قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والعشرون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الرابع والعشرون

أيقنت بأنني لم أخلق لأحيا من دونك أبدآ و كل حياه خاليه منك فهي تعد جحيماً بالنسبه لي. فأنت كنت و لازلت ذلك النور بطريقي المظلم الخالي من أي مظاهر للحياه التي لم اعرفها قط سوي بين أحضان عشقك...
لذا بكامل قواي العقليه اليوم أخبرك أني أُحبك...

دقيقه إثنان ثلاثه لا تعرف كم مر من الوقت و هيا تنتفض بين يديه حتى بللت دموعها مقدمه صدره من شدة هطولها...
فقد كانت تبكي حبها و ضعفها و قله حيلتها أمام طوفان الشر الذي يحاوطها و هيا غير قادرة علي فعل شئ.
لم تستطع سوي ان ترتمي بين ذراعيه تنشد بعض الدفأ و الأمن الذي لم تشعر به مع احد سواه...

فجأه شعرت بالبرد يجتاح جميع أوصالها ممتداً إلى قلبها الذي رفض فكرة ان يكون قد سأم منها و قرر إبعادها ان حياته فأخذت رأسها تتحرك يميناً و يساراً عندما شعرت بذراعيه تطلقان سراحها فأخذت ترتجف و هيا لازالت تطوق خصره بيدها رافضه فكرة أن يفلتها قلبه ليصدمها ذلك الجمود في صوته الثابت المتناقض تماما لتلك العاصفه الهوجاء التي أثارتها كلماتها بداخل قلبه.

- كاميليا
بصعوبه حاولت نزع نفسها من بين أحضانه ملاذها الآمن و جنتها التي حُكم عليها بالنفي منها للأبد، تقهقرت خطوتان للخلف مطأطأه رأسها فهي غير قادرة علي النظر إلى عيناه فكيف و هيا لن تري بهم نظراته العاشقه التي كانت تختطفها من براثن تلك الحياه القاسيه و تخبرها دوماً بأن هناك ما يجب أن تحيا من أجله،؟

- بصيلي يا كاميليا.
كان هذا صوته القاسي البارد الذي و كأنه أقسم بأن لا يلين معها مرة ثانيه فيكفيه ذلك الألم و الخزلان الذي تجرعه علي يدها فلا مجال للضعف الآن.

أيقظ صوته بعضا من كبريائها الذي جعل يدها تمتد مرتجفه لتمسح بعض من عبراتها قبل ان ترفع رأسها و تنظر إليه و ياليتها لم تفعل فقد اهلكته تلك النظرات الحزينه المنبعثه من عيناها و التي اخبرته بمدي معاناتها ليقترب منها خطوة دون وعي و تمتد يداه لتمسح تلك الدمعه التي فرت من طرف عيناها و لكن كالعاده أوقفه كبرياؤه في اللحظه الأخيرة ليزفر حانقاً و هو يتراجع للخلف لتفاجئه بكلماتها الذي لا يعلم هل اغضبه ام افرحه.

- انا أسفه يا يوسف...
في النهايه شعر بالغضب فهل كل ما مر به تداويه كلمه أسف. ليتحدث بحده
- دي تاني مرة تتأسفي يا كاميليا، ممكن اعرف بتتأسفي عشان إيه بالظبط
- علي الحيرة إلى انت فيها بسببي دي
أثار حديثها دهشته التي سرعات ما تحولت لغضب فهتف بإنفعال
- بس.! عالحيرة إلى انا فيها بس، بالنسبه لهروبك إلى لحد دلوقتي مش لاقيله سبب مقنع. مش أسفه عليه.!
تابع بمراره تأكل قلبه من الداخل.

عارفه يا كاميليا انا اتحملت ايه في الست شهور دول،؟
من اول يوم هربتي فيه و انا بتحمل نظرات كل إلى حواليا من شفقه لإستهزاء لشماته لما بقيت لأول مرة في حياتي بهرب، بهرب من اهلي و اخواتي و اصحابي و من الناس كلها...
علت نبرة صوته بفعل ذلك الغضب الكامن في اعماقه ليتحرر الآن حتى انه فقد الشعور بالزمان و المكان فصاح كنمر جريح.

- لأول مرة في حياتي مقدرش اتحكم في دموعي لأول مرة احساني ضعيف بسببك. كنت بدفن نفسي في الشغل زي الحيوان عشان مفكرش فيكي و بردو مكنتش بعرف، في عز ما كنت ببقي مشغول و حوليا الف حد كانت صورتك بتيجي في خيالي تلخبط كل كياني، عقلي مبطلش تفكير لحظه واحده و قلبي طول الوقت بيسألني ليه،؟

غلطنا في ايه عشان تعمل فينا كدا،؟ وقفت قدام الدنيا بحالها عشان خاطرك و مهمنيش حد و لا اي حاجه، قولتلك انتي قوتي و من غيرك هضعف و بردو سبتيني، قولتلك متخليش حد يكسرني بيكي و الحقيقه ان انتي إلى كسرتيني يا كاميليا قال الأخيرة بلوعه أدمت قلبها.

فقد مزقتها كلماته و أشعرتها بمدي فداحه فعلتها فتفجرت بداخلها جميع براكين عشقه مع نيران الندم التي كانت تقرضها من الداخل لتندفع نحوه ترتمي بين ذراعيه و هيا تقول ببكاء
- متقولش كدا ارجوك يا يوسف، ياريتني كنت موت و لا عملت فيك كدا...
قاطعها بصرامه و دون وعي منه
- ماتقوليش كدا تاني
لتكمل بإنهيار بكل ما يعتمل بصدرها من وجع.

- سامحني غصب عني والله. والله غصب عني، مكنتش اقدر اعيش معاهم في مكان واحد، كنت خايفه اوي، انا كنت بموت من غيرك. معشتش يوم واحد حلو و انت بعيد، بس مكنش قدامي حل تاني يا يوسف والله مكان قدامي اي حل تاني.

اخترقت قذائف كلماتها مسامعه فتصلب جميع جسده مما ترجمه عقله له هل يمكن ان تكون محبوبته قد تعرضت للتهديد او الابتزاز علي يد احدهم دون علمه.؟
هل يمكن ان يكون احدهم استغل طيبتها و برائتها و أجبرها عن الرحيل،؟
فقان بإبعادها عنه ناظراٍ بقوة في عينيها و قال بترقب
- انتي بتقولي ايه، و مين إلى انتي خايفه منهم...

لم تستطع ان تجاوبه علي تساؤلاته فإذدادت عبراتها بالهطول دون توقف و أخفضت رأسها بقله حيله فهي لا تقدر علي إخباره أبعد من ذلك فامتدت يداه تحت ذقنها ترفع رأسها إليه و تلاقت أعينهم للحظات قبل أن يقول بألم.

- كاميليا كفايه عذاب بقي و قوليلي حصل ايه، انا معنش قادر اتحمل بعدي عنك اكتر من كدا، مبقتش قادر اتحمل الحيرة و النار إلى انا عايش فيها من وقت هروبك دي، انا خلاص قربت اتجنن...

امتد كفيه ليحيطا بوجهها بحنان لمس قلبها و خاصتا عندما قال برقه
- اتكلمي يا روح قلبي و انا اوعدك مش هسمح لحد في الدنيا كلها يمس شعرة منك
- حاضر يا يوسف هحكيلك.
أخيراً أخذت قرارها بالحديث فماذا ستخسر أثمن منه فإن كانت كل الطرق لا تؤدي إليه فلتصنع هيا طريقها الخاص بنفسها.

- طنط سميرة هددتني اني لازم ابعد عنك و إلا هتقول للناس كلها ان ماما كانت بتخون بابا مع عمو مراد و انها معاها الدليل إلى هتثبت بيه كلامها، و أنا مقدرتش اسبها تشوه سمعة ماما يا يوسف مقدرتش...
هبت من مكانها فلم تعد تستطيع التحمل أكثر لتجهش ببكاء مرير إلى أن شعرت به خلفها يحتضنها بذراعيه و هو يقول.

- هششش اهدي و بطلي عياط
انتزعت نفسها من بين احضانه و قد تذكرت حديثه عن والدتها الذي شطر قلبها لنصفين فقالت بصراخ.

-ماما عمرها ما كانت خاينه حتى لو كلكوا قولتوا كدا انا مش هصدق أبدا
و هنا صدح قلبه هاتفاً ألم أقل لك، من البدايه صدق حدسي فهي لم تتركنا كما ظننت بل إنها أجبرت علي الرحيل...

عند هذه الفكرة إحتضنها يوسف بكل ما يكنه لها من عشق فقد كان عناقاً كاسحاً يحمل من العشق ما تعجز الكلمات عن التعبير عنه الذي سرعان ما انتقل إليها فبادلته العناق غير عابئه بألم جسها الناتج عن احتضانه لها بهذا الشكل ليقوم يوسف بوضع إحدي ذراعيه اسفل ركبتيها حاملا إياها برفق كما لو كانت أثمن أشياؤة في هذه الحياه ثم جلس و أجلسها علي ساقه و هو يهدهدها كطفل صغير و أخذ يوزع قبلات متفرقه علي شعرها و يهمس لها ببضع الكلمات المطمئنه حتى هدأت شهقاتها فقام برفع رأسها و نظر إلى أعماق عيناها و قال بحب.

- آخر مرة أشوف الحزن دا كله في عنيكي و آخر مرة أشوفك بتعيطي كدا فاهمه
- يوسف.
قاطعها بوضع إصبعه علي كريزيتها الشهيه و قال بأمر
- فاهمه
تلقي إيماءة من رأسها فهو يعلم انها لازالت خائفه من المجهول و مما قد يصيبها من تلك الأفعي و لا تعلم انه ينتوي ان يُريها الجحيم علي الأرض و لكن صبراً فلكل مقام مقال.

- يعني انت خلاص سامحتني
قالتها كاميليا بعدما طال صمته و هو ينظر إليها بتلك النظرات الغامضه تري فهل لم يسامحها.؟ أم أنه لم يصدقها.؟

كان ينظر إليها و كأنه يتشرب ملامحها التي اشتاقها حد الجحيم. و لكنه قال معاندا صرخات قلبه التي تطالبه بها و قال
- تؤ، لسه
مطت شفتيها بعبوس و قالت بغضب طفولي فقد أرهقها كل شئ و لم تعد تطق ذرعاً بالفراق فقالت بحزن
- طب هتسامحني إمتا بقي
بعد إن تحدثت بهذا اللطف و بكل تلك الوداعه لم يستطع ان يقاوم قلبه أكثر فامتدت يداه اسفل ذقنها و قال بهمس و هو يقترب من شفتيها.

- لما اشبع منك الأول و اروي قلبي إلى بقاله عشرين سنه متحرمه عليه جنتك...
ما ان انهي جملته حتى أخذ ينهل من شهدها بلا هواده فغابت هيا عن العالم و غابا معها قلباً اكتفي بها عن العالم اجمع.

كينبوع ماء في وسط صحراء قاحله هكذا هو حبك، ?.

أعتقد بأن الحب و الغيره وجهان لعمله واحده فلا يوجد حب بدون غيره و لا غيره بدون حب. فكل مُحب غيور و كل غيور مُحٍب. لذا يستطيع الإنسان أن يخفي سنين من العشق بداخل صدره خلف ستار اللامبالاه لتأتي لحظه غيره واحده تطيح بكل ذلك الثبات الواهي كاشفه عن عشق جنوني قد فاض القلب به...

كانت غرام تتحدث علي الهاتف مع إحدي صديقاتها بالجامعه منتظرة ان يتجهز طلبها في كافيتريا المشفي لتلحظ ذلك الذي كان يتلفت حوله كطفل ضائع من والدته و أخيرا وجدها عندما التقمت عيناه تلك الفاتنه التي كانت تتحدث علي الهاتف و تمسك بإحدي خصلات شعرها بدلال غير عابئه بنظرات الإعجاب التي تحاوطها من كل جانب فتشعل بقلبه فتيل النيران التي لم تهدأ لثوان معدوده بعد ما فعله بذلك الطبيب الأحمق الذي تجرأ و نبض قلبه لأجلها. لتشعل هيا بأفعالها الجنونيه نيران غيرته من جديد عندما اقترب منها و سمعها تتحدث إلى صديقتها قائله بهيام.

- طول ايه و عرض إيه قمر قمر يخربيته لا و إيه كمان دوك قد الدنيا مش صايع من إلى مولودين في بقهم معلقه دهب و رايح جاي علي شركه بابي و جدي و هو و لا له أي لازمه في الدنيا.

صعقته كلماتها و تغزلها بذلك. الأحمق الذي حوله إلى كومه من العظام المحطمه فغلي الدم بعروقه و قال بتوعد
- ماشي يا غرام الكلب بقي انا صايع و ماليش لازمه اما وريتك...
خطي خطوتان تجاهها و ما كاد ان يخطو الثالثه حتى تفاجئ بذلك الغبي يتقدم منها و تنبعث من عيناه نظرات إعجاب صريحه و هو يقول.

- هيكون فيها قله ذوق مني لو قولتلك اني معجب بيكي جدا و عايز اتعرف عليكي.

التفتت له غرام متفاجئه و همت بأن تلقنه درساً لا ينساه ذلك الوقح و لكن رائحه عذبه تخللت انفها لتخبرها بأن هناك من يحترق في الخلف فاشتعل المكر بداخلها لتقوم برسم إبتسامه خجل متقنه جعلت من ذلك الشاب يتجرأ أكثر مقتربا منها خطوة آخري و هو يمد يده مصافحاً لتطيح به لكمه قويه تلقاها من ذلك الذي انفجرت كل خليه به غضباً و غيره فلم يعد يهتم بما يدور حوله و امتدت يده ممسكه بمعصمها يجذبها خلفه دون أن يهتم بتعثراتها و لا بصراخها الغاضب حتى وصل إلى سيارته ففتحها و القي بها في المقعد الأمامي و هو يزفر نيران من أنفه فلم تعبئ بمظهره المرعب و قالت صارخه بغضب.

- انت اتجننت، ايه إلى انت عملته دا
لم يستطع الإلتفات إليها فقد كان يحاول ان يهدأ من ذلك الغضب المريع الذي يتملك. كل خليه به و هيا لا تساعده أبداً بل تزيد من نيران غضبه التي لن تحرق سواها ليتفاجئ بصراخها به و يدها تمتد لتلكمه في كتفه و هيا تقول.

- انا بكلمك يا حيوان انت...
لم تستطع أن تكمل باقي جملتها لتمتد يده ممسكه بقبضتها بشده حتى كادت ان تطحن عظامها و جذبها ناحيته حتى أصبحت انفاسه الغاضبه تحرق بشرتها الرقيقه فشعرت بالرعب من ذلك الجحيم المرتسم بنظراته و نبرته الخطرة و هو يقول من بين أسنانه.

- حسك عينك صوتك يعلي عليا تاني او تفكري تقلي ادبك و تطولي لسانك إلى عايز قطعه دا فاهمه. و بعدين انا عارف إلى انتي بتعمليه دا مقصود عشان تجننيني صح.

اندهشت من حديثه و لكنها سرعان ما أجابت بمكر
- و هو ايه إلى حصل بقي و انا قصداه
- حوار الدكتور الغبي دا و كلامك مع صاحبتك و المتخلف إلى كان في الكافيه
تراقصت دقات قلبها من حديثه الذي يقطر غضبا و هيا تراه يتلوي بنيران الغيره و ذلك الشرار ينبعث من عيناه لتقرر هيا أن تزيد من معاناته لتقول بغنج أصابه بالجنون
- تقصد الدكتور رامي.

- قصدك دكتور زفت. متنطقيش إسمه قدامي قاطعها بغضب أعمي بفعل غيرته التي كانت تأكل كل ذرة فيه.

كتمت ضحكه شامته بداخلها و هيا تتعمد ان تقول ببراءة
- بصراحه مش فهماك ايه المش طبيعي في الحوار واحد شاف واحده اعجب بيها و واحده بتحكي لصاحبتها علي واحد اعجبت بيه انت ايه إلى مضيقك.

كانت كلماتها كالبنزين إلى صب علي نيراته ليضحك كمن مسه الجنون و يحرك رأسه يمينا و يساراً متمتماً دون وعي
- معجب بيها و هيا معجبه بيه
ثم بحركه مفاجئه جذبها من مؤخرة رأسها تجاهه إلى أن أصطدمت أنوفهم و هو يقول من بين أسنانه بغضب أسود.

- يمين بالله يا غرام لو جبتي سيره راجل تاني قدامي او حتى فكرتي فيه بينك و بين نفسك لهكون دافنك مكانك سامعه.

- ها يا حبيبتي عامله ايه دلوقتي
كان هذاا صوت صفيه الحاني تطمئن علي نيفين التي أصابت قلبها الحمي ما أن عرفت بحقيقه أن سميرة ليست والدتها فلم تتحمل تلك الفكرة انها فقط بيدق في لعبتها فتجسد ألم قلبها علي هيئه حمي أصابتها فجعلتها طريحه الفراش و كالعاده لم تهتم سميرة بها و لكنها الآن باتت تعرف السبب.

- الحمد لله يا طنط حاسه إني بقيت أحسن
- طب يالا قومي بقي عشان تاكلي و تاخدي دواكي
- مش قادرة يا طنط حاسه اني ماليش نفس للأكل
- مش عايزة دلع بنات قومي يالا و يكون يكون في علمك هتخلص الأكل دا كله و مش عايزة نقاش عيزاكي تخفي بسرعه و تبقي زي الحصان و ترجعي إنتي و روفان القردة تناكشوا في بعض.

تنهدت نيفين بحزن و قالت
- روفان مبتطقنيش أصلا يا طنط و كل كلامنا مع بعض خناق و بس
رق قلب صفيه لحال تلك المسكينه التي كانت ضحيه حقد و طمع والدتها فجلست بجانبها و اخذت تربت علي شعرها بحنان قائله.

- اوعي تقولي كدا تاني روفان بتحبك عشان انتي اختها هيا بس بتكره تصرفاتك في فرق بين انك تكرهي حد و بين انك تكرهي تصرفاته و انتي تصرفاتك كانت بتضايقنا كلنا و خصوصا تصرفاتك مع كاميليا.

هبت نيفين نافيه عنها تلك التهم في محاوله لتحسين صورتها امام صفيه
- أبدا والله يا طنط هيا إلى كانت بتبتدي الأول و تضايقني
- متكذبيش يا نيفين انا مش صغيرة و عارفه ايه كان بيحصل كويس اوي و عيزاكي تفتكري انها يتيمه يا بنتي و انتي ما شاء الله باباكي و ممتك اللتنين جمبك انما هيا مش جمبها حد
قاطعتها نيفين بقهر صائحه
- جمبها يوسف يا طنط.

- رزقها يا نيفين ان ربنا يسخرلها واحد زي يوسف يحبها بعد ما اتحرمت من حب و حنان ابوها و امها من و هيا لسه طفله.

- مانا بابا و ماما اللتنين موجودين بس عمري ما حسيت بحنانهم و لا حبهم بابا علي طول بعيد و مسافر و ماما ( غص قلبها لذكر تلك الكلمه البعيده تماما عن وصف سميرة و لكنها تجاهلت وجعها و اكملت ) وجودها زي عدمه بردو لا بحس بحبها و لا بحنانها اديني نايمه تعبانه اهوة و هيا حتى مش في دماغها، قوليلي يا طنط صفيه مش انا اولي بحب يوسف دا و انا إلى محتجاه اكتر من كاميليا.

صُدمت صفيه من مدي حقدها و أنانيتها و لكنها تعلم حقيقه معانتها مع ابويها و هذا ما جعلها تتمالك نفسها و تقول بهدوء.

- ربنا مقسم الأرزاق يا بنتي و كل واحد منا لله 24 قيراط واخدهم كاملين بس بيكونوا متوزعين و مش كل واحد زي التاني و انتي عندك جدك بيحبك اكتر واحده في احفاده و مبيتحملش عليكي الهوا و عندك اب بيحبك بس غصب عنه ظروف شغله بتجبره يكون بعيد عنك.

- قصدك مبيطقش يكون مع ماما في مكان واحد بسبب طنط زهرة مامت كاميليا.

- نيفين عيب كلامك دا متتدخليش في كلام اكبر منك و سيبك من كلام امك إلى نصه كذب و شوفي نفسك و حياتك و خرجي يوسف و كاميليا من حسباتك و لو مفكرة نفسك بتحبي يوسف فانتي غلطانه انتي عيزاه عشان تبقي انتصرتي علي كاميليا و بس، افتكري يا بنتي ان الحياه مش حرب و و إلى ميجيلكيش جري متمشيش عشانه خطوة، و القلب إلى ميحسش بيكي من اول مرة دا مش هيحس بيكي العمر كله، متفكريش انك مجرد ما كاميليا تخرج من حياه يوسف هيحبك لا، تبقي غلطانه عشان هيا مطبوعه في قلبه خرجت من حياته بس عايشه جواه...

غضبت نيفين من حديث صفيه الذي تعرف كل المعرفه بأنه حقيقه فقالت دون وعي
- مانتي عشتي مع عمي عامر و هو عمره ما قدر يحبك عاش و مات قلبه متعلق بواحده تانيه غيرك و قبلتي علي نفسك.

جاءهم ذلك الصوت الغاضب من عند باب الغرفه و هو يقول بصراخ هز أرجاء القصر
- نيفيين،!

و إن سألوك يوما كيف إنتهت حكايتنا فأخبرهم بأن ذلك القلب النقي و تلك المشاعر الرقيقه لم تتفق أبدا مع قسوتي و ظلام قلبي...

دقت طبول الخوف في داخلها من مظهره فقالت بصوت مهزوز
- انت مجنون سيبني و ابعد إيدك دي عني
صرخ قلبه الذي لم يعد يتحمل بعدها أكثر من ذلك فقال بصراخ و دون وعي
- أنتي بتاعتي اعمل فيكي إلى انا عايزه
- لتبادله صراخه الذي نبع من اعماق جرحها الغائر منه
- بصفتك إيه.

زاغت نظراته و أصابه سؤالها في الضميم و تدريجيا إنسحبت يداه الممسكه بشعرها و تركها بعد ما اربكه سؤالها الذي جعل عقله ينهره بشده علي كل هذا الجنون و لكن قلبه يرفض فقدانها يرفض فكرة إنتمائها لأحد غيره.
فواصلت هيا جلده بسوط كلماتها و كأنها تتحدي كل خليه به تنطق بحبها و تواصل تعريه مشاعره تجاهها.

- الدكتور رامي يعجب بيا او لا يخصك في ايه.؟ انا معجبه بيه و لا لا بردو يخصك في ايه.؟ و الشاب إلى جه يتعرف عليا في الكافيه بتضربه ليه.

شعر و كأن كلماتها كشفت الستار عن تلك الحقيقه التي يرفض الاعتراف بها و هي انه يعشقها بكل ذرة من كيانه فلم يعد يدري ماذا يفعل او ماذا يقول لينهره عقله قائلاً هل سنقع في ذلك الفخ مرة آخري...
ثم يصدح قلبه معاتباً بأنه أصبح لا يستطيع التنفس بدونها فيسقط مرة آخري في تلك الحيرة اللعينه لتتحدث هيا مقررة إنهاء معاناته بقرارها الذي شطر قلبه إلى نصفين.

- مادام معندكش إجابه يبقي تسمع مني الكلام إلى هقولهولك دا، ياريت متدخلش في اي حاجه تخصني لا ليك دعوة
مين معجب بيا و لا انا معجبه بمين احب إلى احبه و اتجوز إلى اتجوزه و دا شئ ميخصكش.

صرخ بها جراء الألم الكبير الذي شعر به جراء كلماتها الأخيره فأصبحت كل خليه به ترتجف من فرط الغضب و اوشكت دموع الندم و القهر ان تطفر من عيناه ليقترب منها و قد اهتزت نبره صوته بفعل تلك الغصه التي تملكته ليقول بقلب محطم من فرط العشق.

- علي جثتي تبقي لحد غيري و لو كررتي كلامك دا تاني و رحمه أبويا لهخليكي تبكي بدل الدموع دم يا غرامي.

أضاف ياء التملكيه كي يثبت لها و لنفسه أولاً بأنها تنتمي له و لكن نظرات التحدي النابعه من عينيه جعلت عزيمتها تبدأ في الإنهيار فهي أرادت ان تواصل تعذيبه بكلماتها عن الحب و الزواج من رجل آخر فهيا قد تمكنت من نقطه ضعفه و هيا غيرته العمياء عليها و لكنها ارتعبت من مظهرة و من حديثه و لم يردعها ذلك بل أبت أن تظهر خوفها منه و قالت بقوة تتنافي مع ذلك الضعف الذي دب في اوصالها من اقترابه منها بهذا الشكل.

- و لا تقدر تعملي حاجه و لا هخاف منك و كلامك دا مهزش شعرة مني أصلاً
راق له تحديها الذي تعلنه محاوله إخفاء ضعفها أمامه الذي تجلي في إرتجافه جسدها و ذياده دقات قلبها التي وصلت إلى مسامعه فاقترب منها و قد أسرته رائحتها الخلابه و ملامحها المحفورة بدقه علي جدران قلبه فأخذ ينظر إلى شفتيها منبع عذابه وإرتواءه قائلاً بهمس.

- تصدقي عندك حق الكلام مبيقصرش فيكي بس هنشوف الفعل هيعمل ايه
أنهي كلماته و قام بالإنقضاض علي شفتيها و إضفاء لهيب شوقه لها الذي يعذبه و يؤرق نومه ليتفاجئ بكفها الذي منعه آن يصل لمبتغاه و كأنه حُرم من دخول الجنه فرفع عيناه بحزن لتصطدم بتلك النظرة المحتقرة الممزوجه بالألم تنبعث من عيناها الجميله و تلك الكلمات التي ادمت قلبه و نبرتها الحزينه تلك أشعروه بمدي حقارته معها.

- دا على أساس إني واحده شمال و كدا بتتنقل من حضن كل واحد شويه و الدور جاي عليك، هبطت دمعه حارة من عيونها سرعان ما مسحتها بكفها حتى لا تسمح للضعف ان يستولي عليها و اكملت بقوة ممزوجه بنظرات احتقار استقرت كطلقات الرصاص في منتصف قلبه.

- بس عارف يا أدهم انا حتى لو شمال انت آخر واحد هفكر اكون معاه
انهت كلماتها و ترجلت إلى خارج السيارة ليندفع هو خلفها ليصدمه مشهد وقوفها خاف مازن الذي كان يبحث عنها و توفع وجودها معه فتوجه إلى الجراج ليجدها تخرج من السياره مهروله تجاهه تحتمي به من ذلك المجنون الذي كانت نظراته لا تبشر بالخير أبداً فرؤيه حبيبته تحتمي يرجل غيره اطاحت بكل ذرة تعقل لديه فأخذ يقترب منهم و هو يزمجر قائلا بغضب أعمى.

- مازن اوعي من قدامي و متدخلش بينا
- انت اتجننت يا ادهم ايه إلى بتعمله دا
صرخ به من فرط وجعه فهو لن يحتمل ان يكون أحد آخر عائق بينه و بينها
- قولتلك متدخلش بينا يا مازن دي حاجه بيني و بينها
- و هيا مش عيزاك و انا حذرتك قبل كذا انك تفكر تأذيها و بحذرك لتاني و لآخر مرة لو فكرت تقرل منها انا إلى هقفلك.

القي كلماته و لم يهتم لمهعره الذي يرثي له ثم التفت لغرام الذي تفتت قلبها وجعا عليه و لكنها أبت الضعف فهو قد جرحها و أهانها للحد الذي لا يحتمل الغفران...
- يالا يا غرام عشان نمشي.

كان هذا صوت مازن الذي اخرجها من شرودها و قطع ذلت التواصل البصري بينهم فقد كانت للحظات قد بدأت تضعف لذلك التوسل الذي يظهر جليا في نظراته و لكن صوت مازن انتشلها من طوفان عشقه الذي كاد ان يجرفها في تياره مرة آخري و لكن تلك النبرة المعذبه في صوته ارهقت قلبها الذي يعشقه حتى النخاع و لكنه من فرط وجعه يرفض مسامحته.

- غرام. متمشيش
قالها أدهم بنبره معذبه و لهجه أشبه بالتوسل ففد كان قلبه ينفطر لرؤيتها تغادره بتلك الطريقه يعشقها للحد الذي يجعله غير قادر علي التنفس بدونها يكاد يقسم الآن أنه قادر عاي غفران جميع معاصيها من وجهه نظره علي ألا تتركه و قلبه فرحيلها عذاب لا يفوق ألمه أي شئ في هذه الحياه و لكنها فاجئته بكلماتها التي رفعته إلى السماء السابعه لتلقي به بعد ذلك فيي أعماق الجحيم.

- أنا فعلا مش همشي يا أدهم، قالتها بنبرة رقيقه جعلت قلبه يتراقص فرحاً و من ثم أضافت بنبرة مغايرة تماما لتلك الرقه منذ ثواني لتتحول إلى نبرة قويه حاده كنصل السكين الذي انغرز في قلبه.

- مش همشي قبل ما اقولك ان إلى كان بينا خلاص خلص و انتهي و انا نسيته فملهاش لازمه بقي محاولاتك اننا نرجع عشان صدقني انت بتتعب نفسك عالفاضي انا نسيتك كإنك مكنتش موجود في حياتي أصلاً.

القت قذائف كلماتها التي استقرت بقلبه و اولته ظهرها و اتجهت نحو مازن و هيا تشعر بأنها تشاطره كل ذرة ألم يشعر بها و لسان حالها يقول هل من العدل أن أتألم لألمك و أحزن لحزنك في الوقت الذي قتلتني فيه بدون أن يحرك قلبك ساكناً لكل ذلك العذاب الذي أذقتني إياه،؟
ّفأي لعنه قد أصابتني لأعشق رجل مثلك.؟!

أن يقسو عليك شخصاً في عناقه، هو أشد أنواع الحب الذي قد تتلقاه يوماً...

بعد مرور عدة أيام استيقظت كاميليا علي قبلات متفرقه في كامل وجهها فظنت أنها تحلم فارتسمت علي شفتيها ابتسامه حالمه مستمتعه بتلك الأحاسيس اللذيذه التي سرت في جميع أنحاء جسدها لتتفاجئ بإختفائها فقطبت جبينها و تململت في نومتها ثم سمعت صوت الباب يغلق بعنففهمت من نومها تتطلع حولها فلم تجد أحد في الغرفه لتتنهد بخيبه فهي كانت تأمل في ان تراه فهو منذ ذلك اليوم الذي غفت في أحضانه لم تره أبداً و أيضاً رجوع خالتها إلى الإسكندريه بمثل هذه السرعه التي أثارت ريبتها و لكنها تحججت بقرب مواعيد اختبارات كارما و لكنها تعلم بأنه حدث شئ أجبرها عن الرحيل...

نفضت جميع افكارها بعيدا و نهضت حتى تتجهز فاليوم ستغادر ذلك المشفي و هيا خائفه بل مرتعبه من فكرة ذهابها للقصر مرة آخري و كم كانت تتمني لو كان يجانبها حتى تستمد منه بعض الشجاعه و لكن لا يوجد أمل بأن يأتي فمن الواضح أنه سأم منها...

استجمعت شجاعتها و بدلت ثيابها و اخذت تجهز حقيبتها فظهر أمامها قميصه الذي اخذته معها منذ سبعه أشهر عندما قررت الهرب منه فلازال يحمل رائحته التي كانت الأنيس لها في ليلها الطويل و المظلم بدونه فأخذت تقربه من أنفها علها تطفئ لهيب قلبها ااذي اشعله الشوق.

فأخذتها رائحته إلى عالم خاص بهما تتمني لو تظل معه هناك للأبد فلم تلحظ ذلك ااذي فتح باب الغرفه و توجه تجاهها ليتفاجئ بها تحتضن قميصه بهذا الشكل ليقترب منها مطوقاً خصرها محتضناً إياها بقوة محببه إلى قلبها و أتاها صوته الرائع بتلك البحه المحببه إليها كثيرا.

- شكل في حد هنا اشتاقلي
فأسندت رأسها إلى صدره و أمالتها للجهه الآخري قليلاً حتى تتمكن من رؤيه ملامحه و التأكد من حقيقه وجوده بجانبها فهي تخشي ان يكون حلم يصوره لها قلبها الذي اشتاقه حد الجحيم فارتفعت يدها لتتلمس ملامحه حتى وصلت إلى فمه لتتلقي قبله دافئه من شفتيه علي راحه يدها جعلت قلبها يذوب بداخلها و خرجت الكلمات من فمها دون وعي.

- يوسف انت هنا بجد و لا حلم و هفوق منه علي كابوس غيابك عني تاني
لم تتلق سوي سوي إبتسامه جميله من شفتيه اتبعها بقبلات متفرقه علي عنقها المرمري جعلتها تحلق فوق الغيوم و جعلت جسدها يذوب بين ذراعيه و أخذت تخرج همهمات عاشقه من شفتيها أتبعتها بصرخه متألمه عندما شعرت بأسنانه الحاده تقضم عنقها بعضه خفيفه فاستدارت بداخل أحضانه غاضبه و قالت بوجع.

- كدا يا يوسف وجعتني
- سلامتك يا قلب يوسف من الوجع تحدث يوسف بعشق كبير تجلي بنظراته الزرقاء التي لم تصفو يوماً لسواها. ثم قام بتقبيل مكان عضته برقه أذابتها ثم نظر بعيونها قائلا
- لسه زعلانه
تحدثت بدلال يليق بها كثيراً
- تؤ تؤ مش زعلانه
ضيق عينيه بمكر و قال متخابثاً و قد بلغ الشوق ذروته بداخل قلبه
- بس انا حاسس انك زعلانه و عايز اصالحك
أخجلتها نظراته و تلميحاته التي تجعل قلبها يدق بعنف فقالت تشاكسه.

- يوسف انت بتتلكك علي فكرة
اقترب منها أكثر و شدد من ذراعيه حول خصرها و هو يقول
- مش محتاج اتلكك علي فكرة وحشتيني
أضاء وميض الأمل من غفرانه في قلبها لتقول بلهفه
- يعني خلاص سامحتني و مبقتش زعلان مني.

تنهد يوسف و قد شعر بأنه قد آن الأوان للحديث و وضع المشاعر جانبا فهو علي وشك أن يقود حرباً طاحنه و هيا درعه و مصدر قوته فيها فامسك بيدها و قام بتقبيل راحه كفها قبل ان يجذبها ليجلسا سويا علي الفراش و قد بدأ حديثه الذي تمني من كل قلبه لو تفهمه و تشعر به.

- كاميليا. انا عارف انك بتحبيني بس قبل تحبيني حبي نفسك عشاني. حافظي عليها عشاني، قولتهالك و هقولهالك قبل كدا انتي سر قوتي و ضعفك يعني ضعف ليا عشان كدا عايزك قويه. مش اي حد يقدر يكسرك او بكلمتين هايفين و تهديد اهبل زي دا يبعدوكي عني بالرغم من انك عارفه اني اقدر اخرس سميرة باقيه عمرها بس انتي خفتي و هربتي و مش بلومك علي دا عشان انا بحمل نفسي الذنب اني مقدرتش احميكي منهم. بس صدقيني اي غلط بعد كدا بالنسبالي مش هيعدي من غير عقاب.

لا تعرف كاميليا هل تفرح ام تحزن فهاهي ي معه من جديد و لا يوجد مزيد من الألم و العذاب بعد الآن و لكن هناك عذاب من نوع آخر فوجودها مع تلك المرأة التي تعلم مقدار الحقد و الكراهيه التي تكنها لها فهي تشعر بالرعب من مجرد وجودها معها في ذلك القصر و لكن لا يوجد سوي حل وحيد للهروب من براثن حقدها.
التفتت اليه لتنظر اليه بنظرات يملؤوها الخوف و قالت بنبرة مرتجفه
- يوسف.
- عيونه
- انت بتحبني صح.

- بعشقك يا كاميليا
اربكتها كلماته و تلك النظرات العاشقه التي يرمقها بها فصعبت عليها حديثها لتهب واقفه و هيا تتلاعب بمقدمه ثوبها لكي تخفي ارتجافه يدها و تقول بنبره حاولت جاهده أن تجعلها ثابته قدر الإمكان.

- يبقي تثبتلي انك بتحبني
التقمت عيناه توترها الملحوظ و رجفه يدها و تململ الكلمات علي اعتاب شفتيها فاقترب منها قاصداً بأن يطيح بكل ذرة ثبات تمتلكها محاوطاً خصرها بيديه و قام بإلصاقها به حتى اصبحت كجسد ثان له و قام بطبع قبله بجانب اذنيها و قال بهمس
- و إيه يثبتلك إني بعشقك يا كاميليا
- طلقني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة