قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن

رواية للعشق وجوه كثيرة للكاتبة نورهان العشري الفصل الثامن

مر الكثير و لم استطع التعرف علي ماهيه هذا الثقل في قلبي أهو إنطفاء، ام حزن، أم إكتئاب! لا فروحي قد خاضت كل ما سبق، و هذا لا شئ مما أشعر به الآن...
فثمه شعور قاتل يجتاح كياني فقط أشعر به و لا استطيع الافصاح عنه، أود الهروب منه و من كل التساؤلات و التخبطات و التخمينات و كل ما يجعلني اقع في هذه الحيره اللعينه...
فأنا متعب من الصمت، و من الحديث، و من نفسي أيضا...

في الاسكندريه تحديدا في كليه الطب نجد ذلك المارد الغاضب يقتحم باب المدرج بدون اي استئذان فلم يأبه لتوبيخ ذلك الدكتور فأخذت يجول ببصره يبحث عن معذبه قلبه ف فوجدها تنظر اليه بذعر غير مصدقه ما تراه عيناها، فتقدم إليها بكل هيبه و غرور اذاب قلوب جميع الفتيات حوله فكانت بعض المهمات، مين القمر دا، ايه دا شفتي المز دا، يلهوي هو في كدا...

فلم يهتم بما يدور حوله كان نظره منصب عليها و ما ان وصل إلى مقعدها حتى بسط زراعه امامها فنظرت إلى يده الممدودة إليها في دعوه صريحه لتسليم قلبها قبل يدها فهمت بالرفض، و لكن اوقفتها تلك النظرة المرعبه التي حدجها بها فعلي الفور وضعت كفها في يده فقام بسحبها خلفه إلى خارج المكان تاركين الكثير من الاعين منها مزهوله و حانقه و آخري حاسده...

و ما ان خرجوا حتى صاح الدكتور غاضبا من ذلك المغرور الذي لم يبالي به و اطاح بكبرياؤه امام تلامذته: البنت دي اسمها ايه...
فصاحت احدي الفتيات بغل: اسمها كارما هاشم يا دكتور
فقال بشر: انا هوريها هيا و الكلب دا.

في الخارج نجد مازن يسحب كارما خلفه و اسنانه تصطق من الغضب غير آبه لغضبها و لا محاولاتها المستميته للتخلص من قبضته الاشبه بالفولاذ فكانت تضربه علي يده تارة و تركله بقدمها تارة آخري...
فجأه التفت مازن فاصطدمت كارما ب صدره و لكنها تفاجئت بعيونه التي تقطر دما من شده الغضب و نبره صوته المرعبه و هو يهتف من بين اسنانه قائلا: احسنلك تسكتي متتقليش حسابك معايا اكتر من كدا فاهمه و لا لا...

فلم تستطع التفوه بحرف من شده رعبها منه، اما عنه فواصل سيره إلى ان وصل بها إلى سيارته فتح الباب و القاها بعنف ثم التفت و ذهب إلى مقعده امام المقود و ادار السياره بغضب وانطلق بسرعه جنونيه جعلت تلك الجالسه بجواره تشعر بالفزع فقالت برعب: مازن ارجوك اهدي احنا كدا ممكن نعمل حادث
فما كان منه سوي انه ذاد من سرعته.

مما ذاد من رعبها فنزلت دموعها و امتدت يداها لتلمس يده الممسكه بالمقود و قالت ببكاء هز قلبه: مازن انا هموت من الرعب ارجوك هدي السرعه
فاتتفض مازن بعنف ناتج عن ضعفه امام لمستها و صوت بكائها فاوقف السياره بغته و انتفض جاذبا يده من بين يديها قائلا بغضب شديد: مش عايز اسمع صوتك فاهمه.

فانفجرت كارما في نوبه ببكاء شديدة من عنفه معها، فزفر مازن حانقا من تأثيرها اللعين عليه فأخذت يده تعبث في خصلات شعره بعنف قاد ان يقتلعها من جذورها
و اخذ ينفث النيران المدلعه من جوفه علي هيئه شهيق و لكنه لم يتحمل دموعها اكثر فحاول جذبها بين احضانه فانفجرت في وجهه قائله بعنف: ابعد عني اوعي تفكر تلمسني فاهم و لا لا واخذت تضربه علي صدره بغضب.

فصاح مازن بعنف: اخرسي انتي كمان ليكي عين تتكلمي بقالي قد ايه بحاول اوصلك و سيادتك و لا معبرني سيباني هتجنن عليكي و انتي و لا انتي هنا انتي فاكرة انك كدا بتربيني فوقي يا هانم شوفي انتي بتتعاملي مع مين انا مازن المنشاوي مش حته عيله زيك تعمل فيا انا كدا.

فنظرت له كارما من بين دموعها نظره انكسار جعلته يلعن نفسه سرا كيف طاوعه قلبه ان يؤذيها بهذا الشكل فاوشك علي الاعتذار لها و لكن اوقفه رنين هاتفه
فاجاب مغتاظا: ايوه يا استاذ زفت هو انا مش ورايا غيرك.

فأجاب أدهم بغضب: مش وقت يا غبي انت كلامك دا. شكل في مصيبه يوسف لم حاجته و سافر فجأه و لما كلمته قالي انه خلص إلى كان جاي عشانه و بعدين سمعت صوت همس جنبه كدا زي ما يكون حد متخدر تقريبا دا صوت كاميليا و لما سألته مين دي قالي ملكش فيه قولتله دا صوت كاميليا قالي مش شغلك و قفل في وشي انا مرعوب ليعمل فيها حاجه انت عارف يوسف في غضبه بيبقي مش شايف قدامه.

صاح مازن قائلا: انت بتقول ايه يا أدهم لقي كاميليا فين و ازاي اكيد انت سمعت غلط كاميليا ايه إلى هيجبها اسكندريه
- أدهم بتأكيد: انا متأكد انها كاميليا و إلى أكدلي اكتر لما قفل في الكلام عرفت ان في حاجه غلط احنا لازم نلحقه قبل ما يتهور
مازن: طب اقفل يا أدهم و انا هتصرف
ثم اغلق الهاتف منمتما بحنق الله يخربيتك يا يوسف هتعمل ايه ربنا يستر.

و لم يلحظ تلك التي امتقع وجهها ما ان سمعت ما اخبره به أدهم فقالت برعب: هو ممكن يأذيها يا مازن.؟ هو ممكن يأذي كاميليا.

فصُدم مازن من حديثها قائلا: انتي تعرفي كاميليا
فاجابت بصوت خافت: اه اعرفها كاميليا كانت قاعده عندنا
شعر مازن و كان صاعقه ضربته هل يمكن ان تكون كاميليا قريبه منهم إلى هذا الحد و لم يروها؟ فشعر بمليون سؤال يدور برأسه بقال بلا وعي معقول يكون يوسف عارف مكانها عشان كدا جه فجأه؟! طب ليه طلب مني ادورله عليها؟!
و ايه السر إلى خلاه استني كل دا و مرحش جابها؟!

ثم توقف كمن تذكر شئ فاردف قائلا بزعر عشان كدا كان بيتكلم عن الفرصه التانيه و ازاي هتستغلها يبقي اكيد هو كان عارف مكانها من قبل ما ييجي و الا مكنش هيبقي عنده الثبات دا، طب ليه مقاليش.؟!
يبقي اكيد بيخطط لحاجه
ثم نظر لكا لكارما بغضب فامسك معصمها بشدة حتى كاد ان يقتلعه قائلا بغضب مميت: انتي تقوليلي دلوقتي كل حاجه تعرفيها و ازاي كاميليا جت عندكوا و إياكي تكدبي في حرف ثم صرخ مردفا فاااااهمه.

عودة إلى القاهرة تحديدا في مشفي للأمراض العقليه يقف رائد يتحدث إلى الطبيب الخاص بوالدته
رائد: يعني مفيش أمل يا دكتور تفوق و تبقي كويسه
الدكتور بعمليه: دي مسأله وقت يا رائد بيه احنا بنعمل إلى علينا و الباقي علي ربنا ادعيلها
رائد بغضب: يا دكتور انت بقالك سنين بتقولي الكلام دا و مفيش اي تحسن و لو بسيط في حالتها.

- الدكتور: يا رائد بيه كل إلى عند والدت حضرتك نفسي مش عضوي هيا محتاجه حافز قوي يخليها تخرج من ااقوقعه إلى هيا فيها و دا في ايدك انت، انت الوحيد إلى يقدر يخرجها من الحاله دي
- زفر رائد حانقا فهو لم يدع شئ لم يفعله حتى يخرجها من هذا ااصمت الرهيب فهي منذ تلك الحادثه اابشعه التي تعرضت لها علي يد ذلك المجرم عامر الحسيني و هيا في تلك الحاله الأشبه بالأموات فقد حرمه هذا اللعين من حنان والدته و والده.

. منذ ان كان في السابعه من عمره و لكن من حسن حظه ان أخذه الموت قبل ان ينتقم لوالدته التي قام باغتصابها بابشع ااطرق وحشيه و تركها تنزف حتى الموت و استطاعوا انقاذها بأعجوبة و منذ ذلك اليوم و هي علي هذا الحال...

اما عن والده فهو كان شاهدا علي عذابه و ألم و شعوره بالخزي لعدم قدرته علي الوقوف امام تلك العائله ذات النفوذ الواسع فقد كان رحيم الحسيني شخصيه صارمه و مرعببه و ذو سلطه كبيرة لا يستطيع احد الوقوف امامه...
لهذا كان رائد أمله الوحيد في الإنتقام فكان لا ينفك ان يبث سمومه في عقله حتى جعله يعيش و يتنفس فقط من أجل الأخذ بثأره من آل حسيني.

فاق رائد من تأملاته علي صوت الدكتور يخبره بأنه يجب ان يحاول مرارا و تكرارا مع والدته حتى يجعلها تستجيب و تحاول الرجوع مجددا للحياه الطبيعيه...
طلب رائد الدخول إلى والدته للتحدث معها فسمح له بذلك.

دلف رائد لداخل غرفه والدته تلك السيده الجميله ناهد الرفاعي التي تمتلك ملامح غايه في الجمال و الرقه و لكنها تضج بالحزن الذي ارجعه رائد لتلك الحادثه البشعه التي تعرضت لها، لم يكن يدري ان ما تحمله تلك السيده من أسرار أبشع و أبشع من ان يتخيلها عقله...

- اقترب رائد من والدته محدثا اياها بشوق كبير: وحشتيني اوي يا امي هتفوقي امتا بقي نفسي اترمي في حضنك إلى اتحرمت منه بقالي سته و عشرين سنه ارجعيلي ارجوكي و انا هجبلك حقك من كل إلى أذوكي و أولهم بابا...
ثم نزلت دمعه حارة من عينيه فقال بألم انا ضايع من غيرك يا ماما انا أذيت الإنسانه الوحيده إلى حبيتها مقدرتش احميها من غضبي و جنوني و أنتقامي.

فوقي ارجوكي و الحقيني قبل ما كل حاجه حلوة جوايا تروح و تختفي انا ماليش غيرك انتي سمعاني ارجوكي اعملي اي حاجه تدل علي انك سمعاني ارمشي بعنيكي و انا هفهم.

لم يجد منها اي رد فعل فزفر بحزن و نهض قائلا انا همشي دلوقتي و هجيلك تاني...
ثم اقترب و وضع قبله حانيه علي جبينها و نصب عوده متجها لباب الغرفه مغادرا فلم يلحظ تلك الدمعه التي فرت من اعين تتلوي بنيران الحزن و الغدر و الفقد دون القدره عن التعبير عما يعتمل بداخلها خوفا علي فلذه كبدها...

في كثير من الاحيان نلجأ إلى تحمل نيران الصمت خوفا من مراره الحديث الذي سيودي بنا و بأحبتنا إلى الهلاك، فنبتلع جمرات حقيقه ان بُحنا بها ستحرقنا و ان لم نبح ستأكلنا من الداخل فما اقسي ذلك الشعور...

عودة إلى الاسكندريه...
قامت كارما بقص كل شئ علي مازن منذ ان وطأت كاميليا قدماها بيتهم حتى هذه اللحظه.

فجن جنونه قائلا بصراخ يعني طول الوقت كانت عندكوا و انا معرفش...
يعني يوم ما كنا عندكوا كانت كاميليا هتفتح الباب و تدخل علينا و انتوا عملتوا الفيلم دا كله عشان منشوفهاش
ثم نظر إليها باذدراء قائلا: و انتي يا كارما مكنش عندك اي ذرة ثقه فيا تخليكي تحكيلي
كارما ببكاء والله غصب عني خفت احكيلك تقوله علي مكانها و هيا كانت مرعوبه ليعرف هيا فين.

مازن بحزن عشان كدا مكنتيش بتردي عليا اليومين إلى فاتوا يا تري بقي بتأدبيني و لا كنتي مكسوفه توجهيني و خصوصا اني حكتلك اد ايه يوسف اتعذب في بعدها.

فلاش باك
في بهو فندق (، ) تجلس كارما مع مازن منتظرين وصول أدهم
كارما: هو مين ادهم دا و ليه عايز تعرفني عليه
- مازن: أدهم دا ابن خالتي هو و يوسف و يبقوا اقرب ناس ليا عشان كدا عايز اعرفهم عليكي هتشوفي ادهم النهارده و في اقرب وقت ان شاء الله هعرفك علي يوسف.

- جففت كارما حلقها الذي جف عند سماع اسم يوسف فهذا ما كانت تخشاه منذ ان اخبرتهم كاميليا بعلاقه يوسف و مازن فحاولت ان لا تظهر ما يعتمل بداخلها فسألت بصوت حاولت ان تجعله غير مبالي قدر الامكان
- و هما متجوزين بقي و لا ايه
رفع مازن ححاجبه مستغربا و لكنه اجاب بسلاسه أدهم معقد شويه مالوش في سكه الجواز دي و يوسف كان كاتب كتابه بس الدنيا لخبطت معاه شويه اليومين. إلى فاتوا دول و مش عارفين هترسي علي ايه.

كارما بسخريه مصطنعه: متقوليش انه ظروفه وحشه و مش عارف يتجوز
ابتسم مازن بمراره قائلا: ياريت كان الموضوع كدا كانت سهله اصلا يوسف دا يا بنتي الملايين عنده ملهاش عدد دا ماسك تلتربع اقتصاد البلد.

كارما باستفهام: امال ايه ظروفه دي إلى منعاه يتجوز.

- مازن: كان بيحب بنت عمه من و هيا طفله و وقف قدام جده و العيله كبها عشان يتجوزها و فعلا راح كتب كتابه عليها و حطهم كلهم قدام الامر الواقع و بالذات جده إلى خيره بينها و بين ثروته كلها و اختارها هيا فجأه بعد كتب كتابهم بكام ساعه هربت و سابت البيت من غير ما حد يعرف و من وقتها يوسف هيتجنن و حاله اتشقلب و اتحول من انسان مرح و متفائل لإنسان عصبي جدا لا يحتمل و مبقاش حتى بيبص في وش حد فينا اتحول 360 درجه.

- كارما باهتمام: طب تفتكر هيا ليه عملت كدا
- مازن بتفكير: والله يا كارما ما عارف ايه يخلي كاميليا تهرب كدا و خصوصا ان هيا عارفه ان يوسف روحه فيها دي زي ما يكون عايزه تموته بالبطئ.

- كارما مدافعه: مش يمكن عندها اسباب قويه
- مازن: اسبابها دي كلها ملهاش لازمه بعد إلى عملته اهم حاجه دلوقتي ان يوسف ميلاقيهاش و هو في حالته دي او حتى لما يلاقيها اكون معاه عشان الحقه من اي حاجه غلط ممكن يتهور و يعمله في لحظه غضب.

- كارما بزعر: هو ممكن يأذيها لو لقاها
- مازن ربنا يستر، هو احنا هنقضي اليوم كله في الكلام عن كاميليا و يوسف و لا ايه.

عوده إلى الواقع...
كارما بتوسل ارجوك متقولش كدا انا كنت مرعوبه بجد انه يعرف و لما حكتلي علي حالته كنت عامله زي التايهه مكنتش عارفه اعمل ايه ارجوك سامحني انا خفت ليأذيها والله.

مازن بسخريه و مفكرتيش هو لو لقاها دلوقتي ممكن يعمل فيها ايه تخيلي كدا و فكري عقلك الغبي مقالكيش واحد لقي مراته إلى كان بيعشقها و هربت منه يوم كتب كتابهم و سيباله حته ورقه تقوله فيها ان الجواز مسئوليه هيا مش قدها و انها اتسرعت مفكرتيش لما يلاقيها ممكن يعمل فيها ايه او خياله في الفترة إلى سابته فيها هيصورله ايه.

كارما بزعر والله ما فكرت في دا كله و بعدين هو بيحبها و اكيد بيثق فيها يعني عمره ما هيأذيها
مازن بغضب عشان غبيه اي راجل في مكانه كبرياؤه هو إلى هيتحكم فيه و هيدوس علي مشاعره قصاد الاهانه إلى هانتهاله و خصوصا واحد زي يوسف و في مكانته عمره ما هيعدي إلى حصل بسهوله كان ممكن تقوليلي و نلاقي حل نمنع المصيبه دي.

كارما بلهفه ارجوك كلمه و اعرف منه حصل ايه دي ماما ممكن تموت فيها لو حصل لكاميليا حاجه
مازن بسخريه مش بقولك غبيه و هتفضلي غبيه علي اساس انه هيقولي حاجه اصلا
فأخفضت كارما رأسها بحزن فقد اهانها كثيرآ فآلمه قلبه بشده علي حزنها فقال بهدوء: مسمعش نفسك انا هكلمه هحاول افهم منه اي حاجه
ثم التقط هاتفه و قام بالاتصال بيوسف الذي اجاب بسخريه واضحه من رنه صوته فقال يوسف: اهلا بوحش الداخليه.

- مازن: اهلا يا يوسف عندي ليك خير حلو
- يوسف بنفس لهجته أشجيني
- مازن بترقب لرده فعلا انا عرفت مكان كاميليا
قهقه يوسف بشده ثم قال بعبث كاميليا مكانها معروف يا مازن من زمان
مازن باستفهام يعني ايه مش فاهم
يوسف باستهزاء ياخي مش عارف انت قاعد تعمل ايه في الداخليه، ثم اردف بنبره مرعبه في حضني مكانها في حضني يا أدهم و اهي رجعت لمكانها تاني.

أدهم مسايسا: يوسف كاميليا دي حب حياتك بنتك إلى مرييها علي ايدك اوعي تأذيها اوعي تعمل حاجه تندم عليها باقيه عمرك احتويها و افهم منها هيا عملت ليه كدا ادي فرصه تانيه مرة واحده في حياتك
يوسف بغموض الفرصه التانيه هيا ضيعتها بإيدها و كل واحد لازم يدفع تمن أخطاؤه و كاميليا مش استثناء يا مازن.

فصاح مازن بغضب لا استثناء يا يوسف لما تبقي روحك فيها و هيا النفس إلى بتتنفسه يبقي استثناء يا يوسف...
فوق و متسلمش نفسك للشيطان و اسمع كلام قلبك و صدقني مهما عملت فيها و مهما عاقبتها هتبقي بتعاقب نفسك معاها اتنازل مره واحده عشان خاطرها و عمرك ما هتندم.

يوسف بوجع من كلامه حاول ان يداريه قدر المستطاع
سيب كل حاجه للظروف، المهم مش عايز حد يعرف حاجه من إلى في البيت و نبه علي زفت أدهم ميقولش حاجه لحد...

-مازن بصدمه: ايه دا هو انت مش هتاخدها عالبيت
- يوسف بغموض: قولتلك كل واحد لازم يتعاقب علي أخطاؤة
- مازن بغضب: الله يخربيتك يا يوسف هتعمل فيها إيه، فلم يكاد ينهي جملته حتى وجد يوسف قد اغلق الخط بل اغلق الهاتف ايضا.

زفر مازن بحنق متمتما الله يهديك يا يوسف و ربنا يستر عليها من جنانك...
ثمنظر إلى كارما شزرا و قال يالا عشان اوصلك بيتكوا و اروح الحق المجنون دا قبل ما يعمل مصيبه.

ثم قام باداره محرك السياره و هو يسب و يلعن بغضب ففاجئته بوضع يدها فوق كفه الممسك بالمقود قائله بتوسل
طب و احنا.؟

فرد بسخريه: إحنا! للأسف يا هانم مبقاش في احنا. انتي موثقتيش فيا اختارتي تخبي و تهربي و مفكرتيش في لحظه في شعوري هيبقي ازاي لما اعرف، انتي عمرك ما حبتيني لو كنتي حبتيني كنتي وثقتي فيا و جيتي حكتيلي و انتي واثقه اني هعمل الصح بس للأسف، ثم تنهد بأسف قائلا انا هبعد عنك زي ما كنتي عايزه و هوفر عليكي هروبك مني لإني مش هجري و لا هدور عليكي تاني...

مؤلم ان تكون عده حروف بسيطه قادره علي سحق قلبك بين طيات معانيها فتشعر بانطفاء روحك للحد الذي يسلبك القدره علي الكلام. ، كعاجز فقد جميع حواسه بغته فلم يتبقي له سوي دموع بائسه تزيد من ألمه و معاناته فقط...

في مكان ما مجهول أخذ يوسف يتطلع لتلك الجميله النائمه في منتصف فراشه التي تشبه في جمالها الملائكه فقد كان يريد انا يقبل كل انش فيها من شده شوقه إليها و لكن كبرياؤه الجريح كان يمنعه بشده فهو إلى الآن غير قادر علي تصديق ما فعلته به فهروبها منه آلمه بشده فلو اخبرته برغبتها في تأجيل الزفاف لم يكن ليعترض فهو دائما ما يلبي لها رغباتها حتى و إن كانت علي غير هواه...

زفر يوسف بضيق و هم بالخروج من الغرفه و لكن اوقفته توسلات قلبه الذي كان يرجوه بالا يحرمه لذة قربها الذي تمناه كثيرآ...

فاقترب منها يوسف محتضنا اياها بشوق بلغ ذروته و قبل ما بين عينيها قائلا بوجع: ليه تعملي في قلبي كدا،؟ قلبي إلى مكنش عايز من الدنيا غيرك كان مستعد يتخلى عن كل شئ يملكه و كان يكفيه حضنك، ليه تحكمي عليه يعيش تعيس باقيه عمره ليه و انتي عارفه انك نقطه ضعفه الوحيده ليييه،؟ المفروض اني جايبك هنا عشان بعاقبك بس شوقي ليكي غلبني اوي و قلبي الخاين بيتوسلي عشان اسامحك و ارجعك لحضنه تاني.

ثم نزلت دمعه حاره من عينيه لتستقر علي شفتيها المنفرجه قليلا بإغرء و كأنها تخبره بأنها منبع ارتوائه الوحيد. فأخذ ينهل من شهدها بنهم ظمآن لم يتذوق طعم المياه منذ بدايه حياته...
و لكن ما جعله يستفيق من ذلك السحر عندما وجدها تبادله شغفه و ما جن جنونه اكثر عندما سمعها تقول هامسه، يوسف وحشتني اوي...

فنظر إليها بعدم تصديق فوجدها مازالت تحت تأثير المنوم فقد كانت تهذي باسمه أيعقل ان تكون تعشقه إلى هذا الحد إذن لماذا تركته لماذا القت به في بحور العذاب و ذهبت دون ان تلتفت إلى الوراء.

تنهد يوسف و قال بألم: انتي فرحتي و لعنتي في نفس الوقت هتعمل فيا ايه اكتر من كدا
كان يظن انه سيطفئ نيران شوقه فيها و لكن ما لم يتوقعه هو ان يشتعل شوقه بها أكثر فأصبح كنيران تحرق احشاؤه.

فكان يعتصرها بين ذراعيه كمن يريد ان يدخلها بين ضلوعه فتململت بين احضانه متألمه فقد كان عناقا كاسحا فقد أوشكت عظامها ان تتكسر، فشعر يوسف بغضب يجتاح صدره من ضعفه أمامها فنهض حتى يحميها منه من شوقه جنونه و غضبه و ذهب للمياه علها تطفئ نيرانه...

قضي يوسف الكثير من الوقت تحت المياه البارده علها تريحه و لكن هيهات فقد كانت كمن يلقي البنزين فوق النار فعزم أمره علي مقاومه ضعفه اللعين تجاهها و محاسبتها علي ما افترفته بحقه فهو لم يعد ذلك العاشق المتيم بها فقد تغير كثيرا و سيجعلها تري ذلك...

بعد مرور عده ساعات تململت كاميليا في نومتها و بدأت في الاستيقاظ فوجدت نفسها في فراش غرريب فنظرت حولها فلم تجد سوي الظلام و ذلك الجالس علي الكرسي و حوله موجه من الدخان المتصاعد من جراء احتراق سيجاره
فتمتمت كاميليا بصوت خافت يوسف.!
فقال يوسف بسخريه: كويس انك لسه فكراني
- كاميليا بوهن: انا فين
- يوسف بنفس لهجته: في جحيمي يا كاميليا
- كاميليا بزعر: هو انت عرفت مكاني ازاي، و ناوي تعمل فيا ايه.

نصب يوسف عوده الفارع واقترب منها بخطوات بطيئه بعثت الرعب في قلبها و قال بجانب أذنها بصوت كفحيح الأفعي: من أول ما خرجتي من البيت و انا عارف انتي فين
اما هعمل فيكي ايه بقي دي مش محتاجه اقولها عشان هتشوفيها بعينك وووووو...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة