قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل السابع

كثيرا ما تجبرنا الحياه علي أشياء لم تكن يوما في قائمه اختياراتنا، فنجد انفسنا في مواجهه طوفان الماضي المحمل برذاذ الخزي، فلا نملك سوي الهروب لكي لا نلوث اغلي ما نمتلك...

أوشكت كاميليا علي فتح باب المنزل فوجدت يد تجذبها من الخلف فهمت الصراخ فوجدت كارما تكمم فمها بيدها و تتقدمهم غرام لتدخل إلى المنزل مغلقه الباب خلفها بسرعه.

همت كاميليا بالكلام فمنعتها كارما قائله بهمس: مازن جوا و معاه ادهم ابن خالته
صُدمت كاميليا فكانت كمن فقد القدره علي الكلام فأخذتها كارما و دخلت إلى المصعد و خرجوا إلى الشارع و استقلت تاكسي ذاهبه إلى الكورنيش
وسط زهول كاميليا التي كانت تشعر و كأنها بدوامه من التخبطات تشعر بأن القدر يبعث برسائل خفيه لتنبيهها بأن المواجهه اصبحت وشيكه...

و أخيرا تحدثت كاميليا بتلعثم: ه. هو ايه. جاب. ادهم، مع، مازن.
- كارما محاوله تهدئتها: اهدي يا حبيبتي محصلش حاجه احنا لحقناكي اصل انتي جيتي نمتي بدري امبارح و قومتي مشيتي الصبح قبل ما نصحي و طول النهار نرن عليكي مابتروديش فين و فين علي ما ماما ردت و قالت انك نسيتي فونك في البيت فمعرفناش نقولك.

- كاميليا مازالت علي حالتها: تقولولي ايه
- كارما: اصل ادهم ابن خاله مازن جه امبارح اسكندريه عشان شغل و اتقابلنا انا و هو و مازن و غرام امبارح و حصل تاتش صغير كدا بينه و بين غرام و ماما كانت عازمه مازن عشان ييجي يتغدي معانا فعلي كلمه و لما عرف ان عنده اتنين اصحابه قاله هاتهم معاك مكناش نعرف بقي ان ادهم اخو يوسف و اتصدمت لما كنت بكلم ماما و علي بيدخلهم جوا وووووو.

- كامبلبا برعب: و إيه؟
- كارما بقلق: اصل مازن و ادهم مش لوحدهم
- كاميليا و قد شعرت بأن قلبها يكاد يخرج من مكانه فهيا منذ البارحه تشعر برائحته تحاصرها و لكنها ارجعت ذلك لشوقها الشديد له: قصدك تقولي...

- كارما بطمئنه: اهدي يا كوكي ربنا ستر و لحقناكي و ملحقش يشوفك والله حاولنا نوصلك و روحنا الشغل عرفنا انك خرجتي بدري جينا جري عشان نلحقك و احنا في الاسانسير اتصلت بماما اعرف منها وصلتي و لا لا و اتصدمت لما عرفت ان يوسف معاهم و لحقناكي و الباقي انتي عرفاه
بس متقلقيش هو ملحقش يشوفك...
شردت كاميليا في عالم خاص بها متذكرة احدي مواقفهم معاً
فلاش باك.

روفان: بصي يا كامي انتي تحاولي تدخلي اوضه المكتب و تدوري في وسط الورق إلى عالمكتب و اول ما تلاقي الاستدعائات إلى جيالنا تجبيهم و تجري و انا هراقبلك الطريق اتفقنا
- كاميليا بخوف: والنبي يا روفان روحي انتي انا خايفه حد يقفشني روحي و انا هقف اراقبلك الجو.

- روفان بغضب: لا طبعا انتي هيبان عليكي جدا لو حد جه و لقاكي واقفه و بعدين انتي خايفه ليه كدا مانا اول ما اشوف حد جاي هسفرلك علي طول يالا انجزي بقي قبل ما يوسف و لا جدي يشوفوهم وقتها هتشوفي هيتعمل فينا ايه
- كاميليا بخضه: لا يوسف ايه مينفعش يشوفهم خالص هيقول عليا فاشله خلاص امري لله هدخل و خلاص و انتي اول ما تلاقي حد جاي تنبهيني.

- روفان: خلاص انجزي بقي و ادخلي
- كاميليا: امري لله، ربنا يستر
فتحت كاميليا باب غرفه المكتب الخاص بجدها و الغير مسموح لاحد بدخوله سوي يوسف. قامت بالبحث بين الاوراق و الملفات الموضوعه علي المكتب مرت حوالي خمس دقائق و لم تجد شئ...

و ما ان وجدت ظرفين بملفات البريد الخاص بجدها و اوشكت علي التقاطهما شعرت باقتراب خطوات نحو باب المكتب فاجتاحها الزعر و قامت بالاختباء خلف احد الكراسي الموضوعه في مكتب جدها...

و ما ان اقتحم المكان حتى شعرت بانتشاء في جميع أنحاء جسدها نتيجه لرائحته الرائعه التي انتشرت في المكتب...

أخذ يوسف يبحث عن بعض الملفات التي كان قد نسي ان يأخذها معه اثناء ذهابه إلى الشركه و ما ان وجد ضالته حتى توقف قليلا ثم اخذها و قام بإغلاق النور ثم خرج إلى خارج المكتب...

تنفست كاميليا الصعداء و خرجت من خلف الأريكه و ذهبت لتضئ النور فما ان وضعت يدها علي المفتاح الكهربائي حتى وجدت يد تطوق خصرها من الخلف فكادت ان تصرخ فاوقفها يوسف مكمما فاهها بيده الاخري ثم همس في أذنها بصوت الرجولي الجذاب.

-اششششش بتعملي ايه هنا و بتتسحبي زي الحراميه ليه كدا
ثم ازال يده من علي فمها و دفن وجهه في عنقها مستمتعا بعبيرها الفاتن
- كاميليا بفزع: ابيه يوسف انا. انا، انا...
- يوسف بصوت مبحوح و هو ما زال تحت تأثيرها: انتي ايه يا قلب يوسف
- كامبليا بتلعثم: ه، هو انت مش. مش كنت خرجت رجعت ت. تاني ليه
ادارها يوسف و قام باحتضانها بشده و قال كنت عايز اشوفك بتعملي ايه.

- كاميليا: انت شفتني و انا مستخبيه ورا الكنبه صح
- يوسف بضحك: هو انتي كنتي مستخبيه ورا الكنبه
- كاميليا بصدمه: هو انت مشوفتنيش و انا ورا الكنبه امال عرفت اني موجوده هنا ازاي.

فداعبها يوسف بابهامه فوق انفها و قال بافتتان من منظرها الطفولي الجميل: دا موضوع هبقي اقولك عليه بعدين...
ثم اخذها من يدها و جلس علي اقرب كرسي و قام باجلاسها في حضنه و قال بوله: قوليلي بقي قطتي كانت بتعمل ايه هنا.

- كاميليا بتلعثم: مفيش. ك، كنت مس، مستخبيه من روفان
نظر لها يوسف بعشق فهي لا تعرف الكذب فابتسم و ضمها اكتر اليه قائلا: ينفع تكدبي عليا او تخافي مني
كاميليا بخجل: تؤ
يوسف: طب جاوبي عليا من غير كذب
- كاميليا: بصراحه كنت جايه ادور علي جوابات الاستدعا إلى جيالي انا و روفان من المدرسه قبل ما تشوفها انت و جدي كنا خايفين تشوفوها.

- يوسف بتفكير: طب جدي و خايفين منه انما انا كنتوا خايفين مني ليه بقي انا عمري زعلتك انتي و ااقرده التانيه.

- كاميليا بخجل اخفضت رأسها و قالت من بين دموعها: كنت خايفه تقول عليا فاشله و سقطت في الاختبار إلى انت حاطتني فيه و مترداش تتجوزني
- كتم يوسف ضحكته بصعوبه و قال: هو انا قولتلك المفروض مراتي تعملي ايه
- كاميليا بتفكير: اممممم تهتم بيك ووو تدلعك ووو تأكلك ووو تعملك قهوتك و حاجات كتير كدا قولتلي هتعلمهالي لما اكبر.

كانت تتحدث و تقوم بحركات طفوليه جميله فقام يوسف بقضم خدها قائلا: دانتي حافظه بقي يا قرده.

كاميليا بلهفه: طبعا يا ابيه يوسف، ايه دا هو انت مش زعلان مني عشان مابروحش المدرسه بإنتظام
- يوسف: طبعا زعلان ايه ابيه يوسف دي مش قولتلك بينا و بين بعض اسمي يوسف
- كاميليا بحيرة: هو انت اشمعنا عايزني اقولك يا يوسف من غير ابيه
- يوسف بحب: عشان لما تقوليلي يا يوسف هقولك عيون يوسف و قلب يوسف لكن لما تقوليلي يا أبيه يوسف هقولك يا قرده زي ما بقول لروفان. ها بقي تحبي تقوليلي ايه.

- كاميليا بلهفه: يوسف يوسف يوسف بس...
- يوسف: بس ايه تاني
- كاميليا بغيرة: انا بس إلى ينفع اقولك يوسف مش حد تاني صح
- يوسف و قد فهم ما ترمي إليه فصغيرته تغار فهيا لا تعلم انه يعشقها حد الجنون و يمنع نفسه من التهامها بصعوبه، و لكنه تعمد عدم الفهم قائلا: حد زي مين يعني.

- كاميليا ببرائه: يعني نيفين مثلا
فأراد يوسف مشاكستها قائلا: نيفين دي حبيبتي
فاغتاظت كاميليا و هبت واقفه و عقدت ذراعيها حولها قائله بدموع: يعني نيفين كمان هتقولها عيون يوسف و قلب يوسف
فتهض يوسف و جذبها بين احضانه فقد صُدم عندنا رأي دموعها و لعن نفسه لأنه احزنها فقال مهدئاً: ليه بس الدموع دي.

ثم قام برفعها لتصل إلى مستوي طوله قائلا بهيام: مفيش غيرك قلب يوسف و عيون يوسف و روح يوسف، و لا حد غيرك هيبقي حرم يوسف الحسيني.

- كاميليا بفرحه: بجد يعني انت هتتجوزني انا حتى لو كنت مبروحش المدرسه و فاشله زي ما طنط سميرة بتقول
- يوسف بغيظ من اسلوب سميره و حقدها: متسمعيش كلام حد ابدا و انتي عمرك ما هتبقي فاشله و هتجوزك حتى لو كنتي اغبي واحده في الدنيا و سميره دي حسابها معايا...
و بعدين تعالي هنا انتي ليه مبتروحيش المدرسه
- كاميليا ببرائه: عشان مابحبش اصحي بدري...

- يوسف باستفهام: يا سلام. مانتي بتصحي بدري كل يوم تعمليلي قهوتي
- كاميليا بدلع غير مصطنع: لا مانا بصحي عشان اعملك القهوة و اشوفك و بدخل انام تاني علي طول اصلي بفضل سهرانه طول الليل افكر فيك
- يوسف بغيظ: والله ما حد هيجيب اخرتي غيرك. يا بت حرام عليكي إلى بتعمليه فيا دا.

- كاميليا ببرائه و هي ترفرف بعيونها الجميله: ليه هو انت زعلان عشان بفكر فيك طول الليل
- يوسف بتملك: اوعي تفكري في حد غيري اصلا
- كاميليا و هي تعبث في ازرار قميصه بدلال طفله: و انا اوعدك مش هفكر في حد تاني ابدا غيرك. امممم بس انت كمان توعدني انك متزعلش مني عشان مش بروح المدرسه و لا تقول لجدي عشان هيزعقلي و انا هزعل وهعيط يرضيك أعيط...

-يوسف بقهر: والله انا إلى هعيط، و بعدين تعالي هنا يا سوسه انتي بتتشرطي عليا
- كاميليا بدلالها اللذيذ و المحبب علي قلبه: لا مبتشرطش بس انا مش عيزاك تزعل مني.

يوسف بحزم و لكن بلطف: لو مش عيزاني ازعل منك يبقي تروحي المدرسه كل يوم و تذاكري و تبقي شاطره عشان انتي كاميليا الحسيني مينفعش تبقي خايبه.

- كاميليا: طيب افرض افرض يعني مثلا اضطريت اغيب يوم غصب عني مثلا يعني هتزعل
- قرصها يوسف من وجنتها الشهيه قائلا: يالا يا بت اجري روحي شوفي بتعملي ايه ورايا شغل.

و هم بالانصراف فتعلقت بيده قائله بلهفه: طب ممكن اسألك سؤال صغنون قد كدا و اشارت بإصبعيها
- فابتسم يوسف قائلاً: أسألي يا آخره صبري
- كاميليا بخجل و قد اخفضت رأسها قائله: هو انت بتحبني اوي
- فنظر لها يوسف و أخذ يتطلع إلى ملامحها بهيام بدأً من عيناها الذهبيه الرائعه ثم خدودها المحمرة بحمرة طبيعيه و أنفها الجميل و شفتيها المصبوغتين بالفراوله الطبيعيه ثم قال بعشق: اوي.

- فقالت كاميليا باستفهام: هو ايه إلى اوي
- يوسف بمشاكسه: لو مروحتيش المدرسه هزعل منك اوي
- جعدت ما بين حاجبيها و ضربت قدمها بالأرض بغضب طفولي و همت بالانصراف قائله: كدا طب والله لانا مخصماك.

و ما ان همت بفتح بابا الغرفه حتى جذبها يوسف مطوقا خصرها بيديه و قام بلفها و احتضانها بشده و اخذ يدفن رأسه في عنقها مستمتعا برائحتها المسكرة و أخذ يربت فوق ظهرها إلى أن هدأت ثورتها الطفوليه فقال بهمس قاتل: عارفه انا عرفت ازاي انك في الأوضه.

كاميليا بصوت مثير متأثرة بقربه: ازاي
- يوسف بنفس الهمس: من ريحتك، استحاله يا قلبي هدخل مكان فيه ريحتك و معرفش انك موجوده فيه حتى لو مشوفتكيش...

عند هذه النقطه استفاقت كاميليا من شرودها علي دمعه حاره تسقط من عيناها فقالت بدون وعي: ياتري لسه بتعرف ريحتي يا يوسف...

أحببتك بقلب طفله لا تعي شيئا من الدنيا سوي حبك. فأنت الأب و الأخ و الصديق و الحامي. عذرا حبيبي فما ذنبي انك دللتني و حميتني و حجبت عني وجود كل هذا الشر في العالم...

التفت كلا من علي و مازن و أدهم و يوسف فوجدوا غرام تدخل من المنزل بابتسامه بلهاء و تقول: هاي
فابتسموا جميعهم علي مظهرها الطفولي ثم مال أدهم علي مازن و قال بهمس: مش قولتلك متخلفه
فاخرسه مازن بنظرة ناريه، فهو كان غاضب جدا من عدم مجئ كارما مع غرام فظلت نظراته متعلقه بالباب يترقب وصولها.
عند أدهم الذي ابتسم اكتر كي يغيظها فما كان منها ان القت عليه نظرة غاضبه متوعده.

و أما عند يوسف فكان يراقب ما يحدث بأعين غامضه فهو قد شعر بأن هناك شئ ما يحدث من نظرات علي و ملامح وجهه التي ارتبكت للحظه.

الي هنا تنحنح علي و قام بادخالهم غرفه الصالون و استئذنهم قليلا حتى يستدعي والدته
دخل علي و هو يتنفس الصعداء فقد شعر من ملامح غرام بأن كاميليا كانت علي وشك الدخول
علي: غرام حصل ايه كاميليا و كارما فين
- غرام: الحمد لله لحقناها قبل ما تدخل من الباب و كارما خدتها وراحوا عالكورنيش و انا دخلت مكانها لما سمعناك و احنا مع ماما عالخط و انت بترحب بيهم قلبنا وقع في رجلينا.

- علي بحنق: انا عارف ان كاميليا مقالتش الحقيقه كامله و ان جو الخوف من الجواز و الفيلم إلى حكته دا مش حقيقي في حاجه كبيرة هيا مخبياها بس مش عايز اضغط عليها عشان مش اضايقها
- فاطمه بحنو: متضايقش نفسك يا علي و خليك متأكد ان كاميليا مبتكدبش اطلع انت بس لضيوفك و انا هاجي وراك اسلم عليهم و نجهز السفرة يتغدوا و ياخدوا واجبهم و يمشوا و بعدين نكلم كارما و كاميليا ييجوا و بعدها ربك يحلها.

زفر علي و قال مستسلما: للأسف مقداميش حل غير كدا
ثم خرج و عاد اليهم مرة آخري مرحبا ??
- علي: انتوا منورينا النهارده والله بشمهندس يوسف و استاذ أدهم اسكندريه منوره بيكوا
يوسف بوقار: اسكندريه منوره بناسها يا علي بيه
- أدهم: ممازحا ايه يا جماعه بشمهندس ايه و بيه ايه هو احنا في فيلم عربي قديم دا احنا حتى مش لابسين طرابيش ما تخليكوا فريش داحنا في رحله.

فضحك علي قائلا: ايه دا انت ليك في قفشات الافلام دانتا جتلي في ملعبي
فقال مازن بسخريه: لقيت واحد دمه يلطش ريك ابسط يا عم
- علي بتهكم: طبعا هننتظر ايه من واحد كئيب ذيك
ثم نظر علي ليوسف و قال بود: تسمحلي بقي اقولك يا يوسف و انت تقولي يا علي بما اننا هنضرب محشي ورق عنب كمان شويه مع بعض
ابتسم يوسف و قال: مادام فيها ورق عنب يبقي تقول إلى انت عايزه
فضحكوا جميعا و ظلوا يتحدثون إلى ان اتت فاطمه مرحبه بهم.

- فاطمه: يا اهلا وسهلا اذيك يا مازن يا حبيبي
فقام مازن باحتضانها و قدم لها ادهم و يوسف الذي نظر اليها مطولا و كأنه قد شعر بأن دماء محبوبته تجري في شرايينها
فابتسم و قبل رأسها بود قائلا: اذي حضرتك يا طنط
فشعرت فاطمه بالود تجاهه و ربتت علي كتفه قائله: بخير يا حبيبي فيك من ممتك يا يوسف تعرف انا مشفتكش من زمان اوي كنت لسه طفل صغير.

ابتسم يوسف قائلا: الدنيا بتلهي يا طنط لدرجه اننا بنتمني نرجع صغيرين تاني
صفيه: عندك حق يا ابني بس انتوا نورتونا والله
- علي بقولكوا ايه يا جدعان اجلوا حديث المسنين دا لبعد الأكل عصافير بطني جالها هبوط
فمازحه أدهم قائلا: والله يا ابني مش لوحدك دانا مجوع نفسي من امبارح لما سمعت ان فيها ورق عنب.

- مازن بسخريه: والله يا ابني اتتوا اللتني عاملين زي الحمير إلى بتاكل في النجيل لا الحمير بتشبع و لا النجيل بتخلص
فضحكت فاطمه بشده قائله: والله يا مازن يا ابني كلامك حكم
فتصنع ادهم الغضب قائلا: كدا يا طنط تنصريه علينا دا بياكل قد عشره بس اصله بيهري كتير فمبيبنش عليه.

فضحكوا جميعم ثم توجهوا للمائده فكانت غرام تسكب الطعام فاقترب منها أدهم و قال ممازحا: الاكل شكله يفتح النفس أكيد مش انتي إلى طابخه
فابتسمت غرام ابتسامه صفراء قائله: بالسم الهاري ان شاء الله
ثم دخلت لتطمئن علي كاميليا و كارما فالتقطت الهاتف و هاتفت كارما التي ردت بلهفه قائله: ايه الاخبار طمنيني كاميليا منهاره هنا و حالتها صعبه
- غرام: كل حاجه تمام بس مازن عينه هتتخلع عالباب مستنيكي تيجي.

- كارما بمكر: خليه يستني هو لسه شاف حاجه دانا هخليه يقول حقي برقبتي
-
- اخذت كاميليا الهاتف و قالت بلهفه: يوسف عامل ايه اقصد يعني شكله متغير يعني شك في حاجه
- غرام بهيام: يخربيت دا يوسف دا ايه القمر دا و العسل دا و العنين دي هو انتي كان عقلك فين يا بنتي و انتي بتهربي منه و آل سجن آل دا السجن إلى من النوع دا يبقي جنه.

- كاميليا بغيره: بطلي يا زفته انتي، انتي بتتغزلي فيه قدامي دانتي ايامك سودا معايا
- غرام بضحك - ما احنا واقعين اهوه امال ايه الدلع دا آل علي رأي المثل عيني فيه و أقول إخييه.

- اخذت كارما الهاتف قائله بنفاذ صبر: اخلصي يا زفته انتي و اي حاجه تحصل تبلغينا و اول ما ينزلوا كلميني علي طول يالا سلام
ثم نظرت إلى كاميليا التي هطلت دموعها دون وعي قائله: وحشني اوي يا كارما نفسي اشوفه و اترمي في حضنه و اشبع منه هتجنن عليه.

- كارما بحزن علي حالها: هو انتي بتحبيه اوي كدا
- كاميليا بوجع: بحبه بس دانا بعشقه انا. كل يوم بنام و هدومه و صورته في حضني
- كارما باستفهام: طب ازاي قبلتي تسبيه و تطلبي منه يرتبط بغيرك هو انتي مش بتغيري عليه.

كاميليا بحزن: بغير بس دانا بتجنن لما حد يقرب منه دانا كنت هموت لما غرام قعدت تتغزل فيه و انا. عارفه انها بتهزر انا قلبي بيتقطع كل ما اتخيل ان حضنه دا يكون لواحده غيري بس غصب عني في حاجات كتير بتبقي غصب عننا مش كل حاجه بنعملها بنكون من جوانا عايزينها في حاجات. القدر بيفرضها علينا غصب عننا.

ربتت كارما علي كتفها قائله بحنو: اهدي يا قلبي كل حاجه هتتحل ان شاء الله بس انتي قولي يارب
- كارما: يارب يارب انا ماليش غيرك فرح قلبي بقربه انت العالم بحبه قد ايه...

مضي اليوم بدون احداث فقد غادر يوسف و مازن و ادهم بعد الغداء بسبب مكالمه طارئه اتت ليوسف و ادهم بسبب العمل و علي أثرها غادر ثلاثتهم...
و عادت كلا من كارما و كاميليا التي اصرت ان تنتظر تحت البنايه في السيارة حتي. تلمح يوسف و هو يغادر فهي اشتاقته كثيرا.

في المساء تدخل كاميليا غرفه فاطمه للتحدث معها
كاميليا خالتو ممكن اتكلم مع حضرت شويه
- فاطمه طبعا يا روحي
- كاميليا خالتو مستر احمد طلب مني اني اسافر معاه انا و واحده زميلتي يومين تبع الشغل في الغردقه. هو انا بصراحه مكنتش موافقه بس بعد ما عرفت ان يوسف في اسكندرية قررت اني اسافر السفريه دي و علي ما ارجع يكون هو سافر.

- فاطمه تعالي يا كاميليا اقعدي جمبي
جلست كاميليا بحوار خالتها فاخذتها فاطمه في احضانها و قالت بحنان: قوليلي يا بنتي فيكي ايه و ايه إلى مخليكي تهربي من واحد زي يوسف دا بتحط عالجرح يطيب و سيبك من الكلام الاهبل إلى قولتيهولنا دا دانتي الحب باين في عنيكي زي الشمس.

بكت كاميليا كما لم تبكي من قبل فضمتها فاطمه بشده و بكت هيا الآخري و قالت من بين دموعها: كل دا حزن شيلاه في قلبك يا بنتي ليه كل دا يا حبيبتي قلقتيني و وجعتي قلبي يا كاميليا حصل ايه لكل دا ريحي قلبي يا بنتي.

حاولت كاميليا كبح دموعها و قالت من بين شهقاتها تعبانه اوي يا خالتو، ارجوكي متضغطيش عليا اول ما احس اني قادرة اتكلم هجري عليكي و هحكيلك.

طمأنتها فاطمه قائله خلاص يا قلبي براحتك و لو عايزة تسافري خلاص اعملي إلى يريحك اهم حاجه عندي تبقي مرتاحه.

احتضنتها كاميليا بحب و انصرفت عائده إلى غرفتها ثم ارتمت علي السرير لتكمل وصله نحيبها حتى ينقذها النوم ككل ليله...

اما عند يوسف فنجده يقف امام البحر يتطلع اليه بحزن كبير فقد كان يحلم بأن تكون الآن بين احضانه يتذوقان طعم السعاده التي حكم علي قلبه الا يعرف لها طريقها أبدا...

اخرجه من شروده صوت مازن يقول بممازحه: طبعا انا لو سبتك قدام البحر هتفضل واقف طول الليل و مش هتحس بنفسك
- فنظر له يوسف بصمت ثم اخرج من جيبه الجواب الذي تركته كاميليا قبل رحيلها فأخذه مازن و بدأ بقرائته فرفع حاجبه متعجبا من فحواه ثم قام بطي الورقه ثانيا و قال مستفهما: انت مصدق حرف من الكلام المكتوب دا؟

- يوسف: انت شايف ايه
- مازن: حسي الأمني بيقولي ان الجواب دا وراه حاجه كبيره كاميليا بتعشقك من و هيا طفله اي حد اعمي هيقدر يشوف حبها و افتتانها بيك
- يوسف بتهكم: للأسف طلعنا كلنا اغبيه و مبنفهمش حاجه لإن من الواضح كدا ان كلنا اتخدعنا فيها.

رفع مازن حاجبه بتهكم و قال: بلاش احنا اعتبرنا اغبيه يوسف الحسيني العظيم إلى البلد كلها من اكبر راس فيها لاصغر راس بيعمله الف حساب، إلى اسمه بيتهزله رجاله بشنبات، إلى تلتربع اقتصاد البلد في عبه، حته عيله تقدر تضحك عليه دانتا نص بنات مصر بتترمي تحت رجليك...
انت شوقك ليها عاميك يا يوسف و مدخلك في حاله الغضب دي هو انت مفكر ان غضبك دا كله ليه؟

دا عشان انت هتتجنن عليها ووحشاك مش عشان مصدق اي حرف من الهبل دا و اراهنك انك اول حاجه هتعملها اول ما تشوفها هتاخدها في حضنك كاميليا بنتك و تربيتك و بتحبك يا يوسف.

انفجر يوسف صائحا: امال ليه عملت كدا ليه كسرت قلبي كدا ليه دبحتني بسكينه الغدر و مشيت و سابتني لييييييه.؟

مازن باتزان: صحصح يا يوسف و فوق انت اكتر واحد عارف ان كاميليا زي السمك يموت لو طلع من الميه و هيا لو طلعت من حضنك هتموت فكر و شوف ايه إلى خلاها اختارت الموت اكيد في سبب قوي خلاها تعمل كدا متخليش غضبك يعميك انت عارف موقف جدك و مرات عمك و بنتها من كاميليا اكيد عملوا حاجه خلوها اضطرت تعمل كدا.

- يوسف بقهر: بقالي ست شهور بدفن نفسي في الشغل عشان انساها بقعد اهد في نفسي طول النهار في اجتماعات و مقابلات و عقود و صفقات و آجي آخر الليل اترمي عالسرير علي امل اني انام من التعب الاقي وجلي وخداني لأوضتها مبعرفش اروح في النوم غير و انا واخد هدومها في حضني عشان فيها ريحتها.

تعرف اني من يومها و انا قافل اوضتها و مخلي المفتاح معايا عشان خايف حد يدخل يغير حاجه فيها عايز كل حاجه شايله ريحتها كل حاجه عليها لمستها...
عارف لما لما تكون ماسك جمرة نار في ايدك و مجبر تبتسم و كإنها مكعب تلج...
عارف احساس انك تكون بتتنفس بوجود حد و فجأه الحد دا يختفي و يسيبك تتخنق...
عارف احساس انك طول الوقت مخنوق بتعافر عشان تاخد نفسك زي الغريق إلى عمال ينازع عشان يعيش...

عارف الاحساس دا اسمه ايه، دا قهر منتهي القهر و الظلم يا مازن...
ثم سقطت دموعه كالأنهار لأول مرة لم يكن قادرا علي منعها، فاحتضنه مازن بشدة و قال بحزن: اهدي يا يوسف ارجوك مش هقدر اشوفك كدا انت عمرك ما كنت ضعيف و لا مهزوم كدا، انت طول عمرك عامل زي الجبل مفيش حاجه تقدر تأثر فيك مهما الدنيا خبطت فيك مفيش حاجه كسرتك.

فقاطعه يوسف بقهر: الا غياب كاميليا كسرني اوي، اوي يا مازن
طمأنه مازن قائلا: هتلاقيها يا يوسف هقلبلك مصر حته حته و هنلاقيها بس اوعدني وعد شرف يا يوسف انك لما تلاقيها عمرك ما هتأذيها طمنها و اسمع منها اديها فرصه تانيه يا يوسف و اتنازل مرة واحده في حياتك عن مبدأ من مبادئك عشان تشتري سعادتك العمر كله...

اجابه يوسف بغموض هنشوف يا مازن اذا كانت هتستغل الفرصه التانيه دي و لا هتضيعها هيا كمان!

مر يومان لو يحدث فيهم ما يذكر سوي مكالمات مازن التي لم تجب عليها كارما فهي كانت تريده تريده ان يشتاق اليها و ايضا تريده ان يفهنم بأنه لن يستطيع الوصول اليها متي أراد...

حتي جاء يوم السفر وضبت كاميليا أغراضها في حقيبه صغيره و بالطبع لم تنسي ان تضع فيها صوره يوسف و قميصه فهي لن تستطيع النوم بدون احتضان صورته و القميص الذي احضرته معها فكانت عندما تشتاقه و بشده تذهب و ترتدي قميصه لتشعر برائحته حتى تستطيع النوم...

وصلت كاميليا إلى مقر عملها فلم تكد تطأ قدماها حتى سمعت صوت قادم من خلفها يناديها فالتفتت لتري سائق احمد يخبرها بأنهم سيتوجهون لمنزل زميلتها سمر ليقلهما إلى مكان، لمقابله احمد و السفر.

فاندهشت كاميليا قليلا و لكن حالتها النفسيه لم تسمح لها بالاستفسار فاطاعته و دلفت إلى السياره متنهده فكل ما كانت ترجوه ان تذهب بعيدا حتى لا يعثر عليها يوسف...

- شكري السائق: اتفضلي يا بنتي اشربي العصير دا شكلك مفطرتيش زيي
- كاميليا بامتنان: ميرسي يا عمو شكري انا فعلا مفطرتش
شربت كاميليا العصير ثم شعرت بارتخاء في جميع انحاء جسدها فلم تلحظ توقف السياره و انفتاح الباب المجاور لها فشهقت بخفوت عندما وجدت يد قويه تحتضنها بلهفه فرفعت رأسها بوهن و هيا تقاوم النوم و قالت بضعف يوسف!

فاحتضنهاا يوسف بشده و قال بلهجه آمرة نامي يا كاميليا لسه قدامنا مشوار طويل...
فكان آخر ما رأته قبل ان تستسلم للنوم هيا نظرات يوسف الغامضه لها وووو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة