميليا هانم
كان هذا صوت رامي الذي التفت ليجد يوسف يقف علي باب الغرفه و لكنه لم يلحظ ظلام عينيه فقد كانت تلك الجنيه الغاضبه تسرق كل تفكيره.

اقترب يوسف من سرير كاميليا المرتعبه من نظراته المظلمه و خطواته التي كانت ترسو علي قلبها و تجلي رعبها منه في ارتعاشه يدها التي امسك بها بشده حتى كاد يكسر عظامها و هو يجلس بجانبها علي السرير ثم يحاوط كتفها بيده كأنه يعلن ملكيته لها و هو يرمقها بنظرات متوعده و من ثم التفت إلى رامي قائلا بلهجه خطرة فهمتها فاطمه علي الفور.

- عايز تشتكيلي من كاميليا ليه يا دكتور
- لحد دلوقتي مفطرتش، و طبيعي مخدتش دواها و ضغطها وطي ينفع
التفت يوسف و قد آلمه قلبه علي حالها و لكنه لم يظهر شئ مما يدور بداخله و ظلت نظراته لها جامده لكن رقت نبرت صوته قليلاً ليقول و هو يضغط علي كفها بين يده
- مفطرتيش ليه لحد دلوقتي.

لم تستطع ان تخرج الكلام من بين شفاهها فهي تعلم انه غاضب منها بشده فارتفع صوت انفاسها و القت نظره استجداء علي خالتها التي كانت تعرف بأن غضبه لن يلين سوي معها فوجهت نظرها لرامي قائله.

- خلاص يا دكتور خليهم يجيبوا الاكل و الدوا و يوسف هيأكلها و هيهتم بيها مش مراته حبيبته قالت الأخيره و هي توجه ليوسف نظرة ذات معني فحواها ( كن حنوناً معها )
لتتلقي إيماءة بسيطه منه دلاله علي تفهمه ما تقصده لتردف بعدها
- يالا يا بنات نستني بره علي ما كاميليا تفطر و تاخد دواها
ثم همت بالخروج تلاها كارما و غرام و رامي الذي نظر ليوسف و قال.

- حالاً يا يوسف بيه الممرضه هتجيب الفطار و الدوا لكاميليا هانم عن اذنك
ذاد إرتجاف جسدها ما ان سمعت الباب يغلق فهذا يعني انهم جميعهم تخلوا عنها و تركوها وحدها في مواجهه غضبه الجحيمي
شعر يوسف بإرتجافه جسدها الذي يحيط به بين ذراعيه فلعن نفسه علي إخافتها لهذا الشكل و أيضاً لعن قلبه الذي لم يستطع الابتعاد عنها لعدة ساعات فعاد به متحججاً بأنه يريد فاطمه لأمر هام...

ترك يوسف كتفها و نصب عوده متوجها للنافذه محاولا التنفيس عن ذلك الغضب الهائل الذي يعتمل بداخله.
مرت عده دقائق غلفها الصمت حتى سمع طرق علي الباب و دخلت الممرضه ليأمرها يوسف بترك الطعام و الدواء علي الطاوله قرب سريرها و أثناء ذلك القي نظرة خاطفه عليها ليجدها تعتصر كفيها بشده و تضغط علي شفتيها السفلي حتى كادت أن تُدميها ليقول بلهجه مريرة ما أن اغلقت الممرضه الباب خلفها.

- كل دا خوف مني و لا متضايقه انك شوفتيني
آلمتها تلك النبرة في صوته و تلك الإرتجافه بجانب فمه التي تحكي مقدار الألم الذي يعانيه لتقول بصوت رقيق ممتلئ بالحزن
- ليه بتقول كدا
- ضحكتك إلى كانت منورة وشك و مسمعه المستشفي كلها و إلى اتحولت 360 درجه لما انا دخلت.

شعرت بذلك العذاب الذي يقطر من بين كلماته فقد ظن انها حزنت لرؤيته لا يعلم بأن اكثر ما يفرحها في هذه الحياه هو رؤيته و لكنها ارتعبت من ظلام عيناه الذي واجهها به فلم تشعر سوي و هي تترجل من علي السرير لتقف خلفه قائله بنبرة مرتعشه.

- يوسف...
شعر بإقترابها منه لينتفض قلبه بداخله إشتياقاً لها و يذداد جحيمه لعجزه عن الالتفات إليها و غرسها بداخل أحضانه فهو يشتاق لكل إنش بها و لكن تبقي كلماتها و أفعالها حاجزاً بينهم ليطبق فمه مانعاً تدفق الكلمات من بين شفاهه لتفاجئه بتلك الكلمه التي فجرت براكين غضبه.

- أنا أسفه
و كأن تلك الكلمه كانت الكلمه التي قصمت ظهر البعير ليلتفت إليها بغضب جحيمي قائلا بصوت غاضب
- أسفه.

و لكن إلتفاته بهذا الجنون كادت ان توقعها أرضاً فشعرت بنفسها تترنح و كادت ان ترتطم بأرض الغرفه لولا أن التقطتها تلك اليدين القويتين مطوقه خصرها لترتفع رأسها تنظر إلى عينان تعشقهم حتى النخاع لتري بهم ذلك العذاب الذي كانت هيا المتسببه به فتمتد يداها تطوق خصره بكل ما تملك من قوة و تتسابق عبراتها بالهطول و ينتفض جسدها و هيا تقول.

- انا بحبك اوي يا يوسف و مقدرش اعيش من غيرك، انت مشيت الصبح من غير ما تفهم معني كلامي ايه انا سبب تعبي و حزني في الدنيا دي هو خوفي من اني اخسرك، انا هربت عشان مخسركش، انت اغلي حاجه عندي في الدنيا ارجوك متسبنيش همووت من غيرك.

كان رامي يتجول في طرقات المشفي و ابتسامه حالمه بلهاء ترتسم علي وجهه يفكر في تلك الجنيه الغاضبه الجميله التي خطفت قلبه ليتفاجئ بتلك القبضه الحديديه التي تمسك بعنقه تكاد تنتزع الحياه منه و تجره إلى تلك الغرفه تلصقه بالحائط خلفه و تلك الانفاس الغاضبه التي احرقت وجهه ليصطدم برؤيه ذلك المجنون ينظر إليه بنظرات مرعبه و هو يقول من بين أسنانه بصوت كزئير الأسد.

- عايز إيه من غرامي يا حيوان...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة