قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السبعون

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السبعون

عندما أخبرتها أُحِبُك
ابتسمت قائله اعلم!
و لكنها أبدا لا تعلم اني غارق فيها للحد الذي يجعلني أرى الحياة بعيناها و اختصر الوجود في قلبها. ذلك الشعور العميق الذي أشعر به تجاهها لم تفلح الأربع و عشرون حرفا في وصفه فاكتفيت قائلا احبك..
نورهان العشري.

اعتدل يوسف في جلسته و قطب جبينه قبل أن يقول بعدم فهم
يعني ايه هما السبب؟
ابتلعت كاميليا ريقها بصعوبه و لعنت بداخلها حظها العاثر الذي جعلها تعرف ذلك السر الغبي لهاذان الاحمقان و لكن ما باليد حيله فهي قد علمت و أخبرته و ليساعدها الله علي تهدئه هذا الوحش الكاسر الذي ينفث النيران من أنفه و هو فقط ينتظر أن تتحدث فما الذي سوف يحدث أن علم بخطتهم الغبيه.

لفت شرشف السرير حولها و قامت بالجلوس علي ركبتيها و اقتربت منه تمسك يده قبل أن تقول بخفوت
يوسف انا طول عمري بتردد احكيلك اي حاجه عشان بخاف من رد فعلك اوي، بليز متندمنيش المرة دي اني قولتلك..

يوسف بنفاذ صبر
هو انتي لسه قولتي حاجه؟
زفرت كاميليا بإستسلام قبل أن تقوم بقص عليه تلك القصه الحمقاء التي رواها أدهم لغرام و مع كل كلمه كانت تتفوه بها كانت تري الإندهاش و الصدمه يسيطران علي ملامحه و لكن ما أن انتهت حتي تحول كل هذا الي غضب مقيت فجأة اسودت عيناه و برزت عروق رقبته و هب من مكانه بجانبها و هو يقول بصراخ.

انا هوريهم المتخلفين دول..
ارتدت المئزر الخاص بها بسرعه و هرولت خلفه تحاول منعه من جنونه فقد ارعبتها ملامحه فما أن امتدت يده الي مقبض الباب حتي أسرعت تحول بينه و بين الخروج و هيا تقول بتوسل
يوسف ارجوك استني. هما مكنش قصدهم الي حصل والله دول كانوا عايزين يرجعونا لبعض..
كان لا يري أمامه من شدة الغضب الذي جعله يقول بحده.

انتي عبيطه يا كاميليا، يعملوا مصيبه زي دي عشان يرجعونا لبعض امال لو كانوا عايزين يموتونا كانوا عملوا ايه، اوعي من قدامي خليني اربي المعاتيه دول..

امسكت كاميليا بيده و هيا تقول بدموع أوشكت على الهطول
انا عارفه انها حركه غبيه جدا و كان ممكن اموت فيها بس والله هما كانوا عايزين يحننوا قلبك عليا لما تحس اني ممكن اضيع..
قاطعها يوسف بحده فلم يكن يتحمل أن يستمع إلي ما ستقوله فقد كان يحاول بصعوبه تناسي ذلك الشعور المقيت و هو مهدد بفقدانها فقال صارخا
كاميليا اسكتي، انتي متعرفيش انا كنت حاسس بأيه ساعتها، الي حصل دا لا يمكن هعديه بالساهل..

انهي كلماته و جذبها بعنف من أمام الباب و قام بفتحه و قبل أن يخرج من الغرفه سمع كلماتها التي اذهلته بقدر ما آلمته و خاصتا لهجتها المعذبه حين قالت
عرفت بقي انا طول عمري بخاف اصارحك بأي حاجه ليه؟ عرفت ليه قررت اهرب..؟ عرفت ليه خبيت عنك موضوع رائد..؟

التف يوسف يطالعها بصدمه زادت عندما شاهد حالتها البائسه و التي تنافي تماما اشراقتها عندما استيقظت منذ قليل.

ارتد يوسف للخلف و قام بإغلاق الباب و تقدم إليها بضعه خطوات فأصبح أمامها مباشرة فآلمه رجفه شفتيها و تلك الدموع المنسابه من عينيها الجميلتين فشعر بالغضب أكثر من ذي قبل لكونه السبب في تبدل حالها الي هذا البؤس فمد يده يمسح قطراتها المنسابه فوق خديها فارتدت هيا خطوة إلي الوراء و هيا تقول بإنهيار.

اقولك انا ليه؟ عشان الي لسه حاصل دلوقتي. هتفضل و تزعق و تكسر و تنفعل و انا مش هقدر اسيطر عليك و لا علي غضبك مهما بكيت و اترجيتك و حتي لو بوست علي ايدك مش هيهز فيك شعره و هتنفذ الي في دماغك. زي يوم رائد بالظبط حلفتك علي كتاب ربنا انك متعملش حاجه تأذي بيها نفسك و مع ذلك اول ما عرفت اتجننت و كنت هتضيع نفسك لولا ستر ربنا. كنت بترجاك و انا ببكي عشان ترجع عن الي في دماغك و لا سألت فيا. حتي لما قولتلك هموت نفسي و كنت فعلا هعملها كل الي عملته انك ضحكت عليا و كنت ناوي تقتله بردو. توسلاتي و دموعي و انهياري مأثرش فيك. و لا هيأثر بالرغم من كل حبك دا الا انك وقت غضبك مبتشوفنيش اصلا..

آلمته كلماتها كثيرا بل قتله مظهرها الباكي و و شفاهها المرتجفه و الاكثر من ذلك هو شعورها بأنها لا تؤثر به و لا تعلم بأنه لا يوجد احد في هذا العالم يستطيع إيقافه عن فعل اي شئ يريده سواها و لكنه أدرك الآن حجم خطأه فاقترب منها قائلا بخفوت.

انا مبشوفش في حياتي غيرك يا كاميليا، مفيش حد في الدنيا يقدر يخليني ارجع في كلمه قولتها غيرك، عمري ما اتخليت عن مبدأ من مبادئي غير عشانك، مفيش حاجه في الدنيا ممكن تثير غضبي بالطريقه دي الا لو كانت تخصك..
قاطعته بلوعه
بس انا بخاف من غضبك دا اوي، مبقدرش اقف قدامه. لما بتتعصب بتكون واحد تاني غير الي بشوفه في حضني، مبعرفش اتعامل معاك، بكون عايزة اهرب منك.

ازدادت حدة بكائها مع نطقها جملتها الأخيرة فحاولت الإنسحاب من أمامه فلم تعد قادرة علي الحديث في تلك اللحظه فالتقطتها ذراعه بلهفه فقد انشق قلبه لنصفين لدي رؤيته انهيارها بهذا الشكل و أخذ يحاول احتضانها و أخذت هيا تقاومه و هيا تقول بإنفعال
يوسف اوعي!
لم يجيبها بل ازدادت محاولاته في احتضانها و قد حاول قدر الإمكان إلا يقسو عليها فصارت تقاومه أكثر و هيا تقول
سيبني بقي.

لم يجد مفر من استخدام العنف قليلا فجذبها الي داخل أحضانه بعنف و سيطر علي مقاومتها مستخدما قوته البدنيه و قام بتطويقها بذراعيه قبل أن يقترب من أذنيها و هو يقول بحنان
مقدرش اسيبك أبدا
شعرت بانفاسه الحاره فوق كتفها فاضعفت مقاومتها قليلا وقالت بخفوت
انا مش قادرة اتكلم دلوقتي، ارجوك سيبني.
أخذ يمرر أنفه بطول عنقها يشتم رائحتها الجذابه و هو يقول بصوت مبحوح
و أنا مش هتكلم اصلا..

انهي جملته و قام بوضع يده خلف ظهرها و الآخري أسفل ركبتها و حملها برفق و اتجه الي الأريكه خلفهم و جلس و اجلسها فوق ساقيه و قام بوضع رأسها فوق صدره و أخذ يمرر يده بحنان فوق خصلات شعرها و يده الآخري ملتفه حول خصرها بتملك كبير و شفتيه تضع القبل الحانيه فوق جبهتها و مقدمه رأسها و ظلوا علي هذه الحاله بعض الوقت الي أن قامت هيا ببدأ الحديث قائله بخفوت
يوسف
أجابها بحنان
عيونه.

رفعت رأسها تطالعه بترقب و قد كان الحزن مازال يرتسم بعينيها الجميله و قد آلمه هذا كثيرا و خاصتا تلك البحه في صوتها التي تنذر بأن هناك فيضان من الدموع علي وشك الهطول
انا آسفه.
لم يتوقع أبدا اعتذارها و خاصتا في حالتها تلك. تدهشه كثيرا ردود أفعال تلك المرأة فهيا دائما ما تخالف جميع توقعاته فهو توقع أن تكون غاضبه منه لا أن تعتذر له بتلك الطريقه اللطيفه لذا شدد من احتضانها و هو يقول بإستفهام
بتتأسفي ليه؟

اخفضت نظراتها و هيا تقول بخفوت
عشان انفعلت و عليت صوتي عليك و عشان الكلام الي قولته بس انا..
قاطعها بوضع قبله سطحيه حانيه فوق شفتيها لكي يمنعها من الحديث بينما تابع هو قائلا بحب.

متعتذريش تاني علي حاجه قولتيها من قلبك. و خصوصا لو ليا. عمرنا ما هنفهم بعض لو متكلمناش و قولنا الي جوانا. ايا كانت الطريقه الي اتقال بيها و بما اننا في اوضتنا و لوحدنا فكل شئ بينا مسموح بس دا مش معناه اني مش زعلان عشان عليتي صوتك عليا لا طبعا دانا زعلان و ليا حق هاخده علي أقل من مهلي بس مش دلوقتي
أعطاها غمزة وقحه لتفهم المغزي خلف كلماته و لكنها ارتعبت حين قال كلمته الأخيرة فقالت بخوف.

مش دلوقتي قصدك أما تخلص علي أدهم و مازن صح!

ابتسم يوسف قبل أن يضع قبله حانيه بين عيناها و هو يقول بخفوت
تؤ لما اصالحك الاول..
لم تفهم ما يقصد فقطبت جبينها ليطالعها بابتسامه ماكرة قبل أن يقول
مش كل الصلح بيكون بالطريقه دي يا كاميليا. احيانا بنحتاج الي بنحبهم يطبطبوا علي قلبنا عشان وجعنا يخف. و أنا بحبك اوي و بعتبرك بنتي قبل ما تكوني حبيبتي و مراتي و يهمني اوي قلبك ميكنش زعلان مني قبل اي حاجه.

ارتجف قلبها من فرط الحنان الذي يقطر من بين كلماته التي اذابتها بشكل آخر جعلها تحاوط عنقه بذراعيها و هيا تقول بحب
انت ازاي قادر تكون حلو اوي كدا.
ابتسم يوسف و قال بمشاكسه
قصدك عشان عنيا زرقه يعني؟
ابتسمت هيا الآخري و قالت بحب
مش بس كدا، كلامك حلو و حنانك ماشفتلوش مثيل كل حاجه فيك جميله بشكل مش معقول..

لامست كلماتها قلبه وخاصتا طريقتها في الحديث التي تزلزل براكين الشوق في داخله مما جعله يقول
كاميليا هانم الحسيني بجلالة قدرها بتعاكسني..
كاميليا بدلال
شفت بقي انت محظوظ قد ايه..

يوسف بصدق
دي حقيقه. انا اكتر راجل محظوظ في الدنيا بيكي، و عشان كدا مش عايز حاجه تزعلنا من بعض أبدا..
اطلقت تنهيدة قويه و هيا تضع رأسها فوق صدره و تقول بخفوت
و لا انا والله..
اسند يوسف رأسه فوق رأسها الملقاه بإرتياح فوق صدره و قال بصدق.

عشان كدا انا الي لازم اعتذرلك يا حبيبتي. انا مكنتش اقصد أبدا يوصلك الي وصلك دا. انتي اكتر حد غالي عليا في الدنيا و علشانك ممكن اعمل اي حاجه، و اتحمل اي حاجه في سبيل سلامتك و انك تبقي معايا و دول بالنسبالي خط احمر و رائد اتعداه لما عمل الي عمله دا عشان كدا مشوفتش قدامي وقتها و الي بردو أدهم و مازن اتعدوه لما عرضوا حياتك للخطر، انتي متعرفيش انا احساسي كان عامل ازاي وقتها..

عند جملته الأخيرة اشتدت يداه فوق خصرها رغما عنه فقد كان يتذكر ذلك الشعور المقيت عندما علم باحتجازها في هذا المصعد اللعين و احتماليه فقدها فكان هذا اقسي ما مر عليه في حياته و قد شعرت هيا بما يشعر به فزادت من احتضانه كي تبثه امان وجودها بجانبه و أخذت تمرر يدها علي مؤخرة رأسه و هيا تقول بطمأنه.

عشان خاطري متفكرش في الي حصل دا تاني، انا جمبك و في حضنك اهوة و عمري ما هسيبك أبدا و افتكر ان ربنا بيحطنا في اختبارات و الحمد لله اننا بنعدي منها، و اديك شوفت حالتنا يومها كانت عامله ازاي، و انت كنت زعلان مني قد ايه و الي حصل دا خلاك تسامحني و بقينا مع بعض..

يوسف بإستنكار
كاميليا متبرريش غلطه كبيرة زي دي و مهما كانت نتايجها فهيا غلط، احنا مهما زعلنا و اختلفنا كان هييجي يوم و نتصالح. انما مجازفه زي دي كانت ممكن تضيعنا..

كاميليا بتوسل
خلاص يا يوسف علشان خاطري، متخلنيش اندم اني حكتلك..

يوسف بلهفه
اوعي تندمي أبدا انك حكتيلي علي اي حاجه، انتي مينفعش تخبي عني اصلا..
ناظرته كاميليا بغموض يشوبه المكر و قالت بترقب
طب و انت يا يوسف ينفع تخبي عليا..

جاء الوقت الذي كان يخشاه كثيرا و لكن لابد من أن تعلم كل شئ فهو قد وعدها بأنه سيخبرها كل شئ ما أن يعود لذا نظر إليها قائلا بهدوء
لا مينفعش اخبي عليكي و اصلا كنت ناوي اقولك كل حاجه في الوقت المناسب.
كاميليا بإستفهام
و لسه الوقت المناسب دا مجاش؟

يوسف بتأكيد
لا جه يا كاميليا بس قبل ما احكيلك عايز افكرك اني كبير العيلة دي و كل فرد فيها في حمايتي و واجب عليا متخلاش عنه ابدا حتي لو هعمل المستحيل..

شعرت كاميليا بالخوف يتسلل الي قلبها جراء كلماته فقالت بقلق
قلقتني يا يوسف. في ايه؟
يوسف بطمأنه.

متقلقيش يا حبيبتي انا بقولك كدا عشان تفهمي دوافعي في الي هقوله..
لم يزدها حديثه سوي خوف علي خوفها الذي تحول لصدمه عندما زارها هذا الهاجس الذي جعل عيناها تبرق و قالت بأستنكار
يوسف اوعي تكون اتجوزت عليا..؟

لثوان معدودة أخذ ينظر إليها بصدمه قبل أن تتحول صدمته إلي قهقهات صاخبه دوت في أرجاء الغرفه و لأول مرة بحياتها تجده يضحك بتلك الطريقه فأخذ يقهقه الي أن دمعت عيناه من هذا الهراء الذي تفوهت به حمقائه اللذيذه و التي قطبت جبينها غضبا من قهقهاته و انتظرت حتي هدأ من نوبه الضحك خاصته و قالت بحنق
خلاص خلصت ضحك حضرتك؟

حاول كتم ضحكاته عندما شاهد غضبها الطفولي و قال بمزاح
كاميليا انتي بتتكلمي بجد؟
كاميليا بتذمر
انت شايف ايه يعني؟

يوسف بزهول
دا بجد بقي، انتي متخيله اني ممكن اتجوز عليكي؟ أو عيني تشوف واحده غيرك اصلا!
راقتلها كلماته و لكنها أرادت أن تتدلل قليلا فقالت بغنج
يعني مثلا مثلا يعني مش هييجي عليك يوم و تزهق مني و تقول اتجوز عليها؟
يوسف بصدق
محدش يبقي عنده القمر و يروح للنجوم..

كاميليا بغيرة
اممم يعني مثلا لو في واحده حلوة اوي يعني و ليكن سمر السكرتيرة، أو مش شرط هيا اي بنت من البنات و كانت جميله اوي مش ممكن تعجب بيها!

ابتسم يوسف علي غيرتها التي لم تفلح في إخفائها و قال بمزاح
يعني لو جميله اوي ( تبدلت ملامحها و برقت عيناها من جملته التي صححها قائلا بصدق سمر مين و بنات مين الي ابصلهم و أنا عندي ستهم..
ضاعت في تصريحه الذي جعل قلبها يتضخم من فرط السعادة فقالت بوله
هاه، قول تاني كدا..

تلك المرأة تقوده للجنون بكل أفعالها و انفعالاتها تجعله يريد أن يلتهمها من فرط حسنها و رقتها و لطافتها. قربها منه كثيرا حتي تلامست أنوفهم و وضع قبله رقيقه فوق شفتها العلويه و هو يقول بعشق
انت ست البنات كلهم و أنا عيني عمرها ما تشوف حد غيرك..

كان الكلام يخرج من بين شفتيه و يتبعه بقبلات رقيقه حول شفتيها اضاعتها أكثر فشعرت بالخدر يسري في أنحاء جسدها الذي كان يرتجف بين يديه مما جعله يقوم بحملها و قد فاق شوقه لها حد احتماله و قام بالتوجه الي مخدعه فتنبهت الي ما يحدث فقالت بخفوت
يوسف، احنا كان مفروض نكمل كلامنا..

أجابها بهمس مثير و هو يضعها فوق السرير و مازالت يداه تحتفظ بخصرها
اي كلام يتأجل لحد لما تصالحيني الاول مش قولتلك من شويه اني زعلان و ليا حق عندك..
إجابته بهزة من رأسها فقال بخفوت
طب ايه بقي؟
خجلت من تلميحاته كثيرا و دفنت رأسها بصدره قبل أن تقول بخجل
بطل بقي..

يوسف بمداعبه
تبطل ايه، دا احنا لسه هنبتدي..

اختتم جملته و لم يتح لها الفرصه للحديث فاخذها معه الي عالم ملئ بالسحر و المشاعر المحمومه التي انستها كل شئ سوي ذراعيه التان تطوقانها بقوة حانيه راقتلها كثيرا فبكل مرة تكون معه يفتح لها بابا آخر من ابواب الجنه فقد كان يعاملها برفق و كأنها زجاج يخشي عليه من الكسر و أخذ يمرر شفتيه علي كل ما يقابله و كأنه يمجد كل إنش بها و قد أعطاها هذا شعور مختلف من السعادة و عززت غرورها الأنثوي كلماته الرائعه حين قال بلهاث.

عمر ما في واحده في الدنيا حركت مشاعري زيك كدا. انا لو طايل أكلك هاكلك..

و بالفعل اقترن حديثه بالفعل فصارت شفتيه تلتهمها بشغف و يداه تمارس فنون العبث و العشق فوق جسدها الذي كان يرتجف من فرط السعادة و الاحاسيس اللذيذة التي تسري بأوردتها جراء تلك الملحمه التي كان يتسيدها عشق كبير افاضت به القلوب التي لا تمل أبدا من ممارسته و لكن نال التعب منها كثيرا و شعر هو بها فتركها علي مضض خوفا عليها منه و من جنونه بها فما أن ارتمت علي صدره لاهثه حتي وضع قبله حانيه فوق رأسها و قال بإهتمام.

حبيبي، في حاجه تعباكي؟

هزت كاميليا رأسها بوهن تنفي وجع يسيطر علي جميع أنحاء جسدها فشعر هو بألمها فقال بحنان
حقك عليا يا قلبي، بس محدش قالك تبقي حلوة كدا يعني..
ابتسمت كاميليا بخجل فوضع قبله فوق ارنبه أنفها و قال بحب
خليكي هنا راجعلك..

هب من جانبها متوجها إلي المرحاض بينما هيا ارتمت فوق الوسادة بتعب جعلها تغمض عيناها مستسلمه للنعاس لتشعر بيده تقوم بحملها برفق و سار بها و لكنها لم تشعر سوي بالماء الساخن حولها فقد وضعها في المسبح بعد أن قام بتجهيزه واضعا به العطور و سوائل الاستحمام التي تفضلها و جلس هو علي الحافه يقوم بتدليك كتفها برقه واحترافية شديدة فاسترخي جسدها و أغمضت عيناها بأستمتاع و ظلت علي هذه الحاله وقت لا بأس به إلي أن زال عنها تعب جسدها فقام هو بغسل شعرها جيدا و حملها برفق و جففها بالمنشفه جيدا و لفها حول جسدها الذي احتواه بين يديه في عناق قوي قبل أن يقول بخفوت.

احسن دلوقتي؟
إجابته بامتنان
احسن يا حبيبي، ربنا يخليك ليا..

يوسف بحنان
و يخليكي ليا، هاخد شاور علي ما تجهزي عشان في موضوع مهم عايزين نتكلم فيه
قطبت جبينها و همت بالإستفسار و لكن وضع قبله سطحيه فوق شفتيها و قال بحزم
مفيش كلام دلوقتي، يالا قبل ما اغير رأيي.

********************.

حل الصباح علي الجميع ما عدا تلك القلعه السوداء و سكانها فقد كان الظلام يخيم علي سمائها او لنقل أنه غضب أسود جعل راغب يصرخ باعلي صوته و هو غير مصدق بما يحدث له فهذه المرة كانت الخسارة كبيرة جدا و عواقبها وخيمه و قد تكلفه حياته ثمنا لخيانه لم يفعلها و لكنها هيا المبرر الوحيد لما يحدث.

كان يجلس علي الكرسي الخاص بمكتبه و هو ينفث النيران من أنفه يشعر بوجود خائن حوله و لا يعرف من هو يحارب جهه ليست معلومه و هذا ما يجعله علي حافة الجنون فتلك العمليه كان قد حضر لها بمنتهي الدقه كيف اختفت المخدرات بلمح البصر و معها اثنان من رجاله و الفاعل اختفي كالسراب و لم يترك خلفه أي أثر كما المرة السابقه فقد اتجه ظنه الي رائد و لكن هو متأكد بأن رائد قضي ليلته في المقبرة بجانب تلك الفتاة بعد أن احترقت في شقته فقد كان ينوي قتلها و لكن لحسن حظه فايوسف الحسيني سبقه و فعلها وبهذا قد اشعل فتيل الحرب بينه و بين رائد مرة ثانيه و هذا الأمر يناسبه تماما و لكنه الآن عليه أن ينشغل بخسارته التي لا يعرف كيف يعوضها أو الأصح كيف يبررها لهؤلاء الملاعين الي يتعامل معهم من المافيا فهم حتما لن يمرروا هذا الأمر و قد يشكوا بولاءه لهم و في هذه الحاله فهو هالك لا محالة.

قاطعه تفكيره دخول فاتح و علي وجهه جميع إمارات الاسف فهو منذ البارحه بحاول معرفة كيف اختفت شحنه الحبوب تلك من الصناديق التي كانت لا تحمل أي بصمات عليها و لا اي أثر للفتح لو لم يكن قد رآي الشحنه أثناء تحميلها و دسها في اكياس الطعام لاقسم بأن هؤلاء الملاعين قد خدعوهم.

توجه فاتح الي راغب الذي كان يرفض تصديق ما يرتسم علي وجهه من خيبه امل ليؤكدها حديثه عندما قال باسف
مفيش اي آثر للبضاعه للأسف.
صاح راغب بغضب
ازاي، فص ملح و داب.
فاتح بهدوء
حاجه زي كدا..
قهقه راغب بغضب قبل أن يقول
يعني انت بتقولي روح موت نفسك قبل ما الجماعه يعرفوا و يموتوك صح؟

فاتح بهدوء
او تلجأ للروس عشان يحموك منهم..
صُدٌم رائد من حديث فاتح فقال بزهول
انت بتقول ايه؟
بقول الي سمعته، انت لازم تشوف حد يحميك عشان لو مهما عملت المرادي مش هيصدقوك و أن حصل و صدقوك هيعتبروك زي خيل الحكومه كبرت و خرفت و بقيت تبوظلهم شغلهم و وقتها مش هيترددوا أنهم يصفوك..

جلس راغب بصدمه فوق كرسيه الذي أخذ يدور به بينما هو نظره يرتكز علي نقطه واحده أمامه و هيا نهايته البشعه علي يد رجال المافيا الذين لا يرحموا أحد ابدا و هو حتما لن يكون إستثناء
مش قدامك وقت كبير للتفكير، و منصحكش تفكر تعمل اي حركه غبيه تضيع كل حاجه منك..
نظر إليه راغب بخوف جلي و قال بصوت مرتعب
طب و هوصلهم ازاي و هل ممكن يوافقوا اني انضم ليها خصوصا بعد المعاهدة دي؟

فاتح بطمانه
سيب الموضوع دا عليا انا، المهم انك تاخد القرار..
كان يشعر بأنه يغرق في الوحل أكثر و كلا الأمور ستودي به الي الهلاك لذا فليجرب أقل الطرق ضررا فنظر إلي فاتح و أوشك علي الحديث و لكن قاطعه ذلك الدخول العاصف لرائد الذي كانت حالته مبعثرة و مظهره مزري و عيناه تقطران شررا حتي أن راغب تملكه الخوف من مظهره و الذي زاد حينما تقدم الي داخل الغرفه و قال بصوت جهوري ينبض بالألم.

انا عايز احرق ولاد الحسيني واحد واحد..

لم يتفاجئ راغب من حديثه فهو كان يتوقع بأن يأتي اليه طالبا مساعدته و لكن مظهره كان مرعب بالنسبه اليه فأخذ ينظر إليه بتفحص قبل أن يهب من مكانه متوجها إليه ليقف أمامه مباشرة و فجأة يقوم بإحتضانه بقوة فصُدِم رائد كثيرا من فعلة ذلك الثعبان الذي أتقن رسم الحزن علي ملامح وجهه عندما نظر إليه و قال بتأثر مصطنع
قلبي عندك يا ابن اخويا، انا حاسس بيك و بالنار الي جوا قلبك..

طالعه رائد بغموض يخفي خلفه الكثير من الإشمئزاز و الكره و الغضب الذي كان يشعر به تجاه نفسه كيف أنه كان يصدق هذا المسخ فملامحه تنضج بالكذب كيف أنه تركه يسمم حياته كل هذا الوقت و لكن مهلا فهو سيذيقه من ويلات ما تجرعه علي يديه لذا قال بلهجة قويه غاضبه
النار الي جوايا دي لازم يدوقوها سامع، انا مش هرحم حد تاني و لا هتعاطف مع حد أبدا..

********************.

خرج يوسف من المرحاض ليجد حبيبته تقف أمام المرآة و الغضب باد علي محياها و أخذت تبحث بين اشياءها و هيا ترغي و تزبد فاقترب منها محاوطا خصرها بذراعيه يطالع جمالها المشع في المرآه و قد فطن الي سبب غضبها و لكنه ادعي عدم الفهم عندما قال
حبيبتي متعصبه عالصبح ليه كدا؟

كاميليا بسخرية
الصبح! حضرتك احنا بقينا العصر..
ابتسم يوسف علي مظهرها و لكنه قال ببراءه
طب و ايه المشكله يا روحي؟

التفت تناظره بغيظ تجلي في نبرتها حين قالت
ابدأ ممتك بعتت داده شريفه بالفطار و قولتلها أننا نازلين
حلو. بس بردو انا مش لاقي مشكله في الي انتي بتقوليه. ايه مش عايزة تنزلي تحت.

اتبع حديثه بغمزة ذادت من غضبها فقالت بتهكم
المشكله يا روحي اني مش لاقيه حاجه ألبسها.

ضيق يوسف عينيه و قال بإندهاش
دا بجد؟ كل اللبس الي عندك دا و مش لاقيه حاجه تلبسيها..
كاميليا بحنق
قصدك مش لاقيه حاجه تداري الفضايح دي..

قالت جملتها و هيا تشير إلي تلك العلامات التي تركتها ليله امس علي جسدها و التي كانت مثيرة بالنسبه اليه كثيرا فقد كانت تحمل من الحب الكثير الذي لم يبخل عليها به أبدا فطافت عيناه فوق ما تشير إليه و قد ارتسمت الرغبه بهم مما جعلها ترتد للخلف و هيا تقول بخجل غلفته بالغضب
انسي الي بيدور في دماغك دا مش هيحصل، و دلوقتي اتفضل شوفلي حل في الحاجات دي..

ابتسم علي غضبها الذي لم يخفي خجلها الواضح من احمرار خديها و ارتجافه شفتيها لذا قال يستفزها أكثر
و مالها الحاجات دي؟ دا حتي شكلها حلو جدا عامله لوحه فنيه بديعه، طب والله تسلم يا واد يا يوسف و يسلم .

قاطعته بوضع يدها بلهفه فوق شفتيه تمنعه من مواصله حديثه و قالت بنبرة يشوبها البكاء
يوسف ارجوك متكملش، وحياتي عندك احسن والله خلاص هعيط..

قهقه يوسف علي مظهرها و قد أشفق عليها من كم الخجل الذي جعل دقات قلبها تزداد الضعف فقال بمزاح
خلاص هسكت، و انتي شوفي اي حاجه مقفوله بدل الحاجات الي بتلبسيها دي علشان كدا كدا هرميهم في الشارع اصلا..

اوشكت علي الاعتراض فاوقفها إصبعه الذي وضعه علي شفتيها و قال بحزم
هشش لو سمعت اي اعتراض هكمل كلامي الي كنت هقوله من شويه و ابقي اتحملي النتايج بقي. انا هروح البس و انتي كمان غيري هدومك عشان عايزك في موضوع مهم و مينفعش يتأجل..

ابتلعت كلماتها و اعتراضها أمام جبروت ذلك الرجل الذي تعشقه بقدر غضبها منه و من أوامره و لكن لا بأس بها فهيا تعشق غيرته تلك لذا توجهت نحو غرفه الملابس و اختارت تلك البذله البيضاء و اختارت تحتها قميص من اللون الوردي و ارتدتها بعد أن صففت شعرها و وضعت بعض مساحيق التجميل فوق بعض العلامات المتمردة و التي لم تخفيها الملابس وانتظرت حتي وجدته يخرج بتلك الملابس الغير رسميه و التي أظهرت وسامته بشكل كبير فأخذت تناظره بإعجاب التقطه هو و هو ينظر في المرآه أمامه فقال يشاكسها.

طب ايه اغير رأيي و نقضي اليوم هنا؟

اخرجتها كلماته من سرحانها و قالت برفض قاطع
لا طبعا انت عايزهم يقولوا علينا ايه تحت..
يوسف بسخريه
هيقولوا ايه يعني عريس و عروسته و عايزين يتهنوا ببعض شويه..

سيطر الخجل علي ملامحها فقالت بخوف
يالهوي يا يوسف انا هكسف اواجههم تحت اوي..
يوسف بإستنكار
نعم يا حبيبتي هتتكسفي تواجهيهم ليه أن شاء الله هو انا جايبك من علي اول الشارع، اومال لو مش كاتب كتابي مرتين كنتي عملتي ايه؟

كاميليا بتذمر
اول الشارع ايه بس، انت مش فاهمني، يعني مثلا هبص في وش بابا ازاي و انا بايته معاك في الأوضه طول الليل..

غضب يوسف عند سماعه اسم مراد فقال بإستنكار
بابا! اهو بابا دا بقي واقف في زوري، الحقيقه اني من بعد ما عرفت أنه أبوكي و أنا مش طايقه اصلا
كاميليا بتأنيب
يوسف بطل بقي، دا بابا دا حنين اوي و قلبه ابيض. امال انا سامحته ليه. عشان طول عمره حنين عليا و بيحبني و عمره ما زعلني أبدا.

يوسف بغضب مكتوم
علي اساس ان انا كنت بعذبك مثلا..
لاحظت كاميليا غضبه النابع من غيرته عليها فاقتربت منه قائلا بحب
انت حاجه تانيه يا يوسف. مينفعش اقارنك بأي حد اصلا. انا لو الدنيا دي كلها اتحطت في كفه و انت في كفه هبيع كل حاجه و اختارك انت..

جذبها بقوة من خصرها الصقها بصدره و هو يقول بأنفاس مسموعه
عايزة تجننيني بيكي اكتر من كدا ايه؟
التقطت أنفاسها و قالت بحب
اشمعنا انا مجنونه بيك. اتجنن انت كمان شويه
قرب شفتيه من أذنها و قال بخفوت و لهجه مثيرة
اكتر من كدا جنان هيبقي خطر عليكي، مش هتقدري تتحمليه..

شعرت بالمعني المبطن في كلماته فهدرت الدماء بعروقها و ازدادت دقات قلبها للحد الذي ظنته سوف يخرج من بين ضلوعها من فرط التأثر بكلماته فاخفضت رأسها تسندها فوق قلبه الذي كان هو الآخر يدق بعنف فسحبت نفس طويل قبل أن تستطع رفع رأسها تنظر إلي داخل عيناه التي كانت تحوي الكثير من العشق الممزوج برغبه قاتله لإمتلاكها في تلك اللحظه و قد كان ينوي ذلك بالفعل ضاربا بعرض الحائط كل ما كان يخطط له و لكن أتي رنين الهاتف ليعيده اللي صوابه فزفر بحدة قبل أن يتوجه الي الطاوله يلتقطها فوجد رساله كان ينتظرها فالتفت إليها قائلا بلهجة هادئه تنافي ضجيج قلبه.

كاميليا احنا لازم نتكلم ضروري..

مد يده إليها فامسكتها و توجها معا الي الاريكه و جلسوا متقابلين و قال يوسف بهدوء
عايزك تسمعيني للآخر، و تفتكري الكلام الي قولتهولك الصبح قبل ما تحكمي علي اي حاجه تمام.

شعرت كاميليا بالرهبه من كلماته و ملامح وجهه و لكنها حاولت الثبات قائله
تقصد اني مراتك و انك كبير العيله و كدا؟
يوسف بتأكيد
بالظبط، و نضيف عليهم كمان اني محتاجلك جدا تكوني جنبي الفترة الي جايه دي..

ابتسمت كاميليا بهدوء و هزت رأسها بتفهم فأخذ نفس طويل قبل أن يقوم بسرد كل شئ علي مسامعها بدأً بخطته مع رائد الي ما حدث أمس عندما كانوا سويا فهبت من مكانها تقول بصدمه
يوسف انت بتقول ايه؟ يعني ايه كنتوا متفقين؟ يعني كل الي حصل دا كان تمثيليه..؟

يوسف بتحذير
كاميليا اهدي و اقعدي خلينا نكمل كلامنا
كاميليا بإنفعال.

اهدي! اهدي ازاي؟ معقول مفكرتش فينا و لا في حالتنا كانت هتبقي عامله ازاي لما شفناك غرقان في دمك، دانا لحد دلوقتي مش قادرة اتخطي الموقف و لا يروح من بالي..

يوسف بحدة
كاميليا لآخر مرة بقولك اهدي و خليني اشرحلك، انتي مش طفله صغيره كل ما تسمعي حاجه تنفعلي بالشكل دا..

غضبت من حديثه و لكنها أخفت ما تشعر به بداخلها و اقتربت تجلس بجانبه علي الأريكه و هيا تحاول تنظيم أنفاسها قبل أن تقول بإذعان
تمام، اتفضل كمل. انا سمعاك.

امتدت يداه تمسك بكفها تحتضنه و هو يقول بحب
انا عارف انك ليكي حق كبير تزعلي مني، بس حطي نفسك مكاني عدوي طلع اخويا، و مطلوب مني حاجه من اللتنين يا اسيبه يخرج و يتقتل يا اجازف و اعمل كدا عشان احميه و احمينا كلنا، الي حصل كان أقل الحلول ضرر
كاميليا بإنفعال
ضرر اتحملته لوحدك يا يوسف، يعني ايه تخليه يضربك بالنار ما كنت تضربه انت و نفس السيناريو يتعمل..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة