قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل العاشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل العاشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل العاشر

أحبك...
اعترف لك مثلما يعترف المحكوم عليه بجريمه
لم يرتكبها و هو في طوق المشنقه، كي يبرر لنفسه نهايه
لا يُريدها،.

كاميليا بوهن: يوسف
فلما وجدته يعتصر قبضه يده بشده فهو يقاوم قلبه عن الالتفات لها فرق قلبها علي حاله و حالها
فنطق قلبها و ردد لسانها بتلك الكلمه التي كالسهم استقرت في منتصف قلبه...
أحبك...
صُدم يوسف الذي كان منذ برهه يعاني مع قلبه المشتاق
و كبرياؤه الجريح لتحسم هيا أمرهما سريعا بتلك القنبله الموقوته ليلتفت لها يوسف و هو غائب كلياً عن الواقع.

لا يري امامه سوي معشوقته التي يتلظي الفؤاد بنيران عشقها فتقدم منها بقلب قد وصل الشوق به إلى ذروته يريد ان يطفئ بها نيران عشقه...

و لكن مهلاً فرجل مثله يمتلك من الكبرياء ما يجعله يتحمل ان تأكله النيران حياً دون ان يرمش له جفن
علي ان ينطفئ بمن طعنت كبرياؤه و رجولته بخنجر الغدر و غادرته دون ذرة ندم...
فحين اوشك علي ان يعتصرها بين ذراعيه نهره عقله بشده فحتي ان كان هذا القلب الخائن قد سامحها فحتما سيكون عقله له و لها بالمرصاد.

فامسك يوسف معصميها بكلتا يديه بشده حتى كادا ان ينخلعا بين يديه و قال بصوت اجش من فرط الوجع و الأشتياق في آن واحد فقد كان يتقدم خطوة و تتراجع هيا آخري
قوليلي سبب واحد بس مقنع اضحك بيه علي نفسي و علي كرامتي و إلى دوستي عليهم يوم ما هربتي مني...
سبب واحد بس يخليكي تهربي و تسبيني بعد كل إلى كان بينا...
للدرجادي انا مفرقش معاكي،؟
للدرجادي كل حبي إلى كنت مغرقك بيه كان و لا حاجه بالنسبالك؟!

ايه كنتي بتتسلي و بعد ما لقيتي ان الموضوع دخل في الجد قولتي تهربي تشوفي تسليه جديده
ثم صرخ قائلا ردي عليااااااا
ارتجفت كاميليا رعباً و وجعاً من حالته و انهارت بين يديه قائله
ارجوك يا يوسف متقولش كدا انا عمري ما كنت كدا معقول يا يوسف مش عارفني غصب عني والله...
- امال ليه سبتيني بالطريقه دي ردي عليا ارجوكي
و ارحميني من العذاب إلى رمتيني فيه.

اخذت كاميليا بالبكاء بإنهيار فهي لن تقدر علي اخباره بوجعها و لن تتحمل ان ينظر اليها باحتقار ابدا فهي تعشقه حد الجنون و لا شئ قادر علي كسرها سوي كرهه لها و ابتعاده عنها
فهو بمثابه موت لها و إن كانت كل الطرق تؤدي إلى الموت فلتختار الموت بكرامه و بعض من الكبرياء...

تعرف ان بعد كلماتها التاليه سوف تخسره للأبد و لكن هذا ما عهدته من هذه الحياه العذاب و الوحده و اليُتم أيضا...
فها هي علي وشك خساره حياتها المتمثله فيه
فقالت بحنان و وجع ام علي وشك وداع فلذه كبدها
- انا مكذبتش عليك ابدا يا يوسف انا فعلا حبيتك و عشقتك...
لم يمهلها يوسف الفرصه لتكمل فعندما نطقت تلك الكلمات التي وكأنها نفخت الروح بقلبه ليحيا بحبها من جديد
فاندفع معانقا اياها عناق ساحق ملتهما شفتيها.

بقبله عاصفه بثها فيها كل عشقه و شغفه و كأنما يريد ان يُرمم بها جروح قلبه الذي خلفها غيابها...
لم يختلف الأمر كثيرا بالنسبه لها فقد كانت تبادله شغفه و عشقه بجنون...
فقد كان الامر بينهم اشبه بحربا طاحنه مدججه بكل انواع المشاعر و الاحاسيس فلم ينتبها لسقوط الطاوله بجانبهم و لا لتناثر الأشياء حولهم
فقد تناسي كلاً منهما العالم و لم يبقي سوي قلبيهما الذان اذابهم العشق و اتحدا بعد شهور من العذاب...

لم يخرجهما من تلك المعركه الضاريه سوي استغاثه رئتيهما طالبه ببعض الهواء.
تركها يوسف علي مضض و اسند جبهته علي جبهتها فكانا كلاهما يلهث من جراء تلك المعركه
و الحقيقه انه كانت هناك معركه من نوعا آخر تدور بداخل كليهما...
فكان عقله يؤنبه بشده لضعفه امامها و تركه العنان لمشاعره التي لطالما تحكم بها بمجرد كلمات حب واهيه لم تردعها عن هجره...

و من ناحيه آخري كان قلبه الذي كان يشعر بصدقها و عمق مشاعرها يتوسل له بالا يحكم عليه بالموت فالحياه بدونها بمثابه موت بالنسبه له...
و كان هو بالمنتصف حائر بين تأنيب عقله و توسلات قلبه و يالها من حيرة تقود الانسان إلى الجنون...

اما عندها فكانت معركه تُدمي القلوب و تُفتتها.
فهي وحيده ضعيفه خائفه من شبح ماض بات يحاصرها من جميع الاتجاهات فلا هروب منه سوي بموتها. ،
فالموت هو النهايه الحتميه لتلك الحياه البائسه و لكن الموت بكبرياء افضل كثيرا من الموت علي قارعه طريق ملئ بالازلال و الإذدراء...

هكذا اخبرها عقلها و المثير للدهشه و الحزن ايضا ان يستسلم قلبها لذلك الخيار فلا قدرة له علي تحمل نظرة احتقار من عينين لاطاما رأت بهم العشق و الحنان...
حسمت امرها أخيرا فلم تكد تتحدث حتى سبقها يوسف قائلا بصوت أجش.
- احنا لازم نتكلم.

دب الرعب في اوصالها و كأنما جميع قرارتها تبخرت في الهواء فها قد جائت اللحظه التي تمنت كثيرا الا تأتي. دون ان تدري اعتصرت يداها قميصه الممسكه به من فرط الألم. و حاولت منع دموعها بصعوبه
نظر يوسف إلى ارتجاف يديها و رفرفه رموشها كأنها تحارب دموع علي وشك الهطول و رعشه شفتيها فصرخ قلبه قائلا الم اقل لك...

قد كانت كمن يخوض معركه داخليه ترهقه حتى بات الالم جليا علي ملامح وجهها.
فامسك يوسف يدها الممسكه بقميصه و قربها من فمه طابعا قبله حانيه علي راحه يدها محتضنا بكفه الآخر خدها الجميل قائلا بحنان
- كاميليا...
فاخفضت رأسها خوفا من ان يري ذلك العذاب في عينيها...
فوضع يوسف يده اسفل ذقنها رافعا رأسها قائلا بنفس اللهجه الحانيه
- ياااااااه اول مرة تخبي عيونك مني
كاميليا بوهن - ارجوك يا يوسف
يوسف مقاطعا.

- قبل ما تقولي اي حاجه خليكي فاكره اني امانك و حمايتك و اني عمري ما هسمح لحد او لحاجه تأذيكي اوعي تخافي من حاجه و انا موجود انا ممكن اهد الدنيا و ابنيها عشان خاطرك و انا قولتلك الكلام دا قبل كدا و بالرغم من اني مبعيدش كلامي مرتين بس هعيده عشان خاطرك...

لملمت كاميليا شتات نفسها و قالت بثقه واهيه
- احنا لازم نتكلم زي مانتا قولت
- تمام نتكلم، تعال اقعدي
سحبها يوسف من يدها و اجلسها بجانبه علي الاريكه او بالاصح الصقها بجانبه فقد اشتاقها حد الجنون فكان غير قادر علي ابعادها عنه و لو لبعض سنتيمترات.

فسحبت كاميليا نفسها و جلست علي جانب السرير المقابل له فهي تعلم ان ذلك الماكر اجلسها بقربه كي يؤثر عليها بسحره الفتاك...

فهم يوسف ما فعلته فاسند ظهره علي الاريكه فاردا قدميه حتى اوشك ان يلامس قدميها فوجدها تبتلع ريقها بصعوبه فلاح شبه ابتسامه علي جانب شفتيه و نظر لها مضيقا عيناه قائلا - سامعك.

ارتبكت كاميليا قليلا و ابتلعت ريقها بتوتر فهي لا تعلم كيف تبدأ الحديث خاصتا و هو ينظر لها بتلك الطريقه التي تجعل قلبها ينتفض يود لو يخرج بين ضلوعها من شده خفقاته
فلاحظ يوسف حالتها فقال بسخريه
- ايه هيا القطه كلت لسانك و لا مش عارفه تبتدي منين
زاد ارتباك كاميليا فهو لازال يعرفها جيدا و يعلم ما يدور برأسها دون للحاجه إلى الحديث
فكيف لها ان تخبره ما انتوت عليه بدون ان يشك بها.

فقال يوسف بنفاذ صبر فهو لن يترك لها فرصه للتفكير
- هربتي ليه يا كاميليا
زادت وتيره أنفاسها و تعالت دقات قلبها و زاد توترها.
اللعنه عليه فهو لا يمهلها بعض الوقت لتستجمع افكارها
فقالت باندفاع و غضب
- عشان حاسه اني اتسرعت اقصد اننا غلطنا و اتسرعنا يعني ماشي انا حبيتك بس دا لإني معرفتش غيرك...

فتحت عيوني لقيتك ادامي كنت عايزه اختبر مشاعري ناحيتك مش ممكن يكون مجرد اعجاب او يكون امتنان عشان طول عمرك واقف جمبي و بتحميني
انا محبتش اخدعك
هل من العدل ان يكون الإنسان مسير دائما و عندما تعطيه الحياه فرصه الاختيار يكون الاختيار حول كيفيه هلاكه،!
كمن يخير ان يقتل بالسكين ام يقتل بالسم؟
هل ينتابه الفرح لحصوله علي فرصه ان يكون صاحب القرار لمره يتيمه طوال حياته البائسه.؟!

ام يحزن لكون تلك الفرصه ستودي بحياته و تلقي به في الجحيم الذي لا نهايه له.

- مازن عايز اتكلم معاك
- تمام يا على
التفت على لكارما التي كانت تتابع حديثهما بخوف قائلا
- هنزل الكافيتريا انا و مازن استنيني هنا شويه و طالع
- تمام يا علي رددت كارما كلماتها و هيا تنظر إلى مازن بضعف
فالقي عليها نظرة طمأنتها ثم انصرف مغادرا مع علي
نزل كلا من مازن و علي إلى مقهي المستشفى و ما ان جلسا عل الطاوله حتى تكلم علي بحدة قائلا
- يوسف فين يا مازن
تنهد مازن قائلا - معرفش.

- لا انت عارف يا مازن انت صاحبه الوحيد و ابن خالته و اكيد عارف مكانه
مازن بغضب - قولتلك معرفش يا علي
على بحدة قائلا
- يعني أيه متعرفش امال مين إلى يعرف
- مازن ببرود بما إنى صاحبه الوحيد و ابن خالته و معرفش يبقي محدش يعرف
استشاط على غضبا فقال بصياح
- لآخر مرة هسألك يوسف أخد كاميليا و راح علي فين يا مازن
- و انت مالك و مال كاميليا و تعرفها منين.

كان هذا صوت أدهم الذي أخبرته كارما بجلوسهم في المقهى فتبعهم و فوجئ بذلك الشجار و على يتسائل عن مكان كاميليا و يوسف.

زفر مازن بحنق قائلا
- كاميليا تبقى بنت خالت على و كانت قاعده
عندهم من يوم ما هربت
عقد أدهم حاجبيه و قال بدهشه
- بنت خالته ازاي يعني انت أكيد بتهزر ايه إلى لم الشامي عالمغربي
وجه على حديثه لأدهم بغضب قائلا
-أخوك خطف بنت خالتي وداها فين يا أدهم
سخر أدهم من حديثه قائلا
- هو في حد بردو يخطف مراته يا حضرة الظابط.

- اجابه على بحنق و لما مراته تهرب منه و تروح علي المكان الوحيد إلى عمره ما هيلقاها فيه دا تسميه إيه.

-دا اسميه غباء، الواحده إلى تسيب بيتها و جوزها و تهرب من غير و لا كلمه دي تبقي غبيه...
او تبقي حاجه تانيه مش هقدر اقولها بس الناس بره هتقولها قالها أدهم بحده
اهتاج على من طريقه حديثه عن كاميليا فأمسك أدهم من تلابيبه قائلا بصياح
- إياك تتكلم عن بنت خالتي بطريقه مش كويسه فاهم و لا افهمك بطريقتي
- وريني طريقتك دي ازاي بقي إن شاء الله يا على قالها أدهم بصياح بعد ما امسك على من ياقه قميصه.

تدخل مازن للفصل بينهم عندما وجد تجمهر الناس حولهم قائلا من بين أسنانه
- في ايه انت و هو انتوا هتضربوا بعض بطلوا جنان بقي الناس اتلمت عليكوا
ترك كلا منهما الآخر علي مضض و لكن كان القتال بالنظرات مازال قائما.
- نظر على لكلا منهما قائلا كاميليا بنت خالتي و جت عندنا مكسورة و خايفه و من يوم ما دخلت بيتنا بقت واحده من أخواتي و انا عمرى ما هسيب واحده من اخواتي يحصل فيها كدا و اسكت.

و لإني عارف ان اكيد هروب كاميليا دا وراه حاجه كبيرة اوي و أكيد يوسف أذاها عشان تهرب بالشكل دا
و لو انتوا مش هتقولولي مكان يوسف فين انا هعرفه و هرجع كاميليا تاني
قال مازن مهدئا
-اهدي يا على يوسف عمره ما هيأذي كاميليا يوسف بيعشقها و هيا كمان بتحبه جدا ياريت تسيبهم متدخلش بينهم و بعدين مينفعش تدخل بين راجل و مراته.

- لما تبقي كاميليا ماشيه معاه بإرادتها يبقي وقتها مش من حقي اتدخل انما دا خطفها عارف يعني إيه خطفها و خدرها والله واعلم هيعمل فيها ايه.

- أدهم بغضب انت مجنون يا ابني دي مراته يعني هيعذبها مثلا
- و مستغرب ليه ماهي خالتي زهرة فضلت تتعذب عندكوا لحد ما ماتت قالها علي بغضب
- و دا مين ضحك عليك و قالك الكلام دا إن شاء الله عمى احمد عاش و مات بيحب خالتك و عمره ما أذاها بكلمه حتى.

- فعلا هو معذبهاش بإيديه بس كان ساكت عالي بيعذبوها و كان بيشوفها بتموت و تدبل كل يوم قدامه و مقدرش يعملها حاجه تفتكر هو كدا مشاركش في تعذيبها.
خالتي ادفنت بالحيا من يوم ما دخلت عيلتكوا
- و انت بقي حامي الحمى إلى هتنقذ بنت خالتك من عيلتها الشريرة قالها أدهم بسخريه.

عند هذا الحد تدخل مازن الذي ما أن رأى على علي وشك الهجوم على أدهم مرة آخرى قائلا بصياح
- ما تبطلوا بقي في ايه اسكت شويه يا أدهم بطل أسلوبك المستفز دا
و انت كمان يا على ما تهدى بقى يا أخى قولنالك يوسف عمره ما هيأذيها.
كاميليا دي أغلى حد عنده في الدنيا و انا واثق انهم هيتصالحوا في أسرع وقت انا معاشرهم و عارف
بقولك إيه بلاش تحط نفسك في موقف وحش.

لإن كاميليا استحاله هتسيب يوسف بعد ما رجعها حتى لو هربت منه قبل كدا فأكيد يوسف هيفهم دوافعها
و هيطمنها صدقني انا اكتر واحد عارفه
-لما اسمع كاميليا بتقولي كدا بلسانها وقتها بس مش هتدخل بينهم و هسيبهم يحلوا خلافتهم سوى و لو أنتوا مش هتقولولي مكانهم فين انا هعرف.

- لوى أدهم شفتيه بسخريه قائلا دا لو يوسف سمحلك تقرب منها أصلا
- على بإستهزاء دا لما أكون هاخد الإذن منه اصلا...
ثم رمقهم بإذدراء قائلا
- انا دخلتكوا بيتى و قعدتكوا مع أهلى و كلنا عيش و ملح مع بعض بس الظاهر إن الى زيكوا ميفهموش يعني ايه عيش و ملح و ثقه الناس فيكوا مالهاش اي قيمه عندكوا عشان كدا انا مش عايز اعرف حد فيكوا تاني
ثم اندفع إلى داخل المشفي.

كنت أظن سابقا بأني ضائع.
و لكن الآن عرفت معني الضياع الحقيقي عندما نظرت إلى غابات عيناها فلم اعد ادري اين انا و ماذا اريد؟!
فقط شعرت بذلك الساكن علي يساري يرتجف بشده كمن ضربته صاعقه مباغته لا يدري من أين جاءت...

قرر علي النزول إلى القاهرة بعد ما اخبر كارما
انه استدعي لمهمه طارئه قد تستغرق يومان او اكثر
و لم يخبرها عن ما دار بينه و بين والدته و لا عن مهمته الحقيقيه كي لا تخاف او تحاول منعه
و اخيرا بعد وقت ليس بقليل وصل علي إلى ذلك القصر الكبير بعد ان اجري اتصالاته لمعرفه معلومات عن يوسف الحسيني فقرر الذهاب إلى قصرهم و هو يعلم تمام المعرفه بعدم وجود يوسف هناك.

و لكن يريد ان يعلم جميع من بالقصر ان مصير كاميليا لن يكون مثل امها و انها تمتلك من يقدر علي حمايتها منهم
و انها ليست بوحيده و لن يقدر احد علي ابعادها عن اهلها
و من ناحيه اخري يريد ان يعلم يوسف انه في حاله أذيتها فهو حتماً سيجد من يقف له بالمرصاد...

دخل على إلى بهو القصر بعد ما اخبر الحرس بهويته فاوصلوه إلى الداخل و عندما كان يقف بشموخ وجد تلك الجميله تنزل منعلي الدرج تتدلل و كأنها أميرة متوجه فاتسع بؤبؤ عيناه و تسارعت انفاسه و شعر بدقات قلبه تقرع كالطبول و لسان حاله يقول يا الهي ما هذا الجمال و ما تلك الهاله من البراءه المحيطه بها هل هبطت الملائكه من السماء لتستقر معهم علي الأرض،.

اقتربت روفان بخجل من هذا الفارس الوسيم الذي يقف بشموخ في بهو قصرهم و قد خطف انفاسها بوسامته الممزوجه بتلك الهيبه التي تحيط به
حدق الأثنان ببعضهم البعض لثوان بسيطه ثم بصعوبه تخلص علي من سحر عيناها الناعستين نافضاً جميع الافكار التي غزت قلبه و عقله معا فهو قد جاء لمهمه محدده فلا ينبغي ان يحيد عنها فقال بصوت رزين
- عايز اقابل رحيم بيه الحسيني هو موجود.

- و أخيرا خرج صوتها الاشبه بسيمفونيه ناعمه عزفت علي اوتار قلبه قائله
- جدو فوق في اوضته بيرتاح شويه ممكن اعرف حضرتك مين
- اجاب على بلهجه يشوبها الغرور انا الرائد علي سالم هاشم و كنت عايزه في موضوع مهم ممكن تناديلي حد اقدر اتكلم معاه.

اغتاظت روفان من حديثه معها هل يسخر منها ام ماذا
فقالت روفان بغضب طفولي
- و هو انا مش ماليه عين حضرتك و لا حاجه
- نظر إليها على نظره تفحصيه من اعلي رأسها حتى اخمص قدميها ثم رفع حاجبه بإستهزاء كي يستفزها اكثر فهو قد راقه له غضبها فقال بسخريه
-روحي يا شاطره اندهيلي حد طويل اكلمه، اقصد حد كبير اكلمه
و كأن نظرات السخريه خاصته لم تكن تكفيها ليأتي حديثه ايضا ليزيد من غضبها
- تصدق انك حد قليل الأدب.

فلم يكد يجيبها حتى اتاهم ذلك الصوت الماكر من اعلي السلالم يردد
- لا ملكيش حق يا روفان عيب كدا حضرة الظابط في بيتنا
نزلت نيفين تتدلل من اعلي السلالم امام انظار على المتفحصه و اقتربت منه قائله بدلال مصطنع
- اهلا يا سياده الرائد انا نيفين الحسيني و دي روفان بنت عمى زي مانتا شايف كدا خدوا من طولها حطوا في لسانها
ها اقدر اخدم حضرتك بإيه.

القي على نظرة خاطفه على روفان التي تجمعت الدموع في عيناها من سخريه نيفين منها امامه
فغضب بشدة و ألمه قلبه علي رؤيتها هكذا فوجه حديثه لنيفين بلهجه جافه متجاهلا يدها الممدودة لتصافحه قائلا
- حضرتك انا مش جاي هنا اتعرف، انا جاى عايز اقابل رحيم بيه الحسيني
انفلتت ضحكه خافته من روفان لطريقه على المهينه مع نيفين فابتسم على داخليا و أيقن انه خلف تلك البراءة مكر أنثوي خطير راق له.

- انت مين يا ولد و ازاى تعلي صوتك في بيتي بالشكل دا
التفت على لمصدر الصوت ثم ارتفع حاجبه بسخريه قائلا
- حضرتك بقي رحيم بيه الحسيني، انا الرائد على سالم هاشم و كنت عايزك في موضوع مهم
- طب اتفضل قدامي علي اوضه المكتب
اتجه على إلى غرفه المكتب و عند مروره بروفان اخفض رأسه بجانب أذنها قائلا بهمس
- هو الطول حلو في الستات و كل حاجه بس القصر في حالتك انت قمر اوي...

اردف كلامه بغمزه مشاكسه ثم توجه إلى حيث مكتب جدها...
فابتسمت روفان من إطرائه و غزا الاحمرار وجنتيها و علت دقات قلبها...
فلاحظت نيفين حالتها فاغتاظت و قالت بغل
- هو قالك ايه خلي وشك يحمر كدا
- ملكيش دعوه يا بارده انتي قالي ايه و لا اكمنه مرداش يسلم عليكي و احرجك متغاظه
اشتعل غضب نيفين من حديثها و قالت
- علي اساس انه مكنش عمال يتريق عليكي من شويه
- ليه يا حبيبتي ناقصه ايد و لا ناقصه رجل عشان يتريق عليا.

- في ايه يا بنت انتي و هيا بتتخانقوا ليه قالتها صفيه القادمه. من المطبخ
- أبدا يا ماما دي نيفين كالعاده متقدرش تقعد من غير ما تضايق إلى حواليها
- نيفين باننكسار مصطنع ابدا والله يا طنط صفيه دانا كنت بهزر مع روفي و هيا كالعاده صدتني و فهمتني غلط.

- دا بجد، تصدقي معرفتكيش انا كدا يابنتي ادائك فيك اوي والله و مكشوف
- خلاص يا روفان متضايقيش بنت عمك
و ما ان انهت صفيه جملتها حتى التفتوا جميعا لتلك الاصوات الغاضبه القادمه من غرفه المكتب.

لم اعتد يوما علي الإنحناء و لم اكن يوما رجلا يؤمن بالتنازلات اعتدت علي الحريه لم يأسرني شئ من قبل
وكنت اعتقد سابقاً بأني املك كل شئ في الحياه
فلا ينقصني غياب احدهم او يزيدني وجوده إلى أن علقت بها فأتت بى عيناها من النظرة الأولي و أتي بى قلبي راكعا علي اعتاب قلبها مرددا هذا ما كان ينقصني...
فاكتشفت حينها أنني لم اكن املك من الحياه شئ. و لم اري فيها من الجمال ما يكفي ليلتفت إنتباهي...

إلي أن طوقني عشقها فعرفت معني الإكتمال الحقيقي.
فبات قلبي يقنعني بأن الانهزام امام عيناها إنتصار بل و أدركت أنني لم اعرف ان للإنهزام لذه سوي معها فهي من حطمت أسواري و حصوني و إليها أعلن إستسلامي ??.

- كارما
التفتت كارما إلى ذلك الصوت العميق الذي جعل قلبها يدق كالطبول و لم لا فهو فارسها الذي حاولت انتزاعه من قلبها طوال سنوات طويله، و ظنت انها نجحت ليعود من جديد مُقتنصاً قلبها مرة ثانيه ببراعه صياد ماهر
دون ان يكون لها القدرة علي المقاومه فوقعت كفريسه سهله ببراثن عشقه من جديد...

القت عليه نظرات معاتبه حزينه فهو قد جرحها بشدة و لم يتفهم قلقها و لم يحاول إحتوائها بل قسى عليها و لم يكتفى بذلك بل قتلها بسُم كلماته لتشعر بأنها شئ لا قيمه له يمكنه الأستغناء عنه متي أراد...
فاقترب منها مازن ببطئ مؤنباً نفسه علي قسوته معها و لكن آلمه بشده عدم ثقتها به كما أن قلقه من تهور يوسف افقده رشده فكان نصيبها ان يصُب جام غضبه عليها.

حزن بشده عندما وجدها تستدير مرة آخري تنظر من النافذة متجاهله وجوده.
اقترب منها إلى ان اصبح صدره ملامس ظهرها مقربا انفه من شعرها يشتم رائحته الخلابه واحتضنت يداه كتفيها بحنيه ثم طبع قبله رقيقه اعلى رأسها و قال بحنان
- هتبقي كويسه يا روحي متقلقيش.

اما عنها فقد سمرها قربه منها و لمسه لها بهذه الطريقة في مكانها فلم تقدر علي الحركه قيد أنمله و لم تقدر علي الاعتراض فقد بعثر هذا الرجل كيانها و أضعفها عشقه للحد الذي لم تعد تتحكم حتى في جسدها لتبعده عنها...

يا الهي لما كل هذا الضعف امامه بعد ما عانيته في غيابه و حتى بعد عودته فهو عند اول خلاف اختار فراقها...
ثم تذكرت حديثه الأخير معها الذي أنهى فيه علاقتهم بتلك الطريقه المهينه لقلبها، فلملمت شتات نفسها و أخذت نفسا عميقا ثم مسحت تلك الدمعه الهاربه من عيونها و استدارت قائله بهدوء عكس ما يدوو بداخلها
- إن شاء الله
نظر مازن إلى داخل عيونها بعمق قائلا
- انا عارف انك زعلانه من كلامنا آخر مرة بس...

قاطعته كارما قائله بحزم
- الكلام إلى انت قولته آخر مرة مزعلنيش و لا حاجه بالعكس دا فوقني و انت عندك حق في كل كلمه قولتها يا مازن
- كارما ارجوكي بلاش كدا متعاقبنيش علي كلام طلع في لحظة غضب و إنتي كنتي غلطانه
- غلطانه في إيه إن شاء الله كان المفروض اني آجى اجري عليك اقولك علي سر بنت خالتي إلى جاتلنا هربانه و متدمرة و الله و اعلم ابن خالتك عمل فيها ايه عشان تهرب منه كدا.

مازن محاولا السيطرة على غضبه
- يوسف معملش اي حاجه في كاميليا
آخر مرة كان معاها كان يوم كتب كتابهم و انا بنفسي كنت شاهد علي كتب الكتاب و شفتهم كانوا فرحانين ازاي بعدها علي طول كاميليا هربت و سيباله حته ورقه بتقوله فيها اسفه انا اتسرعت. ، و كل واحد مننا يعيش حياته
متخيله لو كنتي مكانه كان هيبقي رد فعلك ايه
و خصوصا انه قبٍل يتنازل عن ورثه و عن كل حاجه عشان خاطرها.

-كارما بصدمه إيه، يعني ايه اتنازل عن كل حاجه عشان خاطرها
- ايوا دا كان شرط جده عشان يمنع جوازه من كاميليا و يوسف في نفس اللحظه وافق و مضى عالتنازل و أخد كاميليا و راح كتب كتابه عليها...
قوليلي بقي في المقابل هيا عملت ايه قصاد إلى كل عمله و إلى طول عمره بيعمله عشانها.

- تلعثمت كارما قائله مع، معرفش بس. بس هيا اكيد عندها وجهه نظر لهروبها دا
- بالظبط. ، و عشان كدا اتعصبت عليكي و خرجت عن شعوري لما عرفت انك عارفه مكانها و مخبيه عنى
كارما. انتي مفكراني عيل صغير اول ما هعرف هطلع اجري على يوسف و اقوله علي مكانها...
لا يا كارما انا كنت هقعد مع كاميليا و اعرف منها هيا عملت ليه كدا لإنى واثق ان في سبب قوي لهروبها دا و وقتها كنا هنحدد نعمل ايه و نتصرف ازاي...

يوسف راجل يا كارما و كبير عيلته و الكبير قبل الصغير بيعمله الف حساب لما تيجي مراته تصغره و تسيبه و تهرب بالشكل دا متخيله شكله هيبقي ايه او حالته هتبقي عامله ازاي.

- انا مفكرتش في كل دا عشان انا مكنتش اعرف يوسف انا خوفت علي كامليا لإني شفت حالتها لما كنتوا عندنا كانت عامله ازاي و رعبها من ان يوسف يعرف مكانها انا كنت متلخبطه مكنتش عارفه اعمل ايه.

- لو كنت جيتي قولتيلي كنا فكرنا سوي و اتفقنا هنعمل ايه
بس للأسف يا كارما انتي موثقتيش فيا لا و كمان كنتي بتتهربي مني كإنك عادي ممكن تبعدي عني و اني مش فارقلك.

- انا معرفكش عشان اثق فيك يا مازن...
و لو هتكلم عن مازن بتاع زمان فانا وثقت فيه و انا طفله عندها عشر سنين و خذلني و كسر قلبي
- اقترب منها مازن محتضنا كتفيها قائلا بحزن
ما عاش و لا كان إلى يكسر قلبك يا روح قلبي والله ما خذلتك بس غصب عني مكنتش قادر ارجع و اول ما جتلي الفرصه مترددش و جيتلك.

- نفضت يده التي تربكها و عارضته قائله بوجع لا يا مازن انت مكنش عندك دافع عشان ترجع و حتى لما رجعت مرجعتش عشاني انت رجعت لما على كلمك لو مكنش كلمك مكنتش فكرت ترجع زي كل سنه ما كنت بتيجي و تمشي من غير ما تبص وراك حتي.

- انتي عرفتي منين اني كنت باجي كل سنه
- عشان كل سنه كنت بروحلهم في اليوم دا و بشوف الورد بتاعك هناك، كل سنه كنت بستناك تفتكرني و ترجعلي
كل سنه كنت بروح من هناك مكسورة الخاطر و انا عارفه اني مخطرتش علي بالك و لا افتكرتني حتى قالتها بانهيار
عرفت ليه انا موثقتش فيك.

- بس انا منستكيش و لا لحظه انا كنت متدمر مكنتش عايز ادمرك معايا كنت انسان مش عايش اصلا مكنتش عايز ارجع اعلقك بيا و اتعلق بيكي و بعدين تضيعي مني زي إلى ضاعوا.

- انتا ي كل الحالات دمرتني، دمرتني بغيابك دمرتني بوعد وعدتهولي و انت اصلا مش ناوي تنفذه...
و حتى برجوعك ليا دمرتني، بس انت عارف انا مش زعلانه عشان المرادي انا هقدر اشيلك من قلبي و ابتدي صح يمكن رجوعك دا كان في صالحي عشان يفوقني من الحلم إلى سجنت نفسي فيه طول حياتي
عارف، انا دلوقتي بس هقدر اعيش حياتي و ابتدي من جديد.

قهقه مازن بغضب و اخذ يتقدم منها ببطئ مرعب و عينان كجمرات من النار و هو يردد كلماتها كمن فقد عقله
- تبتدي من جديد امممم صح.!
هو انتي عندك حق انتي هتبتدي من جديد فعلا بس معايا بردو عشان احنا هنردم علي كل إلى فات دا و هنبتدي بدايه صح...
و اوعي عقلك يصورلك انك ممكن يكونلك بدايه مع حد غيري عشان انا ممكن اطربق الدنيا علي دماغك فااااااهمه قال الأخيرة بصراخ.

انتفضت كارما من حده صوته و انتفض معها قلبه الذي لامه بشدة علي خوفها منه فاقترب منها قائلا بصوت أجش
- بصي يا كارما انا صعب، و عصبي، و متهور، و يمكن غبي كمان بس بحبك...
ثم قام باحتضنها رغما عنها و أخذ يمرر يده علي شعرها و هو يقول
- انا بدايتك و انا نهايتك يا كارما كل ما حطيتي دا في دماغك و اقنعتي نفسك بيه هيكون احسنلك لإني فعلا مش ناوي اسيبك.

اخرجها من حضنه ثم رفع ذقنها بانامله ناظرا إلى اعماق غابات عينيها قائلا
- مفيش إنسان عاقل هيسيب الحاجه الوحيدة إلى خلت لحياته طعم، الحاجه الوحيده إلى نورت عتمته...
ثم اقترب منها قائلا بتوسل
- ترضيلي اعيش في الضلمه باقيه عمري يا كارما...
هطلت دموعها كالانهار و همت ترتمي بين ذراعيه لتزيل تلك النظره المنكسرة من عيناه و لكن منعها رنين هاتفه.

لعن مازن بداخله بشده و أخرج الهاتف من جيبه ليتفاجئ برحيم الحسيني فأجاب بحذر
- اهلا يا رحيم بيه
- رحيم بغضب حالا تعرفلي مكان يوسف و كاميليا من تحت الأرض يا مازن
- هو. هو حضرتك عرفت منين ان يوسف عرف مكان كاميليا
- قصدك ان يوسف خطف كاميليا...
على ابن خالتها كان هنا و قال ايه عايز يحمي بنت خالته مننا.
في ظرف كام ساعه الاقيك قدامي يا مازن و معاك يوسف
فاهم.

- رحيم بيه انا حاليا في اسكندريه و في حد قريبي في العنايه المركزة و مش هقدر اسيبه بس اوعدك اني هعرف مكان يوسف في اقرب وقت
- الليله، الليله يا مازن تكون عرفت هو فين
- حاضر متقلقش
اغلق هاتفه و التفت إلى تلك الواقفه تتابع مكالمتهم بخوف قائله
- في ايه يا مازن
احتضنها مازن و قال مطمئناً
- مفيش حاجه يا حبيبتي الجماعه عرفوا ان يوسف عرف مكان كاميليا و بيسألوني مش اكتر
- مازن متكذبش عليا انا سمعته بيقول على.

زفر مازن و قال على راح القصر يدور علي يوسف و كاميليا هناك
انهارت كارما باكيه و قالت من بين دموعها
- ارجوك يا مازن متخليهمش يأذوا على
- اهدي يا قلبي محدش هيقدر يأذي على ليه بتقولي الكلام دا
- الناس دول شريرين و مفتريين و ممكن يأذوه زي ما أذوا خالتو زهرة و كاميليا أرجوك يا مازن رجعلنا على و متخليهمش يأذوه.

- يا عمري اهدي محدش هيأذي على الناس دي مش وحشه زي مانتي فكراهم...
- لا وحشين ارجوك احنا ملناش غير على مش كفايه ماما بين الحيا و الموت بسببهم حرام والله
- مازن برفق على دا اخويا و محدش هيقدر او حتى هيفكر يأذيه دا اولا و ثانيا انتي ملكيش حد في الدنيا غيري فاهمه اوعي تخافي و انا جمبك و على انا ممكن افديه بروحي علي فكرة.

- اندفعت كارما قائله بعد الشر عنك، اقصد بعد الشر عنكوا يعني
ابتسم مازن علي اندفاعها و قام بتقبيل جبهتها قائلا بعشق
- خايفه عليا
- كارما بتلعثم يعني. ا، اكيد انت زي على و مش هتمنالك حاجه وحشه
- طب انا هروح دلوقتي اشوف موضوع يوسف و كاميليا دا عشان لو فضلت اكتر من كدا هوريكي بجد انا زي على و لا لا
هرجعلك تاني و هكلمك كل شويه اطمن عليكي و علي طنط فاطمه اياكي متروديش عليا.

- كارما بعند و لو مردتش هتعمل ايه يعني
- مازن بوقاحه هاجي اديكي بوسه اخليكي متعرفيش تتكلمي اصلا بعدها
- شهقت كارما من وقاحته قائله تصدق انك قليل الادب
- طب كويس انك عارفه خافي مني بقي ثم غمزلها بوقاحه و قبل باطن كفيها بعشق ثم انصرف و انصرف معه قلبها...

سلبتك مني الحياه كما تُسلب الروح من الجسد دون ان يكون لي القدرة علي الاعتراض...
لم تكن ابدا عادله معي فعندما اعطتني الخيار كان لتكسرني اكثر فكلما اعترضت اخبرتني لقد كان الخيار لك...

كانت تتحدث بغضب و فوضاويه دون القدره علي النظر إلى عينيه التي حتما ستكشف خدعتها.
اما عنه فكانت كلماتها كسهام تغرز في قلبه فهو يدرى في اعماقه بأنها تعشقه و لكن كبرياؤه الجريح يأمره بالثأر لما فعلته به
رفعت كاميليا عيناها اليه لتجد عينان تشع بنيران الغضب و الخيبه معا فقاومت دموعها التي تهدد بالهطول فحدثت نفسها قائله
اهدي يا كاميليا كدا احسن له و لكي انسحبي بكرامه احسن ما يرميكي هو من حياته.

و أخيرا تحدث يوسف بعد أن سيطر علي غضبه فهو قادر علي القتل في تلك اللحظه
فقال من بين أسنانه و ياتري لقيتي حد غيري اتشدتيله و حسيتي ان مشاعرك صادقه معاه.

- ارتعبت كاميليا من مظهره الذي لا يوحي بالخير
فاسرعت تنفي قائله بلاوعي لا لا طبعا هو انا هعرف حد منين
هو انا بخرج اصلا عشان اشوف حد او حد يشوفني
- اممممم ليه مانتي بقالك 4 اربع شهور بتشتغلي معقول مشوفتيش حد لفت نظرك او اعجبتي بحد.

- هاه انت تقصد مين
قالتها كاميليا برعب خوفا من ان يكون متطلع علي حكايه أحمد
- يوسف بمكر انتي عارفه انا اقصد مين
- لو تقصد مستر احمد والله يا يوسف انا ماليش دعوه هو اول ما قالي انه بيحبني انا صديته خالص و قفلت معاه الموضوع صدقني اصلا من الأول و انا بصده حتى لما طلب يقابل اهلي والله مفيش بيني و بينه حاجه.

عند هذا الحد لم يتمالك يوسف نفسه فهو كان يسايسها ليعرف منها ما كان يحدث في غيابه فكل تلك التقارير التي كانت تأتيه عن جميع تحركاتها لم تكن تشفي فضول قلبه الذي لا يعترف سوي بوجودها بجانبه.
فانقض عليها ممسكا بكتفيها بعنف قائلا بصراخ انطقي حصل ايه بينك و بين الحيوان دا و ازاي تسمحيله يقولك كدا.

- كاميليا ببكاء والله يا يوسف انا من اول ما حسيت بحاجه من ناحيته ليا و انا بصده و اول ما قالي انه بيحبني صديته جامد و بهدلته و بعدها انت جبتني علي هنا دا إلى حصل صدقني
تركها يوسف بعنف حتى كادت ان تقع قائلا بسخريه
- عشان كدا كنتي ناويه تسافري معاه صح
- لا والله هو اعتذرلي و قالي انسي اي حاجه هو قالها خصوصا اني كلمته بحده و وضحتله ان مشاعره دي مرفوضه بالنسبالي.

يوسف و دماغك إلى بتخطط و بتنفذ دي مفكرتش و لو للحظه انك لما تقولي لواحد كدا و ترفضيه بالطريقه دي مش ممكن يفكر انه ينتقم لكرامته
و يردلك القلم عشره ثم اردف صارخا انطقي مفكرتيش
- كاميليا بخوف لا والله مفكرتش كدا انا قولت هو خلاص شالني من دماغه خصوصا انه اتعامل معايا برسميه بعدها
- يوسف بغضب عشان غبيه مبتفكريش غير تحت رجليكي.

كل همك تهربي من يوسف و بس كنتي عايزه تسافري معاه عشان علي ما ترجعي من السفر اكون رجعت عالقاهرة و تخلصي من مقابلتي صح
اندهشت كاميليا الهذه الدرجه قد تكون كالكتاب المفتوح بالنسبه له
لاحظ يوسف اندهاشها فقال بوجع مكبوت
- انا جتلك لحد عندك قولت يمكن ندمت انها هربت.

جيتلك لحد عندك عشان اديكي فرصه تحكيلي كنت مستنيكي بس تفتحي الباب و تدخلي مكنتش طالب منك غير تقفي ادامي و تقوليلي اي حاجه هسامحك عليها بس انتي بردو مفكرتيش غير تحت رجليكي و كان كل همك تهربي مني و مفرقش معاكي حاجه.

- كاميليا بصدمه انت كنت عارف اني عند خالتو فاطمه و اني كنت هفتح الباب از. ازاي عرفت
يوسف بسخريه عارفه يا كاميليا انتي عندك حق احنا اتسرعنا فعلا بجوازنا و دي غلطه لازم تتصلح وووووووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة