قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السادس

أهلكني ذلك القلب الذي لا ينفك عن مقاومتي و الذهاب لمن قام بانتزاع روحي بلا شفقه ولا رحمه، حقا لم اعد احتمل جنونه في اللحظه التي اعتقد فيها بأني قد شفيت من لعنه حب لم يجلب ل سوي الهلاك. أراه يلقي بي ثانيه في بحور العذاب قائلا لم و لن أحب سواهاااا،.

يوسف قبل أي حاجه عيزاك تعرف إني بحبك اوي، مكنتش قاصدة اعمل كدا بس غصب عني وحياه حبنا غصب عني، انت فاجئتني و فاجئتنا كلنا بموضوع كتب الكتاب دا. مكنتش عايزة اعمل فيك كدا ابدا بس حاسه ان الجواز مسئوليه كبيرة اوي عليا مش هقدر عليها دلوقتي و حاسه ان مشاعري متلخبطه اوي. انا هبعد شويه ارجوك متدورش عليا و لو أتأكدت من مشاعري ناحيتك هرجع، و لو مرجعتش يبقي تعيش حياتك و تنساني...

عارفه ان كلامي قاسي و وجعك بس اوجعك دلوقتي احسن من بعدين و انا بصراحه عايزة اعيش حياتي و انت كنت محاوطني من كل الجهات مكنتش عارفه اتنفس، اتمني انك تسامحني
كاميليا
أنهي يوسف قراءة الخطاب الذي تركته كاميليا قبل هروبها للمرة المليون، و في كل مرة ينتهي من قرائته يشعر و كإن خنجر مسموم ينغرز في قلبه. فقد كانت كلماتها تمزق احشاؤه من ااداخل.
فكيف لهذا الملاك البرئ. ان يخدعه بهذا الشكل؟

كيف يمكن لشخص واحد ان يكون سبب في سعادتنا و هلاكنا في نفس الوقت،؟
و لكن بداخل اعماقه يوجد شعور بأن معشوقته هربت مجبرة هناك شئ ما اخافها و اجبرها علي الهروب.
ام ان هذا الشعور ناتج عن غباء قلبه الذي مازال يعشقها و يدافع عنها باستماته...
اما عن عقله فكان ينهره بشده مذكرا اياه بالمعاناه التي عاشها طوال السته أشهر الماضية. و نظرات الشفقه في عيون كل من حوله التي يحاول تفاديها بصعوبه...

و عائلته التي هجرها بسبب عدم قدرته علي المواجهه. ، حتى انه امتنع عن تناول الطعام الذي يفضله فقط لأنها من كانت تحضره له...

فاق يوسف من تخيلاته علي صرخه هاربه من بين ضلوعه كشجره شوك تخرج من بين لفائف من الصوف ممزقه خلايا قلبه فهطلت الدموع من عيونه كفيضان
و هتف قائلا كفايه اوي لحد كدا مبقتش قادر اتحمل العذاب دا انا من غيرها مش هعرف اعيش و بعد إلى عملته دا مش هقدر اعيش معاها. يبقي مفيش غير حل واحد...
و عزم علي نفيذ أمر ما ثم انطلق بسيارته و قد قرر للمرة الأولي التخلي عن احد اهم مبادئه في الحياه...

ما أصعب ان تقف حائرا بين عقلك و قلبك، ذلك الصراع المميت عادة ما يقود صاحبه إلى الجنون فلا عقلك يستطيع الشعور بما يعتمل في قلبك و لا قلبك قادر علي التفاهم مع ما يدور بداخل عقلك، حينها يسقط الإنسان في دوامه من التخبطات التي لا حدود لها...
وحده من يحتل القلب و يغضب العقل قادرا علي إنتشالك من تلك الضوضاء المرعبه...

-مازن: يالا هروحك
- كارما باندفاع: هو مين إلى كان بيرن و انت قفلت عليه و مردتش ترد قدامي
- مازم بغرور: متعودتش افسر و لا أبرر لحد حاجه يا كارما و دي حاجه لازم تعرفيها عني
- كارما بضيق حاولت اخفاؤه: و انا متعودتش اعمل حاجه مش عيزاها و لا اسمع اوامر من حد.

- مازن باستفهام: يعني ايه مش فاهم
- كارما بتصميم: يعني وقف العربيه هنزل اروح بعربيتي
انصدم مازن من لهجتها فأوقف العربيه قائلا بعتب: يعني انتي يا كارما مش عايزه تبقي معايا
- كارما باستفزاز: اصلي مبركبش عربيه مع حد غريب عني
فثار مازن غاضبا: هو مين دا إن شاء الله إلى غريب عنك، كارما انا مستحمل دلعك و جنانك عشان عارف اني غلطت زمان لما سبتك لكن هتتعوجي عليا هزعلك.

و لازم تفهمي ان بمزاحك او غصب عنك انتي بتاعتي فاهمه و لا لا...
- كارما باستهزاء مكررة جمله غرام: بتاعتك! و دا ازاي بقي تكونشي اشترتني و لا حاجه يعني معاك عقد ولا...
قاطعها مازن و هو ينظر بداخل عيناها قائلا بابتسامه عشق
- لا وضع يد!
فاغتاظت كارما و تبدلت ملامحها و اوشكت علي الانفجار في وجهه فأكمل مازن بخبث لا بس الغيرة حلوة.

- فارتبكت كارما محاوله لملمه شتاتها الذي بعثره رجل تعشقه حد الجنون. فقالت بنفي: غيره ايه دي انت صدقت نفسك.

- مازن بابتسامه: طب ايه إلى ضايقك كدا فجأه
- كارما بحزن: انا معرفش عنك حاجه و انت مش مديني فرصه اعرف يعني مثلا حياتك كانت عامله ازاي قبل ما ترجع بقيت تحب ايه و تكره ايه مثلا يعني امممم. في حد دخل حياتك بعدي و لا ايه ثم ضيقت عيونها قائله مانتا اكيد معشتش راهب يعني!

عند هذا الحد انفجر مازن ضاحكا فمن أمامه ليست تلك الطفله البريئه التي تركها منذ اثني عشر سنه بل أصبحت أنثي بكل ما للكلمه من معني و ايضا تغار عليه و بشده...
فهم بالرد عليها و بكن اوقفه رنين هاتفه فاعتذر منها و أجاب
- مازن: يا نعم.
- أدهم: ايه يا ابني بترد من تحت الضرس ليه كدا
- مازن: اصلك بتتصل في اوقات زي وشك. انجز عايز ايه، متقوليش ان انا وحشتك.

- ادهم بسرعه: لا وحشتني ايه تف من بقك، هيا دي اشكال بردو توحشني
- مازن بضجر: ماتنجز يا ابني عايز ايه مش فاضيلك
- ادهم بضحك: مش عارف ليه حاسس اني اتصلت في وقت غير مناسب
- مازن بغيظ: حاسس كمان يعني مش متأكد. عايز ايه يا آخرة صبري
- ادهم: ابدا عندي ليك مفاجأة. ابن خالتك ادهم بيه الحسيني بجلاله قدره نور اسكندريه.

- مازن: و انا بقول اسكندريه ضلمت ليه كدا. طب قولي قدامك قد ايه و توصل
- ادهم بضحك: مقبوله منك يا باشا. قدامي ييجي نص ساعه
- مازن: تمام يبقي هنتغدي سوي تعالي عالعنوان دا، ثم التفت إلى تلك الجميله الجالسه بجواره و اضاف، عشان عايز اعرفك علي حد غالي عندي اوي.

- فقال ادهم ممازحا: طب والنبي الغالي دا معندوش هو كمان حد غالي يعرفني عليه عشان ابن خالتك عنده نقص حنان و عايز حد يعوضه
- مازن: بغيظ بطل دماغك الشمال دي يا زفت انا عايز اعرفك علي مدام مازن المنشاوي مستقبلا...

مالبث ان انهي جملته ختي قاطعه صوت أدهم قائلا طب اقفل دلوقتي كدا يا مازن. و اغلق الخط.

- مازن باستغراب: هو ماله الواد دا.
ثم التفت إلى كارما قائلا: ايه رأيك نتغدي سوي و احكيلك علي كل إلى عايزه تعرفيه و بالمرة اعرفك علي أدهم ابن خالتي ثم أضاف ليغيظها...
و بالمرة احكيلك بقي علي كل إلى عرفتهم بعدك.
فاغتاظت كارما و بات الفضول يقرضها لمعرفه تفاصيل علاقاته بعدها.

فوافقت قائله: تمام كدا كدا انا كنت متفقه مع غرام عشان هنتقابل بعد الجامعه نروح و هيا لسه قدامها ساعه ونص فهضطر استحملك بقي لحد ما تيجي.

- فابتسم مازن علي صغيرته المشاغبه التي تأبي الاعتراف بمكنوناتها.
ثم اضاف ؛ علي فكرة علي اخوكي هو إلى كان بيتصل و مردتش ارد عليه و انتي معايا
رجل مثله اعتاد علي ان يفعل ما يشاء بدون ان يراجعه احد. لا يعترف ابدا بوجود التبريرات و لا يوجد في قاموسه كلمه لماذا...

و لكنه وجد نفسه امامها مجرد من كل القوانين الصارمه التي وضعها لنفسه، و اصبحت كل معتقداته تنهار امام تلك الفاتنه المحتله لدولته دون أي مقاومه منه بل فهو عاشق لهذا الاحتلال...

عند أدهم الذي لفت نظره شجار هذه الفتاه مع شابين فاغلق الهاتف و ترجل من سيارته مسرعا حتى ينقذها و لكن صعقه ما رآه منها
قامت غرام بثني ذراع الشاب و قامت بضرب الآخر بقدمها في منتصف معدته فسقط علي الأرض. ثم قامت بضرب الآخر برسغها علي ظهره فصرخ الشاب بألم ثم قامت بثني ركبتها لتضرب الشاب بمعدته فما كان من الشاب الآخر الملقي علي الارض سوي ان يمسك بقطعه كبيرة من الحجاره ( دبشه يعني).

و قام برفعها ليضرب غرام علي رأسها فاوقفته يد أدهم عن فعلته و قامت يده الآخري بلكمه لكمه قويه اضاحت به مرة آخري
فالتفتت غرام لأدهم فتفاجئت بذلك الوسيم الذي انقذها من موت محتم...
و لكن المفاجئه الكبري كانت من نصيب ادهم الذي ما ان رآها حتى صُدم من شده جمالها قائلا بدون وعي: يادين النبي هو في جمال كدا...

فاغتاظت غرام من وقاحته و قالت: ايه يا أخينا انت تحب تتكوم جمبهم و لا ايه
- تفاجئ ادهم من وقاحتها فقال: دا بدل ما تشكريني اني انقذت حياتك
- غرام بكذب: مكنتش مضطر تعمل كدا انا كنت هعرف ادافع عن نفسي علي فكرة
- ادهم بغيظ: تصدقي بالله كان حقي سبته فتحلك دماغك نصين عشان تتربي
غرام بغضب: تصدق ان انت قليل الادب ذيك ذيهم
غضب ادهم بشده من وقاحتها و لكنه قرر الذهاب لكي لا يفقد اعصابه حتى لا يؤذيها.

فغادر متمتما بت متخلفه. اصلا هو انا اسيب التخلف في مصر الاقيه في اسكندريه كمان...

فاغتاظت غرام بشده و ذهبت خلفه صائحه: مين إلى متخلفه يا غبي انت...
فالتفت اليها أدهم بغضب حتى كاد او يوقعها فالتفت يداه حول خصرها تمنعها من الوقوع فالتقت عيونهم فغابا عن الوعي لثوان معدوده
حتي استفاق ادهم من سحر قد القته امرأة بسهام عيناها الفاتنه في منتصف قلبه فخر راكعا
فقال بصوت اشبه بالهمس: اول مرة اشوف عيون حلوة كدا
- فتححمت غرام بخجل و هربت من حصار يديه و قالت بارتباك: مين دي إلى متخلفه.

- فاجاب ادهم بمزاحه المعهود: اي حد الا انتي
فاغتاظت غرام اكتر ثم قالت بغضب: عارف حظك اني مش فاضيالك و الا كنت عرفتك مين متخلف بجد
ثم تركته ذاهبه دون ان تدري انها قد حررت بداخل ذلك الادهم مشاعر كان قد حُكم عليها بالحبس طوال حياته...

ربما تقودك صدفه لم تبالي بها إلى واقع لم تكن تحلم به
نجيب محفوظ.

عوده إلى القاهرة في شركه الحسيني...
رائد بمكر: يعني انتي عايز تعرفيني انك متعرفيش يوسف مسافر فين
- هند بخوف: قولت لحضرتك يا رائد بيه معرفش انا اتفاجئت بيه بيقولي الغي كل مواعيدي عشان مش هاجي النهارده و لا بكرة حتى معرفش انه مسافر غير من حضرتك.

رائد و قد احس بصدقها: طب روحي انتي دلوقتي و طبعا مش عايز افكرك بانك لو عرفتي حاجه و موصلتنيش انا ممكن اعمل ايه...
- هند بلهفه: متقلقش حضرتك والله اول ما اعرف حاجه هقولك علي طول
- رائد بمكر: طب ايه يا حلوة مش نفسك في ليله في حضني من اياهم
- هند باشمئزاز: انا قولتلك مش هيحصل و اذا كنت ضحكت عليا قبل كدا بدور العاشق الولهان فانا خلاص عرفت حقيقتك و عمري ما هثق فيك ابدا و لا هكون ليك اصلي بقرف منك.

- رائد بغضب من حديثه قام بلوي ذراعها خلف ظهرها حتى التصقت بصدره قائلا: مانتي بقيتي ليا يا روح امك هو انا هستأذنك لسه مانا خدت إلى انا عايزه.

- هند بوجع: خدته غصب عني مش برضايا ابداً ثم نزلت دموعها قائله عمري ما هسامحك ابداً انا بسمع كلامك بس عشان اهلي ملهمش ذنب يعرفوا بالي حصل في بنتهم
لكن لو فكرت تطلب مني حاجه من إلى في دماغك دي هكون مموته نفسي و مش هيفرق معايا حد.

- رائد بلهفه: خلاص انا مش هطلب من حاجه ابداً بس اوعي تفكري تأذي نفسك ابداً ثم دون وعي قام بلفها و اخذها بين احضانه بشدة...

لا يعرف لما دموعها تسقط علي قلبه كصخور مدببه تفتت خلاياه، يود حمايتها من كل شئ قد يؤذيها و لكن لم يستطع ان يحميها من نفسه و من ماضيه و من انتقامه،!؟

في ذلك القصر الكبير نجد ذلك الجد الكبير الذي حفر الزمن خطوطه العميقه بجوانب وجهه و قد اقتحم الشيب وسامته و لكنه لم يضعفها...
و لم تضعفه ابدا كل صعوبات و اختبارات الحياه التي اخذت اثنان من اولاده و تركت الثالث يعاني مراره الفقد هائم في عالم اختلقه يقتصر عليه فقط. فلم يكن يبالي لاحد...

برغم من وجود احفاده بجواره و برغم من امتلاء القصر بعدد ليس بقليل من الخدم فقد كانت الوحده تقتله...
لم يكن يخرجه من وحدته سوي يوسف الحفيد الاكبر و الاقرب إلى قلبه فكان يوسف بالنسبه لرحيم اغلي ما يمتلك في هذه الحياه...
فكان رحيم يري في يوسف شبابه فقد كان يشبهه كثيرا في الملامح و الصفات فهو دوما القلب الحنون و الكتف الذي لا يميل...
فكان رحيم يتمني ان يأخذ يوسف من الحياه افضل ما تستطيع تقديمه له.

لهذا لم يقبل رحيم بأمر ارتباطه من كاميليا فهو لم يكن يراها افضل زوجه له و لكنه لم يستطع ان يتخيل ان حب يوسف لها كبير لهذه الدرجه...
فكان حزن يوسف علي رحيلها يقتله بشده لدرجه انه قرر البحث عنها فقط ليعيدها اليه و لا يهمه سوي سعادته معها...

خرج رحيم من شروده علي طرقات الباب فأذن للطارق بالدخول: اطلت صفيه من الباب بابتسامتها الصافيه حامله فنجان من القهوة ثم وضعته علي الطاوله قائله بحب.

- صفيه: عامل ايه يا بابا النهارده
- رحيم بابتسامه: نحمد ربنا يا بنتي
- صفيه: مالك كدا كنت سرحان في ايه كدا
- رحيم بتنهيده: هيكون في مين يعني يا صفيه، يوسف صعبان عليا اوي اول مره احس اني عاجز في حياتي، اول مرة احس اني لازم اعيد حساباتي.

- صفيه بحنيه: متقلقش علي يوسف يا بابا يوسف هيقدر يعدي منها و هيعرف ازاي يرجع مراته تاني بس إلى عايزه اطلبه منك تسيبه يختار طريقه بنفسه، مش عايزين نكرر مأساه مراد. و لا معاناه ادهم
- رحيم بغضب معاناتهم دي كانت بسبب سؤ اختيارهم يا صفيه واحد حب واحده سابته و اتجوزت اخوه و التاني حب واحده مع اول واحد اغني منه ظهرلها باعته.

- صفيه بلهفه: ارجوك اهدي يا بابا شويه صحتك خلاص إلى حصل حصل و دا مقدر و مكتوب، انا بس قصدي ان كاميليا دي تربيتنا و بنتنا و غير اي حد و كمان إلى حصل زمان هيا ملهاش يد فيه و زهرة...

قاطعها رحيم بفضب خلاص يا صفيه متجبيش سيرتها و قفلي علي الموضوع دا و يوسف حر انا مش هجبره علي حاجه بس مش هسمح لبنت زهرة تضيعه من ايدي زي ما امها ضيعت اتنين من ولادي
صفيه بمساسيه: خلاص يا بابا اهدي يا حبيبي و ان شاء الله خير متزعلش نفسك انت بس.

عوده إلى الاسكندريه...
تقوم كاميليا بعملها بعقل متغيب فكانت تفكر فيما حدث البارحه و مشاهدتها لمازن في منزل حالتها و علاقته بهم فلعنت حظها فهي قد هربت من شبح وجود يوسف في حياتها و قد ظنت بانها قطعت كل الطرق التي كانت تربطها به و لكن ظهور مازن في منزل خالتها قد ارعبها و كأن القدر يخبرها بأن لقائها بيوسف قد بات قريبا و هذا ما كانت تخشاه و بشده فهيا غير قادرة علي المواجهه حاليا...

أيقظها من شرودها صوت مديرها احمد الذي قال غاضبا
كاميليا ممكن تيجي علي مكتبي
- كاميليا بخضه: حاضر، في حاجه يا مستر احمد
دخل احمد إلى مكتبه و لم يعيرها سؤالها اي رد فنهضت كاميليا خلفه و دخلت إلى المكتب فوجدت احمد في حاله كبيرة من الغضب فباغتها باقترابه المفاجئ منها قائلا
- ممكن افهم ليه حضرت مش مركزة في شغلك
- كاميليا بقلق: ليه يا مستر احمد حصل ايه
- احمد: اتفضلي شوفي النص دا و شوفي كميه الاخطاء إلى فيه.

- كاميليا ببكاء: اسفه اوي انا مكنتش مركزة بس والله مقصدش انا هرجعه تاني و اي اخطاء هصححها
- احمد و قد هزته دموعها فهو قد عشقها منذ رؤيتها اول مرة فتقدم نحوها و قام باحتضانها برفق ففجائته كاميليا بابعاده عنها بعنف شديد قائله: انت اتجننت اياك تمد إيدك و تلمسني تاني.

- فارتبك احمد للحظه ثم قال بخجل آسف مكنتش اقصد والله انا بس مقدرتش اشوفك بتعيطي كاميلي انا بحبك...

- بالرغم من معرفتها لمشاعره مسبقا الا انها قد ارتجفت لمجرد سماع هذه الكلمه من احد سوي معشوقها و شعرت بقلبها ينفر من تلك الاحرف البسيطه التي كانت ترفعها إلى السماء السابعة عند سماعها من يوسف.

فاستعادت توازنها قائله بصوت حاولت ان يبدو حازما: مستر احمد لو سمحت انا جايه هنا اشتغل و بس و معنديش وقت للمشاعر دي
- فقال احمد باستعطاف: طب ممكن تديني فرصه انا فعلا بحبك بجد ارجوكي ادي لقلبك فرصه.

- فنهرته كاميليا قائله: لو سمحت مشاعرك دي بالنسبالي مرفوضه و ملهاش اي صدي عندي و بعد اذن حضرتك ياريت علاقتنا تبقي في حدود الشغل و بس
صدمه ردها القاتل الخالي من اي ذرة احترام لمشاعر رجل بعثره عشقها
فقال بحزم تمام يا آنسه كاميليا اعتبري إلى حصل بينا دلوقتي كإنه محصلش و انا عن نفسي نسيته اتفضلي علي شغلك و ياريت تركزي فيه و بلاش اي اخطاء تانيه.
- كاميليا: تمام عن اذن حضرتك.

بمجرد انغلاق الباب قام احمد باجراء مكالمه هاتفية
احمد: الو انا موافق عالي انت قولت عليه شوف عايز ننفذ امتا.

كارما: ايوا يا غرام انتي فين
- غرام: داخله عليكي اهوة خمس دقايق و هكون قدامك سلام
- كارما خلاص يا مازن غرام داخله علينا اهيه
-مازم: تمام و ادهم كمان زمانه جاي
- كارما: هو انت ليه مصر تعرف غرام عليه
- مازن بغموض: عادي يعني مفيش سبب معين بس قولت نتغدي سوي كلنا
- كارما بعدم تصديق: ماشي اما نشوف اخرتها.

بعد دقائق أتت كارما التي كانت مثل البدر في تماما قائله بمرحها المعتاد يا عيني يا عيني احنا فينا من المواعيد الغراميه
فضحك كلا من مازن و كارما و شرع مازن يجيبها فاوقفه ذلك القادم من الخلف فهتف مازن قائلا: يادي النور جاي في معادك بالظبط
فالتفتت غرام لتفاجئ بهذا الوقح قادم تجاهها فصاحت بغضب: دانتا ماشي ورايا بقي.

فصُدم ادهم عندما وجدها تلك المتوحشه الجميله كما اسماها فتدارك صدمته قائلا باستفزاز: انتي بتكلميني انا يا شاطرة.

- غرام بغضب: لا بكلم خيالك جاي ورايا تعمل ايه
- ادهم مغتاظا: اي يا بنتي التناكه دي اجي ورا مين يا بت انتي انتي مجنونه
- غرام بصياح: هيا مين دي إلى مجنونه يا متخلف انت
كان هذا تحت انظار كلا من مازن و كارما و كانت الدهشه تسيطر عليهما إلى ان فاق مازن من دهشته قائلا هو انتوا تعرفوا بعض
نطق كلا من غرام و ادهم في نفس اللحظه
- غرام ادهم: لا طبعا
غرام: هيا دي اشكال تتعرف اصلا
- ادهم: يا بت انتي تطولي.

- غرام: يا عم روح و انت شبه عبيط اخواته كدا
كاد ادهم ان يرد عليها فاوقفه مازن بهتافه ما خلاص بقي في ايه منك ليها حصل ايه لكل دا.

ادهم: هحكيلك
غرام: لا هحكي انا انت مش مضمون و هتحور اكيد
كارما: غرام عيب كدا.
ثم وجهت حديثها لادهم قائله: سوري يا استاذ ادهم علي اسلوب غرام و حضرتك لو سمحت بلاش اسلوبك دا
ادهم: خلاص عشان عيونك يا قمر انت
فلكزه مازن في كتفه قائلا: ايه يا بغل انت، انت هتعاكسها قدامي
فردت غرام قائله عشان اقولكوا دا قليل الادب محدش بيصدقني
كارما صارخه: خلاص بقي اسكتي و احكي حصل ايه.

غرام: كان في اتنين بيعاكسوني جيت ضربتهم و هو جه حشر نفسه معرفش ليه
- ادهم بغيظ: دانا انقذت حياتك دا كان هيفتح دماغك بالطوبه إلى في ايده تصدقي انا غلطان.

كاوما و مازن بلهفه: غرام انتي كويسه
فتابع ادهم بسخريه: مين دي إلى تطمنوا عليها دي كانت هتبلعهم، بس والله يستاهلوا عيال ذوقها غبي ملقوش غير دي و يعاكسوها
اوشكت غرام علي ضربه بحقيبتها فامسكها مازن قائلا بحزم خلاص يا غرام حقك عليا دا يبقي ادهم ابن خالتي و صاحبي
و انت يا زفت بطل بقي طولت لسان غرام دي تبقي اخت كارما و في كليه فنون جميله
ادهم متمتما آل فنون جميله آل قول فنون تشريحيه فنون قتاليه.

فنظر له مازن نظره اخرسته فتحمحم قائلا: اهلا يا انسه غرام اتشرفت بمعرفتك
ثم التفت لمازن قائلا: تمام كدا ممكن بقي نتغدي عشان جاي من آخر الدنيا و هموت من الجوع
- تمتمت غرام بصوت مسموع قليلا: مفجوع
مر الغداء علي ابطالنا ما بين نظرات عشق متبادله بين كارما و مازن و نظرات حنق و تسليه بين غرام و ادهم.

و أخيرا ودعوا بعضهم البعض و ذهبت كارما و غرام إلى كاميليا للعوده معا إلى المنزل
و اخذ مازن ادهم لغرفته بالفندق فما ان وصلوا إلى غرفتهم
و حينها ادهم رمي بجسده علي السرير قائلا
- ياه كان يوم متعب و اختتمته ببنت التيت دي
فنهره مازن قائلا: ما تحترم نفسك يالا بقولك اخت خطيبتي
- فقال ادهم بخبث: خطيبتي مرة واحده طب و بالنسبه لعقدك و كلاكيعك ودتها فين.

مازن متنهدا: والله ما عارف انا صح ولا غلط بس إلى اقدر اقولهولك اني مقدرش تضيع مني تاني
- فقال ادهم بحكمه: بص يا مازن انا آخر واحد ممكن يديك رأي في مواضيع الحب و الغرام دي لأن مش مقتنع بوجود حاجه اسمها حب اصلا
الست في نظري اتخلقت عشان تبسط الراجل و في المقابل بيديها من وقته و فلوسه و دا في رأيي كفايه علي الستات اوي، بس إلى شفته في عنيك النهاردة هيخليني اقولك جرب يا ابن خالتي.

- مازن: بغض النظر عن الهباب إلى انت قلته من شويه دا بس ايه بقي إلى انت شفته في عنيا
- فرد ادهم بايجاز: الفرحه يا مازن، عمري ماشفت الفرحه بعنيك غير النهارده
فهم مازن بالرد عليه و لكن قاطعه رنين هاتفه فالتقطه مجيبا
يوسف باشا الحسيني بجلاله قدره بيتصل بيا يومين ورا بعض ايه إلى حصل في الدنيا
- يوسف: انت في انهي فندق
- مازن: و انت مال اهلك بتسأل ليه.

- يوسف بنفاذ صبر: عشان في اسكندريه يا غبي انجز انت في انهي فندق
- مازن باندهاش: انت بتتكلم جد و لا بتهزر
- يوسف بصياح: ما تخلص يا زفت ههزر معاك ليه
- مازن: خلاص يا عم متزقش انا في فندق، و معايا. ادهم
- يوسف بايجاز: مانا عارف كلها نصايه و اكون عندكوا سلام
و ما كاد ان يغلق هاتفه حتى وجده يرن ثانيه فاجاب هاتفا
علوه حبيبي كنت لسه هكلمك دلوقتي
- علي: يالا ياد يا نصاب و مكلمتنيش ليه.

- مازن بأسف: غصب عني والله جالي ناس اصحابي طبوا عليا زي القضي المستعجل
- علي ماليش فيه انت واعدني هتتغدي عندنا بكره
- مازن: مش هينفع يا علوه والله عشان مش هعرف اسبهم
- علي يا عم عيب عليك هاتهم معاك و اهو نقضي يوم حلو سوي و بعدها نخرج نلفلف في اسكندريه زمانك نستها
- مازن: خلاص هشوفهم و هقولك
- علي: خالتك فاطمه مأكده عليا لو عايز تزعلها متجيش انا قولتلك انت حر و عملالك محشي ورق عنب كمان.

- مازن: ايه الاغراء دا خلاص جايين.
- علي: خلاص معادنا بكرة ان شاء الله سلام يا وحش
اغلق مازن الهاتف ثم التفت لادهم فوجده غارق في النوم فلمعت عينيه بخبث و قام بالتقاط زجاجه مياه مثلجه و قام بافراغها فوق ادهم الذي ما ان شعر بالماء المثلج حتى هب من نومه مفزوعا هو في ايه
و سرعان ما التفت إلى ذلك الغارق في موجه من الضحك
فقال ادهم بغضب: مش هتبطل يا زفت انت حركاتك الغبيه دي.

كان يوسف قد وصل فوجدهما عل حالهما احداهما يحترق من الغضب و الآخر غارق في الضحك حتى اذنيه
فقال مستفهما: في ايه يا ابني انت و هو
فقال ادهم باندهاش: يوسف انت جيت امتا
- يوسف: لسه جاي و متسألنيش ليه عشان انا قرفان و مش طايق نفسي
- مازن محتضنا يوسف بشوق: اسكندرية نورت يا صاحبي
فبادله يوسف العناق مبتسماً و قال: القاهرة وحشه من غيركوا و جو القصر بقي خنيق جدا لقيت نفسي جاي عليكوا.

ادهم: احسن حاجه عملتها والله، و خصوصا و في اخبار حلوة هنا
يوسف باستفهام اخبار ايه
- مازن: انا قابلت كارما إلى حكتلك عليها قبل كدا و علي فكرة معزومين بكرة عندهم و مش عايز اي اعتراض.

قال يوسف بملل: يا عم ما تفكك مننا و تروح انت
- مازن: لا بقولك ايه انا قولتلهم انكوا جايين معايا جهزوا نفسكوا
اتقضي اليوم سريعا علي ابطالنا و جاء الغد محملا باحداث جديده مفرحه للبعض و مؤلمه للآخر.

ماما يا ماما
فاطمه: نعم يا علي
- علي: قولتي لكاميليا علي عزومه مازن النهاردة
فاطمه: ملحقتش يا ابني جت نامت بدري امبارح و انا قومت متأخر النهارده ملحقتش اقولها عموما هيا كدا كدا بتيجي متأخر و معتقدش هتقابله و بردو هرن عليها اقولها
- علي: طيب يا ماما متنسيش
فاطمه: حاضر يا حبيبي
مرت الساعات سريعا و جاء وقت وصول مازن و ادهم و يوسف لبيت علي
طرقات بسيطه علي الباب، فتح علي و قال مرحبا.

علي: دا ايه النور دا مازن باشا جاي في ميعاده بالثانيه
- مازن: طبعا يا ابني طول عمري مواعيدي مظبوطه
علي: طب اتفضل ياخويا
ثم التفت مرحبا اتفضلوا يا جماعه نورتونا والله
مازن: دا بقي يوسف الحسيني ابن خالتي و دا اخوه ادهم
تجمد علي عند ذكر مازن لأسمائهم و سرعان ما تدارك الموقف و قال مرحبا اهلا يا جماعه اسكندريه نورت اتفضلوا
و ما ان دخلوا إلى غرفه الصالون حتى سمعوا قفل الباب يدور فالتفتوا جميعا للخلف ووو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة