قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي عشر

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الحادي عشر

هَا أنت أهملتَ الفؤادَ و خُنتهُ
لله ذنبك أمثلَ قلبي يُهملُ
و تَغيرتْ منكَ الطباعُ و لم تعُد
تَحنْو علي و بي تُحس و تَشعرُ
أنْكرتَ ماَ بيني و بينك في الهوى
أومِثلُ ما بينْي و بينك يُنكَرُ؟
أتذکُْرُ العهدَ الّذي لِي قُلتَهُ
الغدرُ بينَ قُلوبٍنا لا يُقبَلُ؟
لم تكتفي بعد الذي أجرمتَه
حيٌ أتيتُكَ، و رحلتُ نعشاً يُحملُ.

أيعقل ان اهديك كل هذا الحب و تهديني كل هذا الوجع،؟
كان هذا السؤال يدور بداخل يوسف الذي لم يذق طعم النوم لأسبوع منذ آخر حديث دار بينهم...
فقد كان قلبه يهذي كمن أصابته الحمي.
هل أخطأ حين سمح لقلبه بالوقوع بحبها؟
هل أخطأ حينما أغدقها بكل تلك المشاعر المحمومه؟
هل يمكن العشق ان يصبح لعنه تصيب القلب فتودي به للهلاك؟
بماذا أخطأ ليعاقب بكل هذا الخذلان،؟!

كلماتها و اعذارها الواهيه كانت كأشواك تنغز بقلبه دون رحمه هل كانت تلك النهايه لعشقه لها.؟!
الا تحمل له بداخلها ما يجعلها تعطيه وداع يليق به...
لماذا تقذف بوجهه تلك الحجج الواهيه فكيف تتركه بدون أسباب واضحه
و كأن عذابه لم يكن يكفيه ليندفع عقله صارخا بتلك الإجابه التي يحملها بين سطوره ذلك السؤال الذي شطر
قلبه لنصفين
هل لم أكن كافيا،؟!

لا احد في هذه الحياه يستحق ان يشعر بمثل هذا الشعور ابدا فياله من شعور مروع قادر علي الفتك بالقلوب بدون رحمه...
فمراره أن يتركك أحدهم بدون أسباب مقنعه تشعر القلب بالمهانه و تؤذيه للحد الذي لا يحتمل الغفران...

فرجل مثله يمتلك كل هذا الكبرياء لن يحتمل مراره ذلك الشعور أبدا...
فلم يعد قلبه قادرا علي احتمال تلك النيران التي تحرق أحشائه من الداخل و تمزق خلاياه،
فجاءت تلك الصرخه التي حتما انقذته من ذبحه قلبيه كادت ان تودي بحياته في تلك اللحظه فقد ضاق صدره بما يعتمل بداخله.
فلم يشعر بنفسه سوي و هو يفرغ تلك النيران في كل ما يقابله فقد ضل لساعات يحطم كل ما يحيط به من آثاث و هو يلهث كطور هائج...

- يوسف!
كان هذا صوت كاميليا التي لم يكن حالها افضل من حاله
فهي منذ آخر حديث دار بينهم و لم تكف عيناها عن ذرف الكثير من العبرات تبكي حبها الضائع، و حياتها التعيسه التي فرضتها عليها الاقدار
و لكن اكثر ما كان يبكيها هي نظرة الخزلان الممزوج بالإذدراء التي ألقتها عليها عيناه فقد كانت تلك النظرات اكثر ما كانت تخشاه و تهرب منه...
فقد مزقتها إلى أشلاء فكيف يمكن ان تعتذر لقلب تعمدت قتله بأبشع الطرق؟

لا يعلم ان الخنجر الذي غرزته بقلبه مر علي قلبها أولا و أن الدموع التي هطلت من عيناه هطلت من عيناها اولا فقد ذرفت من الدموع ما يكفيها لأعوام
و لكن ما حيله قلب إن كان العذاب و الحزن قدره،!
استفاقت كاميليا من بحر أحزانها علي اصوات التحطيم و صراخ يوسف الذي يصم الآذان فانخلع قلبها خوفا و وجعا و لم تشعر بقدماها و هي تهرول خارج الغرفه لتُصعق عيناها بما رأته.

شعر مشعث ذقن ناميه غير مهندمه عينان حمراء من ذرف الدموع صدر يعلو و يهبط من شده الغضب و الحزن أيضا
عفواً اين اختفي أميرها ذلك الوسيم التي تتصارع اجمل النساء علي نيل نظرة منه؟
ماذا حل بزُرقه عيناه الصافيه كالبحر؟
ما هذه الخطوط الحمراء التي تخترق زرقتها فتصبح كبركه من النيران؟
هل حوله خُزلانها له لذالك المسخ...
جف حلقها من هول مظهره فلم تشعر سوي بإندفاعها تجاهه تحتضنه بلوعه أم جُرح صغيرها.

و لكن لم تبخل عليها الحياه بصفعاتها التي تلقتها هذه المرة علي هيئه رفض مهين لقلبها العاشق...

- متلمسنيش!
صرخ بها يوسف الذي ما إن وجدها تندفع تجاهه حتى اندفع عقله صارخا كفااااك...
فالشفقه لم و لن تليق بنا أبدا ليفسر له ان تلك اللهفه و
و الوجع الكامن بعيونها ما هو الا شعور بالشفقه للحاله التي اوصله لها خزلانها...

- اوعي تفكري تقربي مني او تلمسيني تاني فاااهمه
اوعي تلمسي حاجه مش ملكك
توقفت كاميليا بمكانها و هي تراه يرفض لمستها ككيان شيطاني غير مرغوب به فاعتصر الألم قلبها فزاد من إزلالها قائلا
- و اوعي تفكري ان إلى انا فيه دا عشانك لا. دا انا بعاقب نفسي عشان في يوم قلبي دق لواحده زيك...

ثم صمت قليلا ليتابع وقع كلماته علي ملامح وجهها فتأكد انها أصابت مبتغاها فقد اعماه الغضب و الكبرياء علي ذبول وجهها و رعشه شفتيها التي تحول لونهما للأزرق فقد كانت كلماته تسحب الروح منها بلا شفقه علي حالها.
و لكن مهلا فهل تنتظر العطف من قلب دُهست مشاعره بتلك القسوة.؟
فتابع يبُثها سموم كلماته
- لكن هنتظر إيه من بنت زهرة...
تصدقي و انا قاعد كدا افتكرت لقطات من الماضي.

و افتكرت لما شفت واحده متجوزه في حضن اخو جوزها. جوزها إلى كان كل خلافه مع اهله عشان اتجوزها
الي عمره ما عصي ابوة غير عشانها.
الي كان بيحارب الكل عشان خاطرها
هستني انا ايه بقي من بنتها.
كانت كلماته كأسهم مسمومه تخترق قلبها فأخذت تسرق
منه كل معالم الحياه حتى أفقدتها القدرة علي النطق فتابع يوسف.
- عرفتي ليه بقي كانت دايما مرات عمي تقولك يا بنت زهرة و كإنها بتشتمك.

عرفتي ليه كانت بتبصلك كإنك وصمه عار في حياتنا، عرفتي ليه جدي عمره ما حضنك...
كان دايما بيتعامل معاكي بتحفظ زي ما يكون قرفان منك...
للأسف هما كان عندهم حق في كل حاجه كانوا بيعملوها فيكي و في امك انتو فعلا عار علينا.

إن كان الموت فقط من سينتشلها من هذه الحياه الكريهه التي لم ترحم يوما ضعفها و أدمت برائتها بشراسه فأهلا به...
ابتسمت كاميليا بوهن كمجاهد يعلم بأن بعد كل المعارك و آلألم سوف يُكافئ بدخول الجنه
فهي جاهدت كثيرا لتظل صامده واقفه في مواجهه صفعات الحياه منذ ان مات والداها و هيا تتلقي صفعه تلو الآخري تُعاقب علي أشياء لم تقترفها يوما تضعها الحياه بإختبارات ليست لمن في عمرها.

و لكن تلك المرة خارت كل مقاومتها و صرخ بها قلبها رفقا بنا فلنترك تلك الحياه البائسه التي كانت التعاسه فيها من نصيبنا و لنذهب لحيث السلام الأبدي الخالي من ظلم البشر و قسوتهم
فحتي ان نلنا العقاب فسيكون علي ما اقترفته ايدينا وليس علي ما نُسب إلينا قهراً...
و أخيرا أشفق جسدها عليها و خارت قواها فسقطت دون حراك...
لا تلومونا علي قسوتنا بل لوموا افعالكم التي تخرج أسؤ ما فينا و تقتل المشاعر بداخلنا.

فتُشعٍرنا بأن طيبتنا كانت غباء علينا تحمل نتائجه...
فما اقسي ان يتحول قلبك إلى مقبرة تُدفن بها جميع مشاعر الحب التي اغدقتها علي من لم يستحقها يوما...
فالخزلان ما ان طال قلب إنسان حتى امتص منه جميع المشاعر الآداميه مستبدلا إياها بتلك المراره التي تجعل من ذلك القلب مسخ لا يشعر ينبض فقط ليحيا...
فمراره الخزلان من ابشع ما قد يتذوقه الإنسان في حياته...

- غرام انا بحبك
لم تتفاجئ غرام كثيرا من تصرريح أدهم لها بحبه فها هو منذ أسبوع يتقرب لها
فكان دائم للتواجد معهم في المشفي صباحا و دائم الحديث معها علي الهاتف ليلا في ظل غياب مازن الذي كان يبحث عن يوسف و كاميليا في كل مكان و بالطبع لم تخلى أحديثهم من تلميحاته إلى حقيقه مشاعره نحوها.
و لكن لما يخفق قلبها بقوة هكذا فقد كان علي وشك الخروج من بين ضلوعها او هكذا شعرت.

فلم تكن قادره علي إخفاء سعادتها فهي منذ شجارهما الأول تشعر بأشياء غريبه لم تداهمها من قبل
فهي دائما ما تفكر به
دائما تحتل عيناه احلامها التي غالبا ما تنتهي بكوابيس و هذا ما كان يخيفها و لكن بعد ان اخبرها بعشقه تبخرت كل مخاوفها فهاهو بطلها التي لاطالما حلمت به و تمنته قد اتي ليختطفها حبه و يحلق بها إلى اعلي السماء.

أخرجها من شرودها كلماته التي لم تجد لها تفسيرا و لكن سعادتها بتلك اللحظات اعمتها عن تلك البشاعه التي تغلفها كلماته
- متقنعنيش يعني انك اول مرة حد يقولك كدا
كان أدهم منذ ان القي بكلمته الذي اقسم ان لا تخرج منه مطلقا يراقب تعبيرات وجهها بدأً من إتساع بؤبؤ عيناها لذلك الاحمرار الذي غزا وجنتيها فبدت شهيه اكثر من ذي قبل
لتلك الرعشه في شفتيها و يديها التي أخذت تعتصرهم في حضنها.

كل هذه الأشياء كانت تشير إلى عذريه قلبها الذي لم يطاله العشق أبدا...
و لكن شبح الخزلان كان يتلبسه في تلك اللحظه كشيطان أخذ يوسوس له بتلك الأفكار المُسممه عن كون جميع النساء كاذبات و كل ما يراه لا شئ سوي ستار تخفي به عُهر قلبها مؤكدا علي حديثه بمواقف مماثله اعماه فيها قلبه فلم يكن نصيبه سوي الخزلان و السخريه من مشاعره...

أخيرا تحدثت غرام بصوت مبحوح من فرط الخجل يكاد يُسمع
- انا ممكن مش اول مرة أسمعها بس أول مرة أحسها كدا
ابتسم أدهم بداخله بسخريه فها هي كلماتها تؤكد صدق ظنونه نحوها متجاهلا المعنى الآخر لحديثها فهي فتاه جميله بل فائقه الجمال يتلهف الشباب عليها فكاتت دائما ما تستمع لكلمات الغزل و الإعجاب و الحب أحيانا من الكثير من الرجال منهم زملائها و أقاربها و لكنها كانت دائما ما ترفضها بحزم.

فكانت تخبئ جميع مشاعرها لذلك الفارس الوسيم الذي سيخطف قلبها مثلما كانت تقرأ في رواياتها...

- كنت متأكد من كدا قالها أدهم بسخريه
- قطبت جبينها و سألت مستفهمه يعني ايه مش فاهمه
- أبدا يا ستي بس انا أدهم الحسيني مفيش واحده تقدر تقاومني
- يا سيدي عالتواضع و بعدين كل شويه أدهم الحسيني أدهم الحسيني مين أدهم الحسيني دا إن شاء الله
- إلى خطف قلبك.
قالها أدهم بثقه ناظرا لعينيها بقوة فقد كان يستخدم جميع أسلحته للإيقاع بفريسته التي لا حول لها و لا قوة أمام سحره ووسامته. ،.

فرجل مثله يعرف جيدا ما عليه فعله للإيقاع بالمرأه و هدم حصونها محطماً بغروره أسوارها و قلاعها.
فقد كان يجيد فنون العشق و يتدرب عليها مثل جندي يحارب ببساله من أجل قضيته فقد كان يحارب من أجل نظريته التي كانت كصبار غرزته حقارة إمرأه في قلبه لم تعرف للشرف سبيل فبات يراها في جميع النساء و يتخيل جميع النساء مثلها.

اربكتها كلماته كثيرا فقالت معانده لدقات قلبها الثائرة
- و دا مين قالك كدا انا مش فاكرة خالص إني قولتلك حاجه زي دي
- اقترب منها للحد الغير مسموح به ممسكا بخصله شاردة من شعرها و أخذ يتظر إليها بوله قائلا بعشق مغلف بالمكر
- عيونك و قلبك إلى سامع صوت دقاته من و أنا في مكاني
هما إلى فتنوا عليكي و قالولي
- إحم. و وقالولك إيه بقي
- قالولي اني متربع علي عرش قلبك.

ثم قام بتقريب خصله شعرها من فمه و قبلها قائلا بس إنتي عندك حق و الغلطه دي عندي
- هااه غ. غلطه ايه قالتها غرام بتيه فقد بعثرتها فعلته
- هعدي عليكي النهارده بالليل الساعه 8 تكوني لابسه احلي فستان عندك
تنبهت لكلماته التي انشلتها من بحر المشاعر التي اغرقتها به فابتلعت ريقها و فقالت مستفهمه.

- ليه
- عشان الأمير الوسيم هييجي يخطف الأميرة الجميله للقلعه بتاعته و يعترفلها بحبه بالطريقه إلى تليق بيها ثم قام بتمرير يداه علي شفتيها قائلا بمكر ويقنعها انه بتحبه يسمع منها اعترافها بالطريقه إلى تليق بيه و ترضي قلبه
لم يتح لها المجال للرد فحالما انهي كلماته حتى اعتدل في مقعده و قاد سيارته بسرعه شديده.

اما عنها فقد كانت مشدوهه صامته غير قادرة علي إستيعاب تلك المشاعر التي إجتاحتها فظلت شاردة لوقت ليس بقليل تفكر بكلماته التي جعلتها تحلق إلى السماء السبع أخرجها من شرودها صوته قائلا
- وصلنا
- هااه. احنا فين
- في هدومنا قالها بسخريه فاغتاظت من سخريته التي انتشلتها من عالمها الوردي فقامت بلكزة في كتفه مجعده بطريقه طفوليه جميله قائله ببرائه.

- علي فكرة بقي انت رخم و أنا زعلانه منك هاه و اتفضل صالحني بقي عشان فصلتني
ثم مطت شفتيها و شبكت أيديها بغضب مصطنع
صرخ صوت في اعماقه قائلا كيف لك ان تغفل عن كل تلك البراءة؟ و لكن اسكته في التو ذلك الشيطان المستوطن قلبه متخذا من تلك الندبه بداخله مسكنا
قائلا ما ذلك سوي مكر و خداع فهذا ما خلقت النساء عليه.

حاول أدهم السيطرة علي غضبه من تلك التخبطات و ذلك الصوت الذي يداهمه ليقض مضجعه معنفا إياه بشده علي كذبته الحقيرة و ما أنتواه لها ليقول بصوت حاول جاهدا ان يكون ثابت.

- مش وقت دلعك دا يالا عشان ننزل نجيب مامتك الدكتور كتبلها علي خروج
صدمتها كلماته بشده فشعرت و كأن دلو من الماء سُكب فوق رأسها فقاله بصوت ضعيف من فرط الحرج
- تمام ثم ترجلت من السيارة دون النظر لذالك الذي يسير خلفها لاعنا نفسه ألف مرة علي حقارته معها...

دائما ما يقولون كلا يري بعين طبعه و لكني أرى ان تلك المقوله يجب تعديلها بأن تكون
كلاً يرى بعين قلبه فها هي تراه بقلبها النقي فارسها الوسيم الذي يرتدي الأبيض الذي يشبه بياض قلبها
بينما هو يراها بقلبه الأسود الملئ بالندبات البشعه ليست سوى عاهره بائعه للهوي مثل سابقتها
فكيف لقلب ملئ بهذا السواد ان يبصر كل ذلك الكم من البراءة...

كان على يحزم حقائبه عازما علي الرجوع إلى الإسكندريه بعدنا فشلت كل الطرق لمعرفة طريق يوسف و كاميليا
زفر على حانقاً فهو يشعر بداخله بأنه فشل في حمايتها و أيضاً لم يستطع تنفيذ وعده لأمه التي كلما هاتفها للإطمئنان علي صحتها بعدما صرح الطبيب بإستقرار حالتها و نقلها لغرفه عاديه فقد كان يشعر في نبرة صوتها بأنها تلومه علي فشله في معرفه مكانها.

اخرجه من شروده رنين هاتفه فترك ما بيده و التقط الهاتف فوجد رقم غير مسجل فأجاب
- آلو، آلو
- نبرة صوته الجذابه و تلك البحه الرجوليه أفقدتها صوابها فلم تقدر علي التفوه بكلمه واحده فهي ممذ ذلك اليوم الذي أتي فيه إلى منزلهم و صورته لم تفارق خيالها خاصه عندما وقف في وجه جدها كالصخر لا يلين أبدا و لم يهزه تهديداته.

و لكنها كانت تقنع نفسها انها ستفعل ذلك لحمايه اخوتها لهذا اخذت رقم هاتفه من مازن الذي جاء غي الحال ما ان هاتفته صفيه منهاره تقص عليه ما حدث بين علي و جدها.

- اهدي اهدي كدا يا روفان مازن طمنك و قالك انه انسان كويس و ميقصدش حاجه من تهديداته دي هو بس خايف علي بنت خالته و مكنش يعرف طبيعه العلاقه إلى بين يوسف و كاميليا اكيد لما يعرف هيعذر يوسف و مش هيأذيه ابدا هكذا حدثت نفسها.

اما عند علي الذي اغلق الخط و اخذ يتذكر ما حدث بينه و بين رحيم و تلك الجميله التي كانت تلاحقه في منامه صورتها دائما لا يدري ماذا حصل له فمنذ أن رآها و صورتها مطبوعه بخياله مازال يتذكر نغمه صوتها الرائعه و لكنه حدث نفسه قائلا
- فالح ياخويا جيت عشان تاخد بنت خالتك إلى خطفها يوسف الحسيني و رجعت من غير بنت خالتك لا و كمان شكلهم كدا خطفوا قلبك كمان العيله دي خطر فعلا و مبيجيش من وراها غير التعب.

فلاش بااك
- رحيم بيه احب اعرفك بنفسي انا الرائد على ها...
- مفيش داعي تكرر اسمك عشان عرفته و لا في داعي تقول رتبتك مره تانيه عشان صدقني تبقي غلطان لو فكرت انك بتهددني بيها
على بسخريه كالعاده رحيم بيه بيتسرع في الحكم. عالناس و صدقني مش رتبتي إلى ههددك بيها يا رحيم بيه لا
اغتاظ رحيم من نبره السخريه في صوته فقال بغضب
- انت مجنون انت مش عارف انت بتكلم مين.

- علي بنفس لهجته الساخره لا عارف انت إلى متعرفش انت بتكلم مين و مش مدي نفسك فرصه تعرف انا على هاشم ابن فاطمه عز الدين بيفكرك بحاجه الاسم دا
قطب رحيم جبينه بتفكير ثم اتسعت عيناه
- قائلا سالم هاشم جوز فاطمه عز الدين انت...

- قاطعه على بالظبط انا ابن الدكتور سالم هاشم ابن اللوا هاشم السباعي صديق عمرك و ابقي كمان ابن خاله كاميليا حفيدتك إلى يوسف بيه حفيدك أخدها و خطفها و محدش عارف وداها فين و لا عمل فيها إيه قالها علي بترقب لملامح وجهه لمعرفه ما إن كان يعرف ام لا.

شعر رحيم بالمفاجئات تنهال عليه واحده تلو الآخري و لكن مهلا هل وصل يوسف لكاميليا كيف؟
- أنت بتقول ايه يوسف عرف مكان كاميليا امتا و ازاي.

- واضح ان رحيم بيه معدش مسيطر زي زمان بقي معقول متعرفش ان يوسف عرف مكان كاميليا دانتا كنت زمان دبه النمله مكنتش بتخفي عليك ايه كبرت و لا ايه و لا دا عقاب ربنا عشان ذنب الانسانه إلى ظلمتوها و عذبتوها زمان و حرمتوها من اختها الوحيده انت و جدي المحترم و امهم إلى ماتت بحسرتها من حزنها علي بناتها إلى وقعوا في ايد اكتر اتنين ظلمه في الدنيا.

- اخرس يا ولد انت امك و خالتك هما إلى غلطوا لما بصوا لفوق اوي بصوا لناس مكنوش يحلموا حتى يشوفوهم من بعيد.

- دي افكاركوا الرجعيه هيا إلى كانت بتصورلكوا كدا بس الحمد لله ابويا مكنش بيفكر كدا ابدا و اختار قلبه و اخد امي و مشي بعيد عنكوا و عن ظلمكوا و حماها منكوا و انقذ امي من مصير بشع زي مصير خالتي زهرة و يشاء ربنا ان بنتها تيجي بعد كل السنين دي و تهرب منكوا و ترجع لاهلها إلى خبتوها عنهم كل. السنين دي بااه اادنيا دي صغيره اوي مش كدا.

زفر رحيم قائلا انت جاي عايز ايه يا على
- جاي اعرفك و اعرف يوسف و اعرف عيله الحسيني كلهم ان محدش هيقدر يدوس لكاميليا بنت خالتي علي طرف طول مانا عايش و ياريت توصل الكلام دا لحفيدك الغالي قال الاخيرة بسخريه
- انت اتجننت جاي تهددنا في بيتنا انا لولا اني محترم جدك و محترم صداقتنا كان زماني...
- متقدرش تعمل حاجه لا انت و لا هو كلامي خلص ياريت توصل الرساله دي ليوسف عشان صدقني لو وقع في ايدي ه...

- و حته عيل زيك هيعمل ايه بقي في حفيد رحيم الحسيني
- هنولك شرف انك تقف تاخد عزاه الصندوق إلى فيه جثته هتلاقيه داخل من الباب دا في اي وقت لو بنت خالتي مظهرتش قالها على بتوعد
اتجه علي مغادرا بعد ان القي كلماته التي استقرت كرصاص في صدر رحيم.

تقابلت عيناه بعيناها للحظات فآلمه قلبه علي تلك النظرة المرتعبه التي وجدها بعيناها فهو لم يكن ابدا ممن يستغلون رتبتهم و نفوذهم و ليس بقاتل أيضا و لكنه كان لابد من فعل ذلك حتى يخيفهم و يمنعهم من اذيه كاميليا مثلما كانوا يفعلون مع خالته كما اخبرته والدته.

بااااك
اهتز هاتفه بين يديه فاستفاق من شروده قائلا بملل و بعدين بقي في الرقم إلى كل شويه يرن و ييرن و ميردش دا
- آلو، آلو
كان علي وشك القاء السباب و لكن اوقفه ذلك الصوت العذب الذي كان يغزو احلامه و يؤرق منامه
- آلو، الرائد علي هاشم
- ما ان نطقت اسمه بتلك اللهجه الحانيه حتى ارتجف قلبه فاغمض عيناه للحظه يتخيلها امامه تنطق اسمه بتلك الطريقه.

ايعقل ان يكون هذا حلما و الا كيف وصلت إلى رقم هاتفه فقال بصوت حاول ان يكون ثابت.

- أيوا انا الرائد علي مين بيتكلم
- قالت روفان متلعثمه
- أ. أنا روفان
- على بكذب روفان مين
- روفان الحسيني هو انت نسيتني قالتها بحزن فقد آلمها قلبها كثيرا لفكرة انه لم يتذكرها
- أه أفتكرت. أهلا يا آنسه روفان
- اهلا يا سياده الرائد
- خير اقدر اعرف ايه سر اتصالك دا قالها علي ليحثها علي الحديث عندما وجدها لاذت بالصمت.

- في الحقيقه انا كنت عايزه اقابلك يعني دا لو مكنش يضايقك قالتها بخفوت
- لا يضايقني ايه ميضايقنيش و لا حاجه قالها علي باندفاع خشيه ان تسحب عرضها فها هي فرصته جاءت هلي طبق من فضه فقد اختطفته تلك الشقيه ببرائتها و جمالها و عيناها الناعستين فقد كان طوال الاسبوع المنصرم يفكر بها و يلعن حظه الذي جعل منه يظهر و كأنه عدو لها و لأخوتها.

تنحنح علي خجلا من اندفاعه و قال محاولا ان يبدو جاد في حديثه
- خير في حاجه كنتي عيزاني في حاجه
- يعني اكيد لما نتقابل هقولك
- تمام زي ما تحبي قالها علي بثبات عكس قلبه الذي يتراقص بداخله
- تمام ممكن نتقابل في (، ) النهارده الساعة 7 كويس
- تمام هتيجي لوحدك
- ايه هاجي لوحدي دي هو انا صغيرة و لا ايه قالتها روفان بغضب
- قهقه علي علي غضبها فتعمد إغضابها اكثر قائلا.

- أبدا والله مقصد بس فكرت بنت عمك الامورة دي هتيجي معاكي
- قالت بصدمه نيفين هو انت عايزها تيجي قالت الأخيرة بحزن
- لا أبدا دا مجرد سؤال قالها علي بنبرة حانيه فقد اآلمه حزنها
- مجرد إجابه لا مش هتيجي معايا لإني مش جايه اتفسح مع حضرتك يا سياده الرائد انا جيالك بخصوص يوسف و كاميليا و نيفين آخر واحده ينفع اتكلم قدامها عن إلى يخص يوسف و كاميليا.

- تمام يا آنسه روفان مستنيكي في المعاد و المكان إلى اتفقنا عليه
اغلق علي المكالمه و الف سؤال يدور بعقله لماذا اتصلت به و لماذا تريد ان تحادثه بشأن يوسف و كاميليا هل يمكن ان تخبره بمكانهما؟
الا تشعر بالخوف منه مما حدث بمنزلهم و تهديده الصريح لجدها؟
من أين جاءت برقم هاتفه؟ أيعقل ان تأخذه من مازن فهو تجاهل اتصالاته طوال الاسبوع المنصرم؟
زفر علي حانقا و قال بملل.

- انا هغلب نفسي لسه كلها كام ساعه و اعرف كل حاجه.

- يالا يا ماما يا حبيبتي انا جهزت كل حاجه عشان نمشي
قالتها كارما بسعاده فقد استعادت والدتها عافيت و طمأنهمزالطبيب بأن صحتها اصبحت مستقره و لكن حذرهم من ان تتعرض لصدمات آخري فقلبها لن يحتمل
- قلبي واجعني علي بنت خالتك اوي يا كارما حاسه ان فيها حاجه
- يا ماما يا حبيبتي متقلقيش انتي بنفسك شفتي يوسف و قولتي قلبك انشرحله و كنتي مستغربه ليه كاميلياا هربت منه.

- معرفش يا كارما قلبي واجعني النهارده اوي و شفت كابوس وحش انا مش هستحمل كاميليا تضيع مني زي امها.

- بعد الشر يا ماما ماتقوليش كدا إن شاءالله كاميليا هترجعلك تاني و كل حاجه هتبقي زي الفل و بعدين مش يمكن تتصالح مع يوسف انتي شفتي هيا بتحبه قد إيه و كانت بتتعذب في بعدها عنه انا معرفش ايه إلى حصل ممكن يخليها تهرب منه و هيا بتحبه كدا و خصوصا انها اكدتلنا انه عمره ما عملها حاجه وحشه.

- والله مانا عارفه يا بنتي ربنا يحنن قلبه عليها و يهديهم لبعض
اوقفهم عن الحديث ذلك الطرق علي الباب و دخول غرام و ادهم خلفها لتقول غرام بمرح كعادتها
- إيه دا إيه دا ايه الحلاوة دي يا طمطم و آل عملالنا فيها تعبانه آل
- يا بت بطلي بكش انتي متعرفيش تتكلمي كلمه واحده جد أبدا.

- متبقاش غرام لو عملت كدا فاجئهم ذلك الصوت الآتي من خلفهم الذي انتفض له قلب كارما فالتفت جميعهم مرحبين بمازن الذي كان قد وصل لتوة من القاهرة.

- و انا بقول الجو بقي خنيق ليه كدا اتاري سيادتك وصلت بالسلامه
- تصدق انا مؤدب و مش هرد عليك ثم اقترب منه هامسا في اذنه مش حلوة مني ابعزق الهيبه دي قدام المزة بردو اختتم كلامه بغمزة فهو قد رآه عندما كان مع غرام بالسياره.

- ارتبك ادهم قليلا من حديث مازن و لكنه اجاب بثبات و قال ساخرا
- مؤدب اوي ياخويا انت هتقولي
اقترب مازن من فاطمه مقبلا يدها قائلا بمرح
- ايه يا بطوط الحلاوه دي دا البت غرام عندهم حق في حد بيبقي حلو كدا و هو تعبان
- آيوا اضحك عليا و كل بعقلي حلاوة يا واد انت قالتها فاطمه بضحك.

- انا اقدر بردو ثم رفع رأسه موجها حديثه لكارما التي كانت تقف خلف والدتها و اكمل بعشق دانتي حبيبتي وروح قلبي في حد يضحك علي حبيبته بردو.

خجلت كارما كثيرا من جرئته و عدم خجله في إظهار مشاعره أمامهم فاخفضت رأسها بخجل
- فلكزته فاطمه في كتفه و قالت متصنعه الغضب
- احترمني يا وله هتحب فيها و انا قاعده
- ايه يا خالتي احنا هننصب مانتي عارفه إلى في قلبي
- ايوا يا عين خالتك بس احنا بينا اتفاق و لا نسيت
كارما و غراما بصوت واحد
- إتفاق إيه يا ماما
فلاش بااك
- ايه يا فطومه كدا تقلقينا عليكي.

- كاميليا يا مازن يوسف خطفها و اكيد هيأذيها زي ما عملوا في أمها
- مفيش الكلام دا يا خالتي صدقيني بيعشق كاميليا و عمره ما هيأذيها صدقيني كل الموضوع انه اتجنن لما هربت منه خصوصا بعد كتب كتابهم بيوم من غير اي اسباب
- يقوم يخطفها يا مازن بدل ما ييجي يكلمني و يقولي و انا اعرف منها حصل ايه دا دخل بيتنا و كل فيه عيش و ملح و شافنا عاملين ازاي.

- و حضرتك بردو شفتيه عامل ازاي مهوش مجرم و لا قتال قتله و انا واثق انك ليكي نظرة في الناس و عرفتي اذا كان يوسف كويس و لا وحش.

- والله مانا عارفه اقولك ايه يا ابني يارب يطلع كلامك صح كاميليا دي الحاجه الوحيده إلى بقيالي من ريحه اختي الله يرحمهاو مش هقدر تضيع مني تاني
- و انا بأكدلك ان مفيش الكلام دا و ان يوسف بنفسه هو إلى هيجيب كاميليا لحد عندك بس دول راجل و مراته و محدش ينفع يتدخل بينهم.

- ايوا يا مازن بس قلبي واكلني عليها غصب عني
- يعني هو هياكلها يعني يا خالتي دي مراته الارض و بعدين اطمني كاميليا بنظرة واحده بتجيب يوسف الارض
يوسف الحسيني إلى الناس بترتعش منه كاميليا بنت اختك بتقدر تهديه و تمتص غضبه بكلمه واحده.

ثم قال بنبره ماكرة طالعه لخالتها فاكرة يا خالتي عمي سالم الله يرحمه كنا نعمل المصيبه من دول انا و على كان يهد الدنيا علي دماغنا و بكلمه حلوة منك كان يهدي و يصالحنا كمان طول عمرك مسيطرة يا فطوم
- بطل قله ادب يا واد انت عيب قالتها فاطمه بخجل
- ابتسم مازن قائلا بقولك ايه يا فطوم سيبك من كاميليا و يوسف يولعوا عايزك في موضوع اهم منهم
-فاطمه متصنعه عدم الفهم موضوع ايه يا حبيبي.

-هتصيعي عليا يا فطوم يعني مخدتيش بالك انا هموت علي كارما
-هتموت مرة واحده يا مازن دانتا مشوفتهاش غير كام مرة بس
- احنا هنهزر يا خالتي كارما بتاعتي من يوم ما اتولدت و لولا إلى حصل لبابا و ماما دا كان زمانها مراتي اختنق صوته عند ذكر والديه.

- رق قلب فاطمه و قالت الله يرحمهم يا حبيبي ادعيلهم يا مازن و متحملش نفسك ذنب مش ذنبك يا ضنايا
- الله يرحمهم قالها بالم و اقترب منها ممسكا بيدها مضيفا
-انا بحب كارما اوي يا خالتي و منستهاش و لا لحظه قلبي كان مختوم بحبها و مقفول عليها السنين إلى فاتت متحرمينيش منها ارجوكي.

- يا حبيبي يا مازن قد كدا بتحبها
- و اكتر كمان والله و نفسي تبقي مراتي النهارده قبل بكرة بس بعد موضوع كاميليا و يوسف دا حصل خلاف بينا انا و على...
- متقلقش من ناحيه علي سيبه عليا هو قلبه ابيض و بيصفي بسرعه و كمان بيحبك و بيعتبرك اخوه هو اتحمق عشان كاميليا لانه بيعتبرها اخته
انا اهم حاجه عندي كارما إلى انت جرحتها و وجعتها بغيابك انتوا فاكرني مش عارفه حاجه بس انا عارفه كل حاجه
- قروبا يا فطوم.

- بطل طولت لسان و اسمعني انا موافقه علي جوازك من كارما بس عندي شرطين
- قاطعها مازن قائلا بمرح
- من اولها بتتشرطوا امال ايه ابني و ضنايا و الكلام دا كله بتثبتيني عشان تجيبي رجلي
- ليه يا حبيبي هيا كارما بايرة دي الف واحد يتمناها
- شاوريلي عالالف دول بقي عشان اروح افجرهم كلهم...
و بعدين يا خالتي دانا عنيا ليكي مليون شرط مش شرط واحد.

- ايوا كدا اتعدل. اول شرط ان مفيش حاجه هتتم غير لما كاميليا تظهر و اتطمن عليها
هم ان يقاطعها فاسكتته بيديها قائله
- اسمع للآخر، تاني شرط ان في الفترة دي تحاول تصلح إلى انت عملته و تداوي القلب إلى انت جرحته و متقولش و لا حرف يا اما هرجع في كلامي و اقولك معنديش بنات للجواز.

- لا معندكيش بنات ايه دانا اروح فيكوا في داهيه بصي يا خالتي انا طلبت نقلي للاسكندريه و هلزقلكوا هنا لحد ما تزهقوا و تجوزوهالي
- والله لو عملت أرجوز ما هجوزهالك غير لما اطمن علي كاميليا
- اوعدك يا خالتي هجيبلك يوسف و كاميليا من تحت الأرض بس خليها ترضي عني
- لا دي بتاعتك بقي انا هفتحلك المجال و انت عليك بقي تراضيها و تقنعها بمعرفتك
- صاح مازن بفرح قائلا.

- احلي فاطمه في الدنيا ربنا يخليكي لينا يا خالتي
بصي انا هخلع يومين هنزل فيهم القاهرة اشوف يوسف ممكن يكون راح فين و بالمرة اتابع ورق النقل بتاعي و هرجع احاول اصالح بنت المجنونه إلى برا دي.

- اتلم يا واد بدل ما انا إلى هوريك الجنان يبقي ازاي و الاتفاق دا خليه بينا و يالا عشان متتأخرش عالسفر
- لا خلاص خلاص عيل و غلط خلي بالك من نفسك و منها أدهم هيفضل هنا عشان لسه قدامه شغل هيشوف لو محتاجين حاجه طول مانا و علي مسافرين.

- باين عليه طيب و ابن حلال
- اه والله و سينجل و بيدور علي عروسه و شكله كدا وقع علي جدور رقبته
- يالا يا واد بطل رغي و امشي روح شوف وراك ايه
- اوامرك يا فندم يالا سلام
و ما ان هم بالخروج من الغرفه حني نادته فاطمه قائله
- مازن خلي بالك من كارما يا مازن اوعي تكسر قلبها وقتها انا إلى هقفلك
- كارما دي اغلي حاجه عندي في الدنيا عمري ما هقدر أأذيها اموت و لا إني افكر حتي.

- بعد الشر عنك يا حبيبي ربنا يفرحني بيكوا و يطمن قلبي علي إلى غايبه دي و معرفش أراضيها.

باااك
-
- دا موضوع كدا بيني و بين مازن مش لازم كل حاجه تعرفوها قالتها فاطمه بغموض
فقال أدهم
- تمام يا ست الكل اهم حاجه اننا اطمنا عليكي يالا بقي عشان اروحكوا البيت عشان عندي معاد مهم اوي بالليل و عايز اجهزله.

ارتبكت غرام كثيرا عندما سمعت حديثه و غزا الاحمرار وجنتيها فلاحظت كارما حالتها فهمت بالحديث قائله
- طب معلش يا أدهم وصل ماما و غرام انا لسه عدي عالجامعه هجيب المحاضرات إلى فاتتني من سهي صاحبتي و هاجي علي طول.

فهب مازن قائلا طب تمام انا هودي كارما تجيب محاضرتها و هنحصلكوا
فوافق جميعهم و انطلق كلا منهم إلى وجهته.

- وحشتيني اوي
قالها مازن بعدما استقلا سيارته
- انت ليه مقولتليش انك جاي انهارده
قالتها كارما بخجل
- كنت عايز اعملهالك مفاجأه قالها مازن بحب
- انا اتفاجئت فعلا خصوصا انك كنت لسه بتكلمني من شويه و مقولتش حاجه
- ما قولتلك كنت عايز اعملهالك مفاجأه. بس يا تري عجبتك مفاجئتي
- هااه تلعثمت كارما و غزا الاحمرار وجنتاها
اقترب منها مازن مستنشقا رائحه شعرها الخلابه و اردف قائلا.

- انا بعشق الفراوله إلى في خدودك دي. بحبك يا كارمتي
اما عند كارما فشعرت بالفراشات تطير في معدتها و دقات قلبها تقرع كالطبول و كادت تذوب من فرط الخجل.

فقهقه مازن عندما وجدها تتكور في مقعدها مطأطأه رأسها
فقال من بين ضحكاته
- خلاص هتروحي فين انتي لزقتي في الباب يا روحي و رفع رأسها قائلا بعشق
- اوعي توطي راسك تاني طول مانا عايش راسك دي دايما مرفوعه يالا عشان هنتغدي سوي
ابتسمت كارما بخجل و هزت رأسها دليل علي الموافقه
فابتسم هو الآخر علي خجلها الذي يروق و انطلق بسيارته.

على جانب آخر كان أدهم يقود السيارة و عيناه معلقه بتلك الجميله التي سلبت قلبه و لكن عقله يأبى الاعتراف بالهزيمه
و لكن لم يكن يغفل عن السيدة فاطمه التي كانت كلما همت بالحديث تصمت في آخر لحظه
فوجه أدهم حديثه إليها قائلا برزانه
- سامعك يا حاجه فاطمه قولي الكلام إلى كل ما ييجي يطلع تمنعيه علي آخر لحظه أسألي عن إلى انتي عيزاه و انا هريحك
ابتسمت فاطمه علي ذكاؤه و قالت.

- كنت عارفه انك ذكي اوي يا أدهم بيه ذكائك باين في عنيك
- اسمي ادهم بس يا طنط دانا زي على. قالها ادهم بابتسامه صادقه ثم اردف
- دا من ذوق حضرتك بس دا مش ذكاء و لا حاجه انتي بس إلى باين عليكي انك متوتره و في جواكي أسئله كتير عايزه تعرفي اجابتها.

- مقصدش علي كدا اقصد علي أسلوبك بتعرف توصل لالي قدامك صح معرفش دي موهبه و لا جت بالممارسه
قالتها فاطمه و القت عليه نبرة ذات مغزي
تحمحم أدهم و تصنع عدم الفهم للمعني المستتر لحديثه فقال مستفهما
- حضرتك تقصدي ايه مش فاهم
- اقصد ان زي مانا شايفه الذكاء في عنيك شايفه بردو المكر متزعلش مني انا ست صريحه.

- ابتسم أدهم و قال بحرج
- لا والله مش مكر دي شويه شقاوه كدا يعني
- يعني مقلقش من شويتين الشقاوة بتوعك دول
- لا متقلقيش دانا غلبان اوي والله قالها ادهم بضحك
فشاركته فاطمه ضحكات اما عند غرام فقد كانت تستمع إلى حديثهم بصمت تام و كانت تسكت ذلك الصوت بأعماق قلبها الذي يحذرها مما هيا مقبله عليه.

- طب مادام انت ملاحظ بقي فأنا عايزة اطمن علي كاميليا قلبي واجعني عليها يا ابني
- بصي انا مش هكذب عليكي انا معرفش يوسف و كاميليا فين بس اقدر اضمنلك ان يوسف عمره ما هيأذي كاميليا أبدا عشان هيا باختصار اغلي حد عنده في الدنيا
همت فاطمه بالحديث فاوقفها أدهم قائلا
- اطمني يا حاجه فاطمه كاميليا في أمان مع يوسف و عمرها ما هتكون في أمان غير معاه.

و أخيرا وصلوا إلى وجهتهم فهم ادهم بالانصراف بعدما ساعدهم في الوصول إلى باب الشقه فأصرت عليه فاطمه بالدخول
- هو ينفع يا ادهم يا ابني تيجي لحد هنا و متدخلش تشرب فنجان قهوة ? دانتا بتشتمنا بقي
- خليها مرة تانيه عشان حضرتك تعبانه
- و لا تعبانه و لا حاجه اتفضل ادخل دانتا طالع عينك معانا طول الاسبوع و كفايه وقفتك مع البنات في غياب علي.

دخل أدهم وسط إلحاح من فاطمه التي إستأذنت لتغيير ملابسها
- انا هدخل اغير هدومي و هاجي نشرب القهوة سوي دي غرام عليها فنجان قهوة مالوش حل
ثم اخفضت صوتها قليلا قائله
- أصل دي الحاجه الوحيده إلى هيا فالحه فيها
فصدح صوت من المطبخ قائلا
- سمعاكي يا ست ماما.

فضحكا كلا من أدهم و فاطمه علي غرام و اتجهت فاطمه لغرفتها في حين ان ادهم الذي ما ان وجدها تتواري خلف باب الغرفه حتى أخذته قدماه لتلك التي احتلت قلبه فتسمر في مكانه مما سمعه.

- ايه يا حبيبي عامل ايه، انا بخير و ماما كمان بخير، اه والله زعلت لما معرفتش تيجي عشان تروحنا بس الحمد لله اتحلت صاحب على جه وصلنا. تمام يا قلبي خلي بالك من نفسك. و انت كمان هتوحشني.

انسحب أدهم بهدوء بدون ان تشعر به و هو يغلي من الغضب فكلما يتجاهل عقله و رأيه في النساء و يقول انها مختلفه تصفعه حقيقتها الذي صوره لها شيطان خزلانه ليتوعد لها باقسي انواع العقاب.

خرجت غرام حامله القهوة لتقول بمرحها المعهود
- فنان قهوة بقي انما إيه هتدعيلي عليه اصل دي تقريبا احسن حاجه بعرف اعملها زي ما ماما قالتلك.

نظر أدهم إلى ضحكاتها الجميله ملامحها البريئه عفويتها الملحوظه فقال محدثا نفسه ( هو في حد ممكن يمثل البراءة بالاتقان دا دا حتى مرام بكل وساختها متجيش فيكي حاجه وحياه امي لاندمك عاليوم إلى اتولدتي فيه دانتي خسارة فيكي امك و اخوكي صبرك عليا)
اقترب منها قائلا بصرام
- اعتذري من ممتك مش هقدر اشرب معاها القهوة عشان جالي تليفون مهم
ثم توقف بجانبها و قال لها بحده اخافتها.

- اوعي تتأخري عن معادنا هبعتلك العربيه تاخدك الساعه 8 بالظبط
ثم تركها و انصرف وسط دهشتها و ذهولها.

- إيه يا حبيبي هتاكلي إيه بقي قالها مازن بحب
- كارما بخجل اي حاجه انا مش جعانه اوي اصلا
- إن جيتي للحق انا كمان مكننش جعان بس لما شفت عيونك الحلوين دول نفسي اتفتحت
- مازن بطل نصب عشان اصلا لسه مسامحتكش و متفتكرش انك ممكن تضحك عليا بالكلمتين دول.

- طب اضحك عليكي بكام كلمه قالها مازن بتسليه
- و لا بمليون كلمه يا مازن عشان انا مش زعلانه انا خايفه قلبي مرعوب منك لتجرحه مرة تانيه او نقول تالته
- ارجوكي يا كارما سامحيني و خليكي واثقه انك اغلي حد عندي في الدنيا انا بحبك اوي انا عمري ما نسيتك لحظه انتي كنتي ساكنه قلبي و محوطاه بحبك إلى عماه عن كل ستات الدنيا دي اديني فرصه واحده اثبتلك انتي عندي ايه، آخر فرصه قالها مازن برجاء.

- و لو ضيعتها يا مازن
- مش هضيعها صدقيني عمري ما هفرط فيكي و لا هضيعك من ايدي تاني يا سكرتي قالها بعشق
خجلت كارما كثيرا من حديثه الذي دغدغ مشاعرها و نظراته التي كانت تربكها فهي تعشقه و لا حيله لها سوي مسامحته و اعطاؤه تلك الفرصه التي يتلهف إليها قلبها.

كان مازن يراقب ملامحها بعشق شديد و خوف من ان ترفض مسامحته فهي كالماء و الهواء بالنسبه له...
و أخيرا أشرقت الشمس علي عالمه المظلم بتلك الإيماءة البسيطه من رأسها ليمسك مازن بيدها و يحتضنها بيديه مقربا اياها من شفتيه مقبلا باطنها بعشق و تخبرها عيناه بأنها عشقه و حبيبته و ملكه فقط بلا منازع.

ففي علم النفس قبله اليد علي ظهر الكف تعتبر حب و احترام و لكن ان كانت القبله في باطن الكف كانت كإقرار بالملكيه فها هو يخبرها بافعاله بأنها ملكه و عالمه الذي خُلق من أجله...

- إحم. انا هروح التويلت علي ما تكون طلبتلنا الاكل
- طب مقولتليش عايزة تاكلي ايه
- انت نفسك تاكل ايه قالتها كارما بحب
- الصراحه انا عايز أكلك إنتي قالها مازن بوقاحه
- مازن اتلم عشان والله هزعل منك قالتها كارما بحده
ثم اضافت بدلال
- بعدين يكون في علمك من هنا لحد اليوم إلى هتنازل و اتجوزك فيه اياك تفكر تقل أدبك تاني.

- نعم ياختي قالها مازن بصدمه
- ايوا طبعا وخليك فاكر انك وعدتني انك عمرك ما هتزعلني تاني
- يعني انا وعدتك اني عمري ما هزعلك تقومي انتي تقهريني يا كارما
- انا لو غاليه في نظرك هتعمل كدا من نفسك.

- هششش انتي ازاي تفكري كدا انتي اغلي و احلي و انقي حاجه في حياتي انا غصب عني مبكونش قادر اتحكم في مشاعري و انا جمبك لكن خلاص يا عمري مادام دي حاجه بتزعلك اوعدك مش هكررها تاني و هحاول اتحكم في مشاعري اكتر من كدا.

- ربنا يخليك ليا قالتها كارما بخجل و ذهبت لتترك ذلك الذي يكاد يطير من فرط السعاده فها هي محبوبته يتجلي عشقه بداخل عيناها حتى و لو لم تفصح به شفتيها.

أخرجه من شروده ذلك الصوت الذي كان يتمني ان لا يسمعه طوال حياته فالتفت خلفه ليتفاجئ بتلك الفتاه ترتمي بأحضانه مردده
- مازن وحشتني اووي اووي
من فرط دهشته لم يكن قادر علي انتشالها من بين احضانه لتتوالي عليه الصدمات و يري حبيبته تنظر إليه و هو يحتضن تلك الفتاه التي تتعلق بحضنه كما لو انه مكانها الطبيعي.

اقتربت منهم ببطئ شديد و نطقت بتلك الحروف التي لا تعرف كيف خرجت منها قائله
- م. مين دي يا مازن
التفتت إليها الفتاه و من ثم تنقلت نظراتها بينها و بين مازن المصدوم لتتولي هيا مهمه الرد بينما مازن مازال واقع تحت تأثير الصدمه
لتقول بغنج
- انا خطيبته انتي مين يا حلوة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة